دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 247

السفير الروسي اغنالتيف وجاء في المعاهدة وضع أسس فاعلة لهجوم دفاعي لتخليص كل البلدان الشرقية والولايات الإسلامية والمسيحية وضمها إلى الدولتين العثمانية والروسية فالولايات ذات الأغلبية الإسلامية تنضم إلى الدولة العثمانية بينما تضم الولايات ذات الأغلبية المسيحية إلى الدولة الروسية ، وما أن علمت الدوائر الغربية بذلك وبالأخص إنكلترا حتى عمدت إلى إفشال الخطة وسعت عبر وسطائها إلى إسقاط السلطان فاتهمته بالشذوذ الفكري والعقلي ، وبالفعل نجحت وعزل السلطان عام 1293 هـ بمؤامرة دنيئة استخدمت القوة ، وبايعوا السلطان مراد الخامس ، وصدر الفتوى بذلك أيضاً ، ولكن حصلت فتنة على أثرها قتل عدد من الوزراء بعد معرفة الطريقة التي تم إقصاء السلطان وأسبابه ، كما أن السلطان مراد عندما عرف بالأمر أصيب بصدمة نفسية فلم يحكم أسبوعاً حتى عزل هو الآخر بفتوى المفتي حسن خير الله ثم قتل وعينوا بعده السلطان عبد الحميد الثاني(1) .
* في عام 1294 هـ أنشأ مجلس النواب العثماني في سراي بشكطاش وفيها ألقى خطبة جاء فيها الاعتراف رسمياً بانحطاط الدولة وتأخرها سياسياً وتعهد السلطان بالإصلاحات ونشر التعليم والمساواة بين الجميع والعدل في الأحكام ثم عقد جلسة أخرى وصدر الأمر بفصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية وتعيين القضاة عن طريق الانتخاب وتوحيد الضرائب بين المسيحيين والمسلمين .
وفي هذه السنة أيضاً أعلنت فتاة بلغارية إسلامها بملء إرادتها وجاءت إلى سلاتيك(2) لإثبات إسلامها في المحاكم الشرعية فتعرض لها بعض المجرمين وخطفوها واشتهر أنهم جلبوها إلى بيت القنصل الألماني فطالب المسلمون الحكومة العثمانية بالسعي للإفراج عنها إلا أن الدولة لم تحرك ساكناً فاجتمع المسلمون في أحد الجوامع وثارت ثائرتهم على

(1) عبد الحميد الثاني : هو ابن عبد المجيد الأول بن محمود الثاني العثماني ، الثالث والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية ، حكم بعد أخيه مراد الخامس عام 1293 هـ وانتهى حكمه عام 1327 هـ لينتقل إلى أخيه محمد الخامس بن عبد المجيد الأول .
(2) سلاتيك :
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 248

الحكومة وحضر الاجتماع القنصل الفرنسي والألماني ، وقامت مجموعة من الثائرين بقتل القنصلين فاستغلت الدول الأوروبية ذلك فاجتمع سفراء العديد من الدول منهم روسيا والنمسا وإيطاليا وفرنسا في برلين واتخذوا قرارات هامة وهددوا فيها الدولة العثمانية وطلبوا منها تنفيذ تلك المقررات وعينوا مجلساً دولياً لمراقبة تنفيذه وإجراء كل ما فيه إصلاح حال المسيحيين في الولايات العثمانية وهددوا باستعمال القوة وتفكيك البلاد بينهم .
وفي هذه السنة أيضاً حصلت عدة مذابح في الكثير من القرى التي يسكنها المسلمون في الولايات الأوربية فقتل فيها عدد كبير من المسلمين حيث لم تكن مسلحة ولم تكن القوات التركية في حال يمكنها من مقاومتهم .
وفيها أيضاً عقد اجتماع في سراية البحرية برئاسة صفوت باشا وزير الخارجية العثماني شارك فيها سفير الدولة العثمانية في برلين أدهم باشا وأعضاء من الحكومة الفرنسية والألمانية والإيطالية والمجرية والنمساوية والروسية والإنكليزية ، وكان من توصيات هذا المؤتمر التساوي بين جميع رعايا الدولة .
* في عام 1294 هـ قام الجيش الروسي بالهجوم على مدن وقرى المسلمين ، ولم يكن قائد العثمانيين مختار باشا على استعداد لهذا الهجوم فكانت الهزيمة من نصيبه وتراجع مختار باشا إلى أرض روم(1) ثم إلى الاجه طاغ(2) القريبة من أنقرة ، واستولى الروس على عدد من المدن الإسلامية وقتل عدد كبير من المسلمين في هذه الحملة .
* في عام 1295 هـ حل السلطان العثماني المجلس النيابي لتنديد النواب بتصرفات الحكومة فنفي عدد من النواب إلى خارج العاصمة ، كما تعاقبت الوزارات إحداها تلو الأخرى ففي غضون عام واحد حصلت ثمانية تغييرات وزارية .

