دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 301


وحيّ خِدراً بأثيلاتِ(1) الغَضا(2) عهـدتُ فيه قمراً مبرقعـا
كـان وقـوعـي في يديه وَلَعا وأوَّلُ العِشْقِ يـكـونُ ولعا
مـاذا عليهـا لو رثت لسـاهر لولا انتظار طيفها ما هجعا
تمنَّعَـتْ مـن وصلـه فكلمـا زاد غرامـاً زادها تمنُّعا(3)

ويقول الأمين عن معتقده : «إن ولده أبو البركات عمر كان زيدياً جارودياً(4) ، ولا يبعد كون الأب كذلك ، وقد وصفه ابن عساكر بالعلوي الزيدي ، ولكن الظاهر إن المراد كونه من نسل زيد لا زيدي المذهب ، وكيف كان فهو شيعي كما يظهر للمتأمل في أحواله»(5) .
وقال عنه الداودي(6) : «ومنهم قاضي حمص أو علي إبراهيم بن محمد بن أحمد ذنيب بن علي دانقين وأولاده أبو البركات عمر وهو المعروف بالشريف عمر بالكوفة ومعد وهاشم(7) وعمار وعدنان ، وكان أبو البركات عالماً وعلت سنه ، وتفرد برواية أشياء لم يشاك فيها أحد في زمانه وكان يروي عن خاله ابن معية(8) وله عقب»(9) .

(1) الأثيل : منبت شجر الأراك ، وأُثيل مصغر : موضع قرب المدينة وبه عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب عليهم السلام .
(2) الغضا : شجر من الأَثل خشبه من أصلب الخشب ، ومن الأثل اتُخذ منبر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .
(3) أعيان الشيعة : 2/254 ، تهذيب تاريخ دمشق : 2/297 ، معجم الأدباء : 2/12 .
(4) الجارودية : نسبة إلى أبي الجارود زياد بن أبي زياد المنذر الهمداني الكوفي ، قيل إن الإمام محد بن علي الباقر عليه السلام سمّاه (سرحوب) وهو شيطان أعمى يسكن البحر ، كناية عن تحوله إلى المرجئة وهو من أئمة الزيدية توفي سنة 150هـ .
(5) أعيان الشيعة : 2/253 .
(6) الداودي : هو أبو العباس جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين بن عنبة الأصغر الحسني ، من علماء الإمامية ومن مشاهير النسّابة ، له مصنفات عديدة ، منها (بحر الأنساب في نسب بني هاشم) مات بكرمان سنة 828هـ .
(7) وكما ترى أن عمدة الطالب أضاف (هاشم) إلى أولاد أحمد بن محمد الكوفي «عمدة الطالب : 263» .
(8) ابن معية : هو عبد الجبار بن معية الحسني النسابة .
(9) عمدة الطالب : 263 ، رياض العلماء : 3/71 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 302


كانت ولادة أبو البركات بالكوفة عام 442هـ ووفاته في شعبان عام 539هـ ويظهر من كلام تلميذه السمعاني أن له كتاباً صغيراً باسم تصحيح الأذان « بحي على خير العمل » حيث وجده عنده ولكنه لم يسمح له بمطالعته ، ويذكر أنه لما توفي صلى عليه حوالي ثلاثون ألفاً(1) .
هذا كل ما أمكننا الحصول عليه في كتب التراجم والأدب والمعاجم .

(1) معجم الأدباء : 15/295 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 303


(37)
إبراهيم بن محمد نشرة
أواخر القرن 12هـ ـ بعد 1250هـ = أوائل الربع الأخير من ق18 ـ بعد 1834م .

