البالغون الفتح في كربلاء 315

قلبي . ثم رمت برأس إبنها رجلا فقتلته ، وعادت إلى المخيم فأخذت عمود خيمة وحملت على القوم وهي تقول :
أنا عجوز في النسا ضعيفة خاوية بالية نحيفة
أضربكم بضربة عنيفة دون بني فاطمة الشريفة

فضربت رجلين فقتلتهما ، فردها الحسين عليه السلام إلى الخيمة ودعا لها .
تعليق السيد محسن ألأمين على شهادة الغلام السابق :


قال السيد ألأمين رحمه ألله : وهذا منتهى علو النفس وصدق الولاء ، من هذه المرأة وإبنها ، أن يكون زوجها قد قتل وهي تنظر إليه ، ثم تأمر ولدها الشاب بنصرة الحسين عليه السلام ، وهي تعلم أنه مقتول ، فتسوقه إلى القتل مختارة طائعة ، ويطيعها إبنها في ذلك ، فيقدم على القتل غير مبال ولا وجل . ثم يرخص له الحسين عليه السلام في ترك القتال مخافة أن تكون أمه تكره قتاله ، بعدما قُتل أبوه في المعركة ، فيأبى حقا إنه لمقام وموقف جليل ، تزل به ألأقدام وتذهل فيه ألألباب(1). أما الشيخ محمد مهدي شمس الدين قال : ذكره إبن شهر آشوب والخوارزمي والبحار ونعتقد أن عمروا هذا هوالشاب الذي قتل أبوه في المعركة فأمرته أمه أن يتقدم ويقاتل وكره الحسين عليه السلام ذلك قائلا : (هذا شاب قتل أبوه في المعركة ولعل أمه تكره خروجه) فقال الشاب : (أمي أمرتني ..) فإن ملابسات الموقفين واحدة ، وليس من الطبيعي أن يكونا رجلين ، ثم لا نعرف إسم الشاب ولا إسم أبيه . هل هو (عمر (عمير بن كناد) الذي ورد ذكره في الرجبية ؟ (يمن ، عرب الجنوب) (2). أما المرحوم السماوي قال (جاءت أنصار الحسين عليه السلام غير الطالبيين مع الحسين عليه السلام وإلى

(1) لبيب بيضون : موسوعة كربلاء ص 104 .
(2) ألأنصار : ص 101 .
البالغون الفتح في كربلاء 316

الحسين عليه السلام بلا عيال ، لأن من خرج منهم معه من المدينة لا يأمن لخروجه خائفا ومن جاء إليه في الطريق وفي الطف إنسل إنسلالا من ألأعداء إلا ثلاثة نفر جاؤوا إلى الحسين عليه السلام بعيالهم وهم : جنادة بن الحرث السلماني فإنه جاء مع عياله وإنضم إلى الحسين عليه السلام وضم عياله إلى عيال الحسين عليه السلام فلما قتل أمرت زوجته ولدها عمر أن ينصر الحسين عليه السلام فأتاه يستأذنه في القتال فلم يأذن له وقال : هذا غلام قتل أبوه في المعركة ولعل أمه تكره ذلك ، فقال الغلام : إن أمي هي التي أمرتني ، فأذن له (1).
جاء في المجموعة الموضوعية (ويرى النمازي إتحاد جنادة بن الحارث ألأنصاري مع جنادة بن كعب بن الحارث ألأنصاري ويراه غير جنادة بن الحارث السلماني ألأزدي الذي عده المامقاني ، من أصحاب الرسول صلى ألله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام ولم يجد النمازي في زيارة الناحية المقدسة أو في الرجبية ذكرا لإسم جنادة ـ خلافا قال المامقاني ـ ) وسلم الحجة عليه السلام عليه بقوله : السلام على جنادة بن كعب بن الحارث ألأنصاري وإبنه عمرو بن جنادة ) بل وجد في الموضعين : السلام على حيان الحارث السلماني ألأزدي وهذا هو الوارد في متن الزيارات بالفعل (2).


