دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 233

46 ـ موسى الرامحمداني(1) 1089 هـ .
47 ـ ابن عبد الجواد الشربيني(2) 1098 هـ .
48 ـ نعمان الأعرجي(3) ، القرن 11 هـ .
49 ـ راشد بن سليمان الحريري(4) القرن 11 هـ .
50 ـ محمد بن نفيع الحلي(5) القرن 11 هـ .
51 ـ محمد بن السمين(6) القرن 11 هـ .
52 ـ أحمد بن علي العيناثي(7) القرن 11 هـ .

(1) الرام حمداني : هو الحلبي موسى ؛ ولد عام 1004 هـ وكان شافعي المعتقد ، ومكفوف البصر ، أديب ناظم ، له مشاركات في الرياضيات والعلوم الحكمية ، مولده برام حمدان من أعمال حلب فسكن حلب وتوفي بها ، من مؤلفاته : نظم الأسماء الحسنى ، وديوان شعر .
(2) ابن عبد الجواد الشربيني : هو يوسف بن محمد بن عبد الجواد بن خضر الشافعي ، ولد في أوائل القرن الحادي عشر الهجري ، في مصر وتوفي بها ، أديب فاضل وشاعر ماهر ، من آثاره : هز القحوف ، طرح المدر ، شرح القصيدة اللامية المهملة الحروف .
(3) نعمان الأعرجي : هو من الاشراف الحسينيين ، ولد في الحلة وتوفي بها في هذا القرن ، وكان شاعراً أديباً ، له مساجلات مع شعراء عصره ؛ والذي منهم محمد بن عبد الحميد البغدادي المعروف بحكيم زاده .
(4) راشد بن سليمان الحريري : وقيل الجزيري ، قال شبر في أدب الطف : 5/51 هو أخو الشيخ إبراهيم مجتهد الزمان ، والظاهر أنه من حرفوش ـ لبنان ـ ومنهم الشيخ محمد الحرفوشي وابنه الشيخ إبراهيم .
(5) محمد بن نفيع الحلي : هو عضد الدين محمد بن محمد بن نفيع ، كان من العلماء الأفاضل بحلة ـ العراق ـ وكان أديباً شاعراً ، أكثر شعره في الولاء لأهل البيت عليهم السلام ورثاء الإمام الحسين عليه السلام .
(6) محمد بن السمين الحلي ، كان من علماء وأدباء القرن الحادي عشر الهجري ، الساكنين في الحلة ـ العراق ـ بل لعل ولادته ووفاته كانتا بها .
(7) أحمد بن علي العيناثي : يعرف بابن خاتون العاملي ، ولد في عيناثا الواقعة في الجنوب اللبناني ـ جبل عامل ـ وكان عالماً فاضلاً وأديباً شاعراً وزاهداً عابداً .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 234

53 ـ علي بن الحسين السبعي(1) القرن 11 هـ .
54 ـ عبد الوهاب الطريحي(2) القرن 11 هـ .
55 ـ فرج بن محمد الإحسائي(3) القرن 11 هـ .
56 ـ أحمد بن عبد الرؤوف الجدحفصي(4) القرن 11 هـ .
ومن استقراء الوضع في هذه الفترة نتوصل إلى أن غالب من كتب عن تاريخ الأدب العربي لهذه الفترة الزمنية توقف عن الحديث عنها وعن بعدها أي بعد العثمانيين مباشرة ، ولعل السبب في ذلك يعزى إلى مسألة أن الحكم لم يكن عربياً فلم يتمكن شعراء العرب من التوسع حيث لم يلاقوا تشجيعاً من المسؤولين كما عهدوا به من قبل ، ولكن الملاحظ أيضاً أن مجموعة من الشعراء الحسينيين برزوا في هذه الفترة أيضاً إذ لم يفتر نشاطهم ، ويمكن أن يعزى سبب ذلك إلى عامل من وراء النظم والإنشاء حيث ان الشاعر الحسيني له منظار يختلف عن منظار عامة الشعراء لأنه لا يستهدف الارتزاق ولا يريد إرضاء الحاكم ، ويهمه النشر إذ الدافع هو الإيمان بالقضية من جهة ونيل الأجر الأخروي من جهة ثانية ، ولذلك فلا يخضع للتأثيرات الأخرى .
وفي هذه الفترة أيضاً برز بعض ألوان من الشعر غير العربي في قاموس الأدب العربي ومن ذلك شعر الدوبيت .

