دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 156


اقبلن يحففن(1) مثل الشمس طالعة قد حسَّنَ الله أُولاها وأُخراها
ما كنـت فيهـن إلا كنْتِ واسطةً وكنّ دونكِ يمناها ويُسراها

وقال فيها عندما تأخرت عنه يوماً ـ من المتقارب ـ :
ألـم تـرنا يومنا إذ نأتْ ولم تأتِ من بين أترابها(2)
وقد غمرتنا دواعي السرو رِ بـأشعـالهـا وبألْهابِها
ونحن فتورٌ إلى أن بَدَتْ وبـدرُ الدُجى تحت أثوابها
ولما نأتْ كيف كنّا بهـا ولما دنتْ كيف صرنا بها

واعتبرت الجارية منه هذا مجاملة في حقها وغضبت منه فقال الصولي ـ من المجتث ـ :
يـا مـن حنينـي إليه ومن فـؤادي لديه
ومن إذا غاب من بيـ ـنهم أسفتُ عليـه
إذا حضرتَ فمن بينـ ـهمْ أصْبُ(3) إليه
من غاب غيرَكَ منهم فـأذنـه فـي يديه

فرضيت منه ، ثم إنه طال العهد بينهما فملّها ، وكانت تهواه أيضاً فكتبت إليه من شعرها تعاتبه ـ من المنسرح ـ :
بـالله يا ناقض العهود بمن بعـدك من أهل وُدّنـا نثقُ
واسوأتا ما استحيتَ لي أبداً أن ذَكَرَ العاشقون من عشقوا
لا غَـرَّنـي كاتبٌ له أدبٌ ولا ظريفٌ مهذبٌ لـبـقُ(4)
كُنتَ بذاك اللسان تختُلُني(5) دهراً ولم أدرِ أنه مـَلَـقُ(6)


(1) حفَّ القوم الرجل به وحوله : أحدقوا واستداروا به .
(2) التِرْب : والجمع أتراب ، وهو من وُلِدَ معك في نفس العام ، وأكثر ما يستعمل في المؤنث .
(3) صبا : مال وحنَّ إليه .
(4) اللبق : اللين الأخلاق واللطيف الظريف والحاذق واللبيب .
(5) الختل : المكر والخديعة .
(6) الملَق : إظهار الود والإكرام باللسان دون القلب .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 157


فاعتذر الصولي إليها وراجعها فلم يفرق بينهما غير الموت(1) .
ومن شعره ـ من الرمل ـ :
أسدٌ ضارٍ(2) إذا هيجـتَـه وأبٌ إذا مـــا قــدرا
يعرفُ الأبعدَ أن أثرى ولا يعرف الأدنى إذا ما افتقرا

يقال : أنه اجتمع هارون بن محمد الزيات(3) وابن برد الخباز(4) في مجلس عبيدالله بن سليمان(5) فجعل هارون ينشد من شعر أبيه(6) ومحاسنه ويفضله ويقدمه ، فقال له ابن برد الخباز إن كان لأبيك مثل قول إبراهيم الصولي القائل : «أسد ضار إذا هيجته» الأبيات ، أو مثل قوله ـ من الكامل ـ :
تلج السنون بيوتهم وترى لهم عن جار بيتهم ازورار(7) مناكِبِ(8)
وتراهم بسيوفهـم وشفارهم مستشـرفيـن(9) لراغب أو راهب


(1) معجم الأدباء : 1/174 ـ 177 ، تاريخ شعراء سامراء : 10 ـ 11 .
(2) الضاري : الشديد .
(3) الزيات : هو أبو موسى الكاتب هارون بن محمد بن عبد الملك ، من رواة القرن الثالث الهجري ، من كتبه : (أخبار ذي الرمة) .
(4) الخباز : لم نعثر عليه في المعاجم وكتب التأريخ ، ولعله كان من الأدباء غير المشهورين .
(5) ابن سليمان : هو أبو القاسم عبيدالله بن سليمان بن وهب الحارثي استوزره المعتمد العباسي وأقره بعده المعتضد ، ولد عام 226هـ ومات عام 288هـ .
(6) ابوه : أبو جعفر محمد بن عبدالملك بن أبان بن أبي حمزة ، ولد سنة 173هـ قرب بغداد ، وكان من الكتاب والشعراء ، استوزره المعتصم والواثق ، قتله المتوكل سنة 233هـ ، وله ديوان شعر .
(7) ازور : مال ، والازورار الميلان .
(8) المناكب : جمع منكب وهو ملتقى رأس الكتف والعضد ، وأيضاً : ناحية كل شيء وجانبه .
(9) المستشرف : المرتفع والمتطلع ، والمراد ينتظرون الراغبين فيعطونهم والراهبين فيؤمنونهم .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 158