3 ـ جنادة بن الحارث ألأنصاري :

هو جنادة بن كعب ألأنصاري الخزرجي من الشيعة المخلصين في الولاء وممن صحب ألإمام الحسين عليه السلام من مكة وجاء معه وزوجته (أم عمرو ) وولده عمرو قتل في الحملة ألأولى (3)وذكره السيد بحر العلوم

(1) إبصار العين : ص 169 .
(2) المجموعة الموضوعية : ج4 ص 376 .
(3) السماوي : ألإبصار ص 124 .
البالغون الفتح في كربلاء 317

وقال قتل في الحملة ألأولى ولكن إبن شهر آشوب يذكر له في المناقب ج4 ص 104 قتل مبارزة(1)، قال المامقاني : فلما كان يوم الطف وشب القتال ، وحمل أهل الكوفة على عسكر الحسين عليه السلام تقدم جنادة هذا وقاتل حتى نال شرف الشهادة في الحملة ألأولى ، ثم شرف بتخصيص الحجة المنتظر (عج) بالتسليم عليه بقوله (السلام على جنادة بن كعب بن الحارث ألأنصاري الخزرجي ، وإبنه عمر بن جنادة)(2).
جاء في موسوعة كربلاء : خرج جنادة بن الحارث ألأنصاري وهو يقول :
أنا جنادة وأنا إبن الحارث لست بخوار ولا بناكث
عن بيعتي حتى يقوم وارث من فوق شلوٍ في الصعيد ماكث(3)

وجاء في أنصار الحسين عليه السلام أنه من اليمن ومن عرب الجنوب وقال لا نعرف عنه شيئا آخر . يقول إبن شهر آشوب ولم يزل يقاتل حتى قتل ستة عشر رجلا ثم قتل رضوان ألله عليه (4).


4 ـ عابس بن شبيب الشاكري :

هو عابس بن شبيب بن شاكر بن ربيعة بن مالك بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد الهمداني الشاكري وبنو شاكر بطن من همدان(5).
ذكر أرباب السير أن عابسا كان من رجال الشيعة رئيسا شجاعا

(1) المقتل : ص 411 .
(2) تنقيح المقال : ج16 ص 239 .
(3) د . لبيب بيضون : ص 102 .
(4) العلامة محمد مهدي شمس الدين : ص 79 .
(5) السماوي : إبصار العين ص 98 .
البالغون الفتح في كربلاء 318

خطيبا ناسكا متهجدا وكانت بنو شاكر من المخلصين بولاء أمير المؤمنين عليه السلام وفيهم يقول عليه السلام يوم صفين (لو تمت عدتهم ألفا لعبد ألله حق عبادته ) وكانوا من شجعان العرب وحماتهم وكانوا يلقبون (فتيان الصباح) فنزلوا في بني وداعة من همدان فقيل لها فتيان الصباح . وقيل لعابس الشاكري الوادعي (1)بنو شاكر من جذام من القطانية (اليمن عرب الجنوب) . كان واعيا لمح في كلامه مع مسلم بن عقيل رضي ألله عنه ألا أنه ليس واثقا من الناس ولكنه مع ذلك مصمم على الثورة وكان من أعظم الثوار إخلاصا وحماسا (2).
جاء في ألإبصار أن أبي جعفر الطبري قال : قدم مسلم بن عقيل رضي ألله عنه الكوفة فإجتمع عليه الشيعة في دار المختار فقرأ عليهم كتاب الحسين عليه السلام فجعلوا يبكون فقام عابس بن أبي شبيب فحمد ألله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم وما أغرك منهم ولكن وألله أخبرك بما أنا موطن نفسي عليه وألله لأجبينكم إذا دعوتم ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى ألله لا أريد بذلك إلا ما عند ألله . قالوا لما ورد مسلم بن عقيل رضي ألله عنه إلى الكوفة ونزل دار المختار وأخذت الشيعة تختلف إليه قام فيهم جماعة من الخطباء يتقدمهم عابس الشاكري وثناه حبيب فقام وقال لعابس بعد خطبته : رحمك ألله لقد قضيت ما نفسك لواجز من القول وأنا وألله الذي لا إله إلا هو لعلى مثل ما أنت إليه (3). وقال الطبري أيضا أن مسلما لما بايعه الناس تحول من دار المختار إلى دار هانئ بن عروة كتب إلى الحسين عليه السلام كتابا يقول فيه : أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله

(1) المصدر السابق .
(2) العلامة محمد مهدي شمس الدين : أنصار الحسين عليه السلام ص 95 .
(3) السماوي : ص 98 .
البالغون الفتح في كربلاء 319

وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا فحيهلا بألإقبال حتى يأتيك كتابي فإن الناس كلهم معك ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى وأرسل الكتاب مع عابس فصحبه شوذب مولاه (1).

