دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 1




دائرة المعارف الحسينية
تاريخ المراقد
الحسين واهل بيته وانصاره
(الجزء الاول)


دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 2




دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 3


دائرة المعارف الحسينية

تاريخ المراقد
الحسين وأهل بيته وأنصاره

( الجزء الأول )

محمد صادق محمد
( الكرباسي )

المركز الحسيني للدراسات
لندن ـ المملكة المتحدة


دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 4


الطبعة الأولى
1419 هـ ـ 1998 م


دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 5

بسم الله الرحمن الرحيم(1)

الحمد لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى(2) آدمَ ونوحاً وآلَ إبراهيم وآلَ عمرانَ على العالمين ، ذريّة بعضها من بعضٍ واللهُ سميعٌ عليم(3) ، إنّه لقول رسول كريم(4) ، إني لكم رسولٌ أمين(5) ، أبلغكُم رسالات ربّي و(6) لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى(7) وآتِ ذا القُربى حقّه(8) ذلك خيرٌ للذين يُريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون(9) .

صدقَ الله(10) العليّ العظيم (11)


(1) سورة النمل ، آية : 30 .
(2) سورة النمل ، آية : 59 .
(3) سورة آل عمران ، آية : 33 ـ 34 .
(4) سورة الحاقة ، آية : 40 .
(5) سورة الشعراء ، آية : 107 .
(6) سورة الأعراف ، آية : 62 .
(7) سورة الشورى ، آية : 23 .
(8) سورة الأسراء ، آية : 26 .
(9) سورة الروم ، آية : 38 .
(10) سورة آل عمران ، آية : 95 .
(11) سورة البقرة ، آية : 255 .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 6

قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم :

« إن الحسين مصباح هدى
وسفينة نجاة
وإمام خير ويمن
وعز وفخر
وبحر علم وذخر » (1)

وصدق رسوله الكريم

(1) عيون اخبار الرضا : 1/ 62 ، وقريب منه في فرائد السمطين:42
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 7

مقدمة الناشر

يستمد الإهتمام العظيم بمرقد الإمام الحسين عليه السلام بل الأئمة من أهل البيت عليهم السلام من عظمة الأشخاص الذين تحتضن أجسادهم الطاهرة ، فما اهتمام الناس بمرقد الإمام الحسين عليه السلام إلا من حيث كونه يحتضن بين جنباته جسد إمام عظيم شهيد ، كما هو الحال لباقي الأئمة عليهم السلام من أهل البيت النبوي والصحب الصالحين ، ومن هذا المنطلق نشأت واستمرت ولا زالت حتى يومنا أهمية زيارة هذه المراقد والأضرحة للتبرك بالراقدين بها والتوسل إلى الله عز وجل تحت قبابهم لما لهم من منزلة ومكانة عند الله جل شأنه ، وفي الوقت ذاته تؤكد زيارتهم على الموالاة والإنتماء لمبادئهم السامية التي استشهدوا وماتوا من أجلها ودفاعا عنها ، ولكسب بعض من زخم قوتهم وإبائهم وبسالتهم للاستعانة بها على مصاعب الدهر وحوادث الأزمان ومقاومة الظلم والقهر والضيم حيث أنهم حملوا راية الإسلام وأرادوها عالية خفاقة .
نعم ، ولم يكن الإهتمام بالمراقد وتعظيمها في يوم من الأيام ، اهتماماً بأموات أو ببناء جامد لاخير فيه ولا نفع ، بل إنهم أحياء عند ربهم يرزقون يستلهم منهم الفضيلة والخير .
إن أضرحة ومراقد الأئمة وأهل البيت في العراق وإيران وما يتعلق بهم كبعض أعضائهم ، كرأس الحسين الشريف في مصر وسوريا مثلاً تزورها ألوف مؤلفة من الموالين كل عام خصوصاً في المناسبات الدينية ، وكل هذه الأفواج الزائرة إنما تفد على مراقدهم لأجل ما ذكر من كسب البركة واستلهام الخير والفضيلة . هذه الزيارة انطلاقاً مما تقدم ذكره .
وهذا الباب من دائرة المعارف الحسينية يأتي بعد أن أنجزت طباعة أجزاء ثمانية في الشعر القريض والشعبي العراقي الذي قيل في الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وصحبه المنتجبين والذي لازالت بقية أجزائه

