حـيـث فيـه الرسـول بلغ وحياً |
|
فـي علـي عـن الإله البريـهْ |
قـال هــذا إمـامكـم بايعـوه |
|
وأطيعوا واعصوا النفوس الشقيه |
راقـبـوا الله فيه حـيث ارتضاه |
|
فـارتضـوه كمـا ارتضاه وليه |
فـأجـابـوا وبايعـوه ولـكـن |
|
بنفـاق إذ لازمـو العصبـيـه |
حيث قد أوّلـوا النصوص عناداً |
|
منهــم بـالسياسـة الـهمجيه |
أوجبـت فيهـم تمـزق شمـل |
|
وانحـرافـاً وخـيبـة أبـديـه |
هـد الـهـدى رزءٌ جليل مفجع |
|
فـالشهـب مـن فلك الهـدايـة وقّع |
وتكورت شمس الضحى مذ ألبس |
|
الإسـلام ذلاً دائـمـاً لا يـنـــزع |
والبـدر بُـرقـع بالسواد لعظمه |
|
والمجـد دكّ شـمـامـه المتـرفـع |
والـديـن أصبح ثاكلاً من هوله |
|
ينعـى وليـس لـه مجيـب يسمـع |
ينعـى لآل محمـد بـدراً خبـا |
|
بـالـسـم أعـداه حـشـاه قطــع |
ويـلٌ لهـم مـن جده ماذا جنوا |
|
فـي نجلـه والعهـد فيـه ضيـعـوا |
وبغـو لـه كـل الغوائل إذ غدا |
|
عـن جـده بـالحـق جهـراً يصدع |
كـم مشكـل لـولاه ماسطاع له |
|
حـلاً ولكـن خبـط عـشـوا أزمـع |
مـن ذاك مـذ قـد أبصروا أن |
|
السما من كف ضليل النصارى تهمع(2) |
ظلت عقولهم وحادوا عـن هدى |
|
مـن ربهـم إذ قـولـه لـم يسمعـوا |
بـاعـوا الهدى إذ أنهم لا يعلموا |
|
أن الأعـادي كيـدهـا لا يـصـدع |
إلا بمـن ولاه طـه أمـرهـم |
|
ومـن المهيمـن علـمـه يسـتـودع |
فهناك جاؤوا يصرخون لمن غدا |
|
فـي السجـن بغيـاً منهـم يستـودع |
قـالـوا له قم يابن طه مسرعاً |
|
فـانهـار ديـن الله ليـل أسـفـع(3) |
حتـى إذا مـا جئتم زال العمى |
|
وبـدا لهـم نـور الهدايـة يـلـمـع |
وجئتهـا ليلـة أحبـو أنـاغيـهـا |
|
فكلمتنـي فلم أفهم معـانيهـا |
مـاذا دهـاك وفـي عينيك أغنيتي |
|
وطـالمـا عشت أياماً أغنيها |
حفظتهـا زمنـاً أشـدو بمطلعهـا |
|
وأنشي سَكَراً من عذب جاريها |
ضيعتُ عمري وما ضاعت قصائدنا |
|
ولا يزال فؤادي عنك يرويهـا |
ردّي فـإن نسيـم الليـل هـدهدنا |
|
وقد تذكرتُ شيئاً من لياليـهـا |
كـانـت وكنـا وأحبابي تغازلنـي |
|
كما يغازل جاري الماء واديها |
بـالله ردي فمـا أحلـى مسامرتي |
|
وقد جلست علـى أبواب ناديها |
اشتـدُ والعـذب آتٍ مـنـك أسأله |
|
عن دارنا عن قُرانا عن أهاليها |
بقيـت بعدك يـا محبوبتـي جسداً |
|
أمـا فـؤادي فقـد خلفته فيها |
ردي علـيّ وحسـبـي فيك والهة |
|
دعي الهموم إلى الأيام تطويها |
إنـي أتيتـكِ فـي قومٍ لك انتسبوا |
|
شوقـاً إليك لعل الشوق يدنيها |
غير أني وجدتتهـا لو تغنت |
|
بطيور السماء تهوي سكارى |
أو أشـارت لهامدٍ حركـتـه |
|
وإلـى أفقهـا المشعشع طارا |
وقفـت تنظـر السماء بوجه |
|
هـابه البدر فاستحى فتوارى |
مقلتـاهـا تشاطر النجم نوراً |
|
وعلى عينهـا الشعاع استدارا |
والخـدود التـي تفتحن ورداً |
|
لو تـراهـا لخلتها جلّنارا(1) |
وعلتها ابتسـامـة همت فيها |
|
دونهـا الحور تنثني إكبـارا |
غمزتنـي بطرفها قلت مهلاً |
|
أنا لا أستطيع فيك اصطبارا |
أنا ذاك الفـتـى المعذبُ حبّاً |
|
ذاب فيَّ الجوى وأضرم نارا |
أنا أهـواكِ غادةَ الحسن لكن |
|
كلمـا جئـت تسدلين الستارا |
لا تكوني مع الزمان سناناً(2) |
|
فـالمحبّون في هواك أسارى |
أنتِ من نسمة الصباح نسيم |
|
ومـن النبع أنت ماء تجارى |
وعلى نحرك المزين تبراً(3) |
|
قـبـلات الملاك تلقى نثارا |
قسـمـاً بالذي أدقكِ خصراً |
|
وبمن أبدع الجمـال اقتدارا |
لو تغيب الشموس يوماً ولكن |
|
أنت بالأفق كنت فيه المدارا |