شهادة عابس :


قال الطبري : لما إلتحم القتال يوم عاشوراء وقتل بعض أصحاب الحسين عليه السلام جاء عابس بن أبي شبيب ومعه شوذب مولى شاكر فقال : يا شوذب ما في نفسك أن تصنع ؟ قال : ما أصنع ! أقاتل معك دون إبن بنت رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم حتى أقتل قال : ذلك الظن بك ، أما ألآن فتقدم بين يدي أبي عبدألله حتى يحتسبك كما أحتسب غيرك من أصحابه وحتى إحتسبك أنا ، فإنه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به مني بك لسرني أن يتقدم بين يدي حتى أحتسبه فإن هذا اليوم ينبغي لنا أن نطلب ألأجر فيه بكل ما قدرنا عليه فإنه لا عمل بعد اليوم ، وإنما هو الحساب ، قال : فتقدم فسلم على الحسين عليه السلام ثم مضى فقاتل حتى قتل (2).
ثم قال عابس إبن أبي شبيب يا أبا عبدألله ما أمسى على ظهر ألأرض قريبا ولا بعيدا أعز علي ولا أحب إلي منك ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشيء أعز علي من نفسي ودمي لفعلته السلام عليك يا أبا عبدألله أشهد ألله إني على هديك وهدي أبيك ثم مشى بالسيف مصلتا نحوهم وبه ضربة على جبينه(3).
قال أبو مخنف : حدثني نمير إبن وعلة عن رجل من بني عبد من همدان يقال له ربيع بن تميم شهد ذلك اليوم قال : لما رأيته مقبلا عرفته

(1) المصدر السابق : ص 99 .
(2) الطبري : ج4 ، ص 640 .
(3) المصدر السابق .
البالغون الفتح في كربلاء 320

وقد شاهدته في المغازي وكان أشجع الناس فقلت : ايها الناس هذا ألأسد ألأسود ، هذا إبن أبي شبيب ، لا يخرجن إليه أحد منكم فأخذ ينادي : ألا رجل لرجل ! فقال عمر بن سعد (لع) : إرضخوه بالحجارة قال : فرمي بالحجارة من كل جانب ، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره ثم شد على الناس فوألله لرأيته يكرد أكثر من مائتين من الناس ثم إنهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل . قال : فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة هذا يقول : أنا قتلته وهذا يقول : أنا قتلته ، فأتوا عمر بن سعد (لع) فقال : لا تختصموا هذا لم يقتله سنان واحد ففرق بينهم (1).


5 ـ عبدألله بن عمير الكلبي :

هو عبدألله بن عمير بن عباس بن عبد قيس بن عليم بن جناب الكلبي العليمي أبو وهب (2) بنو عليم بن جناب : بطن من كنانة عذرة ، من قضاعة ، وكلب من قضاعة ، من القحطانية (يمن ، عرب الجنوب) شاب مقاتل شديد المراس من الكوفة من أعظم الثوار حماسا (3)قال أبو مخنف : حدثني أبو جناب قال كان منا رجل يدعى عبدألله بن عمير من بني عليم ما كان قد نزل الكوفة وإتخذ عند بئر الجعد من همدان دارا وكانت معه إمرأة له من النمر بن قاسط يقال لها أم وهب بنت عبد ، ويضيف الطبري : فرأى القوم بالنخيلة يعرضون ليسرحوا إلى الحسين عليه السلام قال : فسأل عنهم ، فقيل له : يسرحون إلى حسين بن فاطمة بنت رسول ألله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : وألله لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصا ، وإني لأرجو ألا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون إبن بنت نبيهم أيسر ثوابا عند

(1) المصدر السابق .
(2) ألإبصار : ص 139 .
(3) الشيخ العلامة محمد مهدي شمس الدين : ألأنصار ص 99 .
البالغون الفتح في كربلاء 321

ألله من ثوابه إياي في جهاد المشركين فدخل إلى إمرأته فأخبرها بما سمع ، وأعلمها بما يريد ، فقالت : أصبت أصاب ألله بك أرشد أمورك ، إفعل وأخرجني معك ، قال : فخرج بها ليلا حتى أتى حسينا ، فأقام معه (1).

دوره في كربلاء :


لما دنا عمر بن سعد (لع) من معسكر ألإمام الحسين عليه السلام ورمى بسهم إرتمى الناس ، فلما إرتموا خرج يسار مولى زياد بن أبي سفيان وسالم مولى عبيدألله بن زياد (لع) ، فقالا : من يبارز ؟ ليخرج إلينا بعضكم ، قال : فوثب حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير ، فقالا لهما حسين : إجلسا ، فقام عبدألله بن عمير الكلبي فقال : يا ابا عبدألله ، رحمك ألله ! إئذن لي فلأخرج إليهما ، فرأى حسين رجلا أدم(2)طويلا شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين فقال حسين : إني لأحسبه للأقران قتالا ، أخرج إن شئت قال : فخرج إليهما ، فقالا له : من أنت ؟ فإنتسب لهما ، فقالا : لا نعرفك ، فليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر أو برير بن خضير (3)ويسار مستنتل (4)أمام سالم ، فقال له الكلبي : يا بن الزانية وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس ، وما يخرج إليك أحد من الناس إلا وهو خير منك ثم شد عليه فضربه بسيفه حتى برد(5)فإنه لمنشغل به ليضربه بسيفه إذ شد عليه سالم فصاح به : قد رهقك العبد قال : فلم يأبه له حى غشيه فبدره

(1) الطبري : ج 4 ص 627 .
(2) أدم : شديد السمرة.
(3) تاريخ الطبري : ج4 ، ص 628 .
(4) مستنتل : مستعد .
(5) تاريخ الطبري : ج4 ، ص 622 .
البالغون الفتح في كربلاء 322

فضربه ، فإتقاه الكلبي بيده اليسرى فأطار أصابع كفه اليسرى ، ثم مال عليه الكلبي فضربه حتى قتله (1)، وأقبل الكلبي مرتجزا وهو يقول وقد قتلهما جميعا :
إن تَنكروني فأنا إبن كلب حسبي بيتي في عليم حسبي
إني إمرؤ ذو مرة وعصب ولست بالخوار عند النكب
إني زعيم لك أم وهب بالطعن فيهم مقدما والضرب
ضرب غلام مؤمن بالرب

فأخذت أم وهب إمرأته عمودا ثم أقبلت نحو زوجها تقول له : فداك أبي وأمي ! قاتل دون الطيبين ذرية محمد فأقبل إليها يردها نحو النساء فأخذت تجاذب ثوبه ثم قالت : إني لن أدعك دون أن أموت معك ، فناداها حسين فقال : جزيتم من أهل بيت خيرا ، إرجعي رحمك ألله إلى النساء فإجلسي معهن فإنه ليس على النساء قتال ، فإنصرفت إليهن(2). وقال أبو جعفر الطبري : حمل عمرو بن الحجاج الزبيدي على الميمنة ، فثبتوا له وجثوا على الركب وأشرعوا الرماح فلم تقدم الخيل ، وحمل شمر على الميسرة فثبتوا له وطاعنوه ، وقاتل الكلبي ـ وكان في الميسرة ـ قتال ذي لبد ، وقتل من القوم رجالا (3)، فحمل عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي وبكير بن حي التميمي من تيم ألله بن ثعلبة ، فقتلاه ، وكان القتيل الثاني من أصحاب الحسين عليه السلام (4).
وعلى رواية أُخذ أسيرا إلى إبن سعد فقتله صبرا (5). أما المرحوم

(1) المصدر السابق .
(2) المصدر السابق .
(3) المصدر السابق : ص 629 .
(4) ألإبصار : 141 .
(5) مقتل بحر العلوم : ص 393 .
البالغون الفتح في كربلاء 323

السيد المقرم يذكر أن هانئ بن ثبيت الحضرمي قطع يده اليمنى وقطع بكر بن حي ساقه فأخذ أسيرا وقتل صبرا (1).


6 ـ زوجة الكلبي :

قال أبو مخنف : وخرجت إمرأة الكلبي تمشي إلى زوجها حتى جلست إلى رأسه تمسح عنه التراب وتقول : هنيئا لك الجنة . فقال شمر إبن ذي الجوشن لغلام يسمى رستم : إضرب رأسها بالعمود ، فضرب رأسها فشدخه ، فماتت مكانها (رحمها ألله وجزاها عن الرسول صلى ألله عليه وآله وسلم وأهل بيته خيرا)(2).