(1) علي بن الحسين السبعي : الظاهر أنه ممن ينتمي إلى سبع بن سالم بن رفاعة الذين أصلهم من البحرين وسكنوا الحلة ، والمترجم له كان حلي المولد والوفاة وكان عالماً فاضلاً وأديباً شاعراً .
(2) عبد الوهاب الطريحي : هو ابن محمد علي ، سبقت ترجمته .
(3) فرج بن محمد الاحسائي : ولد في الاحساء وكان عالماً فاضلاً وأديباً شاعراً وهو غير فرج بن محمد الخطي المولود في القديح المتوفى نحو عام 1135 هـ ، ذكره « شخص » في اعلام هجر ، كما ذكر الخطي في شعراء القطيف .
(4) أحمد بن عبد الرؤوف الجدحفصي : حفيد السيد حسين الموسوي البحراني ، وكان والده وحفيده عبد الرؤوف بن حسين بن أحمد بن عبد الرؤوف عالمان فاضلان وشاعران أديبان ، كما أن عدداً من أسرته كانوا كذلك ، وكان هو أيضاً أديباً شاعراً ولد وتوفي في جدحفص ـ البحرين .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 235

ومن الأمور التي تجدر الإشارة إليها أن هناك دولاً موالية لآل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حكمت في هذه الفترة ولم ترضخ للحكم العثماني وكان لها تأثير في الحركة الأدبية عند الشيعة بشكل عام ولو بشكل غير مباشر وهي :
1 ـ الدولة البهمنية في الهند والتي كانت تحكم من گلبرگه (748 ـ 933 هـ) .
2 ـ الدولة النظامشاهية في الهند وعاصمتها أحمدنگر (896 ـ 1016 هـ) .
3 ـ الدولة العادلشاهية في الهند وعاصمتها بيجاپور (895 ـ 1097 هـ) .
4 ـ الدولة الصفوية في إيران والتي استقرت عاصمتها أخيراً في أصفهان (908 ـ 1149 هـ) .
5 ـ الدولة القطبشاهية في هند وكانت عاصمتها كوكنده ثم حيدرآباد (918 ـ 1202 هـ) .

عصر التدهور :

بعد أن توفي سليمان الثاني العثماني عام 1102 هـ حكم دولتهم سبعة عشر حاكماً من آل عثمان إلى أن انقرضت الدولة العثمانية على عهد عبد المجيد الثاني عام 1342 هـ ، فمنهم من حكم ثلاثة أيام وهو مراد الخامس عام 1293 هـ ، ومنهم من حكم 33 عاماً وهو محمود الثاني حيث دام حكمه منذ عام 1223 هـ وحتى عام 1256 هـ ، وفي خلال هذه الفترة بان الضعف على الحكم العثماني وحصلت انتكاسات متتالية سندرج أهمها على الصعيد الدولي وعلى الصعيد العثماني حسب تواريخها :
* في عام 1106 هـ احتل النمساويون جزيرة ساقز(1) .
* في عام 1107 هـ نشبت حرب ضروس بين العثمانيين والبولونيين .

(1) ساقز : ويقال لها خيو أو خيوس (Khio) جزيرة يونانية في جنوب شرقي بحر إ يجه قرب الساحل التركي . ويقال لها أيضاً جزيرة المصطفى أيضاً .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 236

* في عام 1108 هـ نشبت حرب ضروس بين العثمانيين والروس .
* في عام 1109 هـ نشبت حرب دامية بين العثمانيين والنمساويين .
* في عام 1110 هـ أبرمت معاهدة كارلوفتس بين الدول العثمانية ، وبين النمسا ، وروسيا والبندقية وبولونيا ، وبمقتضاها تنازل العثمانيون عن بلاد المجر(1) بأجمعها وإقليم ترنسلفانيا(2) لدولة النمسا ، بينما تنازلت عن مدينة ازاف(3) لروسيا فأصبح لروسيا منفذ على البحر الأسود ، كما تنازلت عن مدينة كامينك(4) وإقليم بودوليا(5) وإقليم اوكروين(6) لدولة بولونيا ، بينما تنازلت للبندقية عن شبه جزيرة مولوا(7) إلى نهر هكساميلون(8) وإقليم دلماسيا(9) الواقعة على البحر الأدرياتيكي ، وتعاهدت مع النمسا على أن لا تدفع النمسا ولا غيرها للعثمانيين جزية لمدة خمس وعشرين سنة .
* في عام 1115 هـ حصل تمرد في الجيش التركي آل إلى عزل السلطان مصطفى الثاني .
* في عام 1123 هـ هاجم العثمانيون الروس وحاصروا القيصر في قصره وكادت تسقط روسيا برمتها لولا خيانة الوزير العثماني بلطه جي محمد باشا ، وأبقرمت معاهدة فلكزن بينهما وأخلي بمقتضاها عن مدينة أزاق .

