دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 236


الأموي مدحه سراقة البارقي(1) بأبيات ـ من الطويل ـ منها :
أتاكم غلام مـن عرانين مذحج جريء على الأعداء غير نكول(2)
جزى الله خيراً شرطة الله أنهم شفوا من عبيدالله حـر غليلـي(3)

ويذكره يزيد بن المفرغ الحميري(4) حين يهجو ابن زياد بقوله ـ من البسيط ـ :
إن الذي عاش ختاراً(5) بذمته وعـاش عـبـداً قتيـل الله بـالـزاب(6)
العبد للعبد لا أصل ولا طرف ألْـوت(7) بــه ذات أظـفـار وأنيـاب
إن المنايا إذا ما زرن طـاغية هتـكـن عـنـه ستـوراً بيـن أبـواب
هـلا جمـوع نزار إذ لقيتهـم كنـت امـرأً مـن نـزار غيـر مرتاب
لا أنت زاحمت عن ملك فتمنعه ولا مـددت إلــى قـوم بـأسـبــاب
ما شق جيب ولا ناحتك نائحة ولا بـكـتـك جـيـاد عـنـد أسـلاب
لا يترك الله أنفاً تعطسون بهـا بيـن العبيـد شهـوداً غـيـر غـيـاب
أقول بعداً وسحقاً عند مصرعه لابن الخبيثة وابن الكودن(8) الكابي(9)(10)


(1) البارقي : هو سراقة بن مرداس بن أسماء بن خالد البارقي الأزدي شاعر عراقي ، يماني الأصل ، أسره المختار عام 66هـ ثم أطلق سراحه ، وكانت بينه وبين جرير مهاجاة ، وكان قد أدرك عصر النبوة وشهد اليرموك ومات في الشام عام 79هـ .
(2) النكول : التراجع والجبن .
(3) أعيان الشيعة : 2/201 .
(4) الحميري : هو ابو عثمان يزيد بن زياد بن ربيعة الملقب بمفرغ الحميري ، شاعر غزل ، ومديح وهجاء ، من أهل الحجاز واستقر بالبصرة ، وهو صاحب البيت الشائع ـ من مجزوء الكامل ـ :
العبد يُقرع بالعصا والحر تكفيه الملامة
مات عام 69هـ .
(5) الختّار : الغادر والخبيث والفاسد والذي يغدر أقبح الغدر .
(6) الزاب : إشارة إلى نهر الزاب الأعلى الذي وقعت عنده معركة خازر .
(7) لاتَ : نقصه حقّه ، وصرفه عن الشيء ، والخبر كتمه أو عمّاه عليه .
(8) الكودن : الفيل ، والدابة للحمل الثقيل ، والبرذون الهجين .
(9) الكابي : المرتفع ، وأيضاً : التراب الذي لا يستقر على وجه الأرض .
(10) أعيان الشيعة : 3/201 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 237


وبقي إبراهيم الأشتر على ولاية الموصل والجزيرة وأطرافها(1) حتى بعد أن استولى مصعب بن الزبير(2) على الكوفة بل أقره عليها .
ولما تولى عبدالملك بن مروان(3) الحكمَ الأموي بدمشق كتب إلى إبراهيم الأشتر يدعوه إلى نفسه ويجعل له ولاية العراق ، ولكنه رفض ذلك وخرج لمواجهة الجيش الأموي بقيادة محمد بن مروان الأموي(4)، فالتقيا بأرض مسكن وقتل فيها إبراهيم الأشتر(5) فافتخر شاعر الشام يزيد بن الرقاع العاملي(6) ـ من الطويل ـ :
ونحن قتلنا ابن الحواري مصعباً(7) أخا أسد والمذحجي(8) اليمانيا