(1) أرض روم : مدينة في شرقي تركيا كانت تسمى على العهد البيزنطي بـ « ثيودوسيوپوليس » فتحها حبيب بن سلمة عام 35 هـ .
(2) الاجه طاغ :
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 249

وفي هذه السنة أيضاً حصلت فتنة في العاصمة كادت أن تستولي روسيا فيها على العاصمة واضطرب الوضع وقتل الثوار ، وعقد عدد من المعاهدات تنازل العثمانيون بموجبها عن بعض المدن والولايات .
وكان السلطان عبد الحميد قد وعد الأحرار بأن يضع القانون الأساس ويطلق الحريات وذلك عام 1293 هـ قبل اعتلائه العرش إلا أنه ماطل في ذلك حتى عام 1295 هـ فعندها طالبوا الحكومة بذلك دون جدوى .
* في عام 1326 هـ ثار الدستوريون على الحكومة وأطلقت القنابل على حامية الباب العالي والنادي العسكري واستولت عليهما ثم قبض على الكثير من أنصار الحكم القديم ، قدّر عدد القتلى بـ 1200 قتيل .
* في عام 1327 هـ تشكل المجلس النيابي وعزل السلطان عبد الحميد الثاني فاعتلى العرش أخوه محمد الخامس الملقب بالرشاد(1) .
* وما بين عام 1327 ـ 1336 هـ فقدت الدولة العثمانية سيطرتها على الحكم وتآكلت الدولة الإسلامية من أطرافها .
* في عام 1335 هـ قامت الثورة الروسية .
* في عام 1336 هـ استولت الجيوش الغربية على كل البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وذلك في عهد محمد السادس بعد أن دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية بتحالف مع ألمانيا والنمسا والبلغار ضد إنكلترا وفرنسا وإيطاليا وروسيا ، وحاول السلطان أن ينقذ البلاد فلم يتمكن فاستعان بمصطفى كمال أتاتورك(2) لإنقاذ البلاد إلا أن الأخير كان يعمل لحسابه وحساب الغرب .

(1) محمد الخامس : هو ابن عبد المجيد الأول العثماني ، الخامس والثلاثون من سلاطين العثمانية حكم بعد أخيه عبد الحميد الثاني عام 1327 هـ وحتى عام 1336 هـ فخلفه أخوه محمد السادس عام 1336 هـ .
(2) مصطفى كمال اتاتورك : اختار اللقب لنفسه ، ولد بسالونيك عام 1297 هـ وتوفي عام 1357 هـ في أنقرة ، مؤسس دولة تركيا الحديثة ، أبدل الحروف الهجائية العربية إلى لاتينية ، كما أبدل الشريعة الإسلامية بالقانون المدني .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 250

* في عام 1337 هـ تأسست عصبة الأمم .
* وفي عام 1340 هـ عيّن فيصل الأول(1) ملكاً على العراق كما عين أخوه عبد الله بن الحسين(2) أميراً على شرق الأردن .
* في عام 1341 هـ بعدما توغل مصطفى كمال في أمر الدولة العثمانية وضاعف من تضعيف الدولة فتنازل السلطان محمد السادس وأنيط الحكم إلى االسلطان عبد المجيد الثاني بن عبد العزيز وكان مصطفى كمال يوثق روابطه مع الغربيين .
* في عام 1342 هـ جرّد مصطفى كمال السلطان عبد الحميد من سلطانه وألغى الخلافة وطرد السلطان من بلاده فذهب إلى حيث منفاه بمدينة نيس الفرنسية .
إلى هذا الحد نكتفي حيث انقرضت الدولة العثمانية وتمزقت الدولة الإسلامية وصدق الرسول الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم حين قال : « كيف بكم إذا تداعت عليكم الأمم كما تداعى الكلاب على قصعتها »(3) .
عندما كنت أطالع وأبحث وأكتب عن هذه الفترة المظلمة من حياة الأمة الإسلامية تحت الحكم العثماني كان قلبي يعصرني ألماً وكم من مرة توقفت عن سرد هذه المعلومات حينما كان الدوار يغلبني فلم تسعفني يمناي على كتابتها فلذلك آليت على نفسي أن أختصر الأحداث وأترك الأحداث الداخلية بشكل عام لأن البلية هناك أعظم وإلا فإن كل نقطة من النقاط التي ذكرتها تحمل في خلفياتها وفي طياتها وفي أعقابها أحداثاً لا

