البالغون الفتح في كربلاء 121

إستشهاده :


قال : فأقبل الحسين عليه السلام بالصبيان والنساء معه لا يلوي على شيء ، وأقبل قيس بن مسهر الصيداوي إلى الكوفة بكتاب الحسين ، حتى إذا إنتهى إلى القادسية أخذه الحصين بن تميم فبعث به إلى عبيدألله بن زياد (لع) ، فقال له عبيدألله : إصعد إلى القصر فسب الكذاب إبن الكذاب ، يعني به ألإمام الحسين عليه السلام فصعد ثم قال : أيها الناس ، هذا الحسين إبن علي خير خلق ألله ، إبن فاطمة بنت رسول ألله ، وأنا رسوله إليكم ، وقد فارقته بالحاجز ، فأجيبوه ، ثم لعن عبيدألله بن زياد (لع) واباه ، وإستغفر لعلي بن ابي طالب . قال : فأمر به عبيدألله بن زياد (لع) أن يرمي به من فوق القصر ، فرمي به ، فتقطع فمات . قال المحقق السماوي : قال الطبري لما بلغ الحسين عليه السلام إلى عذيب الهجانات في ممانعات الحر ، جاءه اربعة نفر ومعهم دليلهم الطرماح بن عدي الطائي وهم يجنبون فرس نافع المرادي ، فسألهم الحسين عليه السلام عن الناس وعن رسوله ، فأجابوه عن الناس وقالوا له : رسولك من هو ؟ قال : قيس .
فقال مجمع العائذي : اخذه الحصين فبعث به إلى إبن زياد فأمره أن يلعنك وأباك ، فصلى عليك وعلى أبيك ، ولعن إبن زياد وأباه ، ودعانا إلى نصرتك وأخبرنا بقدومك ، فأمر به إبن زياد فألقي من طمار القصر فمات رضي ألله عنه (1).
فترقرقت عينا الحسين عليه السلام وقال : «فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً»
أللهم إجعل لنا ولهم الجنة منزلا ، وإجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك ورغائب مذخور ثوابك .

(1) محمد طاهر السماوي : إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام ص 87 .
البالغون الفتح في كربلاء 122

جاء في المجموعة (1): فهو (قيس بن مسهر الصيداوي) رضوان ألله تعالى عليه من شهداء الثورة الحسينية في الكوفة وليس من شهداء الطف ، لكنه شريكهم في ألأجر والشرف ، ولذا خُص بالسلام عليه في زيارة الناحية المقدسة والرجبية . وليس صحيحا ما ورد في المناقب أنه كان حاملا رسالة ألإمام الحسين عليه السلام من كربلاء إلى سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وعبدألله بن وال وآخرين ، وذلك لأن قيسا قتل قبل ورود ألإمام عليه السلام كربلاء . نعم ، لقد كان قيس بن مسهر رضوان ألله تعالى عليه رسولا أساسيا بين مكة والكوفة أو على وجه الدقة بين ألإمام الحسين عليه السلام ومسلم رضوان ألله عليه فقد بعثه ألإمام عليه السلام مع مسلم في النصف من شهر رمضان ، وعلى فرض صحة أصل وقوع حادثة المضيق من بطن الخبت فقد أرسله مسلم إلى ألإمام عليه السلام ثم حمل جواب ألإمام عليه السلام إلى مسلم . ثم (لما رأى مسلم إجتماع الناس على البيعة في الكوفة للحسين كتب إلى الحسين عليه السلام بذلك ، وسرح الكتاب مع قيس واصحابه عابس الشاكري وشوذب مولاهم ، فأتوه إلى مكة ولازموه ، ثم جاؤوا معه) ، ثم بعثه ألإمام عليه السلام إلى الحاجر من بطن الرمة في الثامن من ذي الحجة أو بعده . وفي قيس يقول الكميت ألأسدي :
وشيخ بني الصيداء قد فاض قبلهم


5 ـ عمارة بن صلخب ألأزدي :

