دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 20

ومراقد أهل بيته عليهم السلام فقد فصلنا القول عنه في محله أيضاً .
ولا يخفى أن الشبهة لم تنشأ إلا عن سوء التعبير ، أو غرض التشويه وإلا فما من مؤمن إلا ويعرف أن السجود لغير الله لا يجوز دون أي ترديد ، وإن التبرك (1)بهذه المراقد وتعظيمها لم يكن إلا تعظيما لله وحده فلو لم يحمل أصحابها صفة العبودية المطلقة لله لما قدسهم المسلمون ، فالقدسية إنما جاءت للعبودية الخالصة لله جل وعلا، وقد استندنا في بحثناعن ذلك إلى الآيات والروايات والسيرة وفتاوى العلماء والعقل بالإضافة إلى أمور علمية أخرى لا مجال لتكرارها هنا (2).
هذا وقد بينا هناك معنى البدعة والشرك في اللغة والشرع وتطبيقاتهما مما لا مجال للشبهة والشك فيه ، ولا شك ان كل عمل منوط بالنية حيث ورد « إنما الأعمال بالنيات » (3)وإلا فإن كل من قبل إبنه أو زوجته عد شركاً ، أو عظم شيخاً أو عالماً فعل محرماً ، واتمنى من الباحث والقارئ أن يبحثا الأمور بتجرد وأن يتعاملا مع الأدلة دون شروط مسبقة أو إملاءات غير مستدلة فلنكن جميعاً أبناء الدليل دون الاهواء ، ولنتبع السًنة دون العكس ، ولندخل إلى السنًة بعقول مجردة وقلوب مفتوحة لنستلهم منها معالم ديننا ودنيانا حلالها وحرامها ولا تأخذنا في الله لومة لائم .

(1) في بحار الأنوار : 97 / 118 جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للحسن بن علي عليه السلام : « يابني اولئك طوائف من أمتي يزورونكم فيلتمسون بذلك البركة وحقيق علي أن آتيهم يوم القيامة حتى أخلصهم من أهوال الساعة من ذنوبهم ويسكنهم الله الجنة » .
(2) راجع باب الشبهات ، فصل التقبيل ، فصل السجود ، وفصل التبرك ، من هذه الموسوعـة.
(3) وسائل الشيعة : 1/ 34 .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 21

دور المراقد في نهضة الشعوب

إن أهم شيء يتوصل إليه الباحث لتاريخ المراقد هو مدى التأثير الإيجابي الذي تتركه هذه المراقد في المجتمعات المحيطة بها وذلك لارتباطها الوثيق بمعتقدات تلك الشعوب مما يخلف تلاحماً وثيقاً واندماجاً روحياً يؤدي إلى مد الجسور بين أبناء الشعوب في مختلف مجالات الحياة ، ولعل من أبرز هذه الأدوار هو الدورالديني ، الثقافي ، العلاقاتي ، السياسي ، الإقتصادي ، الفني ، والعمراني ، وهذه الأدوار تستحق مناقشتها نقاشاً علمياً ، وتستأهل أن تفرد لها مجلدات يتولى أمرها أخصائيون في مختلف العلوم الإجتماعية والعلمية إذ لا يقتصر البحث على تلك التي أشرنا إليها بل هناك أمور نفسية (1) وأخرى علمية لامجال هنا لبيانها في هذه المقدمة السريعة بل ينبغي الإنتقال إلى صلب الموضوع الذي خصص هذا الباب لأجله ، وما سنقدمه إنما هو شيء متواضع في هذا المجال وموجز لا يفي بالغرض المطلوب ، وإنما المقصود الإشارة إليه بأمل أن يقيض الله من يقوم بالكتابة عنه بالتفصيل .

(1) إن الكثير ممن تنقطع بهم السبل يلتجئون إلى هذه المراقد ويطلبون من الله حاجاتهم مقدمين أصحابها بين يدي نجواهم مع الله تعالى ويبتغون إليه سبحانه الوسيلة عبرهم لما لهم من مكانة عظيمة لديه جل وعلا للخلاص من مرض فتاك لم يستطع الأطباء معالجته أو فاقة مستعصية عجزعنها أصحاب القرار أو غير ذلك ، فيكشف الله عنهم الضر كرامة لاوليائه الذين كانوا كما قال الحسين عليه السلام في مناجاته مع الله ـ من الوافر ـ :
إلهي تركت الخلق طراً في هواكا وأيتمت العيال لكي أراكا
فلـو قـطعتني بالـحـب إربـا لما مال الفؤاد إلى سواكا
راجع الجزء الثاني من ديوان الإمام الحسين من هذه الموسوعة ، وقد روى ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حق الحسين عليه السلام في حق الحسين عليه السلام : في حديث طويل : « إن الإجابة تحت قبته والشفاء في تربته والأئمة من ولده « ، بحار الأنوار : 36 / 286 عن كفاية الأثر : 17، ومن أراد التفصيل فليراجع : باب في ظلال الحسين ـ معاجز وكرامات ـ من هذه الموسوعة .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 22

