دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 198


كلامه عمن شطر هذين البيتين ـ من الطويل ـ :
إذا ما روى أهل الهوى عن متيم سـواي فآحاد وعني تواتر
رواه نحولي عن سقامي وصبوتي فجاء بحق طابقته الظواهر

فقال : رأيت مجموعة خطية ما هذه صورته : التعجيز والتصدير لمركز دائرة الكمال ومحدب كرة أولي الفضل والأفضال ، الجناب المسدد ، المخدوم المؤيد ، الشيخ محمد ابن الشيخ ناصر بهاء الدين(1) مصدراً ومعجزاً البيتين اللذين فاقا درتين ، وقد أجاد فيما أفاد فأورد تشطير تسعة من الأدباء الأفاضل وكان سابعهم المترجم له هنا فكان تشطيره كالآتي :
إذا ما روى أهل الهوى عن متيم قليلاً روى عني الكثير الجماهر
وإن أورد الراوون أخبـار مغرم سـواي فـآحـاد وعني تواتر
رواه نحولي عن سقامي وصبوتي فصح اعتبار عـن عنه المناظر
حكى الجزء من كل لصدق مقالتي فجـاء بحق طابقته الظواهر(2)

ومن الجدير ذكره أن المترجم له كان من بيت علم وأدب وفضيلة حيث كان والده الشيخ علي(3) من أعلام عصره حيث ذكره البحراني(4) بقوله : كان فاضلاً ولا سيما في العربية والمعقولات ، مدرساً إماماً في الجمعة والجماعة(5)، كما أن جد المترجم له الشيخ حسن كان من

(1) بهاء الدين : لم نعثر على شخصية تحمل المذكور إلا على محمد بن ناصر الجارودي ، والذي كان والده حياً في عام 1128هـ ، كما في الكواكب المنتشرة : 771 .
(2) موسوعة شعراء البحرين : 1/22 عن التحفة العمرانية .
(3) علي : هو ابن حسن بن يوسف البلادي البحراني كان معاصراً للشيخ سليمان بن عبدالله الماخوري المتوفى سنة 1121هـ .
(4) البحراني : هو الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم الدرازي المولود سنة 1107هـ ، من أعلام الإمامية وفقهائها ، له مصنفات عديدة منها الحدائق الناظرة في أحكام العترة الطاهرة توفي بالحائر سنة 1186هـ ، ودفن عند رجلي الشهداء بالرواق الحسيني .
(5) لؤلؤة البحرين : 74 ، رياض الجنة : الروضة الرابعة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 199


الفضلاء ، وأما جده الأعلى الشيخ يوسف بن الحسن(1) فقد ذكره الحر العاملي بقوله : فاضل متبحر شاعر أديب من المعاصرين(2)، ومن شعر المترجم له قصيدة ـ من الوافر ـ في العقائد :
بدأت بحمد من خلق الأناما وأشكره عـلـى النّعما دواما
هو الموجود خالقنا وجوباً ولـم أثبت لموجدنـا انعداما
لقد خلق الورى إظهار كنزٍ تستَّـر فاستفضَّ له الختاما(3)
أصـولٌ خمسةٌ للدين منها له العمل الذي في الحكم داما
وثاني الخمسة التوحيد فيـه ونفـي شريكـه أبداً دوامـا
وثالثهـا النبوّة وهي لطفٌ عظيـمٌ دائـمٌ عـمَّ الأنامـا
ورابعها الإمامة وهي لطفٌ مـن الباري به الدين استقاما
وخامسها المعاد لكلِّ جسـم وروح والـدليـل عليه قاما
وإن إلهنا في الحكم عـدلٌ يخاصم كلَّ مـن ظلم الأناما
وإنَّ النّـار والجنـّات حقٌّ على رغم الذي جحد القياما
وإنَّ المـؤمنيـن لهم جنانٌ ونار الكافرين علت ضراما
وإنَّ الرّسـل أوَّلهـم أبوهم وذلك آدم خصّوا السَّلامـا
وأفضلهم أولوا العزم الأجلاّ ومن عرفوا لربِّهم المقامـا
وهـم نوحٌ وإبراهيم موسى وعيسى والأمين أتى ختاما