ذكر أهل السير أنه كان فارسا شجاعا . كان عمارة من الشيعة الذين بايعوا مسلم بن عقيل رضوان ألله عليه في الكوفة وخرج معه(2). بعدما علم مسلم أن مجموعات إبن زياد أخذت تخذل الناس عنه بقيادة كثير بن

(1) نجم الدين الطبسي : المجموعة الموضوعية ج2 ص 73 .
(2) محمد السماوي : إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام ص 144 .
البالغون الفتح في كربلاء 123

شهاب ، ومحمد بن ألأشعث وآخرين وأخذت هذه المجاميع تقطع الطرق على المجاهدين المناصرين له والمقبلين إليه من ضواحي الكوفة وأن هناك حملة مداهمات وإعتقالات كبرى أرسل مسلم قوة عسكرية بقيادة عمارة بن صلخب ألأزدي .
قال أبو مخنف : وخرج محمد بن ألأشعث حتى وقف عند دور بني عمارة وجاءه عمارة بن صلخب ألأزدي وهو يريد إبن عقيل ، عليه سلاحه ، فأخذه فبعث به إلى إبن زياد فحبسه . عن إبن عقيل . ولما قبض على مسلم وقتل أخرج عمارة بن صلخب ألأزدي وجيء به إلى إبن زياد فقال له : من أنت ؟ قال : من ألأزد ، قال : إنطلقوا به إلى قومه ، فضربت عنقه (1).


6 ـ العباس بن جعدة الجدلي :

كان من الشيعة المخلصين في الولاء ، وبايع مسلما ، وكان يأخذ البيعة للإمام الحسين عليه السلام وأخذ الذين عقد لهم مسلم بن عقيل رضوان ألله عليه على ربع تميم وهمدان .
قال ابو مخنف (2): حدثني يوسف بن يزيد ، عن عبدالله بن خازم ، قال : أنا وألله رسول إبن عقيل إلى القصر لأنظر إلى ما صار أمر هانئ ، قال : فلما ضرب وحبس ركبت فرسي وكنت أول أهل الدار دخل على مسلم بن عقيل رضوان الله عليه بالخبر ، وإذا نسوة لمراد مجتمعات ينادين : يا عثرتاه ! يا ثكلاه ! فدخلت على مسلم بن عقيل رضوان ألله عليه بالخبر ، فأمرني أن أنادي في اصحابه وقد ملأ منهم الدور حوله ، وقد بايعه ثمانية عشر ألفا . وفي الدور أربعة آلاف رجل ، فقال لي : ناد : يا منصور أمت ،

(1) تاريخ الطبري : ج4 ص 575 .
(2) المصدر السابق : ص 574 .
البالغون الفتح في كربلاء 124

فناديت : يا منصور أمت ، وتنادي أهل الكوفة فإجتمعوا إليه ، فعقد مسلم لعبيدألله بن عمرو بن عزيز الكندي على ربع كندة وربيعة ، وقال : سر أمامي في الخيل ، ثم عقد لمسلم بن عوسجة ألأسدي على ربع مذحج وأسد ، وقال : إنزل في الرجال فأنت عليهم ، وعقد لأبي ثمامة الصائدي على ربع تميم وهمدان ، وعقد لعباس بن جعدة الجدلي على ربع المدينة ثم أقبل نحو القصر ، فلما بلغ إبن زياد إقباله تحرز في القصر ، وغلق ألأبواب .
ولما تخاذل الناس عن مسلم أمر إبن زياد بالقبض عليه فقبض عليه من قبل (كثير بن شهاب بن الحصين الحارثي من مذحج) وأودع السجن وبعد مقتل مسلم بن عقيل رضوان ألله عليه أمر إبن زياد بقتله .


7 ـ عبيدألله بن عمرو بن عزيز الكندي :

فارس شجاع من الشيعة في الكوفة ، ومن أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الطالبيين وشهد مشاهده ، وبايع مسلم وكان يأخذ البيعة له ، وهو أحد القادة الذين عقد لكل منهم مسلم بن عقيل رضوان الله عليه راية .
قال أبو مخنف : حدثني يوسف بن يزيد ، عن عبدألله بن خازم ، قال : أنا وألله رسول إبن عقيل إلى القصر لأنظر إلى ما صار أمر هانئ ، قال : فلما ضرب وحبس ركبت فرسي وكنت أول أهل الدار دخل على مسلم بن عقيل رضوان الله عليه بالخبر ، وإذا نسوة لمراد مجتمعات ينادين : يا عثرتاه ! يا ثكلاه ! فدخلت على مسلم بن عقيل رضوان ألله عليه بالخبر ، فأمرني أن أنادي في أصحابه وقد ملأ منهم الدور حوله ، وقد بايعه ثمانية عشر ألفا ، وفي الدور أربعة آلاف رجل ، فقال لي ناد : يا منصور أمت ، فناديت : يا منصور أمت ، وتنادى أهل الكوفة فإجتمعوا إليه ، فعقد مسلم لعبيدألله بن عمرو بن عزيز الكندي على ربع كندة وربيعة ، وقال : سر امامي في الخيل ، ثم عقد لمسلم بن عوسجة ألأسدي على ربع مذحج

البالغون الفتح في كربلاء 125

وأسد وقال :إنزل في الرجال فأنت عليهم ، وعقد لأبي ثمامة الصائدي على ربع تميم وهمدان ، وعقد لعباس بن جعدة الجدلي على ربع المدينة ثم اقبل نحو القصر ، فلما بلغ إبن زياد إقباله تحرز في القصر ، وغلق ألأبواب .
قبض عليه من قبل (كثير بن شهاب بن الحميص ) وهو أحد قواد إبن زياد وأدخل السجن وبعد مقتل مسلم أمر إبن زياد بقتله .


8 ـ عبدألله بن يقطر :

كانت أمه حاضنة للحسين عليه السلام كأم قيس بن ذريح للحسن عليه السلام ، ولم يكن رضع عندها ولكنه يسمى رضيعا له لحضانة أمه له . وأم الفضل بن العباس لبابة كانت مربية للحسين عليه السلام ولم ترضعه أيضا كما في ألأخبار لم يرضع من غير ثدي أمه فاطمة صلوات ألله عليها وإبهام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تارة وريقه تارة أخرى (2). ووالده يقطر كان خادما عند النبي صلى ألله عليه وآله وسلم وكانت زوجته ميمونة في بيت أمير المؤمنين عليه السلام وكانت ولادته قبل ولادة الحسين عليه السلام بثلاثة ايام .
قال أبو مخنف : حدثني أبو علي ألأنصاري ، عن بكر بن مصعب المزني ، قال : كان الحسين لا يمر بأهل ماء إلا إتبعوه حتى إذا إنتهى إلى زُبالة سقط إليه مقتل اخيه من الرضاعة ، عبدألله بن يقطر ، وكان سرحه إلى مسلم بن عقيل رضوان الله عليه من الطريق وهو لا يدري أنه قد أصيب ، فتلقاه خيل الحصين بن تميم بالقادسية ، فزج به إلى عبيدألله بن زياد (لع) ، فقال : إصعد فوق القصر فإلعن الكذاب غبن الكذاب ، ثم إنزل حتى أرى فيك رأيي ! قال : فصعد ، فلما اشرف على الناس قال : ايها

(1) تاريخ الطبري : ج4 ص 574 .
(2) السماوي : ألإبصار ص 69 .
البالغون الفتح في كربلاء 126