اسم الكتاب 8

تحت الطباعة . ويعتبر هذا الكتاب الجزء الأول من تاريخ المراقد الحسينية الذي يتناول فيه المؤلف تاريخ كل المراقد التي لها ارتباط بالإمام الحسين عليه السلام ، كأصحابه وأنصاره الذين شاركوا في نهضته ، والذين كان لهم دور في تلكم النهضة المباركه ، كما يحتوي على تاريخ الأضرحة التي احتضنت شهداء كربلاء كرأس الإمام الحسين عليه السلام بعد أن يتناول تاريخ مرقد الإمام الحسين عليه السلام بالتفصيل وما مر عليه من محاولات الهدم وإخفاء المعالم حتى يومنا هذا حيث بدا بهذه الصورة التي هو عليها . وأبرز المؤلف في هذا الكتاب أهمية هذه المراقد على الصعد الدينية والإجتماعية والثقافية والسياسية و السياحية مع أبواب خاصة بالمآذن والقباب مدعماً بالصور والخرائط البيانية التفصيلية .
إذ نأمل من المؤمنين والموالين الدعم والتأييد والمباركة والدعاء، نسأل المولى العلي القدير أن يمن علينا بألطافه ببركة أهل البيت عليهم السلام عامة والإمام الحسين عليه السلام خاصة للإستمرار في طباعة أجزاء هذه الموسوعة لما لها من أهمية عظمى على صعيد إعطاء الصورة الحقيقية والناصعة لنهضة الإمام الحسين عليه السلام المباركة منذ مئات السنين وحتى يومنا هذا والحمد لله رب العالمين على ما أنعم إنه نعم المولى ونعم النصير .

11/ جمادى الأولى / 1419 هـ
2/ أيلول / 1998 م


دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 9

بسم الله الرحمن الرحيم

تعاليت يارب ياذا العز والعلى
واصطفيت يانبي الله من بين الملا
وسموتم يا سادتي ياأهل الولا

لندن
محمد صادق
1418 هـ ـ 1997 م


دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 10




دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 11

تمهيد

بعدما صدرت بعض الأجزاء من ديوان القرون من هذه الموسوعة ، ازداد الطلب من قبل القراء الكرام على تقديم جوانب أخرى من الموسوعة ، كل حسب رغبته وميوله واختصاصه ، فمنهم من حثنا على نشر « الحسين والتشريع الإسلامي » ومنهم من أشار إلى طبع « السيرة الحسينية » ، بينما طالب البعض الآخر بتقديم « الحسين في السنة » ، كما أصر آخرون على طباعة « تاريخ المراقد » وإلى غير ذلك من الموضوعات . ولكن حالت بعض الجوانب الفنية دون تلبية جميع هذه الطلبات دفعة واحدة ، رغم بذل قصارى جهودنا لتحقيق ذلك ، وكما يقال « ما لايدرك كله لا يترك جله » فقد أعد هذا السفر « تاريخ المراقد » للطباعة آملين أن يكون ذلك اختياراً مقبولاً ومناسباً .
وعن جوانب هذا الكتاب وهذا الباب ، لابد من الإشارة إلى أمور قد تكون مفيدة لمعرفة أسلوب العمل فيه وطرقه .
أولاً : إن هذا الباب لايقتصر على تاريخ المرقد الحسيني الشريف بل سيبحث حول كل المراقد التي لها ارتباط بالإمام الحسين عليه السلام ونهضته المباركة وهي على أقسام :
أ ـ مراقد أنصاره الذين استشهدوا معه في معركة الكرامة في كربلاء كأبي الفضل العباس عليه السلام وحبيب بن مظاهر الأسدي والحر بن يزيد الرياحي وأمثالهم .
ب ـ مراقد الذين شاركوا الإمام عليه السلام في نهضته وحضروا معركة كربلاء كالسيدة زينب عليها السلام .
ج ـ مراقد من كان لهم دور في نهضة الإمام الحسين عليه السلام كمسلم ابن عقيل وهانئ بن عروة .

دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 12

د ـ مدفن بعض أعضاء أجساد شهداء كربلاء كمدفن الرأس الشريف ـ الإمام الحسين عليه السلام ـ وما وقع فيه من خلاف .
هـ ـ المقامات التي لها ارتباط بالإمام عليه السلام ـ ونهضته المباركة كمكان لقائه بابن سعد ومقام السيدة زينب عليها السلام أو غيرهما .
وـ الأماكن الأثرية التي ترتبط بالإمام عليه السلام كمكان ولادته ومسكنه وأمثالهما .
ثانياً : لا يقتصر البحث على مجرد بيان تاريخ إنشاء المرقد بل يشمل البحث التحقق من صحة انتساب هذا المرقد أو ذاك إلى صاحبه وما يتعلق به من ملابسات .
ثالثاً :هناك محاولة لدراسة كل مرقد ـ وبالأخص الحسيني منه ـ بما يكتنفه من معالم أثرية وتاريخية وسياسية وما يحتويه من نشاطات ومشاريع وما إلى ذلك .
رابعاً : لقد مهدنا للبحث ببيان موجز عن مدى تأثير هذه المراقد في المجتمعات المحيطة بها ومدى إشعاع هذه المراقد وتأثيراتها المختلفة .
خامساً : حاولنا أن نرفق بكل مرقد جدولاً إحصائياً بالقيمين على هذه المراقد وعدد الزائرين ونوعياتهم .
سادساً : وضعنا جدولاً بملوك ورؤساء الدول الإسلامية الذين كان لهم الدور المؤثر في إحياء هذه المراقد أو طمس معالمها .

دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 13

المرقد والمقام

لقد كتب عدد من المؤلفين حول المراقد المقدسة كتباً وتحدثوا فيها عن قبور العلويين أو الصحابة مثلاً وتركوا الأماكن التي تنسب إلى الأولياء والتي يصطلح عليها بالمقامات ، وقد ألحق البعض المقامات بالمراقد ولازال هذا الأسلوب متبعاً . وهنا لا بد من بيان الفرق بينهما : وهو انهما مفردتان قد تنوب إحداهما عن الأخرى على سبيل المجاز ، ولكن لكل مفردة معنى لغوياً ويختلف عن الآخر وإن اشترك اللفظان في كونهما ظرف مكان أو زمان ، وقد سبق بيانهما في محله(1) ،فالمرقد هنا هو اسم مكان من الرقاد وهوالنوم (2) والضجوع والسكون باعتبار أن الميت يوضع ـ عادة ـ على جنبه في القبر (3) أي يضجع فقيل له راقد وضاجع ويسمى مكان رقوده وضجعته بالمرقد ، والجمع مراقد .
وأما المقام بالفتح فهو أيضاً اسم مكان من الإقامة وهو المكث ، فمن مكث في مكان برهة أو مدة طويلة سمي ذلك المكان مقاماً له ، والجمع منه مقامات ويطلق في الغالب على أماكن تواجد الأنبياء والأئمة والأولياء كمقام أمير المؤمنين علي عليه السلام والنبي نوح عليه السلام في مسجد الكوفة أو مقام الإمام الصادق عليه السلام والإمام الكاظم عليه السلام في كربلاء المقدسة وهناك من يطلق اسم المقام على المرقد بتعبير مجازي حيث ان صاحبه أقام بذلك المكان بالدفن فيه ومنهم من يطلقها جهلاً ، وإذا ماعنون الكتاب بالمراقد