هو الشيخ إبراهيم بن محمد بن حسين آل نشرة الماحوزي البحراني .
ولد في البحرين أواخر القرن 12هـ ونشأ بها وأخذ مبادئ العربية والإسلامية من فضلائها ، وقال عنه حفيده الشيخ محمد علي(1) آل نشرة المعروف بالتاجر البحراني : «كان عالماً فاضلاً وأديباً كاملاً وشاعراً قديراً وورعاً صالحاً» وجل شعره في أهل البيت عليهم السلام ولم أعثر له على ذكر في الكتب إلا ما يوجد من شعره في بعض المجاميع الخطية المحتكرة لدى مالكيها ، وقد وقفت له على قصيدتين والثالثة قد مسختها أيدي النساخ فجعلها أثراً بعد عين»(2) .
والظاهر أن القصيدتين هما اللتان ذكرهما البلادي(3) في رياض المدح والرثاء إحداها الميمية والتي هي في رثاء الإمام الحسين عليه السلام والتي أوردناها في ديوان القرن الثالث عشر والثانية نونية وهي في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والتي سنذكرها ، ولدى ذكره لها قال : «ولجد

(1) محمد علي : مضت ترجمته في ترجمة الشاعر إبراهيم بن حسن التوبلي .
(2) شعراء الغري : 1/124 عن منتظم الدرين في تراجم أعيان القطيف والإحساء والبحرين ، كذا في شعراء الغري ولكن جاء في الذريعة : 23/3 : «منتظم الدرر للشيخ محمد علي التاجر البحراني المعاصر ساكن المنامة فيه تراجم أعيان العلماء وغيرهم من السنة والشيعة وغيرهم من القطيف والإحساء في أربع مجلدات بقلمه» .
(3) البلادي : هو حسين بن علي بن الحسن آل الشيخ سليمان البلادي البحراني القطيفي توفي سنة 1387هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 304


الشيخ سلمان التاجر المقدم ذكره أعني به الأواه الحليم الشيخ إبراهيم آل نشرة البحراني المجاور بالنجف الأشرف حياً وميتاً تغمده الله بغفرانه وأسكنه فسيح جنانه»(1) .
ويظهر من هذا النص أن المترجم كان قد سكن النجف وتوفي بها ، كما يظهر أن الشيخ سلمان التاجر سبطه(2) ، ولا يخفى أن هذا السبط ولد عام 1307هـ وتوفي عام 1342هـ ، وقد سماه السيد جواد شبر «سليمان»(3) وذكر في ترجمته أنه أديب وكاتب وشاعر له عدة مؤلفات منها رسالة في جواب أسئلة السيد عبد القادر المسقطي(4) ، رسالة في شرح المزهار ، رسالة في أسرار اللغة العربية ، نظم كتاب جوامع الكلم لغستاف لوبون(5) الفيلسوف الفرنسي(6)، هذا وذكر له البلادي أربع وثلاثون قصيدة(7) .
وذكر الخاقاني قائلاً : «ابن نشرة هذا رأيت له ذكراً متكرراً في المجاميع التي تكفل مراثي الإمام الحسين عليه السلام وقد حشر بين الشعراء النجفيين الذين عاشوا في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري ورأيت بعضها وقد تقدم عهد كتابتها على عام 1250هـ تشير إلى ذكر اسمه مشفوعاً بلفظه (حفظه الله) ومن ذلك تبين لي أنه كان حياً في هذا العام»(8) ، وتبعه في ذلك شبر وذكر أنه توفي بعد سنة 1250هـ(9) ، وعن

(1) رياض المدح والرثاء : 332 .
(2) السبط : يطلق غالباً على ابن البنت ، وإنما أستظهرنا أنه سبطه وليس بحفيده لأن سليمان هذا جده أحمد وجد أبيه عباس وهم معروفون بالتاجر وهذا اسمه إبراهيم ومعروف بآل نشرة .
(3) أدب الطف : 9/84 .
(4) المسقطي : لا يبدو أنه كان شخصية معروفة بل هو أحد الأشراف المؤمنين من أهالي مسقط والذي وجه بعض الأسئلة الدينية على المترجم له .
(5) لوبان : عالم اجتماع ومن فلاسفة فرنسا المشهورين ، ولد سنة 1257هـ ، ومات سنة 1350هـ .
(6) هامش رياض المدح والرثاء : 356 تعليق حسن عبد الأمير محمد .
(7) رياض المدح والرثاء : 356 ـ 446 .
(8) شعراء الغري : 1/125 .
(9) أدب الطف ِ: 6/318 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 305


