دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 171

(3)
مرقد السيدة أم كلثوم

هي ابنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأمها فاطمة الزهراء عليها السلام بنت الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم . ولايخفى أن الخلاف وقع في اسمها وسنة ولادتها ووفاتها وحضورها كربلاء ومحل دفنها ، وقد فصلنا القول عنها في ترجمتها ، ولكن المختار أن اسمها زينب الصغرى وكنيتها أم كلثوم إلا أنها اشتهرت بأم كلثوم .
ابنة علي وفاطمة عليها السلام ولدت مابين السنة السادسة والعاشرة للهجرة في المدينة المنورة ورحلت مع أبيها إلى الكوفة ثم رجعت مع أخيها الحسن عليه السلام إلى المدينة ثم حضرت كربلاء مع أخيها الحسين عليه السلام ورجعت مع ابن أخيها زين العابدين عليه السلام إلى المدينة وظلت بها إلى أن توفاها الله في سنة مقتل أخيها 61هـ ودفنت على الظاهر في البقيع إلا إذا قيل أن أختها زينب الكبرى خرجت إلى الشام وهي الأخرى خرجت إلى مصر أو بالعكس فتوفاهما الله هناك وشيد لكل منهما مرقداً في كل من العاصمتين على تفصيل تأتي مناقشته في البحث عن مرقد السيدة زينب عليها السلام ، ومع الأسف فإن التاريخ لم يحدثنا عنها كثيراً ولكننا نرجح أن مرقدها في البقيع في المدينة إلا أننا لم نعثر على ما يدلنا على قبرها وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على مدى الظلم الذي ارتكب ولا زال يرتكب في حق أهل البيت عليهم السلام .

دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 172

(4)
مرقد أولاد مسلم

يقع على بعد حوالي ثلاثة كيلو مترات شرقي (1)مدينة المسيب(2)الواقعة على الضفة الشرقية من نهر الفرات مرقد ينسب إلى ابني مسلم بن عقيل بن أبي طالب والذي اختلف الرواة والمؤرخون في كيفية قتلهما ومكانه واسمهما إلى مشارب ومذاهب ناقشناها في ترجمتهما (3).
ورغم أن رواية الصدوق (4) هي الرواية الوحيدة التي أوردت قصة مقتلهما بتفاصيلها إلا أنها خلقت نوعاً من الإرباك في نسبة هذا المرقد إليهما مما جعل البعض يشكك في محل دفنهما .
وبغض النظر عن تفاصيل ما رواه الصدوق فإن الرواية المشهورة بين الناس تقول : إن محمداً الأصغر وإبراهيم إبني مسلم بن عقيل فرا بعد مجزرة كربلاء ، وبالتحديد عند هجوم الخيل مساء يوم عاشوراء عام 61 هـ وضلاً الطريق فتم أسرهما وأودعا السجن ثم هربهما السجان فالتجآ إلى امرأة وتكررت معهما قصة أبيهما فقبض عليهما حارث بن عروة الطائي (5) وقتلهما

(1) السفر المطيب : 69 .
(2) المسيب : مدينة في العراق على الفرات ، وتبعد عن الحلة حوالي 42 كلم ، أنشئت المدينة على أراضي ( المسيب بن نجبة الفزاري ) أحد قادة التوابين ومن قدماء التابعين وكبارهم ، قتل في معركة عين الوردة سنة 65 هـ .
(3) راجع معجم الأنصار من هذه الموسوعة قسم الهاشميين .
(4) راجع أمالي الصدوق : 83 ، والصدوق : هو محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (306 ـ 381 هـ ) من اعلام الامامية ورواتها ، له مؤلفات جمة منها : الاستبصار ، من لا يحضره الفقيه ، علل الشرائع .
(5) الحارث : هو بن عروة كوفي من مردة عبيد الله بن زياد ، خرج مع عمر بن سعد الزهري لقتال الإمام الحسين عليه السلام .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 173