(1) المجر : وتسمى اليوم (هنغاريا) دولة أورپية تقع بين تشيكوسلوفيا والنمسا ويوغوسلافيا ورومانيا وروسيا ، عاصمتها بودابست .
(2) ترنسلفانيا : مضت ترجمتها .
(3) ازاف : (أزوف) تقع على بحر أزوف ذو المنفذ على البحر الأسود والتي تفصل بين دولة أوكرانيا وروسيا .
(4) كامينك :
(5) بودوليا : إقليم يقع بين أوكرانيا وملدافيا وكانت تقع في جنوب بولندا ، والظاهر أنها اليوم تعد جزءاً من دولة أوكرانيا .
(6) أوكروين :
(7) مولوا :
(8) هكساميلون :
(9) دلماسيا : مضت ترجمتها .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 237

* في عام 1124 هـ أبرمت معاهدة سلم مع روسيا مدتها 25 عاماً إلا أن روسيا تخلّت عن المعاهدة وقامت بينهما الحرب فتدخلت إنكلترا وهولندا لمنع نشوب الحرب حفاظاً على مصالحها التجارية .
* في عام 1125 هـ وعلى أثر تدخل إنكلترا أبرمت معاهدة بين العثمانيين والروس وبمقتضاها تنازلت روسيا عن الأراضي الواقعة على شمال البحر الأسود .
* في عام 1126 هـ نشبت حرب بين العثمانيين والبندقية استرجع العثمانيون شبه جزيرة البندقية(1) وجزيرة كريد ، فلم يبق للبنادقة ببلاد اليونان إلا جزيرة كورفو(2) فاستعان البندقيون بشارل الثالث(3) ملك النمسا فتدخل وهدد الحكومة العثمانية بنقض المعاهدة إن لم يرجعوا كل ما استولوا عليه من البنادقة .
* في عام 1127 هـ طالبت روسيا تغيير المعاهدة بينها وبين العثمانيين للسماح بمرور قوافل التجار عبر أراضي الدولة العثمانية كما طالبوا بمرور قوافل الزائرين للقدس .
* في عام 1130 هـ اجتاح الروس بلاد الكرج (جورجيا)(3) وجبال القوفاز(5) وطاغستان(6) وسواحل بحر الخزر الغربية كافة فكادت أن تقع

(1) البندقية : وتسمى فينيسيا (Vinise) مدينة ومرفأ في شمال إيطاليا على البحر الأدرياتيكي .
(2) جزيرة كورفو : جزيرة كبيرة تقع في البحر الأيوني مقابل ملتقى الحدود اليونانية الالبانية وهي الآن تابعة لليونان .
(3) شارل الثالث :
(4) جورجيا : الآن جمهورية تقع على البحر الأسود ، عاصمتها تفليس ، يحدها جنوبا تركيا وأرمينيا وأذربايجان ومن الشمال القفقاز .
(5) جبال القوقاز : جبال ممتددة من غرب بحر قزوين حتى شرق البحر الأسود ، وتقع شمال أذربايجان وجورجيا .
(6) طاغستان : أو داغستان جمهورية تقع على بحر قزوين الغربي ، وطد فيها مسلمة بن عبد الملك الحكم الإسلامي . والآن تعد جزءاً من جمهورية تركستان وهي على حدود إيران وتقع جنوب خوارزم .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 238

الحرب بين الدولتين لولا الوساطة الفرنسية التي حالت دون ذلك ، وأمضت بينهما معاهدة وكان من مقتضاها أن يمتلك كل منهما ما احتله من بلاد الفرس .
* في عام 1138 هـ استولى العثمانيون على عدة مدن وقلاع من الأراضي الإيرانية كان من أهمها همدان وايروان(1) وتبريز .
* في عام 1143 هـ طالب الإيرانيون العثمانيين باسترجاع ما أخذوه فلم تلب ذلك فأغاروا على العثمانيين وما أن حاول السلطان الصفوي(2) المصالحة مع العثمانيين حتى عزل الانكشارية السلطان العثماني .
* في عام 1144 هـ وقعت الحرب بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية وتم بينهما الصلح على أن تترك إيران كل ما فتحته ما عدا تبريز واردهان وهمدان وباقي إقليم لورستان وهذه المعاهدة أدت إلى عزل السلطان الطهماسب الصفوي(3) حيث ثار عليه نادر الأفشاري(4) ونصب عباس الثالث الصفوي(5) بدل أبيه وتولى قيادة الجيش واجتاح المدن والقلاع حتى وصل إلى بغداد . وعندها تم الصلح بين العثمانيين ونادرشاه وجرت معاهدة بينهما عام 1149 هـ في تفليس ثم عين نار الأفشاري ملكاً