شاعريته قال الخاقاني : «يظهر أنه تأثر بالأدب النجفي خاصه الميمية منه ، فقد جاءت مرنة السبك قوية الانسجام»(1)والميمية هي في رثاء الإمام الحسين عليه السلام وقد ذكرناها في بابه واما النونية التي في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فهي ـ من الكامل ـ :
حيـا الحيـا تلك المعاهد والدمن(2) وسقى العهاد(3)عهود(4)غمدان(5)اليمن
وافتر ثغر الـبرق في أرئـجاها فـرحاً بـدمع المعصرات(6) إذا هتن(7)
هي مربـع الرشأ(8) الذي بجماله كـم مدنفاً حلـف الأسى مـثلي افـتتن
رشأ رخيـم الـدلّ مـه صادني طـرف غضيض قـد تكحـل بالـوسن
ريان لولا البـرد يمسك عطفـه فـي مشبـه مـن لـينه سـال الـبدن
قسماً بسين سـواد عنـبر خالـه و بما حوى الغصن المهفهف من رعـن
لو ذقت طعم الصاب من هجرانه لا و الذي فـلق الـنوى مـا ملت عـن
يا قـلب أنت عصيتني وأطعتـه فاصـبر علـى مـرّ الـنوى فلعـل أن
أعذول ليس العذل مـنك يروعني فـيمن فـتنـت بـه ولا تـدري بمـن
خفض عليك فلو رأيـت جمالـه أصـبحت مثلي فـي الكآبـة والحـزن
مـتعـزز متـذلـل مـتـمنّـع جـاز الـبديع مـن الجمال بكـل فـن
من لام عارضه ونون حواجـب إن رمـت رؤيتـه بـجاوبنـي بـلـن
لـولا رسيس(9) هوى له يقتادني ما اقتادني حـلو اللمـى حمـر الوجـن
لله مـن سعـدي وقـوة طالعـي لـو كـان لـي فـي لثـم مبسمـه أذن
ما بعته روحي سـوى بوصالـه وأراه يمنعنـي المـثـمـن(10)والثمـن


(1) شعراء الغري : 1/125 .
(2) الدمنة : الموضع القريب من الدار .
(3) العهاد : المطر .
(4) العهود : الزمان .
(5) غمدان : قصر في صنعاء اليمن نسب بناؤه إلى النبي سليمان عليه السلام أو الزّباء .
(6) المعصرات : السحائب تعتصر المطر .
(7) هتنت السماء : صبّت مطرها ، وقيل الهتن هو من المطر فوق الهطل .
(8) الرشأ : الظبي إذا قوي وتحرّك ومشى مع أمّه .
(9) الرسيس : الشيء الثابت الذي قد لزم مكانه ، وأيضاً رسيس الخمر : أصلها .
(10) المثمّن : الشيء الذي يباع مقابل ثمن معين .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 306


يا حـامـل السيف الصقيل وطرفه في جفنه يفري السوابـغ(1) والجنن(2)
الله فـي نفـس امرء بـك مغـرم حلف الأسى يا صاحب الوجه الحسن
جاد الحيا زمنـاً بـوصلك جاد لي يا حبـذا لو عـاد ذيـّاك(3) الزمن
أيام كـنـت عن الوشـاة بمعـزل نجلو عتيـق الراح فـي كأس ودن(4)
و أقـول للسـاقـي فديتك هاتهـا وإذا سكـرت من الشـراب إلى غن
والعـود بـيـن محـرّك ومحرّق في روضـة غنّـا بهــا شاد أغن(5)
أيـام نلـت بهـا المسـرَّة مثلمـا نـلـت السعادة في ولاء أبي الحسن
صمصامة(6) الدين الحنيف ودرعه رب العلى قطب النهى محي السنـن
ربَّ السمـاحـة والرجـاحة والـ ـفصـاحة و الـوصـي المؤتمـن
صنو النبـي المصطفـى ووزيـره و شهـابه في الحـادثـات إذا دجن
أسـداً إذا اقتحـم الجـلاد مشمـراً عن ساعديه ترى الأسود تـروغ عن
هو قـالع الباب القموص(7) بساعد لو رام إمسـاك النجـوم لـه هـون
هو فلك نوح(8) والـذي لـولاه لا صبـح أضـاء ولا دجى ليـل دجن
هو عيبة العلم الذي من بعضه الـ ـعلم المحيط بما استبـان ومـا بطن
يا واحد الدنـيـا وبيت قصيدها(9) ومفيـد أربـاب الـ ذكـاءة والفطن


