دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 288


(35)
إبراهيم بن محمد العطار
قبل 1160 ـ 1230هـ = 1444 ـ 1514م

هو السيد إبراهيم بن محمد بن علي بن سيف الدين بن رضاء الدين ابن سيف الدين(1) الحسني(2) البغدادي .
ولد في بغداد قبل عام 1160هـ ونشأ على والده نشأة ثقافية حيث كان من أعلام الإمامية إلى أن توفي عام 1171هـ(3) ، وأخذ مبادئ العربية والإسلامية بها على فضلائها ثم التحق بجامعة النجف وحضر حلقة درس السيد مهدي بحر العلوم(4) ، وهناك اتصل بعدد من الشعراء كالشيخ جعفر كاشف الغطاء والشيخ محمد رضا النحوي(5) ، والسيد محمد الزيني(6) ،

(1) سيف الدين : هو ابن رميثة بن رضاء الدين بن محمد علي بن عطيفة بن رضاء الدين ابن علاء الدين بن مرتضى بن محمد بن حميضة بن محمد نجم الدين الشريف من أمراء مكة .
(2) ينتمي من جهة الأب إلى الإمام الحسن عليه السلام ومن جهة الأم إلى الإمام الحسين عليه السلام .
(3) وفي الكواكب المنتشرة : 6/684 أنه مات عام 1170هـ وهو من علماء بغداد .
(4) بحر العلوم : هو ابن مرتضى بن محمد الحسيني الطباطبائي من ذرية الحسن المثنى ، ولد في كربلاء سنة 1155هـ ، من مشاهير الإمامية وأعلامها ، تتلمذ على والده والشيخ يوسف البحراني والوحيد البهبهاني ، ومن مصنفاته المصابيح في الفقه ، توفي في النجف سنة 1212هـ .
(5) النحوي : هو ابن أحمد بن حسن بن علي الخواجه الحلي ، وهو من أدباء النجف وأعلامها ، جُمع شعره إلى جانب شعر والده وأخيه الهادي في ديوان ، مات في النجف سنة 1226هـ .
(6) الزيني : هو ابن أحمد زين الدين ويرجع نسبه إلى الإمام الحسن المجتبى ، ولد في
=
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 289


والسيد صادق الفحام(1) ، والشيخ محمد الجامعي(2) ، واحتل مكانة في صفوفهم(3) .
وصفه السماوي بقوله : «كان فاضلاً فقيهاً مشاركاً وتقياً زاهداً ناسكاً وله شعر ينم عن أدب ومعرفة باللغة»(4) .
والمترجم هو والد السيد حيدر(5) الذي ينتسب إليه السادة الحيدريون في الكاظمية وبغداد وهم معروفون بالفضل والعلم والأدب .
وقال عنه النقدي(6) : «كان من ذوي الفضيلة والكمال أديباً جيد الشعر حي الشعور له مطارحات كثيرة مع أهل عصره ، وشعره الغالب عليه الحسن والرقة»(7) .
وقال عنه شبر(8) : «شاعر مجيد معروف ، تجول في مختلف أغراض

= النجف سنة 1148هـ وهو من أدبائها وأعيانها ، برع في نقل الشعر الفارسي إلى العربية ، له ديوان شعر ، توفي سنة 1216هـ .
(1) الفحّام : هو ابن علي وقيل محمد علي بن الحسين بن هاشم الحسيني الأعرجي ولد في الحلة سنة 1124هـ ، وكان من مشاهير الأدباء في النجف ، مات فيها سنة 1205هـ .
(2) الجامعي : هو محمد بن يوسف بن جعفر بن علي المتوفى عام 1219هـ ، كان عالماً وشاعراً وأديباً ، تولى القضاء ، له مؤلفات منها : النفحة المحمدية في شرح اللمعة الدمشقية .
(3) أدب الطف : 6/189 .
(4) الطليعة من شعراء الشيعة كما في الأعيان : 2/213 ، وشعراء بغداد : 1/99 .
(5) حيدر : هو ابن إبراهيم المترجم له ولد سنة 1205هـ ، له مصنفات عديدة منها (العقائد الحيدرية في الحكمة النبوية) ، وكان شاعراً ، توفي سنة 1265هـ ، ودفن في الكاظمية .
(6) النقدي : هو الشيخ جعفر بن محمد بن عبدالله الربعي النوازي ، ولد في مدينة العمارة العراقية سنة 1303هـ ، وهو من علماء الإمامية وأدبائها ، من مؤلفاته (زينب الكبرى) ، مات في الكاظمية سنة 1370هـ ، ودفن في النجف .
(7) الروض النضير : 346 ، كما في ادب الطف : 6/190 ، وشعراء بغداد : 1/99 .
(8) شبر : هو السيد جواد بن علي بن محمد ، ولد في مدينة النجف سنة 1332هـ ، وكان من خطباء النجف وشعرائها ، من مصنفاته (أدب الطف) في عشرة أجزاء .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 290