(1) اريوان : مضت ترجتمها .
(2) السلطان الصفوي : هو السلطان إسماعيل الثالث بن طهماسب الثاني حكم ما بين (1137 ـ 1144 هـ) .
(3) طهماسب الصفوي : هو السلطان الحادي عشر من ملوك الصفوية ، إلا أن في عام 1144 هـ كان الحاكم على الدولة ابنه إسماعيل الثاني والذي حكم ما بين (1137 ـ 1144 هـ) ثم ابنه الآخر عباس الثالث .
(4) نادر الافشاري : هو ابن إمام قلي ، ولد عام 1110 هـ وحكم البلاد في ظل الصفويين عام 1137 هـ ونصب نفسه ملكاً عام 1149 هـ ومات عام 1160 هـ ، فهو إذا مؤسس الدولة الافشارية وحكم بعد السلطان عادل علي قلي خان .
(5) عباس الثالث الصفوي : هو السلطان الثالث عشر من سلاطين الصفوية حكم بعد أخيه إسماعيل الثالث عام 1144 هـ وانتهى حكمه رسمياً عام 1149 هـ حيث أعلن نادر الافشاري نفسه ملكاً على البلاد .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 239

على البلاد . وفي هذه الأثناء عيّن العثمانيون في الأفلاق(1) والبغدان(2) الرومانيتين بعض تجار الروم وقاطعوهما على أن يدفعوا للدولة جعلاً سنوياً إلا أنهما بعد سنوات طمحوا بالاستقلال .
* بعد عام 1129 هـ قام العثمانيون بغزو روسيا بعد نقض المعاهدة التي أبرمت بينهما حيث كان من المقرر أن لا تعمر روسيا الوالدي الواقع في إقليم سـربيا(3) ، لتكون أرضاً بين الدولتين ، ولكنها عمرت الوادي وعرف فيما بعد بسربيا الجديدة ، فاستولى العثمانيون عليها .
* في عام 1182 هـ دارت حرب بين العثمانيين والروس كانت نتيجتها احتلال الروس بعض الأقاليم مثل ولاية بغداد وولاية الفلاخ الرومانيتان ومدينة شوكزيم(4) وغيرها .
وفي هذه الأثناء استقل شيخ البلد علي بيك بالديار المصرية وضم إلى حكمه بمساعدة الروس ـ حيث كان أسطول الروس في البحر الأبيض آنذاك ـ غزة(5) ونابلس(6) والقدس ويافا(7) ودمشق ، إلا أن أبا ذهب محمد بيك ثار عليه وانتصر عليه فأسر علي بيك وأربعة من الضباط الروس وقتل الآخرين وسلمهم إلى الوالي العثماني .

(1) جاء في المصدر الفلاخ ولكن الأحداث توصلنا إلى أنها الأفلاق وهي إقليم تقع جنوب البغدان ولعل ذلك ليس تصحيفاً بل تلفظ حسب اللهجات .
(2) البغدان : مضت ترجمتها .
(3) سربيا : أو صربيا والتي اليوم عاصمتها بلغراد كانت متحدة مع البوسنة وكرواتيا وسرايفو والجبل الأسود لتشكل يوغسلافيا وانهارت قبل سنوات ، وعادت صربيا كما كانت إلا أنها لا زالت متحدة مع الجبل الأسود .
(4) شوكزيم : مدينة موقعها الآن شمال دولة رومانيا على مقربة من الحدود جكسلفاكيا .
(5) غزة : مدينة فلسطينية تقع في جنوب فلسطين وهي قاعدة قطاع غزة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط .
(6) نابلس : بضم الباء واللام مدينة فلسطينية تقع على الضفة الغربية لنهر الأردن ، وهي قاعدة محافظة .
(7) يافا : مدينة ومرفأ فلسطيني يقع على البحر الأبيض المتوسط ، وهي جنوبي تل أبيب .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 240