حامين(1) أو قارين(2) حيثُ لقيتهم نهب العفاةِ(3) ونزهةً للراغبِ(4)

وقال الجهشياري(5) : رأيت دفتراً بخط إبراهيم بن العباس الصولي فيه شعره وفيه يصف غليظ ما هو فيه من الحبس وثقل الحديد والقيد ويذكر فيه موسى بن عبد الملك(6) وحبسه في قصيدة طويلة ـ من الرمل ـ منها :
كـم ترى يبقى على ذا بدني قـد بـلـى مـن طول هَمّي وفني
أنا في أسرٍ وأسباب ردىً(7) وحـديـد فـادح يكـلـمـنـي(8)
وأبو عمران موسى حَنِق(9) حـاقـدٌ يطلبـنـي بـالإحـَن(10)
ليس يشفيه سوى سفك دمي أو يراني مُدرجاً(11) فـي كفني(12)


(1) حامين : من حمى ودافع .
(2) قارين : من قرى الضيف وإكرامه .
(3) العفاة : جمع عاف وهو المحتاج ، والمراد أن ما لهم نهب مقسّم لذوي الحاجات .
(4) معجم الأدباء : 1/183 ـ 184 .
(5) الجهشياري : هو أبو عبدالله محمد بن عبدوس بن عبدالله الكوفي المتوفى ، عام 331هـ ولي إمارة الحج العراقي عام 317هـ ومات ببغداد مستتراً ، له كتب منها «كتاب الوزراء والكتاب» و«أخبار المقتدر العباسي» و«أسماء العرب والعجم والروم وغيرهم» .
(6) ابن عبدالملك : هو أبو عمران موسى بن عبدالملك الأصبهاني المتوفى عام 246هـ ، تولى ديوان السواد أيام المتوكل العباسي ، وكان مترسلاً وله «ديوان رسائل» .
(7) الردى : الهلاك .
(8) الكلم : الجُرحَ .
(9) حَنِقَ : اغتاظ وغضب .
(10) الإحَنْ : جمع الأحْنَة ، الحقد وشدة البغض .
(11) دَرَجَ القوم : انقضروا وماتوا ، والشيء : دخله وضمَّهُ .
(12) ونسبها أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني : 22/171 إلى إبراهيم بن المدير وقال : أنه كتبها إلى أبي عبدالله بن حمدون في أيام نكبته يسأله اذكار المتوكل والفتح بأمره .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 159


وقد كتب أحمد بن مدبر(1) بخطه في ظهر هذا الدفتر موجهاً كلامه إلى الصولي ـ من الوافر ـ :
أبـا إسحـاق إن تكـن الليالي عطفت عليك بالخطب الجسيم
فلم أر صرف هذا الدهر يجري بمكروه على غير الكريـم(2)

ولا يخفى أن للصولي ديوان شعر جمعه ابن أخيه أبو بكر محمد بن يحيى الصولي(3) الشطرنجي(4)، وله مصنفات منها : كتاب ديوان رسائله ، كتاب الدولة ، كتاب الطبيخ ، كتاب العطر ، وديوان شعره(5) .
قال الأمين : عده ابن شهر آشوب من شعراء الشيعة(6) مادحي أهل البيت عليهم السلام وذكره صاحب نسمة السحر فيمن تشيع وشَعر(7)، ويعد من شعراء أبي الحسن الرضا عليه السلام وله فيه مدائح أشهرها حين عهد له المأمون(8) بالخلافة ، وله قصيدة رثى بها أبا عبدالله الحسين عليه السلام

