البالغون الفتح في كربلاء 186

مظعون (1). برز للقتال بعد أخيه عبدألله وقاتل قتال ألأبطال المستميتين. لا تأخذه في ألله لومة لائم وأخذ يضرب فيهم حتى قتل منهم أحد عشر رجلا غير من جرح وهو يرتجز :
إني انا عثمان ذو المفاخر شيخي علي ذو الفعال الطاهر
صهر النبي المطهر الطاهر أخو حسين خيرة ألأخاير
وسيد الكبار وألأصاغر بعد الرسول والوصي الناصر

وبينما هو على هذه الحال رماه اللعين خولي بن يزيد ألأصبحي بسهم فقتله وإحتز رأسه الشريف . ورد ذكره في زيارة الناحية (السلام على عثمان بن علي بن أبي طالب عليه السلام سَمي عثمان بن مظعون لعن ألله راميه بالسهم خولي بن يزيد ألأصبحي) ورد ذكره في مقاتل الطالبيين ، الملهوف لإبن طاوُس نقلا عن تقريب المعارف مخطوط ، أنصار الحسين ، الزيارة ، ألإرشاد الطبري ألأصفهاني المسعودي الخوارزمي . راجع المقرم (2).

4 ـ جعفر بن علي بن أبي طالب عليه السلام :

هو جعفر بن علي بن ابي طالب عليه السلام أمه فاطمة بنت حزام الكلابية الملقبة بأم البنين ولد بعد أخيه عثمان بسنتين وكان عمره يوم الطف تسع عشرة سنة سماه أبوه أمير المؤمنين _جعفرا) تكريما لأخيه جعفر بن أبي طالب لما يمتلكه من مكانة في نفس ألإمام علي عليه السلام . ذكره الشيخ محمد مهدي شمس الدين (3)تقدم للقتال بعد أن إستأذن ألإمام الحسين عليه السلام في

(1) السيد إبن طاوُس : الملهوف ص 149 .
(2) المقتل : ص 266 .
(3) أنصار الحسين عليه السلام 130 وجاء أنه ورد ذكره في (الزيارة ، ألإرشاد ، الطبري ، ألأصفهاني، المسعودي والخوارزمي).
البالغون الفتح في كربلاء 187

ذلك بأمر من أخيه العباس عليه السلام فبرز للقتال وهو ينشد :
إني انا جعفر ذو المعالي إبن علي الخير ذي النوال
ذاك الوصي ذو السنا والوالي حسبي بعمي جعفر والخال
أحمي حسينا ذا الندى المفضال

دخل حومة الميدان حتى جندل الرجال تلو الرجال من جيش البغاة الفاسقين وتمكن من قتل ما يقارب من ثمانية عشر رجلا وعندما رأى ألأرجاس أنه ذو عزيمة لا تلين وعريكة لا تقهر . فشدوا عليه وتمكنوا من إصابته فسقط إلى ألأرض فدنا منه المجرم هانئ بن ثبيت الحضرمي فقتله وإحتز رأسه . قال أبو الفرج ألأصفهاني نقلا عن نصر بن مزاحم أن قاتله خولي بن يزيد ألأصبحي(1)وهذا قول ضعيف . ورد في زيارة الناحية (السلام على جعفر إبن أمير المؤمنين عليه السلام الصابر بنفسه محتسبا والنائي من ألأوطان متقربا المستسلم للنزال المتقدم للقتال المكسور بالرجال لعن ألله قاتله هانئ بن ثبيت الحضرمي) .


5 ـ أبو بكر بن علي بن ابي طالب عليه السلام :

لقد إختلف المؤرخون في أصل تسميته فذهب بعضهم إلى أن إسمه محمد ألأصغر كما أكد الشيخ السماوي (2) إن إسمه محمد ألأصغر لكنه اضاف أو عبدألله وجاء في الزيارة الرجبية إن إسمه محمد أو عبيدألله المتشرف بالسلام في زيارة الناحية ونقلا عن تاريخ العلماء ووفياتهم والسيرة النبوية وأخبار الخلفاء وألإمامة والسياسة ونظم درر السمطين وجمهرة أنساب العرب ما نصه (أبو بكر إسمه عبدألله وقتل في الطف وذهب الشيخ المفيد في ألإرشاد إلى أن محمد ألأصغر هو المكنى بأبي