الشعر وأصاب منها الحظ الأوفر ، وشعره يوقفك على علاقاته مع العلماء والأسر ، ويطلعك على كثير من الصور التي قد لا تجدها عند غيره»(1) .
وقال عنه الخاقاني : «شاعر مجيد معروف ، تجول في مختلف أغراض الشعر ، وأصاب منها الحظ الأوفر»(2) .
هذا وقد كونت قصائده في المناسبات ومطارحات مع الشعراء ديوان شعر يحتوي على أربعة آلاف بيت تقريباً موجودة في مكتبة السيد هادي(3) الحيدري(4) جمعه نجله السيد حيدر المار الذكر ، وله ابن آخر عرف بالسيد باقر(5) العطار .
والمترجم له كف بصره في أواخر عمره وأثرت على حياته النفسية مما دعاه أن يظهر شكواه ويلتجأ إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام ويخاطبهم بهذه القصيدة ـ من الوافر ـ التي يقول في أولها :
أيبـريني السقام وحسن ظني ببرئي فيكم لا بل يقيني
وأخشى أن أضام وفي يقيني وعلمي أن حبكـم يقيني

ويظهر عجز الأطباء عن ذلك وهو لا زال يأمل البرء عبر الأئمة الهداة عليهم السلام :
على م صددتم عنّي وأنتم على الإحسان قد عودتموني
لقد عجزت أطبائي ومالي سـواكـم منقذ فاستنقذوني

إلى أن يقول :
أبيت وللأسى نار قـلبي فهل من قائل يا نار كوني(6)


(1) أدب الطف : 6/191 .
(2) شعراء بغداد : 1/100 .
(3) هادي : ابن مهدي بن أحمد بن حيدر بن إبراهيم بن محمد العطار الحسني .
(4) شعراء بغداد : 1/100 ، مجلة الغري النجفية ، السنة : 9/الصفحة : 541 .
(5) باقر : هو ان المترجم له ، كان أديباً وشاعراً توفي سنة 1235هـ ودفن في النجف الأشرف .
(6) استعارة قرآنية من قصة إبراهيم عليه السلام مع نار نمرود ، قال تعالى : «قلنا يا نور كوني برداً وسلاماً على إبراهيم» [الأنبياء : 69] .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 291


متى يجلـى قـذى عيني وتحظى عقيب الفـحـص بالفتـح المبين
فـدونكـم بني الزهـراء نـظماً يفـوق قـلائـد الــدر الـثمين
أروم بـه جلاء العـيـن منكـم بـئذئعيـن عنايـة الله الـمعـين
عليكـم أشرف الصلـوات ما أن شدت ورق علـى ورق الـغصون
ومـا سارت مهـجّنـة إليـكـم وسار بذكركـم حادي الظعـون(1)

وله قصائد حسينية أودعناها في محلها .
وله قصيدتان يرثي بهما السيد مرتضى الطباطبائي الحائري(2) المتوفى عام 1204هـ والد السيد مهدي بحرالعلوم الطباطبائي يذكر فيهما جواره للإمام الحسين عليه السلام فأما الدالية ـ من الكامل ـ والتي مطلعها :
أرأيت هذا اليوم ما صنع الردى بدعائم التقوى وأعلام الهدى

إلى أن يقول :
ما سار عن دار الفناء مسارعاً إلا ليغتنـم النعيــم السرمـدا
ومن اغتدى جار الشهيد بكربلا أضحى بجنات النعيـم مخلـدا
ليقر عيناً حيـث حـل ببقعـة أمسى ثراها للنواظر(3) إثمدا(4)

ويقول في الرائية ـ من المتقارب ـ والتي مطلعها :
مصاب أذال الدموع الغزارا وأجج بين الحشى منه نارا