7 ـ عمرو بن قرظة ألأنصاري :

هو عمرو بن قرظة بن كعب بن عمرو بن عائذ بن زيد بن مناة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ألأنصاري الكوفي . كان قرظة من الصحابة والرواة وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام شارك معه في حروبه وولاه فارسا وتوفي سنة إحدى وخمسين من الهجرة وهو أول من نيح عليه بالكوفة وخلف أولاد أشهرهم عمرو وعلي أما عمرو فجاء إلى أبي عبدألله الحسين عليه السلام أيام المهادنة في نزوله بكربلاء قبل الممانعة وكان الحسين عليه السلام يرسله إلى عمر بن سعد (لع) في المكالمة التي بينهما قبل إرسال شمر بن ذي الجوشن فيأتيه بالجواب حتى كان القطع بينهما بوصول الشمر (3). وخرج عمرو بن قرظة ألأنصاري يقاتل دون الحسين عليه السلام وهو يقول :

(1) مقتل المقرم : ص 241 .
(2) الطبري : ج4 ص 635 .
(3) ألإبصار : ص 121 .
البالغون الفتح في كربلاء 324

قد علمت كتيبة ألأنصار إني سأحمي حوزة الذمار
ضرب غلام غير نكس شاري دون حسين مهجتي وداري(1)

وقد نقل الشيخ السماوي : تعليقا حول ألأبيات المتقدمة الذكر بقوله دون حسين مهجتي وداري بعمر بن سعد فإنه لما قال له الحسين عليه السلام صر معي ، قال : أخاف على داري . فقال الحسين عليه السلام له : أنا أعوضك عنها . قال : أخاف على مالي . فقال له أنا أعوضك عنه من مالي بالحجاز ، فتكرّه ، إنتهى كلامه(2).

شهادته


قال السيد إبن طاوُس فخرج عمرو بن قرظة ألأنصاري فإستأذن الحسين عليه السلام فأذن له فاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء وبالغ في خدمة سلطان السماء حتى قتل جمعا كثيرا من حزب إبن زياد ، وجمع بين سداد وجهاد ، وكان لا يأتي إلى الحسين عليه السلام سهما إلا إتقاه بيده ولا سيف إلا تلقاه بمهجته . فلم يكن يصل إلى الحسين عليه السلام سوء حتى أثخن بالجراح فإلتفت إلى الحسين عليه السلام وقال : يابن رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم أ وفيت ؟ قال : ( نعم ، أنت أمامي في الجنة ، فإقرأ رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم عني السلام وإعلمه إني في ألأثر ) فقاتل حتى قتل رضوان ألله عليه(3).
قال أبو مخنف عن ثابت بن هبيرة ، وكان علي أخو عمرو بن قرظة مع عمر بن سعد (لع) ، فنادى علي بن قرظة : يا حسين ، يا كذاب إبن الكذاب أ ضللت أخي وغرررته حتى قتلته ، قال : إن ألله لم يضل أخاك ولكنه هدة أخاك وأضلك ، قال : قتلني ألله إن لم أقتلك أو أموت

(1) الطبري : ج4 ص 632 .
(2) ألإبصار : ص 122 .
(3) الملهوف : ص 162 .
البالغون الفتح في كربلاء 325

دونك ، فحمل عليه ، فإعترضه نافع بن هلال المرادي ، فحمله أصحابه فإستنقذوه ، فدُووي بعد فبرأ(1).


8 ـ زهير بن القين :

هو زهير بن القين بن قيس ألأنماري البجلي جاء في الطبري أنه من بني عمرو بن يشكر من بجلة وهم بني أنمار بن أراش بن كهلان من القحطانية (يمن ، عرب الجنوب) كان زهير رجلا شريفا في قومه نازلا في الكوفة ، شجاعا له في المغازي مواقف مشهورة ومواطن مشهودة وكان عثماني الهوى لقي الحسين عليه السلام عام 60 للهجرة وكان حاجا فأقبل معه وفي الطريق اقنعه الحسين عليه السلام فهداه ألله وإنتقل علوي الهوى .
قال أبو مخنف : فحدثني السدي ، عن رجل من بني فزارة فقال لما كان زمن الحجاج بن يوسف كنا في دار الحارث بن أبي ربيعة التي في التمارين ، التي إقتطعت بعد زهير بن القين وكان أهل الشام لا يدخلونها فكنا مختبئين فيها قال : فقلت للفزاري حدثني عنكم حين أقبلتم مع الحسين بن علي عليهما السلام قال : كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة نساير الحسين عليه السلام ، فلم يكن أبغض إلينا من أن نسايره في منزل ، فإذا سار الحسين عليه السلام تخلف زهير بن القين ، وإذا نزل الحسين عليه السلام تقدم زهير ، حتى نزلنا يومئذ في منزل لم نجد بدا من أن ننازله فيه ، فنزل الحسين عليه السلام في جانب ، ونزلنا في جانب فبينا نحن جلوس نتغدى من طعام لنا ، إذ أقبل رسول الحسين عليه السلام حتى سلم ، ثم دخل فقال : يا زهير بن القين إن أبا عبدألله الحسين بن علي عليه السلام بعثني إليك لتأتيه ، قال : فطرح كل إنسان ما في يده حتى كأننا على رؤوسنا الطير .

(1) الطبري : ج4 ص 632 .
البالغون الفتح في كربلاء 326

قال أبو مخنف : فحدثتني دلهم بنت عمرو إمرأة زهير بن القين ، قالت : فقلت له : أيبعث إليك إبن رسول ألله صلى الله عليه وآله وسلم ثم لا تأتيه ! سبحان ألله ! لو أتيته فسمعت من كلامه ثم إنصرفت ، قالت : فأتاه زهير بن القين ، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه ، قالت : فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فقدم ، وحمل إلى الحسين عليه السلام ، ثم قال لإمرأته ، أنت طالق ، إلحقي بأهلك ، فإني لا أحب أن يصيبك من سببي إلا خيرا (1). روي في معالي السبطين أنه أعطاها مالها وسلمها إلى بعض بني عمها ليوصلها إلى أهلها فقامت إليك وبكت وودعته وقالت كان ألله عونا ومعينا خار ألله لك اسألك أن تذكرني في يوم القيامة عند جد الحسين عليه السلام ومن هذه الرواية يظهر أنها فارقت زهيرا فإنصرفت إلى أهلها (2) ويضيف صاحب المعالي أن رواية أخرى نقلها إبن اعثم في تاريخه أنها لم تفارقه بل وكانت معه وقالت لزهير أتحب أن تكون مع إبن المرتضى ولا أحب أن أكون مع بنت المصطفى (3)وينقل عن صاحب تذكرة الخواص وكان زهير بن القين قد قتل مع الحسين عليه السلام وقالت إمرأته لغلام له إذهب فكفن مولاك فذهب فرأى الحسين عليه السلام مجردا فقال أكفن مولاي وأدع الحسين عليه السلام لا وألله ، ثم قال زهير لأصحابه : من أحب منكم أن يتبعني وإلا فإنه آخر العهد ، أني سأحدثكم حديثا ، غزونا (بلنجر)(4)ففتح ألله علينا وأصبنا غنائم ،فقال لنا سلمان الباهلي : افرحتم بما فتح ألله عليكم ، وأصبتم من الغنائم ! فقلنا : نعم فقال لنا : إذا أدركتم شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم منكم بما أصبتم من الغنائم ، فأما

(1) المصدر السابق : ص 598 .
(2) المازندراني : ج1 ص 379 .
(3) المصدر السابق .
(4) إسم مدينة في بلاد الخزرج خلف باب ألأبواب ـ راجع ياقوت الحموي 1 : 489 .
البالغون الفتح في كربلاء 327

أنا فإني أستودعكم ألله ، قال : ثم وألله ما زال في أول القوم حتى قتل (1). قال عقبة إبن أبي العيزار : قام حسين عليه السلام بذي حسم ، فحمد ألله وأثنى عليه ثم قال : إنه قد نزل من ألأمر ما ترون ، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت ، وأدبر معروفها وإستمرت جدّاً ، فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة ألإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل . ألا ترون إن الحق لا يعمل به ، وإن الباطل لا يتناهى عنه ! ليرغب المؤمن في لقاء ألله محقا ، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما . قال : فقام زهير إبن القين البجلي فقال لأصحابه : تتكلمون أم أتكلم ؟ قالوا : لا ، بل تكلم ثم حمد ألله فأثنى عليه ثم قال : قد سمعنا هداك ألله يا بن رسول ألله مقالتك ، وألله لو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين ، إلا أن فراقها في نصرك ومواساتك لآثرنا الخروج معك على ألإقامة فيها قال : فدعا له الحسين عليه السلام ثم قال له خيرا (2).
وعند محاولة الحر بن يزيد النزول بركب ألإمام الحسين عليه السلام في مكان غير ذي حصن ولا ماء إمتثالا لما جاءه من إبن زياد فقالوا : دعنا ننزل في هذه القرية ، يعنون نينوى أو هذه القرية يعنون الغاضرية أو هذه ألأخرى يعنون شفية فقال الحر : لا وألله ما أستطيع ذلك هذا رجل قد بعث إلي عينا ، فقال له زهير بن القين : يا بن رسول ألله إن قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمري ليأتينا من بعد من ترى ما لا قبل به فقال له الحسين عليه السلام : ما كنت لأبدأهم بقتال فقال له زهير بن القين : سر بنا إلى هذه القرية حتى ننزلها فإنها حصينة وهي على شاطئ الفرات ، فإن منعونا قاتلناهم ، فقتالهم أهون علينا من قتال من يجيء من