(1) مقاتل الطالبيين ص 55 .
(2) السماوي : إبصار العين ص 49 .
البالغون الفتح في كربلاء 188

بكر وتابعه على ذلك الشيخ الطبرسي في تاج المواليد وأخذ بذلك المرحوم ألأربلي في كشف الغمة نقلا عن المفيد فيتضح من خلال ما تقدم أن محمد ألأصغر هو نفسه الملقب بأبي بكر أما ألأصفهاني فقد ذكر أن ابا بكر بن علي بن ابي طالب عليه السلام لم يعرف إسمه وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي إبن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم وأمها عميرة بنت قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر ـ سيد أهل الوبر ـ بن عبيد بن الحرث وهو مقاعس وأمها عناق بنت عصام بن سنان بن خالد بن منقر وأمها بنت أعبد بن أسعد بن منقر وأمها بنت سفيان بن خالد بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعيد بن زيد مناة بن تميم (1)وفي سلمى جده قال الشاعر :
يُسوَّد أقوام وليسوا بسادة بل السيد الميمون سلمى بن جندل

وهذا ما أكد عليه كتاب جمهرة أساب العرب لإبن حزم ص 18 ومقتل الخوارزمي ج2 ص 18 لكن كتاب صفوة الصفوة ج1 ص 19 ذكر لنا بأن أمه أم ولد وقد قتل مع أخيه الحسين ذكره الشيخ محمد مهدي شمس الدين وقال أنه ورد ذكره في (الزيارة والطبري وألأصفهاني والمسعودي) وأمه أم ولد وقيل أن أمه اسماء بنت عميس (2) قال صاحب المجموعة الموضوعية : إن أمه لبابة بنت عبيدألله بن العباس (3) ونرى أن هذا ألإستدلال من إبن خياط لم يكن صحيحا لكون لبابة بنت عبيدألله هي زوجة سيدنا العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام الشهيد بكربلاء وقد

(1) ألأصفهاني : مقاتل الطالبيين ص 57 .
(2) أنصار الحسين عليه السلام ص 130 .
(3) عزت الله المولائي ومحمد جعفر الطبسي : الموسوعة الموضوعية ج4 ص 390 عن تاريخ خليفة إبن خياط .
البالغون الفتح في كربلاء 189

نص على ذل جمع غفير من المؤرخين والحال هذا يعني على فرض صحة رواية إبن خياط فإن محمدا ألأصغر هو إبن العباس رضوان الله عليه في حين لم ينص أي من المؤرخين على شهادة أحد من أولاد العباس في الطف بإستثناء إبن شهر آشوب في الجريدة في أنساب العلويين (1)وهو قول شاذ لا يعول عليه كما لاحظت أن إبن خياط قد وقع في نفس ألإشتباه فيما يخص العباس ألأصغر أيضا حيث ذهب إلى أن أمه لبابة بنت عبيدالله إبن العباس (2). جاء في الموسوعة الموضوعية أنه : (تشرف بالشهادة يوم الطف)(3)بينما يستشهد العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين بما ورد في (ألإرشاد ـ الخوارزمي ـ ألأصفهاني والطبري) إذ يقول (شُك في قتله ) (4)ثم يعود ألأصفهاني عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحيسن قال : قتله رجل من همدان ويضيف المدائني أنه وجد في ساقية مقتولا لا يعرف قاتله (5).
وأمام هذه المتضادات يتفق السيد ألأمين في كتابه لواعج ألأشجان وإبن شهر آشوب والسماوي (6) أنه برز إلى القتال وهو ينشد :
شيخي علي ذو الفخار ألأطول من هاشم الخير الكريم المفضل
هذا حسين إبن النبي المرسل عنه نحامي بالحسام المصقل
تفديه نفسي من أخ مبجل


(1) المقرم : العباس عليه السلام ص 305 .
(2) القرشي : العباس عليه السلام ص 289 .
(3) عزت ألله المولائي والشيخ جعفر الطبسي : ج 4 ص 388 نقلا عن شذرات الذهب وتاريخ الخميس ومستدركات علم الحديث .
(4) أنصار الحسين عليه السلام : ص 135 .
(5) مقاتل الطالبيين : ص 57 .
(6) إبصار العين : ص 49 .
البالغون الفتح في كربلاء 190

