دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 49


الأدبية مما لم يتم وضع ترجمتها في محلها والتي سنضطر إلى وضعها في حقل المستدركات .
وفي نهاية الأمر ربما لم يستحسن البعض هذا الأسلوب الذي تبنيناه في ترجمة الشخصيات بشكل عام سواء الشعراء أو الخطباء أو المؤلفين أو غيرهم ، وربما ينتقدوا فيها مسألة عدم الحداثة وأوردوا عليها بأنه أسلوب قديم على أقل التقادير ، وربما أثاروا مسألة عدم انتهاجنا المنهج العلمي (الأكاديمي) في دراسة شخصية المترجم له في الاتجاه المحدد له وتحليله .
وفي الحقيقة إن تبنّي هذه المنهجية لم يأت عن فراغ بل عن قناعة ودراسة ، وبالإجمال : إن هذا النوع من الترجمة لا شك أنه أقرب إلى الواقع الذي لا بد أن يتعرف عليه كل من أراد معرفة هذه الشخصية أو تلك بعيداً عن التحليلات التي قد تبعد الإنسان عن واقعه وحقيقته ، مضافاً إلى أنه أسرع الطرق إلى معرفة تلك الشخصية دون لف أو دوران ، بالإضافة إلى ذلك فإننا تجنبنا مسألة الحكم على تلك الشخصية وتركنا الأمر إلى القارئ والباحث ، وإذا ما لوحظت مسألة أخرى أننا نعمل في إطار موسوعي ومعجمي الذي ينبغي فيه الاختصار والإيجاز ، وهذا يتطلب منّا أن لا نختار إلا ما اخترناه ، ومع هذا فلم نترك الأمر سدى ، بل عالجناه في مكان آخر لدى المقارنات والدراسات التي نختتم بها الأبواب الرئيسية من هذه الموسوعة ، والله من وراء القصد .

دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 50


نهاية المطاف

لقد اختلف الأدباء والكتاب حول استخدام حرف الجر «من» أو «في» مع كلمة «تخرّج» فيما إذا أنهى الشخص دراساته العليا لدى تخصصه بعلم من العلوم ، فمنهم من قال على سبيل المثال : «تخرّج زيد من كلية الآداب» ، ومنهم من قال : «تخرج زيد في كلية الآداب» ، وبما أن الجامعة والكلية والتخرج مصطلحات جديدة واكبت تقنين العلوم عبرها فلذلك وقع الخلاف فيه ، والنصوص القديمة خالية منها .
ولقد اختارت المدرسة العراقية بتوجيه لغوِّيها المشهور مصطفى جواد(1) استخدام حرف «في» بينما ظلت المدارس الأخرى تستخدم حرف «من» .
وبما أن أمر هذه المسألة يتعلق بالصرف والنحو واللغة والذوق فنقول بعد أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار أن مادة «خ ـ ر ـ ج» يتعدى بالحروف التالية من ، في ، على ، الباء ، عن ، إلى ، اللام ، ولكن شاع استخدامه مع الأول ثم الثاني ثم الثالث ، وللمثال نقول :
1 ـ خرج زيد من البيت ـ وهي لابتداء الغاية .
2 ـ خرج زيد في الفقه ـ أي نبغ فيه .
3 ـ خرج زيد على الأمير ـ أي ثار ضده .
4 ـ خرج زيد بردائه ـ أي متلبساً به .
5 ـ خرج زيد عن طوره ـ أي تجاوز حده أو تجاوز المألوف .

(1) هو مصطفى بن جواد بن مصطفى بن إبراهيم التركماني (1325 ـ 1389هـ) شاعر وكاتب ولغوي عراقي ، له مؤلفات منها : سيدات البلاط العباسي ، معجم البلدان العراقية التاريخية .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 51


6 ـ خرج زيد إلى الحرب ـ أي توجه نحو ساحة الوغى .
7 ـ خرج زيد ليلعب ـ أي خرج لأجل اللعب .
ورغم إمكانية تقدير حرف «من» في بعضها إلا أن جواز عدم التقدير كان في الأمر .
هذا في صيغة الثلاثي المجرد ، وأما إذا أريد أن يُبنى منه صيغة المزيد من باب التفعّل أي بزيادة حرفين على المجرد ليصبح «تخرّج» بتشديد الراء فإن هذا الباب يأتي للأغراض التالية :
1 ـ للدلالة على المطاوعة مثل : علمته فتعلم .
2 ـ للدلالة على التكلف مثل : تشجع أي تكلف ليكون شجاعاً أو تكلف الشجاعة .
3 ـ للدلالة على التظاهر بالشيء مثل : تزهد أي أظهر الزهد .
4 ـ للدلالة على الطلب مثل : تعظم أي طلب لأن يكون عظيماً .
5 ـ للدلالة على التمهل مثل : تجرع الماء أي شرب الماء شيئاً فشيئاً .
6 ـ للدلالة على أن الفاعل جانب الفعل مثل : تهجد أي جانب الهجود .
7 ـ للدلالة على أن الفاعل اتخذ المفعول فعلاً : مثل توسدته أي اتخذته وسادة .
ومن المعلوم أن هذه المعاني لا تطابق مع الفعل «تخرج» فيما نحن فيه إلا في الدلالة الأولى حيث يمكن القول : خرّجته في الأدب فتخرّج كما ورد في اللغة ، وبما أن أصل الفعل ومادته الأصلية يستخدم مع «من» فيما إذا كان متعلقه المكان فنرجح استخدام «من» بدل «في» وهذا لا يعني نفي صحة استخدام «في» ولكنه مفضول ، وادعاء أن استخدام «من» يعني الانفصال عن الشيء مردود بأنه إن كان المراد الانفصال النهائي فهو غير حاصل ولا مقصود فيما استخدم مع الثلاثي المجرد كما لو قلت خرجت من البيت حيث لا تريد انفصاله عنه نهائياً بل فترة عدم تواجده في البيت ،

دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 52


مضافاً إلى أن نتيجة التخرج هو الانفصال عن هذه الكلية التي تعلم فيها . إذ المفروض أن المتخرج لا يعاود الدراسة فيها ثانية .
نعم يصح أن يقال : تخرجت في الفقه من كلية الشريعة ، كما يصح أن يقال تخرجت في كربلاء من كلية الآداب أو تخرجت في الصيف من كلية الاقتصاد ولا نرجح القول تخرجت في كربلاء ، أوتخرج في كلية الشريعة إلا بالتقدير وإنما جاز في المثال الأول لأنه أراد بالجزء الأول تحديد الموضوع وبالجزء الثاني تحديد المعهد ، وإنما جاز ذلك في المثال الثاني رغم أن متعلقه المكان لأنه أراد تحديد المدينة والمعهد معاً .
ولو قيل بأن كلاً من الحرفين يأتي بمعنى الحرف الآخر فيصح على كلا الوجهين فنقول بأنه لا يخرجه عن الضعف ، إذ أن الغالب في حرف «في» الظرفية وفي حرف «من» ابتداء الغاية ، وإلا فهو جائز والله أعلم .
واستناداً إلى ما قدمناه فقد استخدمنا حرف «من» مع كلمة «تخرج» في هذا المعجم كما في غيره من هذه الموسوعة .

دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 53


شعراء قيد الدرس

ومن خلال متابعاتنا الحثيثة في مسير علمنا الحسيني واطلاعنا على الاضطهاد الذي مورس بالنسبة إلى تراث أهل البيت عليهم السلام وإلى أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام منذ القرن لاأول الهجري وإلى يومنا هذا والذي قد أشرنا إلى جملة منها في مقدمات دواوين القرون ، يمكننا الجزم بأن الشعر الحسيني قد تعرض لعملية الاغتيال وقد تمكنا من تحديد بعض الموارد والتي قد أثبتناه في محله(1) .
وقد ساقنا هذا الاستقصاء إلى القول بأن عدم الاكتراث بشكل عام قد تحالف مع الاضطهاد الذي مارسه الطرف الآخر فأصبح نتاج عدد غير قليل من الشعراء الذين نظموا في الإمام الحسين عليه السلام أثراً بعد عين .
وقد حاولنا الإشارة إلى الموارد المحتملة ذات النسبة العالية تاركين ما انخفضت نسبته بأمل أن يولي القارئ والباحث اهتمامه بذلك علّنا نحصل على جلّها إن لم نتمكن الحصول على كلّها ومن تلك الموارد(2) :
1 ـ إبراهيم بن إبراهيم بن فخر الدين البازوري العاملي من شعراء القرن الثاني عشر الهجري ، ولد في البازورية(3) ، ونشأ بها وأخذ المبادئ بها ثم أكمل دراسته في بلاده ، انتقل إلى طوس (المشهد) وتوفي بها .

(1) راجع مقدمات دواوين القرون .
(2) سنذكرهم حسب الحروف الهجائية مواكبين مع تراجم الشعراء ، وعليه فسنذكر هنا كل من اسمه إبراهيم .
(3) البازورية : بلدة على ساحل البحر الأبيض من توابع مدينة صور .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 54


قال عنه الحر العاملي(1) : كان فاضلاً صدوقاً صالحاً شاعراً أديباً من المعاصرين وله ديوان شعر صغير عندي بخطه من جملة ما اشتريته من كتبه ـ بعد وفاته ـ وله ـ كتاب ـ رحلة المسافر وغنية المسامر(2) .
ونقل الحر العاملي والأمين خمسة قصائد من شعره كلها في مدح ورثاء علماء جبل عامل ، مطلع إحداها من البسيط :
أقضوا عليّ أهيل الود أو زوروا إلى متى وعدكم لي بالوفا زور(3)

ومطلع ثانيها من البسيط :
قد أضرمت في الحشا من هجركم نار يا جيرة في الهوى بعد الوفا جاروا(4)

ومن ثالثة من البسيط :
لا زال إنسان عين الدهر ما رشفت شمس الضحى من ثغور الزهر ريق ندا(5)

ومن رابعة من الطويل :
إذا تليت في الناس آيات ذكركم لها سجدت أخيارها وطغامها(6)

ومن خامسة من البسيط :
الثامن الضامن الجنات أجمعها يوم القيامة من جود لزوار(7)


(1) الحر العاملي : هو محمد بن الحسن العاملي يصل نسبه إلى الحر بن يزيد الرياحي شهيد كربلاء (1033 ـ 1104هـ) ولد في مشغرة وتوفي في طوس ، من كبار علماء الإمامية ومحدثيها ، له مؤلفات بلغت 55 مؤلفاً ، أشهرها وسائل الشيعة ، إثبات الهداة ، الفصول المهمة ، وله ديوان شعر .
(2) أمل الآمل : 1/25 .
(3) أعيان الشيعة : 2/107 وهي في مدح الشيخ زين الدين بن حسن العاملي صاحب المعالم .
(4) أعيان الشيعة : 2/107 وهي أيضاً في مدح الشيخ زين الدين .
(5) أمل الآمل : 1/26 ، أعيان الشيعة : 2/107 ، وهي في مدح السيد حسين بن محمد الموسوي العاملي .
(6) أمل الآمل : 1/26 ، وهي في مدح الشيخ زين الدين بن محمد العاملي .
(7) أمل الآمل : 1/26 وهي في رثاء الشيخ محمد بن الحسين البهائي العاملي .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 55


2 ـ إبراهيم الحر الصوري العاملي من شعراء القرن الثاني عشر الهجري وهو ليس من أسرة الحر العاملي مؤلف وسائل الشيعة(1) ولعل أباه كان يسمى حراً فهو إذاً إبراهيم بن الحر الصوري ، كان شاعراً مجيداً وعالماً فاضلاً من أهل صور جبل عامل بلبنان رد على قصيدة الشيخ عبد الغني النابلسي(2) المتوفى عام 1136هـ والتي في التصوف وهي من الهزج ومطلعها :
وجودي حل عن جسمي وعن روحي وعن عقلي

فجاء الرد من المترجم له بقصيدة من الهزج أيضاً وأولها :
رويداً يا أخا الفضل مزجت الشَهْد بالخل
اذعت السر يا هـذا شربت الجور بالعدل
فتحت القفل يا شامي فقدت العلم بالجهـل

إلى أن يقول في آخرها :
لقد حازت بـه ألبـا ب أهل العلـم والعقل
وأصحاب النهى طراً مع الأملاك والرسـل(3)

3 ـ إبراهيم بن علي بن الحسن الحر العاملي الشامي من شعراء القرن 12هـ قال عنه الحر العاملي المتوفى عام 1104هـ : عالم فاضل ماهر معاصر أديب شاعر سكن قسطنطنية ، وله مؤلفات منها : كتاب الصبح المبني عن حيثية المتنبي ، رأيت هذا الكتاب وفيه فوائد كثيرة غير أحواله ـ المتنبي(4) ـ .
4 ـ إبراهيم بن حسن بن محمد علي بن يوسف بن محمد بن

(1) تاريخ جبل عامل : 286 .
(2) النابلسي : هو عبد الغني بن إسماعيل المولود عام 1050هـ ، شاعر أديب وعالم متصوف ولد وتوفي بدمشق ، له مصنفات من أشهرها الحضرة الإنسية ، ذخائر المواريث ، نفحات الأزهار ، توفي عام 1143هـ .
(3) أعيان الشيعة : 2/122 .
(4) أمل الآمل : 1/30 ، أعيان الشيعة : 195 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 56


إسماعيل بن إبراهيم عز الدين العاملي المتوفى عام 1333هـ ، درس في مدرسة حنويه قرب صور اللبنانية ، ثم هاجر إلى النجف بعد وفاة جده الشيخ محمد علي مؤسس مدرسة حنويه ثم رجع إلى مسقط رأسه بعد وفاة والده وتولى إدارة شؤون المدرسة كانت له مصنفات في النحو والمنطق ، وله ديوان شعر كبير .
قال عنه الأمين(1) : «لم يتفق لنا الوقوف عليه» .
ومن شعره من مجزوء الكامل :
جد الغرام فأين تذهـب يا قلب ما في الحب ملعب
ذابـت حشاشة مدنـف علقت حشاه بحـب زينب

وكان جده وأبوه ممن نبغ في الشعر والأدب(2) .
5 ـ إبراهيم بن سعيد (سعد) بن الطيب الرفاعي المتوفى عام 411هـ قال عنه أبو غالب(3) : ما رأيت قط أعلم منه ، وكان شاعراً حسن الشعر جيده ومن شعره من الكامل :
وأحبة ما كنت أحسب أنني أبلى بينهـم فبنت وبانـوا
نأت المسافة فالتذكر حظهم مني وحظي منهم النسيانُ(4)

كان من أدباء الإمامية سكن واسط العراق فاضطهد ، وقال أبو نعيم(5) : رأيت جنازة أبي إسحاق الرفاعي مع غروب الشمس تخرج إلى الجبّانة وخلفها رجلان فحدثت بها شيخنا أبا الفتح بن المختار النحوي(6) فقال : سَمَّى لك الرّجُلين ؟ فقلت لا ، فقال كنت أنا أحدهما وأبو غالب بن

(1) الامين : هو محسن بن عبد الكريم العاملي (1284 ـ 1371هـ) ولد في شقراء وتوفي في بيروت ودفن في صحن السيدة زينب عليها السلام بدمشق من علماء الإمامية ، له مؤلفات جمة منها المجالس السنية ، خطط جبل عامل ، أصدق الأخبار .
(2) راجع تاريخ جبل عامل : 244 ، 289 ، أعيان الشيعة : 2/127 .
(3) أبو غالب : هو ابن بشران .
(4) أعيان الشيعة : 2/147 عن معجم الأدباء : 155 ـ 157 .
(5) أبو نعيم : هو أحمد بن علي ابن أخي سدة المقرئ .
(6) أبو الفتح :
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 57


بشران الآخر ، وما صدّقنا أنّا نَسْلَمُ خوفاً أن نُقْتل ، ومن عجائب ما اتفق أن هذا الرجل توفي وكان على هذا الوصف من الفضل فكانت هذه حاله ، وتوفي في غد يوم وفاته رجل من حشو العامة يعرف بِدَناءَةَ ، كان سواديّاً فأُغلق البلد لأجله وصلى عليه الناس كافة ولم يوصل إلى جنازته من كثرة الزحام(1) .
6 ـ إبراهيم بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن عليه السلام المستشهد في ذي القعدة من عام 145هـ ، كان أديباً شاعراً متضلعاً باللغة العربية وأسرارها عارفاً بأخبار العرب وأيامهم وأشعارهم ، وكان مجاهداً شجاعاً عالماً بالدين والرواية من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ومن شعره في زوجته بحيرة بنت زياد(2) الشيبانية ـ من الطويل ـ :
ألـم تـعلمي يا بـنت بكـر بأننـي إليك وأنت الشخص ينعـم صاحبه
وعلقت ما لو نيط بالصخر من جوى لهد مـن الصخـر المنيف جـوانبه
رأت رجلاً بين الـركاب ضجيعـه سلاح و يـعبوب فـباتت تـجانبه
تصـد وتـستحـي وتعـلـم أنـه كـريـم فتدنـو نحـوه فـتلاعبه
فـأذهلنا عنهـا ولـم نقـل قربهـا ولـم نقلها دهـر شـديـد تكالـبه
عجاريف فيها عن هوى النفس زاجر إذا اشـتبكـت أنيابـه و مخالبـه(3)

7 ـ إبراهيم بن علي الجصاني : كان من شعراء جصان(4) وفقهائها وشاعراً أديباً وخطيباً مفوهاً ينظم الشعر باللهجتين الفصحى والدارج له ديوان من ثلثمائة صفحة(5) .

(1) أعيان الشيعة : 2/140 عن معجم الأدباء : 1/157 .
(2) بحيرة : جدها أبو زياد الشيباني البصري ، والظاهر أنها ابنة عن أبي بكر يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني بالولاء الراوي البصري المتوفى عام 215هـ .
(3) أعيان الشيعة : 2/180 ، مقاتل الطالبيين : 273 .
(4) جصان : قضاء تابع لمحافظة الكوت جنوب العراق تقع على نهر الغراف ، أغلبية سكانها من الأكراد الفيليين ، اشتهرت بالفواكه والتمور وبالأخص التمر الأشرسي .
(5) أعيان الشيعة : 2/184 عن مجلة العرفان العدد 10 ـ 11 ، الصفحة : 544 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 58


8 ـ إبراهيم بن محمد حمام الجبشيتي العاملي المتوفى عام 1334هـ .
قال الأمين : كان أديباً شاعراً مغرماً بالتاريخ وجمع الأشعار واختيارها وله مجموعة اختيار فيها قصائد ومقاطيع ، له نظم جيد وغزل جميل ، وكان يحذو بشعره حذو قدماء الشعراء كأبي تمام(1) والمتنبي(2) وقد أدركته حرفة الأدب وقد عين معلماً للمدرسة الابتدائية التي في الزوارية ونقل إلى طيردبا(3) في زمن الأتراك ـ العثمانيين ـ وتوفي بتلك المدة أيام الحرب ومن شعره في الغزل ـ من الرمل ـ قوله :
أقبلت سكرى ومن فَرْطِ الصبا تتثنى مرحـاً ذات الـوشاح
غـادة قامتـهـا غضن النقـا وسنا طلعتها ضـوء الصباح
يستعير الـبدر منهـا مطلعـا إن بدت والليل مسود الجناح(4)

9 ـ إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة العتكي الأزدي الواسطي البغدادي (244 ـ 322هـ) ولد في واسط وتوفي في بغداد 12/ ربيع الأول .
قال المرزباني : كان يقول من الشعر المقطعات في الغزل والنسيب وما جرى مجراهما كما قال المتأدبون ومن شعره من الطويل :
كفى بالهوى بلوى وبالحب محنة وبالهم تعـذيباً وبالعـذل مـغرما
أما والذي يقضي الأمـور بأمره فما شاء أمضاه وما شاء أحكمـا
لقـد حـملتني صبوتي وصبابتي من الشوق ما أضنى الفؤاد وتيما(5)


(1) أبو تمام : هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي (188 ـ 231هـ) من فحول الشعراء ولد في ضواحي حوران بسورية وسكن مصر وبغداد وتوفي في الموصل ، له ديوان الحماسة ، مختار أشعار القبائل .
(2) المتنبي : هو أحمد بن علي بن حسن الجعفي الكوفي (303 ـ 354هـ) من فحول الشعراء وحكمائهم ، ولد في الكوفة ، قصد حلب والقاهرة ثم بغداد ، وزار بلاد فارس ، قتل بالنعمانية بين بغداد وكربلاء ، له ديوانه المعروف باسمه .
(3) طيردبا : قرية على فرسخ من صور إلى جهة الشرق .
(4) أعيان الشيعة : 2/207 ، وذكره محمد جابر آل صفا في تاريخ جبل عامل : 289 .
(5) أعيان الشيعة : 2/222 عن معجم الشعراء للمرزباني (القسم المخطوط) .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 59


وله أيضاً من الكامل :
لا يوحشنك ما صنعت فتثني متجـنياً فـهـواك لا يتـجنب
أنا البريء من الإساءة كلها ولك الرضا وأنا المسيء المذنب
وحياة وجهك وهو بدر طالع وسواد شعرك وهـو ليل غيهب
ما أنت إلا مهجتي وهو التي أحيا بها أثري مـن أغـضب(1)