* وبعد عام 1183 هـ عادت الحرب بين العثمانيين والروس ولكن سرعان ما أبرمت بينهما معاهدة تحتوي على 28 بنداً ثم أضافت روسيا بندين آخرين إليها في السر وبذلك نالت أقوى أمانيها .
* في عام 1203 هـ اتحدت القيادة العسكرية الروسية والنمساوية لشن حملات عسكرية على العثمانيين فاحتلت ميناء الحصينة(1) ومعظم بلاد رومانيا وبسارابيا(2) ومدينة بلغراد(3) وبلاد العرب(4) .
* في عام 1211 هـ تأسس جيش نظامي آخر بدلاً من الانكشارية وذلك على النهج الأوروبي بقيادة ضابط إنكليزي دخل الإسلام سمي بـ « إنكليز مصطفى » .
* في عام 1212 هـ قام عثمان باشا والي ودين(5) بضم كثير من الأهالي الصرب إليه وأعلن استقلال تلك البلاد إلا أن الصرب قاوموه أولاً ثم صالحوه وأخيراً نصبوه ثانية والياً على تلك الديار .
* في عام 1213 هـ قامت فرنسا بتسيير جيش قوامه 36 ألف مقاتل متدرب لفتح مصر ، وسيّرت أيضاً أسطولها البحري المحتوي على 30 سفينة حربية و72 مركبة و400 مركب حمل وأضافت إلى جيشها 122 عالماً على اختلاف العلوم لدراسة أحوال القطر المصري والبحث عما يلزم لإصلاحه واستغلاله ، ولكنها احتلت أولاً جزيرة مالطة ، ثم إن نابليون سار حتى وصل الإسكندرية ثم توجه منها إلى القاهرة واحتلها ثم احتل الفرنسيون الشام وفلسطين .

(1) ميناء الحصينة : ميناء تقع على غرب بحر الأسود ، وهي الآن جزء من أراضي رومانيا .
(2) بسارابيا : مدينة تقع شرقي بلغراد وكانت جزءاً من المجر ، ولعل قسماً منها الآن يقع في رومانيا والآخر في صربيا .
(3) بلغراد : عاصمة يوغسلافيا سابقاً والآن عاصمة دولة صربيا .
(4) بلاد الصرب : أي جبل الأسود وصربيا .
(5) ودين : اقليم صربي ، كان مركزاً للحكم العثماني ومقر ولايتم .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 241

* وفي 1214 هـ دارت الحرب بين العثمانيين وفرنسا في مصر وألحقت الهزيمة بالجيش العثماني .
* في عام 1221 هـ تمكن الفرنسيون من إقناع العثمانيين بعزل أميري الأفـلاق(1) والبغلان المنحازين لروسيا وتعين من يخلص لدولتهم ، عندها قامت روسيا باحتلال الولايتين ثم اتحدت مع إنكلترا ، وطالبت إنكلترا العثمانيين بإعلان الحرب ضد فرنسا والتنازل عن الولايتين لروسيا وطرد السفير العسكري الفرنسي من الآستانة ، ثم تقدم الجيش الإنكليزي نحو بوغاز(2) ، ودمّر الإنكليز سفن العثمانيين الحربية ، ومكثوا خارج البوسفور(3) يهددون الدولة العثمانية بأنها إذا تنفذ ما طلبوا منها فسيهاجمونها ، وما أن اضطرت الدولة العثمانية إلى تنفيذ مطالبهم حتى تدخل السفير الفرنسي وعرض على السلطان وقوف فرنسا إلى جانب الدولة العثمانية لمقاومة الإنكليز فقبل السلطان هذا العرض وحصنت المدينة وعندها قفل الإنكليز راجعين .
* في عام 1222 هـ ثار المفتي الأكبر في استامبول ومعه مجموعة من النظاميين على معاهدة الدولة مع الفرنسيين وعزلوا السلطان وقتلوا عدداً من الوزراء الذين كانوا يؤيدون التحالف العثماني الفرنسي ونصبوا مكانه السلطان مصطفى الرابع(4) .
* في عام 1223 هـ كان العثمانيون يحاربون الروس عند نهر الطونة(5) وكان الفرنسيون أيضاً يحاربون الروس في ألمانيا ، إلا أن الروس

(1) افلاق : اقليم بلغاري يقع شمال العاصمة بخارست يحدها من الشمال اقليم ولاشيا حسب تقسيمات تلك العهود .
(2) بوغاز : مبناء تقع على غربي بحر الأسود وهي الآن جزء من دولة بلغاريا ، والتي تسمى اليوم بـ « ورجاس » .
(3) البوسفور : مضيق في بداية بحر مرمرة على جهة بحر الأسود وهي الآن جزء من دولة تركيا الحالية .
(4) مصطفى الرابع : هو ابن عبد الحميد الأول العثماني ، التاسع والعشرون من سلاطين العثمانيين حكم بعد ابن عمه سليم الثالث ابن مصطفى الثالث عام 1222 هـ ، وانتهى حكمه عام 1223 فحكم بعده أخوه محمود الثاني .
(5) نهر الطونة : تقع على الحدود البلغارية الرومانية .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 242