(1) راجع قاموس النهضة الحسينية مادة المرقد ومادة المقام من هذه الموسوعة .
(2) راجع مقدمة باب الرؤيا ، مشاهدات وتأويل في البحث عن النوم والأسماء المرادفة له .
(3) من الفروض الدينية أن يضجع الميت في القبر على جهته اليمنى متوجهاً بوجهه نحو القبلة .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 14

فانه يشمل المقامات أيضاً بالغلبة اولاً ، وبما تُعورِف عليه لدى المؤلفين الكرام ثانياً ، والذي نريد قوله هو أننا اتبعنا سلفنا الصالح في التسمية لجهات عدة ، أهمها غلبة المراقد على المقامات ، ولذلك فان القارئ الكريم سيجد عدداً من المقامات إلى جانب المراقد .




دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 15

المراقد

إن محور المراقد المقدسة للهاشميين كل الهاشميين ، هو مرقد أبي عبد الله الحسين عليه السلام حيث أنه يقع في قلب العالم الإسلامي ، ولقد أصبح بعد الحرمين الشريفين والغري مركزاً دينياً جديداً جاثياً ما بين ضفة الفرات وحافة الصحراء على مفترق الطرق من العالم القديم ليمد أنوار النبوة المشعة من المدينة المنورة إلى بقية أقطار العالم الإسلامي من بلدان الهلال الخصيب (1)و إيران والهند وقفقازيا (2)وتركستان (3)والصين وغيرها ، وجعلت كربلاء المقدسة وبيت الله الحرام في مصاف واحد يدركها من لم يستطع إدراك حرم الله الأقدس .
لقد خطى الحائر بعد تلك المحن خطوة أوسع من ذي قبل في الإتجاه نحو أقطار الشرق الأقصى ، فجثا حرم الإمام الرضا عليه السلام على أبواب الهند في خراسان ليبعث بهذا النور في الإتجاهات المختلفة الأخرى من مصدره في المدينة المنورة والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة فضربت هاشم قبابها الشامخة المشعة في انحاء المعمورة في الحجاز (4)

(1) الهلال الخصيب : تسمية كانت تطلق على العراق وبلاد الشام التي تشمل سورية ولبنان وفلسطين وربما أضيف إليها الأردن .
(2) قفقازيا : أو بلاد القوقاس اسم يطلق على جمهوريات أرمينيا وجورجيا وأذربيجان .
(3) تركستان : منطقة في آسيا الوسطى بين سيبيريا وبحر قزوين وإيران وأفغانستان والهند ومنغوليا ، وقديماً كان يطلق على جميع بلاد الترك وبلاد ما وراء النهر ، وهي منقسمة بين الصين والإتحاد السوفياتي ( السابق ) دخلها المسلمون إبتداء من عام 135 هـ والقسم الصيني يؤلف مقاطعة سين كيانغ ، وإستقل قسم من جمهورياتها عن روسيا بعد سقوط الإتحاد السوفياتي مثل أوزبكستان وتجيكستان وغيرهما .
(4) مرقد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة وابنته الزهراءعليها السلام والأئمة الاطهار الحسن والسجاد والباقر والصادق عليهم السلام ، إضافة إلى قبور الآخرين من بني هاشم في مكة والمدينة وسائر مناطق الحجاز .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 16

وعلى ضفة الفرات (1) ، ودجلة (2)، والنيل (3) والبحر الأبيض المتوسط (4) ، وعلى ضفاف بردى في الشام (5) ، وفي خراسان (6) ، والهند (7) ، والصين (8) ، وغيرها (9) ، وبقيت أمية الطاغية مطمورة مخذولة وملعونة منكودة كما عرفت وعهدت .
يقول الباشا (10) : « لم يستطع الأمويون الحيلولة دون إنتشار التشيع ولعل الكثرة الغريبة من مشاهد أهل البيت عليهم السلام دلالة واضحة على ما نذهب إليه » ، وأما ابن جبير (11) فيذكر بعض مشاهد أهل البيت عليهم السلام فيصف المشهد المنسوب إلى أم كلثوم قائلاً : ويقع هذا المشهد على بعد فرسخ من قرية تدعى راوية (12) ، وقد بني عليه مسجد كبير ، وذكر منها أيضاً

