دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 261

11 ـ أحمد السويدي(1) 1210 هـ .
12 ـ كاظم الأزري(2) 1211 هـ .
13 ـ ابن خلفة(3) 1227 هـ .
14 ـ محمد علي الأعسم(4) 1233 هـ .
15 ـ سليمان الحلي(5) 1247 هـ .
16 ـ محمد الشويكي(6) 1254 هـ .
17 ـ حيدر العطار(7) 1265 هـ .

= المديح ، الأوراد ، وديوان شعره .
(1) أحمد السويدي : هو ابن عبد الله بن الحسين بن مرعي البغدادي ، المولود عام 1153 هـ ببغداد ، عالم أديب وناثر شاعر ، من آثاره العلمية : شرح بانت سعاد ، حاشية على الأزهرية ، نزهة الأدباء .
(2) كاظم الأزري : هو ابن محمد مهدي البغدادي ، ولد في بغداد عام 1143 هـ ، كان فاضلاً أريباً وشاعراً أديباً ، اشتهر في عصره وتقدم أقرانه في النثر والنظم ، جمع شعره في ديوان طبع باسمه .
(3) ابن خلفة : هو محمد بن إسماعيل البغدادي الحلي ، ولد ببغداد بعد منتصف القرن الثاني عشر الهجري ، ونشأ في الحلة ، واشتغل بالبناء ، إلا أنه كان شاعراً مبدعاً وله في فنون الأدب إبداعات .
(4) محمد علي الأعسم : هو ابن حسين بن محمد الزبيدي المولود في النجف عام 1154 هـ ، والمتوفى بها أيضاً ، كان من العلماء الأفاضل ومن الفقهاء الأدباء ، له عدد من المنظومات في الفقه إلى جانب غيرها .
(5) سليمان الحلي : هو ابن داود بن سليمان الحسيني ، ولد في الحلة عام 1222 هـ وتوفي بها ودفن في النجف ، كان عميد أسرته ، وكان أديباً شاعراً ورث منه ابنه السيد حيدر الأدب والشعر ، من آثاره : نظم الجمل ، الدرر الجليّة ، وديوان شعره .
(6) محمد الشويكي : هو ابن عبد الله القطيفي ، ولد في الشويكة ـ القطيف ـ في أواخر القرن الثاني عشر الهجري ، كان من العلماء الاعلام والأدباء الشعراء ، توفي في القطيف .
(7) حيدر العطار : هو ابن إبراهيم الحسني ، ولد عام 1205 هـ وكان في الكاظمية وتوفي بها ، كان عالماً فقيهاً ، وأديباً بارعاً ، وشاعراً مفلقاً ، من آثاره : البارقة
=
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 262

18 ـ عبد الباقي العمري(1) 1279 هـ .
19 ـ جواد بدكت(2) 1281 هـ .
20 ـ عبد الغفار الأخرس(3) 1291 هـ .
21 ـ حيدر الحلي(4) 1304 هـ .
22 ـ محسن أبو الحب الكبير(5) 1305 هـ .
23 ـ جابر الكاظمي(6) 1312 هـ .
24 ـ جعفر الحلي(7) 1315 هـ .

= الحيدرية ، العقالئد الحيدرية ، المجالس الحيدرية .
(1) عبد الباقي العمري : هو ابن سليمان بن أحمد الفاروقي الموصلي ، المولود عام 1204 هـ بالموصل ، تولى بعض المناصب الحكومية بالموصل ثم ببغداد ، عرف بأدبه الرفيع ونظمه البديع ، من آثاره : الباقيات الصالحات ، نزهة الدهر ، ديوان شعره .
(2) جواد بدكت : هو ابن محمند حسين الحائري ، ولد عام 1210 هـ في كربلاء ، اشتغل مهنة أبيه وهي تجارب الحبوب ، إلا أنه ولع بأدب الشعر فنظم وأدبع ، له ديوان شعر ، توفي في كربلاء .
(3) عبد الغفار الأخرس : هو ابن عبد الواحد بن وهب الموصلي ، ولد عام 1225 هـ في الموصل ، ونشأ ببغداد وتوفي بالبصرة ، شاعر فحل اشتهر بشعره وتناقل الناس شعره ، من آثاره ديوان شعر سمي بـ « الطراز الأنفس في شعر الأخرس » .
(4) حيدر الحلي : هو ابن سلمان الحسيني ، ولد عام 1246 هـ في الحلة ، ونشأ فيها وتولى تربيته عمه السيد مهدي ، كان شاعراً فحلاً ، ترفع عن المدح والاسترزاق بالشعر ، من آثاره : دمية القصر ، العقد المفصل الأشجان ، وديوان شعره .
(5) محسن أبو الحب الكبير : هو ابن محمد الحائري ، ولد في كربلاء عام 1244 هـ كان أديباً فاضلاً ومحققاً باحثاً ، وخطيباً شاعراً ، توفي في كربلاء فولد حفيده في سنة وفاته فأخذ منه اسمه وخطابته وأدبه ، له ديوان شعر .
(6) جابر الكاظمي : هو ابن عبد الحسين بن طاهر ، ولد بالكاظمية عام 1222 هـ ، كان خارقاً في الذكاء وبرع في الأدب والشعر ، سافر إلى إيران واتصل بملوكها ، نظم بالعربية والفارسية ، له ديوان شعر ، توفي في الكاظمية .
(7) جعفر الحلي : هو ابن حمد بن محمد حسن الحسيني ، ولد عام 1277 هـ في إحدى
=
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 263

25 ـ حمادي نوح(1) 1325 هـ .
26 ـ أحمد درويش(2) 1329 هـ .
27 ـ جواد الهندي(3) 1333 هـ .
28 ـ محمد سعيد الحبوبي(4) 1333 هـ .
29 ـ أبو بكر بن شهاب(5) 1341 هـ .
30 ـ كاظم السبتي(6) 1342 هـ .
وإلى هنا ننهي هذه الفترة لنتطلع إلى العصر الحديث الذي حل على المنطقة العربية كجزء من البلاد الإسلامية وفي كنفه التجدد والحداثة .

= قرى الحلة ، ودرس في النجف وتوفي في الحلة ودفن في النجف ، كان أديباً بارعاً وشاعراً بليغاً ، له سحر بابل وسجع البلابل .
(1) حمادي نوح : هو أبو هبة الله محمد بن سلمان بن نوح الغريبي الكعبي الأهوازي ، اشتهر بحمادي نوح ، ولد عام 1240 هـ في أهواز وتوفي بالحلة ودفن في النجف ؛ شاعر فحل له ديوان سماه اختبار العارف ونهل الغارب .
(2) أحمد درويش : هو أحمد بن درويش علي البغدادي الحائري ولد في كربلاء عام 1262 هـ ، كان أديباً بليغاً وشاعراً كبيراً ، من آثاره : كنز الأديب في كل فن عجيب في سبع مجلدات ضخام ، وله أيضاً الدرة البهية في هداية البرية في جزئين .
(3) جواد الهندي : هو جواد بن محمد علي الحسيني الحائري الشهير بالهندي لسمرة بشرته ، ولد عام 1270 هـ في كربلاء وتوفي بها ، كان خطيباً مفوهاً وأديباً ثائراً ، وشاعراً بليغاً ، كان يخطب بالعربية والفارسية .
(4) محمد سعيد الحبوبي : هو ابن محمود الحسني ، ولد عام 1266 في النجف ، وتوفي بالناصرية ، سكن مدة في الحجاز ونجد ، كان من العلماء الفقهاء ، والمجاهدين في ساحة الوغى ضد الاحتلال البريطاني للعراق ، وكان شاعراً فحلاً ، له ديوان شعر .
(5) أبو بكر بن شهاب العلوي الحسيني الخضرمي ، ولد في حصن آل فلوقة القريبة من تريم بحضرموت وتوفي بحيدر آباد دكن ـ الهند ـ يعد شاعر اليمن الأول في عصره ، له ذريعة الناهض .
(6) كاظم السبتي : هو ابن حسن بن علي السهلاني الحميري ، ولد عام 1258 هـ في النجف ، ونشأ يتيماً ، فاعتنت والدته بتربيته ، كان خطيباً مبدعاً وشاعراً بارعاً ، له ديوان كبير أكثره في رثاء آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 264

المرحلة الثالثة
العصر الحديث :

يبدأ هذا العصر بسقوط الدولة العثمانية عام 1342 هـ ، واحتلال الدول الغربية لمعظم البلاد الإسلامية وتقسيمها فيما بينها كغنيمة للحرب التي خاضوها فيما بينهم في الحرب العالمية الأولى ما بين عام 1333 و1337 هـ تماماً كما أشار إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في قوله : « كيف بكم إذ تداعت عليكم الأمم كتداعي الأكلة على قصعتها » فسأله الأصحاب : ونحن على كثرة فقال عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام بحرقة قلب : نعم(1) .
وقد ناضلت الأمة الإسلامية بعد ذلك في كل قطر من أقطارها لأجل تحرير أرضها من الاحتلالات التي قسمت أرضها ، ففي العراق والحجاز وسوريا ومصر والجزائر وليبيا وغيرها من البلاد قام الشرفاء بوضع حد لتعنت الاستعمار وهيمنته ولكن هذه المنطقة كغيرها فرضت عليها حرب ضروس ثانية لا تبقي ولا تذر عرفت بالحرب العالمية الثانية وذلك ما بين عام 1358 و1364 هـ وقد تحالف كل من إيطاليا وألمانيا واليابان وإنكلترا وفرنسا والصين والولايات المتحدة الأمريكية من جهة والاتحاد السوفياتي وحلفائها من جهة أخرى ، وكان من أهم أسباب الحرب إرهاق الاقتصاد الألماني بتعويضات الحرب العالمية الأولى ، وقد راح ضحيتها 42 مليون نسمة ، غيرت هذه الحرب خريطة العالم بأسره جغرافياً واقتصادياً وسياسياً وأمنياً ، وفي هذه الفترة استقلت أكثر دول العالم ، وما يخصنا في هذه الدراسة الدول العربية رغم أن بعضها ليس لها دور في النهضة الأدبية إلا أن الحديث عنها جاء من باب الغلبة ، وهذا جدول بياني باستقلال هذه

(1) ورد مضمونه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في كتاب الفكر العربي لأنور الجندي : 35 .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 265

الدول حسب تاريخ استقلالها من الدول المحتلة لها :
1341 هـ استقلال مصر عن إنكلترا 1923 م
1351 هـ استقلال العراق عن إنكلترا 1932 م
1351 هـ إنشاء المملكة العربية السعودية بموافقة إنكلترا 1932 م
1363 هـ استقلال لبنان عن فرنسا 1944 م
1364 هـ استقلال سوريا عن فرنسا 1945 م
1365 هـ استقلال الأردن عن إنكلترا 1946 م
1371 هـ استقلال الإمارات العربية المتحدة عن إنكلترا 1952 م
1371 هـ استقلال البحرين عن إنكلترا 1952 م
1371 هـ استقلال قطر عن إنكلترا 1952 م
1371 هـ استقلال ليبيا عن إيطاليا 1952 م
1374 هـ استقلال عمان عن إنكلترا 1955 م
1375 هـ استقلال تونس عن فرنسا 1956 م
1375 هـ استقلال السودان عن إنكلترا 1956 م
1375 هـ استقلال المغرب عن فرنسا وإسبانيا 1956 م
1380 استقلال الصومال عن إنكلترا وإيطاليا 1960 م
1380 هـ استقلال موريتانيا عن فرنسا 1960 م
1381 هـ استقلال الكويت عن إنكلترا 1961 م
1382 هـ استقلال الجزائر عن فرنسا 1962 م
1387 استقلال اليمن عن إنكلترا 1967 م
1395 هـ استقلال جزر القمر عن فرنسا 1975 م
1396 هـ زال الاحتلال الإسباني عن صحاري إسبانيا 1976 م
1397 هـ استقلال جيبوتي عن فرنسا 1977 م
1413 هـ استقلال أرتيريا عن اثيوبيا وقبلها عن إيطاليا 1992 م

ولنلحق بهذا الجدول ما يلي لأهميتها :

دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 266

1324 هـ إنشاء الجمهورية التركية 1906 م
1346 هـ استبدال الحروف اللاتينية بالعربية في تركيا 1927 م
1364 هـ تأسيس هيئة الأمم المتحدة في واشنطن 1945 م
1364 هـ تأسيس الجامعة العربية في القاهرة 1945 م
1368 هـ الاحتلال الصهيوني لفلسطين 1948 م

ولايخفى أن الاستقلال لم يأت عن فراغ ولا عن إرادة دولية أو غربية بل إثر نهوض الشعوب الإسلامية بوجه الاستعمار وتقديم التضحيات الجسام من قبل الأشراف وبقيادات شريفة كالشيخ محمد تقي الشيرازي(1) في العراق وعمـر المختار(2) في ليبيا وعبد القادر الجزائري في الجزائر وأحمد عرابي في مصر وإبراهيم هنانو(3) في سوريا ، ومحمد أحمد المهـدي(4) في السودان ، ومحمد المهدي(5) في الصومال ،

(1) محمد تقي الشيرازي : هو ابن محب علي (1256 ـ 1338 هـ) المرجع الإمامي ، كربلاء ـ العراق ـ مضت ترجمته .
(2) عمر المختار : هو عمر بن مختار بن عمر المنفي (1275 ـ 1350 هـ) ولد في البطنان ببرقة ، أقامه محمد المهدي الإدريسي شيخاً على زاوية القصور بالجبل الأخضر ، وكذلك في السودان فأقيم بها شيخاً لزاوية كلك ، ثم عاد إلى برقة ، وأصبح شيخ الزاوية القصور ، وما أن احتل الإيطاليون بنغازي عام 1329 هـ كان في طليعة المجاهدين ، وفي عام 1340 هـ تولى قيادة المجاهدين ؛ وأخيراً أسره الإيطاليون وشنقوه .
(3) إبراهيم هنانو : ولد عام 1286 هـ في حارم وتوفي عام 1354 هـ في حلب ، سياسي سوري تزعم الثورة ضد الفرنسيين المحتلين لسوريا بعد انفكاك الدولة العثمانية على يد الخلفاء ، اجتمعت على زعامته سورية كلها .
(4) محمد أحمد المهدي : هو ابن عبد الملك الحسيني (1259 ـ 1303 هـ) حج بيت الله الحرام واستلهم النضال من تلك الديار المقدسة فلما رجع إلى بلده السودان أعلن النضال ضد الاستعمار البريطاني وقاتل البريطانيين وفتح الخرطوم ، توفي في أم درمان ، ودفن بها وشيد على قبره مسجد وقبة عرفت باسمه .
(5) محمد المهدي : هو ابن عبد الله حسّان (نحو 1277 ـ 1338 هـ) درس العلوم الدينية ثم حج بيت الله الحرام ورجع منها مستلهما روح النضال من تلك الأجواء الروحانية فلما عاد إلى بلاده الصومال نادى بالإصلاح وأعلن الحرب ضد الاستعمار البريطاني والإيطالي وذلك عام 1317 هـ ولعله تأثر بمهدي السودان .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 267

وشرف الدين(1) في لبنان . وأمثالهم في أقطار أخرى .
وفي كل شبر من الأراضي الإسلامية أريق دماء الأبرياء وفي آناء الفترة الأولى تعالى صراخ الأيتام والنساء الثكلى حتى نالوا الاستقلال وما نالوه إلا بالنهوض الفكري والتوعية والعقيدة والوحدة والتضحية فالجزائر وحدها ضحت بمليون شهيد وهذا عدد لا يستهان به .
وهذه الاحتلالات وتلك المقاومات كانت لها سلبيات وإيجابيات ولسنا هنا بصدد بيان التاريخ وتقييم الحالات الاجتماعية بل البحث هنا جار في إطار الأدب والشعر فلذا لا بد من التطرق إلى الإيجابيات بالإضافة إلى السلبيات ولعلها تقع ضمن النقاط التالية :
1 ـ الجانب اللغوي :


لا شك أن الأمة العربية بعد أن خرجت من هيمنة اللغة التركية التي فرضتها السلطة العثمانية خلال ستة قرون أرادت أن تلتقط أنفاسها لتعيد مجدها وتبني من جديد ما هدمته تلك الظروف من لغتها إلا أن احتلال إنكلترا وفرنسا وإيطاليا وإسپانيا لم يدع مجالاً لتقويم الوضع الاجتماعي والأدبي وبالأخص اللغة ـ لغة التحاور ـ ولغة الأدب ، بل إنها هي الأخرى سعت إلى الهيمنة الثقافية إلى جانب الهيمنة السياسية والاقتصادية وتركت آثارها على الجيل الناشئ ، فكلما امتدت فترة الانتدابات والاحتلالات زادت خطورة التأثير ، وبما أنها كانت قد خططت للتغيير الجذري في الثقافة وبدأت باللغة وبالأخص في شمال إفريقيا حيث فرض الفرنسيون لغتهم على البلاد فقد كمنت الخطورة في إنشاء المدارس ووضعها للمناهج التي كانت ترغب فيها إلى جانب إنشائها للصحف والإذاعات فكان الجيل العربي أينما يول وجهه يجد أمامه ثقافة مغايرة لبنيته الأساسية ، وفي هذه الفترة نشأت مجموعة كبيرة تستهتر بالثقافة الإسلامية والعربية وتدعو إلى التحول وكأنها

(1) شرف الدين : هو عبد الحسين بن يوسف العاملي الموسوي (1290 ـ 1377 هـ) من أعلام الإمامية في لبنان ، ولد في شحرور بجبل عامل ـ لبنان ـ وأقام في صور ، وسكن سوريا وفلسطين ثم عاد إلى صور من مؤلفاته : المراجعات ، الفصول المهمة ، ومؤلفو الشيعة .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 268

أصبحت غربية أكثر من الغرب وحتى إنني وجدت بعضهم وضع كتاباً يحاول فيه تحويل الحروف العربية إلى حروف لاتينية وعبرية بحجة أن هذه الحروف لا تناسب اللغة الحديثة للعلم ولا يمكن التعامل معها مع عصر الآلة ، وأرادوا بذلك أن يبعدوه عن مصادر ثقافته ومناهل تراثه ، ولا يمكن القول بأنهم فشلوا إلا أنهم لم يوفقوا تماماً ، ولكنهم خلفوا مشاكل لا زلنا نعاني من آثارها ، وأما الشعوب فبعد أن فرض عليها اللغة الأجنبية في المدارس والجامعات تمكنت من أن تواكب الحضارة الغربية وهذا إن استخدم بوجه صحيح فهو أمر إيجابي إذا لم يكن على حساب لغتنا وتراثنا .
وبشكل عام فقد سعى الغرب بكل ما لديه من سلطان إلى ترسيخ أسس ثقافته في المنطقة العربية بشكل خاص ، ورغم عدم موفقيته لتغيير اللغة تماماً إلا أنه في هذا الجانب لا يمكن أن يقال إنه لم يوفق أيضاً ولكنه واجه صعوبات ورغم ذلك تمكن من خلق أجواء ثقافية برّاقة استهوت معظم الأجيال الناشئة ، وكان للمرأة النصيب الأوفى ولو بالتدريج ، ومن أكثرها شيوعاً مسألة التبرج ، ولا أنكر أن المرأة كانت تعيش في وضع سيئ للغاية في كثير من الأقطار بسبب فرض بعض العادات والتقاليد في قبال التعاليم الإسلامية السمحاء ، وقد تمكنت المرأة من التحرر ولكن الغرب أساء استخدام ذلك وجيرها لضرب الإسلام في عقر داره ومع كل الأسف بأيادٍ مسلمة ، فتحررت مع الأسف على حساب الإسلام لا على حساب المسلمين غير الملتزمين بحقيقة الإسلام ممن كانوا يحكمون باسم الإسلام وإلا فإن الإسلام فيه ما يكفي المرأة من الحرية والحقوق ولا تتفوق أية عدالة اجتماعية على عدالة الإسلام فقد أولى المرأة الحرية والكرامة بما يفوقهما شيء منذ أن حررها من عبودية الجاهلية .
والمرأة هي عينة من العينات التي انخدعت أو انبهرت بالثقافة الغربية ، وهناك الشباب الذين انبهروا بالعلم والحضارة التي كانوا يمتلكونها بأفضل ما لدى الغرب ، ولكن مع الأسف فإن المسؤولين وفي مقدمتهم الحكام هم الذين أوصدوا الأبواب في وجه التقدم العلمي ، وما تركوا وراءهم إلا الجهل والتخلف فأساؤوا إلى أنفسهم وإلى الإسلام ، إن معظم

دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 269

الاختراعات هي شرقية المنشأ أو الفكرة أو من ترشحات عقول شرقية عاشت في الغرب ، أو أن لها جذور في ثقافتنا بشكل عام إلا أن الشاطر كما يقولون من يغتنم الفرص ويعلق الجرس على رقبة الفرس ، ولا يفهم من كلامي التزمت بل العكس هو الصحيح علينا أن ننفتح على جميع الحضارات ونتعاون لكسب المزيد من المعلومات ونسعى إلى التطور ونواكب العصر ، ولكن لا ننبهر بالمظاهر ونترك الواقع على حساب مفاهيمنا وأخلاقنا وحضارتنا ، وليس من الصحيح أن نأخذ بكل ما استوردوه لمجرد نجاحهم أو تفوقهم في جانب ، فمن الغلط أن تأخذ ممن تفوق في الرياضيات الحكمة ، أو نأخذ منه أيضاً الأدب لأن الرياضيات شيء والطب والحكمة شيء آخر ، وليس بالضرورة أن يكون المتفوق في الأول متفوقاً في غيره ، فلا بد من زنة الأمور لكي يعطى كل ذي حقّ حقّه .
2 ـ الجانب السياسي :


لقد تأثر العالم الإسلامي بالسياسة الغربية وتلك بفضل(1) الحكام الذين وصلوا إلى الحكم في البداية على أكتاف الغربيين إن بشكل مباشر أو غير مباشر ، واستمرت العلاقة الغربية مع هذه الدول وبالأحرى مع حكامها ، وعقدت المعاهدات وخضعت بعض الدول إلى حمايات أجنبية فلم تعد لدولنا أية سياسة مستقلة على اسس إسلامية خالصة ، بل لم تعد دولة في العالم إلا وتأثرت بهذه السياسة سواء في الحكم أو في الأمن أو في الاقتصاد أو في التعليم أو في غيرها ، وبدلاً من أن تستقل الدول تماماً إلا أنها استقلت من الاحتلالات المباشرة ، ولكنها أُستغلت من قبل الغرب وبقيت تحت هيمنته السياسية فلا يمكنها أن تتصرف في اقتصادها وفي أمنها ونظامها وقوانينها دون مشورة الغرب المباشرة أو مشاورة المستشارين ذوي العقلية الغربية . فهو في الحقيقة استعمار إلا أنه من نوع آخر أكثر خطورة من الأول إذ الأجيال تُربى عليها دون أية إثارة ، فالحاكم المسكين يبقى ألعوبة بيد السياسة الغربية ، عبره تصل الغنائم إلى الغرب وإن تخلف

(1) كلمة شاعت وإلا فالأفضل بل الأنسب أن يقال في أحسن الأحوال « بسبب » بدل « بفضل »
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 270

فيحاكم بانتهاكه لحقوق الإنسان ، وبالاستبداد ، أو بغيرها من الأساليب الموجعة والناجعة ، ويبقى الغرب هو الناصح الأمين والملاذ الوحيد ، فيتغير الحاكم بانقلاب عسكري أو بغير ذلك ويبقى الغرب هو المستفيد دون أن يساء إليه وتبقى الحصص تدر عليه ، إنه أسلوب ذكي أكثر براعة من الاستعمار المباشر ، نتيجته إدانة الحاكم وسلامة الغرب .
هناك مثال لتقريب ذلك إلى الأذهان ، ومن المعلوم أن الأمثال تقرب من جهة وتبعد من جهة أخرى ولكن علينا أن نأخذ من وجهة التقريب ، ففي بريطانيا قامت الدولة بسياسة ناجحة جداً تجاه المصاعب اليومية التي كانت تواجهها من قبل الشعب ، فقد أوكلت مثل هذه الأمور إلى مؤسسات شعبية لا ترتبط بالدولة إلا في أمرين السياسة العامة والنظام الضريبي ، فللمثال إن شركة الهاتف والكهرباء والماء التي في بلداننا تعد جزءاً من المؤسسات الحكومية ، ولكنك تجدها في بريطانيا شركة خاصة تُشرف عليها الدولة من بعيد ضمن سياسة متفقة مع أرباب هذه الشركات فتجبى اليها الضرائب الباهظة على ارباح هذه الشركات بأشكال مختلفة ، وبهدوء تضاف إلى قائمة المصروفات التي تتصدى لها الشركات دون أن تعرض نفسها لمواجهة الشعب ، ولا تكلفها مبالغ باهظة لجمعها وجبايتها وهي في مأمن من التهم وما إلى ذلك ، فإن اشتكى الشعب فالشركة هي المسؤولة وتعاقب على أفعالها وتقف السلطة الحاكمة مع الشعب فإن كانت الشركة على وئام مع السلطة أي كانت من الحزب الحاكم فالأمر سهل جداً في أقصى الحالات يغير المسؤول بمسؤول آخر من بني حزبه ، وإن لم تكن على وئام فالويل لها فالمحاكم والتهم ، والمنتصر طبعاً السلطة لصالح الشعب وهكذا وهلمجرا ، فإنك تجد أن شرطة المرور في هذه البلاد أصبحت شركة خاصة والسلطة إنما تستوفي منها الضرائب دون أن يكلفها ذلك شيئاً .
هكذا يحكمنا الغرب بل اتسع من ذلك ، إنه استعمار مبطن فالعنكبوت إنما يحيط بأوتاره حول فريسته فأينما يتجه فالطريق مغلق أمامه وعلى الفريسة أن تخضع للأمر الواقع بهدوء .
فالحكم عندنا ان خضع للغرب فالاستقرار والنعيم يطفو على سطحه ولا حديث عن الإرهاب وعن الاستبداد ولا ولا ... وإن تثاقل عن ذلك

دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 271

فتثار مسألة الإرهاب ومسألة حقوق الإنسان وما إلى ذلك بل حرك الشارع العربي ودعى حلفاؤه إلى المقاطعة الاقتصادية ووجه إليه الضربات الموجعة التي لا يستقيم له معها ظهر ، وقد قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : « إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره ، وإن أدبرت سلبته محاسن نفسه »(1) فإذا أقبل الغرب على نظام أعارته محاسن غيره وإن أدبر عنه سلبته محاسنه .
هذا وقد ذكر بعضهم أن بعض الشعراء في أوائل القرن الرابع عشر الهجري كانوا يقلدون الأساليب الإفرنجية من حيث الوصف ، ورققت التربية العلمية شعورهم وأطلعتهم على آفاق لم يكن يعرفها أسلافهم من معرفة بنفس الإنسان وعواطفه وقواه والنفوذ إلى أسرار القلب الإنساني ، فكانوا أقدر من السلف على تحليل العواطف(2) ، ويجب ألاّ ننسى ما لتوافر أسباب النقل من أثر في الشعر ، فإنها سهلت تمازج الثقافات والاطلاع على لغات العالم المتمدن وآدابه ، وقد تحرر الشعراء المجددون في هذه الفترة من القيود القديمة من حيث استهلال القصائد فأصبحوا يطرقون الموضوع رأساً ، ومن حيث الصنعة والجناس فأصبحوا يعنون بالمعنى أكثر من عنايتهم باللفظ ويعنون بوحدة الموضوع فيرمون في قصيدتهم إلى غرض معين لا يتعدونه وتتعاون أجزاء القصيدة على تأديته ، واهتموا بالمواضيع المستمدة من المجتمع الذي يعيشون فيه ومن مدنيته ، فتناولوا أحوال مجتمعهم بالوصف والنقد ، وأحسنوا في وصف العواطف وتشريحها وعنوا بوصف الحقيقة كما هـي دون مبالغة(3) ، ووصفوا المباني والعادات والأخلاق محبذين أو منتقدين ، وكان موضوع المرأة وما يجب أن يكون لها من مركز اجتماعي مما يشغلهم ويحرك شاعريتهم(4) .
ولكن ما ذكره من صور التغيير لا يصدق كلهم مع دراستنا للشعر والشعراء خلال الفترات الماضية ولا ننكر التأثير ، ولعل الأصح أن يقال إن

(1) نهج البلاغة : 660 ـ قصار الكلمات : 8 .
(2) فيه من المبالغة ما لا يخفى .
(3) ولكن الواصف هنا بالغ في نقل الصورة .
(4) الرائد : 734 .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 272

بعض الأغراض أضيف إلى الأغراض القديمة وتغير بعضها ، وقدمت بعض الجوانب على أخرى كمسألة النقد مثلاً حيث لا يمكن أن ننسى وجود شعر النقد في عصور متقدمة على هذا العصر ، ولعل البعض يتأثر بقطره ويغفل عن بقية الأقطار أو يرجع إلى عصر ما قبل عصر بحثه ولا ينظر إلى الوراء بعيداً ، وعلى أية حال فيتابع القول ليتحدث عن منتصف القرن الرابع عشر الهجري فيقول : ومن الملاحظ أن المجددين من الشعراء المخضرمين لم يتخلصوا من القديم جملة واحدة ، بل مزجوا بين القديم والجديد فتجد لبعضهم(1) شعراً كثيراً ليس إلا صورة عن الشعر القديم في أساليبه ومعانيه وأخيلته وحتى في مواضيعه ، ونشأت طائفة من الشعراء تهمل القديم إهمالاً تاماً وتعنى بالجديد محاكية فيه الشعر الغربي في مذاهبه الأدبية المختلفة ، وبقيت طائفة من الشعراء محافظة على القديم محافظة تامة ، ومن هنا نشأت المعركة بين أصحاب القديم وأصحاب الحديث ، ولا تزال محتدمة حتى الآن فلكل من المذهبين شعراء يمثلونه ويدافعون عنه ، فالمجددون يقلدون الشعر الغربي في أغراضه ومعانيه ، وأفكارهم وصورهم في الجملة غريبة عن البيئة العربية وعاداتها ويتصفون بضعف الصيانة والسعي في طلب الألفاظ الموسيقية الطنانة البراقة التي يلونون بها صورهم الغريبة الجامحة ، وبغموض المعنى الناتج عن أغرابهم في اختيار الألفاظ وإتيانهم بالتشابيه والاستعارات الشاذة المستمدة من خيال طليق جامح لا يقيده الفكر وهم يتناولون الكتب الدينية بالنقد أو يستمدون منها مواضيع لشعرهم وكثيراً ما يستمدون هذه المواضع من خرافات الإغريقيين أوتاريخهم ، وقد أدى تأثير الأدب الغربي في المجددين إلى وجود فئة تقلد المذهب العاطفي الأدبي(2) وفئة تمثل مذهب الواقعية(3) وفئة تمثل مذهب الرمزية(4) وفيهم ضعف ظاهر

(1) لبعضهم : في الأصل مثل الشاعرين أحمد شوقي وخليل مطران ، إلا أننا استشفينا منه حالة الاختصاص وبما أنها حالة ، وليس مميزات لذلك أبدلناها بكلمة بعضهم لأنها أقرب إلى الواقع .
(2) المذهب العاطفي الأدبي الذي يقال عنه بالفرنسية (bomantisme) .
(3) مذهب الواقعية = (Le Realisme) .
(4) مذهب الرمزية = (Le Symbolisme) .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 273

في الثقافة العربية والأدب العربي ولكنهم شديدو الاتصال بعصرهم ، صادقون في تصوير الحياة والطبيعة ، بعيدون عن شعر المناسبات معنيون بوحدة الموضوع .
والمحافظون يحكمهم التقليد فهم صدى للمتقدمين لا تنتظم قصائدهم وحدة موضوع ولا يتعدون أغراض القدماء وأساليبهم وأخيلتهم ومعانيهم ولا يتصلون بالثقافة الغربية لتتسع آفاقهم ولكن لغتهم قوية وأسلوبهم أشد صلة بالعروبة وأقوى عاطفة وأوضح معنى(1) .
هكذا عرفوا الفريقين إلا أن في هذا التعريف الكثير من المغالطات نشسير إلى أهمها :
1 ـ التقليد سمة الفريقين ولا يختص بالمحافظين حيث إن المجددون قلدوا الغربيين .
2 ـ وحدة الموضوع من الأمور التي كانت ولا زالت في العهدين بل عند الفريقين قد يُؤخذ بها وقد يخترق فليس سمة لأحدهما .
3 ـ الأغراض الذي سميت بالمستحدثة نجدها مطروقة عند القدماء تظهر تارة وتختفي تارة أخرى حسب البيئة القومية أو الجغرافية أو الحاجة أو ما شابه ذلك .
4 ـ اتساع أفق الشاعر لا يرتبط بالحداثة والقدم بل يرتبط بالأجواء التي يعايشها الشاعر والتي تملى عليه .
5 ـ التمرد له أنصار في السابق واللاحق ، له مناخه الخاص .
6 ـ وأما الالتزام بالقوافي والأوزان والبحور وعدم الالتزام بهما إنما جاء عن ضعف المباني وقوتها ، والتخلي لا يعتبر تجدداً وحداثة ، كما أن الالتزام بها لا يمكن اعتباره تقليداً ورجعة ، وقد فصّل الكلام عنه في بعض الفصول من هذا الباب .

(1) الرائد : 734 ـ 735 .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 274

وعلى أية حال فإن العصر الحديث لا يمكن سوقه بعصاً واحدة حيث له تقلبات مختلفة ، وكنا في بادئ الأمر قد قسّمناه إلى فترتين سمينا الأولى بفترة النهوض والثانية بفترة الخمول ، إلا أن قصر المدة وتشابكها واختلاف الأقطار شدة وضعفاً بل واختلاف حال الشاعر الواحد ، وعدم استقرار الحال على شيء يمكن البت به ، كل هذه وغيرها من الأسباب جعلنا نتراجع من تقسيمه إلى فترتين ، ولعل المستقبل القريب يحكم إرادته على هذا النوع من الإفراز والتقسيم .

الأدب والأدباء في هذه المرحلة

ربما شعر أدباء العرب وشعراءهم بالمسؤولية تجاه ما حل بالأدب بكل جوانبه ومظاهره أثناء الحكم العثماني فبدأوا بإنقاذ الموقف وتقويم ما أمكن تقويمه وساعدهم في ذلك أمور عدة من أهمها :
1 ـ الصحافة : حيث برزت الصحافة قبيل هذه الفترة .
2 ـ المدارس : إن المدارس النظامية لم تكن بالقديمة أيضاً .
3 ـ الإذاعة : حيث كانت هي الأخرى أداة من أدوات الاستعمار في ذلك الوقت .
4 ـ الطباعة : بدأت المنطقة تتعرف عليها مما سهل وصول الكتاب بيد الأديب .
5 ـ الترجمة : أعيدت من جديد بعدما توقفت ، وكانت بوابة إلى الحضارات الأخرى .
6 ـ المواصلات : سهلت السفر والتواصل بين أبناء الأمة الواحدة والأمم .
7 ـ الاتصالات : سواء التحريرية أو السمعية فتنظيم البريد وتأسيس الهاتف كان لها دور فعّال .
8 ـ الاستقلال : حيث فتح المجال أمام التحرك والنهوض في كل جوانب الحياة .
9 ـ المكتبات : لقد كان لإنشاء المكتبات وإطلاق سراح بعضها الآخر دور في حركة النهضة الأدبية .


السابق السابق الفهرس التالي التالي