الناس ، إني رسول الحسين إبن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتنصروه وتوازروه على إبن مرجانه إبن سمية الدعي فأمر به عبيدألله فألقي من فوق القصر إلى ألأرض ، فكسرت عظامه ، وبقي به رمق فأتاه رجل يقال له عبدالملك بن عمير اللخمي فذبحه ، فلما عيب ذلك عليه قال : إنما أردت أن أريحه (1). قال هشام : حدثنا أبو بكر بن عياش عمن اخبره ، قال : والله ما هو عبدالملك بن عمير الذي قام إليه فذبحه ، ولكنه قام إليه رجل جُعد طُوال يشبه عبدالملك بن عمير . قال : فأتى ذلك الخبر حسينا وهو بزبالة ، فأخرج للناس كتابا ، فقرأه عليهم :
بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد ، فإنه قد أتانا خبر فظيع ، قتل مسلم بن عقيل رضوان الله عليه وهانئ إبن عروة رضوان ألله عليه وعبدالله بن يقطر ، وقد خذلتنا شيعتنا ، فمن أحب منكم ألإنصراف فلينصرف ، ليس عليه منا ذمام . قال إبن قتيبة وإبن مسكويه : إن الذي ارسله الحسين عليه السلام هو قيس بن مسهر وأن عبدألله بن يقطر بعثه الحسين عليه السلام مع مسلم فلما رأى مسلم ألخذلان قبل أن يتم عليه بعث عبدألله إلى الحسين عليه السلام يخبره بألأمر الذي إنتهى فقبض عليه الحصين وصار ما صار عليه من ألأمر(2).


9 ـ عبدألأعلى بن يزيد الكلبي :

شاب كوفي ممن بايعوا مسلم بن عقيل رضوان الله عليه . عن أبي مخنف قال : فحدثني أبو جناب الكلبي إن كثيرا ألفى رجلا من كلب يقال له عبدألأعلى بن يزيد ، قد لبس سلاحه يريد إبن عقيل في بني فتيان ، فأخذه

(1) تاريخ الطبري : ج4 ص 600 .
(2) السماوي : ألإبصار ص 70 .
البالغون الفتح في كربلاء 127

حتى أدخله على إبن زياد فأخبره خبره ، فقال لإبن زياد : إنما أردتك ، قال : وكنت وعدتني ذلك من نفسك ، فأمر به فحبس(1).
قال ابو مخنف : ثم إن عبيدألله بن زياد (لع) لما قتل مسلم بن عقيل رضوان ألله عليه وهانئ بن عروة رضوان الله عليه دعا بعبدألأعلى الكلبي الذي كان أخذه كثير بن شهاب في بني فتيان ، فأتي به ، فقال له : اخبرني بأمرك ، فقال : اصلحك الله ! خرجت لأنظر ما يصنع الناس ، فأخذني كثير بن شهاب ، فقال له : فعليك وعليك ، من ألأيمان المغلظة ، إن كان أخرجك إلا ما زعمت ! فأبى أن يحلف ، فقال عبيدألله : إنطلقوا بهذا إلى جبانة السبيع فأضربوا عنقه بها ، قال : فإنطلق به فضربت عنقه (2).

(1) تاريخ الطبري : ج4 ص 575 .
(2) المصدر السابق : ص 583 .
البالغون الفتح في كربلاء 128




البالغون الفتح في كربلاء 129

الفصل الثاني

الشهداء من بني هاشم عليهم السلام


1 ـ علي بن الحسين ألأكبر عليه السلام

الشخصية التي تمتلك الحضور القوي المعزز بالكرامة والتي تتوسم الشهادة منبعا للصفاء والخلود لابد أن تمتلك العمق الوجداني العام وشخصية مثل شخصية علي ألأكبر جسدت هذا الحضور الوجداني بكل معانيه لكونه ألإمتداد الخلقي للرسول صلى ألله عليه وآله وسلم والجذر العلوي الذي خاض ألأحداث الجسام من أجل إعلاء كلمة الإسلام وتثبيت دعائمه ورغم إبتعادالزمن الفعلي الحدثي لواقعة الطف تلك الواقعة التي شهدت صبره وتصابره وجهاده حتى إستشهاده والزمن المعاش نرى بوضوح أن كافة الروايات عن هذه الواقعة هي روايات مرسلة تتباين درجة الوثوق بها من ناقل إلى آخر حسب ألإنتماءات وألأهواء وألإجتهادات ودرجات العلم الروائي أي الوثوق ولذلك نجد هناك بعض التفاوتات الملحوظة بسبب التعتيم ألإعلامي الذي مارسه طغاة العصر ولكننا نلاحظ أن تلك التفاوتات أو التباينات لم تفلح في المساس بالجوهر الخاص ونشاهد أن إختلاف المؤرخين في تحديد سنة ولادة علي ألأكبر فمنهم من قال أنه ولد في الحادي عشر من شعبان أوائل خلافة عثمان بن عفان وذهب آخر