إلى أن يقول :
وهل يخشى أن يضام امرؤ بحامي الحمى والنزيل استجارا
ومن قد أناخ برحل الحسين يُنوِّءُ في الخـلد مثوى ودارا(5)


(1) أدب الطف : 6/189 ، شعراء بغداد : 1/99 .
(2) الحائري : هو ابن محمد من ذرية الحسن المثنى كان من أعلام الإمامية وفضلائها ، له مجلد في شرح بعض مباحث صلاة الكفاية ، دفن عند مزار الشهداء بكربلاء .
(3) الإثمد : حجر يكتحل به يعرفه علماء الكيمياء باسم «انيموان» .
(4) أعيان الشيعة : 2/215 .
(5) أعيان الشيعة : 2/214 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 292


وله قصيدة قرظ وأرخ بها تخميس(1) الشيخ محمد رضا النحوي لبردة(2) البوصيري(3) ـ من الطويل ـ أولها :
فرائد در ليس تحصـى عجائبـه وقد بهرت منـا العـقول غرائبـه
وآيات نظم يهتدي المهتـدي بهـا كما يهتدي بالنجم في الليل ساربه(4)
ويهتز مـن إنشادها كـل ساطـع سروراً كما يهتـز للخـمر شاربـه
ندى كل قطر من شذا طيب نشرها مـعطـرة أرجـاؤه و جـوانـبـه
عـرائـس أفكـار بـرزن مُرِقَّةً عـلـيهن أثـواب الـبها وجـلاببه

ويقول في تأريخها وهي مسك ختامها :
ولله تـخميس بـه نلـت رتـبة كما نالها بالأصل من قبل صاحبه
تحلّى بـه جـيد الزمان فأرخوا فرائد درّ ليس تحصى عجائـبه(5)

ويظهر من قصيدته هذه أنه كان في عام 1174هـ في النجف أولاً وكان ينظم الشعر ، كما يتبين أنه بمجرد وفاة والده عام 1171هـ هاجر إلى النجف والتقى بمثل الشيخ النحوي ، ولكن المذكور أن النحوي فرغ من نظمها في 24/رجب/1201هـ(6) وهو لا يناسب هذا التاريخ .
ومن شعره في التأريخ هذا البيت من قصيدة ِـ من الكامل ـ سبق ذكرها في وفاة السيد مرتضى الطباطبائي وهو :
إن رمت تاريخ الشريف المرتضى فهلم أرخ قد قضى علم الهدى

وذلك عام 1204هـ(7) .

(1) ماضي النجف وحاضرها : 3/457 .
(2) البردة من أشهر القصائد التي مدح بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسميت بالبردة،لأنه نظمها في مدة مرض اعتراه تبركاً،فرأى أنه أتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغطّاه ببردته فشفي
(3) البوصيري : هو محمد بن سعيد بن حماد الصهناجي المتوفى عام 696هـ ، وقيل 694هـ .
(4) السارب : الظاهر والجليّ .
(5) أدب الطف : 6/191 ـ 193 ، شعراء بغداد : 1/100 .
(6) ماضي النجف وحاضرها : 3/457 .
(7ِ) أعيان الشيعة : 2/215 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 293

ومن شعره في التأريخ ـ من المتقارب ـ قوله في تأريخ وفاة السيد مرتضى الطباطبائي أيضاً :
فبشراه إن كان تأريخه تبوأ جنات عدن ديار(1)

وقال في تأريخ ولادة السيد علي بن أبي طالب عليه السلام المولود عام 1214هـ قصيدة ـ من السريع ـ يقول فيها :
يا طالبا تأريخ ميلاد من أصبح أقصى بغية الطالب
دونك تأريخاً بليغاً أتـى ببيت شعـر للهنا جالـب
ما مرّ بي عيد كعيد أتى بـه علي بن أبي طالب(2)