(1) ابن مدبر : هو أحمد بن محمد بن عبيدالله أبي الحسن الكاتب الضبي ، روى عنه المرزباني محمد بن عمران صاحب معجم الشعراء (297 ـ 384هـ) ، تولى ابن مدبر الخراج بمصر فحبسه أحمد بن طولون سنة 265هـ ومات أو قتل في سجنه سنة 270هـ .
(2) معجم الأدباء : 1/197 .
(2) الصولي : وجده عبدالله بن العباس بن محمد بن صول ، كان شاعراً وكاتباً ومؤرخاً ، صنف أخبار الغدير من ملوك عصره في بغداد ، تركها إلى البصرة ، وفيها مات سنة 335هـ ، وقيل أنه مات سنة 336هـ .
(4) تاريخ الأدب العربي : 2/281 .
(5) معجم الأدباء : 1/198 .
(6) معالم العلماء : 153 .
(7) نسمة السحر : أشار إليه الطهراني في الذريعة : 24/154 بعنوان «نسمة السحر بذكر من تشيع وشَعَر» وهو لضياء الدين يوسف بن يحيى بن المؤيد بالله محمد بن المنصور قاسم من أولاد إبراهيم طباطبائي ، وفي الأعلام للزركلي : 8/258 ، إنه يوسف بن يحيى بن الحسين ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم الصنعاني وكتابه «نسمة السحر في ذكر من تشيع وشعر» ولد سنة 1078 ، ومات سنة 1121 والصحيح ما أشار إليه الطهراني فهناك نسخة مصورة في مكتبة المؤلف .
(8) المأمون : هو عبدالله بن هارون بن محمد المهدي ، سابع من حكم بني العباس ولد
=
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 160


وأنشدها بين يدي الرضا عليه السلام ولم يذكر الأصبهاني(1) إلا مطلعها .
هذا وقد أثبتناها في باب الشعر من هذه الموسوعة ، ويذكر صاحب النسمة : إن إبراهيم الصولي كان صديقاً لإسحاق(2) بن إبراهيم أخي زيدان الكاتب(3) المعروف ، فنسخ له شعره في الرضا عليه السلام وقت منصرفه عن خراسان وفيه شيء بخطه فكانت النسخة عنده إلى أن ولي إبراهيم ديوان الضياع للمتوكل وكان قد تباعد ما بينه وبين إبراهيم فعزله إبراهيم عن ضياع كانت بيده وطالبه بمال وشدد عليه فدعا إسحاق بعض من يثق به وقال له : امض إلى إبراهيم فاعلمه أن شعره في الرضا كله عندي بخطه وغير خطه فإن لم يترك المطالبة عني لأوصلنّه إلى المتوكل فصار الرجل إلى إبراهيم برسالته فضاقت به الدنيا حتى أسقط عنه المطالبة وأحرق إسحاق كل ما عنده من شعره بعد أن حلف كل منهما لصاحبه ، ويقول الباقطاني(4) حدثني علي بن يمين المنجم(5) أني كنت السفير بينهما حتى أخذت الشعر وأحرقه إبراهيم(6) .

= سنة 170هـ ، ولي الخلافة بعد خلع أخيه الأمين سنة 198هـ ، مات سنة 218هـ .
(1) الأغاني : 10/63 : لأبي فرج الأصفهاني علي بن الحسين بن محمد بن أحمد ، ويرجع نسبه إلى أمية بن عبد شمس ، ولد بأصبهان (أصفهان) سنة 284هـ ، ومات سنة 356هـ .
(2) اسحاق : هو أبو محمد بن النديم إسحاق بن إبراهيم بن ميمون التميمي الموصلي ، وهو من أشهر ندماء الخلفاء ، تفرّد بصناعة الغناء ، ومن كتبه (الندماء) ، مات سنة 235هـ .
(2) الكاتب : هو زيدان بن إبراهيم بن ميمون التميمي ، كان يكتب بين يدي يحيى بن أكتم بن محمد التميمي (159 ـ 242هـ) وقيل أنه كان غلاماً جميلاً متناهي الجمال .
(4) الباقطاني : هو حسين بن علي ، من رواة القرن الثالث الهجري .
(5) المنجم : وكنيته أبو الحسن ، ولد سنة 201هـ ، وكان نديم المتوكل العباسي ، وكان راوياً للأشعار والأخبار من كتبه (شهر رمضان) و(الرد على الخليل) في العروض ، مات في سامراء سنة 275هـ .
(6) عيون أخبار الرضا : 1/159 ، نسمة السحر : 1/19 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 161


روى البيهقي(1) عن الصولي(2) عن أحمد بن إسماعيل بن الخضيب(3) قال : لما ولي الرضا عليه السلام العهد خرج إليه إبراهيم بن العباس ـ الصولي ـ ودعبل بن علي ـ الخزاعي ـ وكانا لا يفترقان ورزين بن علي(4) ـ الخزاعي ـ أخو دعبل فقطع عليهم الطريق فالتجأوا إلى أن ركبوا إلى بعض المنازل حميراً كانت تحمل الشوك ، فقال إبراهيم ـ من الهزج ـ :
أعيدت بعد حمـل الشو ك أحمالاً من الخزف
نشاوى(5) لا من الخمرة بل من شدة الضعف

ثم قال لرزين بن علي أجز(6) هذا فقال :
فلو كنتم على ذاك تصيرون إلى القصف(7)
تساوت حالكم فيه ولا تبقـوا على الخسف

ثم قال لدعبل أجز يا أبا علي فقال :
إذا فـات الذي فات فكونوا من ذوي الظرف
وخفّوا نقصف اليوم فـإنـي بـائـع خفّي(8)


(1) البيهقي : هو الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي كان بنيسابور توفي بعد عام 352هـ ، وكان من مشايخ الصدوق .
(2) الصولي : هو أبو بكر محمد بن يحيى بن عبدالله بن العباس بن محمد بن صول تكين ، له تصانيف منها : كتاب الوزراء ، وأخبار ابن هرمة ، مات بالبصرة سنة 335هـ .
(3) ابن الخضيب : هو أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخضيب ، كان أديباً من الأنبار وكان كاتباً لدى عبيدالله بن عبدالله بن طار المتوفى عام 300هـ .
(4) رزين : هو ابن علي بن رزين الخزاعي ، كان من شعراء هذه الأسرة ، وله أبيات متفرقة ولدعبل أخيه فيه أبيات ، مات في مصر بعد أن استوطنها وذلك في ا لقرن الثالث الهجري .
(5) النشوان : الجمع نشاوى وهو السكران .
(6) الإجازة في الشعر : ان تتم مصراع غيرك .
(7) القصف : الإقامة في الأكل أو الشرب واللهو .
(8) عيون أخبار الرضا : 1/153 ، وعنه بحار الانوار : 49/234 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 162


وقد سبق وقلنا أنه مدح الإمام الرضا عليه السلام وكذلك فعل دعبل فوهب لهما عشرين ألف درهم(1) من الدراهم التي عليها اسمه والتي كان المأمون أمر بضربها في ذلك الوقت وكانت هذه الدراهم مع إبراهيم إلى أن توفي رحمه الله فكان كفنه وجهازه منها(2)، ولا يخفى أنه توفي في منتصف شهر شعبان من عام 243هـ بسامراء(3) .
قال عنه الفروخ : إنه شاعر مقل لأنه يختار شعر وينقحه ، وربما نظم القصيدة ثم رجع فيها بالحذف حتى لا يدع منها إلا البيتين أو البيت ، ولذلك كان شعره مقطعات قل إن زادت على عشرة أبيات ، وفنون شعره المدح والهجاء والغزل والحماسة والأدب ولكنه لم يكتسب بالمديح(4) ولذلك قال دعبل عنه : لو تكسب إبراهيم بن العباس لتركنا في غير شيء(5) .

(1) الدرهم الشرعي : يعادل نحو 97/2 غراماً من الفضة .
(2) عيون أخبار الرضا : 1/153 ، وعنه بحار الأنوار : 49/234 .
(3) أعيان الشيعة : 2/168 ، تاريخ شعراء سامراء : 14 وفيه أنه كان يتولى ديوان الضياع عند وفاته .
(4) تاريخ الأدب العربي : 2/279 .
(5) الأعلام : 1/45 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 164