صالحوا الفرنسيين في النهاية وأبرموا معاهدة عدائية سرية ضد العثمانيين وكان فيما كان أن السلطان إن لم يقبل وساطة الفرنسيين بكيفية مرضية بعد تاريخ صدورها بخمسة وثلاثين يوماً فستتحد فرنسا مع روسيا على سلخ جميع الولايات العثمانية في أوروبا ما عدا الأستانة وتقسيمها فيما بينهما(1) .
* في عام 1233 هـ ازدادت الفتن بين الثوار في الآستانة وهاجم الثوار قصر السلطان لعزله وإعادة السلطان سليم الثالث إلى الحكم إلا أن السلطان مصطفى قام بقتل السلطان سليم ورميه من أعلى القصر فازداد هياج الثوار وألقوا القبض على السلطان وعزلوه وأعلنوا محمود الثاني سلطاناً على البلاد ، ثم إن الانكشارية الثائرين أعادوا الكرة على السلطان محمود بعدما أراد أبعادهم فطالبوه بأن يعتزل الحكم ويعيد إليه السلطان مصطفى الرابع إلا أن السلطان محمود الثاني قتل السلطان مصطفى ورمى بجثته من أعلى القصر فازدادوا غضباً وجرى بينهم قتال شديد ثم قاموا بحرق المدينة إلى أن تنازل لهم السلطان محمود ولكن الروس تمكنوا من الاستيلاء على عدد من الولايات بسبب هذه الفتن وانشغال السلطان وذلك في عام 1224 و 1225 هـ .
* في عام 1226 هـ خرجت سفن حربية من السويس من قبل الوالي محمد علي باشا وتوجهت إلى الحجاز للقضاء على الجماعة الوهابية ، وبالفعل تمكن الجيش من إخراجهم من المدينة المنورة ومكة المكرمة ثم تابعوهم إلى معقلهم الدرعية عام 1230 هـ وقضوا عليهم .
* في عام 1229 هـ تمرد اليونان على الحكم العثماني فوجه العثمانيون الجيوش بالسفن الحربية من الإسكندرية إلى بلاد اليونان إلا أن الدول الغربية تدخلت لدى السلطات العثمانية فتوقفت الحرب ولكنهم خططوا لتخليص هذه المناطق من السيطرة العثمانية .

(1) وجاء في المعاهدة التقسيم على الشكل التالي : أن يكون لفرنسا بلاد بوسنة والبانيا (الأرناؤوط) و(ابيروس) وبلاد اليونان ومقدونيا ، وللنمسا بلاد الصرب ، ولروسيا الأفلاق والبغدان والبلفار وإقليم تراس لغاية نهر ماديتسا .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 243

* في 1240 هـ تمردت الانكشارية على السلطان العثماني فجمع العلماء والأعيان والوزراء واستشارهم فقرروا المقاومة ضدهم ، وبالفعل ضربوهم بالمدافع حتى أبادوهم وبذلك انتهت هذه الفرقة من الوجود وأمر بالانتهاء من كل ما يتعلق بهم من أسس ومصطلحات وأزياء ، كما أمر بتشكيل جيش جديد بأسلوبه وشكله وتدريبه فألبسهم الطربوش الرومي وزينهم بالزي الأوروبي وأنشأ وساماً اسماه وسام الافتخار .
* في عام 1241 هـ اتحد الروس مع الإنكليز ما اضطر العثمانيين إلى إبرام معاهدة مع الروس .
* في عام 1242 هـ تم التوقيع على المعاهدة مع الروس وبمقتضاها يحق للروس الإبحار في البحر الأسود دون تفتيش من قبل العثمانيين وأن ينتخب حكام ولايتي الأفلاق والبغدان بمعرفة الأعيان لمدة سبع سنوات مع عدم جواز عزلهما أو أحدهما إلا بإقرار روسيا وأن تكون ولاية الصرب مستقلة ، وأن لا تحتل العساكر العثمانية إلا قلعة بلغراد وثلاث قلاع أخرى .
* في عام 1245 هـ احتلت فرنسا الجزائر لتكوّن قاعدة حربية بها في قبال الاإنكليز الذين استفردوا بالبحر الأبيض المتوسط آنذاك حيث أنشؤوا لهم قواعد عسكرية في مالطة وجبل طارق ، وبدأت المقاومة في الجزائر بقيادة زعيمها الوطني الإسلامي الأمير عبد القادر الجزائري(1) سبع سنوات استسلم في النهاية عام 1263 هـ .
* في عام 1246 هـ استقلت اليونان عن الدولة العثمانية بضغوط أجنبية ، وأعلنت الثورة في فرنسا .
* في عام 1247 هـ استقلت بلجيكا .

(1) عبد القادر الجزائري : هو ابن محيي الدين بن مصطفى الحسين (1223 ـ 1300 هـ) ولد في القيطنة بالجزائر قاد الأمة الإسلامية في الجهاد ضد الاحتلال الفرنسي عام 1246 هـ ، ثم نفي إلى طولون ، كان من العلماء ، وكان قد ضرب نقوداً أثناء جهاده وسماها المحمدية ، وتوفي في دمشق بعد أن سرحه نابليون ، من مؤلفاته : ذكرى العاقل ، ديوان شعر ، المواقف .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 244

* قبل عام 1255 هـ قام محمد علي باشا(1) وإلى مصر بالتمرد على العثمانيين فاحتل نصيبين(2) وعين تاب(3) وقيصرية(4) وملطية(5) ، والتحق أحمد باشا بمحمد علي(6) وسلّمه السفن الحربية التي كانت تحت إمرته واحتلوا بيروت أيضاً ، وعندها اتفق الإنكليز مع العثمانيين على مقاومة محمد علي باشا لاسترجاع بيروت فدخلوها بعد مقاومة شرسة واسترجعت الشام من محمد علي باشا أيضاً .
* في عام 1257 هـ أثار الإنكليز والفرنسيون النعرات الطائفية في جبل لبنان فقد دعمت فرنسا المارونيين بينما دعمت الإنكليز الدروز فاقتتل الجانبان ودخل الموارنة دير القمر وفعلوا ما فعلوا من الهدم والقتل والإباحية والسبي والنهب .
* في عام 1270 هـ اندلعت الحرب في القرم(7) بين روسيا وبين تركيا وفرنسا وإنكلترا .
* في عام 1247 هـ افتعلت فتنة أخرى بين المسلمين والمسيحيين بجدة وقد أصيب القنصل الفرنسي ومساعده بينما قتلت زوجة القنصل

(1) محمد علي باشا : هو ابن إبراهيم أغا بن علي المعروف بمحمد علي الكبير ، ولد في قوله ـ يونان ـ عام 1183 هـ وتوفي في الاسكندرية عام 1265 هـ ، كان والياً على مصر من قبل العثمانيين ، مؤسس السلالة الخديوية .
(2) نصيبين : مدينة تقع ما بين نهري الفرات والدجلة ، وهي الآن جزء من تركيا ، كان في القديم مهداً للسريانية حتى سقوطها بيد الساسانيين ، ومنها مروا برأس الإمام الحسين عليه السلام ورؤوس أنصاره ، وبأهل بيته مع الأسرى .
(3) عين تاب : مدينة قديمة هي الآن في تركيا تقع على الحدود السورية وهي مركز دخول ، ويقال لها غازي عين تاب .
(4) قيصرية : مدينة تركية آسيوية ، كانت عاصمة كبدوقية ، ويقال لها قيسارية ، تقع جنوب شرقي أنقرة .
(5) ملطية : ويقال لها أيضاً ملاطياً وهي تقع جنوب شرقي القيصرية ، قريبة منه وهي واقعة على الفرات في تركيا .
(6) أحمد باشا : والي بيروت أيام العثمانيين .
(7) القرم : شبه جزيرة في روسيا تفصل البحر الأسود عن بحر آزوف ، تقع في الشمال الشرقي من بحر الأسود .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 245