(1) مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف ومرقد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة وأخيه أبي الفضل العباس عليه السلام وسائر المراقد المقدسة لآل أبي طالب كمسلم بن عقيل في الكوفة وأولاده في المسيب وأمثالهم .
(2) مرقد الإمامين موسى بن جعفر ومحمد الجواد عليهما السلام بالكاظمية المشرفة ومرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في سامراء المشرفة ، إضافة إلى غيرها من مراقد أحفادهم من آل أبي طالب .
(3) كجامع رأس الحسين عليه السلام ومرقد السيدة زينب عليها السلام في القاهرة ، وغيرهما من مراقد أهل البيت عليهم السلام .
(4) كجامع رأس الحسين عليه السلام بعسقلان في فلسطين ومشهد النقطة والشيخ محيسن في حلب وغيرها من المراقد التي انشئت بأسمائهم .
(5) مرقد السيدة زينب عليها السلام ، والسيدة رقية ومراقد رؤوس شهداء كربلاء ، وغيرها من المقامات والمراقد كالسيدة سكينة والسيدة فاطمة والسيدة أم كلثوم عليهم السلام .
(6) مرقد الإمام الرضا عليه السلام وغيره من مراقد أهل البيت المنتشرة في انحاء إيران .
(7) هناك أماكن شيدت بأسماء الأئمة عليهم السلام كما في لكنهو وغيرها .
(8) ففي شمال الصين قبور للعلويين من أئمة الشيعة وملوكهم ، راجع كتاب الشيعة وفتحها الدول النسطورية في آسيا الوسطى تأليف المستشرق الفرنسي آبلدشة ، الذي عربًه الدكتور عبد الجواد الكليدار ، إلا أنه لم ير النور بعد .
(9) هناك مقامات ومشاهد وأماكن شيدت في أنحاء العالم بأسماء آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
(10) الباشا : هو الدكتور عمر بن موسى كاتب مصري معاصر له كتاب أدب الدول المتتابعة .
(11) ابن جبير : هو محمد بن احمد بن جبير الاندلسي المتوفى عام 614 هـ صاحب الرحلة المشهورة .
(12) راوية : والان تعرف بحي السيدة زينب عليها السلام في ضاحية دمشق .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 17

مسجداً لسكينة بنت الحسين عليها السلام وقيل إنه لسكينة أخرى من أهل البيت ، وذكر أنه توجد مقبرة خاصة بقبورهم تقع غربي البلد وفيها مسجد ضم قبرين لاثنين من ولد الحسن والحسين عليهما السلام (1).




(1) أدب الدول المتتابعة للدكتور عمر بن موسى باشا : 95 ، عن رحلة ابن جبير : 229 .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 18

بناء المراقد وقدسيتها

تدور في بعض الأوساط الدينية شبهات مختلفة حول بناء مراقد أهل البيت عليهم السلام وزيارتهم والتسليم عليهم وذلك لصدور بعض الروايات التي لا تنهض قبال الأدلة القاطعة والروايات الصحيحة التي وردت في هذا المجال من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام والتي تحث المؤمنين على تعمير قبورهم بل تعتبره من القربات التي يقدمها المرء بين يدي ربه سبحانه وتعالى مما جعل الفقهاء يحملون تلك الروايات الناهية عن تعمير القبور على قبور غير الأنبياء والأئمة والأولياء ، ومن تلك ما رواه أمير المؤمنين عليه السلام عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل يقول : « ياعلي من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داوود (1) على بناء بيت المقدس ومن زار قبوركم عدل ذلك له ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه فأبشر وبشر أولياءك ومحبيك من النعيم وقرة العين بما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر ، ولكن حثالة (2) من الناس يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم كما تعير الزانية بزناها ، أولئك شرار أمتي لا أنالهم شفاعتي ولا يردون حوضي » . (3)
ومنها ما رواه الإمام زين العابدين عليه السلام عن عمته زينب عليها السلام من