البالغون الفتح في كربلاء 130

إلى أنه ولد قبل مقتل عثمان بسنتين أي سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة كما ذكر ذلك المرحوم السيد المقرم نقلا عن إبن إدريس الحلي في مزار السرائر وذكر السيد محسن ألأمين في أعيان الشيعة ص 260 أنه ولد سنة 41 أو35 من الهجرة . ونراه بعيدا عن الواقع بعض الشيء لإتفاق أغلب المؤرخين على أن ولادته كانت أيام خلافة عثمان في حين أن عثمان قتل عام 35 هـ ومما يعزز القول أنه كان يروي الحديث عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام . وألله العالم (1).

سبب تسميته بألأكبر :


لقب (بألأكبر) لكبره عن ألإمام السجاد عليه السلام كما يذكر أن للإمام الحسين عليه السلام ستة أولاد ثلاثة منهم بإسم علي فكناهم بألأكبر وألأوسط وألأصغر للتمييز فيما بينهم (2) . وينقل السيد المقرم جملة من ألإستدلالات التي تبرهن على أن ألإمام السجاد عليه السلام هو أصغر من علي ألأكبر عليه السلام . حسب ألآتي :
1 ـ إبن جرير الطبري في تاريخ ألأمم والملوك ج6 ص 260 أورد قول حميد بن مسلم : إنتهيت إلى علي بن الحيسن ألأصغر وهو مريض إلخ . وقال في المنتخب من الذيل الملحق بجزء 12 من التاريخ ص 19 ولد للحسين علي ألأكبر ولا عقب له وعلي ألأصغر أمه أم ولد وفي ص88 قتل علي بن الحسين مع أبيه بنهر كربلاء وليس له عقب وشهد علي ألأصغر مع أبيه كربلاء وهو إبن ثلاث وعشرين سنة وكان مريضا نائما على الفراش .

(1) المرحوم السيد عبدالرزاق المقرم : علي ألأكبر عليه السلام ص 12 .
(2) إبن الصباغ المالكي : الفصول المهمة ج2 ص 151 .
البالغون الفتح في كربلاء 131

2 ـ إبن قتيبة في المعارف ص 93 ولد للحسين علي ألأكبر أمه بنت أبي مرة وعلي ألأصغر أمه أم ولد وفي ص 94 قال : وأما علي بن الحسين ألأصغر فليس للحسين عقب إلا منه .
3 ـ الدينوري في ألأخبار الطوال ص 254 تقدم علي بن الحسين ألأكبر وفي ص 256 قال : لم ينج من أصحاب الحسين وولده وولد أخيه إلا إبنه علي ألأصغر وكان مراهقا . (ونجد أن مثل هذا التعبير يشكل تناقضا مع الواقع التاريخي الذي ينقل لنا بأن السجاد كان متزوجا وبنص أغلب المؤرخين وأرباب المقاتل على أن ولده الباقر كان في الطف وله من العمر ثلاث أوأربع سنوات وفي كل ألأحوال فإن هذه الصفة لا تصح من الدينوري بحق السجاد عليه السلام حسب تفسير الموازين الشرعية وألإجتماعية إلا إذا كان القصد المعني هو عدم تحمل ألإمام السجاد لأعباء ألإمامة ) .
4 ـ اليعقوبي في التاريخ ج2 ص94 طبعة النجف وأما علي بن الحسين ألأصغر فليس للحسين عقب إلا منه .
5 ـ القرماني في التاريخ ص 108 هم الشمر بقتل علي بن الحسين ألأصغر وهو مريض .
6 ـ الدميري في حياة الحيوان بمادة البغل إن علي بن الحسين ألأصغر يلقب زين العابدين وكان له أخ أكبر منه يسمى عليا قتل مع أبيه بكربلاء .
7 ـ السهيلي في الروض ألآنف ج2 ص326 قتل معه بالطف علي ألأكبر وأما علي ألأصغر لم يقتل معه ، أمه أم ولد إسمها سلافة بنت كسرى يزدجر.
8 ـ الشعراني في لواقح ألأنوار ج1 ص 23 كان للحسين من ألأولاد