10 ـ إبراهيم بن محمد بن علي بن مطهر بن نوفل التعلبي الأدفوني الصعيدي المصري قطب الدين المتوفى يوم عرفة من عام 737هـ .
قيل عنه إنه كان في شبابه يتعاطى الغناء ثم عكف على حفظ كتاب الله واستمر في ذلك ولازم الصلاة والتلاوة والعبادة ، كان من أتباع أهل البيت (الشيعة) ومن شعره قصيدة ـ من الخفيف ـ أولها :
ظهر النور عند رفع الحجاب فاستنار الوجود من كل باب
وأتانـا البشير يخبـر عنهـم ناطقاً عنهم بفصل الخطاب(2)

11 ـ إبراهيم بن محمد معصوم بن فصيح بن أولياء الحسيني القزويني ويقال له محمد إبراهيم المتوفى عام 1145هـ .
قال ولده(3) له قصائد في مدائح الأئمة ومراثيهم عليهم السلام بالعربية والفارسية وفي تتمة الأمل : له أشعار بالعربية منها قصيدة عارض بها قصيدة البهائي(4) وفي صاحب الزمان عليه السلام ، له تواليف وتصانيف حسنة منها مقامات كمقامات الحريري(5) ، مجاميع تتضمن رسائل من العلوم

(1) أعيان الشيعة : 2/722 عن معجم الأدباء : 1/262 .
(2) أعيان الشيعة : 2/217 عن الطالع السعيد في فضلاء الصعيد .
(3) ولده : هو حسين بن إبراهيم المتوفى عام 1208هـ ، عالم فاضل وفقيه عارف ، من مصنفاته : معارج الأحكام ، الدر الثمين ، اللآلئ الثمينة .
(4) البهائي : هو محمد بن الحسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي الحارثي (953 ـ 1031هـ) ، من أعلام الإمامية ، له عدة مصنفات منها : الجامع العباسي ، الكشكول ، تشريح الأفلاك . ولد في بعلبك وتوفي في أصفهان ودفن في طوس .
(5) أعيان الشيعة : 2/228 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 60


وأشعاراً وفوائداً(1) .
12 ـ إبراهيم بن نصر الله بن إبراهيم بن يحيى بن محمد بن سليمان الطيبي العاملي المتوفى عام 1270هـ .
قال عنه الأمين : كان عالماً صالحاً شاعراً أديباً وقد ختم الله له بالشهادة فقتل في قرية عثرون من جبل عامل فمن شعره من الكامل :
أهلاً بطيـف في الـدجنـة أوّبا حـيّا فأحـيا المـستهام فأطربا
لله لـيـل بات فـيـه مضاجعي ظبـي لـواحظه لها فعـل الظبا
واغـن حيا بالمدامـة فـتيــة جعلوا لهم شرب المدامـة مذهبا
فكأنـه إذا قـام يحـمل كأسـه في كفـه بـدر تحـمل كوكبـا
ظبي يصيد الليث سحر جفونـه ولقد عهدنا الليث يصطاد الظبا(2)


(1) أعيان الشيعة : 4/232 .
وهناك عدد من الشعراء يحملون اسم إبراهيم إلا أن احتمال نظمهم في الإمام الحسين عليه السلام ضعيف إما لأنه ليس على خلاف في المعتقد أو أنه تخصص بغرض من الأغراض الشعرية أو ان تخصصه بعلم من العلوم كالنحو فنظم فيه دون غيره أو غيرها .
(2) المقامات : مفردها المقامة ، وهي قطعة أدبية رائعة تُسبك بأسلوب روائي يُهدف منها تجسيد حكمة أو ترسيخ فكرة . وأول من أبدعها هو أحمد بن فارس (329 ـ 395هـ) ثم تلميذه بديع الزمان الهمداني (أحمد بن الحسين 358 ـ 398هـ) وتبعه الحريري ، وهو القاسم بن علي (446 ـ 516هـ) .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 61


حرفُ الألف


دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 62




دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 63


(1)
آمال بنت عبد القادر الزهاوي
1365هـ = 1946م

هي الأديبة آمال بنت عبد القادر بن صالح بن محمد فيضي بن أحمد البابان الخالدي الزهاوي(1) ، ولدت في بغداد عام 1365هـ(2) ونشأت في عائلة مثقفة حيث كان جدها الشيخ محمد فيضي(3) مفتي بغداد والذي كان شاعراً وعمها الشاعر جميل صدقي الزهاوي(4) ، والشاعر إبراهيم أدهم الزهاوي(5) وابن عم والدها عبد القادر الزهاوي(6) .
التحقت بالمدارس الحديثة وتدرجت في مراحلها حتى تخرجت من كلية الأداب قسم اللغة العربية (جامعة بغداد) .