وتدخلت على أثرها فرنسا وإنكلترا ووصلت سفينة حربية إنكليزية وطلب من الوالي إعدام القتلة فأخبره الوالي أنه ينتظر أمر الأستانة إلا أن القائد الإنكليزي لم يمهل الوالي فقصف المدينة بالمدفعية ولم تتوقف المناوشات إلا بعد إعدام القتلة .
* في عام 1275 هـ طلبت فرنسا من العثمانيين أن تقوم هي بإنقاذ بلاد الشام من حرب الدروز(1) والمارونية(2) إلا أن الرد كان الرفض .
* في عام 1276 هـ حصلت في دمشق مذبحة كبرى راح ضحيتها ستة آلاف نسمة في نزاع طائفي ، عندها هددت الدول الغربية السلطان العثماني بأنها ستتدخل إن لم يضع حداً لهذه الفتن وكانت الدول الأوروبية قد استقلت كل واحدة منها بهذه التهديدات حيث لم تكن فيما بينها وئام ، وعلى أثرها قام العثمانيون بتدارك الأمر فأعدموا كل من كان وراء إشعال هذه الفتنة .
* في عام 1277 هـ اتفقت بعض الدول الغربية فيما بينها على أن ترسل فرنسا قوة قوامها ستة آلاف جندي لمساعدة العثمانيين على إعادة الأمن فنزلت الجيوش الفرنسية بيروت . وفيها عقدوا مع العثمانيين العديد من الاجتماعات التي كانت حصيلتها إعطاء تعويض قدره 75 مليون قرش(3) للمسيحيين عن الخسائر ، وأن يُعطى الحكم للمسيحيين في الجبل ويكون أميرها مسيحياً وأن يكون للعثمانيين حامية من ثلاثمائة جندي فقط في حصن على الطريق بين بيروت ودمشق ، وعين داوود أفندي الأرمني أميراً لمنطقة الجبل لمدة ثلاث سنوات لا يمكن عزله خلالها إلا باتفاق الدول الأوروبية ، وعلى أثر هذه المعاهدة خرجت الجيوش الفرنسية من لبنان .

(1) الدروز : فرقة أسسها الداعيان درزي ، وحمزة بن علي بن أحمد ، أيام الحاكم بأمر الله الفاطمي منصور بن نزار العزيز (386 ـ 411 هـ) ، انتشرت في سورية ولبنان وفلسطين .
(2) المارونية : فرقة مسيحية تنتسب إلى القديس مار مارون المتوفى حوالي عام 219 ق . هـ ، كان في مدينة القورشية في شمال سوريا ، تتواجد الموارنة في لبنان .
(3) والذي يعادل (750) ألف ليرة ذهبية .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 246

* في عام 1278 هـ قامت الدولة العثمانية بالإصلاح الاقتصادي حيث بلغ العجز ذروته وازدادت الديون الخاريجة التي افترضها من الدول الغربية لإصلاح المعدات العسكرية التي دمرها الغربيون ، وعمدت ثانية إلى الاقتراض عبر المصرف العثماني الذي تأسس لتوه ثمانية ملايين جنيهاً إنكليزياً ، ولما لم يكف ذلك فقد اقترضت ثمانية ملايين أخرى واتبعها بأربعين مليوناً أخرى ، وساءت الحالة جداً وزادت الفوائد المترتبة على هذه القروض ، وما أن تمكنت الدولة من تسوية الوضع الإقتصادي حتى ثارت الفتن السياسية في صربيا وغيرها بمؤامرة أوروبية .
* في عام 1279 هـ طالب الصرب العثمانيين بسحب قواتهم من أراضيهم واشتعلت نار الفتن فيها من جديد .
* في عام 1283 هـ انسحبت القوات العثمانية من المناطق الصربية واستقلت تلك البلاد عن الدولة العثمانية كما حصلت قلاقل على حدود رومانيا ، وتبعها عدد من الدول الأوربية فاستقلت عن الدولة العثمانية .
* في عام 1290 هـ تم الانتهاء من حفر قناة السويس بخسارة مصرية كبرى حيث تخلى الفرنسيون عن تعهداتهم وألزموا مصر ما لا طاقة لها به ، ومع الأسف فقد احتفلت مصر آنذاك لفتح القناة التي أثقلت كاهل مصر اقتصادياً وسياسياً وصرفت للحفل على ما يزيد على المليون ونصف مليون من الجنيهات وهو سدس وارداتها السنوية وذلك على حضور رؤساء الدول الغربية لهذا الاحتفال .
* قبل عام 1293 هـ وبعد أن تدخل الغربيون في شؤون البلاد الإسلامية عبر المعاهدات وباسم الدفاع عن الدولة العثمانية شعر السلطان عبد العزيز(1) بذلك فغيّر سياسته وعقد معاهدة مع جارتها روسيا بدلاً من تلك وبالفعل فقد عقد السلطان عدداً من الاجتماعات غير المعلنة مع

(1) عبد العزيز : هو ابن محمود الثاني ابن عبد الحميد الأول العثماني ، الثاني والثلاثون من سلاطين العثمانية ، حكم بعد أخيه عبد المجيد الأول عام 1277 هـ وانتهى حكمه عام 1293 هـ لينتقل إلى مراد الخامس بن عبد المجيد الأول ، إلا أنه حكم مراد لم يدم .

السابق السابق الفهرس التالي التالي