حتى قتله زجر بن بدر النخعي ويقال عقبة الغنوي .
أما صاحب المجموعة فيقول : (ورمى رجل من بني أبان بن دارم محمد بن علي بن أبي طالب فقتله وجاء برأسه )(1) . وهذا ما أكده كتاب مناهل الضرب في أنساب العرب وأكد هذا القول أيضا ألأصفهاني بقوله حدثني أحمد بن عيسى قال : حدثنا الحسين بن نصر عن أبيه عن عمرو بن شمر بن جابر عن أبي جعفر وحدثني أحمد بن شيبة عن أحمد بن الحرث عن المدائني أن رجلا من تميم من بني أبان إبن دارم قتله (2). ورغم أن إبن شهر آشوب ذكر إسمه مع من قتل من بني هاشم لكنه عاد ليقول (لم يقتل محمد ألأصغر بن علي عليه السلام لمرضه ) . يتضح مما تقدم أن محمد ألأصغر أو عبدألله كما سماه البعض هو نفسه المكنى بأبي بكر هذا من جانبنا ويبقى الموضوع يحتاج إلى الكثير من الدراسة والتحقيق وألله العالم .

(1) الموسوعة ج4 ص 386 نقلا عن الطبري .
(2) مقاتل الطالبيين ص 57 .
البالغون الفتح في كربلاء 191

الشهداء من أولاد ألإمام الحسن عليه السلام


1 ـ أبو بكر إبن ألإمام الحسن عليه السلام :

أمه أم ولد ولا نعرف أمه (1)ذكره المدائني بإسناد عنه عن أبي مخنف عن سلمان بن أبي راشد : إن عبدألله بن عقبة الغنوي قتله . وفي حديث عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر : إن عقبة الغنوي قتله وإياه عنى سليمان بن قتة وفي الطبري إبن أبي عقب بقوله :
وعند غني قطرة من دمائنا وفي أسد أخرى تعد وتذكر

وفي إبصار العين :
وعند غني قطرة من دمائنا نجزيهم يوما بها حيث حلت
إذا إفتقرت قيس جبرنا فقيرها وتقتلنا قيس إذا النعل زلت

ذكره السيد إبن طاوُس رحمه ألله بقوله أن ابا بكر إبن الحسن هو أخو القاسم لأمه وأبيه مقتول قبل أخيه القاسم . على خلاف ما ذكره الخوارزمي حيث قال : إن عبدألله بن الحسن عليه السلام خرج بعد القاسم عليه السلام وألأصح أنه برز قبل أخيه القاسم رضوان ألله عليه .
كما ذكره المرحوم السيد المقرم وقال : وخرج أبو بكر إبن الحسن

(1) ألأصفهاني : مقاتل الطالبيين ص 58 .
(2) الملهوف : هامش ص 167 .
البالغون الفتح في كربلاء 192

إبن أمير المؤمنين عليه السلام وهو عبدألله ألأكبر وأمه أم ولد يقال لها رملة أم القاسم وأبي بكر وعبدألله (1) وفي نسب قريش القاسم وأبو بكر قتلا بالطف ولا عقب لهما (2) . إقتحم الميدان وهو يرتجز :
إن تنكروني فأنا إبن حيدرة ضرغام آجام وليث قسورة
على ألأعادي مثل ريح صرصرة أكيلكم بالسيف كيل السندرة

فقاتل حتى قتل . وقد أورد المرحوم المقرم نقلا عن أعلام الورى للطبرسي ص 127 والمجدي في النسب لأبي الحسن العمري وإسعاف الراغبين على هامش نور ألأبصار ص 202 أنه تزوج سكينة بنت الحسين عليه السلام وقيل أنه لم يدخل بها بسبب السفر إلى كربلاء (3).