(1) الزهاوي : نسبة إلى زهاو التي كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران والنسبة إليهم جاءت من أم الشيخ محمد فيض حيث كانت منها .
(2) معجم البابطين : 1/518 .
(3) محمد فيضي : هو ابن الملا أحمد بابان مفتي بغداد ، كردي الأصل ، كان أجداده البابان من أمراء السليمانية توفي بعد عام 1279هـ .
(4) جميل الزهاوي : هو ابن محمد فيضي بن أحمد بابان (1279 ـ 1354هـ) شاعر نحى منحى الفلاسفة ، يعد من طلائع نهضة الأدب العربي في عصره ، ولد وتوفي ببغداد ، نظم بالعربية والفارسية وتولى العديد من المناصب في بغداد ، له عدد من الدواوين منها ترجمة رباعيات الخيام إلى جانب ديوانه .
(5) إبراهيم الزهاوي : هو ابن صالح بن محمد فيضي بن أحمد (1320 ـ 1382هـ) أديب شاعر ، ولد وتوفي في بغداد ، له من المؤلفات بالإضافة إلى ديوان شعره كتاب أبطال اللانهاية ، في الفلسفة .
(6) عبد القادر الزهاوي : أديب شاعر وصحافي معاصر ، وكاتب قدير من مواليد بغداد .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 64


بَنَتْ شخصيتها الأدبية من خلال البيئة الأدبية التي عاشتها في البيت وبين العائلة حيث تقول : الحديث عن الشعر كان يدور أمامي والكتب مرصوفة في مكتبات البيت الكبيرة ، وهناك تتناثر كتب الشعر بما في ذلك ديوان «المواكب» لجبران خليل جبران(1) إذاً فأنا قد قرأت الشعر وأنا أتهجى حروف الأبجدية» .
ويبدو أنها نظمت الشعر منذ نعومة أظفارها وقد بدأت بنظم الشعر العمودي إلا أنها تحولت إلى الشعر الحر وقد تأثرت بكلمات جبران خليل جبران ، وجبرا إبراهيم جبرا(2) بدأت بالشعر القومي ، ثم استخدمت الأساطير الإغريقية(3) ، ثم تحولت إلى أساطير شرقية وعربية ، وتقول : وقد كتبت مؤخراً مجموعة قصائد هي مراثي سياسية للمرحلة ، كما كتبت قصائد تأملية صوفية بعنوان : «من فيوضات آمال الزهاوي» وقصيدة تصويرية بعنوان : «جدارا» .
كتبت في الصحافة السورية والعراقية كجريدة البعث ومجلة الطليعة ومجلة ألف باء ثم أنشأت شركة عشتار للطباعة والنشر ، وقد أصدرت من خلالها عدداً من مؤلفاتها ودواوينها ويبلغ مجموعة مؤلفاتها أحد عشر مؤلفاً ، طبع سبعة منها : 1 ـ الفدائي والوحش ، 2 ـ الطارقون بحار الموت ، 3 ـ دائرة في الضوء ، دائرة في الظلمة ، 4 ـ أخوة يوسف ، 5 ـ التداعيات ، 6 ـ يقول قس بن ساعدة ، 7 ـ جداراً ، وأما دواوينها غير المطبوعة فهي : 1 ـ أزهار اللوتس ، 2 ـ تاريخ بني عذرة ، 3 ـ الشتات ،

(1) جبران خليل جبران (1300 ـ 1350هـ) مفكر لبناني وأديب شاعر ولد في بشري ـ لبنان ـ وتوفي في نيويورك ـ أمريكا ـ يعد من أركان الحركة الأدبية في المهجر ، رئيس الرابطة القلمية بنيويورك .
(2) جبرا إبراهيم جبرا : ولد عام 1341هـ (1923م) في بيت لحم ـ فلسطين ـ درس في القدس ، وأكمل دراسته في بريطانيا ، كاتب وشاعر معاصر ، نشرت له عدد من الأبحاث والمقالات باللغتين العربية والانكليزية في الصحف البريطانية واللبنانية ، في مؤلفاته ديوان تموز في المدينة ، ورواية باسم صراخ في ليل طويل .
(3) الإغريق : هم اليونانيون .

السابق السابق الفهرس التالي التالي