(1) قال الأميني في الغدير : 11/384 نقلاً عن لؤلؤة البحرين : 121 ، أنه لما توفي الشيخ يوسف ودفن في مقبرة المشهد ـ مسجد في البحرين ـ اتفق انهدام إحدى بناءيه وسقوطها على قبره فمر الشيخ عيسى آل عصفور بامرأة جالسة عند المنارة تتعجب من سقوطها فقال الشيخ عيسى في ذلك ـ من المتقارب ـ :
مـررت بـامرأة قاعدة تحولـق في هيئة عابدة
وتسترجع الله في ذا المنار فما بالها في الثرى راقدة
فقلت لهـا يابنة الأكرمين رأيت أموراً بـلا فائدة
ثوى تحتها يوسفي الكمال فخـرت لهيبته سـاجدة
(2) أمل الآمل : 2/349 .
(3) في إشارة إلى الحديث القدسي الدائر على الألسن : كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 200


محمّدهم وأحمدهم تعـالا وأعـلاهـم وقـاراً واحتشاما
فأشهد مخلصاً أن لا إلـه سـواى الله الـذي خلق الأناما
وأنَّ محمّداً للنّـاس منـه نبـيٌّ مرسلٌ بـالأمر قـامـا
وأشهـد أنـّه ولـّى عليّاً ولـيَّ الله للـدِّيـن اهتمـامـا
وصيَّره الخليفة يوم «خم» بـأمـر الله عهداً والتـزامـا
ونصَّ على الأئمَّة من بنيه هنـاك علـى المنابر حين قاما
فواخاه النبيّ وفـي البرايا بحـكـم الله صيـَّره إمـامـا
وعظَّمـه ولقَّبـه بوحـي أميـر المـؤمنيـن فلـن يراما
وزوَّجه البتـول لها سلامٌ مـن الله الوصول ولا انصراما
فكان لها الفتى كفواً كريماً فـأولـدهـا أئمّـتـنـا الكراما

هذا كل ما أمكننا الحصول عليه من نظمه رغم محاولتنا الجادة في اتجاهات ثلاث البحرين ، العراق ، إيران ، ولكننا نأمل أن يكشف المستقبل لنا المزيد من شعره وترجمته .

(1) الغدير : 11/382 عن ديوان الشيخ البلادي (مخطوط) .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 201


(22)
إبراهيم بن علي القرشي
90 ـ 176هـ = 709 ـ 792م

هو أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل ابن ربيع بن عامر بن صبح بن عدي بن قيس بن الحارث بن فهر القرشي الفهري المدني الحجازي ، ويطلق عليه ابن هرمة .
ولد الشاعر عام 90 للهجرة(1) بالسيالة(2) من قرى المدينة المنورة ونشأ في مسقط رأسه(3) وفي المدينة المنورة واتصل بشعراء عصره وأدبائه .
ففي أخباره أنه لقي جريراً(4) والفرزدق فأثنيا على شاعريته ونوّها

(1) وقيل أنه ولد عام 70 للهجرة كالبغدادي في خزانة الأدب : 1/384 ، ولكن الأرجح أنه ولد عام 90 للهجرة لقوله في قصيدة ـ من البسيط ـ يمدح بها المنصور عام 140هـ :
إن الغوانيّ قد أعرضن مقليهْ لما رمى هدف الخمسين ميلادي
كما نقله أبو الفرج الأصبهاني عن البلاذري في الأغاني : 4/367 ، وأعيان الشيعة : 2/189 .
(2) السيالة : بتخفيف الياء ، وهي أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة .
(3) وقال ثعلب (أحمد بن يحيى) أنه تربى في ديار تميم ، وأنه تعلم طريقتهم في قلب الهمزة عيناً كقوله ـ من البسيط ـ :
أعَنْ تغنَّتْ على ساق مطوقةٌ ورقاءُ تدعو هديلا فوق أعواد
عن مجالس ثعلب : 1/81 .
(4) جرير : هو ابن عطية بن حذيفة الخطفي ، ولد في اليمامَة سنة 28هـ ومات فيها سنة 110هـ وهو شاعر معروف ، له ديوان شعر .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 202