قال الطهراني : ترجمه ابنه السيد حيدر في كتابه البارقة الحيدرية(3) ، وقال «رأيت له في مكتبة الشيخ محمد السماوي مجموعة بخط المترجم جمع فيها مراثي والده ومنها مرثية له»(4) .
هذا وقد اختلف في عام وفاته فقال الطهراني أنه توفي حدود عام 1215هـ وقال الأمين أنه توفي عام 1227هـ وقال شبر توفي عام 1230هـ ونقل شبر عن السماوي بأنه توفي عام 1240هـ(5) ، وأظنه تصحيف حيث لم يعلق عليه ويؤكد شبر على أنه توفي في 1230هـ بقوله وذكره السيد الأمين في الأعيان أنه توفي عام 1215هـ وهو غير صحيح(6) إلا أن نسبة القول إلى الأمين غير صحيح بل الموجود في الأعيان هو 1227هـ كما عرفت وفاته في عام 1215هـ منسوب إلى الطهراني إلى أنه لم يحدد بل قال بعد عام 1215هـ .
وفي أخباره أن الشيخ علي بن أحمد الظالمي(7) سافر يوماً إلى بغداد

(1) شعراء بغداد : 1/108 .
(2) شعراء بغداد : 1/102 .
(3) ألّفه في نقض ما أبرمه الكشفية والرد على طريفة الشيخية .
(4) الكرام البررة : 1/22 .
(5) ونقل الخاقاني عنه أيضاً ، كذلك راجع شعراء بغداد : 1/99 .
(6) أدب الطف : 6/190 .
(7) الظالمي : وهو شيباني من بطن فزارة ، من أدباء النجف ، كان من معاصري سلمان آل محمد زعيم الخزاعل ، مات بعد عام 1171هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 294


وحلَّ ضيفاَ على السيد محمد العطار(1) ـ والد المترجم له ـ فلم يقم السيد بواجبه تجاه الضيف لعدم معرفته به فرجع الشيخ غضباناً فأرسل السيد إبراهيم ـ صاحب الترجمة ـ إلى الشيخ الظالمي أبياتاً ـ من الرجز ـ يعتذر بها إليه :
يا أيها الشيـخ علي الـذي بفضلـه أقـرّ كـل عالـم
إني لمعذور إذا ما تهت عن رشدي ولم أحفل بلوم لائمي
ماذا عليك يا علي القدر لـو نبهتني ما أنت إلا ظالمي(2)

وله من قصيدة ـ من الطويل ـ يقول فيها :
أديـرا حديث الكأس صرفاً ورددا عسى أن تَبُّلا بعض ما بي من الصدا
وقوما نواصل بالغبوق(3) صبوحنا ونـعطـي زمانـاً للتصابي ومقـودا
وبالله عـوجا بي على الدير ساعة لأقضي من عهد الطلـى مـا تأكـدا
و لا تعذلاني إن تعـودت شربهـا لكل امرئ مـن دهـره ما تعـودا(4)
وقم يا نديمي واغنم العيش وانتهـز بيومك ما يصفـو ولا تنتظـر غـدا
وحي بها مشمـولة تطـرد الأسى وتدني من الأفـراح مـا كان مبعـدا
مشعشعة لـو ضلّ حانوتها امـرؤ وشام سنا أنـوار راووقـها(5) اهتدى
معتقـة لـو ذاق طعـم رحـيقها علـيل إقـامتـه ولـو كـان مقـعدا
تمـدّ لـها الأعناق شوقاً إذا بـدا لهـا حبب يحكي الجمان(6) المنـضدّا


(1) العطار : من أدباء الإمامية كان حياً عام 1171هـ .
(2) ماضي النجف وحاضرها : 3/12 .
(3) الغبوق : الخمر شرَبَها ليلاً .
(4) العجز تضمين لقول المتنبي من قصيدته التي مدح بها سيف الدولة الحمداني ومطلعها :
لكل امرئٍ من دهره ما تعودا وعادة سيف الدولة الطعنُ في العدى
(5) الراووق : ناجود الشراب الذي يُروَّق به فيُصَفَّى .
(6) الجمان : واحدها جمانة بمعنى اللؤلؤة (فارسية) .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 295


تزاور(1) عنها الشمس حتى كأنها شهاب(2) لرجم الهم خرّ مسددا(3)

وله قصيدة ـ من البسيط ـ يشكو فيها من زمانه وأهله :
بأي شرع ذوو الأموال قـد غصبوا حـقوقـنا ودعـونا مستحقينـا
أمـا تلوا آية القربى(4) أما نظـروا إلى النصوص التي قد أنزلت فينا
ما عذرهم ليت شعري يوم عرضهم مـاذا إذا سُئلـوا(5) عنا يقولونا
بأي وجـه يـلاقـون النبي غـداً وهـو الخصيم لباغينـا وطاغينا
أعزز على جدّنا المختار لـو نظرت عيناه مـا صنعت أيدي الجفا فينا
ما بالهـم إن رأوا مـن شكلنا أحداً صـدو بأوجههـم عـنّا مولّينـا
وإن رأوا أحـداً ممـن يـشاكـلهم كادوا إلى الأرض إجلالاً يخرّونا
يستسهلـون مـلاقاة المـنـون ولا يـرون يـوماً مـن الأيام مسكينا
ولا يـؤدّون مـما يكنزون(6) مـن الأموال ما كان مفروضاً ومسنونا
وإن هـم أنفقوا(7) شيئاً عـلى أحـد إما يـراءون فيـه أو يـمنّونـا
وإن هم دفـعـوا جنساً إلـى أحـد ما كان لو باعه بالفلـس مـغبونا

(1) جاء في قوله تعالى في سورة الكهف ، الآية : 17 «وترى الشمس إذا طَلَعت تزاوَرُ عن كهفهم ذاتَ اليمين وإذا غربت تقرضُهُم ذات الشمالِ وَهُم في فجوةٍ منه» .
(2) جاء في قوله تعالى في سورة الجن ، الآيتان : 8 ، 9 «وأنا لمسنا السماء فوجدناها مُلِئت حرساً شديداً وشُهباً * وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد لَهُ شهاباً رصَداً» .
(3) شعراء بغداد : 1/105 .
(4) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الشورى ، الآية : 23 عن لسان النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم «قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى» وقوله تعالى في سورة الأنفال الآية : 41 «واعلموا أنّما غنمتم من شيء فإنّ لله خُمُسَه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل...» .
(5) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الصافات الآية : 24 «وقفوهم إنهم مسؤولون» .
(6) إشارة إلى قوله تعالى في سورة التوبة الآية : 34 «والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم» .
(7) إشارة إلى قوله تعالى في سورة البقرة الآية : 246 «يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنِّ والأذى كالذي ينفقُ ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر...» .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 296


تأبى الشياطيـن أن يعطـو موافقـةً لهـم الا لـعن الله الـشياطينا
ولا يـزالون مـشغولين مـن شغف بحب دنياهم حـتى نسوا الدينا
ويظهرون الـتشكي إن رأوا أحـداً مـنا مـخافة أن نبدي تشكينا
لو أنهم شاهدوا فرعون(1) أو شهدوا زمانه ما اغـتدوا إلا فراعينا
يفنـى الزمـان وتبلـى فـيه أنفسنا وليس نحظى بشيء من أمانينا
وا حر قلباه قـد كادت تفيض جوى منّا النفوس وتدنو مـن تراقينا
وإن أيـامنـا اسـودّت بـأعيـننـا مما نقاسيه فضلاً عن ليالينـا
يا نـفس لا تجزعـي ممـا نكابـده في دهـرنا وتأسيّ في موالينا
إن يـعوزونـا فـإن الله يـرزقـنا أو يفقرونا فـإن الله يغنينا(2)

وله قصيدة يرثي أخاه السيد أحمد العطار(3) وهي من غرر شعره ـ من الكامل ـ مطلعها :
لله رزء حزنه لا ينفدُ يفنى الزمان وذكره يتجددُ

إلى أن يقول :
ما للنوائـب لا تزال سهامها أبداً إلى مهـج الكـرام تسدد
هن الليالي لا تزال بنقض ما قد أبرمته ذوو المعالي تجهد
اليوم بيت الفخر خرّ عمـاده وانقض من أفق الهداية فرقد
اليوم هدّم هادم اللذات(4) مـا هو من بناء المكرمات مشيد
اليوم صوّح ندب أندية الندى وعفا برغم المجد ذاك المعهد
اليوم جدد حزننـا في أحمـد ناهـيك حـزناً لا يزال يجدد


