شعاعٌ من التاريخ يحملُه ذكرى |
|
وفيـضٌ مـن الرؤيـا يخطُّ به سِفرا |
ولحن سمـاويٌّ يعانـق روحه |
|
فينشـر فـي أرجائهـا الفن والسِحْرا |
جليس على نهر المحبين يجتني |
|
وروداً مُحـلاةً وأشـرعـةً خضـرا |
ويسجد في محرابه كـل عاشق |
|
يبـث له النجـوى ويزجي له الشكرا |
فمـن رحـم المأساة يولد حرفُه |
|
ندياً يضيء النفس في وحشة المسرى |
ويجلو ظلام الكون بارق ضوئه |
|
وفي الحالكـات(1) السود ترقبه بدرا |
هو الشعر ما أسرجته من قريحةٍ |
|
ولكـنـه قـلـبٌ أقطّـعـهُ شطـرا |
هو الشعر دنيا من عذابٍ ونغمةٍ |
|
وهبـتُ لـه روحـي وأسلمتّه العمرا |
هـو الشعر عنوانُ الحياة إذا خبا |
|
فـجـلُّ حيـاة المـرء أن يبلغ القبرا |
لا تسـأل القلـب عن لحن يُردّدُه |
|
ذكـرى الأحـبـة تشجيه وَتسعدُه |
الذكريـات غراس الروح أحملهـا |
|
والعُمُـر يعْهدُهـا سقيـاً وتعهده |
نشرتُ حُبي عـلـى الأيام فانبثقت |
|
حوامل الزهر حتى طاب مشهـده |
مجلى العواطـف مياسٌ(3) برونقه |
|
القلـبُ يزرعـه والحـبُّ يحصده |
ولي هـوى قد قضيت العمر أحملُه |
|
لمن تخـايـل حـول النور مولدُه |
وجه أطلّـت علـى الأكوان طلعته |
|
فـانجـاب ليـلٌ وولّى منه رُقَّده |
لمّا استفـاق أطل الفجر مبتسـمـاً |
|
ونضّـر البـيـد مزدانـا تورّدُه |
يرنو إلـى الكعبـة الغرّاء تحضنُه |
|
ومن سنى الغيب أملاك تهدهده(4) |
نور تحدّر من نور فهـل عجـبٌ |
|
أن يلتقـي رَبَّه والنـور مسجده |