سَقَتني حُمَيّا الحُـبّ راحـةُ مُقلتـي(1) |
|
وكأسي مُحَيّا مَـن عـن الحُسن جَلّتِ(2) |
فأوهمـتُ صَحبي أنّ شـُرْبَ شرابهـم |
|
بـه سـُر سِرّي ، في انتشائي بنظرة(3) |
وبالحَـدَقِ استغنيـتُ عن قدحي ومـِن |
|
شمـائلها ، لا مـن شمولي ، نشوتي(4) |
ففي حـانِ سكري ، حان شُكري لفتيةٍ |
|
بهـم تـمّ لـي كتمُ الهوى مع شهرتي |
ولمّا انقضى صحـوي تقاضيتُ وَصْلها |
|
ولم يغشَني في بسطها ، قبضُ خشيتي(5) |
وأبثَثْتُهـا مـا بي ، ولـم يكُ حاضري |
|
رَقيـبٌ لها ، حـاظٍ بخلـوة جلوتي(6) |
وقلـتُ ، وحالي بالصبابـةِ شاهـدٌ ، |
|
ووجـدي بها ماحـِيَّ ، والفقدُ مُثبتي : |
هَبي ، قبـل يُفني الحُـبُّ منّي بقيـّةً |
|
أراكِ بهـا ، لـي نظـرة المتَلَفـتِ |
ومنّي على سمعـي بلَنْ ، إن منعتِ أن |
|
أراكِ ، فمِـن قَبلي ، لغيـري ، لَذَتِ |
فعنـدي ، لسُكـري ، فاقـةٌ لإفاقةٍ(7) |
|
لها كِبدي ، لـولا الهـوى ، لم تُفَتّتِ |
ولـو أنّ مـا بي بالجبال ، وكان طو |
|
رسينـا بهـا ، قبلَ التجلّي ، لـدُكّتِ |
هـوّى عبـرةٌ نَمّتْ بـه وجوىً نَمَتْ |
|
بـه حُـرقٌ ، أدواؤهـا بـيّ أودَتِ |
فطـوفان « نوح » عند نَوحي كأدمُعي |
|
وإيقـادُ نيـرانِ « الخليلِ » كلـَوعتي |
ولـولا زفيري أغـرَقَتنـي أدمُعـي ، |
|
ولـولا دمـوعي أحرقتني زفـرتي |
وحُـزني ، مـا يعقـوب بـَثّ أقلَّه ، |
|
وكُـلّ بِلى أيـّوبَ بعـضُ بلِيّتـي(8) |
وآخِرُ ما لاقى الأُلى عشِقوا ، إلى الـ |
|
ـردى بعضُ ما لاقيتُ ، أوّلَ محنتي |