قال العسقلاني في ألإصابة : هو زهير بن سليم بن عمرو ألأزدي وجاء في الزيارة زهير بن بشير الخثعمي وفي نسخة ألإقبال (زهير بن سليم ألأزدي ويرجح الشيخ شمس الدين إتحاده مع زهير بن سليم ألأزدي الذي ذكره إبن شهر آشوب في عداد شهداء الحملة ألأولى (1).
قال المحقق السماوي رحمه ألله : كان زهير بن سليم ممن جاء إلى الحسين عليه السلام في الليلة العاشرة عندما رأى تصميم القوم على قتاله فإنضم إلى أصحابه ، وقتل في الحملة ألأولى (2). هو زهير بن سليم بن عمرو ألأزدي ، كان زهير بن سليم من الذين جاؤوا إلى الحسين عليه السلام في الليلة العاشرة عندما رأى تصميم القوم على قتاله ، فإنضم إلى أصحابه ألأزديين الذين كانوا مع الحسين عليه السلام .
فلما شب القتال وحمل أهل الكوفة على عسكر الحسين عليه السلام تقدم زهير بن سليم أمام الحسين عليه السلام وقاتل قتال المشتاقين حتى قتل في الحملة ألأولى .
وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدسة (السلام على زهير إبن سليم ألأزدي) وفيه يقول الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحرث بن عبدألمطلب من قصيدته التي ينعى بها على بني أمية أفعالهم (3) :
أرجعوا عامرا وردوا زهيرا
ثم عثمان فأرجعوا غارمينا
وأرجعوا الحر وإبن قين وقوما
قتلوا الحسين وجاوروا صفينا
(1) ألأنصار : ص 87 .
(2) ألإبصار : ص 143 ـ مقتل بحر العلوم : ص 386 .
(3) السماوي ألإبصار : ص 143 .
البالغون الفتح في كربلاء
366
إبن عمرو وإبن بشر وقتلى
منهم بالعراء ما يدفنونا
عني بعامر العبدي ، وبزهير هذا ، وبعثمان أخا الحسين عليه السلام ، وبالحر الرياحي ، وإبن قين زهيرا ، وبعمرو الصيداوي ، وببشير الحضرمي .
عليه توارى عن أنظار السلطة ألأموية المجرمة وإلتجأ إلى قومه . وعندما سمع بقدوم الحسين عليه السلام إلى كربلاء خرج من الكوفة وإلتحق به فبقي عنده إلى يوم الطف وعندما إلتحم القتال يوم عاشوراء تقدم إلى ألإمام الحسين عليه السلام وقتل بين يديه وكان قتله قبل صلاة الظهر في الحملة ألأولى (1).
قال إبن الكلبي : بشر بن ربيعة الخثعمي هوصاحب الخطة بالكوفة التي يقال لها جبانة بشر ، وهو القائل يوم القادسية :
إتخذت بباب القادسية ناقتي
وسعد بن وقاص عليّ أمير
وكان ولده عبدألله ممن خرج مع عسكر إبن سعد ثم صار إلى الحسين عليه السلام فيمن صار إليه أيام المهادنة . قال صاحب الحدائق وغيره إن عبدألله بن بشير قتل في الحملة ألأولى قبل الظهر .
(1) المجموعة الموضوعية : ج4 ص 183 .
(2) ألإبصار : ص 135 .
(3) المصدر نفسه .
البالغون الفتح في كربلاء
370
35 ـ سيف بن مالك العبدي :
ذكره المجلسي في البحار (سيف بن مالك) وذكره إبن شهر آشوب بإسم (سيف بن مالك النميري ) وعده من شهداء الحملة ألأولى . عبدي : من عبد القيس ، من العدنانية (عرب الشمال) بصري (1).
كان سيف من الشيعة البصريين وممن حضروا المؤتمر الشيعي السري في دار مارية بنت سعد أو منقذ العبدية : فخرج مع يزيد بن ثبيط إلى الحسين عليه السلام وإنضم إليه في ألأبطح قدم معه كربلاء حتى إستشهد بين يديه مبارزة بعد الظهر (2).
فقال : هيهات أن أفارقك ثم أسأل الركبان عن خبرك ! لا يكن وألله هذا أبدا ولا أفارقك !
ثم حمل على القوم فقاتل حتى قتل رحمة ألله عليه ورضوانه .
ولا ندري .. فلعل العبارة ألأخيرة في خبر أبي الفرج الأصبهاني كانت هي مستند القوم فيما بعد أن هذه الواقعة كانت يوم العاشر وليس ليل العاشر ، كما قال به الشيخ السماوي رحمه ألله نقلا عن السيد رضي الدين الداودي ، وألله العالم .
فقتل جماعة وفي منتهى ألآمال كانو سبعين ، فتحاشوه فصرعوه فجاءه الحسين عليه السلام فرآه وبه رمق يومي إلى الحسين عليه السلام فإعتنقه
(1) المامقاني : تنقيح المقال ج9 ص 326 .
البالغون الفتح في كربلاء
373
الحسين عليه السلام ووضع خده على خده ، ففتح عينيه ورآه فتبسم (1)وقال السماوي رحمه ألله وقال : من مثلي وإبن رسول ألله واضع خده على خدي ثم فاضت نفسه رضوان ألله عليه (2).
قال المحقق شمس الدين : ورد ذكره عند الطبري بإسم (سليمان) . وفي الزيارة وعند السيد ألأمين . وذكره الشيخ في الرجال ، فقال (سليم ، مولى الحسين عليه السلام ، قتل معه).
نرجح إن الذي قتل في كربلاء إسمه أسلم وليس سليمان أو سليماً .
ذكره الشيخ في الرجال ، ولم ينص على مقتله . وذكره السيد ألأمين في أعيان الشيعة في جدوله ، وفي المقتل : (.. وخرج غلام تركي كان للحسين عليه السلام إسمه أسلم).
وذكره سيدنا ألأستاذ في معجم الحديث . ومن المؤكد أن هذا هو مراد الذين عبروا بـ (.. ثم خرج غلام تركي كان للحسين ..) دون أن يذكروا إسمه . وأما سليمان فقد كان مولى للحسين أيضا . وكان رسوله إلى أهل البصرة ، وسلمه احد من أرسل إليهم من زعماء البصرة ، وهو المنذر بن الجارود العبدي ، إلى عبيدألله بن زياد (لع) ، عامل يزيد بن معاوية (لع) على البصرة حينذاك فقتله ، وسليمان هذا يكنى أبا رزين(3). وصف أسلم هذا في المصادر بأنه (قارئ للقرآن ، عارف بالعربية ) ووصف بأنه كان كاتبا مولى .
38 ـ قارب بن عبدالله الوائلي مولى الحسين بن علي عليه السلام :
أمه جارية للحسين عليها السلام وإسمها فكيهة . كانت تخدم في بيت الرباب زوجة ألإمام الحسين عليه السلام تزوجها عبدألله الوائلي فولدت منه قاربا فهو مولى للحسين عليه السلام خرج معه من المدينة إلى مكة ثم إلى كربلاء وقتل في الحملة ألأولى التي هي قبل الظهر بساعة (1).
نقل المرحوم السيد المقرم : ولما صرع واضح التركي مولى الحرث المذحجي إستغاث بالحسين فأتاه ابو عبألله وإعتنقه فقال من مثلي وإبن رسول ألله صلى الله عليه وآله وسلم واضع خده على خدي ! ثم فاضت نفسه الطاهرة (3).
هناك تشابه كبير في وقائع مقتل أسلم التركي مولي الحسين عليه السلام وواضح مولى الحرث .
41 ـ سعد بن الحرث ألأنصاري العجلاني :
42 ـ ابو الحتوف بن الحرث ألأنصاري العجلاني :
وهما سعد بن الحرث ألأنصاري ألعجلاني واخوه أبو الحتوف بن الحرث ألأنصاري العجلاني رضي ألله عنهما قال المحقق السماوي : كانا من أهل الكوفة ومن المحكمة ، فخرجا مع عمر بن سعد (لع) إلى قتال الحسين عليه السلام . قال صاحب الحدائق : فلما كان اليوم العاشر وقتل اصحاب الحسين عليه السلام ، فجعل الحسين عليه السلام ينادي : ألا ناصر فينصرنا ؟ فتصارخن النساء وسمع سعد وأخوه ابو الحتوف النداء من الحسين عليه السلام والصراخ من عياله ، فمالا بسيفهما مع الحسين عليه السلام على أعدائه فجعلا يقاتلان حتى قتلا جماعة وجرحا آخرين ثم قتلا معا (1).
قال صاحب المجموعة : ذكر صاحب الحدائق أنهما رضي ألله عنهما قد قتلا من ألأعداء ثلاثة نفر . وفي ضوء هذا الخبر : إذا كان المراد من (وقتل اصحاب الحسين رضي ألله عنهم قتل اصحابه بعد الحملة ألأولى ، فإن هذين ألأنصاريين رضي الله عنهما يكونان ـ حسب الظاهر ـ قد قتلا أواخر الحملة ألأولى أو بعدها مباشرة ، وإذا كان المراد من (وقتل اصحاب الحسين عليه السلام ) قتل أصحابه جميعا ، فإن هذين ألأنصاريين رضي ألله عنهما يكونان آخر من قتل معه عليه السلام ، ساعة مقتلهما في الملحمة (2).
كان سلمان إبن عم زهير لحاً ، فإن القين أخو مضارب وابوهما قيس ، وكان سلمان حج إبن عمه سنة ستين ولما مال في الطريق مع الحسين عليه السلام وحمل ثقله إليه مال معه في مضربه .
قال صاحب الحدائق : إن سلمان قتل فيمن قتل بعد صلاة الظهر فكأنه قتل قبل زهير(1).
ذكر أيضا في الرجبية إلا أنه ورد فيها بعنوان (جوير بن مالك) ونرجح أنه جوين بن مال الضبعي ـ وأنه صحف تارة بإسم حوي وأخرى بإسم جوير . ذكر أنه كان من جنود عمر بن سعد (لع) ثم تحول إلى الحسين وقاتل معه ، وقتل في الحملة ألأولى .
الضبعي : ضبع من وبرة ، بطن من القحطانية (يمن ، عرب الجنوب)(1).