على شط الفرات ، وهي لا تختلف عن رواية الصدوق .
ويذكر أن محمداً الأصغر ولد عام 52 للهجرة ، والثاني ولد عام 53 للهجرة وقد قتلا عام 62 هـ .
وبعيداً عن الخلاف الواقع في اسميهما وفي شخصيتيهما (1) فإن هناك خلافاً من نوع آخر على فرض أنهما ابنا مسلم فقد قيل بأن هذا المكان المنسوب إليهما هو مكان مقتلهما لا موضع دفنهما فإن جسديهما قد رميا في الفرات وحمل رأساهما إلى ابن زياد (2)، وقيل إن هذا الموضع موضع سجنهما (3) ، وهناك من يقول بأنهما دفنا في هذا الموضع بعد أن التقطا من الماء .
ويقول المقرم (4) لدى ذكره لهذا المرقد : « ان السيرة بين الشيعة على المثول بمشهدهما الواقع بالقرب من المسيب تفيد القطع به وبناء على ما أفادته الرواية ـ رواية الصدوق ـ من إلقاء بدنيهما في الفرات يكون هذا الموضع إما محل القتل ، وإما أنهما أخرجا فدفنا هناك » ويضيف قائلاً : « إن سيرة الشيعة والشهرة بينهم تحقق كون المشهد المعروف لولدي مسلم على الإجمال ولم يحصل الشك في أدوارهم اتباعاً للخلف على طريقة السلف حتى كثرت زرافات الزائرين لهما تقربا إلى الله تعالى مع النذور المهداة إليها والعمارة المتجددة حول القبرين على نحو غير واحد من المشاهد المحقق ثبوتها ، وكل هذا بمشهد من العلماء فلا يعتنى حينئذ بمن تأخذه الوسوسة إلى مناحي ممقوتة كماهو شأنه في جملة من المظاهر والمشاعر » (5).

(1) روى المجلسي في البحار : 45 / 106 عن المناقب القديم كما روى غيره : انهما من ولد جعفر الطيار أي من أحفاده ، راجع تفاصيل ذلك في قسم الهاشميين من معجم الأنصار من هذه الموسوعة .
(2) هامش مقتل الحسين لبحر العلوم : 215.
(3) سفير الحسين : 20.
(4) المقرم : هو عبد الرزاق بن محمد الموسوي المتوفى عام 1391 هـ خطيب بارع وكاتب قدير ، له من المؤلفات ، مقتل الحسين ، كتاب العباس ،الشهيد مسلم بن عقيل .
(5) الشهيد مسلم بن عقيل : 217 .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 174

ويقول الدربندي (1) بعد ذكر مقتلهما : « وقبرهما في المكان المعروف الآن أي قريب من الفرات عند قرية المسيب ، وكيفية دفنهما في ذلك المكان وإن كانت من الأمور التي لم تظفر فيها برواية حتى بعد البحث التام والفحص الكامل إلا أن كون قبرهما في ذلك المكان كان مما عليه إجماع الطائفة الإمامية ، وقد ثبت بالنقل المتضافر أن كامل الفضلاء من حزب الفقهاء المجتهدين ومعشر المحدثين من أهل المشاهد المقدسة كانوا يقصدون ذلك المكان لزيارتهما » (2).
ويقول كمونة (3)عند تحدثه عن مشاهد المسيب : « بقربها مشهد عامر فيه قبر محمد وإبراهيم ابنا مسلم بن عقيل بن أبي طالب » (4).
وأما حرز الدين فيقول : « إن هذه الشهرة قد مضى عليها قرون وقرون حتى وصلت إلينا ولم يتنكر لها أحد من مشاهير علماء الشيعة الإمامية إلا ما حكي شاذ نادر ، وفي عصرنا فقد زارها بعض من يعتمد عليه في التاريخ والآثار من علمائنا المحققين ، وأما سائر الشيعة في العراق فلم يخطر ببال أحد منهم غير ذلك ، وأنه إن كان لأولاد مسلم ابن عقيل قبر في العراق فهو هذا بضواحي المسيب ، وكذا الشيعة في إيران فإن أغلب زائري أئمة العراق المعصومين ذهبوا لزيارتهما وبعضهم قد تبرع بشيء من المال لبناء رواق وصحن لمقر الزائرين هناك إلى غير ذلك ، وهذا التباني منهم هو المعبر عنه بالسيرة ، فإذاً الشهرة والسيرة قامتا على إثبات هذه البقعة لهما » (5).