(1) السوابغ : مفردها سابغة : الدرع الواسعة الكبيرة .
(2) الجنن : مفردها جُنّة : الدرع والترس .
(3) ذيّاك : تصغير ذاك .
(4) الدن : إناء الخمر ، وهي راقود عظيم لا يقعد إلا أن يحفر له .
(5) الأغن : ذو النغة ، وهي إخراج الصوت من الخياشيم .
(6) الصمصامة : السيف لا ينثني .
(7) القموص : من القمص وهو الدرع ، والشاعر يشير إلى باب قلعة خيبر الذي اقتلعه الإمام علي عليه السلام بساعده ، وكان عظيماً لا يفتحه إلا عدد كبير من الرجال .
(8) أخذ أبو ذر الغفاري يوماً بباب الكعبة وقال : أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) فضائل الخمسة من الصحاح الستة للفيروز آبادي عن مستدرك الصحيحين : 2/343 ، كنز العمال : 6/216 ، مجمع الزوائد : 9/168 وغيرها .
(9) بيت القصيد : أحسن بيت في القصيدة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 307


أصبحـت في العلـيـاء غير مزاحم علـمـاً تقـاد لك المعالي بـالرسن(1)
لو كان معبودي سوى رب السـمـا لعبدتـك ذاتك حـال سـرّي و العلن
أنت الـذي من فـوق منكـب أحمد بـالرجل دست غداةَ نكّـسـت الوثن
شيّـدت ديـن الحـق منـك بصارم خـرَّت له شم الأنـوف على الذقـن
وبضعت عرق الشرك منك بمبضع(2) أجرى النجيع(3) و نبضه المؤذي سكن
ونسفت طود(4)الغـي بعـد شبـابه حتـى عفـى وكسـرت ألوية الفتـن
من مثل حيـدرة الكمـي إذا سطـا كـل لسلطـوة بـأسـه يتـسـتـرن
قـل للـذي جحد الـوصـي ولاءه كن كيف شئت فشـأن صفقتـك الغبن
أجهلـت رتبـة حيـدر من أحمـد قل لي وحقــك هل أتى(5)نزلت بمن
قسمـاً بمعبـود له فـرض الـولا عـن حـبـه يـوم المعــاد لتسألن(6)
هذا الذي شمل الـورى من فضلـه جـود ومعـروف وألـطـاف ومـن
ومـواهـب علقـت بأعناق الورى منـا فـلا كعـب(7)يقـال ولا معن(8)


(1) الرسن : الحبل يشدّ به الدابة .
(2) بضعت : قطعت .
(3) النجيع : الدم .
(4) الطود : الجبل .
(5) أراد سورة هل أتى ، ففي فضائل الخمسة من الصحاح الستة 1/303 عن نور الأبصار للشبلنجي : 102 في خبر طويل أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمّا علم بجوع أهل البيت عليهم السلام ذهب إلى فاطمة عليها السلام وضمها إليه وقال : واغوثاه ، فهبط جبرئيل عليه السلام وقال : يا محمد خذ ضيافة أهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبريل ؟ قال : «ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ـ إلى قوله ـ وكان سعيكم مشكوراً» . (6) في حلية ألأولياء : 1/63 للأصبهاني في خبر طويل أن رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم بعث على ألأنصار فأتوه فقال لهم: يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ؟ قالوا : بلى يا رسول ألله قال : «هذا علي فأحبوه بحبي ، وأكرموه بكرامتي ، فإن جبرئيل أمرني بالذي قلت لكم عن ألله عز وجل».
(7) كعب : هو أبن مامة بن ثعلبة ألآيادي ، كريم من اجواد الجاهلية يضرب به المثل في الكرم وألإيثار.
(8) معن : هو ابن زائدة الشيباني من اشهر أجواد العرب الشجعان الفصحاء أدرك العصرين ألأموي والعباسي ، تولى ولاية سجستان وقتل فيها عام 258 هـ.
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 308


