دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 289

35 ـ عمر فروخ(1) 1407 هـ .
36 ـ عمر أبو ريشة(2) 1410 هـ .
37 ـ سعيد العسيلي(3) 1414 هـ .
38 ـ مصطفى جمال الدين(4) 1417 هـ .
39 ـ محمد مهدي الجواهري(5) 1418 هـ .
40 ـ نزار القباني(6) 1419 هـ .
41 ـ نازك الملائكة(7)

(1) عمر فروخ : هو ابن عبد الله (عبد الرحمان) ولد في بيروت عام 1322 هـ ، كان يجيد اللغات : العربية التركية الفرنسية الإنكليزية ، والإلمانية ، اشتغل في حقل التربية والأدب ، له : أربعة أدباء معاصرين ، تاريخ الأدب العربي ، ديوان شعره .
(2) عمر أبو ريشة : هو ابن شافع الموالي ، ولد عام 1328 هـ في بلدة منبج ، درس في حلب وبيروت ولندن وباريس ، اشترك في الحركة الوطنية في سوريا ضد الاحتلال الفرنسي ، من آثاره : بيت وبيتان ، نساء ، ومسرحية الحسين .
(3) سعيد العسيلي : هو ابن عبد الحسين ، ولد عام 1348 هـ في قرية رشاف ـ جنوب لبنان ـ ، شاعر الملحمة ، له من الدواوين : الشاعر الحزين ، مولد النور ، كربلاء .
(4) مصطفى جمال الدين : هو ابن جعفر بن عناية الله ، ولد عام 1346 هـ في إحدى قرى سوق الشيوخ بالعراق ، درس في النجف وتوفي بدمشق ، شاعر فحل ، سكن الكويت ودمشق ، له الديوان ـ الإيقاع في الشعر العربي ، التدوير في القصيدة المعاصرة .
(5) محمد مهدي الجواهري : هو ابن عبد الحسين بن عبد علي بن محمد حسن صاحب كتاب جواهر الكلام ، ولد المترجم له عام 1317 هـ في النجف ، وتوفي بدمشق ، كان شاعراً فحلاً ، بل فاق غيره في عصره ، له ديوان الجواهري في أربعة أجزاء ، والجمهرة .
(6) نزار القباني : هو ابن توفيق الدمشقي ، ولد عام 1342 هـ في دمشق ، تأثر بعمه أبو خليل حيث كان شاعراً مؤلفاً وملحناً ممثلاً ، سافر إلى عدد كبير من الدول العربية والغربية ، عرف بشاعر المرأة لتناوله لها في معظم أشعاره وفي اتجاهات مختلفة ، سكن لبنان ، وتوفي بلندن ودفن بدمشق ، له : قالت لي السمراء ، طفولة نهد ، حبيبتي .
(7) نازك الملائكة : هي ابنة صادق ، ولدت في بغداد عام 1342 هـ ، تأثرت بأمها سلمى حيث كانت شاعرة ، كانت رائدة للشعر الحر ، تجيد اللغات الإنكليزية ،
=
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 290

وهؤلاء من الرعيل الأول إلا أن مدارسهم مختلفة ومشاربهم متنوعة وجلهم قد نظموا في الإمام الحسين عليه السلام وقضيته يمكن الاطلاع عن ذلك في ديواني القرن الرابع عشر والخامس عشر الهجري واللذين بلغا أكثر من ثلاثين جزءاً .

= الفرنسية ، الالمانية ، اللاتينية ، درست في العراق والولايات المتحدة ، من آثارها : عاشقة الليل ، شظايا ورماد ، قرارة الموجة .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 291