(1) فرعون : وهو فرعون موسى بن عمران الذي ورد ذكره في القرآن الكريم بكثرة ، ويرى أكثر علماء الأثار المصريين ، ان فرعون مصر في عهد النبي موسى عليه السلام هو رمسيس الثاني ، ثالث فراعنة مصر من الطبقة التاسعة عشرة من حكام مصر .
(2) شعراء بغداد : 1/109 .
(3) العطار : ولد ببغداد سنة 1131هـ ، تتلمذ على السيد مهدي بحر العلوم ، والشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيرهما وهو من أدباء الإمامية وشعرائها ، مات في النجف الأشرف سنة 1215هـ .
(4) جاء في بحار الأنوار : 79/167 عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (أكثروا من ذكر هادم اللذات ، فقيل : يا رسول الله فما هادم اللذات ، قال : الموت...) .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 297


بكر النعي به فظلَّ الناس من دهش المصاب به تقوم وتقعد
لا كان في الأيام يوم مصابه ما يومه إلا العبوس الأنكـد(1)


(1) شعراء بغداد : 1/104 ـ 105 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 298


(36)
إبراهيم بن محمدالكوفي
400 ـ 466هـ = 1009 ـ 1073م

هو السيد إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي(1) بن حمزة ابن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي السجاد عليه السلام الكوفي .
ولد عام 400هـ في الكوفة ونشأ بها على أبيه وعلى فضلاء أسرته في مركز العلم ، قال عنه ياقوت الحموي(2) : «أبو علي إبراهيم والد أبي البركات عُمر النحوي صاحب كتاب شرح اللمع(3) ، له معرفة حسنة بالنحو واللغة والأدب وحظ من الشعر جيد ، ندر مثله»(4) .
وقال ابن عساكر بعدما لقبه بالعدوي الزيدي : «قدم إلى دمشق هو وأولاده عمر وعمار ومعد وعدنان وسكن بها مدة وما أظنه حدث فيها بشيء ، ثم رجع إلى الكوفة وحدث بها عن الشريف زيد بن جعفر العلوي الكوفي(5)

(1) وفي الشجرة المباركة : 134 «أن عقب حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد من رجل واحد ـ هو ـ علي ابن عقيلية وعقبه من ثلاثة بنين الحسين ومحمد الأقوص الأحدب وزيد أبو الحسين الأحول» ولم يذكر أحد بن علي فتأمل ، ولكن في الفخري : 48 : قال : «فمن عقب دانقين محمد بالكوفة وهو ابن أحمد بن علي دانقين» .
(2) ياقوت الحموي : أبو عبدالله شهاب الدين ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي ولد في بلاد الروم سنة 574هـ ، له مصنفات عديدة منها (معجم الأدباء) ، مات في حلب سنة 626هـ .
(3) أبو البركات : هو عمر بن إبراهيم بن محمد الكوفي العلوي المتوفى سنة 539هـ عن سبع وسبعين سنة .
(4) معجدم الأدباء : 2/10 ، 15/260 .
(5) الكوفي : هو أبو الحسن من مشايخ ابن الغضائري ، ويقال إنه مات على مذهب الزيدية ، توفي سنة 455هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 299


وروينا من طريقه عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرفوعاً ليس لنبي أن يدخل بيتاً مزوقاً»(1) .
وقال السمعاني(2) : سمعت أبا البركات عمر بن إبراهيم سمعت والدي يقول : كنت بمصر ، وضاق صدري بها فقلت ـ من الطويل ـ :
فإن تسأليني كـيفَ أنـت فإنَّنـي تنكَّـرْت دَهْـري والمعاهِدَ(3) والحُبّا(4)
وأصبحتُ في مصر كما لا يَسُرُّني بعيداً من الأوطـانِ منتزحـاً(5) عزبا(6)
واني فيهـا كامـرئ القيس(7) مِرَّةً(8) وصاحِبِه لـمّا بـكى ورأى الدَّربــا(9)
فإنْ أنْجُ من بابَيْ زُوَيّلا(10) فـتوبةً إلى الله أن لا مـَسَّ خُفِّي لهـا تُرَبـا

وقال : «وما كنت ضيق اليد ، وكان قد حصل لي من المستنصر(11) خمسة آلاف دينار(12) مصرية»(13) .