قل للـذي نظم المـديـح لغيـره متمثـلاً بـالصيــف ضيعت اللبـن(1)
يا والد السبطيـن دعوة مـوجـع صـبٍّ عليـه تـراكمـت ظلم المحن
لي من ودادي فيك يا كهف الورى شغـف ينـازعنـي أكـاد لـه اجـن
ورسيس(2) شوق لو تقسّم بعضه مـلأ البسيطة مـن دمشـق إلى عدن
جـاورت قـدسـك لائذاً متنصلا والحـرُّ يحمـي جـاره أن يمتـحـن
مـالـي غداة الحشر غيرك شافع إن لم تكن أنت الشفيـع فـمـن و من(3)
ورجاي منك الفوز في يوم الجزا مـع والـديَّ ولـيـس ما أرجوه ظن
وإليـك إبـراهيم(4) زفَّ خريدة عـذبـت كـأن مذاقها في الذوق من
وعليك صلى(5) الله يا علم الهدى ما غرَّدت ورق الحمام على(6) فنن(7)

ولا يخفى أن القصيدة الميمية التي في الإمام الحسين عليه السلام نسبها محبوبة(8) إلى الشيخ إبراهيم قفطان(9) وقال : وفي رياض المدح والرثاء

(1) قوله : «في الصيف ضيعت اللبن» مثل يضرب لمن يطلب شيئاً قد فوّته على نفسه ، ويقال إن دختنوس بنت لقيط كانت امرأة لعمرو بن عُدس وكان شيخاً فأبغضته فطلقها وتزوجها فتىً جميل الوجه وأجدبت السنة فبعثت إلى عمرو تطلب منه حلوبة فقال : «في الصيف ضيعت اللبن» فجرى مجرى المثل .
(2) الرسيس : الثابت .
(3) في تاريخ بغداد : 12/358 ، عن أم سلمة : قالت : كانت ليلتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتته فاطمة ومعها علي ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «أنت وأصحابك في الجنة ، أنت وشيعتك في الجنة...» .
(4) إبراهيم : يريد الشاعر نفسه .
(5) في فضائل الخمسة : 1/268 عن الصواعق المحرقة : 87 قال : ويروى لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء ، فقالوا : وما الصلاة البتراء قال : تقولون : اللهم صل على محمد وتمسكون بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .
(6) الفنن : الغصن .
(7) شعراء الغري : 1/126 ، رياض المدح والرثاء : 332 .
(8) محبوبة : هو جعفر بن باقر بن جواد ، ولد في حدود سنة 1314هـ قرأ على يد الشيخ راضي العبودي الجهلاوي والسيد أبو القاسم الخوئي والشيخ ضياء الدين العراقي والشيخ النائيني توفي سنة 1377هـ ودفن في النجف .
(9) إبراهيم : هو ابن حسن بن علي نجم الدين السعدي المتوفى عام 1279هـ مضت ترجمته .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 309


نسبها إلى الشيخ إبراهيم آل نشرة البحراني المجاور بالغري وهو اشتباه(1) .
هذا وقد طلبنا من بعض الأخوان(2) المزيد من قصائده فوافانا بأربعة قصائد في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وعزي مصدرها إلى مجموع قديم في الإحساء يوجد عند بعض أبنائها وله جزيل الشكر والامتنان ، أولى القصائد ـ من الكامل ـ : جاء أولها :
طيـف ألمّ لحلـوةٍ عنـد السحرْ فقضى به المشتاق وهنا من وطرْ
وأتـى بأثواب الظـلام مسربلاً يمشي مـن الرقبا هناك على حذرْ
وجلى لنا كأساً واسـفـر وجهه فـرأيت شمساً تجتلي عند السَّحرْ
طيف لبـاهرة الكمـال غريرةٍ ذلّ المحـب لها وبـاح بما سترْ
هيفـاء ناعمة الثـيـاب قوامها غـصـن ولكن ما يفيق من السكر
جـاد الأقـاح لها بثغـرٍ أشنب والـروض جاد لوجنتيهـا بالزهر
ليل على شمس على غصن على دعص(3) يباكره الرذاذ من المطرْ
فـرع كمسـودِّ الظـلام وتحته وجه كمبيـض الصبـاح إذا ظهرْ
غرّاء واضحة الجبيـن خريـدةٌ كـالماء جسمـاً ضمَّ قلباً كالحجرْ
نـادمتُهـا واللـيـل رطبٌ ذيلُه والدهر صافي الحال خالٍ من كدرْ
فجبينـهـا مصبـاحنا ورضابها صهبـاؤنـا و غنـاؤها نعمَ الوترْ
في روضة حاكت بها أيدي الحيا أبـراد أزهـار هنـالك تنتـشـرْ
مـن ابيض يققٍ(4) واصفر فاقعٍ أو احمر قـانٍ واخضـر في الأثرْ
مـا زال يبسـم ثغره متضاحكاً لما رأى دمـع الغمـام قد انهمـرْ
والمـاء فـي جنبـاتهـا أسيافه تستـل لامـعـة هنـاك و تشتهر
والطـلُّ راسـل قطـره فتقلدت بعقـودهـا أجيـاد أغصان الشجر
وعلـى فـروع البان كلُّ مطوّقٍ طـربـاً يغرد ساجعاً عنـد السحرْ


(1) ماضي النجف وحاضرها : 3/99 .
(2) لقد طلبنا من بعض الأصدقاء فأرسل إلينا ترجمته فكان فيها هذه القصائد الأربع والتي كانت جديدة علينا ، وجاء عليها أن التنقيب هو من عمل حبيب آل جميع .
(3) الدعص : الأرض السهلة ، الرمح ، كثيب الرمح المجتمع .
(4) اليقق : بكسر القاف الأولى شديد البياض ناصعه .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 310


وإذا النسـيـم سرى عليلاً خِلته عند العتـاب لنا بـداخلـه غِيَرْ
عتبٌ أرق مـن الشمول شمائلاً فيكـاد يذهب بالخواطر إن خطرْ
لم أدر من خمر الهوى أم عتبها أم ريقها المعسول خامرني السُّكرْ
لله حكـم غرامهـا كم عـاشقٍ أراده مقتـولاً وكـم صـبٍّ أسرْ

إلى أن يقول :
لك يـا عليّ مراتب لا ترتقى هضباتها ومنـاقب لا تنحصر
يا بدر أفق الحق نورك ساطع يجلى بـه ليل الظلام إذا اعتكر
يا سيف دين الله حدك قاطـع ساط على الأعداء ماضٍ كالقَدَر

ويقول في قصيدة أخرى أيضاً ـ من الكامل ـ :
وقل السلام عليك خير مـن احتفى وأجـل من لبـس الـزمـان نعالا
وأعز من لبّى وطـاف وخير مَن يومـاً مشـى ومن امتطى الأجمالا
فهو الأمـانة والأمـيـن ومن غدا خيـر البـريـة في الزمان خصالا
وهـو الـذي اتخذ النبـيّ لنفسـه وبفضلـه نطـق الكـتـاب وقـالا
فاسأل به الأحزاب(1) والأحقاف(2) والفرقان(3) والأعراف(4) والأنفالا(5)
وهو المـؤمّـَرُ يوم خم في الورى وبـذا لأطـراف العـلـى قد نـالا


(1) إشارة إلى الآيات التي نزلت في الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في سورة الأحزاب ، وقد عدّها السيد صادق الشيرازي في (علي في القرآن) : 2/141 ـ 176 ، خمس عشرة آية وهي (6 ـ 9 ـ 23 ـ 25 ـ 33 ـ 40 ـ 43 ـ 49 ـ 53 ـ 56 ـ 57 ـ 58 ـ 59 ـ 70 ـ 72) .
(2) إشارة إلى سورة الأحقاف وعدّها الشيرازي : 2/265 ـ 269 ، اثنين (12 ـ 29) .
(3) إشارة إلى سورة الفرقان وعدّها الشيرازي : 2/74 ـ 82 ، سبع آيات (25 ـ 27 ـ 28 ـ 29 ـ 50 ـ 54 ـ 74) .
(4) إشارة إلى سورة الأعراف ، وعدّها الشيرازي : 1/206 ـ 221 ، اثنى عشرة آية (16 ـ 42 ـ 43 ـ 44 ـ 46 ـ 48 ـ 54 ـ 160 ـ 161 ـ 172 ـ 178 ـ 181) .
(5) إشارة إلى سورة الأنفال ، وعدها الشيرازي : 1/222 ـ 225 ، سبعة عشر آية (8 ـ 15 ـ 17 ـ 20 ـ 24 ـ 25 ـ 27 ـ 29 ـ 30 ـ 32 ـ 33 ـ 34 ـ 41 ـ 45 ـ 62 ـ 64 ـ 75) .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 311