الدور السياسي للمراقد

السلطات والحكومات الجائرة ومنذ اليوم الأول قامت وارتكزت على الكذب والزيف وتغيير الحقائق وخداع الشعوب واستغفالها .
فمن الطبيعي أن لكل شعب معتقداته ومفاهيمه وتقاليده ومقدساته إضافة إلى تصوراته الخاصة حول الكون والحياة وأمور الدين والمعتقد ، والحكومات اللاشرعية التي لا تراعي الأسس الإنسانية والإلهية حاولت وتحاول ومنذ العهد الأول إستخدام وإستغلال عواطف ومشاعر الناس لمصالحها والتي من أهمها على الإطلاق دعم بقائها في الحكم وتثبيت ركائزه ، فنراها تهيج عواطف الشعوب إن سلباً أو إيجاباً لتثبيت أمر ما أو لدفع ضرر يحيق بها ولكنها تغفل العواقب السيئة في الأمد البعيد ، لأنها لا تنظر إلى أبعد من أنفها ولا تفكر للمستقبل وللتاريخ ، إذ ليس من المعقول وحسب منطقها التخلي عن مصالحها الآنية فعصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة . لذا فان كل التبعات والسيئات ومظالم المجتمع تقع على كاهلها لأنها هي التي سيرت الشعوب في الإتجاه الذي ترضاه وفقاً لمصالحها ، وما زالت سياستها قائمة على القتل والتشريد بحق شعوبها من أجل قبول اتفاقية أو تمرير مؤامرة سياسية ، كان من الصعب تنفيذها أو تمريرها مباشرة دون اللجوء إلى السبل المزيفة والمخادعة وما أكثرها ، ولنا على ذلك أمثلة كثيرة حية تنطق بالحق نتجنب ذكرها خوفاً من تحسس مرارة الحق (1).
وإذا ما كانت هذه الحكومات على حق وجاءت لمصلحة شعوبها وأبنائها ، فلم كل هذا الإضطهاد والعسف والتشريد والتهجير والقتل والدمار دون أدنى رأفة ورحمة ؟ ! .

(1) جاء في المثل ( الحق مر ) .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 23

وعودة إلى صلب موضوعنا الذي من أجله فتحنا هذا الملف الذي لا يمكن غلقه بسهولة ألا وهو الدور السياسي للعتبات المقدسة وأثرها في رسم أطر الدول ونهجها ، ولعلنا للوهلة الأولى لا ندرك مدى تأثير هذا الدور أو ربما ننسب تأثيره للماضي البعيد بسبب تطور أساليب الحكم وتغير نهج الدول في الوقت الحاضر ، ولكن الأمر يتضح بمجرد دراسة الوضع السياسي لدول اليوم فنجد أن الحقيقة في الماضي والحاضر واحدة وهي ان الدول تقام على أكتاف الشعوب ، وان الدوافع والمصالح السياسية للدول والحكومات كانت على الدوام هي السبب الرئيسي لتحريك عواطف الشعوب وتسخير معتقداتها .
وإذا راجعنا تاريخ الماضي والحاضر ، وتمكنا من دراسته بإمعان وبصيرة وفهم معطياته وتحركات دوائر الحكم وقواه السياسية ومناورات السلطات وقارناها مع الحاضر لظهرت لنا حقيقة واحدة لا مفر منها وهي أن التاريخ يعيد نفسه وأن للحكم ثوابت لا تتغير وإنما المتغير منها هي الأساليب فقط .
ونحبذ قبل مطالعة الفقرات التالية أن يراجع القارئ تاريخ الروضة الحسينية من هذه الموسوعة حتى يرتفع بعض الغموض الذي يكتنف البحث ، فلدى مراجعتنا لتاريخ الروضة الحسينية نرى أن الدول التي أرادت فرض سيطرتها على منطقة الشرق الإسلامي كلاً أو بعضاً ، إسلامية كانت أم أجنبية ، سنية كانت أم شيعية ، مباشرة كانت أو غير مباشرة ، لجأت إلى سياسة الترغيب والترهيب (1)وسياسية العطف والعنف بدءاً بالدولة الأموية ومروراً بعهود الظلم التي توالت على حكم عالمنا الإسلامي وانتهاء بالدول العظمى التي حشرت أنفها في المنطقة بغرض السيطرة عليها واستنزاف قدراتها المادية والمعنوية . فمنذ اللحظة الأولى التي استشهد فيها الإمام الحسين عليه السلام وضع الحكم الأموي العقبات والموانع متشبثاً بكل الوسائل والحجج لمنع الناس من زيارة قبره الشريف ، وما ذلك إلا لمعرفته بعظمة