(1) فيصل الأول : هو ابن الشريف حسين (1300 ـ 1352 هـ) ولد في الطائف وتوفي في ... ، كان قائداً عاماً للجيش العربي المحارب في فلسطين ، نودي ملكاً على سورية عام 1339 هـ وانسحب بعد دخول الفرنسيين .
(2) عبد الله بن الحسين : هو ابن الحسين من آل عون من أشراف مكة ، ولد بها عام 1299 هـ ، أسس الدولة الأردنية عام 1365 هـ ، اغتيل في المسجد الأقصى عام 1370 هـ ، له كتاب : مذكراتي خلفه ابنه طلال إلا أنه كان مريضاً ـ كما قيل ـ فتولى الحكم حفيده الحسين .
(3) راجع كتاب الفكر العربي لأنور الجندي : 35 .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 251

تنتهي إلا بمجلدات ضخمة تذكرك بالمؤامرات والخيانات والانتكاسات ، إن كل نقطة من بلادي الإسلامية بدءاً من جنوب فرنسا وجنوباً إلى الأندلس والپرتغال وشرقاً إلى شمال إفريقيا وإلى الشرق الأدنى وإلى الديار المقدسة ثم شمالاً إلى تركيا وغرباً حتى جنوب إيطاليا تحمل العشرات بل المئات من الأحداث في هذه الفترة الزمنية فإن ما لاقته الأمة الإسلامية من اضطهاد بسبب الحاكم الظالم المستبد تارة ، وبسبب المؤامرات الأجنبية وهيمنتها العدوانية تارة أخرى لشيء كثير كثير لا يتصوره العقل ، والمشكلة في الحقيقة تكمن في عدم فهم الإسلام الذي نادى به الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودعى إليه أهل بيته الطاهرين عليهم السلام أنهم لم يريدوا نشر الإسلام بالسيف بل أرادوا نشره بالتوعية «لا إكراه في الدين»(1) ومع الأسف فما ولّد السيف إلا العداء والعداء المضاد وتوقف الدخول إلى الإسلام أفواجاً أفواجاً ، اكتب هذه الكلمات وكلّي أمل أن تنبعث الأمة من جديد لتحي أمجادها بالثقافة والعلم ، بالفكر والحوار ، وتدع لغة السلاح وتتبنى لغة الجدال بالتي هي أحسن وأن يكون المسلم للإسلام زيناً بعمله وقوله وأن لا يكون عليه شيئاً ، إننا لا نقرأ التاريخ وإن قرأناه لا نعتبر منه بل نقرأه على لسان رجال غير أمناء وإن عرفنا ذلك فنأبى النقد البناء الذي به حياة الأمم ، إن مشكلتنا أننا نعيش حالة الضعف والاستبداد حتى في الفكر والكتابة والثقافة وننسى أن قوتنا بالوحدة وتوحيد الصفوف «ولا تنازعوا فتفشلوا ويذهب ريحكم»(2) إن قراءة التاريخ ستعلمنا الكثير وترفع الستار عن الكثير من المجهولات شرط قراءته بروح الفهم والتفاهم ولمعرفة الحقيقة ونبذ العصبية إن كنا نريد مستقبلاً زاهراً ونطمح إلى التقدم والتفوق .
عوداً على بدء : حيث كان حديثنا عن الفترة العصيبة التي عاشتها الأمة تحت الحكم العثماني ، وربما أمكن تلخيص سبب انهيار الدولة العثمانية والتي انهار معها الوضع الاجتماعي والسياسي والأدبي للأمة الإسلامية في النقاط التالية :

(1) سورة البقرة ، الآية : 256 .
(2) سورة الأنفال ، الآية : 46 .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 252

