دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 325


ولأنت من أمسى اليـ ـه المشتكى والمفزع(1)

وله من قصيدة ـ من الخفيف ـ عن لبنان أذيعت في الإذاعة اللبنانية الرسمية يقول في أولها :
أرز لبـنـان عـانـق العلياء يتحـدى خلودك الأدعياء
أنت صوت للحق يعلو فيصغي سمعه الدهر خيفة ورجاء
في نهاك الكبير ما زال يغلـي مرجل العلم ساطعاً وضاء
لغة الضـاد غرسة كم سقتهـا منك أيد تضوعت بيضاء
نصطفيهـا أزاهراً في رياض نجتبيهـا براعمـاً شماء
فعلـى الأرض من نداك عبير وأريج يعطـر الأرجـاء
جلل الشرق بالمفاخـر حتـى تنطق الصُم مدحـة وثناء

إلى أن يقول عن الشعب اللبناني :
وهـو شعب على التسامح باق ظل يبدي نحو الجميع الأخاء
ذاك صدر في النائبات رحيب يسـع الكـون منه عـطـاء
ليـس بدعاً إذا تسـامت ذراه واستحال الجحود فيه وفاء(2)

ولما أنشدت نجاة الصغيرة(3) قصيدة العودة بألحان محمد عبد الوهاب(4) للشاعر نزار قباني(5) جاراه الشاعر بقصيدة ـ من مجزوء الكامل

(1) الخماسيات : 142 .
(2) الخماسيات : 131 ـ 138 .
(3) نجاة : مغنية مصرية لقبت بالصغيرة لكي لا يختلط اسمها مع نجاة علي المطربة المصرية المشهورة .
(4) محمد عبد الوهاب : موسيقار وملحن ومطرب وممثل مصري ، ولد في القاهرة عام 1328هـ (1910م) في بيئة دينية حيث والده الشيخ عبد الوهاب الخطيب والمؤذن والامام بمسجد سيدي الشعراني في القاهرة وأخيه الشيخ حسن ، إلا أنه بعد أن أحسن تجويد القرآن انخرط في الفن ومارسه حتى أصبح أحد اعلامه ، ومن إنجازاته التي نذكر تطوير الغناء في المسرحية المصرية ، وكان أكثر ما تغنيه أم كلثوم من لحنه ، توفي في القاهرة قبل عام 1411هـ (1990م) .
(5) القباني : هو ابن توفيق ، ولد في دمشق سنة 1351هـ ، له مصنفات عديدة ودواوين شعر ، من مصنفاته (قصتي مع الشعر) ومن دواوينه (هوامش على دفتر الهزيمة) .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 326


ـ تحت عنوان أغنية العودة إلا أنه لم يجاريه في نظرته للمرأة بل خالفه فيها وقال :
أتفـر من حبي وأهداب الهـوى طـويت عليّا
وتظل ترقب عودة الـ ـحب العنيف إليّ غيا
حيران يصرعك الهوى متـوسـلاً في مقلتـيا
أنا جمـرة تدمـي فؤا دك حرها مـن وجنتيا

* * *

ولهان فـي حبي وتر قبنـي ولـكـن من بعيد
نشوان بالحلم اللذيـ ـذ وشكوة العيش الرغيد
ظمآن تطفي ما بقلبـ ـك من لهيب بـالوعود
لتخطّ فـي سفر الغرا مِ مآسي الصـب الشريد

* * *

حتام تشكو ما مضـى من عهد صب طاب طعما
فمـتـى سقيتـك غيتر كأسٍ أترعت صاباً و سما
أنا إن رأيتك بالخـيـا لِ فحسبنـا إن كان وهما
أنا ما ارتضيتك عاشقاً كيـمـا أفـرج عنك هما

* * *

أظننت أنـي رهن طيـ ـشك فالتجأت إلى التصابي
وسبحت فـي لجج يتيـ ـه بها الكثير من الشبـاب
أنكـرت حبك إذ رأيـ ـتك يانعاً غـض الإهـاب
ولهوت عنك وعن مجو نك بالجميـل من الروابـي

* * *

غراً وجدتك لا يـمـر خياله في خـاطـري
إلا كمـا مـر النسيـ ـمُ على أريج أزاهري
ليشم من عرفني شذى يـذكـي دروب الحائر


دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 327


ودع مجونك فالمجو ن سلاح غير ماكر

* * *

وإذا استويت فعد إلـ ـيَّ متيماً عند الأصيـل
تحيي فؤادي بالحنيـ ـنِ وغمرة الحب الجميل
وتبيت تقرأ في جبيـ ني غـامض السر الجليل
وهناك تعبث يا حبيـ ـبي بالورود وبالخميل(1)

وله قصيدة ـ من مجزوء الكامل ـ أنشأها بعدما مثل أمام الضابط يوسف(2) حركة في النبطية لحملاته على سليم(3) الخوري وتصرفاته غير العادلة في ظل رئاسة أخيه بشارة(4) الخوري وذلك عام 1372هـ ، إلا أن الضابط أعجبه جرأته فقدره عليها فجاءت القصيدة :
قالوا طلبت لمخـفـر من قـائـد فيه أغر
للفضل ينسب والنهى وكـلاهما فيـه ظهر
وله من الفعل المجيـ ـد بكـل منطقة أثر
سيان في القانون أمـ ـسى عنده كل البشر
فـأتيتـه علـّي أنـا ل من العليـا وطـر
وعجبت للوجه الصبو حِ لرؤيتي كيف اكفهر
اسميّ يوسف ما عهد تك تـائهـاً هذا القدر
أجهلـت أني شـاعر ولي المنـابر مستقـر


(1) الخماسيات : 149 .
(2) يوسف حركة : من أبناء الجنوب اللبناني إلا أنه انخرط في سلك العسكرية ولجفوته سلط على أهل الجنوب من قبل الدولة المارونية .
(3) سليم : ابن خليل بن بشارة الخوري عين نائباً في المجلس النيابي في عهد أخيه الرئيس بشارة الخوري ، استغل قربه منه فتجبر ولذلك لقب بالسلطان سليم تعريضاً بالسلطان سليم العثماني .
(4) بشارة : هو ابن خليل بن بشارة الخوري الماروني ولد في بيروت سنة 1307هـ ، وهو أول رئيس لجمهورية لبنان بعد الاستقلال ، أصدر مذكراته من جزأين باسم «حقائق لبنانية» مات في بيروت سنة 1383هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 328


لي منطق حطـمـت فـيـ ـه مـن تشـامخ واسبطر(1)
قد كنت قبـل معـارضـاً كيمـا أرى الوضع استقـر
و معارضاً مـا زلت حتـ ـى اغتـدي رهن الحفـر
أنها ما اتخـذت من الهرا وة قـوة فـيـهـا أكــر
أنـا شـاعـر وبمـرقمي صـرف الحـوادث و القدر
قـابلتنـي والطـرف يبـ ـعث بالشـرور وبالشـرر
فثلمـت عـاطفـة الأديـ ـب وكـان أولـى أن يسر
وسمعـت قـولـة كـاذب وافـاك مـن خلـف البقـر
وحسبـت أنـي مـجـرم مـن حـولـه حـف الخفر(2)
ونسـيـت أن بـبـردتـي مجـداً تـحـدر مـن مضر
ولـواذع التـأنـيـب منـ ـك بها استحال الحـر قـر(3)
أنا ما اعتراني الخوف منـ ـك فأنت مـأمون الخطـر
أنا ما استنمت(4) إلى الحوا دث طـالمـا فيـهـا عبـر
لكننـي أغضـي وشـيـ ـمة اسرتـي غـض النظـر
وسكـتُ حـتـى لا يقــا لُ لنفـسـه المـرء ا حتقـر
فـلأنـت منـا في الصميـ ـم و لأنـت مفخرة الحضر(5)

وله قصائد في الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته منها قصيدة في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ـ من الكامل ـ مطلعها :
أنشدت من وحي الضمير قصيدي فملكت روعة وحيه المنشود(6)

وثانية في مولد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ـ من الكامل ـ مطلعها :
قلمي رجدوتك أن تفي بمرامي وتتيه إعجاباً على الأقلام(7)


(1) اسبطر : أصلها استبطر .
(2) الخفر : أراد به رجال الأمن .
(3) القر : البرد .
(4) استنم : اصطنع النوم .
(5) الخماسيات : 154 .
(6) الخماسيات : 35 .
(7) الخماسيات : 41 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 329


وثالثة في مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ـ من الكامل ـ مطلعها :
وحي الضمير بثاقب الأفكار اضفى على قلمي سنا أشعاري(1)

كما أنه نظم في الإمام الحسين عليه السلام وقد أثبتناه في محله .

(1) الخماسيات : 47 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 330


(40)
إبراهيم بن ناصر مبارك
1325 ـ 1399هـ = 1907 ـ 1979م

هو الشيخ إبراهيم بن ناصر بن عبد النبي بن يوسف آل إبراهيم آل مبارك الهجيري التوبلي البحراني .
ولد في الهجير(1) البحرانية عام 1326هـ(2) ، ونشأ في حجر أبيه وتتلمذ عليه وعلى أخيه الشيخ محمد حسين(3) مبادئ العربية والإسلامية وفي عام 1349هـ انتقل من الهجير إلى عالي(4) واستوطنها وفيها تتلمذ على الشيخ خلف بن أحمد آل عصفور إلى أن توفي عام 1355هـ فرحل إلى النجف وأخذ من فضلائها وأعلامها كالشيخ الخاقاني(5) والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء(6) والسيد أبو الحسن الأصفهاني(7) والشيخ عبد

(1) الهجير : من قرى تُوبلي ، ويقال هجر البحرين ، وهي قاعدة البحرين .
(2) جاء في موسوعة شعراء البحرين : 1/37 أنه توفي عام 1325هـ وقد اعتمدنا على كتابة مقدمة نجل المؤلف على ديوانه المراثي المخطوط .
(3) محمد حسين : هو ابن ناصر بن عبدالنبي البحراني المبارك من علماء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري .
(4) العالي : بلدة تقع في المنطقة الوسطى على بعد حوالي 12 كيلومتراً جنوب المنامة عاصمة البحرين .
(5) الخاقاني : هو جاسم بن هادي .
(6) كاشف الغطاء : هو ابن علي بن محمد رضا الجناحي المالكي ولد سنة 1294هـ ، وهو من أعلام الإمامية ، له مصنفات كثيرة منها (الدين والإسلام) وله ديوان شعر ، مات في مدينة كرند الإيرانية سنة 1373هـ ودفن في النجف .
(7) الأصفهاني : هو ابن محمد بن عبدالحميد الموسوي البهبهاني ، ولد سنة 1284هـ ، وهو من أعلام الإمامية ومراجعها توفي سنة 1365هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 331


الجليل الولي(1) والشيخ محمد رضا آل ياسين(2) والسيد محسن الحكيم(3) ، والشيخ خلف العصفوري(4) وبقي بها بضع سنوات ثم عاد إلى عالي عالماً ومؤلفاً وشاعراً ، واشتغل بالتدريس والإرشاد وإقامة الصلاة ، وبلغت مؤلفاته ستة عشر مؤلفاً منها في العقيدة ومنها في الفلسفة والفقه والسيرة ومنها في الأدب والشعر ، ومن تلك الحاشية على ديوان أبي البحر الخطي(5) ، ديوان المراثي ديوان شعره الكبير(6) ، وديوان آخر باسم السوانح ، ومما جاء في ديوانه هذه القصيدة اللامية ـ من البسيط ـ والتي يقول في أولها :
وعد العراقيب(7) هل آن الوفاء به وطالما وعدت سلمى(8) ولم تفِ لي
قـد عز ريك لي يومٌ عطشـت به وجـاء ريك لـي في يوم منتهلـي
إن أخصبـت أرضهـا أتي لمنتزح لا ناقتي فـي مراعيهـا ولا جملي(9)
قـد كنـت أكره دين الاعتزال بها في سالك الدهر حتى عدت معتزلي
لـولا جنـايـة أيـام لقيـت بهـا لما احتدمت و لا أنشدت مرتحـلي
فكم حملـت من الأثقـال راسـية توحي إلي بوحي الكـاهل العبـل(10)


(1) الولي : لم أعثر على ترجمته .
(2) آل ياسين : هو ابن عبدالحسين الكاظمي ، ولد سنة 1297هـ ، من علماء الإمامية ، له مصنفات عديدة منها (لغة الراغبين في فقة آل ياسين) ، وله ديوان شعر ، مات سنة 1370هـ .
(3) الحكيم : هو ابن مهدي بن صالح الحسني الطباطبائي ولد سنة 1306هـ ، له مصنفات عديدة منها : مستمسك العروة الوثقى ، حقائق الاصول ، توفي سنة 1390هـ ودفن في النجف ، كان من مراجع الإمامية وعلمائها .
(4) العصفوري : هو ابن أحمد بن محمد الدرازي الشاخوري البحراني ، ولد سنة 1285هـ وله تصانيف عديدة منها (الأنوار الجعفرية) و(منتخب الفوائد) مات بعد عام 1338هـ .
(5) الخطي : هو جعفر بن محمد بن الحسن بن علي بن ناصر المتوفى بعد عام 1028هـ كان شاعراً أديباً وعالماً فاضلاً .
(6) توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المؤلف بلندن .
(7) العراقيب : واحدها العرقوب وهي الحيلة .
(8) سلمى : امرأة يُضرب بها المثل في التغزل .
(9) ضمن المثل المعروف : «لا ناقة لي فيها ولا جمل» .
(10) العبل : ورق مفتول غير منبسط ، أو الساقط من ورق الشجر .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 332


أقمـت فيهـا خمـول الـذكر محتقر و في الحقيقة مثلي مضرب المثل
سلها وقد جد ضعني في الضحى علنا هل فرقت بين مثوائـي ومرتحلي
ألم تكـن علمت أنـي ابـن بجدتهـا(1) يوم الهزائـز وابن الضيغم البطل
ما كنـت آسـف إلا أنـنـي رجـل عصري قديـم ومأمون من الحيل

إلى أن يقول :
عرفت دهري على وجه اليقين فلا أوليه عتباً ولا شيئـاً مـن الأمـل
لا يبـرح الـدهر لو ترخى أزمته وغـابـرات ليـاليـه على الخطل
نهنه(2) عليك فما تجـدي ملامته لا ، لا كذلك شـأن النـاكث الرذل(3)

وله في العتب قصيدة ميمية ـ من الطويل ـ يعاتب فيها صديقه الشيخ عبد الحميد الخنيزي(4) .
أخو الود إنا قـد حمدنا إلهنـا بـأنك فينا صاحب الفكر حازم
و لكننـي أشكـو إليـك ملمة غدا القلب من نيرانهـا يتضرم
مضاضة قلب لو أبثك وجدها لخيـل أن العذر منك مظـالـم
تنزهت عن أمثال ذلك جـانباً ولم أعتقـد هذا وربـك عالـم
سوى أنني من بعض ذلك أنفة تجرعها قلبي أسى وهو كـاظم(5)

ومن حكمياته قصيدة ـ من الرمل ـ قال في أولها :
ليس من يحيى حقيقياً بالحياة إن تنـاست نفسه سر الممات
أو تناسـى سر ما عاش له و الذين شـاركـوه في الحياة
ليس من عـاش خلياً أبلهـا بل هو المضنى بما جاء وفات
ليس من يكفيك أمراً كـافياً بـل هو الكافي مهمات الكفات
ليس مـن أسعر حرباً بطلاً بل هو المبطل إدراك ألديـات


(1) ابن بجدتها : أي عالم بالأمر ، وبجدة الأمر : باطنه وحقيقته .
(2) النهنهةُ : الكفّ .
(3) موسوعة شعراء البحرين : 1/40 .
(4) الخنيزي : هو الشيخ عبدالحميد بن علي .
(5) موسوعة شعراء البحرين : 1/42 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 333


ليس من حذلقة(1) السن فتـى بـل هو الأروع حر الموهبـات
ليس من لم يعص يدعى ورعاً بـل هو التـارك كل الشبهـات
ليس من لم يكب يدعى حازماً بل هو الجـافي طريق الكبوات(2)

وله أيضاً من قصيدة ـ من البسيط ـ :
بي من بلا الدهر تطويق وتقليد ومـن تـآويـلـه مـد وتشـديـد
يراود الحب قلبـي وهو طيعه و كيف يعصي وأسباب الهوى رود(3)
مآخذ القهر من أين المناص لنا منه وممـا جنته الخـرد(4) الخود(5)
تكسرت وأسارت لي فملت لها والقلـب منقبض والطـرف ممدود
جاءت وطرتها من فوق غرتها فـالشمـس طالعـ ة والليل موجود
الـخـد حد له في القلب تخديد و القـد عود له فـي النفـس تقديد
ولـو دنونا لهم قالوا لنا ابتعدوا ولو دعونـا لهم قلنـا لهم عـودوا(6)

ويقول في قصيدة أخرى ـ من البسيط ـ في الصفات الحسنة والسيئة :
من يسمع الحق إن الحق هتاف وكان لله فـي الراجين الطاف
من يفعل الخير لم يعدم نوافله فدولة الخير بين الناس أسلاف
من يعدم الحلم لم يسلم له خلق إن الجنون بغير الحلم أصناف
لا يحمد الناس من مرء مروته حتى يكون لـه عدل وإنصاف
ولا يسود زعيم فـي عشيرته حتـى يكون له بذل و إسعاف
لا تحتقر سر من تبدو دمامته فأحسن الدر ما تحويه أصداف
ليس الجبان الذي يخشى منيته إن الجبان الذي هالته أرجاف(7)

وقال مخاطباً عاذليه من قصيدة ـ من الوافر ـ :

(1) حذلق الرجل : أظهر وادعى الحذق وهي المهارة .
(2) موسوعة شعراء البحرين : 98 .
(3) الرود : يقال ريح رود أي لينة الهبوب .
(4) الخرد : الجارية ، والبكر لم تُمس قط .
(5) الخود : المرأة الشابة .
(6) موسوعة شعراء البحرين : 122 .
(7) موسوعة شعراء البحرين : 169 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 334


تلطف في ملامك يا عذول وهل أسمعت حياً مـا تقول
عذيرك من عذلت فأنت غر بما بـلـغ الهوى منا جهول
دخولك في الأمور بغير علم فضـولي و منطقك الفضول
ولسـت الأولـي بما تعاني فشأنكم اقصروا فيه وطـولوا
فـإن العاذليـن لنـا كثيـر وأما الـعـاذرون فهم قليـل
قصير الحب يا هـذا طويل وأصـغـر أمره أمر جليـل
وأدنى ما يكون من المبادئ يكون لقلب صاحبه الذهـول
أتعلم من عذلـت وما هواه تنح فإنـه الخطب المهـول
كأن الناس ليس هم الأناسي بما كانوه بل جــن وغول(1)

وقال من قصيدة في التفكر في خلق الله ـ من مجزوء الكامل ـ :
الفكر يصبح فـي انطلاق وعلى صبـوح واغتبـاق(2)
والـكـون فـي تصريفه آت بــآيـات لـبــاق
تفنـى الخـلائـق كلهـا لـكـن وجه الله بـاقـي
إن كـان آخـري الفنـاء فليـس ينفعنـي أبـاقـي
إن كـان حـكـم الله قدر أي شـيء مـنـه واقـي
والمرء ماض في الطريـ ـق وليس يدري ما يلاقي
والـكـون أمضاء الحكيـ ـم على اختلاف وانتساق
مـن بسـمـة فوق الشفا هِ ودمعة فـوق الـمـراق
مـا بيـن بـاك بالضحى وضاحك تحـت الـرواق(3)

وقال يذكر الشيب والموت في قصيدة ـ من مجزوء الكامل ـ :
الشيب من نذر الحرام والموت مستبق الأنام
وجميـع أعناق الأنام مطـوقـات بالحمام
فإذا تصـبـح بالكرام فقـد تغبـق باللئـام
إذ لا يمـانـي لا يبا لي لا يحابي بالسلام


(1) موسوعة شعراء البحرين : 186 .
(2) الاغتباق : العشى .
(3) موسوعة شعراء البحرين : 177 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 335


لم يعشه نور النـهـا رِ و لا يتعتع(1) بالظلام
لا يختشي لمع السيـو فِ ولا يُخـوَّف بالسهام
يغدو فيصرع من يلا قيه ويرمي كل رامي(2)

وله أيضاً من قصيدة ـ من الكامل ـ :
و صلت كزورة طيفها المتخيل حذر الرقيب فانهلن وعلل(3)
غفل الرقيب فامكنتهـا فرصة قد لا يطول زمانها فتعجـل
وإذا وجدت صـدودها فلعلـه كانت هي الأدرى بها فتجمل
و عجبت إذ سمح الزمان لآمل مـاقـي زمانك بغية لمؤمل
حكم الزمان على الكرام وحكمه ماض بـأن لا يكرموا فتقبل
فكـأنهـم غرماؤه لم يستخفوا منـه إلا بلغـة المتـسـول
أمكـا اللئـام فـإنهـم أبناؤه ومحلهم من نفسه لم يجهل(4)

وقال ـ من الكامل ـ في قصيدة :
مالي بوادي الأبرقين(5) مرام لولا الذين بثغرتيـه أقاموا
لعن الوشاة بما جنوه عليك يا سلمى عليك تحيـة وسلام
فتكلمي ولتخرس الخطباء عن نطق فما كل الكلام كـلام
هذا البياض مشوه شعري وفي أبشاركن صبابة وغــرام
ونحافة الأجسام نقص وهو في أخصاركن تهيّف وقــوام
ذم التثنـي غيـر أن قدودكن موائس(6) تهفـو وهن قيام


(1) تعتع الشيء : حركة بعنف وقلقله .
(2) موسوعة شعراء البحرين : 199 .
(3) علله : سقاه سقياً بعد سقي .
(4) موسوعة شعراء البحرين : 189 .
(5) الأبرق : جبل مخلوط برمل ، جاء في معجم البلدان : 1/66 «إذا جاؤوا بالابرقين في شعرهم مثنى فأكثر ما يريدون أبرقي حُجر اليمامة وهي منزل على طريق مكة من البصرة بعد رميلة اللوى للقاص ، مكة ، وقال الزمخشري الابرقان : ماء لبني جعفر» .
(6) الميس : التبختر في المشي .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 336


ويبـكـتـون(1) على الفتور وأنه بلحاظكن على الصباة سهام
ما قدر أسود غير أن شفـاهكـن بهـا لقلب الـوالهين هيـام
وشعـوركـن إذا أظلـت غـرة فالبدر بدر والظـلام ظـلام
مـالـي وما للخرد الخود الحسان ومـا لهـن رعاية و ذمـام
يظهـرن للـنـاس الوئـام لهالك فـي حبهـن ومالهـن وئام
يقتلـن بـارزة وفـي حجلاتهـا ولـهـا بآفاق السماء ضرام
وسنابك الميمون تفحص في الثرى فيغير الأجواء منه(2) قتام(3)

ونختم ترجمته بأبيات من قصيدة ـ من البسيط ـ في رثاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويذكر فيها وصيه علياً عليه السلام :
إذا سرى الـبـرق من نجد بتذكار فقد تذكرت ما للدار من جار
حـديثـاً ذو شجـون يابن جارتنا فعد عـلـي بـإيراد وإصدار
واضرب لنا مثلاً بالمصطفى وعلي المرتضى فربيب الدار للـدار
وأنسب ذراعـاً بما فيها إلى عضد والصنو للصنو في طيع وآثار
زكّـاه أكـرمـه ربـّاه علّـمـه مغيبـات مضـامين وأقـدار(4)

إلى أن يقول :
فالمصطفى مصطفى مما برى الباري والمرتضى مرتضى مما ذرى الذاري
أميــر سلـم وإســلام مسلمــة له ولايــة أبـــرار وفجـــار
لا يقبــل الله من عبــد عبـادته إلا بـه وتذكــر منـه يا حــار(5)


(1) بكت : ضرب ، غلبه بالحجة ، قرعه وعنفه .
(2) القتام : الظلام ، الأسود .
(3) موسوعة شعراء البحرين : 203 .
(4) في حلية الأولياء 10/86 أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال علياً من بعدي وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلفوا من طينتي ، رزقوا فهماً وعلماً ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي للقاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي) .
(5) إشارة إلى القول المحكي عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقد نظم فيه السيد الحميري شعراً ـ من المنسرح ـ منها :
=

السابق السابق الفهرس التالي التالي