(1) من الأخطاء الشائعة إستخدام كلمة « السياسة » للدلالة على أعمال وجوانب سيئة : وللتفصيل راجع باب العامل السياسي لنهضة الحسين من هذه الموسوعة .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 24

الراقد في هذا المرقد وعلمها بعمق تأثيره في النفوس التي تستلهم منه القوة والعزم والإصرار على الثورة ضد الظالمين ، فمراسم زيارة القبر من دعاء وأعمال إذاً عمل سياسي معارض في عرف بني أمية يجب وقفه بشتى السبل والطرق .
لقد كان لهذا القبر الشريف الحي بنهضته والدائم الإشعاع أثر بالغ الوقع والتأثير في الكثير من الأحداث والوقائع والثورات على مر العصور والأزمان .
ومن ذلك وقفة التوابين (1) على قبره الشريف ومخاطبتهم إياه ليطلبوا التوبة عنده وليستمدوا منه العزم والقوة لمحاربة الأعداء إيماناً منهم بأن حياة الفكر أبقى من حياة الجسد .
ثم تأتي ثورة المختار الثقفي (2) لتستثمر حب وعواطف الناس وإيمانهم بعظمة الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره فتثور على الدولة الأموية ذات الشوكة والبطش . وما أن تولى المروانيون الأمر حتى منعوا من جديد زوار قبره الشريف دون أن يجرؤوا على مس القبر المطهر خوفاً من خدش مشاعر الناس ومعتقداتهم ، ولكنهم حاولوا كأسلافهم السير بذات النهج المخادع للبقاء في الحكم ، فعملوا بكل وقاحة وحقد على سبه وشتمه وهو الراقد البعيد عن عاصمة ملكهم لا لشيء إلا لمحو ذكره وتشويه صورته في أذهان العامة من الناس ، ليستتب لهم الأمر ويدوم لهم الملك .

(1) التوابون : جماعة من شيعة أهل البيت عليهم السلام ندموا على تركهم نصرة الإمام الحسين عليه السلام حين جابهه الجيش الأموي فخرجوا على الحكم الأموي بقيادة سليمان الخزاعي والمسيب الفزاري وعبد الله الأزدي و رفاعة البجلي وعبد الله التيمي وذلك بعد هلاك يزيد بن معاوية عام 64 هـ ، وللتفصيل راجع باب أضواء على مدينة الحسين ، وباب الحسين حركة تلد أخرى من هذه الموسوعة .
(2) المختار الثقفي : هو المختار بن أبي عبيدة بن مسعود الثقفي أبو إسحاق ، من زعماء الثائرين على بني أمية ، واحد من الشجعان الأفذاذ ، ثارعلى الأمويين وتعقب قتلة الحسين عليه السلام فقتل كثيرين ممن كان لهم ضلع في تلك الجريمة ، قتل في حربه مع مصعب بن الزبير وذلك في عام67 هـ وكانت مدة إمارته ستة عشر شهراً ، وللتفصيل راجع باب الحسين حركة تلد أخرى من هذه الموسوعة .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 25

ولكن هيهات أن يهنأ لهم الحال وتستقر بهم الأمور إذ قامت هنا ثورة زيد (1)وهناك ثورة صاحب « فخ » (2)فتولد ثورة من رحم ثورة (3)، وتتواصل الثورات والإنتفاضات لتطالب بالثأر لهذا الراقد تحت الثرى .
واستغل العباسيون سوء الوضع وترديه على أثر العنف المتزايد الذي استخدمه الأمويون بحق أتباع ومحبي هذا المدفون بكربلاء ، فقالوا وباسم قرابة الدم بتأليب الوضع وإثارته من أدنى البلاد إلى أقصاها مستغلين حب الناس وتعلقهم وإخلاصهم لهذا الراقد الأشم .
ولما آل الأمر إليهم واستتب لهم الحكم ورسخ سلطانهم ، كشف عنهم القناع وظهر زيفهم بعد طول كذب ومواراة .
فجاء المنصور العباسي (4)ليأمر بهدم قبر الحسين عليه السلام ويمنع الموالين من زيارته وأعقبه هارون (5)فنهج نهجه إلى أن وصل المتوكل (6)إلى الحكم فحرث القبر أربع مرات أملاً في محو أثره وذكره من القلوب والنفوس ، وهو بفعلته هذه أجج غضب الناس وكره نفسه فرموه بأشعارهم ورجموه بكلماتهم (7)وعلى اثر ذلك قتله ابنه (8)شر قتلة عقاباً له لحرثه قبر