1 ـ زواج السلاطين العثمانيين بالأجنبيات وتدخلهن في شؤون الدولة وربما بتآمر .
2 ـ انهماك السلاطين في الملاذ الجنسية وقد استغلت من قبل الأجانب .
3 ـ عدم إعداد السلاطين قبل توليهم أمور البلاد .
4 ـ تفشي الخيانة بين أولياء الأمور وعدم معالجة أسبابها .
5 ـ عدم دراسة الوضع الأمني الخارجي والمخططات الأجنبية لبلاد المسلمين .
6 ـ إعطاء الامتيازات إلى الدول الأجنبية دون قيد أو شرط أو مراقبة .
7 ـ عدم التخطيط والإعداد لحكم بلاد شاسعة مترامية الأطراف .
8 ـ استخدام الدين كوسيلة لخدمة مصالحهم .
هذه النقاط بالإضافة إلى أمور خمسة مارسها السلاطين العثمانيون بشكل مباشر أو غير مباشر وقد سبق ذكرها في الفترة الزمنية السابقة وهي ممارسة الاستبداد والتعامل بورقة الطائفية والقومية ، وبث فكرة التصوف بين الشعوب ، وممارسة العنف في معاملاتهم ، كل هذه مجتمعة أدت إلى هذه الحالة وجلبت لهم الويل والذكر السيّء وتقهقر الأدب والشعر بل تراجعت الثقافة والآداب بشكل عام حتى وصل الأمر إلى أن الكثير ممن كتب عن تاريخ الأدب العربي أهمل الكتابة عن هذه الفترة واقتصر على الكتابة عن الأدب في أعقاب الدولة العباسية ثم كتب عن الأدب الحديث الذي بدأ بأفول الدولة العثمانية .
ويقول الخفاجي(1) عن هذه الفترة لدى حديثه عن الأدب في سوريا

(1) الخفاجي : هو محمد بن عبد المنعم ، ولد في المنصورة بمصر عام 1333 هـ ، أديب باحث ومؤرخ شاعر الحائز على العديد من الشهادات العليا ، صاحب مؤلفات جمة بلغت خمسمائة مؤلف منها : دراسات في الأدب العربي الحديث ، الأداب العربية ، والحياة الأدبية .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 253

ومصر : لما جاء العصر العثماني لم يكن للأدب من يشجعه ولا للغة العربية من يعطف عليها ، وأغلق ديوان الإنشاء ، وسادت التركية والعامية ، وذهب مجد العربية وعظمتها ، وأثر كل ذلك في الكتابة الفنية فأورثها ضعفاً ووهناً ، وزادت قيودها الفنية التي أكسبتها سقماً وتخاذلاً وأصبحت مجرد ألفاظ لا تُكاد يُفهم منها معنى ، ولا تستبين منها فكرة ، ولا تهتدي بها إلى غاية ، وجنى إهمال الملكات والجهل بأصول الكتابة على أسلوبها الذي صار مزيجاً من العامية والعربية واستعمل الكتاب الألفاظ التركية تظرفاً وتأثراً بلغة الحاكمين وأصبح التقليد هو البلاغة ، وعجز الكتاب عن أن ينشؤوا أدباً نابغاً من أعماق النفس ، مصوراً لمشاعر الكاتب ووجدانه وعواطفه ، وأخذ بعض الكتاب ينشؤون نماذج فنية مختلفة من الرسائل ليكتبها من يريد هذا الموضوع أو ذاك ، وقد ذاعت هذه الكتب وتداولها الناس وصارت كذلك مصدر خطر على الكتابة الفنية البليغة ، وقد تعثر أسلوب الكتابة في الركاكة والحرص على المبالغة وعلى البديع والحلى اللفظية المكلفة من تورية واستخدام وجناس واقتباس وأفقرت الكتابة من المعاني اللطيفة والفكرة السرية والخيال البديع وقد أصبحت موضوعات الكتابة محدودة فكتابة الرسائل الديوانية أصبحت باللغة التركية ، واقتصرت الكتابة على الرسائل الإخوانية وعلى الرسائل الأدبية وعلى التأليف في الموضوعات التاريخية وما إليها وقد ظل الكتاب يكتبون المقامات ، ولكن أسلوب المقامات في هذا العصر هو أسلوب الكتابة الذي قدمنا وصفه فما وجد عليه من خصائص ومميزات ، ويمكننا أن نلخص أسباب ضعف الكتابة فيما يلي :
1 ـ عدم تشجيع الولاة الكتاب والأدباء لجهلهم بالأدب والعربية .
2 ـ انصراف الكتاب عن الكتابة .
3 ـ ضعف الثقافة وركود القرائح والأذهان .
4 ـ اهتمام الكتاب بالمحسنات البديعية اللفظية اهتماماً فاق كل اهتمام .
5 ـ جعل التركية لغة رسمية .
6 ـ إغلاق ديوان الإنشاء .

دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 254

ولم يكن حظ الشعر في هذا العصر بأكثر من حظ النثر فقد ضعفت العناية به وقلت الرغبة فيه ولم يجد الشعراء راعياً لهم يصلهم بعطائه ويصلونه بمدائحهم لذلك انتهى التكسب بالشعر وعاش الشعراء في فقر وشقاء ومحنة واشتغل أكثرهم بالتأليف .
ولكن هناك من يؤرخ عصر الانحطاط هذا بتولي العثمانيين الحكم ويزن الشعر والنثر في عصرهم بقوله : « ويتفق مؤرخو الأدب على أن حالة الشعر كانت خيراً من حالة النثر لأن الشعر بما فيه من قيود أصلية يمنع الشاعر من الاسترسال في صناعته وتكلفاته الكثيرة ، ويجعله يقلل من مبالغاته على عكس النثر الذي كان الأصل فيه أن يكون حراً من كل قيد ، ولكنه كان أكثر خضوعاً للصناعة ، ويختلف مؤرخو الأدب العربي في الشعر فبعضهم يرى أنه وصل إلى النهاية من انحطاطه لما يرى من كثرة الشعر السخيف ، ويستثني من ذلك أقل الشعر الذي قلت فيه الصناعة ، أو لم تفسد فيه المعنى ، ويقولون إن أجوده ما نظم في أوائل هذه العصور كشعر البوصيري والحلي والشاب الظريف »(1) .
ولكن هذه المقولة غير منصفة ويصدق عليها قول أمير الكلام علي بن أبي طالب عليه السلام : « إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره ، وإن أدبرت سلبته محاسن نفسه »(2) حيث إن هناك الكثير من المؤرخين والأدباء وغيرهم يحملون على العثمانيين حملة شعواء وكأنهم الوحيدون فيما أساؤوا إلى الإسلام وإلى الأدب العربي بل سبقهم إلى ذلك الكثير من الامبراطوريات والدول ، وليس من الإنصاف أن نبخس الناس أشيائهم مهما كانوا ولا بد أن نبحث الأمور بموضعية سواء اتفقنا معهم بالرأي أم اختلفنا ولا شك بأن العثمانيين أساؤوا الكثير الكثير ، وقد سبق الحديث عن ذلك ولكن ما نتصوره بأن الغرب كان له جل الدور إن لم يكن كله في هذه الحملة الشعواء عليهم فقد أثارت المشاعر القومية من جهة والتخلف والجهل والاضطهاد من جهة أخرى فلم تظل للدولة الإسلامية العظمى

(1) الرائد في الأدب العربي : 597 .
(2) نهج البلاغة : 660 ـ قصار الكلمات : 8 .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 255

قائمة إلى يومنا هذا ، وعلى أية حال فلا يمكن أن نقبس كل فترات الحكم العثماني بمقياس واحد .
ويقارن الخفاجي بين شعراء الشام ومصر ويقول : وفي هذا العصر ظهر لشعراء الشام فضل على شعراء مصر بينما كان السبق في ميادين الشعر في العصور السابقة لشعراء مصر ، إذ كانوا أكثر تفوقاً ، وأعظم تجويداً وإجادة .
ثم يشرح عن مميزات الشعر في هذا العصر قائلاً : وكان للشعر في هذا العصر مميزات ظاهرة في معانيه وأخيلته وألفاظه وأسلوبه وفي أغراضه ، فأما من حيث الأخيلة فقد كانت محددة بسيطة قريبة ، لا تعتمد إلا على التشبيه والمجاز المتكلفين ، ومن حيث المعاني فقد كان أكثرها معان تقليدية ليس لشعراء هذا العصر فضل في تركيبها ولا في ابتكارها ، وكثرت سرقات الشعراء بعضهم من بعض ، ولم يصحب هذه السرقات تصرف في الأسلوب ، ولا في الفكرة ، ولا في الخيال ، أو المعنى ، ونجد عند قليل من شعراء هذا العصر بعض المعاني الجديدة التي كانت أثراً من آثار الامتزاج بين الثقافات .
وأما من حيث الأساليب والألفاظ فقد كثرت في هذا العصر الزخارف اللفظية والمحسنات البديعية الممقوتة المتكلفة والمتخاذلة ، وعجز الشعراء عن النظم السمح وعن الأسلوب السهل وعن شعر الطبع والموهبة عجزاً بيناً ، وقد ابتدعوا في المحسنات اللفظية نوعاً جيداً سمي التاريخ الشعري(1) .
وأما أغراض الشعر في هذا العصر فقد وقف الشعر عند أغراض المتقدمين واقتصر الشعراء على تقليد السابقين وقد أسرف الشعراء في المجون والعبث ونظم بعض الشعراء في الموشحات .
وهكذا ضعف الشعر في هذا العصر وأصبح ركيك الأسلوب ،

(1) سيأتي ، الحديث في فصل الأغراض الشعري ، وقد ذكرنا هناك بأن تاريخ التأريخ الشعري يعود على ما حصلنا عليه إلى عام 822 هـ ، ولعل الخفاجي أراد بأن التأريخ الشعري شاع في هذا العصر .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 256