(1) ومن تلك نصبين ، سنجار ، دارا ، قرقيسيا ، حران ، وغيرهما «دائرة المعارف الشيعية العامة : 2/122» .
(2) ابن الزبير : هو مصعب بن الزبير بن العوام ، ولد عام 26هـ وقتل في معركة دير الجاثليق عام 71هـ ، وهو الذي حارب المختار الثقفي وانتصر عليه عام 67هـ ، تولى ولاية العراق من طرف أخيه عبدالله بن الزبير .
(3) ابن مروان : بن الحكم ولد عام 26هـ ، وهو خامس حكام بني أمية تولى الحكم من أبيه عام 65هـ ، وقضى على حركة مصعب بن الزبير وأخيه عبدالله، مات بدمشق عام 86هـ بعد أن حكم 31 عاماً .
(4) الأموي : هو محمد بن مروان بن الحكم الأموي وهوأخ الحاكم الاموي عبدالملك ابن مروان ، ووالد مروان آخر ملوك بني أمية ، كان والياً على الموصل والجزيرة وأرمينيا وأذربيجان مات عام 101هـ ، ونقل البلاذري في أنساب الأشراف : 11/26 ، أن محمد بن مروان أخذ جارية كردية لإبراهيم الأشتر فواقعها فولدت على فراشه مروان بن محمد الجعدي فلذلك قيل لمروان ابن أمة النخعْ .
(5) وقام عبدالله بن زياد بن ظبيان وداوود بن قحزم القيسي وبسطان بن معقلة بن هبيرة الشبياني وعمر بن ضيعة ، بحمل رأس إبراهيم الأشتر إلى عبدالملك بن مروان الأموي .
(6) العاملي : هو يزيد بن زيد بن مالك بن الرقاع العاملي ، نسبة إلى عاملة بنت وديعة القُضاعية أم معاوية بن الحارث ، وجاء في تاريخ الأمم والملوك : أن البيتين للبعيث اليشكري . (7) مصعب : هو مصعب بن الزبير بن العوام الخويلدي الأسدي القرشي .
(8) المذحجي : هو إبراهيم بن مالك الأشتر .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 238


ومرت عقاب الموت منا لمسلم(1) فأهوت له طيراً فأصبح ثاويا(2)(3)

ويرثيه ابن الزبير الأسدي(4) بأبيات من الطويل :
سأبكـي وإن لـم تبكِ فتيانُ مذحجِ فتـاهـا إذا ليـلُ التـمـام تـأوّبـا
فتىً لم يكن في حرةٍ الحرب جاهلاً ولا بمطيـع فـي الـوغـا مَنْ تهيبا
أبـانَ أنـوفَ الحـيّ قحطان قَبْلَهُ وأنـفَ نـزار قـد أبـانَ فـأوعبـا
فـمـن يـكُ أمسى خائناً لأميـره فما خان إبراهيم في الموت مصعبا(5)

ويزعم ابن عبد ربه(6) قائلاً : «من الرافضة الحسينية وهم أصحاب إبراهيم بن الأشتر وكانوا يطوفون بالليل أزقة الكوفة وينادون يا لثارات الحسين فقيل لهم الحسينية»(7) وسبحان الله فإن الزاعم لا يمكن إلا أن يفضح نفسه فقد قال في مكان آخر من كتابه : «ثم إن المختار لما قتل ابن مرجانة(8) وعمر بن سعد جعل يتبع قتلة الحسين بن علي ومن خذله فقتلهم أجمعين وأمر الحسينية وهم الشيعة أن يطوفوا في أزقة المدينة بالليل ويقولوا يا لثارات الحسين»(9) .

(1) مسلم : هو ابن عمرو الباهلي وكان على ميسرة جيش إبراهيم الأشتر .
(2) الثاوي : المقيم في المكان والميت ، والمدفون .
(3) أعيان الشيعة : 2/203 ، تاريخ الأمم والملوك : 3/522 ، أنساب الأشراف : 11/9 .
(4) ابن الزبير : الظاهر هو عبدالله بن الزبير بن عمر الرسان الكوفي الأسدي المتوفى عام 145هـ وهوأخو فضيل ، وهوغير ابن الزبير عبدالله بن الزبير بن الأشم المتوفى عام 575 أخو مصعب .
(5) أنساب الأشراف : 11/8 .
(6) ابن عبد ربه : هو أحمد بن عبد ربه بن حبيب الأندلسي (246 ـ 328هـ) أديب شاعر من أهل قرطبة ، غلب عليه الاشتغال في أخبار الأدب وجمعها ، اشتهر بكتابه العقد الفريد .
(7) العقد الفريد : 2/249 .
(8) ابن مرجانة ، هو عبيدالله بن زياد بن أبيه وأمه مرجانة ، قتل عام 67هـ في معركة الخازر على يد إبراهيم الأشتر ، كان والياً على العراق عندما قتل يزيد بن معاوية الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء عام 61هـ .
(9)العقد الفريد :5/153.
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 239