(1) تهذيب تاريخ دمشق الكبير : 2/296 ، بغية الوعاة للسيوطي : 188 .
(2) السمعاني : هوأبو سعد عبدالكريم بن محمد بن المنصور المروزي الشافعي ، جال البلدان في طلب العلم ، توفي سنة 562هـ .
(3) المعهد : المكان الذي لا يزال القوم يرجعون إليه .
(4) في معجم الأدباء : «والصبرا» وهو تصحيف .
(5) المنتزح : البعيد جداً .
(6) العزب : الذي ليس له أهل .
(7) امرؤ القيس : هو ابن عانس بن المنذر بن امرئ القيس الكندي ولد في حضرموت ، وهو شاعر مخضرم ، انتقل إلى الكوفة ومات فيها نحو 25هـ .
(8) المرة : القوة والاحتمال .
(9) الدرب : باب السكة الواسع ، وكل مدخل إلى البلاد .
(10) باب الزويلة : محلة في القاهرة لها بابان بناها بدر الجمالي قائد جيش المستنصر الفاطمي ، وبدر هذا ولد سنة 405هـ في أرمينيا ، ومات في القاهرة سنة 487هـ .
(11) المستنصر بالله الفاطمي ثامن حكام الفاطميين ، هو معد بن علي الظاهر ، حكم ما بين 427 ـ 487هـ ، ولد في القاهرة سنة 420هـ وفيها مات .
(12) كان القائد العسكري أبو الحسين جوهر الكاتب الصقلي الذي دخل القاهرة بجيش المعز لدين الله (341 ـ 365هـ) هو أول من ضرب الدينار المعزي وكان يعادل خمسة عشر درهماً ونصفاً ، وفي عهد الحاكم بالله (386 ـ 411هـ) كان الدينار المصري يعادل 18 درهماً .
(13) معجم الأدباء : 2/10 ، الوافي بالوفيات : 6/119 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 300


ويظهر أن سفره إلى مصر كان في الربع الثاني من القرن الخامس الهجري ويذكر أنه توقف بها مدة على نفقة الفاطميين ثم رجع إلى الكوفة .
واضاف السمعاني : إن أبا البركات قال له : إن أبي مرض إما بدمشق أو بحلب(1) فرأيته يبكي ويجزع فقلت له يا سيدي ما هذا الجزع فإن الموت لا بد منه ، فقال : أعرف ، ولكنّي أشتهي أن أموت بالكوفة ، وأدفن بها حتى إذا أنشرتُ يوم القيامة أخرج رأسي من التراب فأرى بني عمّي ، ووجوها أعرفها ، فقال أبو البركات : فبلغ ما أراد فتوفي في شوال سنة 466هـ ـ بالكوفة ـ ودفن بمسجد السهلة عن ست وستين سنة(2) .
ومن شعره الذي أنشده في دمشق قوله ـ من مجزوء الكامل ـ :
لـما أرقـْـتُ بِجِلَّـق(3) واُقِـضَّ فيها مضجعـي
نادمـت بــدر سمائهـا بنـواظـر لـم تهجــع
وسـألتـه بـتـوجُّــع و تـخـضُّـع وتـفجُّـع
صـف للأحبة ما تـرى من فـعل بينهــم معـي
واقْرَا السلام على الحبيـ ـب وَ مَن بتلك الأربُـعِ(4)

ومن شعره قصيدة ـ من الرجز ـ يحن إلى البلد الأجداد ويفتخر بهم وجاء أولها :
أرْخِ لـها زمامهـا والأنْسُعـا(5) وَرُمْ بهـا من العُـلا ما شَسَعا(6)
واجْلُ بها مغترباً عـن الـعِدا توطِئْكَ مـن أرض العِدا متسعا
يا رائد الظعن بأكنـافِ العِدا(7) بلّغ سلامي إن وصلتَ لعلعـا(8)


(1) حلب : مدينة كبيرة في سوريا ، قيل سميت بحلب لأن النبي إبراهيم عليه السلام كان يحلب فيها غنمه في الجمعات ويتصدق به فيقول الفقراء حلبَ حلبَ .
(2) معجم الأدباء : 2/10 ـ 11 .
(3) جلَّق : من أسماء مدينة دمشق أو غوطتها .
(4) تهذيب تاريخ دمشق : 2/297 ، معجم الأدباء : 2/13 .
(5) النسعة : حبل من أدم يكون عريضاً على هيئة أعنة النعال تشد به الرحال .
(6) شسع : انفرج .
(7) في التهذيب : «بأكناف الحمى» .
(8) لعلع : اسم موضع في الجزيرة العربية ، وقيل اسم منزل بين الكوفة والبصرة .

السابق السابق الفهرس التالي التالي