سخيف المعاني ، كثير الأغلاط ، ضعيف الأغراض ، إذ كان أغلبه في الغزل الصناعي وكان من أسباب ضعفه مما يأتي :
1 ـ كان الحكام العثمانيون متعصبين لنشر لغتهم التركية .
2 ـ كان الحكام يجهلون اللغة العربية فأبعدوا الشعراء عن مجالسهم .
3 ـ انتشر الجهل في عهدهم لإغلاق معاهد العلم وعدم العناية بالثقافة .
4 ـ كثر الظلم والاستبداد ، فشغل الناس بأنفسهم عن الأدب والشعر .
5 ـ ضعف المواهب والملكات بتأثير النكبات التي أحاطت بالثقافة العربية وبالعالم العربي(1) ، ولمحاربة العثمانيين للبلاد العربية حرباً خفية من شأنها أن تعوق نهض هذه البلاد وتقدمها وازدهار العلم والأدب والثقافة فيها .
6 ـ فقدان روح التشجيع للشعراء والأدباء ، والأدب لا يزدهر إلا إذا وجد من يعمل لإنعاشه ويشجع على خدمته(2) .
هكذا كانت حالة الأدب والشعر بشكل عام ولكن الشعر الحسيني يختلف عن ذلك اختلافاً كبيراً حيث إنه لا يرتبط ببلاطات السلاطين وأندية الحكام بل إنه محارب من قبلهم فمتى ما انشغل الحكام عن الشاعر الموالي فإنه يتمكن من أن يأخذ حريته في النظم حيث إنه لا ينظم رغبة في مال أو رهبة من سلطان ، بل ينظم طمعاً بالجنة وتجنباً لنار جهنم ، إنه يرزع

(1) ومما تجدر الإشارة إليه أن بعض الأدباء تفوح منه رائحة الانحياز إلى بلده إما أن يهمل البلد الشقيق أو يحاول الانتفاص منه وكأن العثمانيين لم يحكموا بلده ولم يغيروا من معالم الأدب في بلده والظاهر أن روح التفرقة التي بثها الغرب بفرض السيطرة على البلاد العربية بل الإسلامية وخططت لإسقاط الدولة العثمانية باعتبارها الدولة الإسلامية الموحدة تقريباً وكسر شوكت المسلمين لا زالت منتشرة في نفوس البعض فينتقص قطراً عربياً يشاركه المعتقد والأدب واللغة والمصير دون هوادة ، ويعامله الآخر بنفس الروحية ، هذا في الأدب والانتكاسة فكيف بنا في السياسة والنهضة .
(2) راجع الحياة الأدبية بعد سقوط بغداد حتى العصر الحديث : 169 ـ 182 .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 257

للآخرة بل يتبرك به في الدنيا ، هذا هو الفارق الجذري ، وإذا ما أضيف إلى ذلك بأن الموالي يتأسى في المصائب بأئمته ويتسلى بمصابهم عن مصابه فلذلك نجد الموالين عندما يقيمون المجالس في أفراحهم وأتراحهم يذكرون ساداتهم ومواليهم فيها ، كما أنهم إذا شيدوا داراً أو بدءوا بعمل تجاري أو أقاموا صرحاً أو احتفلوا بمسافر أقاموا مجلساً باسم الإمام الحسين عليه السلام ، وأنشد الشعراء فيه القصائد والمقطوعات(1) ، وهذه الأمور تخلق أجواءً للأدب والشعر ، وتشجع أصحاب القرائح وأرباب الأدب على النظم في الإمام الحسين عليه السلام وفي قضيته وعندئذ لا مجال لخمول الأدب والشعر في هذا الجانب وبما أن النظم عند الموالي يدمج بعوامل متعددة منها العقيدة والتأريخ والمأساة والثواب والأدب فإن أغراضه وألوانه تتجدد بالأحداث والمناسبات وتتطور بتطور الزمان والإنسان وبذلك ينكسر طوق الجمود .
ومن الملاحظ أن المجموعة الشعرية التي حصلنا عليها عن هذه الفترة والتي تطابق تاريخياً القرنين الثاني عشر والثالث عشر ، والنصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري تزايدت باضطراد حيث إن ديوان القرن الثاني عشر احتوى على جزئين بينما الديوان الثالث عشر احتوى على ثمانية أجزاء ، وأما ديوان القرن الرابع عشر فقد احتوى على ستة عشر جزءاً فلو قدرنا أن ثلثه على أقل التقادير يقع في هذه الحقبة الزمنية فهذا يعني أن هذه الفترة الزمنية كونت من الشعر الحسيني خمسة عشر جزءاً من مختلف الطبقات ومن مستويات متفاوتة ، ولقد أنشأت في شتى الأغراض ، وفيها الشعر الجيد من الطبقة الأولى ، والشعر لدى الموالين من موارد التسلية ، ولدى أرباب العلم منهم هواية مفضلة ، وعند المضطهدين منهم أفضل أساليب التنفيس والترويح عن النفس فالشعر ديوان الموالي لأهل البيت لا فرق فيه بين الرفيع والوضيع ولا يفارق الكبير والصغير حتى أن المتسول لو وُجد يتغنى بالشعر الحلال للحصول على المال عن طريق مدح الآل ، والأم الحنون تناغي وليدها بأشعار الولاء وترضعه بأناشيد فيها من الحمد والثناء لله جل وعلا والمدح للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وآله الأطهار عليهم السلام بل إن طلبة