البالغون الفتح في كربلاء 132

علي ألأكبر وعلي ألأصغر وله العقب .
9 ـ سبط إبن الجوزي في تذكرة الخواص ص 156 علي ألأكبر قتل مع أبيه وعلي ألأصغر وهو زين العابدين والنسل له .
10 ـ إبن كثير في البداية والنهاية ج9 ص 103 إشتهر علي بن الحسين بزين العابدين وكان له أخ أكبر منه يقال له علي أيضا قتل مع أبيه .
11 ـ الديار بكري في تاريخ الخميس ج2 ص 319 كان زين العابدين إبن ثلاث وعشرين سنة وهو علي ألأصغر وأما علي ألأكبر فإنه قتل مع أبيه .
12 ـ إبن خلكان في وفيات ألأعيان بترجمة السجاد ج1 ص 347 طبعة إيران يقال لزين العابدين علي ألأصغر وليس للحسين عقب إلا منه .
13 ـ (الصبان في إسعاف الراغبين) بهامش نور ألأبصار ص 194 أن من أولاد الحسين عليا ألأكبر وعليا ألأصغر وله العقب .
14 ـالحافظ الثبت علي بن محمد بن علي الخزار الرازي القمي في كفاية ألأثر ص 318 من النسخة الملحقة بأربعين المجلسي والخرائج للرواندي في باب ما جاء عن الحسين من النص وفيه أن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة قال : كنت عند الحسين إذ دخل عليه علي بن الحسين ألأصغر فدعاه الحسين وقبل ما بين عينيه ثم نص بألإمامة عليه وعلى الباقر عليه السلام .
15 ـ في مجالس الصدوق ص 93 مجلس 30 عن الصادق عليه السلام أن الحسين جاء إلى كربلاء بأولاده علي ألأكبر وعلي ألأصغر .
16 ـ الشبلنجي في نور ألأبصار ص 194 إن من أولاد الحسين علياً ألأكبر إستشهد مع أبيه وعليا ألأصغر زين العابدين .

البالغون الفتح في كربلاء 133

17 ـ الشيخ فخر الدين الطريحي في المنتخب ص 20 طبعة الهند وصف السجاد [ألأصغر عليه السلام والمقتول بألأكبر عليه السلام . هذا ما عليه المؤرخون من وصف السجاد بألأصغر وهناك جماعة إستوضحوا كبر المقتول مع أبيه والذين إكتفوا بتوصيفه بألأكبر وسكتوا عن وصف زين العابدين بألأصغر منهم .
18 ـ إبن ألأثير في الكامل ج4 ص 30 قال : أول من قتل من آل أبي طالب علي ألأكبر وأمه ليلى .
19 ـ المسعودي في مروج الذهب ج2 ص 91 والتنبيه وألأشراف ص 263 قتل مع الحسين إبنه علي ألأكبر .
20 ـ إبن الصباغ في الفصول المهمة ص 209 طبعة إيران قتل مع الحسين علي ألأكبر .
21 ـ إبن العماد في شذرات الذهب ج1 ص 66 قتل مع الحسين ولداه علي ألأكبر وعبدألله .
22 ـ المحب الطبري في ذخائر العقبى ص 151 إستشهد علي ألأكبر مع أبيه .
23 ـ الوطواط في غرر الخصائص ص 229 في باب 11 فصل ثاني أول من قتل علي ألأكبر .
24 ـ الشبراوي في ألإتحاف بحب ألأشراف ص 47 أن عليا ألأكبرقتل مع ابيه بكربلاء .
25 ـ شيخنا الشهيد ألأول من أعيان علمائنا ألإمامية في مزار الدروس قال ثم زر علي بن الحسين وهو ألأكبر على ألأصح .
26 ـ سيد العلماء ميرزا أبو القاسم الطهراني في شرح زيارة عاشوراء

