كان عامر من الشيعة في البصرة فخرج هو ومولاه سالم مع يزيد إبن ثبيط رضي ألله عنه فيمن خرج معه إلى الإمام الحسين عليه السلام في مكة المكرمة وإنضما إلى الركب الحسيني في جملة كوكبة ألأبرار الذين أتوا مع يزيد إبن ثبيط رضي ألله عنه ، ولم يفارقا ألإمام عليه السلام حتى إستشهدا بين يديه في كربلاء يوم عاشوراء ، وقيل : قتلا في الحملة ألأولى(1).
هكذا ورد في الزيارة الرجبية وعند أبن شهر آشوب في عداد قتلى الحملة ألأولى ، والشيخ قال عنه إنه مجهول. نسبه السيد ألأمين ، فقال (العبدي) ونسبه بحر العلوم في هامش رجال الشيخ فقال (السعدي)(2).
العدي ، أو العبدي (من عبدالقيس) كلتا النسبتين في عدنان (عرب الشمال) . من البصرة : لا نعرف عنه شيئا آخر .
قال شمس الدين : سالم مولى عامر بن مسلم العبدي ، ذكر في الزيارة وذكره السيد ألأمين . العبدي ، من عبدالقيس ، من عدنان (عرب الشمال) . مولى ، من البصرة . لا نعرف عنه شيئا آخر(3)
.
(1) المجموعة الموضوعية : ج2 ص 392 .
(2) المحقق شمس الدين : ألأنصار ص 96 .
(3) المصدر السابق : ص 89 .
(4) ألإبصار : ص 134 .
البالغون الفتح في كربلاء
380
جاء في الطبري : لما كاتب الحر إبن زياد في أمر الحسين عليه السلام وما يصنع معه . وعند ورود جواب إبن زياد على كتاب الحر(1).
قال أبو مخنف : قال : فلما قرأ الكتاب قال لهم الحر : هذا كتاب ألأمير عبيدألله بن زياد (لع) يأمرني فيه أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه ، وهذا رسوله ، وقد أمره ألا يفارقني حتى أنفذ رأيه وأمره فنظر إلى رسول عبيدألله يزيد بن زياد بن المهاصر أبو الشعثاء الكندي ثم البهدلي فعنّ له ، فقال : أمالك بن النسير البدي ؟ قال : نعم ـ وكان أحد كندة ـ فقال له يزيد بن زياد : ثكلتك أمك ! ماذا جئت فيه ؟قال : وما جئت فيه ! أطعت إمامي ، ووفيت بيعتي ، فقال له أبو الشعثاء : عصيت ربك ، وأطعت إمامك في هلاك نفسك ، كسبت العار والنار ، قال ألله عز وجل : «وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ»(2).
الحسين عليه السلام ) وقد ورد السلام من الناحية المقدسة : (السلام على يزيد بن زياد بن مهاصر الكندي)(1).
قال أبو مخنف : إن يزيد بن زياد ، وهو أبو الشعثاء الكندي من بني بهدلة جثى على ركبتيه بين يدي الحسين عليه السلام ، فرمى بمائة سهم ما سقط منها خمسة أسهم ، وكان راميا ، فكان كلما رمى قال : أنا إبن بهدله ، فرسلن العرجله ، ويقوق الحسين عليه السلام أللهم سدد رميته ، وإجعل ثوابه الجنة ، فلما رمى بها قام فقال : ما سقط منها إلا خمسة أسهم ، ولقد تبين إني قتلت خمسة نفر ، وكان في أول من قتل (2)وكان رجزه يومئذ :
أنا يزيد وأبي مهاصر
اشجع من ليث بغيل خادر
يارب إني للحسين ناصر
ولإبن سعد تارك وهاجر
قال المحقق شمس الدين : ذكره الطبري وإبن شهر آشوب والخوارزمي والزيارة وفيها (إبن مظاهر) صحفته بعض المصادر فقالت (إبن مهاجر) إضطرب فيه كلام الطبري فمرة قال عنه أنه تحول إلى الحسين عليه السلام من معسكر إبن زياد بعدما رفضوا عروض الحسين ، ومرة قال عنه أنه خرج إلى الحسين من الكوفة قبل أن يلاقيه الحر ، وكذلك إضطرب في كلام السيد ألأمين . كوفي . (يمن ، عرب الجنوب)(3).