بفنه(1) وينقل أن جريراً قدم المدينة فأتاه ابن هرمة وابن أذينة(2) فأنشداه فقال جرير : القرشي(3) أشعرهما والعربي(4) أفصحهما .
قال الجاحظ : فنونه المدح والهجاء والفخر والحكمة وله أوصاف بدوية في السحاب وفي الأثافي(5) والرماد وفي الكلاب عند مجيء الضيوف وله أيضاً في الحكمة(6) .
وقال الأصمعي(7) وابن الأعرابي(8) : ختم الشعراء بابن هرمة(9)، وأضاف الأصمعي قائلاً : الحكم الخضري(10) وابن ميادة(11) ورؤبة(12)

(1) شعر إبراهيم بن هرمة القرشي : 13 .
(2) ابن أذينة : هو عروة بن يحيى الملقب بأذينة بن مالك بن الحارث الليثي ، من أهل المدينة ويعد من الفقهاء والمحدثين ، ولكن غلب عليه الشعر ، مات نحو عام 130هـ .
(3) القرشي : إشارة إلى ابن هرمة .
(4) العربي : إشارة إلى ابن أذينة .
(5) الأثافي : الحجر يوضع عليها القدر .
(6) تاريخ الأدب العربي : 2/97 عن البيان والتبيين للجاحظ : 1/51 .
(7) الأصمعي : هو أبو سعيد عبدالملك بن قُرَيب بن علي بن أصمع الباهلي ولد عام 122هـ ، تعلم في البصرة على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي وأبي عمرو بن العلاء البصري ، عهد إليه هارون الرشيد بتعليم الأمين ، ومن كتبه (الأصمعيات) و(كتاب خلق الإنسان) و(كتاب الأضداد) ، مات عام 216هـ .
(8) ابن الأعرابي : هو أبو عبدالله محمد بن زياد الكوفي ، ولد عام 150هـ ، مات في سامراء عام 231هـ ، وهو من أكابر علماء اللغة ، وله كتاب (أسماء الخيل وفرسانها) و(كتاب النوادر) و(تاريخ القبائل) ، وكان شاعراً .
(9) أعيان الشيعة : 2/189 .
(10) الخضري : هو الحكم بن معمر بن قنبر الخضري المتوفى نحو عام 150هـ كان شاعراً ، عده الأصمعي من طبقته .
(11) ابن ميادة : هو الرماح بن أبرد الذبياني المتوفى عام 149هـ شاعر من مخضرمي الدولة الأموية والعباسية كان هجاءً إلا أن شعره رقيق .
(12) رؤبة : هو ابن عبدالله العجاج بن رؤبة التميمي السعدي المتوفى عام 145هـ شاعر من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية ، وهو شاعر راجز من الفصحاء المشهورين .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 203


وابن هرمة وطفيل الكناني(1)، ومكين العُذْري(2) كانوا على ساقة(3) الشعراء وتقدمهم ابن هرمة بقوله ـ من المنسرح ـ :
لا أُمتِع العُوذ بالوصال ولا أبتاعُ إلاّ قريبة الأجل(4)

ويقول عنه عبدالقادر البغدادي(5) : «ابن هرمة آخر الشعراء الذين يحتج بشعرهم» .
وقال ابن رشيق(6) : «إنه من أوائل من فتقوا أكمام البديع»(7) .
ويقول عنه الخطيب البغدادي : «هو شاعر مفلق(8) فصيح مسهب مجيد ، محسن القول ، سائر الشعر»(9) .