(1) هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (66 ـ 121 هـ ) خرج على الحكم الأموي ، قتل في مواجهة الجيش الأموي في الكوفة .
(2) صاحب « فخ » : هو الحسين بن علي بن الحسن ( المثلث ) بن الحسن ( المثنى ) بن الإمام الحسن ( السبط ) عليه السلام الذي نهض عام 169 هـ على الحكم العباسي ، قتل في مواجهة الجيش العباسي في منطقة « فخ » قرب مكة .
(3) راجع باب الحسين ... حركة تلد أخرى من هذه الموسوعة .
(4)المنصور : هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ( عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) ثاني من حكم من العباسيين بين ( 136 ـ 158 هـ ) .
(5) هارون : هو ابن محمد المهدي العباسي الملقب بالرشيد ، خامس من حكم من العباسيين وذلك مابين ( 170 ـ 193 هـ ) واتخذ لنفسه عاصمتين بغداد والرقة .
(6) المتوكل على الله : هو جعفر بن محمد المعتصم العباسي ( 206 ـ 247 هـ ) عاشر من حكم من بني العباس وذلك منذ عام 232 هـ .
(7) سيأت تفصيل ذلك في القرن الثالث من تاريخ مرقد الحسين عليه السلام من هذا الباب.
(8) ابنه : هو المنتصر بالله ( محمد بن المتوكل ) الحاكم العباسي الحادي عشر ( 247 ـ 248 هـ ) .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 26

من دفن قبل عشرات السنين بأرض الطف .
نعم اقتضت سياسة الحكومات والإمبراطوريات التي تعاقبت تعظيم هذا القبر وإعماره بينما سعت أخرى إلى هدمه ومحاولة إطفاء نوره ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره .
فهنالك حكومات عربية وتركية وفارسية وتركمانية كانت تتسابق تارة إلى إبداء إحترامها وإظهار تقديسها لهذا القبر وتبجيله وصرف المبالغ الطائلة التي قدرت بملايين الدنانير الذهبية من أجل إعماره ، وتارة تأتي حكومات أخرى لتنهب هذه الأموال أو لتصرفها على جندها وعتادها .
كل هذا يشير إلى ما لهذا القبر الشريف من أهمية سياسية في هذه المنطقة الحساسة والمهمة من عالمنا الإسلامي ، فعلى الحب والولاء أو البغض والمعاداة لصاحب هذا القبر المطهر حكم سلاطين وولاة وهوت عروش وكراس وقتل ملوك وقادة ، وإلى هذا يشير الكليدار (1) لدى تطرقه لزيارة السلطان سليمان القانوني لقبر الإمام الحسين عليه السلام وأبيه أمير المؤمنين عليه السلام والكيفية التي زارهما بها من إبداء الخضوع والخشوع والترجل من مسافة بعيدة ، فما ان وقعت عيناه على القبة المنورة حتى إرتعشت أعضاؤه حتى أنه لم يستطع الركوب على الفرس فأنشد يقول ـ من الطويل ـ :
تزاحـم تيجان الملوك ببابه ويكثر عند الإستلام إزدحامها
إذا ما رأته من بعيد ترجلت وإن هي لم تفعل ترجل هامها

ويستنتج من ذلك مدى ما كان للعتبات المقدسة في العراق من القوة والنفوذ والتأثير في التوازن الدولي في الشرق الإسلامي وإلى أي درجة كان السلطان سليمان القانوني (2)بطل الحروب والفتوح الذي دوخ أوروبا مدة حكمه فطوى رقعة البلاد الأوروبية الشرقية فوقف على أبواب

(1) الكليدار : هو عبد الجواد بن علي آل طعمة المتوفى عام 1379 هـ مؤلف كتاب كربلاء وحائر الحسين عليه السلام ، كما أصدر جريدة يومية في بغداد باسم جريدة الاحرار .
(2) سليمان القانوني : هو سليمان الأول بن سليم بن بايزيد الثاني ، عاشر السلاطين العثمانيين حكم ما بين عام 926 و 974 هـ .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 27