الطائي كان عمار من الشيعة المخلصين في الولاء ومن الشجعان المعروفين ، وكان أبوه حسان ممن صحب أمير المؤمنين عليه السلام وقاتل بين يديه في حرب الجمل وحرب صفين فقتل بها ، وكان عمار صحب الحسين عليه السلام من مكة ولازمه حتى قتل بين يديه .
قال السروي : قتل في الحملة ألأولى .
ومن أحفاد عمار عبدألله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح إبن وهب بن عمار هذا أحد علمائنا ورواتنا صاحب كتاب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام يرويها عن أبيه عن الرضا عليه السلام (1).
ذكره النجاشي في ترجنة حفيده (أحمد بن عامر ) وصرح بأنه (هو الذي قتل مع الحسين عليه السلام بن علي عليه السلام بكربلاء ) وذكر مصحفا بإسم (عمار بن حسان بن شريح الطائي ) عند الشيخ وذكر في الزيارة والرجبية وذكره إبن شهر آشوب في عداد الذين قتلوا في الحملة ألأولى صحب الحسين عليه السلام من مكة . طائي : (يمن ، عرب الجنوب)(2). قال المامقاني رحمه ألله : (هو عمار بن حسان بن شريح ، قال علماء السير أنه كان من الشيعة المخلصين في الولاء ، ومن الشجعان المعروفين ، صحب الحيسن عليه السلام من مكة ولازمه حتى أتى كربلاء ) .
فلما شب القتال يوم الطف تقدم وإستشهد بين يديه رضوان ألله عليه ، ومع شرف الشهادة نال شرف تخصيصه بالسلام عليه في زيارة الناحية المقدسة . وورد السلام على عمار في زيارة الناحية المقدسة هكذا : (السلام على عمار بن حسان بن شريح الطائي )وكذلك في الزيارة الرجبية وقد إحتمل التستري إتحاد عمار بن حسان الطائي رضي ألله عنه
(1) المحقق السماوي : ألإبصار ص 150 .
(2) المحقق الشيخ شمس الدين : ألأنصار : ص 95 .
البالغون الفتح في كربلاء
383
مع عمار بن أبي سلامة الدالاني رضي ألله عنه لكن هذا ألإحتمال غير وارد ، لأن السلام قد ورد في زيارة الناحية المقدسة على كل منهما بإسمه (1).
قام مع مسلم أولا ثم جاء إلى الحسين عليه السلام ثانيا ، ذكره جملة أهل السير .
قال صاحب الحدائق : أنه قتل في الطف مع الحسين عليه السلام .
وقال السروي : قتل في الحملة ألأولى (1).
ذكر المحقق شمس الدين : ذكر في الزيارة وذكره إبن شهر آشوب في عداد قتلى ألحملة ألأولى . ولعله متحد مع جبلة بن عبدألله ، الذي ورد ذكره أنه إشترك في حركة مسلم بن عقيل رضي ألله عنه في الكوفة .
الشيباني : من شيبان ، من العدنانية (عرب الشمال)(2).
ثم حمل ولم يزل يقاتل حتى قتل (4). وفي الناسخ خرج أنيس بن معقل ألأصبحي ، فباع نفسه لله وقال للحسين عليه السلام : السلام عليك يابن رسول ألله ثم برز نحو القوم (5).
ذكره إبن شهر آشوب والدربندي جاء في ألأنصار أنه أسدي من عدنان (عرب الشمال) وأضاف ذكره السيد ألأمين في أعيان الشيعة (1)قال إبن شهر آشوب : ثم برز إبراهيم بن الحصين ألأسدي وهو يرتجز ويقول :
أضرب منكم مفصلا وساقا
ليهرق اليوم دمي إهراقا
ويرزق الموت أبا إسحاقا
أعني بني الفاجرة الفساقا
فقتل أربعة وثمانين رجلا (2) وفي أسرار الشهادة أنشأ يقول :
أقدم حسين اليوم تلقى أحمدا
ثم أباك الطاهر المسددا
والحسن المسموم ذاك ألأسعدا
وذا الجناحين حليف الشهدا
وحمزة الليث الكمي السيدا
في جنة الفردوس فازوا سُعدا
ثم حمل على القوم ولم يزل يقاتل حتى قتل جماعة كثيرة وقُتل رضوان ألله عليه (3).
التستري ، ثم ترجح في نظرنا التعدد ، وإن كان إحتمال ألإتحاد واردا(1). من ألأسد (يمن ، عرب الجنوب) (2)قال إبن شهر آشوب : ثم برز عمرو بن خالد ألأزدي قائلا (3):
قال التستري : ذكر علماء السير أنه بايع مسلما ، وكان خرج مع عمر ، فلما قدم شمر بكتاب إبن سعد مال إلى الحسين عليه السلام وإنضم إلى أبي الفضل وإخوته حيث كانوا من عشيرة أمه ،فإستشهد . قال إبن حجر في ألإصابة ، ج1 ص 259 ، في ترجمة أبيه جراد (وكان إبنه شبيب مع الحسين بن علي عليه السلام لما قتل ، ذكره المرزباني) (1)جاء في ذخيرة الدارين : ومنهم : شبيب بن جراد الكلابي الوحيدي .
قال العسقلاني في ألإصابة : هو شبيب بن جراد بن طهية بن ربيعة إبن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب الكلابي الوحيدي .
وقال المرزباني : كان أبوه جراد أدرك الجاهلية وألإسلام .
وقال صاحب الحدائق : (وقتل ... شبيب بن عبدألله من بني نفيل إبن دارم ، وقال صاحب تنقيح المقال ) كان شبيب بطلا من أبطال الكوفة وكان من الشيعة واصحاب أمير المؤمنين عليه السلام له ذكر في المغازي والحروب خصوصا يوم صفين ، وكان ممن بايع مسلما ، وكان يأخذ البيعة من الناس للحسين عليه السلام فلما تخاذل الناس عن مسلم خرج فيمن خرج مع عمر بن سعد (لع) حتى أتى كربلاء ، وكان مع العسكر إلى عشية الخميس لتسع مضين من المحرم .
وقال أبو مخنف : فلما أقبل شمر بن ذي الجوشن بكتاب عبيدألله إبن زياد (لع) إلى عمر بن سعد فقرأه قال له عمر : مالك ويلك لا قرب ألله دارك وقبح ألله ما قدمت به ، وألله إني لأظنك أنت ثنيته أن يقبل ما كنت كتبت إليه به ، أفسدت علينا أمرا كنا رجونا أن يصلح ، وألله لا يستسلم الحسين عليه السلام أبدا وألله أن نفس أبيه علي بن ابي طالب عليه السلام لبين
(1) التستري : قاموس الرجال : ج5 ص 391 .
البالغون الفتح في كربلاء
390
جنبيه ! فقال له شمر اللعين : ما أنت صانع قال : أتولى ذلك فلما علم شبيب بن جراد بمقاتلة القوم الحسين بن علي عليه السلام مال إليه وأتاه ليلة العاشر ، وإنضم إلى العباس بن علي عليه السلام وإخوته لأن أم البنين من عشيرته وبات تلك الليلة مع الحسين عليه السلام وأصحابه ، إلى أن شب القتال تقدم أمام الحسين عليه السلام وقاتل حتى قتل مبارز , وقيل : بل قتل في الحملة ألأولى مع من قتل من أصحاب الحسين عليه السلام رضوان ألله عليه (1).
الذي رأى إتحاده مع (عبدالرحمن بن عبدألله بن الكدن ألأرحبي) معجم رجال الحديث : ج9 ص 349 اليزني : من يزن بطن من حمير (يمن ، عرب الجنوب) (1)قال إبن شهر آشوب السروي (2): برز عبدالرحمن بن عبدألله اليزني قائلا :
أنا إبن عبدألله من آل يزن
ديني على دين حسين وحسن
اضربكم ضرب فتى من اليمن
أرجو بذاك الفوز عند المؤتمن
وذكره محمد بن أبي طالب أيضا وأتم قائلا : ثم حمل فقاتل حتى قُتل(3).