(1) راجع باب الشعائر الحسينية ، فصل المجالس الحسينية ، من هذه الموسوعة .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 258

العلوم الدينية يتسلون بالمشاعرة والمساجلة ، وعامة الناس يتعاطون الأمثال الشعرية ، والزارع يؤبر نخله بأشعار المدائح النبوية والعلوية والحسينية .
هذه حالة الموالين بمختلف طبقاتهم وفي مختلف مراحلهم .
وأخيراً فقد قامت دول موالية لآل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في إيران والهند كانت تدعم المسيرة الحسينية عمراناً وشعائراً وأدباً بمقتضى سياساتها أو اعتقاداتها ومن تلك التي كان لها دور في هذه الفترة : الدولة القطبشاهية(1) في الهند التي كانت عاصمتها كوكندة ثم حيدرآباد (918 ـ 1202 هـ) والدولة الافشارية(2) في إيران (1137 ـ 1218 هـ) ، مملكة أودة(3) في الهند (1134 ـ 1272 هـ) والدولة القاجارية(4) في إيران والتي اتخذت من طهران عاصمة لها (1200 ـ 1343 هـ) . وإلى هنا نكتفي عن الحديث عن الشعر في هذه الفترة العصبية لنختار عدداً من الشعراء تماشياً مع الفترات السابقة .
وبما أن الشعراء الذين نظموا في هذه الفترة كثيرون فنرجو من القارئ أن يراجع ديوان القرون الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر الهجري من هذه الموسوعة ليطلع عليهم ، وحتى لا نبقى في الحلقة المجهولة فلا بأس بالحديث عنهم على نحو الإجمال وهو أن عددهم في هذه الفترة تجاوز 330 شاعراً ، القرن الثاني عشر نحو ستين شاعراً ، القرن الثالث عشر نحو 130 شاعراً القرن الرابع عشر حتى عام 1342 هـ نحو 140 شاعراً ، والعيون منهم نحو خمسين شخصية ، ومن الملاحظ أن عددهم تضاعف عما كان عليه في الفترات السابقة وهذا الاطراد جاء نتيجة

(1) الدولة القطبشاهية : أسسها سلطان قلي بن أويس قلي القطب شاهي وحكمها ثمانية سلاطين آخرهم السلطان أبو الحسن القطب شاهي .
(2) الدولة الافشارية : أسسها نادر قلي بن امام قلي المولود عام 1110 هـ ، حكمها خمسة ملوك آخرهم نادر ميرزا الافشاري .
(3) مملكة أوده : أسسها سعادت خان برهان الملك محمد أمين وحكمها أحد عشر سلطاناً ، آخرهم السلطان واجد علي الذي خلعه الانكليز .
(4) الدولة القاجارية : أسسها السلطان محمد خان بن محمد حسين بن فتح علي القاجاري وحكمها سبعة ملوك آخرهم أحمد شاه بن محمد علي .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 259

لتضاعف عدد الشعراء عامة إلا أنها لم تكن بهذه النسبة ، ولعل السبب يعزى إلى أمرين رئيسيين :
الأول : أن الشاعر الحسيني يبقى لديه المحورية والأرضية والهدف في النظم ، بينما سائر الشعراء بشكل عام قد يفقد إحداها أوجميعها في تقلب الزمان والسلطات فلا يجد ما يمكنه النظم عليه أو قد يتخلى عن نظم ما يريد ويهدف بسبب الاضطهاد حيث لا يملك لنفسه شرعية كما يملكه الشاعر الحسيني حتى في تلك الأحوال ، بل قد تزداد في بعض الأحيان .
الثاني : أن القضية الحسينية كلما طعن الزمن في السن كلما انكشفت جوانبها ، وكلما تعرف الشعراء عليها كلما تعلقوا بها ، فيبدو والله العالم أن الغالبية العظمى منهم نظموا فيه أو في نهضته بصورها المختلفة فلذلك اتسعت دائرة الشعر الحسيني على حساب دائرة غيره فمن لم ينظم نظم ومن لم يعرفه عرفه ومن تخوف عن النظم فيه خف خوفه أو زال .
وأخيراً كلما حاولت أن أجد من عيون الشعراء في هذه الفترة ممن لم ينظم في الإمام الحسين عليه السلام فلم أجد فيه ما يستحق الذكر ، فاخترنا من شعراء هذه الفترة لكل عقد علماً في القرنين الثاني عشر والثالث عشر وشخصيتين لكل عقد من عقود القرن الرابع عشر ، واعتبرته من قبيل القرعة لكل أمر مشكل فكان كالتالي ولعله يكون اختياراً مناسباً :
1 ـ العدوي(1) 1110 هـ .
2 ـ ابن معصوم(2) 1120 هـ .
3 ـ أحمد البلادي(3) 1124 هـ .