(1) الطبري : ج4 ص 599 .
(2) المصدر السابق : ص 605 .
البالغون الفتح في كربلاء 328

بعدهم ، فقال له الحسين عليه السلام : وأية قرية هي ؟ قال : هي العقر فقال الحسين عليه السلام : أللهم إني أعوذ بك من العقر(1)، ثم نزل . وذلك يوم الخميس وهو اليوم الثاني من المحرم سنة إحدى وستين .
قال أبو مخنف : ثم أن عمر بن سعد (لع) نادى : يا خيل ألله إركبي وإبشري . فركب في الناس ثم زحف نحوهم بعد صلاة العصر وحسين جالس أمام بيته محتبيا بسيفه إذ خفق برأسه على ركبتيه وسمعت إخته زينب الصيحة فدنت من أخيها فقالت : يا أخي أما تسمع ألأصوات قد إقتربت ! قال : فرفع الحسين عليه السلام رأسه فقال : إني رأيت رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم في المنام فقال لي : إنك ترح إلينا ، قال : فلطمت أخته وجهها وقالت : يا ويلتنا ! فقال : ليس لك الويل يا أخية إسكني رحمك الرحمن!وقال العباس بن علي : يا أخي أتاك القوم قال : فنهض ثم قال : يا عباس إركب بنفسي أنت يا أخي حتى تلقاهم فتقول لهم : ما لكم ؟ وما بدا لكم ؟ وتسألهم عما جاء بهم ؟ فأتاهم العباس فإستقبلهم في نحو من عشرين فارسا فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر فقال لهم العباس : ما بدا لكم ؟ وما تريدون ؟ قالوا : جاء أمر ألأمير بأن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو ننازلكم ، قال : فلا تعجلوا . حتى أرجع إلى أبي عبدألله فأعرض عليه ما ذكرتم ، قال : فوقفوا ثم قالوا : إلقه فأعلمه ذلك ثم إلقنا بما يقول ، قال : فإنصرف العباس راجعا يركض إلى الحسين عليه السلام يخبره بالخبر ووقف أصحابه يخاطبون القوم فقال حبيب بن مظاهر لزهير إبن القين : كلم القوم إن شئت وإن شئت كلمتهم أنا (2). فقال زهير : أنت بدأت فكلمهم فقال حبيب بن مظاهر: أما وألله لبئس القوم عند ألله غدا قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيه صلى ألله عليه وآله وسلم وعترته وأهل بيته عليهم السلام وعباد

(1) الطبري : ج4 ص 610 .
(2) المصدر السابق : ص 616 .
البالغون الفتح في كربلاء 329

أهل هذا المصر المجتهدين بألأسحار والذاكرين ألله كثيرا فقال له عزرة بن قيس : إنك لتزكي نفسك ما إستطعت ، فقال زهير بن القين : يا عزرة إن ألله قد زكاها وهداها فإتق ألله يا عزرة فإني لك من الناصحين أنشدك ألله يا عزرة أن تكون ممن يعين الضلال على قتل النفوس الزكية ! قال : يا زهير ، ما كنت عندنا من شيعة أهل البيت إنما كنت عثمانيا .
قال : أفلست تستدل بموقفي هذا إني منهم ! أما وألله ما كتبت إليه كتابا قط ولا أرسلت إليه رسولا قط ولا وعدته نصرتي قط ولكن الطريق جمع بيني وبينه فلما رأيته ذكرت به رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم ومكانه منه ، وعرفت ما يقدم عليه من عدوه وحزبكم فرأيت أن أنصره وأن أكون في حزبه وأن أجعل نفسي دون نفسه ، حفظا لما ضيعتم من حق ألله وحق رسوله صلى ألله عليه وآله وسلم (1).
قال أبو مخنف : لما كانت ليلة العاشر خطب ألإمام الحسين عليه السلام بأصحابه فقال : أما بعد فإني لا أعلم أصحابا أولى ولا خيرا من أصحابي ، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم ألله عني جميعا خيراا إلا وإني أظن يومنا من هؤلاء ألأعداء غدا إلا وإني رأيت لكم فإنطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام هذا ليل قد غشيكم فإتخذوه جملا وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي فإن القوم إنما يطلبوني فأجابه أهل بيته وبعض أصحابه كما هو مذكور عند أهل السير والمقاتل .
قال أبو مخنف : وقال زهير بن القين : وألله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا الف قتلة وأن ألله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن هؤلاء الفتية من أهل بيتك . قال : وتكلم جماعة من

(1) المصدر السابق ص 617 .
البالغون الفتح في كربلاء 330

أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد ، فقالوا : وألله لا نفارقك ، ولكن لك الفداء ، نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا فإذا نحن قتلنا كنا وفينا وقضينا ما علينا (1).
قال أبو مخنف : فحدثني علي بن حنظلة بن أسعد الشامي عن رجل من قومه شهد مقتل الحسين عليه السلام حين قتل يقال له كثير بن عبدألله الشعبي ، قال : لما زحفنا قبل الحسين عليه السلام خرج إلينا زهير بن القين على فرس له ذنوب شاك في السلاح فقال : يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب ألله نذار ! إن حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ونحن حتى ألآن أخوة وعلى دين واحد وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف وأنتم للنصيحة منا أهل فإذا وقع السيف إنقطعت العصمة وكنا أمة وأنتم أمة إن ألله قد إبتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد صلى ألله عليه وآله وسلم لينظر ما نحن وأنتم عاملون إنا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيدألله بن زياد (لع) فإنكم لا تدركون منهما إلا بسوء عمر سلطانهما كله ليسملان أعينكم ويقطعن أيديكم وأرجلكم ويمثلان بكم ويرفعانكم على جذوع النخل ويقتلان أماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدي وأصحابه وهانئ بن عروة وأشباهه . قال : فسبوه وأثنوا على عبيدألله بن زياد ودعوا له (2)وقالوا : وألله لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه أو نبعث به وبأصحابه إلى ألأمير عبيدألله سلما فقال لهم : عباد ألله إن ولد فاطمة رضوان ألله عليها أحق بالود والنصر من إبن سمية فإن لم تنصروهم فأعيذكم بألله أن تقتلوهم فخلوا بين الرجل وبين إبن عمه يزيد بن معاوية (لع) فلعمري إن يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين عليه السلام .

(1) المصدر السابق : 619 .
(2) الطبري : ج4 ص 625 .
البالغون الفتح في كربلاء 331

قال : فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم وقال : أُسكت أَسكت ألله نأمتك أبرمتنا بكثرة كلامك ! فقال له زهير : يابن البوال على عقبيه ما إياك أخاطب إنما أنت بهيمة وألله ما أظنك تحكم من كتاب ألله آيتين فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم فقال له شمر : إن ألله قاتلك وصاحبك عن ساعة قال : أفبالموت تخوفني فوألله لا تنال شفاعة محمد صلى ألله عليه وآله وسلم قوما هراقوا دماء ذريته وأهل بيته وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم قال : فناداه رجل فقال له : إن ابا عيدألله يقول لك : أقبل فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح وألإبلاغ !(1)
قال أبو مخنف : وحمل شمر بن ذي الجوشن حتى طعن فسطاط الحسين عليه السلام برمحه ونادى : علي بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله قال : فصاحت النساء وخرجن من الفسطاط قال : وصاح به الحسين عليه السلام : يابن ذي الجوشن أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهل بيتي حرقك ألله بالنار !
قال أبو مخنف : حدثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم قال : قلت لشمر بن ذي الجوشن : سبحان ألله ! إن هذا لا يصلح لك أتريد أن تجمع على نفسك خصلتين تعذب بعذاب ألله وتقتل الولدان والنساء ! وألله إن في قتلك الرجال لما ترضي به أميرك ، قال : فقال : من أنت ؟ قال : قلت لا أخبرك من أنا ، قال : وخشيت أن لو عرفني أن يضرني عند السلطان ، فجاءه رجل كان أطوع له مني ، شبث بن ربعي . فقال : ما رأيت مقالا أسوأ من قولك ، ولا موقفا أقبح من موقفك ، أمرعبا للنساء صرت ! قال : فاشهد أنه إستحيا ، فذهب

(1) المصدر السابق .
السابق السابق الفهرس التالي التالي