(1) الكناني : هو طفيل بن عامر بن وائلة المتوفى عام 82هـ ، كان شاعراً شجاعاً ، خرج على الحجاج وقتل في وقعة الزاوية .
(2) مكين : لم نحصل على اسم مكين في مجمل المعاجم وربما كانت صفة لمن استقر في بني عذرة أو من بني عذرة ، وربما أراد المتكلم الشاعر جميل بن عبدالله بن معمر العذري القضاعي الذي مات سنة 82هـ .
(3) الساقة : المؤخرة .
(4) الأغاني : 5/273 وفيه أن ابن الكوسج مولى آل حنين لم سمع ذلك أجابه بقوله ـ من المنسرح ـ :
ما يشرب البارد القراح ولا يذبح مـن جفـرة ولا حمل
كـأنـه قـردةٌ يـلاعبها قردٌ بأعلى الهضاب من ملل
فقال ابن هرمة : لئن لم أوت به مربوطاً لأفعلن بآل حنين ولأفعلن ، فوهبوا لابن الكوسج مائة درهم وربطوه وأتوا به ابن هرمة فأطلقه فقال ابن الكوسج والله لئن عاد لمثلها لأعودن .
(5) البغدادي : هو عبدالقادر بن عمر ، المولود ببغداد عام 1030هـ والمتوفى في القاهرة عام 1093هـ ، اتقن اللغات الفارسية والتركية إلى جانب العربية وله (خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب) .
(6) ابن رشيق : هو أبو الحسن علي بن عبدالغني المقري الضرير الحصري الشاعر المشهور ، كان عالماً بالقراءات وطرقها ، له كتاب في شعراء عصره ، توفي سنة 488هـ .
(7) شعر إبراهيم بن هرمة القرشي : 5 ، العمدة : 1/262 .
(8) المفلق : الحاذق بالأمر .
(9) تاريخ بغداد : 6/127 ، أدب الطف : 4/5 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 204

وقال عمر فروخ : إن شعره جزل الألفاظ متين السبك قديم المعاني مرةٌ ومحدث مرة وفي شعره شيء من الصناعة(1) .
وسنذكر نماذج من روائع شعره بعد البيان عن عقيدته وموجز عن حياته .
إنه أدرك الدولتين الأموية والعباسية(2) ومدح خلفاءهما ، وكان ممن اشتهر بالانقطاع إلى الطالبيين(3) .
ويقول الأمين : إنه كان ممن اشتهر بالانقطاع إلى الطالبيين في العصر الأموي والعباسي عصر الملك العضوض(4)، وإكثاره من مدائح الطالبيين ورثائهم منها قصائد كثيرة في عبدالله(5) بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وزيد(6) بن الحسن بن علي ، ومراث في الحسين عليه السلام ، قيل وبعضها مذكور في معجم البلدان وله قصائد تعرف بالهاشميات يرويها الرواة ، وكان المنصور(7) يعرفه بالتشيع لآل أبي طالب لاشتهار ذلك عنه وتجاهره به كما يدل عليه خبره الآتي معه ، وقال ابن عساكر في تاريخه : إنه قيل له في دولة بني العباس ألست القائل ـ والأبيات من المتقارب ـ :
ومهمـا أُلام علـى حبهم فـإنـي أحب بني فاطمـة
بني بنت من جاء بالمحكما ت وبالدين والسنن القائمة(8)


(1) تاريخ الأدب العربي لعمر فروخ : 2/97 .
(2) أعيان الشيعة : 2/193 ، مجالس المؤمنين : 2/548 عن تذكرة ابن المعتز .
(3) تاريخ بغداد : 6/128 .
(4) العضوض : الكثير العض ، وهي إشارة إلى تكالب الرجال على الحكم فصاروا يعضون عليه بالنواجذ لئلا يفلت من أيديهم .
(5) عبدالله : هو أبو محمد الطالبي ، عندما خرج ابنه محمد ذو النفس الزكية ضد الحكم العباسي ، اعتقله ـ عبدالله ـ المنصور العباسي ونقله إلى الكوفة فمات سجيناً عام 145هـ .
(6) زيد : هو أبو الحسن الهاشمي وقيل أبو الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام السجاد علي بن الحسين عليه السلام ، وكان يلي صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مات عام 120هـ .
(7) المنصور : هو أبو جعفر عبدالله بن محمد العباسي ثاني حكام بني العباس ، ولد عام 95هـ وحكم منذ عام 136هـ حتى وفاته عام 158هـ .
(8) الأغاني : 4/380 ، في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : 203 «والسنة القائمة» .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 205