(1) الدربندي : هو آغا بن عابد بن رمضان الحائري المتوفى عام 1286 هـ الفقيه المتكلم والكاتب الواعظ له مؤلفات إشتهر منها أسرار الشهادة .
(2) أسرار الشهادة : 242 .
(3) كمونة : هو عبد الرزاق بن حسن الحسيني ( 1324 ـ 1390 هـ ) ولد وتوفي في النجف له مؤلفات بلغت أحد عشر مؤلفاً منها : مشاهد العترة الطاهرة ، فضائل الأشراف ، ومنية الراغبين .
(4) مشاهد العترة الطاهرة : 245 .
(5) مراقد المعارف : 1/ 170 .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 175

ويحتمل القسام (1) : أن الذي تولى دفنهما هم جماعة من القبائل الذين شاهدوا مقتلهما أو من تولى قتل قاتلهما حيث كان من محبي أهل البيت عليهم السلام حسب رواية الطريحي (2) في المنتخب (3)ويضيف القسام بعد ترجيح كونهما مدفونين في هذا المكان : « ولعل هناك ما يؤيد الشهرة قول السادن لحرم أولاد مسلم وهو الحاج علي (4) أنه اتفق في بعض السنين حدث شق في القبتين فتطلب ذلك ترميم أساس المبنى وفي أثناء ذلك وجدوا قبرين متقابلين مكتوب على أحدهما محمد بن مسلم وعلى الآخر إبراهيم بن مسلم » (5).
هذا وقد سبق واستظهرنا في ترجمتيهما أن هذا المرقد هو مكان دفنهما لتسالم أهل العصور المتقدمة على هذا الأمر ولم يثبت لنا خلافه ، وما قيل فإنما هو عن قبر القاسم الأكبر وهو في مكان آخر ولا يتنافى مع هذا المرقد ، ومع هذا كله فلم نتمكن من تحديد تاريخ بنائه ويظهر أنه كان عامراً منذ القرون الأولى وكان يفد إليه المؤمنون للتبرك به .
وقد زرت المرقد في الثمانينات (6) فوجدته عامراً ومحاطاً ببساتين النخيل التي قيل إنها من الوقف الخاص بالمرقد ، وكان على قبريهما ضريح مشبك مصنوع من البرونز الأصفر وسط حرم واحد مستطيل الشكل ذو بابين يطلان على الطارمة المستطيلة وعلى كل قبر قبة صغيرة مغطاة بالقاشاني

(1) القسام : هو الشيخ علي بن أئمة الجماعة المعاصرين الذي انتدبه السيد محسن الحكيم ايام مرجعيته ليتولى الشؤون الدينية في مدينة المسيب ، وهو من عائلة عرفت بالفضل والأدب .
(2) الطريحي : هو فخر الدين بن محمد علي بن أحمد الأسدي ( 979 ـ 1085 هـ ) ينتهي نسبه إلى حبيب بن مظاهر الأسدي ، من فقهاء الامامية له مؤلفات جمة منها : مجمع البحرين ، وغريب القرآن ، والفخرية الكبرى في الفقه .
(3) المنتخب للطريحي : 385 ـ راجع فصل ترجمتها في باب معجم الأنصار ـ الهاشميين ـ من هذه الموسوعة .
(4) الحاج علي : ابن حسين الهلال من أهالي المسيب الذي تولى سدانة مرقد أولاد مسلم بن عقيل في أواخر القرن الرابع عشر الهجري توفي سنة 1352 هـ .
(5) السفر المطيب : 81 .
(6) أي الثمانينات الهجرية : 1380 هـ ويقابلها الستينات الميلادية أي 1960 م .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 176