فهو يناقض نفسه في كثير من موارد بحثه ولسنا هنا بصدد بيان ذلك ولعلنا نبسط الكلام حوله في مكان آخر من هذه الموسوعة(1) ولكن لا بأس بإيراد نكتة واحدة هنا وهو أن أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام كلهم يستحسنون الاخذ بالثأر من قتلة الإمام الحسين عليه السلام ، وهذا لا يعني أنهم كانوا فرقة بهذا الاسم ، وإنما هو من افتراء مرتزقة الأمويين(2) .
هذا ولإبراهيم الأشتر أبيات في قتاله مع الجيش الأموي في خازر ذكرناها في باب الأشعار الحسينية من هذه الموسوعة ولأجل تلك جاءت ترجمته هنا .
ولنا في باب من تخلف عن معركة كربلاء ترجمة موجزة له مع بيان أسباب تخلفه ولا يخفى أن أخاه إسحاق(3) كان مع الحسين عليه السلام في معركة الطف وله رجز ذكرناه في باب الأشعار .
ولإبراهيم الأشتر أربعة ذكور هم : النعمان ومالك(4) ومحمد(5) وخولان(6) كلهم موالون لأهل البيت النبوي عليهم السلام ، وذكر ابن عبد ربه أن محمد بن مروان بن الحكم تزوج أمة كانت لابنة إبراهيم بن مالك الأشتر وقيل أن الأمة كانت لمصعب بن الزبير(7) .

(1) لنا بحث في التسمية بالحسينية في باب المشاريع التي باسم الإمام الحسين عليه السلام من هذه الموسوعة .
(2) وقد افترى ابن عبد ربه على أتباع مدرسة أهل البيت ونقل عن الشعبي في اتحاد الشيعة مع اليهود وكلها افتراء على الشيعة الإمامية بل فضل اليهود والنصارى عليهم ـ راجع العقد الفريد : 2/242 ـ .
(3) اسحاق : هو ابن مالك بن الحارث النخعي الأشتر ، كان شيخاً عندما برز إلى القتال بين يدي الإمام الحسين عليه السلام ـ راجع باب تراجم الأنصار غير الهاشميين من هذه الموسوعة ـ .
(4) أعيان الشيعة : 2/202 .
(5) تاريخچه كربلاء : 56 ، وفيه أنه كان يقود فرقة لأخذ الثأر من قتلة الحسين عليه السلام .
(6) تنبيه الخواطر : المقدمة : د .
(7) العقد الفريد : 5/211 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 240


أما النعمان فكان فارساً شجاعاً كأبي وجده وله رياسة ، قتل مع يزيد بن المهلب ابن أبي صفرة عام 102هـ حين خرج على يزيد(1) بن عبدالملك بن مروان أيام حكومته وقد خلعه وحاربه مسلمة(2) بن عبدالملك بن مروان بالعقر على شاطئ الفرات ، وكان قد أتى ابن المهلب ناس من أهل الكوفة كثير فجعل على مذحج ربع أسد ، النعمان بن إبراهيم بن الأشتر ، فلما قتل يزيد بن المهلب(3) انهزم أصحابه واجتمع آل مهلب بالبصرة ثم ركبوا البحر حتى إذا كانوا بحيال كرمان خرجوا من سفنهم وحملوا عيالاتهم وأموالهم على الدواب والمقدم عليهم المفضل بن المهلب(4)، وبكرمان فلول كثيرة فاجتمعوا إليه وبعث مسلمة مدرك بن ضب الكلبي(5) في طلبهم فأدرك المفضل في عقبة ومعه الفلول فعطفوا عليه فقاتلوه واشتد قتالهم فقتل من أصحاب المفضل النعمان بن إبراهيم بن الأشتر النخعي(6)، ويبدو أن النعمان كان أكبر أبنائه حيث كني بأبي النعمان(7) .
وأما خولان فهو جد أبو الحسين ورام بن أبي فراس عيسى بن