2 ـ القاسم بن الحسن عليه السلام :

هو القاسم إبن ألإمام الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السلام وأمه أم ولد يقال لها رملة وفي طبقات إبن سعد نفيلة . توفي ابوه وله من العمر سنتان . كفله عمه ألإمام الحسين عليه السلام تربى ونشأ في كنفه وكان عمره يوم الطف ثلاث عشرة سنة .
روى ألأصفهاني عن أحمد بن عيسى قال : حدثنا الحسين بن نصر قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عمر بن سعيد عن أبي مخنف عن سليمان إبن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال : خرج إلينا غلام كأنه شقة قمر في يده السيف وعليه قميص وإزار ونعلان قد إنقطع شسع أحدهما ما أنسى أنها كانت اليسرى (4) وبذلك يقول الشيخ الحجة القرشي فأنف

(1) المقتل : ص 264 نقلا عن الحدائق الوردية أن أمه وأم القاسم رملة وفي تذكرة الخواص ص 103 عن طبقات إبن سعد نفيلة .
(2) المصدر السابق : نقلا عن مصعب الزبيري : ص 50 .
(3) المصدر السابق : انظر هامش ص 264 .
(4) مقاتل الطالبيين : ص 58 .
البالغون الفتح في كربلاء 193

سليل النبوة أن تكون إحدى رجليه بلا نعل فوقف يشده متحديا تلك الوحوش الكاسرة وغير حافل بها (1)ولسان حاله يقول كما قال جعفر بن علية بن ربيعة :
أشد قبال نعلي أن يراني عدوي للحوادث مستكينا

وقال آخر :
أتراه حين أقام يصلح نعله بين العدى كيلا يروه بمحتف
غلبت عليه شآمة حسنية أم كان بألأعداء ليس بمحتف

وللعلامة السيد مير علي أبو طبيخ رحمه ألله :
أهوى يشد حذاءه والحرب مشرعة لأجله
ليسومها ما أن غلت هيجاؤها بشراك نعله
متقلدا صمصامه متفيئا بظلال نصله
لا تعجبن لفعله فالفرع مرتهن بأصله
السحب يخلفها الحيا والليث منظور بشبله(2)

فإغتنم هذه الفرصة الرجس الخبيث عمرو بن سعد بن نفيل ألأزدي وفي الملهوف إنه فضيل ألأزدي فقال : وألله لأشدن عليه فقلت له : سبحان ألله وما تريد إلى ذلك يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد إحتوشوه من كل جانب قال : وألله لأشدن عليه فما ولى وجهه حتى ضرب رأس الغلام بالسيف فوقع الغلام لوجهه وصاح : يا عماه . فجلى الحسين عليه السلام كما يجلي الصقر ، وشد شدة ليث أغضب ، فضرب إبن فضيل بالسيف فإتقاه بساعده فأطنها من لدن المرفق فصاح صيحة سمعه أهل العسكر فحمل أهل الكوفة ليستنقذوه فوطأته الخيل

(1) حياة ألإمام الحسين عليه السلام : ج 3 ص 273 .
(2) المقرم : المقتل ص 265 .
البالغون الفتح في كربلاء 194

حتى هلك (1). قال : وإنجلت الغبرة ، فرأيت الحسين عليه السلام قائما على رأس الغلام وهو يفحص برجله ، والحسين عليه السلام يقول : (بعدا لقوم قتلوك ، ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك وأبوك) ثم قال : (عز وألله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك ، أويجيبك فلا ينفعك صوته ، هذا يوم وألله كثر واتره وقل ناصره ) ثم حمله على صدره ورجلا الغلام تخطان ألأرض . فجاء به حتى ألقاه مع إبنه علي بن الحسين ألأكبر عليه السلام والقتلى من أهل بيته وأخذ يطيل النظر إلى تلك الكواكب المشرقة من أهل بيته . فأخذ يناجي ربه ويدعو على القتلة المجرمين الذين إنتهكوا حرمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله وقال : كما نقل الخوارزمي (أللهم إحصهم عددا ولا تغادر منهم أحدا ، ولا تغفر لهم أبدا . صبرا يا بني عمومتي صبرا يا اهل بيتي لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا).
وقال الشاعر المرحوم الحجة السيد عبدالرزاق المقرم :
ناهيك بالقاسم إبن المجتبى حسن مزاول الحرب لم يعبأ بما فيها
كأن بيض مواضيها تكلمه غيد تغازله منها غوانيها
كأن سمر عواليها كؤوس طلا تزفها راح ساقيها لحاسيها
لو كان يحذر بأسا أو يخاف وغى ما إنصاع يصلح نعلا وهو صاليها
أمامه من أعاديه رمال ثرى من فوق اسفلها ينهال عاليها
ما عممت بارقات البيض هامته فإحمر بألأبيض الهندي هاميها
إلا غداة رأته وهو في سنة عن الكفاح غفول النفس ساهيها
وتلك غفوة ليث غير مكترث ما ناله السيف إلا وهو غافيها
فخر يدعو فلبى السبط دعوته فكان ما كان منه عند داعيها
فقل به ألأشهب البازي بين قطا قد لف أولها فتكا بتاليها