البالغون الفتح في كربلاء 134

ص 254 طبعة بمبي قال ألأصح عند المؤرخين أن المقتول في الطف هو ألأكبر .
27 ـ إبن إدريس الحلي في مزار (السرائر) بعد أن إختار أن ألأكبر هو المقتول قال : على هذا علماء التاريخ والنسب منهم البلاذري والنسابة العمري وإبن أبي ألأزهر في الفاخر وأبو علي بن همام في ألأنوار إلى غيرهم .
28 ـ الشيخ الجليل العلامة ميرزا محمد علي ألأوردبادي النجفي رحمه ألله حكاه عن النفحة العنبرية في النسب ومفتاح النجا في مناقب أهل العبا للحارثي البدخشي وتذكرة ألأئمة للمولى محمد باقر اللاهيجي وجماعة أُخر(1).

أُمه :


ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وتكنى أم شيبة وجدتها بنت أبي العاص بن أمية وعمةأبيها برزة بنت مسعود زوجة صفوان بن أمية أم ولده عبدألله ألأكبر (2) روي أن معاوية سأل ذات يوم وهو في مجلسه عن أمر الخلافة من أحق الناس بهذا ألأمر ؟ فأجابوه أنت ، قال لا ، أولى الناس بهذا ألأمر علي بن الحسين بن علي جده رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم وفيه شجاعة بني هاشم وسخاء بني أمية وزهو ثقيف . (ونستخلص من هذا القول أن معاوية كان يريد أن يصرف ألأنظار عن شرعية الحسين عن الخلافة لعقد البيعة لإبنه يزيد وأن يتوج دعائم فضيلة لم تكن لأهله منها شيء . فقد كانت أمه ليلى من بيت الشرف والرفعة ، ولد أبوها مرةعلى عهد رسول

(1) المرحوم السيد عبدالرزاق المقرم : علي ألأكبر عليه السلام ص 16 .
(2) المصدر السابق : نقلا عن الإصابةج3 ص 249 .
البالغون الفتح في كربلاء 135

ألله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت له صحبة مع الرسول صلى ألله عليه وآله وسلم ولما قتل أبوه عروة خرج هو وأخوه أبو المليح إلى النبي صلى ألله عليه وآله وسلم وأخبراه بمقتل أبيهما وأسلما ورجعا إلى الطائف مسلمين . جدها عروة أحد العظيمين اللذين قالت قريش فيهما : «وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ» (1) والقريتان مكة والطائف والعظيم ألآخر الوليد بن المغيرة المخزومي الملقب بالوحيد لعلو كعبه بين القوم وعظيم شأنه إضافة إلى ثرائه فإنه لم ينقطع ملكه شتاء وصيفا حيث كان يكسو الكعبة وحده .
وقال السيد المقرم : أنه كان يُفرش له بإزاء الكعبة من ناحية داره بعد وفاة عبدالمطلب كما كان يفرش لإبن جدعان من ناحية داره ويفرش (لشيخ ألأبطح) أبي طالب مكان أبيه عبدالمطلب بإزائها .
والوليد هذا هو المراد بقوله تعالى «ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً{11} وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً{12} وَبَنِينَ شُهُوداً{13}»(2)ولمكانة عروة ومحله من الشرف والزعام أرسلته قريش لعقد الصلح مع النبي ألأكرم صلى ألله عليه وآله وسلم يوم الحديبية .
وكان كافرا ثم أسلم سنة تسع من الهجرة ثم عاد إلى قومه يدعوهم إلى ألإسلام وعندما أظهر إسلامه . رموه بالنبال فأصابه سهم فمات . فسألوه ما ترى في دمك ؟ قال كرامة أكرمني ألله بها وشهادة ساقها ألله إلي ليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول ألله صلى الله عليه وآله وسلم فإدفنوني معهم فلما مات دفنوه مع الشهداء وفي حقه قال الرسول ألأعظم صلى ألله عليه وآله وسلم (ليس كمثله في قومه إلا كمثل صاحب ياسين في قومه) .
وفي مسعود الثقفي تجتمع ليلى مع المختار بن أبي عبيدة الثقفي

(1) سورة الزخرف ، ألآية : 31 .
(2) سورة المدثر ، ألآيات : 11 ـ 13 .
البالغون الفتح في كربلاء 136

فإنها بنت ابي مرة بن عروة بن مسعود والمختار بن ابي عبيدة بن مسعود فابو مرة والد ليلى والمختار ولد عم (1).