(15)
إبراهيم بن عبد الحسين العُرَيِّض
1328 ـ ....هـ = 1908 ـ .....م

هو الشاعر إبراهيم بن عبد الحسين بن إبراهيم العريض(1) بن علي بن سالم المنامي البحراني .
ولد عام 1328هـ(2) في مدينة بومباي(3) ـ الهند ـ من أبوين عربيين ، والده من البحرين وأمه من كربلاء المقدسة(4) عندما كان والده هناك ويعمل في تجارة اللؤلؤ وبعد شهرين من ولادته توفيت أمه فعاش يتيماً تحت رعاية أبيه وأسرة هندية محافظة ونشأ في الهند وتعلم هناك وهو يتكلم بالإضافة إلى لغته العربية ، الإنكليزية ، والأردوية ، والفارسية .
انتقل إلى البحرين عام 1346هـ(5) فعمل في شركة امتيازات النفط المحدودة رئيساً لقسم الترجمة فيها ، وتنقل في وظائف أخرى حتى استقر به المقام في وزارة الخارجية بدولة البحرين .
وهو أديب بارع وشاعر قادر ، له مصنفات منها الأساليب الشعرية ، الشعر وقضيته في الأدب العربي ، الشعر والفنون الجميلة ، ومن دواوينه : العرائس ، أرض الشهداء ، قبلتان ، شموع(6) .

(1) العريض : بضم العين وفتح الراء وكسر الياء المشددة .
(2) جاء في موسوعة شعراء البحرين : 1/7 ان ولادته كانت عام 1326هـ .
(3) بومباي : مرفأ هندي عاصمة ولاية مهاراشترا الهندية ، كانت مقراً عاماً لشركة الهند الشرقية منذ 1668م .
(4) مجلة كتابات : 17/10 وفيها أن الوالدين أقاما السنتين الأولى من حياتهما الزوجية في البحرين .
(5) كانت سفرته الأولى إلى البحرين وهو في الرابعة عشر من عمره .
(6) جريدة عاشوراء اللندنية العدد : 5 السنة : 2 الصفحة : 7 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 164


له مقالات نشرت في عدد من الصحف منها جريدة الراعي(1) النجفية(2)، وفي عام 1417هـ أقامت له سعاد الصباح(3) حفلاً تكريمياً في البحرين وغطت جريدة الأيام(4) البحرانية ذلك الاحتفال وأصدرت ملحقاً خاصاً به .
هذا وقد صدرت له عدد من المؤلفات الأدبية بالإضافة إلى ما ذكر جولة في الشعر العربي المعاصر ، اللمسات الفنية .
ورغم أن لغته الأولى كانت الهندية حيث تأثر بالمربية وبيوتات أقاربها إلا أنه تمكن من التقاط بعض الكلمات العربية بين الفينة والأخرى من الضيوف العرب الوافدين على أبيه في المهجر ، ثم نماها عندما سافر إلى البحرين برفقة عمه عام 1340هـ(5) لصيفية واحدة إلى أن رجع إلى البحرين .
وفي البحرين اتصل بأدباء سوريين مما كان له أثر كبير في تكوين شخصيته الأدبية ، وقد أسس مدرسة أهلية في البحرين تولى الإشراف عليها مما زاد في اختلاطه بالأدباء وكان له إلمام بقراءة الكتب الأدبية وحتى غير العربية منها كالأردوية والإنكليزية ، وقد تشبع بأدبياتها لا سيما الانكليزية حيث بهره أدبها(6) .
ومن شعره قصيدة ـ من الطويل ـ يغازل فيها مَيْ(7) وقد عنونها باسمها ويقول فيها :

(1) جريدة أدبية اجتماعية أسبوعية كانت تصدر صبيحة كل جمعة في اثنتي عشرة صفحة ، صدر العدد الأول منها غرة ربيع الثاني 1353هـ ، رأس تحريرها وادارتها جعفر الخليلي ، ثم غير اسمها إلى الهاتف ونقلها إلى بغداد .
(2) هكذا عرفتهم : 1/131 .
(3) الصباح : هي سعاد بنت محمد من العائلة الحاكمة في الكويت ، ولدت سنة 1361هـ ، لها اهتمامات اجتماعية وإنسانية متعددة ، ولها مؤلفات عديدة ، منها (التخطيط والتنمية في الاقتصاد الكويتي ودور المرأة) ولها دواوين شعر منها (إليك يا ولدي) .
(4) جريدة الأيام العدد : 2073 ، التاريخ : 2/10/1994م (1414هـ) .
(5) الموافق لعام 1922م .
(6) موسوعة شعراء البحرين : 1/7 .
(7) مَيْ : من أسماء النساء ، معشوقته الخيالية .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 165


لمـا تفيـأنـا ظـلال خمـيـلـة تُساقطُ مثل الدر فوق خطانا
وحدثتهـا بـالحب وهـي مصيخة عـلـى أمل أن تلتقي شفتانا
أشاحت إلى الأزهار عني بوجههـا دلالاً وقالت لي كفـي هذيانا
أتـأمـل منـي أن أصدق بالهوى جزافاً وطرفـي لا يراه عيانا
فقلت لها يا مي ما الروض ناظراً ولا الطير أحلى ما يكون لسانا
بـأحسـن من خد تورد في الصبا وأعـذب من ثغر يفيض بيانا
لقـد كـان أولـى أن تمتع بعضنا بأنظار بعض في جنون صبانا
وما قيمة الأزهار في جانب الهوى أليس الهوى يا مي أعظم شانا
أنـاشـدك الحب الذي عَهْدنا بـه سويـاً كاخفى ما يكون مكانا
ألـم تشعـري شيئـاً تمليـه بيننا لأول عـهـد تـم فيـه لقانا

إلى أن يقول :
وإنْ تَعْهَدي يوماً فؤادك خافقاً شعرت بقلـبـي مثله خفقانا
كـأن الذي ينساب ملأ كليهما صبابة ما ساقي الغرام سقانا
وإذ نبكي آناً كالطيور وجودنا بلحن فكالأزهار نضحك آنا

ثم يقول :
فـأدنيت ثغـري باشتياق لثغرها فمـا افتـر حتـى قبلتـه حنانا
فطوق زنـدي خصرها فتمايلت عليـه بغنـج(1) ريثمـا نتدانى
وقالت إذا هذا هو الحب قلت لا بل الراح(2) قالت فَلْنَبُلَ حشانا(3)

وله رائعة ـ من المتقارب ـ يقول في أولها :
على شاطئ البحر في قرية تلوح بعزلتـهـا الدائمة
كأن الدجـى لفها بالسكون فما برحت دهرها نائمة
تطل علـيَّ عروس النهار فتلبث فـي جوها حالمة
وللبـدر في أفقهـا قبلـة تطول ولكنـهـا ناعمة


(1) غنج : دلّ وتدلل ، والغُناج : الدلال .
(2) الراح : الخمر .
(3) موسوعة شعراء البحرين : 1/8 ـ 10 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 166


بنـاء يـذكـر سكـانهـا بشامخ أبنية العاصـمـة
يقيـم بـه نـائـب آمـر مطـاع وسطوته غاشمة
فلو أيقظ البحر أمـواجـه لمـرت بأعتـابـه لاثمة
كذلك كان شعـور السواد من الذل نحو اليد الحاكمة
وأكواخهم نحو هذا الإطار تموج بألوانها القاتمـة(1)

ومن شعره قصيدة ـ من مجزوء الرمل ـ تحت عنوان التمثال الحي :
سكنَتْ في الطابق المظـ ـلم مـن دار سويـّه
غـادة لا تملك القـوت وبـالحسـن غنـيـه
هي في الأسمال(2) لكنَّ لـهـا روحـاً زكيـه
سلبتـهـا كـل شـيء ثـورة إلا التـقـيـه
تتـلـوى كلما أبصرت الـدار خـلـيـــه
أيـن عنهـا أبـواهـا فـي ظـلام الأبديـه
وأخـوهـا جـدلـتـه فـي الوغى كف شقيه
فـثـوى والعلـمُ الخـا فـق يلـوي بالتحيـه
كيـف لا تبكـي وهـل أبقى لها الدهر بقيه(3)

ومن شعره قصيدة تحت عنوان أغنية للشعرى ـ من المجتث ـ أولها :
يا درةً في سمـائـي تشعُّ حـولـي يُمنا
سجى بك الليل شعراً ورقّ يـزهـر ردنا
كم بتُّ أرعاك حتـى ذُهلتُ عن كل مغنى
وغبت في بحر صمتي أعبّ لحنـاً فلحنـا
وأنـت حيـث جلاك الإله تزهين حسنا(4)

وله من رباعية ـ من المتقارب ـ تحت عنوان حوار مع وجودية :

(1) موسوعة شعراء البحرين : 1/10 .
(2) أسمال : الثوب الخلق البالي المتهرئ .
(3) معجم البابطين : 1/94 .
(4) شعراء البحرين المعاصرون : 64 كتبها عام 1380 هـ ـ 1960م .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 167


فُتنتِ بنفسك حتى التعالي فساقَك إذ تجتلين حيالي
وقام بعذرك قولي لنفسي تبارك مبدع هذا الجمال

* * *

وكم جال طرفي بين الخميله فظلت لدى عودتي الليل طوله
تبادهنـي(1) كابتسام حبيب يبيح لعاشقـه الغر سولـه(2)

* * *

أيبرز في الأرض هذا الفتونْ يجدد تحتي بمـرّ السنينْ
وزيـنـة تلك الكواكب فوقي وأنفي لمن كل هذا يكونْ

* * *

أليس الجواب هنا في السؤال كإشراقة الوجه نهب الوصالْ
تحـلّـي ابتسـامتـه دمعةٌ لأن الحقيقة فوق الخيـالْ(3)

وله رباعيات ـ من المتقارب ـ مترجمة من رباعيات الخيام بلغت 26 رباعية وهي ـ من الدوبيت(4) ـ منها قوله :
وبالأمس قدّر لي رزق يومي
وما في غدي من شعاع وغيم
فهيّئ لي الكأس إذ لست أدري
علام انتباهي ولا فيم نومي(5)


(1) بدّه : فاجأه وبغته .
(2) سوله : كثير السؤال .
(3) شعراء البحرين المعاصرون : 63 كتبها عام 1386هـ ـ 1966م .
(4) الدوبيت : فارسية ، تعني بيتين ، وهو مصطلح يطلق على المقطوعة الثنائية وله وزن خاص ـ راجع باب المدخل إلى الشعر الحسيني من هذه الموسوعة .
(5) اللمسات الفنية : 5 ، والأصل الفارسي جاء كالتالي :
آورد باضطـرارم اوّل بوجـود
جز حيرتم از حيات چيزي نفرمود
رفتيـم باكـراه و ندانيـم چه بود
زين آمدن و بودن و رفتن مقصود
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 168


وقال أيضاً :
وفي الخمر سرّ حياتي البديع
فـمـا لشتائي سواهـا ربيع
أخمـارهـا مـا الذي تشتريه
بمـا لك أحسن ممـا تبيع(1)

وأما رامي(2) فترجمها قائلاً :
هل في مجالي الكون شيء بديع
أحلـى من الكأس وزهر الربيع
عجبـت للخمـّار هل يشتـري
بمـالـه أحسـن ممـا يبـيـع

وله ـ من مخلع البسيط ـ قصيدة تحت عنوان فوزية(3) :
مـدت لهـا الأم راحتيـهـا كـأنـهـا صـورة الحنان
صبيـة عـرشهـا الحنـايا مـا جـاوزت دولـة الثمان
خفيـفـة الظـل ذات زهـو تنعـس في جفنـهـا الأماني
ما أنضر الروض في صباها وكـل مـا فـيـه وردتـان
عـالـمـهـا لو ترى صغير لكـن لـهـا فيـه ألف شان
تعقـد أعـراسهـا فتلـقـى ما شئت في العرس من أغان

(1) اللمسات الفنية : 15 والنص الفارسي كالتالي :
تازهره ومه در آسمان گشت پديد
بهتر زمي ناب كسي هيچ نديد
من در عجبم زمى فروشان كيشان
به زانچه فروشند چه خواهند خريد
(2) رامي : هو أحمد شاعر مصري (1309 ـ 1398هـ) لقب بشاعر الشباب ، ترجم رباعيات خيام إلى العربية نظماً وله ديوان شعر .
(3) فوزية : من أسماء النساء ، اتخذها رمزاً للطفولة التي بلغت سن الفتوة ثم أصبحت صبية .

السابق السابق الفهرس التالي التالي