(1) السيد إبن طاوُس : الملهوف على قتلى الطفوف ص 168 .
البالغون الفتح في كربلاء 195

جنى ولكن رؤوس الشوس يانعة وما سوى سيفه البتار جانيها
حتى إذا غص بالبتار أرحبها وفاض من علق البتار واديها
تقشعت ظلمات الخيل ناكصة فرسانها عنه وإنجابت غواشيها
وإذ به حاضن في صدره قمرا يزين طلعته الغراء داميها
وافى به حاملا نحو المخيم وألآ ماق في وجهه حمر مجانيها
تخط رجلاه في لوح الثرى صحفا الدمع منقطها والقلب تاليها
آه على ذلك البدر المنير محا بالخسف غرته الغراء ماحيها(1)

وجاء في موسوعة كربلاء أنه برز للقتال وهو يرتجز :
إن تنكروني فأنا إبن الحسن سبط النبي المصطفى والمؤتمن
هذا حسين كألأسير المرتهن بين أناس لا سُقوا صوب المزن(2)

وفي المناقب لإبن شهر آشوب :
إني أنا القاسم من نسل علي نحن وربيت ألله أولى بالنبي
من شمر ذي الجوشن أو إبن الدعي

ذكر بعض المؤرخين أن القاسم عندما أراد النزول إلى ساحة القتال ظل يتوسل إلى عمه حتى أذن له بالمشاركة أقول هذا مناف لما جاء من إستخبار ألإمام عليه السلام ليلة عاشوراء عندما دعاهم للإنصراف فأجابه إخوته وأهله وأنصاره بلسان واحد وألله يا سيدنا يا ابا عبدألله لا نخليك أبدا وألله . وماذا نقول للناس إذا تركنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وإمامنا وإبن بنت نبينا وحده ، لا وألله يابن رسول ألله لن نفارقك أبدا ولكنا نقيك بأنفسنا حتى نقتل بين يديك ونرد موردك فقبح ألله العيش بعدك . فقال ألإمام عليه السلام لهم : يا قوم إني غدا أقتل وتقتلون كلكم معي ولا يبقى منكم واحد

(1) مقتل المقرم : ص 266 .
(2) الدكتور لبيب بيضون : ج2 ص 127 .
البالغون الفتح في كربلاء 196

فقالوا : الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك وشرفنا بالقتل معك أو لا ترضى أن نكون معك في درجتك يابن رسول ألله فقال عليه السلام : جزاكم ألله خيرا ودعا لهم بخير فأصبح فقال له القاسم بن الحسين عليه السلام : وأنا فيمن يقتل فأشفق عليه فقاله له : يا بني كيف الموت عندك قال : يا عم أحلى من العسل فقال عليه السلام : اي وألله فداك عمك إنك لأحد ممن يقتل من الرجال معي بعد أن تبلو ببلاء عظيم .

قصة زواج القاسم عليه السلام :


وملخصه أن ألإمام الحسن عليه السلام كان قد أوصى بتزويج إبنه القاسم عليه السلام من إبنة اخيه الحسين عليه السلام المسماة زبيدة (ذلك أن الحسين عليه السلام بعد وفاة شهربانو أم زين العابدين عليه السلام ، تزوج بأختها شاهزنان فولدت له زبيدة هذه ، وقبر زبيدة خاتون في الري جنوبي طهران على مسافة ثلاثة ضرائح من قبر الشاه عبدالعظيم الحسني (راجع أسرار الشهادة ، ص 310 ) لذلك قام الحسين عليه السلام في كربلاء بإجراء عقد الزواج بين القاسم وزبيدة في خيمة بعد أن ألبسه ثيابا جديدة لكن القاسم رغم ذلك فضل الشهادة على الزواج وقال لخطيبته : لقد أخرنا عُرسنا إلى ألآخرة . فبكت الهاشميات (1).
وقد رد المحقق المرحوم السيد عبدالرزاق المقرم طاب ثراه على القائلين بعرس القاسم بقوله : كل ما يذكر في عرس القاسم غير صحيح لعدم بلوغ القاسم سن الزواج ولم يرد به نص صحيح من المؤرخين . والشيخ فخر الدين الطريحي عظيم القدر جليل في العلم فلا يمكن لأحد

(1) الدكتور لبيب بيضون : موسوعة كربلاء الباب السادس ج 2 ص 128 نقلا عن فخر الدين الطريحي في كتابه (المنتخب في المراثي والخطب) ص 373 وكذلك المياحي في (العيون العبرى) ص 158 .
البالغون الفتح في كربلاء 197

أن يتصور في حقه هذه الخرافة فثبتوها في كتابه المنتخب مدسوسة في الكتاب وسيحاكم الطريحي واضعها في كتابه ! وما أدري من أين أثبت عرسه فضيلة السيد علي محمد اللكهنوي الملقب تاج العلماء فكتب رسالة في عرسه سماها القاسمي كما جاء في الذريعة للطهراني ج17 ص 4 رقم 19(1). ونرى أن ما أورده السيد المقرم هو حجة دامغة ونزيد على ذلك أن ظرف المعركة لا يتيح لمثل هذه ألأمور إذ لا يمكن لأي لبيب متتبع أن يقتنع بهذا الموضوع وإننا نعتقد بأن هذا الموضوع هو من موضوعات بعض خطباء المنبر الذين يحاولون بهذه المواضيع إثارة مشاعر الناس وعواطفهم ومع ذلك نرى أن ألأمر غير مخل .


3 ـ عبدألله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام :

ذكره ألأصفهاني في مقاتل الطالبيين وقال :إن أمه هي بنت السليل إبن عبدألله أخي جرير بن عبدألله البجلي وذكره الشيخ السماوي وقال : إن أمه بنت الشليل البجلي والشليل أخو جرير بن عبدألله ، كانت لهما صحبة (2). وذكر آخرون أن أمه أم ولد كما ذكره الشيخ محمد مهدي شمس الدين وقال : كان عمره حين قتل إحدى عشرة سنة (3).

أمه :


بنت السليل بن عبدألله أخي عبدألله بن جرير البجلي ، وقيل أمه أم ولد (وكذلك قال الطبري ) قتله : حرملة بن كاهل ألأسدي ، رماه بسهم في حجر الحسين عليه السلام وهو صريع . وكان بحر بن كعب قد قطع يد

(1) المقتل : هامش ص 264 والقاسم بن الحسن عليه السلام ص 320 .
(2) ألإبصار : ص 51 .
(3) أنصار الحسين عليه السلام : ص 132 .
البالغون الفتح في كربلاء 198

الغلام حين أهوى ليضرب الحسين عليه السلام فإتقى الغلام الضربة بيده فأصابته(1).
جاء في ألإرشاد : لما ضرب مالك بن النسر الكندي بسيفه ألإمام الحسين عليه السلام على رأسه الشريف وأخذه نزف الدم فوضع ألإمام قلنسوته ودعا بخرقة فشد رأسه بالخرقة ولبس القلنسوة وجلس ليستريح فرأى عبدألله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وكان جميل الخلق عمه بهذا الحال فلم يتمالك نفسه فخرج مسرعا وحاولت عمته زينب بنت علي عليه السلام ألإمساك به فأبى . فقال الحسين عليه السلام : (إحبسيه يا أُخيه) فإمتنع عليها إمتناعا شديدا وقال : وألله لا أفارق عمي ، وأهوى اللعين أبجر بن كعب ويقال بحر بن كعب إلى ألإمام الحسين عليه السلام بالسيف ، فقال له الغلام : ويلك يابن الخبيثة أتقتل عمي !؟ فضربه أبجر بالسيف فإتقاها الغلام بيده ، فأطنها إلى الجلد فإذا يده معلقة : ونادى الغلام يا أماه : فأخذه الحيسن عليه السلام فضمه إليه وقال . يابن أخي إصبر على ما نزل بك ، وإحتسب في ذلك الخير فإن ألله يلحقك بآبائك الصالحين (أللهم متعهم إلى حين وفرقهم تفريقا ، وإجعلهم طرائق قددا ، ولا ترض الولاة عنهم أبدا فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا)(2) وقد قتل على صغر سنه جماعة . حتى قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي وعلى رأي حرملة بن كاهل ألأسدي (3).
ذكر في المجموعة الموضوعية (إن المنهال بن عمرو قال : دخلت على زين العابدين عليه السلام أودعه وانا اريد ألإنصراف من مكة فقال : يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل ؟ وكان معي بشر بن غالب ألأسدي

(1) السيد إبن طاوُس : الملهوف ص 173 .
(2) المفيد : ألإرشاد ص 345 ـ 350 .
(3) ألأصفهاني : مقاتل الطالبيين ص 59 .
البالغون الفتح في كربلاء 199

فقلت : هو حي في الكوفة فرفع يديه وقال : أللهم أذقه حر الحديد ، أللهم أذقه حر الحديد ، أللهم أذقه حر النار ! قال المنهال : وقدمت إلى الكوفة والمختار بها فركبت إليه ، فلقيته خارجا من داره ، فقال يا منهال ألم تشركنا في ولايتنا هذه ؟ فعرفته أني كنت بمكة فمشى حتى أتى الكناس ووقف كأنه ينتظر شيئا فلم يلبث أن جاؤوا فقالوا :أبشر أيها ألأمير فقد أُخذ حرملة ! فجيء به فقال : لعنك ألله ، الحمد لله الذي أمكنني منك ، الجزار الجزار ! فأُتي بجزار ، فأمر بقطع يديه ورجليه ، ثم قال : النار النار ! فأُتي بنار وقصب . فأُحرق ، فقلت : سبحان ألله ! سبحان ألله ! فقال : إن التسبيح لحسن ، لِم سبحت ؟ فأخبرته بدعاء زين العابدين عليه السلام فنزل عن دابته وصلى ركعتين وأطال السجود ثم ركب وسار فحاذى داري فعزمت عليه بالنزول والتحرم بطعامي فقال : إن علي بن الحسين عليه السلام دعا بدعوات فأجابها ألله على يدي ثم تدعوني إلى الطعام !؟ هذا يوم صوم شكرا لله تعالى ! فقلت : (أدام ألله توفيقك) (1).

(1) هامش ص 382 من الموسوعة نقلا عن ذوب النضار.
البالغون الفتح في كربلاء 200




البالغون الفتح في كربلاء 201

الشهداء من آل عقيل رضي الله عنهم


1 ـ عبدالله بن مسلم بن عقيل رضي ألله عنه :

جاء في إبصار العين إن أُمه رقية بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأمها الصهباء أم حبيب بنت عباد بن ربيعة بن يحيى بن العبد إبن علقمة التغلبية . قيل بيعت لأمير المؤمنين من سبي اليمامة وقيل من سبي عين التمر ، فأولدها علي عليه السلام عمر ألأطرف ورقية (1). . إنبرى للقتال وهو يرتجز :
اليوم القى مسلما وهو أبي وفتية ماتوا على دين النبي
ليسوا كقوم عرفوا بالكذب لكن خيار وكرام النسب
من هاشم السادات أهل الحسب

وفي المقتل نقلا عن القندوزي في ينابيع المودة :
نحن بنو هاشم الكرام نحمي عن السيد ألإمام
نجل علي السيد الضرغام سبط النبي الملك العلام(2)

وقاتل قتال ألأبطال فقتل جماعة كثيرة بثلاث حملات . ولم يزل يقاتل حتى رماه اللعين عمرو بن صبيح الصدائي بسهم فإتقاه بيده

(1) السماوي : إبصار العين ص 66 .
(2) مقتل بحر العلوم : ص 351 .
السابق السابق الفهرس التالي التالي