صفاته :


إن المؤرخين لم ينصّوا على مشابهةآل النبي صلى الله عليه وآله وسلم له في جميع الصفات إلا ولده ألأكبر (أي تكامل الصفات جميعها)(2). ويكفي دلالة قول الحسين عليه السلام في حقه عندما برز يوم الطف إذ قال : (أللهم إشهد فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخُلقا ومنطقا برسولك صلى ألله عليه وآله وسلم ، وكنا إذا إشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه ) (3).
روى المفيد في ألإرشاد أنه كان أصبح الناس وجها . كما أنه كان كريما ويروي أنه كان يوقد نار القرى ليقد الضيف وينقل السيد ألأمين في ألإيمان ص 262 فيقول أن الشعراء كانت تكيل له المدح : قال أبو الفرج في المقاتل حدثني أحمد بن سعيد عن يحيى عن عبيدألله بن حمزةعن الحجاج بن المعتمر الهلالي عن عبيدة وخلف ألأحمر ، إن ألأبيات ألآتية قيلت في علي بن الحسين ألأكبر عليه السلام :
لم تر عين نظرت مثله من محتف يمشي ومن ناعل
يغلي نهئ اللحم حتى إذا أنضج لم يغل على ألآكل
كان إذا شبت له ناره يوقدها بالشرف القابل
كيما يراها بائس مرمل أو فرد حي ليس بالآهل
لا يؤثر الدنيا على دينه ولا يبيع الحق بالباطل
أعني إبن ليلى ذا السدى والندى أعني إبن بنت الحسب الفاضل

(1) المقرم : علي ألأكبر عليه السلام ص 10 .
(2) المصدر السابق : ص 39 .
(3) السيد إبن طاوُس : الملهوف على قتلى الطفوف ص 166 .
البالغون الفتح في كربلاء 137

كنيته :


إن علي الأكبر عليه السلام كان متزوجا من أم ولد ويؤيد ذلك ما أورده السيد المقرم بقوله ورواية أحمد بن أبي نصر البزنطي تشهد بأنه كان متزوجا من جارية (1) له ولد منها .
فإنه قال للإمام الرضا عليه السلام الرجل يتزوج المرأة وأم ولد أبيها قال عليه السلام : لا بأس . ثم يضيف إن من المعلوم أن الجارية لا يقال لها أم ولد إلا إذا ولدت من سيدها فهذا الحديث شاهد صريح على أن علي ألأكبر كانت عنده جارية قد أولدها (2).

ألأكبر عليه السلام إلى كربلاء :


عندما خفق ألإمام الحسين عليه السلام برأسه ثم إنتبه وهو يحمد ويسترجع فاقبل إليه إبنه علي ألأكبر وكان على فرس له . فقال له يا أبه ، جعلت فداك مم حمدت ألله وإسترجعت ؟
فقال الحسين عليه السلام (يا بني ، إني خفقت برأسي خفقة فعن لي فارس على فرس) .
فقال : (القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم ، فعلمت أن أنفسنا نعيت إلينا ) .
قال له ألأكبر : (يا أبت لا أراك ألله سوءا السنا على الحق ؟).
قال : (بلى والذي إليه مرجع العباد) .
قال : (يا أبت إذن لا نبالي أن نموت محقين) .
قال له : (جزاك ألله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده) .

(1) السيد المقرم : علي ألأكبر ص 19 .
(2) سماحة العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين : أنصار الحسين عليه السلام ص 129 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي