دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 224

السلطان أحمد الأول (1) العثماني (2)، وهذا الباب موجود منذ عام 668 هـ .


2ـ باب على جهة الشمال ويسمى بباب التهجد (3)ويسمى بباب الشامي ايضاَ ، وقد أحدث عام 729 هـ عند زيادة الرواقين في الجهة الشمالية (4).

(1) أحمد الأول : هو ابن محمد الثالث ابن مراد الثالث العثماني : ( 998 ـ 1026 هـ ) تولى الحكم عام 1013 هـ ، الثاني عشر من سلاطين العثمانيين .
(2) المدينة المنورة تطورها العمراني : 89 .
(3) باب التهجد : سمي بذلك لأنه يقابل أسطوانة التهجد التي كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يصلي بجوارها .
(4) نزهة الناظرين : 209 .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 225




دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 226

3ـ باب على جهة الشرق ويسمى بباب فاطمة لقربه من موضع بيتها وهو موجود منذ عام 668 هـ (1)، ويقدر ارتفاعه بحوالي 180 سم وعرضه بحوالي المتر الواحد .




(1) نزهة الناظرين : 75 ، أثار المدينة المنورة : 96 .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 227

4ـ باب على جهة الغرب ويسمى باب الوفود لأنه يلي أسطوانة الوفود (1)، وهو موجود منذ عام 888 هـ .



(1) وفاء الوفا : 2/ 611 ، أثار المدينة المنورة : 96 ، يقع هذا الباب بين اسطوانة الحرس ( اسطوانة الامام علي عليه السلام واسطوانة الوفود ) .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 228

وهذه الأبواب الآن كلها مغلقة إلا باب فاطمة حيث يمكن الدخول منها الى المقصورة ، بينما لا يمكن الدخول في مبنى المرقد المسدل عليه الستار لعدم وجود باب له (1).
هذا وقد احتوت هذه المقصورة كامل (2)بيت علي وفاطمة والذي يقع في شمالها وتحتل تقريباً كامل عرضها كما أن القبور الثلاثة تقع في جنوبها ، وعلى القول بأن كامل بيت فاطمة عليها السلام يقع في المقصورة بالأبعاد التي سبق ذكرها فلا بد ان يكون موقع القبور الثلاثة في الجهة الجنوبية الغربية من المقصورة وهذا بعيد كما هو مبين في الرسم التخطيطي التالي :



(1) راجع تاريخ المسجد النبوي الشريف : 188 .
(2) وقد سبق مناقشة ذلك ، واحتمال ان تكون الدكتان جزءاً من بيت فاطمة عليها السلام وارد إلا ان المعروف ان كامل بيتها داخل المقصورة والله العالم .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 229

وعلى كل فإن أرضية بيت فاطمة مكسوة بالرخام (1)ويبدو أنه من عهد السلطان سليمان العثماني ، وللفسحة هذه بابان إلى جهة الجنوب أحدهما نحو الغرب والآخر نحو الشرق .
هذا ونميل إلى الرأي القائل بأن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام مدفونة في بيتها حيث من المستبعد جداً في مثل تلك الظروف التي أراد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أن لا يطلع أحد على تشييعها ودفنها أن ينقلها إلى البقيع ، وأن يترك هذا المكان الفضيل قرب مرقد أبيها وقرب الروضة والمسجد ، واذا ما قيل بأن الدفن كان في بيتها فنرجح أن يكون في حجرتها لا في فناء دارها .
ويؤيد ذلك ما نقله لي الشيخ الغروي (2)قائلاً : دخلت المقصورة الشريفة حدود عام 1389 هـ من الباب المعروف بباب فاطمة الزهراء من جهة الشرق فإذا أنا في غرفة مساحتها نحو 5 × 10 متراً في وسطه قبر مرتفع عن سطح الأرض بأكثر من مترين مخروطي القمة طـوله بحدود ثلاثـة أمتار وعرضه حوالي المترين ، المسافة بينه وبين الشباك الشمالي بحدود 5و1 متراً وبينه وبين الشباك الجنوبي حـوالي 25و1 متـراً ، وبينه وبين الشباك الغربي حـوالي 5و 2 متراَ وبين الشباك الشرقي نحو 5و2 متراً ، ويوجد عند جهة الرأس رحى ومهراس (3).
واضاف قائلاً : إن القبر كان مغطى بقماش بالي وردي اللون ، مرقوم على جهته الشمالية : « هذا قبر فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها » ويفصل بين هذه الغرفة ومرقد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم شباك حديدي يربطهما ببابين أحدهما إلى جهة الشرق مغلق والآخر إلى جهة الغرب ، دخلت من خلاله فإذا بممر ضيق لا يتجاوز عرضه المتر الواحد يفصل بين الجدار الداخلي

(1) مدينة شناسي : 86 .
(2) الغروي : هو محمد بن محمد حسين بن محمد حسن ، ولد في النجف بتاريخ 21 / 8 / 1337 هـ ودرس على علمائها ثم انتقل الى طهران وهو الآن يقيم في لندن ، وكان والده المتوفى عام 1361 هـ من اعلام الامامية وفقهائها له مؤلفات منها : صلاة الجماعة ، الانوار القدسية ، اصول الفقه .
(3) مهراس : من الخشب والذي تسميه العامة بـ جاون .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 230

المرتفع إلى السقف والمغطى بالقماش الأخضر وبين الشباك الخارجي الأخضر الذي يحيط الجدار من أطرافه الاربعة ، وهذا الجدار يحيط بقبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر وهو على شكل مربع قد ثلم زاويته الشرقية الشمالية ، وفي اليوم الثاني عندما جئت لزيارة نظرت من خلال الشباك الشمالي إلى داخل المقصورة فلاحظت ان القماش الذي كان على القبر قد أبدل بقماش جديد أخضر فاتح اللون وعليه الكتيبة ذاتها فسألت السيد حبيب أحمد (1)عن هذا التغيير ، فقال : الليلة الماضية أبدلناه بأحسن منه حيث أصبح رثاً ، وسألته عن تاريخ الكتيبة فقال : إننا نثبتها كما هي وذلك من العهد العثماني والعادة جارية على ذلك » ثم أردف الغروي قائلاً : إلا أنني وجدت بعد سنوات أنهم قد أسدلوا قطعة من القماش الأخضر الداكن على القبر فغطى الكتيبة .
ومن هذا يمكننا أخذ بعض التفاصيل عن بيت فاطمة في هذه الأيام .
وعند هذا البيت أخرج ابن مردويه (2)وبريدة (3)قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم« في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه» (4) فقام إليه رجل فقال : أي بيوت الله هذه يا رسول الله ؟ قال : بيوت الأنبياء ، فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها ـ أراد بيت علي وفاطمة ـ قال : نعم من أفاضلها (5) .
ومن الجدير ذكره ان الواجهة الشرقية لبيت فاطمة عليها السلام داخلة إلى

(1) السيد حبيب بن أحمد : كان آنذاك رئيساً للمجلس الإستشاري لأوقاف المدينة وله علاقات حسنة مع العائلة المالكة والأمراء .
(2) ابن مردويه : هو احمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني ( 323 ـ 410 هـ ) ويطلق عليه ابن مردويه الكبير حافظ مؤرخ مفسر له كتاب المسند ، المستخرج ، التاريخ ، وتفسير القرآن .
(3) بريدة : هو ابن حصيب بن عبد الله الاسلمي صحابي راوي اسلم قبل غزوة بدر ، اشترك في غزوة خيبر وفتح مكة ، ارسله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الى قبيلة بني غفار ، توفي في البصرة عام 63 .
(4) سورة النور الآية : 36 .
(5) فضائل الخمسة : 2/ 146 عن الدر المنثور للسيوطي في ذيل تفسير الآية .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 231

جهة الغرب بمقدار 5و1 متراً من جهة الجنوب و44و1 متراَ من جهة الشمال ، ويحيط بها حاجز خشبي متحرك ارتفاعه حوالي ثلثي المتر ، وهذا الحاجز يوازي تقريباً شبكة الضريح النبوي المقدس ، ويقع باب فاطمة في الوسط ما بين جدار الروضة النبوية والأسطوانة التي على شمالها وعرضه في حدود متر وهو مؤلف من مصراعين ويبعد عن جدار الروضة النبوية نحو 40 سم .
وأما في الواجهة الشمالية لبيت فاطمة فيوجد شباك مثل شباك الضريح النبوي الشريف ويتقدمه دكة ترتفع عن سطح المسجد النبوي مقدار20سم تقريباً ، وبعرض 68 ,2 متراَ ، من جهة الغرب و 38 ,2 من جهة الشرق وطوله أقل من الشباك بأقل من نصف متر من كل من الشرق والغرب والدكة مسيجة بمحجر حديدي ارتفاعه أكثر من نصف متر ، ويخترقه ممران أحدهما على مقربة الزاوية الشرقية والأخرى على مقربة الزاوية الغربية يقوم المؤمنون بالصلاة والدعاء فيها تقرباً إلى الله تعالى عند محراب التهجد والذي يقع بعد منتصفه إلى جهة الشرق كما هو مبين في الصورة السابقة .
والحاصل: كما يظهر من التخطيط المرقوم منذ القرون الأولى ومن إلقاء النظر على أرض الواقع وبعض تصريحات المؤرخين التي سبق وذكرناها واستناداً إلى استطلاعاتنا توصلنا إلى ما يلي :
ان حدود بيت فاطمة عليها السلام الآن كالتالي : من جهة الشمال ينتهي عند نهاية الدكة الشمالية المسيجة بالمحجر الحديدي (1) ومن جهة الشرق ينتهي عند باب فاطمة التي في جهة الشرق ، وعليه فهذه المساحة ليست من بيت فاطمة بعكس تلك التي على جهة الشمال ، وينتهي بيتها من الجهة الجنوبية بالشباك الفاصل بين بيتها ومحوطة القبور الثلاثة ، ومن جهة الغرب الشباك الممتد من ضريح الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا على القول بأن طول بيتها نحو 14 متراَ وأما على القول بأن طول بيتها في حدود تسعة أمتار ـ والذي نرجحه ـ فالظاهر أن الجانب الغربي مـن المقصورة ليس من بيتها بـل من المسجد أدخـل فـي المقصورة وقد حددها ابن زبالة بـ 5و4 متراَ ـ كما سبق

(1) وسابقاً كان السياج من أعمدة معدنية مرتبطة بحبال سميكة قابلة للنقل .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 232

الإشارة إليه ـ مع الأخذ بعين الإعتبار موقع محراب التهجد في المقصورة القائمة إلى يومنا هذا مضافاَ إلى القول أن قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقابل الشباك الذي بين أسطوانة السرير وأسطوانة المحرس ( أسطوانة علي بن أبي طالب ) بالإضافة إلى الفاصلة التي أحدثت بين المقصورة النبوية والفاطمية لتحديد موقع بيتها مع ملاحظة عدد من التخطيطات القديمة للمقصورة وأبعادها وحدودها ، مضافاَ إلى تحديد كتب التاريخ أبعاد بيت عائشة ومساحته وأن بيتهما يحدهما من جهة الغرب المسجد ، أنظر المخطط التالي :



دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 233




دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 234


مخطط الحجرة الشريفة والمقصورة المنيفة من إعداد محمد إلياس عبد الغني

دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 235



دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 236

والغريب أن ما ورد في الكتب الحديثة والقديمة من تحديد المقصورة الشريفة بـ 16× 15 م لا يتطابق مع ماقدره لنا عدد من الأخوة في هذا العام والذي كان نحو 20× 13م وهذا التقدير يتطابق تقريباً مع التخطيط الذي أورده اليماني (1) في كتابه ، وعليه فاحتمال أن المقصورة قد أعيد القسم الغربي منها إلى المسجد أيام العهد السعودي الأول وأضيف إليها من جهة الشمال وارد والله العالم .



(1) اليماني : هو الدكتور محمد عبده المعاصر تولى وزارة في المملكة السعودية له العديد من المؤلفات منها : علموا أولادكم محبة آل النبي ، للعقلاء فقط نظرات علمية حول غزو الفضاء .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 237

وفي الختام نود الاشارة الى ما ورد في رحلة ابن جبير (1)الذي وصل مكة المكرمة في شهر جمادى الأولى من عام 579 هـ حيث حيث ذكر في جملة مشاهداته بها المكان الذي ولد فيه الامام الحسين عليه السلام تحت عنوان دار خديجة الكبرى وهذا نص كلامه : « ودخلت ... دار خديجة الكبرى ( رضوان الله عليها ) وفيها قبة الوحي ، وفيها ايضاً مولد فاطمة ( رضي الله عنها ) وهو بيت صغير مائل للطول ، والمولد شبه صهريج صغير وفي وسطه حجر أسود ، وفي البيت المذكور مولد الحسن والحسين ابنيها ( رضي الله عنها ) ومسقط شلو (2)الحسن لاصق بمسقط شلو الحسين وعليهما حجران مائلان الى السواد كأنها علامتان للمولدين المباركين الكريمين ، ومسحنا الخدود من هذه المساقط المكرمة المخصوصة بمس بشرات المواليد الكرام ( رضوان الله عليهم ) » .
ثم يتابع قائلاً : « وعلى كل واحد من هذه الموالد المذكور ، قبة خشب صغيرة تصو الموضع غير ثابتة فيه ، فإذا جاء المبصر لها نحاها ولمس الموضوع الكريم وتبرك به ثم اعادها عليه » (3) .
ويقول في مكان آخر عند الحديث عن دار خديجة وقبة الوحي : « وفيها ولدت ـ فاطمة ـ سيدي شباب اهل الجنة الحسن والحسين (رضي الله عنهما ) وهذه المواضع المقدسة مغلقة مصونة قد بنيت بناء يليق بمثلها » (4).
هذا وقد هدم الوهابيون هذه المباني عندما استولوا على مكة عام 1218 هـ .
ومن الجدير ذكره ان ارباب التاريخ والمحدثين اجمعوا على ان ولادة السبطين الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة كانت في المدينة

(1) هو محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي ( 540 ـ 614 هـ ) رحالة أديب شاعر ، ولد في بلنسية ، زار المشرق الإسلامي ثلاث مرات إحداهما عام 581 هـ والتي اشتهرت برحلة ابن جبير ، ومن مؤلفاته نظم الجمان ، نتيجة وجد الجوانح .
(2) الشلو : العضو والجسد من كل شيء .
(3) رحلة ابن جبير : 142 .
(4) موسوعة العتبات المقدسة قسم مكة : 116 عن رحلة ابن جبير : 91 .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 238

المنورة (1) ، ولا نعلم أهو من خطأ ابن جبير وهو بعيد أم ان هناك شيء آخر باسم ريحانتي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (2). بالاضافة الى ان السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عندما هاجرت الى المدينة كان عمرها الشريف ثمانية اعوام وكانت ولادة الامام الحسن عليه السلام العام الثالث من الهجرة وولادة الامام الحسين عليه السلام العام الرابع ، واحتمال انها عند ولادة الحسنين كانت في مكة من باب الصدفة مرفوض اذ أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته الاطهار بل كبار الصحابة منذ هاجروا مكة الى المدينة لم يدخلوها الا عام الفتح وهي السنة الثامنة للهجرة .
كما أن احتمال ان بعض الموالين صنعوا رمزاً في بيت السيدة خديجة في مكة للمولدين ضعيف جداً لان هذا الامر لم يكن متعارفاً في تلك القرون كما هو الحال في القرون المتأخرة من جهة ، واما من جهة اخرى فإن الفلسفة من وراء صنع الرمز انما تتم اذا كان الاصل بعيد المنال وهذا لا يصدق بالنسبة الى مكة والمدينة ، والحاصل فإنه من عمل من لا خبرة له بالتاريخ والله العالم .

(1) جاء في حياة الإمام الحسن للقرشي : 1/ 50 أن القول بأن ولادة الحسنين عليهما السلام في مكة خلاف اجماع المؤرخين .
(2) نعم ذكر فريد وجدي في كتابه دائرة معارف القرن العشرين : 3 / 443 في ترجمة الامام الحسن عليه السلام : « إنه ولد قبل الهجرة بست سنوات » وعليه فتكون ولادة الحسنين في مكة المكرمة ، ولكن الظاهر انه من سهو القلم حيث يوجد قول بأنه ولد في السنة السادسة من الهجرة وكلامه هذا ايضاً يناقض ما اورده في ترجمة فاطمة الزهراء عليها السلام من كتابه هذا : 7/ 314 حيث ذكر : « إن علياً عليه السلام تزوج فاطمة عليها السلام عام 2 للهجرة » .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 239

حرف الحاء

1ـ المرقد الحسيني
2ـ مقام الحسين وابن سعد
3ـ مرقد حبيب بن مظاهر (1)
4ـ مرقد الحر الرياحي
5ـ مرقد الحسين شهيد فخ

(1) لم نشأ تقديم البحث عن مرقدي حبيب والحر على مرقد الإمام الحسين عليه السلام لمجرد الإحترام ، كما لم نتحدث عن التل الزينبي في حرف التاء لأن الحديث عنه سيأتي تحت مقام السيدة زينب عليها السلام .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 240




دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 241

(7)
المرقد الحسيني

الحسين هو ابن علي وفاطمة عليهما السلام ، وسبط محمد صلى الله عليه وآله وسلم وخديجة رضي الله عنها ، وأبو الأئمة التسعة المعصومين عليهم السلام ، وريحانة الرسول وقرة عين البتول ، خامس أفضل من خلقه الجليل ، المولود في المدينة في الثالث من شعبان عام 4 هـ ، والمقتول بكربلاء في العاشر من محرم عام 61 هـ ، فضائله أكثر من أن تحصى ، ولا يختلف اثنان على أنه أعلم أهل عصره وأفضلهم على الإطلاق ، ومرقده هذا أشهر من أن يشكك فيه المشككون حيث توافد على زيارته أئمة المسلمين وتبعهم الأصحاب والأعلام وأيدتهم كتب السيرة والتاريخ ، وما جاء في مسالك الأبصار : « أنه حمل جسد الحسين ورأسه إلى المدينة المنورة حتى دفنوه عند قبر أخيه الحسن » (1) شاذ لا يخترق به إجماع المسلمين بل إجماع مؤرخي غير المسلمين أيضاً .
والحسين نسيج وحده لا يمكن وصفه بما يوصف به عباقرة التاريخ ولا أعلام الأمم ، إنه من المصطفى وهو منه ، وحبه علامة للإيمان بالله وبرسوله ، وإنه من نور أبى الله إلا أن يتمه ويشعه ولو كره الكافرون والمنافقون .
لولا جهاد الحسين لما بقي للإسلام باقية ، ولما ظل للإنسانية مفهوم ، لم يتوان عن دعم دين الإنسانية لمحة بصر وخفقة خافق ، ضرب بمباهج الحياة كلها عرض الحائط حين قال : ـ من الوافر ـ :
إلهي تركت الخلق طراً في هواكا وأيتمت العيال لكي أراكا

(1) مقتل الحسين لبحر العلوم : 471 عن أخبار الدول : 109 ، عن مسالك الابصار .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 242

فلو قطعتني بالحب إرباً لما مال الفؤاد إلى سواكا(1)

حتى أصبح يملك القلوب والعقول ، ويهواه كل من يحمل حرفاً من الإنسانية ويتشبث بكلمة الدين وتعاليمه القيمة .
إنه بشر ملك بل ملك بشر بل أعظم من أن يوصف بهما واجل من أن يقرن بهما ، إنه من طينة لا تنعت بالنعوت البشرية فقد كرمها خالقها فأحسن تكريمها حيث لم يخلق خلقاَ إلا تكريماً له ولجده وأبيه وأمه وأخيه (2) .
إن مرقده الشريف ظل منذ أن احتضنته أرض كربلاء قبلة قبلة لملايين الأباة والأحرار ، ومهوى لجميع المؤمنين والموالين باختلاف ألسنتهم وقومياتهم على مر العصور ، ورغم محاولات الطغاة لطمسه إلا أنه بقي مركز إشعاع للعالم حيث مكروا ومكر الله والله خير الماكرين .
لقد أصبح المرقد الحسيني الشريف حربة ذا حدين يستخدمهما السلاطين والأمراء ، والرؤساء والوزراء كأداة داعمة من جهة ، ووسيلة دامغة من جهة أخرى ، وعلى أثره صنع تاريخ مرقده الشريف الذي نحاول إلقاء الضوء عليه قدر المستطاع واستعراض ما يمكن استعراضه ولو بشكل موجز وسريع آملين أن يحوز رضا القارئ الكريم بعد أن يحوز برضا صاحبه الذي رضاه من رضا جده الأمين ورضا الله جل وعلا .
واستعراض تاريخ مرقده الشريف سيكون على التسلسل التاريخي المعنون بالقرون الهجرية ونسعى بما لدينا من قدرات لكي نرفقه ببعض الخرائط والرسوم والتخطيطات (3) المستقاة من النصوص التاريخية أو الأحاديث الشريفة بأمل أن نكون اللبنة الأولى في دراسة مفصلة وموثقة لهذا المرقد الشريف ومن الله نسأل التوفيق والسداد إنه نعم المولى ونعم النصير .

(1) راجع ديوان الإمام الحسين عليه السلام من هذه الموسوعة .
(2) مضمون حديث الكساء راجع باب الأحاديث من هذه الموسوعة .
(3) لقد كلفت السيد حسين بن زيدان الكاظمي المولود بالحائر عام 1377 هـ بوضع الخرائط والرسوم طبق ما توصلت إليه من آراء حول المرقد الحسيني فلبى طلبي شاكراً .
دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 243

مرقد الإمام الحسين
عبر القرون

دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 244




دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ 1 245

القرن الأول الهجري
( 16 / 7 / 622 (1) ـ 23 / 7/ 719 م )

أول من أقام رسماً لقبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام هم بنو أسد (2) ـ حـين دفـنوا الإمام عليه السلام في اليوم الثالث من مقتله بإرشاد الإمام السجاد عليه السلام (3). وذلك يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام عام 61 هـ ـ كما روى ابن قولويه (4)في تحقق ماروته السيدة زينب عليه السلام في حديثها إلى السجاد عليه السلام حيث قالت : « لقد أخذ الله الميثاق أناس (5)من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة وهم معروفون من أهل السماوات انهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها وهذه الجسوم المضرجة ، وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفى رسمه على مرور الليالي والأيام ... ثم يبعث الله قوماً من أمتك لا يعرفهم الكفار لم يشاركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية فيوارون أجسامهم ويقيمون رسماً لقبر سيد الشهداء بتلك

(1) وللعلم ان تاريخ المرقد الحسيني يبدأ من يوم دفن الإمام الحسين عليه السلام في 13 / 1/ 61 هـ الموافق لـ 15 / 10 / 680 م .
(2) بنو أسد : قبيلة عربية سكنت الغاضرية القريبة من موقعة الطف وهم الذين دفنوا جسد الحسين عليه السلام وأجساد الشهداء من أهله وأنصاره ، راجع باب أضواء على مدينة الحسين ، فصل الجغرافيا .
(3) راجع تفصيل ذلك في باب السيرة من هذه الموسوعة .
(4) ابن قولويه : هو أبو القاسم جعفر بن محمد بن جعفر القمي من أعلام الإمامية ، فقيه محدث وراوي ، من مصنفاته :كتاب مداواة الجسد ، وكتاب الصرف ، وكتاب الأضاحي ، واشتهر بكتابه كامل الزيارات . توفي سنة 367 هـ ودفن في الحضرة الكاظمية .
(5) بتقدير من اناس .

السابق السابق الفهرس التالي التالي