وحرمهما مفروش بالسجاد العجمي ، وأمام حرمهما صحن تبلغ مساحته ضعف مساحة الحرم وفي طرفيه الغربي والشرقي غرف للزائرين ، ومبنى الصحن مكون من طابق واحد وله باب واحد من جهة الجنوب ( القبلة ) ولا يوجد للمرقد مئذنة حتى ذلك التاريخ .
وعمارة المرقد بشكل عام مبنية من الطابوق والإسمنت ، وأما الغرف المحيطة بالصحن فهي مبنية على شكل أقواس ( طاق ) وأمام كل غرفة إيوان صغير لحمايتها من الحر والبرد والمطر .
ويوجد في الصحن أماكن خاصة للوضوء ومرافق صحية لراحة الوافدين ، هذا وقد قدرت مساحة الحرم مع مظلته الأمامية بـ ( 5 , 17× 125 متراً ) وارتفاع الحرم بحدود أربعة أمتار .
وقال القسام : ينسب بناؤه على ما ذكر إلى الحاج محمد حسين الصدر (1) في عام 1220 هـ (2) وكان في وسط الصحن جدار ينصف الصحن إلى نصفين النصف الأول مما يلي المدخل خصص ليكون مربطاً لدواب الزائرين والنصف الآخر لراحة الزائرين ، ولما كان عام 1355 هـ قام جماعة من تجار إيران وهم الحاج رضا الجعفري والحاج معين الخرازي والحاج غلوم علي التنججي (3)والحاج مرتضى الگياهي بالاستئذان من السيد أبو الحسن الأصفهاني (4) في رفع الجدار الفاصل فأذن لهم فرفعوه وشيدوا غرفاً في الإيوانات لاستراحة الزائرين » : ويضيف القسام نقلاً عن سادن الروضة

(1) محمد حسين الصدر : الأصفهاني كان يشغل منصب الصدارة للسلطان فتح علي القاجاري وكان من أهل الخير وله آياد بيضاء في إعمار مراقدأهل البيت عليهم السلام وبناء المدارس العلمية ، توفي سنة 1239 هـ .
(2) الموافق لعام 1805 م .
(3) التنججي : كذا في المصدر ولعله تصحيف التتنچي اي بائع التبغ ( التتن ) . التبغ كلمة اسبانية الاصل كما ان التتن اصلها ( توتون ) فارسية أو(tutun) تركية .
(4) الأصفهاني : هو السيد أبو الحسن بن محمد بن عبد الحميد الموسوي ( 1284 ـ 1365 هـ ) ولد في سده من قرى أصفهان ، بينما ولد أبوه في كربلاء حين قدم جده إلى العراق لطلب العلم ، درس في أصفهان ثم النجف واستقر بها ، تولى المرجعية بعد وفاة الشيخ محمد حسين النائيني عام 1355 هـ ، وكانت وفاته في الكاظمية .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 177

الحاج علي الهلال : « أنه قام ببناء البهو ( الطارمة ) من جمع التبرعات من المؤمنين وكان ذلك عام 1352 هـ وقد أشرف على بنائه المعمار حمودي البغدادي » (1) .


ويقـول القسام أيـضاً : « إن وزارة المالية العراقية قد خصصت مبلغ ستين ألف دينار لتعمير العتبات المقدسة ، فتقـدم سادن الـروضة بطلب تخصيص مـبلغ ( 2500 ) دينار لتعمير الصحن فاستجابوا لطلبه فقامت الهيئة الحكومية المشرفة ببناء الجانب الغربي من الصحن لراحة الزائرين وذلك عام 1376 هـ » .
ويضيف قائلاً : « في عام 1381 هـ قامت تلك الجماعة الخيرة السابقة الذكر من التجار الإيرانيين بتزويد مبنى الروضة بإسالة الماء الصافي لراحة

(1) البغدادي : هو حمودي بن رضا المعمار ، معماري عراقي مشهور كان من عائلة عرفت بالفن المعماري ، سكن بغداد في محلة الهيتاويين وكف بصره في آواخر عمره توفي بعد عام 1391 هـ .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 178

الزائرين . كما أوصل التيار الكهربائي للمبنى عام 1384 هـ » (1).
وفي عام 1394 هـ جدد بناء المرقد وأقيمت فيه أقواس على الطراز الإسلامي وزينت بالنقوش والخطوط الجميلة ، كما حولت المقبرة الملحقة بالمرقد إلى موقف للسيارات خدمة للزائرين بعدما اندرست معالمها .
وخلاصة القول في مراحل البناء هو التالي :
1ـ البناء القديم والذي كان مجرد قبرين في وسط بستان .
2ـ البناء الذي أقامه الصفويون عند دخلولهم العراق وبنائهم لمراقد أهل البيت عليه السلام وذلك على عهد السلطان إسماعيل الأول الصفوي المتوفى عام 930 هـ ، وينسب لهم بناء القبتين .
3ـ البناء الذي أقامه الوزير القاجاري محمد حسين الصدر عام 1220 هـ ، ولعله هو الذي كسى القبتين بالقاشاني وأقام بعض الإيوانات والمرافق للزائرين ، كما خصص الواجهة الأمامية من الصحن لدوابهم .
4ـ أقام السادن علي الهلال عام 1352 هـ بمؤازرة المحسنين البهو الأمامي للروضة .
5ـ التعميرات التي قام بها التجار الأربعة عام 1355 هـ ، كما شيدوا غرفاً للزائرين .
6ـ قامت الحكومة العراقية ببناء الجانب الغربي للصحن وذلك عام 1376 هـ ، وجاء البناء في طابقين لراحة الزائرين .
7ـ قام التجار الأربعة عام 1381 هـ ببعض التعميرات في الصحن كما أجروا الماء للمرقد لراحة الزائرين .
8ـ تعهد بعض المؤمنين بوصل التيار الكهربائي إلى المرقد عام 1384 هـ .
9ـ وفي عام 1394 هـ جدد بناء المرقد وأدخل إليه بعض التعديلات الفنية والزخرفة

(1) السفر المطيب : 69 ـ 71 .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 179

وبعد هذه التعميرات المتتالية أصبح المرقد على الشكل التالي كما أفادني بذلك السيد سلمان هادي آل طعمة عندما طلبت منه أن يذهب إلى المرقد ويتحقق عن ذلك ميدانياً وذلك في 29 شوال 1417 هـ (1).
يحمل المرقد رقم القطعة 118 من مقاطعة 25 باسم أولاد مسلم ويقع على أرض مساحتها 27 دونما (2)، يحتمل قسماً منها موقف لسيارات الوافدين ، أما القسم الآخر فخاص بالمرقد ، فالواجهة الأمامية منه والتي تقع إلى جهة الجنوب من المرقد هو الصحن الذي طوله من الشرق إلى الغرب أربعون متراً ، وعرضه ثلاثون متراً ، يتوسط واجهته الأمامية المدخل الخارجي للصحن والذي يبلغ ارتفاعه ستة أمتار بعرض ثلاثة أمتار ونصف ، يحاط بكتيبة مزخرفة بالقاشاني الكربلائي رسم في أعلاها آية النور بسم الله الرحمن الرحيم :« الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولاغربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنورة من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم » (3)ويأتي تحتها آية التطهير وهي : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » (4) والآيات كتبت بماء الذهب على القاشاني ، وتحتها أي على الباب مباشرة نقشت أوراق الأشجار على القاشاني وفي وسطها كتيبة « لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله » ، وبالإجمال فالباب محاط بعدد من الأقواس مكسوة من كل جوانبها بالقاشاني الكربلائي ، والباب مصنوع من خشب الصاج بتاريخ 1385 هـ (5) كماهـو مثبت عليه ، وإلى جانب البـاب سقاية ماء كتب في أعلاها على القاشانـي بسم الله الرحمن الرحيم « وجعلنا من الماء كل شيء حي » (6) سلام الله على الحسن والحسين :

(1) الموافق : 9/ 3/ 1997 م .
(2) الدونم : وحدة قياس تركية إستخدمت في العراق منذ أيام العثمانيين ، وهو يساوي 618 و 0 أكر ( حوالي 2500 متر مربع ) .
(3) سورة النور الآية : 35 .
(4) سورة الأحزاب الآية : 33.
(5) الموافق لعام 1965 م .
(6) سورة الأنبياء الآية : 30 .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 180

اشرب الماء هنيئاً يامحب واذكر السبط الشهيد المحتسب (1)

قام به الحاج علي حسين سادن روضة أولاد مسلم 1388 هـ » .
والجانب الشرقي من الصحن مؤلف من طارمة تحتوي على تسعة أقواس مبنية من الطابوق بعلوها كتيبة من القاشاني الكربلائي مثبت عليها ( آية الكرسي ) بآياتها الثلاثة (2).
وأما الجانب الغربي فهو مكون من طابقين الأسفل منه يحتوي على ست غرف من ضمنها مكتب لسادن الروضة ثم يليها المصلى ، خصص بعض غرفها للتخزين ، والطابق الأعلى منه يتألف من أثنتي عشرة غرفة اتخذ معظمها لراحة الزائرين .
وأما في الجانب الشمالي من الصحن فتقع الروضة التي يتقدمها طارمة ( بهو ) واسعة طولها من الشرق إلى الغرب 28 متراً وعرضها ستة أمتار وارتفاعها مماثل للعرض تحتوي واجهتها على خمسة أقواس مطلة على الصحن ومكسوة بالقاشاني تعلوها كتيبة من الآيات القرآنية وهي في الحقيقة امتداد للكتيبة التي على الجهة الشرقية (3) .
والطارمة ( البهو ) مسيجة بشبك حديدي باستثناء القوسين الأول والخامس لأجل دخول وخروج الزائرين وفي الطارمة بابان جانبيان يفضيان إلى السرداب الداخلي الذي فيهما قبرا ابني مسلم بن عقيل .
ويخترق من الطارمة إلى الروضة بابان أحدهما إلى جهة الشرق قبال القوس الثاني من الطارمة ، مقابل مرقد إبراهيم بارتفاع مترين ونصف وبعرض 80و 1 متراً والآخر يقع على جهة الغرب قبال القوس الثالث ومرقد محمد وهو مصنوع من الفضة وارتفاعه أربعة أمتار بينما عرضه متران وقد كتب عليه : « قال عز شأنـه « وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها»

(1) البيت من بحر الرمل .
(2) راجع سورة البقرة الآيات : 255ـ 257 .
(3) حيث تنتهي الآيات بآية بعد الآيات الثلاث المعروفة بالكرسي أي مجموع الآيات أربعة من آية 255 ـ 258 .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 181

خالدين ) (1) ، من عمل أستاذ رجب علي الصائغ ابن الحاج فتح الله الشوشترلي (2) النجفي سنة 1355 هـ » ، كما يحيط بالباب آيات قرآنية وقد نقل هذه الباب من الروضة العباسية بكربلاء عام 1386 هـ .
ويبلغ طول الروضة 24 متراً وعرضها من الجنوب إلى الشمال يزيد على 12 متراً ويشاهد الداخل إلى الروضة الريازة المغربية (3) في واجهاتها ، وفيها شمعدان صغير حفر فيه النص التالي : « وقف مرقد مطهر طفلان جناب مسلم عليه السلام نمود نواب علية عالية شمس الدولة (4)حرم محترم بادشاه بتاريخ شهر صفر سنة 1286 هـ » (5).
ويتوسط الروضة ضريحان الشرقي منهما لإبراهيم بن مسلم بن عقيل والغربي منهما لأخيه محمد بن مسلم ويفصل بينهما مسافة ستة أمتار وكل من الضريحين يبلغ طوله ثلاثة أمتار وعرضه مترين وارتفاعه مترين وربعاً ، والشباك المعدني للضريحين مصنوع من البرونز الأصفر يعود تاريخه إلى سنة 1301 هـ ، أما إطاره الخشبي فقد عملته مديرية أوقاف محافظة بابل سنة 1394 ـ 1395 هـ ( 1974 ـ 1975 م) وفي داخل كل منهما صندوق خشبي مطعم بالعاج ومغلف بالزجاج وضع على قبريهما عام 1395 هـ ( 1975 م) وقد جلب من خارج العراق .
ويعلو بناء الضريحين قبتان شامختان نصف دائريتين مكسوتان بالقاشاني الأزرق الناصع وفي أسفلهما كتيبة تحتوي على آيات قرآنية محيطة بكل قبة

(1) سورة الزمر الآية : 73 .
(2) الشوشترلي : نسبة إلى شوشتر مدينة في جنوب إيران .
(3) الريازة المغربية : نسبة إلى المغرب الإسلامي ، وهونوع من النقوش الزخرفية التي تحفر على الجص ، دخلت إلى العراق وشاعت مع توافد الأيدي العاملة والمهرة إلى العراق والتي استقدمته الحكومة العراقية في نهاية التسعينات الهجرية .
(4) شمس الدولة : زوجة السلطان ناصر الدين القاجاري ( رابع السلاطين القاجارية حكم للفترة مابين ( 1264 ـ 1313 هـ ) .
(5) ترجمة النص الفارسي هي : ( أوقفت السيدة الرفيعة الشأن شمس الدولة حرم السلطان بتاريخ صفر عام 1286 هـ ـ الشمعدان ـ للمرقد المطهر لطفلي مسلم عليه السلام ) .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 182

ويتخلل قاعدة كل قبة خمسة عشر شباكاً تطل على الروضة تستخدم للتنوير والتهوية ، وفي أعلى القبتين رمانتان من الأبرونز مطلية بالذهب كتب في أعلاها « الله » .


ويذكر سادن المرقد الحاج عبد الرسول بأن رؤوساً منحوته نقلت إلى متاحف بريطانيا في الحرب العالمية الأولى ( 1333 ـ 1336 هـ ) (1) وقد

(1) الموافق لعام : 1914 ـ 1918 م.
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 183

تعرض الضريحان إلى الحرق أثناء دخول الإنكليز إلى المسيب عام 1335 هـ ( 1917 م ) (1).
ومن سدنة المرقد ممن تعرفنا على أسمائهم هم :
1ـ علي بن الحسين الهلال المتوفى عام 1352 هـ .
2ـ علي بن الحسين البكري المتوفى عام 1397 هـ .
3ـ عبد الرسول بن علي البكري ( القرن 15 هـ ) .
وسدانة المرقد الآن في آل البكري ويتولاها الحاج عبد الرسول .

(1) دخلت طلائع القوات البريطانية مدينة المسيب في شوال 1335 هـ ( تموز 1917 م ) وعينت حاكماً إدارياً للمدينة يدعى طمسن .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 184




دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 185

حرف الباء
1ـ بكر بن علي ( مرقد )
2ـ بيت فاطمة ( مولد الحسين عليه السلام )


دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 186




دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 187

(5)
مرقد بكر بن علي

هناك قبر في نواحي الحلة اشتهر بقبر بكر بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، يقع على يسار الذاهب من قرية الكفل (1) العراقية إلى مدينة الحلة على مقربة (2) من الطريق العام بين الكوفة والحلة على بعد ستة كيلو مترات من الحلة تقريباً (3) وعلى تلال مرتفعة ويعرف موضع قبره في محيطه أنه يقع في خيط الأمام ـ التاجية ـ مقاطعة 17 قطعة 20 (4).
ويذكر أن السيد محمد القزويني (5) رأى في المنام رؤيا فيها تأنيب لخدامه لعدم اعتنائهم بالقبر وتعميره وذلك سنة 1323 هـ ، فأرسل عليهم وقص رؤياه فانبروا لتعميره ، ولما كشفوا التراب والحجارة عن القبر ظهر لهم محراب عليه صخرة فقلعوها لكي تقرأ ما عليها فإذا كتابتها كوفية تصرح بأن : « هذا قبر بكر بن علي بن أبي طالب الهاشمي مات سنة ستين للهجرة النبوية على مهاجرها الثناء » ، فقال السيد القزويني لقيم : المرقد احتفظ بهذه

(1) الكفل : نسبة إلى النبي ذي الكفل مركز ناحية في منتصف المسافة بين الكوفة والحلة تابعة لمحافظة بابل ذكرت في معجم البلدان بإسم برملاحة .
(2) تقدر المسافة بين المرقد والشارع العام بخمسمائة متر .
(3) وفي مراقد المعارف : 1/ 197 انه يبعد عن الحلة حوالي فرسخين أي نحو أحد عشر كيلو متراً ، ولعل الإختلاف جاء من توسيع مدينة الحلة .
(4) هامش المراقد : 1/ 198 .
(5) القزويني : هو محمد بن مهدي القزويني ينتهي نسبه الشريف إلى محمد بن زيد بن علي بن الحسين أديب وشاعر من أعلام الامامية ، ولد في الحلة وتوفي عام 1335 هـ ، نهض بأعباء الزعامة الدينية في الحلة وقام بإصلاحات عامة منها تشييد مراقد علماء الحلة التي كادت أن تنطمس معالمها .

السابق السابق الفهرس التالي التالي