(1) سليمان : هو النبي سليمان بن داوود الحكيم قام بأعباء النبوة والحكم بعد أبيه أربعين سنة وقد عاش أثنين وخمسين سنة ، وقام بتشييد بيت المقدس في أثناء فترة حكمه ثم بنى لنفسه بيتاً سمي فيما بعد بكنيسة القيامة ، ويقال إنه توفي عام 1607 ق هـ ( 935 ق . م ) .
(2) الحثالة : والحثال ما يسقط من قشر الشعير أو الأرز ـ الى آخره ـ « وحثالة الدهن » ثفله ، والناس رذالتهم .
(3) وسائل الشيعة : 14 / 283 عن تهذيب الأحكام : 6 / 22 ، فرحة الغري : 63 ، ولا يخفى أنها مروية بطرق مختلفة ـ راجع مستدرك وسائل الشيعة : 10 / 214 .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 19

أم أيمن (1) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل حول مقتل الإمام الحسين عليه السلام ومدفنه إلى أن يقول : « ثم يبعث الله قوماً من أمتك لا يعرفهم الكفار ولم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية فيوارون أجسامهم ويقيمون رسماً لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علماً لأهل الحق وسبباً للمؤمنين إلى الفوز » (2) وقد فصلنا القول عن هذا في محله (3).
وأما مسألة زيارتهم والتسليم عليهم فقد تواتر استحبابها بل ورد الحديث في أن تركها يوجب الجفاء المنهي عنه والروايات في هذا الباب بلغت حد التواتر ، وقد ألف جمع من العلماء كتباً خاصة بذلك (4) ولقد بحثنا ذلك بإسهاب (5) فلا نعيد الكرة هنا .
واما مسألة الإستشفاء بالتربة الحسينية فأمر مفروغ منه حيث أجمع علماء الإمامية على جواز ذلك بل على استحبابه إستناداً إلى مجموعة من الروايات الصحيحة وخصصوا فصلا من فصول كتبهم الفقهية لذلك ، وقد ناقشنا المسألة من الناحية الشرعية على مستوى المذاهب الإسلامية القائمة كما ناقشناها من الناحية العلمية في محله (6).
أما الكلام عن تقبيل العتبة والضريح أو السجود أمام عتبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

(1) أم أيمن : يقال إن اسمها بركة تزوجت أولاً من عبيد الحبشي فأولدت له أيمن ثم تزوجت من بعده زيد بن حارثة ، فأولدت له أسامة ، صحابية جليلة روت عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هاجرت الهجرتين وكانت مولاة لعبد الملك بن عبد المطلب فصارت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ماتت في عهد عثمان بن عفان ( 23 ـ 53 هـ
. (2) مستدرك وسائل الشيعة :10 / 216 عن كامل الزيارات : 265 ، وروي بطريق آخر كما في الهداية : 44
(3) راجع باب الشبهات من هذه الموسوعة ، فصل بناء المراقد
(4) منها نور العين في المشي إلى زيارات قبر الحسين للاصطهباناتي ، فضل زيارة الحسين عليه السلام للشجري ، راجع باب معجم المصنفات الحسينية من هذه الموسوعة .
(5) راجع باب الأحاديث فصل حديث الزيارة من هذه الموسوعة ، وباب الشبهات فصل الزيارة من هذه الموسوعة .
(6) راجع باب الشبهات ، فصل الإستشفاء بالتربة من هذه الموسوعة .

السابق السابق الفهرس التالي التالي