( فيينا ) (1)عاصمة أعظم إمبراطورية في ذلك الوقت ، يحاول التقرب إلى العتبات المقدسة في كربلاء والنجف ويسعى في جلب رضاها وكسب ودها (2)فأين صارت قوتها المعنوية تلك ؟ ومن قضى عليها يا ترى ؟ .
فإن ما قام به من خدمات جليلة للعتبات المقدسة ، تم استمداده من أرواح الأئمة ، فترجله عن الفرس عند رؤيته القبة المنورة عن بعد ومسيره مشياً على الأقدام إلى النجف ، وقطعه لسان من كذب قصة مرة بن قيس (3)، وقتله من فضله على أمير المؤمنين لكونه الخليفة الحي فلم يكن ذلك كله إلا لجلب الرأي العام الشيعي ، وكسب ود العتبات المقدسة إلى جانبه ، توطيداً لدعائم حكمه في العراق ، تلك العتبات التي كان لها التأثير البليغ في التوازن الدولي في الشرق و « كان يشع منها نفوذ قوي الوقع » (4)فكان يتوقف عليه مصير السلطان وحكمه في هذه البلاد (5)ضدهم بأمل كسر شوكتهم ووقف تقدم الجيش البريطاني والدعوة لالتحاق الفارين من الجيش العثماني من أبناء جنوب العراق ، ومن تلك السبل تشويه سمعة وتصرفات الجيش البريطاني في نظر الشعب العراقي وكل الشعوب المسلمة ، فقامت الحكومة العثمانية بنشر إشاعات ودعايات تذكرهم بسوء ، منها ما ذكره طعمة (6) قائلاً :

(1) فيينا : ( ويانه ) عاصمة دولة النمسا الحالية تمكن العثمانيون من حصارها عام 1094 هـ الموافق لعام 1683 م بعد سنوات طويلة من الحرب إنتصرفيها العثمانيون في عدة مواقع ، ولعل أشهرها واقعة موهاكس عام 932 هـ الموافق لسنة 1526 م التي انتصر فيها السلطان العثماني سليمان القانوني على دولة المجر المحاذية للنمسا .
(2) أراد رضى وود شعوب تلك المنطقة .
(3) مرة بن قيس : لعله تصحيف قرة بن قيس الحنظلي ، من المقاتلين في معسكر ابن سعد في كربلاء ، ويمكن أن يكون مرة بن منقذ بن النعمان العبدي القيسي قاتل علي الأكبر ابن الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ـ راجع باب معجم من قاتل الحسين من هذه الموسوعة .
(4) أربعة قرون من تاريخ العراق الحديثة : 30 .
(5) تاريخ كربلاء وحائر الحسين : 258 بتصرف .
(6) طعمة : هو سلمان هادي آل طعمة كاتب وشاعر عراقي معاصر ، من مؤلفاته كربلاء في الذاكرة ، تراث كربلاء ، تاريخ المرقدين .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 28

« ذكرت الجريدة الرسمية ـ صدى الإسلام ـ (1) أن الإنكليز يأتون بأطباء وطبيبات لتلقين المريض المسلم الديانة المسيحية وأنهم يضربون الناقوس ضرباً شديداً وقت الأذان كي لا يسمع المؤمنون ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وعندما ذكر الناس ذلك للحاكم العسكري أجابهم : ( قريباً ندقه على منابر كربلاء والنجف وقبة عبد القادر الكيلاني (2)) ، ( وأن الإحتلال يسيطر على أوقاف المعابد الإسلامية وينفق أموالها على الكنائس ) (3) كما قامت حكومة الإحتلال بخطوة معاكسة لتشويه صورة العثمانيين في أذهان الناس في العراق فدرجت جريدة العرب (4) الرسمية الموالية للبريطانيين على الضرب على أوتار النعرة الطائفية للعثمانيين وإبراز محاسن المحتل البريطاني وإظهار إحترامه للمقدسات الدينية وأماكن العبادة ، وفي هذا الصدد تذكر الجريدة ما حدث في كربلاء بقولها : « إذ رمى الأتراك قنابلهم على القبة المطهرة ـ قبة الحسين عليه السلام ـ وقذفوا مئات مثلها على الساعة الكبيرة في الروضة العباسية المقدسة (5) ، وفي معرض الإثارة هذه نسبت الصحيفة في نفس العدد إلى