المستقبل

نحن على أعتاب الألفية الثالثة من الميلاد المسيحي ونطوي إلى الوراء أربعة عشر قرناً وخمس القرن من الهجرة النبوية نتطلع إلى مستقبل زاهر يتحقق فيه ما يلي :
1 ـ أن يتحول الأدب إلى أدب تخصص في أغراضه وسنذكر بعض التفاصيل إن شاء الله تعالى في فصل الأغراض .
2 ـ أن يستقل الأدب ويبتعد عن التسيس والتلون بصبغة الحكام وهذا لا يعني أن لا يستخدم في السياسة بل المقصود أن لا تخضع المجاميع الأدبية لسياسة الحاكم وينظم الشعراء حسب أهواء الحاكمين بل لا بد أن يكون الشاعر حراً في اختياره .
3 ـ أن يكرم المرء في حياته وأيام عطائه فلا نؤجل ذلك إلى بعد رحيله ، وفي هذا دعم للأدب ووفاء لبعض حقوق الشعراء والأدباء .
4 ـ إنشاء عدد من المجمعات والندوات الأدبية لانتشال الأدب والشعر قبل أن يقع في الهاوية ، ويكون كالمتردية والنطيحة ولات حين مناص ، ولكن لا بد أن يراعى في ذلك الحداثة واستخدام الوسائل الحديثة .
5 ـ إعادة المباراة الشعرية إلى الوجود عبر الندوالت والوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية وخلق روح المشاعرة ما بين من يتذوق الأدب والشعر .
6 ـ الالتقاء بالحضارات الأخرى وعقد ندوات من شأنها تبادل الأفكار والحضارات والأخذ والعطاء وتسويق ما عندنا وأخذ ما يفيدنا فإنه إحدى وسائل التطور والرقي .

دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 292

7 ـ دراسة الشعر والأدب من قبل أخصائيين معترف بهم لوضع ضوابط للأدب والشعر حتى لا يبتذل بهذا الشكل الخجول .
8 ـ تجديد النظر من قبل الهيئات المختصة كل فترة لتقييم الشعر والأدب وتقويمه وتطويره .
9 ـ استخدام المواهب الفنية وصقلها لغرض الاستمرارية نحو الأفضل .
10 ـ توجيه الأدب لتكون وسيلة لتغيير المجتمعات نحو الأفضل وفي هذا تحقيق لأهداف الشعر والأدب .
ومن الجدير ذكره أن عدد الشعراء في العالم العربي كما في غيره قد تنامى ولا بد من التفكير بجد عن المستقبل لتوضع الأمور في مسارها الصحيح وقد تجمع لدي شعر 220 شاعراً من المعاصرين ممن نظموا في الإمام الحسين عليه السلام حسب ما حصلنا عليه وأمامنا ثمانون عاماً حسب التاريخ الهجري .

دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 293

معيار النظم

ليس المقصود من هذا الفصل بيان الأوزان العروضية بشكل مسهب كما وردت في المصنفات العروضية ، ولا المقصود هو إعطاء تفاصيل عن البحور العروضية كافة ولكن الذي نريد الإشارة إليه هو بيان بعض الملاحظات التي لها أهميتها العلمية أو التاريخية بالإضافة إلى بيان بعض البحور غير المعروفة أو الملحقة بالبحور الخليلية مما قد يلاحظه الباحث في طيات ديوان القرون ، وربما أشرنا إلى البحور الخليلية إشارة عابرة دون الخوض في تفاصيلها .
وهناك اصطلاحات استخدمها أرباب هذا الفن لا بد من أن نستعرض بعضها ولو سريعاً ومن تلك :
1 ـ العروض : سمي به العلم الذي يبحث أوزان الشعر والبحور ومتعلقاتهما ، وإنما سمي بذلك لأن « الشعر يعرض عليه »(1) هكذا عرفه الخليل(2) منشئ هذا العلم ، ولكن الهاشمي(3) عزى سبب التسمية بذلك إلى أن الخليل إنما وضعه بموضع يقال له العروض(4) وقال غيره أن

(1) العين : 4/211 .
(2) الخليل : هو ابن أحمد الفراهيدي الأزدي (100 ـ 175 هـ) أحد أئمة اللغة والأدب ، ومن علماء الإمامية ، صاحب التصانيف القيمة : العين في اللغة والعروض ، ومعاني الحروف ، ولد في عمان وتوفي في البصرة .
(3) الهاشمي : هو أحمد بن إبراهيم (1295 ـ 1362 هـ) أديب وكاتب مصري توفي في القاهرة ، تولى إدارة مدارس الجمعية الإسلامية فيها ، من مؤلفاته : جواهر البلاغة ، السعادة الأبدية ، مختار الأحاديث النبوية .
(4) العروض : جاء في معجم البلدان : 4 /112 ، إن العروض : المدينة ومكة واليمن ، وقيل مكة و اليمن ، وقيل مكة والطائف وما حولهما ، وقال الخليل : العروض طريق في عرض الجبل ، وقال ابن الكلبي بلاد اليمامة والبحرين وما ولاها وفيها نجد وغور .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 294