إلى أن يقول :
وإليـك بكراً لو تجلت للدجى لجـلاه صبح جبينهـا وأجالا
راقت ورقت كالنسيم شمائلا شملت معاني حسنها إكـمـالا
يرجو بها إبراهيم عندك زلفة ذاك الذي بك لا يخـاف نكالا
فـاشفـع له ولوالديه غداً إذا حُشـر الأنـام وزلزلوا زلزالا
فلقد وقفت على هداك قرائحا ورفضت في مدحي لك الغزّالا

ويقول في قصيدة أخرى ـ من الكامل ـ مطلعها :
سفر الصباح نقابه فتبلّجا وانجاب عنه رواق متورم الدجى

إلى أن يقول :
عج بالغري(1) مصلياً ومسلماً ومنـاديـاً ومنـاجيـاً ومعرّجـا
والثم ثـرى أكناف تربة حيدرٍ لتنـال ما أمّلـت فيـه مع الرجا
أكناف مشكور الوقـائع أروعِ حامي الحقائق مصقعاً أوفى الحجا
أكناف أطـهـر لا يزال ترابه عطـر الشذا متضـوعـاً متأرّجا
أكنـاف أنـزع لا يضام نزيله يـوماً ولم يفزع لخطب إن فجا(2)

إلى أن يختمها بقوله :
وإليـك بكراً لـو تجلت للـدجـى لجـلاه صبـح جبينها متبلجا
جـاءت تخطر في فضـول ردائها حسناً وناعمة الشباب خدلجا(3)
كم يا أمير المؤمنين لعبدك المشغوف إبـراهيـم عنـدك مـن رجا
فـاشفـع لـه وأبيه عبدك ناصر(4) إذ فيك محض وداده لن يمزجا


(1) الغري : من أسماء مدينة النجف في العراق وفيها مرقد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
(2) فجا : فجيت الناقة فجاً عظم بطنها ، والفجا : المتسع بين الشيئين .
(3) الخدلَّجة : المرأة الريّاء ، الممتلئة الذراعين والساقين .
(4) ناصر : يفهم من كلامه أن أباه كان يسمى بناصر والله العالم ، أو ان القصيدة لإبراهيم بن ناصر فهو إذاً غيره ، أو أن ناصر إشارة إلى نصرة أبيه لأهل البيت عليهم السلام .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 312


وفي الرابعة يقول ـ من مجزوء الكامل ـ :
ورق الأراكة غرّدتْ حين الغصون تأوّدتْ
والطـلُّ قلـّد قطره أجيـادهـا فتقلـدتْ
والدوح جعدت الصَّبا أوراقـه فتجـعـدتْ
والروض يبسم ثغره فتفضضت وتعسجدتْ

إلى أن يقول :
هيفـاء تـهـزأ بالقنا أعطـافها إن أوّدتْ
بيضاء قد صبغ الحيا وجنـاتهـا فتوردتْ
حسناء بالحسن البديـ ـع وبالجمال تفرّدتْ
قاسمتها شرخ(1) الشبا ب به عهـوداً أكّدتْ
لم أنسهـا يوم الكثيـ ـب وقبلة قد أسعدتْ
ان أحرقتْ قلبي أسىً فبـريقهـا قد برّدتْ
لعـذولتـي في حبِّها لم أصغ مهما فَنّدَتْ(2)


(1) الشرخ : أول الشباب وريعانه .
(2) مجموعة قديمة في الإحساء .

السابق السابق الفهرس التالي التالي