(1) يزيد : الاموي (71 ـ 105هـ) تاسع من حكم من الأمويين وذلك عام 101هـ ، ولد في دمشق مات في اربد أو بالجولان وحمل إلى دمشق .
(2) مسلمة : الأموي غزى القسطنطنية أيام ولاية أخيه سليمان عام 96هـ ، وولاه أخاه يزيد إمرة العراقيين ثم أرمينية ، غزا الترك والسند عام 109هـ مات بالشام عام 120هـ .
(3) يزيد : ابن المهلب بن أبي صفرة الأزدي (53 : 102هـ) قائد أموي ولي خراسان بعد وفاة أبيه عام 83هـ ، تولى عدة ولايات سكن البصرة بعد أن هرب من السجن بعد وفاة عمر بن عبد العزيز .
(4) المفضل : ابن المهلب بن أبي صفرة الأزدي ، سكن البصرة ، ولاّه الحجاج خراسان عام 85هـ ، ثم ولاه سليمان بن عبدالملك جند فلسطين ، كان من الشجاع إلا أنه قتل على أبواب قندابيل بالسند عام 102هـ .
(5) مدرك الكلبي : كان قائداً أموياً عندما قاتل يزيد بن عبد الملك الأموي آل مهلب عام 102هـ في العراق .
(6) أعيان الشيعة : 10/224 عن الكامل في التاريخ لابن الأثير .
(7) دائرة المعارف الشيعية العامة : 2/130 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 241


أبي النجم بن ورام بن حمدان بن خولان بن إبراهيم بن مالك الأشتر ، وكان ورام من أعلام الإمامية له كتاب تنبيه الخواطر المعروف بمجموعة ورام توفي عام 650هـ في الحلة .
وأما محمد فكان مع أبيه يقاتل لأخذ الثأر وهو الذي تعاون مع أبيه في بناء مرقد الإمام الحسين عليه السلام(1) وشيد أول قبة للإمام الحسين عليه السلام عام 66هـ ، ويذكر أن محمداً كان من قواد المختار كأبيه(2) .
وأما مالك فكان فارساً مغواراً ، قاتل الأمويين مع آل المهلب عام 102هـ ، ولما قتل المفضل بن المهلب وقتل معه أخوه النعمان بن إبراهيم الأشتر طلب الحسن الحضرمي(3) الأمان من مسلمة بن عبد الملك الأموي لمالك بن إبراهيم الأشتر ، وكان مسلمة بالحيرة ، فلما جاءه الحضرمي بمالك قال له : هذا مالك بن إبراهيم بن الأشتر ، فقال له مسلمة : انطلق ، قال له الحضرمي : أصلحك الله : لِمْ لَمْ تشتمه كما شتمت صاحبه(4) قال : أجللتكم عن ذلك ، قال الحضرمي : فإنه أحب إلينا أن تشتمه فهو والله أشرف أباً وجداً وأسوأ أثراً من الشام ... وكان الحضرمي يقول بعد ذلك : ما تركه إلا حسداً من أن يعرف صاحبنا فأراد أن يرينا أنه قد حقّره(5) .

(1) تاريخچه كربلاء : 65 مدينة الحسين : 1/23 عن تاريخ إيران وعراق للسيد علي خان ، رحلة عراقية : 99 .
(2) راجع باب تاريخ المراقد من هذه الموسوعة .
(3) الحضرمي : هو الحسن بن عبد الرحمان بن شراحيل (رستم) الحضرمي ، كان من المقربين لحكام وأمراء بني أمية وبالأخص في عهد يزيد بن عبد الملك (101 ـ 105هـ) .
(4) صاحبه : هو عبدالرحمان بن محمد والذي طلب له الأمان محمد بن عبدالله بن عبدالملك بن مروان ، ولما جيء به إلى مسلمة شتمه قائماً وقال له : صاحب خلاف وشقاق ونفاق ونفار في كل فتنة مرة مع حائك كندة ، مرة مع صلاح الأزد ، ما كنت بأهل أن تؤمن ، ثم قال له : انطلق .
(5) تاريخ الأمم والملوك : 4/88 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 242