العروض من أسماء مكة ، ولكن الاعتماد على قول مخترعها هو المختار ، وإن كان الجمع بين القولين لا تناقض فيه ، وربما كان المكان سبباً لانبثاق فكرة التسمية فطبقها الخليل لغوياً على هذا العلم ، ومن هنا يعرف أن الكلمة اللغوية في هذا المعنى كانت من وضع الخليل(1) .
وقد عرفها(2) الهاشمي بقوله : صناعة يعرف بها صحيح أوزان الشعر العربي وفاسدها وما يعتريها من الزحافات والعلل(3) .
وعرفناه سابقاً : بأنه علم صيانة الشعر من الفساد وتشخيص الفاسد منه عن الصحيح ، أو العلم بالقوانين الشعرية الذي يميز به الصحيح عن الفاسد(4) .
2 ـ الوزن : قال أبو إسحاق « أوزان العرب ما بنت عليه أشعارها واحدها وزن ، وقد وزن الشعر وزنا فاتزن »(5) ، ويقال هذا القول أوزن من ذاك أي أقوى منه وأمكن ، وفي المنجد : وزن الشعر قطّعه أو نظمه موافقاً للميزان(6) .
ويستخلص من كلام اللغويين عند نقل المصطلح العروضي لدى البحث عن كلمة الوزن أن المراد به هو تعددية التفعيلات وتنسيقها بشكل يستنتج منه الإيقاع الجميل ، إذاً يمكن تعريف الوزن بالمقاييس الإيقاعية بغض النظر عن نوعيتها ، وذلك في قبال البحر الذي سنتحدث عنه ، وقد يستخدم الوزن مرادفاً للبحر .
3 ـ البحر : أشرنا إلى أن الوزن قد يستخدم مرادفاً للبحر والعكس أيضاً صحيح ولكن الواقع يختلف عن ذلك فإن ابن منظور(7) قد عرفه

(1) جاء في كتاب ألوان الكلام : 178 عن تحف العروض : 7 « ان الخليل بن أحمد أخذ علم العروض عن أصحاب علي بن الحسين رضي الله عنهم » .
(2) العروض : مؤنثة وتذكر أيضاً .
(3) ميزان الذهب : 3 .
(4) الأوزان الشعرية للمؤلف (مخطوط) .
(5) لسان العرب : 15/291 .
(6) المنجد في اللغة : 199 .
(7) لسان العرب : 1/324 .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 295

بقوله : « البحر في كلام العرب : الشَقْ »(1) ومن أصول الكلمة ومعناه اللغوي يستنتج أن المراد من البحر هو نوعية الوزن والإيقاع ، وعليه فإن نوعية التفعيلات التي تشكل الإيقاع الجميل هو البحر .
إذاً فاختلاف نوعيات التفعيلات هو البحر ، وعليه فالإيقاع على أنواع ، وكل نوع يسمى بالبحر ولكل بحر اسم كالطويل والبسيط والخفيف والوافر وأضرابها ، فالطويل وأمثاله ليس وزناً بل هو اسم لنوع من أنواع الإيقاع والوزن ، وإذا أضيف الوزن إلى كل واحدة منها فالمراد به أن وزن الشعر على هذا البحر فيقال وزن الطويل مثلاً (أي أن وزن البيت جاء على بحر الطويل) .

(1) لسان العرب : 1/324 .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 296

عروض الخليل بين الأصالة والتحديث

لقد أراد البعض عبثاً أن ينسب ما قام به الخليل إلى مصادر غير عربية بحجة وجدود ما يشابهه في بعض اللغات الأخرى وإليك نص بعض هذه المحاولات كما نقلها سزكين(1) بقوله :
إن قضية العوامل التي يمكن أن تكون قد أثّرت في نشوء أوزان الشعر العربي كانت موضع تفسيرات مختلفة ، وقد بحثها ايفالد(2) في كتابين له باللاتينية أحدهما في العروض(3) والآخر في النحو(4) حيث طبق ايفالد مصطلحات العروض اليوناني على العروض العربي وحاول أن يحدد إيقاع الشعر العربي اعتباراً على تعاليم النظرية الموسيقية في تراث القدماء ، وعلى العروض اليوناني(5) .
بينما افترض تكاتش(6) : أن العروض العربي التقليدي قد نهل من نبع الثقافة اليونانية السريانية(7) .

(1) سزكين : هو فؤاد بن محمد ، من المؤلفين والباحثين المعاصرين ، مقره بمدينة فرانكفورت ـ المانيا ، كان يعمل بمعهد تاريخ العلوم الطبيعية ـ حصل على درجة الدكتوراه من جامعات المانيا ، قدم لكتابه تاريخ التراث العربي بتاريخ 26/4/1403 هـ .
(2) ايفالد : H.Ewald .
(3) كتاب (De metris carminum arabioorum libriduo) المطبوع عام 1825 م .
(4) كتاب (Grammatica critica linguae) .
(5) تارخي التراث العربي قسم الشعر : 1/19 عن كتاب العروض وكتاب النحو لايفالد .
(6) تكاتش : J.Tkatsch .
(7) تاريخ التراث العربي قسم الشعر : 1/19 .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 297

ويرى فولرس(1) : أن البيروني(2) ربط نظام العروض الخليلي بالعروض الهندي(3) .
هذا وقد أجاب فايل(4) راداً على هذه النظريات قائلاً : إن العروض الكمي عند العرب لا يقارن بأي نظام عروضي آخر فقد تطور عن نواة لا تنقسم هي الإيقاع الصاعد ، وهو نبت نمى في الأرض العربية(5) .
ويضيف قائلاً : إن العروض العربي من وضع الخليل بن أحمد على غير مثال سابق ودون تأثير أجنبي ، وإن منطلق هذا النظام ليس هو البيت المفرد فحسب ، بل هو صادر أيضاً عن طبيعة الكتابة العربية ، وإنه لا ينطبق إلا على البحور العربية ، ولا يتفق في شيء مع نظريات العروضيين اليونان ومع صياغاتهم(6) .
وعقّب على ذلك بقوله : لا شك في أصالة نظرية الخليل في الدوائر العروضية والنظام العروضي المرتبط بها ، وأنه وضع خطوطها بعيداً عن أي تأثير يوناني أو هندي ، وقال : إن البيروني قد افترض إمكان سماع الخليل عن وجود العروض الهندي وعن استخدام الهنود لذلك في شعرهم ولكنه قال بوضوح : إن الخليل موفق كل التوفيق في البناء العروضي الذي ابتكره(7) .
وهناك من فسّر ظاهرة الأشكال العروضية بالإفادة من الموسيقى(8) ،

(1) فولرس : (vollers) .
(2) البيروني : هو محمد بن أحمد المكنى بأبي ريحان الخوارزمي ولد عام 362 هـ في خوارزم وتوفي بها بعد أن سكن الهند فترة طويلة ، كان فيلسوفاً رياضياً ومؤرخاً كاتباً له : الآثار الباقية ، الاستيعاب ، الاسطرلاب .
(3) تاريخ التراث العربي قسم الشعر 1/20 عن كتاب الهند للبيروني : 71 .
(4) فايل : (G.weil) .
(5) تاريخ التراث العربي قسم الشعر : 20 عن كتاب فايل : 85 ، وغيره .
(6) كتاب فايل : 87 .
(7) تاريخ التراث العربي : 5/7 .
(8) تاريخ التراث العربي قسم الشعر : 19 عن كتاب نظرية جديدة في العروض العربي تأليف جويارد (S.Guyard) .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 298

بل صرّح بعضهم أنها مأخوذة من ضروب مشية البعير(1) .

(1) تاريخ التراث العربي قسم الشعر : 19 عن كتاب العروض والإيقاع ، فصل نشأة العروض العربي تأليف هارتمان (M.Hartmann) وكتاب من دراسات عن الشعراء العرب تأليف يعقوب .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 299

البحور

إن البحور الشعرية هي في الحقيقة حصيلة معادلات رياضية(1) تمكّن الخليل أن يصل إليها عبر استقصاء ما أمكنه استقصاءه من شعر العرب ، ولا يمكن القول بأنه تمكن بالفعل من استقصاء كل القصائد ولعل هناك نتاجاً شعرياً لم يصله أو تحدد حدوثه بعد عصره وكان على بحر آخر مغايراً لما وضعه ، وحتى تتضح الصورة نقول : إن المقطوعة الشعرية والتي اصطلح عليها بالبيت تتكون في الاتجاه العروضي من شيئين الوزن (الإيقاع) والبحر (نوعية التفعيلة) فالمهم أولاً هو الأول أي وجود الموسيقى الصوتية ، فمتى ما وجدت الموسيقى أمكن إطلاق النظم عليه ، وهذا هو الوزن ، وهو لا ينحصر في نوعية واحدة ، بل هناك نوعيات مختلفة تتكاثر بتغيير الحركات والسكنات وتواليها وتعددها وكثرتها وقلتها ، ومنها تتولد ما تسمى بالتفعيلة ، وحتى يتضح الأمر أكثر من ذلك فإن الحركات الثلاث الفتحة والضمة والكسرة يعد في مصاف واحد من دون تمييز ، وأما السكون فيعد في مصاف آخر ، فكل شطر يحتوي على عدد من السكنات والحركات ، وفي توالي هذه وعددها تحدث الذبذبة الصوتية ومنها يتكون الإيقاع فقد يكون جميلاً وقد لا يكون ، فما كان منه جميلاً فهو الوزن المطلوب بغض النظر عن نوعيته ، ولتسهيل العملية نختار للحركة رمزاً وللسكون رمزاً فلو اخترنا للسكون علامته المعروفة ( ْ ) وللحركة الخط المائل تماشياً مع الفتحة والكسرة ( َ ) لتحول عندنا رمزان ، ثم أن الحركات والسكنات إذا تكاتلت تكتلات صغيرة حسب مواقعها كما هو

(1) وقد تمكن الدكتور محمد طارق الكاتب من وضع كتاب عن البحور الشعرية عبر استعمال الأرقام الثنائية وسماها « موازين الشعر العربي باستعمال الأرقام الثنائية » في 250 صفحة وهو كتاب قيم .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 300

الملاحظ في الجملة التالية : « لَمْ أرَ على ظَهْرِ جَبَلٍ سَمَكَةً » فلو كتبناها بالشكل التي تلفظ وحركت هكذا « لَمْ أرَ عَلا ظَهْرِ جَبَلِنْ سَمَكَتَنْ » ثم استخدمنا الرموز بدل الحركات والسكنات كانت كالتالي :
(/.// //./././//.////.) نجد أن كل كلمة تكتلت في كتلة صغيرة فنتج عندنا ستة أنواع من التكتلات كل واحدة تختلف عن الأخرى اصطلح عليها :
1 ـ (/.) بالسبب الخفيف .
2 ـ (//) بالسبب الثقيل .
3 ـ (//.) بالوتد المجموع .
4 ـ (/./.) بالوتد المغروق .
5 ـ (///.) بالفاصلة الصغرى .
6 ـ (////.) بالفاصلة الكبرى .
ولا يخفى أن الخامس مركب من الثاني والأول ، والسادس مركب من الثاني والثالث ، وهذه التكتلات الأربعة لها قيمتها العروضية في تركيب الكتل الأكبر منها ، وللمثال فلو كُتِّلَ الأول مع الثالث (/. + //.) سمي هذا التكتل بالتفعيلة وهكذا ، وذلك لأنهم إذا حولوها إلى الحروف التي ترمز إلى بناء الكلمات عند أهل الصرف والاشتقاق (ف + ع + ل)(1) لأصبحت « فاعلن » = (/.//.) فلو كررناها أربع مرات مثلاً وأصبحت كالتالي : (فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن) = (/.//. + /.//. + /.//. + /.//.) لحصلنا على نصف بيت (شطر) من الشعر فيه إيقاع (وزن) وإذا كررنا هذا الشطر مرة واحدة لحصلنا على بيت كامل من الشعر وكان كالتالي :
فاعلن فـاعلن فـاعلن فاعلن فاعلن فـاعلن فـاعلن فاعلن
(/.//.) + (/.//.) + (/.//.) + (/.//.) (/.//.) + (/.//.) + (/.//.) + (/.//.)


(1) والحروف الأخرى حركات أو علامات لنوعية التفعيلات والاشتقاقات .
دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 301

وعندها نكون قد حصلنا على نوع من أنواع الإيقاع (الوزن) والذي يسمى ببحر المتدارك .
ولو أردنا المزيد من أنواع الإيقاعات فعلينا أن نخضع التكتلات الصغيرة من الشطر الواحد في إطار دائري ونبدأ من أيهما شئت لتنتهي بقبل الذي ابتدأت به فتكون عندك أنواع أخرى من الإيقاعات المقبولة ، وللمثال فإن كل شطر من البيت السابق يحتوي على أربع تفعيلات وكل تفعيلة على كتلتين (/. + //.) فالمجموع ثمان كتل صغيرة فلو وضعناها في أطراف الدائرة التالية .
وابتدأنا من رقم واحد وانتهينا برقم ثمانية فسوف يتشكل لدينا الترتيب التالي :
1 2 3 4 5 6 7 8
/. //. /. //. /. //. /. //.

وكل اثنين منها تكون فاعلن (/.//.) وهي ذات التركيبة التي سبق ذكرها والمسماة بالبحر المتدارك .
أما إذا ابتدأنا من الرقم الثاني وانتهينا بالرقم الأول فسيكون لدينا التركيب التالي :
2 3 4 5 6 7 8 1
//. /. //. /. //. /. //. /.

فلو جمعنا كل اثنين منها في تكتل أكبر لتتولد تفعيلة فعولن (//./.) لكانت كالتالي :

دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 302

فعولن فعولن فعولن فعولن
(//./.) + (//./.) + (//./.) + (//./.)
لتكون شطر من بيت يختلف إيقاعه عن الإيقاع (الوزن) الأول فهو نوع (بحر) آخر من الوزن والذي يسمى ببحر المتقارب .
وبما أن تركيبة التفعيلة هنا من جزءين فقط فكلما بدأت برقم وانهيت إلى ما قبل الذي بدأت به فيشكل لك أما فعولن أو فاعلن ، أما إذا حاولت أن توجد تكتلات أخرى كبيرة من التكتلات الصغيرة الأربعة الرئيسية لتضاعفت لدينا التفعيلات وللمثال :
1 ـ فلو جمعت الكتلة الصغيرة مع نفسها كما في (/. + /.) لحصل فَعْلُنْ .
2 ـ وإن جمعتها مع غيرها كما في (// + /.) لحصل ، فَعِلُنْ .
3 ـ ولكن إذا جمعت ثلاثاً منها من دون تكرار كما في (// + /. + //.) لحصل متفاعلن .
4 ـ وإذا جمعت ثلاثاً منها بتكرار بعضها كما في (/. + /./ + /.) لحصل مستفعلن .
5 ـ وأما إذا جمعتها بتكراره ثلاثاً كما في (/. + /. + /.) لحصل مَفْعولُنْ .
وهكذا ولو أخضعنا كل تفعيلة للدائرة لاستحصلنا على الكثير من البحور وإذا مزجنا بين التفعيلات المختلفة في الدوائر لحصلنا على الأكثر ، وبعد طرح المتكرر منها وغير المستساغ منها لبقي الشيء الكثير من البحور .
ولا يخفى أن الإيقاع المستساغ في لغة قد لا يكون مستساغاً في أخرى ويمكن ملاحظة ذلك في مقدمة أبواب الشعر الشرقي وأبواب الشعر الغربي .
وعلى أية حال فالبحور التي توصل إليها الخليل هي خمسة عشر بحراً :

دائرة المعارف الحسينية ـ المدخل إلى الشعر الحسيني ـ 1 303

1 ـ الطويل :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
//./. //././. //./. //././. //./. //././. //./. //././.
سقى اللهُ رَبْعَيْ أُمِّ مَعْمَرَّ وانْداسَتْ مَغانيها سُحّاً من الْوَبْلِ هَطّالا

2 ـ المديد :
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن
/.//./. /.//. /.//./. /.//. /.//./. /.//. /.//./. /.//.
بينَهُمْ مَشْوِيّةٌ يَصْطَليها فِتْتَةٌ ما خَفَوْا فيها وَلا مِثْلَ شَخْب الشّائل

3 ـ البسيط :
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
/././/. /.//. /././/. /.//. /././/. /.//. /././/. /.//.
نارٌ القُرى أوْقَدوا قَصْداً لِغاشيكُمُ نيرانُكُمْ خَيْرَها نارُ القُرى موقَدَةْ

4 ـ الوافر :
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
//.///. //.///. //.///. //.///. //.///. //.///.
وعِندَكمُ مصادِقَ مِنْ وَقائِعنا فما لَكُمُ لدى حَمَلاتِنا ثَبِتُ

5 ـ الكامل :
متفـاعلن متفـاعلن متفـاعلن متفـاعلن متفـاعلن متفـاعلن
///.//. ///.//. ///.//. ///.//. ///.//. ///.//.
وإذا صَحَوْتَ فما أقَصِّرُ عَنْ نَدَىً وكمـا عِلِمْتَ شمائِلي وَتَكَرُّمي

6 ـ الهزج :
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن

(1) الطويل : ويقال له الركوب أيضاً .

السابق السابق الفهرس التالي التالي