ولست أُبالي بحبي لهم سواهم مِن النعم(1) السائمة(2)

فقال : اعضّ الله قائلها بهن(3) أمه ، فقال له من يثق به : الست قائلها ؟
قال : بلى ولكن بهن أمي خير من أنْ أقتل(4) .
ويظهر مما نقله الأمين في الأعيان : «وله مراث في الحسين عليه السلام» وقوله : «وله قصائد تعرف بالهاشميات» أن هذه الأبيات لم تصلنا فإن ديوانه الذي جمعه الأستاذان محمد نفّاع وحسين عطوان(5) لم يوجد فيه إلاّ بيت واحد ذكر فيه الإمام الحسين عليه السلام وهذا ينافي قول الأمين «وله مراث في الحسين» أو «له قصائد تسمى بالهاشميات» كما ينافي قولهم «إنه ممن اشتهر بالانقطاع إلى الطالبيين»(6) فلا بد أن يكون قد ضاع بعض أشعاره أو أخفته يد الحقد على أهل البيت عليهم السلام كما كان دأب الأمويين والعباسيين تجاه أهل البيت عليهم السلام ومعالمهم ، وكل الذي ذكر في ديوانه عن الطالبيين مدحاً أو ذماً بعض الأبيات في :
1 ـ إبراهيم(7) بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب مقطوعة

(1) النَعَم : بفتح النون والعين ، والجمع أنعام ، وهي الإبل وتطلق على البقر والغنم .
(2) السائمة : الماشية والإبل الراعية .
(3) الهن : فرج المرأة .
(4) أعيان الشيعة : 2/193 عن تاريخ دمشق لابن عساكر ، وجاء في تهذيبه : 2/242 وفيه عن ذيل أمالي القالي : بعد ذكر الأبيات والحوار سأله بعد ذلك رجل من قائلها ؟ قال من عض ببظر أمه ، قال ابنه : يا أبت ألست قائلها قال : بلى قال : فلم تشتم نفسك قال أليس الرجل يعض بظر أمه خير له من أن يأخذه ابن قحطبة .
(5) عطوان : كاتب ومؤلف معاصر ، له عدة أبحاث ، من مؤلفاته رواية الشاميين .
(6) جاء في أعيان الشيعة : 2/193 أنه اشتهر بالانقطاع إلى الطالبيين في العصر الأموي والعباسي عصر الملك العضوض وإكثاره من مدائح الطالبيين ورثائهم منها قصائد كثيرة في عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وزيد بن الحسن بن علي ، ومراث في الحسين عليه السلام . وأضاف : كان معروفاً بالتشيع عند الأمويين والعباسيين وكانوا مع ذلك يكرمونه لشعره .
(7) إبراهيم بن الحسن : ويكنى بأبي الحسن وأمه فاطمة بنت الحسين ، حبس في الهاشمية في عهد المنصور ، وهو أول من مات في الحبس سنة 145هـ وهو ابن سبع وستين سنة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 206


من ثلاثة أبيات(1) .
2 ـ إبراهيم(2) بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب مقطوعة من أربعة أبيات(3) .
3 ـ الحسن(4) بن الحسن بن علي بن أبي طالب مقطوعة من خمسة أبيات(5) .
4 ـ الحسن(6) بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب مقطوعات من بيتين وأربعة وثلاثة أبيات(7) .
5 ـ العباس(8) بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب مقطوعتين الاولى من بيت وأخرى من أربعة أبيات(9) .

(1) شعر إبراهيم بن هرمة القرشي : 159 ـ 160 .
(2) إبراهيم : ولا يخفى أن عبدالله بن الحسن المجتبى لم يعقب ، كما في سر السلسلة وعمدة الطالب ، وقد ورد في كتب الرجال إبراهيم بن عبدالله بن الحسن ابن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام المقتول عام 145هـ في عهد المنصور لعله هو المراد عنه .
(3) شعر إبراهيم بن هرمة القرشي : 193 ـ 194 ، في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : 202 عن تذكرة الشعراء لابن المعتز «أن له قصائد كثيرة في مناقب عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي وزيد بن الحسن» .
(4) الحسن : هو ممن حضر الطف عام 61هـ وأسر وكان به جراح ، وانتزعه خاله أسماء بن خارجة من بين الأسرى ، وزوجته فاطمة بنت الحسين عليه السلام ، وهو المعروف بالحسن المثنى دّس إليه سليمان بن عبدالملك السم فمات سنة 97هـ وعمره ثلاث وخمسون سنة ، للمزيد راجع تراجم الهاشميين من هذه الموسوعة .
(5) شعر إبراهيم بن هرمة القرشي : 199 ـ 200 .
(6) الحسن بن زيد : عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام وقال السيد أحمد بن المهنا في عمدة الطالب في المقصد الأول إنه يكنّى (أبو محمد) كان أمير المدينة من قبل المنصور الدوانيقي .
(7) شعر إبراهيم بن هرمة القرشي : 182 ـ 183 و 205 ـ 206 و 222 ـ 223 .
(8) العباس : لا يخفى أن الحسن المثنى لم يكن له ولد باسم العباس ، والصحيح هو العباس بن الحسن المثلث ، كما جاء في مقاتل الطالبيين : 179 ، وتوفي في حبس المنصور الدوانيقي عام 145هـ وهو ابن خمسة وثلاثين عاماً .
(9) شعر إبراهيم بن هرمة القرشي : 64 و 134 ـ 135 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 207


6 ـ عبدالله(1) بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب مقطوعتين من 13 وأخرى من 15 بيتاً(2) .
7 ـ محمد(3) بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب مقطوعات من 8 و16 و4 أبيات(4) .
8 ـ معاوية(5) بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب مقطوعة من بيتين(6) .
وهذه المقطوعات التي تحتوي على 84 بيتاً ليس كله مدحاً ففيها الذم وفيها غير ذلك مما لا يناسب وانقطاعه إلى الطالبيين ، كما ولا يناسب قولهم وله قصائد تعرف بالهاشميات ، فالمتيقن أن ديوانه خال عن هذا إما لعدم استقصاء جامعه ، أو هناك عوامل لاختفائها من الساحة لحقد أو اضطهاد أو ما شابه ذلك .
وأما الكلام عن شعره فله قصيدة لعلها من أروع قصائده حيث أنها خلت من الحروف المعجمة(7)، وهي أربعون بيتاً ، أثبت منها اثني عشر بيتاً(8) ـ من البسيط ـ ومنها :
دعا الحمام حماماً سد مسمعه لما دعاه ودهر طامح الأملِ


(1) عبدالله بن معاوية : ويكنى بأبي معاوية ، وأمه أسماء أم عون بنت العباس بن ربيعة بن الحرث بن عبدالمطلب ، كان شاعراً ، خرج بالكوفة سنة 127هـ .
(2) شعر إبراهيم بن هرمة القرشي : 156 ـ 159 و 226 ـ 229 .
(3) محمد : يُكنى أبو عبدالله ، وأمه هند بنت أبي عبيدة بن عبدالله بن زمعة بن الأسود ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، وهو محمد ذو النفس الزكية ولد عام 93هـ وقتل عام 145هـ بعد أن خرج من المدينة في عهد المنصور .
(4) شعر إبراهيم بن هرمة القرشي : 162 ـ 163 و 166 ـ 170 و 221 ـ 222 .
(5) معاوية : ولد سنة 45هـ ، وكان شاعراً ، مات نحو 110هـ .
(6) شعر إبراهيم بن هرمة القرشي : 114 .
(7) الحروف المعجمة: الحروف الخالية من التنقيط، ولا يخفى أن التاء المربوطة لا تعد من الحروف المعجمة لانها لا تلفظ تاءً عند الوقف عليها ولذلك تعد في حساب الجمل هاءً كما تعد في القوافي هاءً .
(8) راجع الأغاني : 4/371 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 208


طموح سارحة حوم ملمعة وممرع(1) السر سهل ماكد(2) السهل
وحاولوا رد أمر لا مرد له والصرم(3) داء لأهل اللوعة الوُصل
أحلك الله أعلى كل مكرمة والله أعطـاك أعلى صالـح العمـل
سهل موارده سمح مواعده مسـود لـكـرام سـادة حـمـل(4)

ومن أخباره أنه التقى بعبدالله بن مصعب الزبيري(5) فقال له يا ابن مصعب أتفضل عليَّ ابن أذينة أما شكرت قولي في أباك ـ من الطويل ـ :
فمـا لك مختـلاً عليك خصاصة(6) كـأنـك لـم تنبت ببعض المنابت
كأنك لم تصحب شعيب(7) بن جعفر ولا مصعباً ذا المكرمات ابن ثابت

فقال : أبا إسحاق أقلني(8) (9) وفي رواية أخرى أنه قال : أقلنيها يا أبا إسحاق وهلم نروي من شعرك ما شئت فروى له هاشمياته(10) .
ويذكر أن ابن جامع(11) : غنى للرشيد(12) بأبيات لابن هرمة ـ من الطويل ـ منها :

(1) الممرع : الأرض الخصبة .
(2) مكد بالمكان : أقام به وثبت فهو ماكد .
(3) الصُرم : القطيعة .
(4) شعر إبراهيم بن هرمة القرشي : 177 ، الأغاني : 4/372 .
(5) الزبيري : هو أبو بكر عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير بن العوام ، ولد عام 111هـ في المدينة ، ولي اليمامة في عهد المهدي العباسي ثم الهادي ، تولى ولاية المدينة وعمره 70 عاماً وفي عهد هارون الرشيد ، مات بالرقة عام 184هـ وهو في صحبة الرشيد .
(6) جاء الشطر في بعض المصادر : «رأيتك مختلاً لم تنبت ببعض المنابت» .
(7) شعيب : هو ابن جعفر بن الزبير بن العوّام ، ولد في القرن الأول الهجري .
(8) أقال : صفح وعفى وتنازل : وفي البيع : فسخَ .
(9) أعيان الشيعة : 2/190 ، الأغاني : 4/374 .
(10) أعيان الشيعة : 2/193 وفيه يعلق الأمين «وهذا يدل على أن الناس كانت تتحامى رواية هاشمياته» أي تتجنب .
(11) ابن جامع : هو أبو القاسم إسماعيل بن جامع السهمي القرشي ويعرف أيضاً بابن أبي وداعة ، ولد في المدينة ، وكان من أكابر المغنين والملحنين ، اتصل بهارون الرشيد ، ومات عام 192هـ .
(12) الرشيد : هو هارون بن محمد بن المنصور العباسي خامس حكام العباسيين حكم ما
=
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 209


هاج شوقاً فراقك الأحبابا فتناسيت أو نسيت الربابا

فاستحسنه الرشيد واستعاده مراراً وشرب عليه أرطالاً حتى سكر ولا سمع غيره ولا أقبل على أحد وأمر لابن جامع بخمسة آلاف دينار(1) .
وقال الصدر : هو أول من فتق البديع في شعره(2) .
وكان المنصور العباسي يبغضه بغضاً شديداً لحبه الطالبيين وانقطاعه إليهم ، ولكن المنصور حين انتقل إلى مدينة السلام(3) عام 145هـ(4) كتب إلى أهل المدينة أن يفد عليه خطباؤهم وشعراؤهم ، فجاؤوه ، وكان قد جلس وراء ستر رقيق وحاجبه أبو الخصيب قائم وهو يقول يا أمير المؤمنين هذا فلان الخطيب .
فيقول المنصور : أخطب .
ويقول الحاجب : وهذا فلان الشاعر .

= بين عام 170 و193هـ ولد بالري سنة 149هـ وتوفي سنة 193هـ ودفن بخراسان .
(1) الأغاني : 5/275 ويذكر أنه لما رأى ذلك من الرشيد قال ابن هرمة لمخارق : يا مخارق أنت فسيلة مني وحسني لك وقبحي عليك ومتى تركنا ابن جامع على ما ترى غلبنا على الرشيد ، وقد صنعت صوتاً على طريقة صوته الذي غنّاه أحسن صنعة منه وأجود وأشجى وإنما يغلبني عند هذا الرجل بصوته ولا مطعن على صوتك ، فإذا كان غداً يأمر الرشيد ابن جامع فيردد الصوت الذي غناه ويأمر له بالجائزة فإذا فعل فلا تدعه يتنفس فغني له ما أنشأته : «يا دار سعدى بالجزع من ملل» فلما أنشده للرشيد من غد ، قال أحسنت والله ، لمن هذا الصوت ؟ فقال مخارق : لإبراهيم فجعل يستثنه ويطلب منه إعادته ثم أمر لإبراهيم بجائزة سنية وأمر لمخارق بمثلها .
(2) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : 202 .
(3) مدينة السلام : هي بغداد وسميت بدار السلام لأن أحد ملوك الفرس اختطها فاعتل ، فقالوا ما الذي يأمر الملك أن تسمى به هذه المدينة ؟ فقال : «هلد وه وروز» أي خلوَّها بسلام ـ هلد = خلّوا ، وهـ = جيّد ، الواو : حرف عطف ، روز = أيام الفرح والخير ـ فحكي ذلك للمنصور فقال ، سميتها مدينة السلام ، وقيل سميت بذلك لأن نهر دجلة الذي يشِق وسطها يُسمى وادي السلام .
(4) جاء في تاريخ الطبري : 4/494 إن المنصور انصرف إلى بغداد عام 149هـ ، ومثل ذلك في معجم البلدان : 1/457 ، والمنصور : هو عبدالله بن محمد بن علي ثاني ملوك بني العباس ولد سنة 95هـ ومات سنة 158هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 210


فيقول المنصور : انشد .
وكان ابن هرمة يقول لم تكن في الدنيا خطبة أبغض إلي من خطبة تقربني منه ، وكان ابن هرمة آخر من بقي من الشعراء فقال الحاجب للمنصور : هذا ابن هرمة فسمع ابن هرمة المنصور يقول : لا مرحباً ولا أهلاً ولا أنعم الله به عيناً .
فقال ابن هرمة : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهبت والله نفسي .
ثم قال في نفسه : إن لم أشتد هلكت .
فقال الحاجب أبو الخصيب لابن هرمة : أنشد .
فأنشد ابن هرمة ـ من الطويل ـ :
سرى ثوبه عنك الصبا المتخايل وقرب للبين الخليط المزايل

حتى انتهى إلى قوله :
له لحظات في خوافي سريرة إذا كـرهـا فيه اعقاب ونائل
فـأم الذي آمنته تأمن الردى وأم الذي حاولت بالثكل ثاكل(1)

فقال المنصور : يا غلام ارفع عني الستر .
فرفعه ثم قال لابن هرمة : تمم القصيدة .
فلما فرغ منها قال : ادن ، فدنى .
ثم قال : اجلس ، فجلس .
فقال : يا إبراهيم قد بلغني عنك أشياء لولاها لفضّلتك على نظرائك ، فأقر لي بذنوبك اعفها عنك .
فقال ابن هرمة في نفسه هذا رجل فقيه يريد أن يقتلني بحجة فقال : يا أمير المؤمنين كل ذنب بلغك مما عفوته عني فأنا مقرّ به ، فضربه بالمخصرة(2) فقال ـ من الرجز ـ :

(1) الثاكل : الأم التي مات ابنها أو قتل .
(2) المخصرة : الجمع مخاصر : ما يُتَوكأ عليها كالعصا .

السابق السابق الفهرس التالي التالي