وكان لإبراهيم أخ غير شقيق وهو عبدالرحمان(1) بن عبدالله يقاتل معه في معركة خازر الجيش الأموي عام 67هـ (2) .
وأما إبراهيم فقد ترجمه الأعلمي(3) بقوله : كان شجاعاً ظاهر الشجاعة واري زناد الشهامة ونافذ حد الصرامة مستمراً في محبة أهل البيت عن ساقيه ملتقياً راية النصح لهم بكلتي يديه ، وحاز فضيلة يوم الفتح وكان فارساً شهماً مقداماً رئيساً رفيعاً ، شاعراً فصيحاً ، موالياً لأهل البيت ، عالي الهمة والنفس ولم يكن شاكاً في دينه ولا ضالاّ في اعتقاده كأبيه(4) .
هذا وذكر أخباره الدربندي(5) في أسرار الشهادة(6) وفيه أنه قتل من قتلة الحسين عليه السلام قوماً كثيراً منهم ابن زياد(7) وشبث(8) بن الربعي والخولي(9) بن

(1) عبد الرحمن : والظاهر أن أم إبراهيم تزوجت أولاً بمالك الأشتر الذي استشهد عام 39هـ ، ثم بعبدالله التي أولدت منه عبد الرحمن .
(2) تاريخ الأمم والملوك : 3/480 .
(3) الأعلمي : هو محمد حسين بن سليمان بن ولي الدين الحائري ، ولد سنة 1320هـ في قرية مهرجان بإيران ، تتلمذ على السيد أبي الحسن الأصفهاني والشيخ محمد حسين النائيني والشيخ ضياء الدين العراقي وغيرهم ، وكان أحد أساتذة الحوزة العلمية في كربلاء ، مات سنة1391هـ فـي قم بإيران .
(4) دائرة المعارف الشيعية العامة : 2/130 .
(5) الدربندي : هو آغا بن عابد بن رمضان الشيرواني الحائري، من فقهاء الإمامية ومؤلفيها في كربلاء، له خزائن الأحكام ، خزائن الأصول ورسالة عملية ،مات بطهران عام 1286هـ ودفن في كربلاء .
(6) أسرار الشهادة : 567 .
(7) ابن زياد : هو عبيدالله بن زياد بن أبيه ، ولد بالبصرة سنة 28هـ ، وفي ولايته للبصرة والكوفة ، استشهد الإمام الحسين عليه السلام قتل في معركة الخازر سنة 67هـ ، له ترجمة في باب من قاتل الحسين عليه السلام من هذه الموسوعة .
(8) شبث : هو أبو عبدالقدوس بن ربعي التميمي اليربوعي ، ولد في الجاهلية ، ارتد عن الاسلام ثم عاد إليه ، اشترك في قتل الإمام الحسين عليه السلام ، قتل في الكوفة سنة 70هـ ، له ترجمة في باب من قاتل الحسين من هذه الموسوعة .
(9) الخولي : هو ابن يزيد الأصبحي ، قاد كتيبة لحرب الإمام الحسين عليه السلام ، تولى حمل رأس الإمام عليه السلام إلى الكوفة ، قتله المختار الثقفي حرقاً عام 66هـ ، له ترجمة في باب من قاتل الحسين في هذه الموسوعة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 243


يزيد ، وعمرو(1) بن الحجاج ، وأبحر(2) بن كعب ، وسنان(3) بن أنس .
ولما قتل إبراهيم بن مالك الأشتر في مسكن(4) حرق الأمويون جثته إلا أن جماعة قاموا بجمع ما تبقى منه ورماده فواروه ، وفي عام 171هـ شيدوا عليه قبة من الجص والآجر(5) ، وقصده الناس ، وتوالوا على بنائه(6) ، وكانت قبته قائمة حتى التسعينات (1390هـ) حيث شاهدناها أثناء سفرنا إلى سامراء وتقع على بعد حوالي كيلومتر واحد من طريق بلد ، سامراء الحديث وهي على يمين الذاهب إلى سامراء(7) .
هذا وقد نظم الشيخ محمد علي الأردوبادي(8) في مدح المختار الثقفي وذكر فيها أيضاً إبراهيم الأشتر قائلاً ـ من الكامل ـ :