(1) صدى الإسلام : جريدة أصدرها الجيش العثماني في بغداد باللغتين العربية والتركية تولى إدارتها رؤوف الجادرجي ، وصدر العدد الأول منها في 23 / 7 / 1915 م ( 11/ 9 / 1333 هـ ) وهي جريدة سياسية عامة كانت تصدر كل أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة وتوقفت عن الصدور بإحتلال البريطانيين لبغداد .
(2) الكيلاني ( الجيلاني ) : وهو عبد القادر بن موسى بن عبد الله بن يحيى بن محمد الكيلاني ( 470 ـ 560 هـ ) من كبار الصوفيين ومؤسس الطريقة القادرية ، عاش ودفن في بغداد ، من آثاره ( الفتح الرباني ) ، ( الغنية لطالبي طريق الحق ) وله مرقد يزار .
(3) الإحتلال البريطاني والصحافة العراقية : 147 عن جريدة صدى الإسلام البغدادية ، الاعداد الصادرة بالتواريخ 13 / 9 / 1915 م ، 30 / 9/ 1915 م ، 2/ 4/ 1916 م ، 5/ 4/ 1916م الموافق 4/ 12/ 1333 هـ ، 21 / 12 / 1333هـ ، 28 / 5/ 1334 هـ و 1/ 6/ 1334 هـ .
(4) جريدة العرب : تعتبر أول جريدة بريطانية باللغة العربية صدرت في بغداد ، ظهر عددها الأول في 4 / 7/ 1917 م( 14 / 9/ 1335 هـ ) بصفحتين بين يوم ويوم ثم أصبحت يومية ، وهي جريدة سياسية عامة تولى إدارتها ( جون فيلبي ) آخر عدد صدر منها يوم 31 / 5/ 1920 م ( 13 / 9/ 1338هـ ) .
(5) في الأصل « في الروضة المقدسة لروضة العباس » .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 29

القائد العام التركي خليل باشا قوله : « لأخربن وأنسفن ضريحي الحسين وعلي ابن أبي طالب عليهما السلام وأنقل ما فيهما إلى المدينة » وتهدف الإثارة إلى نفي أن يكون للعثمانيين خدمة لهذه الرياض المقدسة حيث توجه الجريدة سؤالها إلى القراء فتقول : « وهل سمعت في حياتك انهم خدموا الروضات المطهرة خدمة تذكر » (1).
على أن ملوك إيران عندما كانوا يأتون للزيارة فإنهم كانوا يبيتون خارج المدينة تهيؤاً واستعداداً للقاء هذا المدفون تحت الثرى منذ وقعة الطف الدامية ، ثم يقدمون إلى حرمه في أتم الخشوع والتجرد فيقبلون عتبة باب روضته مستأذنين الدخول ، ويعكفون الليل عنده بالدعاء والتوسل نخص منهم الديالمة البويهيين (2) والصـفويين (3)وغيرهم . أما الوهابية (4) التي حكمت الحجاز ونجد(5)فانها أغارت على مدينة كربلاء (6)ودنست القبر ونهبت كل خزائنه وتحفه النفيسة لتتمكن بما استحوذته من ثروة من نشر مبادئها وتعاليمها وإقامة حكومتها في الجزيرة العربية على أن

(1) راجع الإحتلال البريطاني والصحافة العراقية : 256 عن جريدة العرب البغدادية العدد الصادر بتاريخ 9 / 11 / 1917 م الموافق 24 / 1/ 1336 هـ .
(2) الديالمة البويهيون : أسرة فارسية حكمت إيران من ( 320 ـ 447 هـ ) امتد سلطانها إلى بغداد ، أسسها أبو شجاع بويه الديلمي ، قضى عليهم السلاجقة .
(3) الصفويون : سلالة علوية حكمت إيران والعراق للفترة من ( 907 ـ 1149 هـ ) تنتسب إلى صفي الدين الأردبيلي ، أسسها إسماعيل الأول بن حيدر الأردبيلي واتخذت من تبريز ثم قزوين ثم أصفهان عاصمة لها ، إنقرضت على يد نادر شاه الأفشاري .
(4) الوهابية : فرقة من الحنابلة ذات نزعة سلفية دعا إليها محمد بن عبد الوهاب التميمي المتوفى عام 1206 هـ وتعتمد في تعاليمها على آراء ابن تيمية ، ساعد محمد ابن سعود على انتشارها في الجزيرة العربية .
(5) الحجاز ونجد : إقليمان مستقلان في الجزيزة العربية قام عبد العزيز بن سعود ( 1298 ـ 1372 هـ ) بأخذ نجد من ابن رشيد والحجاز من الشريف حسين ، ولما استقر له الحكم أعلنها مملكة عام 1351 هـ .
(6) قامت الفرقة الوهابية بالهجوم على كربلاء المقدسة أربع مرات ، الأولى عام 1216 هـ ، والثانية عام 1223 هـ ، والثالثة عام 1225 هـ ، والرابعة عام 1226 هـ ، وقيل اكثر من ذلك ، وللتفصيل راجع فصل الحركة السياسية من باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 30

القرامطة (1) والشعشاعيين (2) كانوا قد سبقوهم في فعل النهب والسرقة من الحرم الحسيني .
وعلى عكس هؤلاء تماماً يقتبس غاندي محرر الهند قبساً من نور وفكر سيد الشهداء عليه السلام فيرسم لنفسه منهاجاً مستوحى من نهج الحسين ويسلك طريقاً عبًده أبو الأحرار من قبله إذ يقول قولته المشهورة : « تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر » (3) .
وإلى سنين خلت من زماننا المعاصر نرى أن بهلوي الثاني (4) يترك بلاده هارباً على أثر ثورة مصدق (5) النفطية فيزور مرقد الإمام الحسين عليه السلام ويقف أمام ضريحه طارقاً برأسه باكياً متوسلاً راجياً العودة للحكم والسلطة . فتقوم الصحافة الموالية بنشر الخبر وتصوره وهو بهذا الحال من الخشوع والمسكنة لتستميل عواطف الشعب الإيراني وتظهره بمظهر المتدين الموالي ، وعندما تحققت عودته للحكم مرة أخرى كان بين الفينة والأخرى يشيع وينشر بعض القصص والروايات عن رؤياه ولقياه في عالم الرؤيا بالأئمة عليهم السلام وابنائهم لكسب ثقة الناس به ، ومما أشاعه من أن أبا الفضل العباس عليه السلام جاءه في المنام وأخذ بيده وبارك له أفعاله وأعماله فهو إذاً كما زعم مؤيد ومسدد منه ، كل ذلك لعلمه بما لأبي الفضل العباس من

(1) القرامطة : حركة دينية منحرفة أسسها أبوسعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي عام 286 هـ ، حكمت عدداً من المناطق الإسلامية العربية إلى أن قضى عليهم الأمراء العيونيون في منطقة البحرين الكبرى عام 418 هـ .
(2) الشعشاعيون : لقد قام فلاح بن محمد المشعشعي ، وقيل منصور المشعشعي بإنشاء دولة في جنوب العراق وإيران عرفت بالدولة المشعشعية وذلك عام 840 هـ ، إنقرضت عام 1025 هـ .
(3) راجع : باب قالوا في الحسين من هذه الموسوعة .
(4) بهلوي الثاني : هو محمد رضا بن رضا بن عباس ( 1338 ـ 1400 هـ ) تولى الحكم في إيران بعد تنازل أبيه عن السلطة حكم من الفترة ( 1360 ـ 1399 هـ ) .
(5) مصدق : هومحمد بن هدايت الآشتياني ، ولد في 21 رجب 1300 هـ رئيس وزراء إيران للفترة منذ 1951 م ( 1370 هـ ) قام بانقلاب على الشاه في العام نفسه ، الغى معاهدة النفط الإيرانية البريطانية في العام نفسه ، ولكنه عزل عام 1953 م ( 1372 هـ ) وسجن ثلاث سنوات ، مات في يوم الأربعاء 20 ذو الحجة 1385 هـ .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 31

كرامة ومكانة في قلوب الناس (1).
إن هذه الظواهر والتصرفات لا يمكن تفسيرها وفهم مدلولاتها وأبعادها الحقيقية إلا حينما ندرك البعد السياسي العظيم لصاحب هذا القبر الشريف .
على أن ملوك ورؤساء وأمراء العالم وشخصياته البارزة كانوا لدى زيارتهم للعراق يقصدون زيارة الإمام الحسين عليه السلام ليثبتوا لشعوبهم ومريديهم ولاءهم لصاحب القبر وليبرهنوا بأنهم على خطاه وخطى جده صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه عليه السلام عل ذلك ينفعهم للبقاء أو الوصول إلى الحكم .
وفي حرب الخليج الثانية (2) وفي معرض إظهار إحترامه لمقدسات الشعوب أكد جورج بوش (3) إحترامه للعتبات المقدسة مؤكداً أن قوات التحالف سوف لا تتعرض لها بأدنى سوء (4) ، وفي حرب إعلامية مضادة إتهم صدام حسين (5) قوات

(1) مجلة التوفيق الطهرانية عام 1375 هـ ( 1955 م ) والصحف الرسمية في إيران .
(2) حرب الخليج الثانية : اسم أطلق على الحرب التي قامت بين قوات التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وقوات النظام العراقي بقيادة صدام حسين من جهة ثانية وذلك إثر إحتلال العراق للكويت عام 1411 هـ ( 1990 م ) وقد سمتها الحكومة الامريكية « عاصفة الصحراء » بينما سمتها الحكومة العراقية« ام المعارك » ، أما حرب الخليج الأولى فقد أطلقت على الحرب بين العراق وإيران والتي استمر ثمانيةأعوام ( 1400 ـ 1408 هـ ) الموافق ( 1980 ـ 1988 م ) .
(3) جورج بوش : ولد عام 1343 هـ ( 1924 م ) تولى نيابة الرئاسة الأمريكية في عهد رونالد ريغان ثم انتخب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية للفترة ما بين 1410 ـ 1414 هـ ( 1989 ـ 1993 م ) ، قاد التحالف الغربي والعربي في الحرب ضد الحكومة العراقية عام 1411 هـ والتي عرفت بحرب الخليج الثانية .
(4) راجع جريدة الشرق الاوسط اللندنية الصفحة : 2 الصادرة بتاريخ 29 / 1/ 1991 م = 13 /7/ 1411 هـ ، والصحف العالمية والمحلية الاخرى قبيل هذا التاريخ .
(5) صدام : ابن حسين بن مسلط المجيد ولد في تكريت عام 1346 هـ ، إنتمى إلى حزب البعث الإشتراكي ، تمكن من الوصول إلى سدة الرئاسة بالقضاء على رفيق دربه احمد حسن البكر عام 1399هـ ، وفي عهده شن حربين الأولى ضد إيران عام 1400 هـ إستمرت زهاء ثمانية أعوام ، والثانية إجتاح فيها الكويت عام 1411 هـ ، وأدت إلى الحرب مع قوات التحالف ، واندلعت في عهده أيضاً عدد من الإنتفاضات الشعبية منها إنتفاضة شعبان المباركة عام 1411 هـ وإنتفاضة الأكراد في

=

دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 32

التحالف بقصف الروضة المقدسة (1).
ثم نراه هو وجلاوزته يقصفون تلك القباب المنورة (2)ويدنّسون الحضرة المطهرة في أعقاب حرب الخليج وهزيمته فيها ، وتبجح رئيس أركانه حسين كامل (3)مخاطباً الإمام الحسين عليه السلام بقوله ( أنا حسين وأنت الحسين فلنر من هو الأقوى ) (4). غايته كسر معنويات هذا الشعب الثائر الذي أراد أن ينتهج في انتفاضته (5)نهج صاحب هذا القبر الشريف .
ومما يتناقله أبناء هذه المدينة المقدسة انه ما من ظالم أو متجبر من الملوك والرؤساء زار المرقد زيارة رسمية وعلنية أيام حكمه إلا وهلك أو ازيج عن سدة الحكم ولو بعد حين .

= العام نفسه، ولا زال الشعب العراقي يعيش حالة المعاناة ... راجع فصل الحركة السياسية من باب اضواء على مدينة الحسين عليه السلام من هذه الموسوعة .
(1) وكان ذلك في اليوم السابع من الحرب اي في 22/ 2/ 1991 م= 7/ 8 / 1411 هـ كما اوردتها الصحف المحلية العالمية بذلك التاريخ ـ راجع صحيفة العهد البيروتية ، الصفحة : 11/ التاريخ : 8/ 8/ 1411 هـ ، جريدة العرب اللندنية العدد : 3474 / الصفحة : 1/ التاريخ : 9/ 8/ 1411 هـ .
(2) جريدة الحياة اللندنية : العدد : 12084 / الصفحة : 8/ التاريخ : 6 / 12 / 1416 هـ .
(3) حسين بن كامل : ابن حسن المجيد صهر الرئيس العراقي صدام حسين الذي أوكل إليه العديد من المناصب العالية وكان يعتبر الرجل الرابع في القمع ، له دور في قمع الإنتفاضة الشعبانية ، قام بمذابح عديدة في كربلاء المقدسة ، ترك العراق إلى الأردن بتاريخ 11 ربيع الأول 1415 هـ ثم رجع في 1 شوال من العام نفسه ، وقد أعلن مقتله رسمياً بمجرد رجوعه إلى العراق في حادث غامض ، راجع : فصل الحركة السياسية من باب مدينة الحسين من هذه الموسوعة .
(4) جريدة الحياة اللندنية : العدد : 11862 / الصفحة : 17 / التاريخ : الإثنين 18 / 3/ 1416 هـ .
(5) قام الشعب العراقي بانتفاضة عظيمة من مدينة الحسين قبيل منتصف شعبان من عام 1411 الموافق لأواخر شباط من عام 1991 م على أثر هزيمة العراق في حربه مع قوات التحالف الدولي ، قمعت الإنتفاضة بوحشية وقسوة من قبل جلاوزة النظام العراقي وبمؤامرة دولية في أعقاب محادثات خيمة صفوان التي جمعت بين قائد قوات التحالف الأمريكي نورمان شوارزكوف والعراقي الفريق سلطان بن هاشم التكريتي .

السابق السابق الفهرس التالي التالي