(1) العدوي : ذكره الخفاجي بأنه أشهر شعراء اليمن في هذا العصر .. راجع الحياة الأدبية : 179 .
(2) ابن معصوم : هو علي خان بن أحمد بن محمد المدني المولود عام 1052 هـ ، ولد في المدينة وتوفي في شيراز ، سكن حيدر آباد بالهند ، من اعلام الامامية ، من آثاره : سلافة العصر ، الحدائق الندية ، أنوار الربيع .
(3) أحمد البلادي : هو ابن حاجي البحراني المولود في حدود منتصف القرن الحادي عشر الهجري ، عالم فاضل وأديب شاعر ، اختص بشعره أهل البيت النبوي ، وقد
=
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 260

4 ـ عبد الغني النابلسي(1) 1134 هـ .
5 ـ ابن شمعة(2) 1150 هـ .
6 ـ عبد الحسين أبو ذئب(3) 1151 هـ .
7 ـ نصر الله الحائري(4) 1168 هـ .
8 ـ ابن عواد البغدادي(5) 1178 هـ .
9 ـ عثمان العمري(6) 1184 هـ .
10 ـ حسين العشاري(7) 1195 هـ .

= نظم في الإمام الحسين عليه السلام ألف قصيدة دوّنها في مجلدين .
(1) عبد الغني النابلسي : هو ابن إسماعيل بن عبد الغني الصالحي النقشبندي المولود عام 1050 هـ بدمشق والمتوفى بها أيضاً ، عالم فاضل وأديب شاعر ، صوفي المسلك ، رحل إلى العراق ولبنان ومصر والحجاز وتنقل في الشام وفلسطين من تصانيفه : ديوان الغزليات ، ديوان الإلهيات ، ديوان المدائح والمراسلات .
(2) ابن شمعة : ذكره الخفاجي فيمن نظم الموشحات في هذا العصر ـ راجع الحياة الأدبية : 181 ـ .
(3) عبد الحسين أبو ذئب : هو ابن عبد الله بن محمد من آل المقلد ، ولد في القطيف أواخر القرن الحادي عشر الهجري ، وتوفي في القطيف أيضاً ، كان من الشعراء المشهورين بها ، خصص جانباً كبيراً من شعره في أهل البيت عليهم السلام .
(4) نصر الله الحائري : هو ابن الحسين بن علي الموسوي الفائزي ، استشهد باسطنبول على التشيع عن عمر يقارب الخمسين سنة فتكون ولادته على هذا الأساس نحو عام 1118 هـ ، كان من اعلام الإمامية ، لقب بالمدرس في الحائر ، له مواقف اجتماعية وسياسية ودينية جليلة ، له ديوان شعر جمع بعد وفاته .
(5) ابن عواد البغدادي : هو جواد بن عبد الرضا بن عواد الحائري ، ولد في بغداد في حدود منتصف القرن الحادي عشر الهجري ، كان من الشعراء المرموقين في عصره ، ينتمي إلى قبيلة شمر ، سكن كربلاء ، وتوفي بها ومدفنه هناك .
(6) عثمان العمري : هو ابن علي بن مراد الموصلي ، ولد بالموصل في حدود عام 1134 هـ وأقام ببغداد وولي بها ديوان المحاسبة وشؤون الأراضي بها ، ورحل إلى اليمن فولي بها أيضاً ثم رحل إلى اسطنبول وتوفي بها من آثاره : الروض النضير ، النقطة ، راحة الروح ، وقيل أن وفاته كان عام 1193 هـ .
(7) حسين العشاري : هو ابن علي بن حسن البغدادي الشافعي ولد عام 1150 هـ في بغداد فقيه أصولي ، وأديب شاعر ، ولي قضاء البصرة وتوفي بها ، من آثاره : تنقيح
=

السابق السابق الفهرس التالي التالي