(1) ابن الحجاج : يرجع في نسبه إلى زبيدة، كان قائد كتيبة في جيش يزيد بن معاوية الذي قاتل الإمام الحسين عليه السلام ، قتل سنة 66هـ ، له ترجمة في باب من قاتل الحسين من هذه الموسوعة .
(2) أبحر : يرجع في نسبه إلى تميم ، اشترك في سلب الإمام الحسين عليه السلام بعد استشهاده يوم عاشوراء ، أسره إبراهيم الأشتر ، وقتل قبل عام 71هـ ، له ترجمة أيضاً .
(3) سنان : هو النخعي ، شارك في قتل الإمام الحسين مباشرة وطعنه ورماه ، أسره المختار بعد أن هرب ، وقتله حرقاً سنة 66هـ ، له ترجمة أيضاً .
(4) مَسْكِن : بالفتح ثم السكون وكسر الكاف ونون مضمومة ، وهو موضع قريب من أوانا على نهر دُجيل عند دير الجاثليق بالعراق .
ِ(5) تاريخ سامراء للمحلاتي : 198 ، دائرة المعارف الشيعية العامة : 2/134 .
(6) وجاء في تاريخ مدينة سامراء للسامرائي : 3/130 «توجد في جنوب مدينة الدجيل الحالية قبة مربعة الشكل من تحت ، ومدورة من فوق ، مبيضة بالجص تعرف هذه القبة بقبة الشيخ إبراهيم وقد نقش على حجر فوق باب القبلة ما يلي (هذا قبر المرحوم السيد إبراهيم بن مالك الأجدر (الأشتر) النخعي علمدار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 1089)هـ . والظاهر أن هذا البناء على عهد العثمانيين .
(7) راجع تاريخ المراقد من هذه الموسوعة .
(8) الأردوبادي : هو أبو القاسم بن محمد تقي بن محمد قاسم التبريزي النجفي ، من فقهاء الإمامية وأدبائها في النجف ، ولد في تبريز عام 1312هـ ، له مصنفات كثيرة منها : حياة سبع الدجيل ، الكلمات التامات ، توفي في كربلاء عام 1380هـ ودفن في النجف .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 244


عظم الجراح فلم يصب أعماقه إلاّك يـا حُـيّـيـت مـن مسـبـار(1)
فـي نجـدة ثقفيـة يسطو بهـا فـي الـردع مـن نخع هزبر(2) ضاري
الندب إبراهيم من رضخـت له الصيـد الأبـاة بملـتـقـى الآصـار(3)
من زانه شرف الهدى في سؤدد وعُـلاً يـفـوح بهـا أريـج(4) نجار(5)

إلى أن يقول في آخر قصيدته الغراء :
هبـت عليـك نسـائـم قدسية حـيَّـتْ ثَراكَ برحمة ويسار
وسقى لإبراهيم مضطجع الهدى ودق الغمام المرزم(6) المكثار
مـا نافح الروض النسيم مشفعاً سجع البـلابل فيه شدو هزار
يتلو كمـا يُتلى بكـل صحيفـة مر العشـيِّ وكرّة الأبكارِ(7)


(1) المسبار : الجُرح .
(2) الهِزبر : بكسر الهاء وفتح الزاي وسكون الباء ، الغليظ الضخم والشديد الصلب ، وبكسر الهاء وسكون الزاي وفتح الباء : الأسَد .
(3) الإصار : وتد الطنب يشد بها الخيمة ، واصرَ الخيمة جعل لها إصاراً ، وآصره : جاوره أي كانت إصار بيت الواحد جنب إصار بيت الآخر ، وهو إشارة إلى التقاء الجيشين .
(4) الأريج : الرائحة الطيبة .
(5) النِجار : بكسر النون وضمها : الأصل والحسب .
(6) المرزم : الغيث الذي لا ينقطع رعده .
(7) الغدير : 2/346 ـ 348 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 245


(26)
إبراهيم بن محمد بري
1336 ـ 1417هـ = 1917 ـ 1997م

هو الشاعر إبراهيم بن محمد بن حسن بري العاملي .
ولد في تبنين (1) ونشأ بها والتحق بالمدارس الرسمية ثم انتقل إلى بيروت والتحق بالكلية العاملية عام 1356هـ ثم بالكلية اليسوعية والتي تخرج منها حاملاً شهادة الآداب العليا ، وبعدها عين مساعداً قضائياً في العدلية ، ونظم الشعر أثناء وظيفته مما سبب له الكثير من المتاعب وعرض على المجلس التأديبي لنظمه قصيدة عروبية في عصر جمال عبد الناصر(3) .
بدأ ينظم الشعر في سن مبكرة إذ كان في الرابعة عشر من عمره ، وكان لأخيه الشيخ عبدالله(4) بري دور في تقوية موهبته الشعرية حيث توسم في أخيه نواة شاعر فمدّه بالكتب والدواوين الشعرية والقصائد وحثه على مطالعتها وحفظها حتى تمكن من نظم الشعر .

(1) تبنين : وهي من نواحي مدينة صور بجنوب لبنان .
(2) الموافق لعام 1917هـ .
(3) جمال عبدالناصر : اشترك في إسقاط الحكم الملكي في مصر سنة 1371هـ ، ولد في أسيوط عام 1327هـ قاد الثورة على النظام الملكي في مصر وأعلنها جمهورية وتولى رئاستها وذلك عام 1378هـ وفي عهده احتلت إسرائيل سيناء ، وهو من دعاة الحركة القومية العربية ، مات في القاهرة سنة 1390هـ .
(4) عبدالله بن محمد بري : أديب وكاتب ، عمل في التجارة هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية ولا زال يمارس بها الأعمال الحرة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 246


نشر شعره في عدد من المجلات أبرزها مجلة العرفان(1) .
صدرت له ستة دواوين : مارد النيل(2) ، عيناك ، للنبي وآله(3) ، بدأنا نكتب التاريخ(4) ، من هنا أشرقت الشمس ، ردها يا زمان ، إلى جانب خمسة دواوين لا زالت تنتظر النور وهي : أزهار لوز ، قصائد في البراعم ، هكذا رثيتهم ، أيامي في القضاء ، لمن أكتب .
وبالإضافة إلى النظم فقد مارس الكتابة في جريدة المكشوف البيروتية وراح ينشر فيها كتاباته الوطنية ، وله أيضاً مقالات كثيرة عالج فيها الشؤون اللبنانية بتكليف من الإذاعة اللبنانية .
ومن بدايات شعره بل اول نظمه قوله ـ من الطويل ـ :
سلي القلب كم قاسيت من ألم الهجر فليس سوى قلبي بآلامـه يدري
أسلّي بنظم الشعـر قلبي تصبـراً ولولا التسلي ما تفوهت بالشعر
هنا في فؤادي من نواك جلاجـل تحاذيها الذكرى فتقع في الصدر
وله قصة قصيرة واحدة سماها «ولادة في طائرة» .
ومن شعره قصيدة ـ من الخفيف ـ تحت عنوان محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول في أولها :
سبّـح الله فـالـضـياء تـوقـدْ وعلى الكون نسمة من محمدْ
سبـح الله ، فالسمـوات ضجّـت بالتسابيح للرسول المـؤيـدْ
وعلى الأرض هينمات(5) لدانٌ(6) لم تكن قبل في البرية تُـعهدْ


(1) مجلة العرفان : أصدرها الشيخ أحمد عارف بن علي بن سليمان الزين المولود في قرية شحور بصيدا سنة 1298هـ ، ومات في محراب الإمام علي بن موسى الرضا بأرض طوس سنة 1380هـ ، أصدر العرفان في بيروت سنة 1327هـ ونقلها إلى صيدا سنة 1330هـ ، توقفت مرات لظروف قاهرة وكانت تعنى أساساً بشؤون الإمامية .
(2) طبع عام 1961م (1380هـ) .
(3) كما في كتاب عاشوراء في الأدب العاملي المعاصر : 171 .
(4) طبع عام 1978م (1398هـ) .
(5) الهينمة : الصوت الخفي .
(6) لدان : ليّنة مرضيّة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 247


هدهدت مهجة الليالي كسالى واستحالت في القفر دراً وعسجدْ
ووراء الـوراء رجع حداءٍ يـوقظ الـمجـد كـلما يـترددْ
ومن الأرض للسماء بريـد ينقل الوحي حين يهوي ويصعد(1)

وله من قصيدة أخرى ـ من الكامل ـ تحت عنوان أفعى اليهود يقول فيها :
أفعى اليهـود إلى الحدود تلفتي فـالأسد رابضةٌ بخط النـار
إنـذارنـا آتٍ فـأما ترحلـي عن أرضنا أو تقتلي فاختاري
فبداية المشوار يسهـل أمرهـا والصعب عند نهاية المشـوار
هي جولة تأتي ونشهد بعدهـا فوق الحضيـض مذابح الكفار
ليعود صوت الحق يهتف داوياً الأرض أرضي والديار دياري
أمران ينـزلنا القضاء عليهـما سحق العدى أو لبس ثوب العار
إنذارنا آتٍ ويا دنيـا اشهـدي انا رصـاصـة ذلك الإنذار(2)

ومن لبنانياته قصيدة ـ من الكامل ـ تحت عنوان «لبنان هيّا» جاء في أولها :
لبنـان هيـّا فالصباح أضاءَ وتفجـرت أرض الجدود اباء
وتنفست صحراؤها عن ثورة للعرب كادت تحرق الصحراء
فإذا الأكف السمر فوق رمالها الصفراء تبني الجنة الخضراء
ناداك شعبك فاستجبت نداءه إن الكريم من استجـاب نداء

إلى أن يقول :
لبنـان أنت معلمـي وملقّنـي لغة الجمـال وملهمي الإيحاء
فلكم سكبت علي من منن السما شعراً يسيل على الوجود غناء
فالمجد يأنف أن يصادق شاعراً ملأ الوجود تفجـعـاً وبكـاء
ولينسنـي الإلهـام إن لم أبتدع منـه نشيـداً للعلـى وحـداء
فـأحرّك الأموات فـي توقيعه وأهـزّ فـي إنشاده الأحيـاء


(1) للنبي وآله : 11 .
(2) مارد النيل : 75 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 248


ولعرس مجدك قد رفعت قصيدتي فتقبلن قصيدتي اهداء(1)

وله عن أرض الجنوب المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي يقول من قصيدة ـ من الوافر ـ تحت عنوان : أنا بنت الفداء :
على أرض الجنوب زرعت عمري وشيعتُ الحيـاة بلا تـأنِّ
هنـا قصفـوا هنـا قتلـوا شقيقي هنا بالفأس شجوا رأس ابني
هنـا شهـداؤنـا ركبوا خـيـولاً ومرّوا بـالحدود بدون إذن
مشيـت وألـف قـافلـة ورائـي ستمضي للجهاد وألف ظعن
أنـا بـاسم البـلاد خلقت جيـلاً يثير الرعب في إنسٍ وجنّ
وكـم لـيـل سهـرت ، وكم ليال تمرّ ولم يقر بالنوم جفنـي
تنـاديـنـي الـبـلاد وكـل واد أراه يطلب التحرير منّي(2)

وله من قصيدة ـ من الوافر ِـ تحت عنوان مسافر ، وهي أنشودة عن الجنوب اللبناني وقد شاعت في وقتها :
يعاودنـي الحنين إلى الجنوب إلـى وطنـي إلى البلد الحبيب
إلـى الجبل الذي فرضوا عليه الإقامة في الحرائق واللهـيـب
إلـى الأرض التي أطلقت فيها طيور صباي في الأفق الرحيب
إلى السجن الكبير وفيه صحب ذنـوبـهـم السمو عن الذنوب
إلى عـمـري إلى ستين عاماً هوتْ عن دوحـة الزمن الكئيب
فأين مضيت ألمح وجـه قومي بسـاحـات المعارك والحروب
تحـدثـنـي القلوب بما تعاني وما أحـلـى الحديث إلى القلوب
رفـاق العمر إني ذبت شوقـاً إلى وطـنـي إلى الساح الرهيب
ساذهب للوغى لأنال نـصـراً وإلا فـالشـهـادة من نصيبـي
فـأقـمـار الجنوب إذا غشاها المـسـاء فليس تجنح للمغيب(3)

وله قصيدة ـ من الوافر ـ في معرفة الله تحت عنوان : «عرفت الله» يقول في أولها :

(1) مارد النيل : 85 .
(2) بدأنا نكتب التاريخ : 24 .
(3) بدأنا نكتب التاريخ : 116 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي