البالغون الفتح في كربلاء 393

الحسين عليه السلام ، وأنه قتل في المبارزة أربعة وعشرين رجلا ، وإثني عشر فارسا ، فأُخذ أسيرا ، وأُتي به عمر بن سعد (لع) فقال له : ما أشد صولتك ! ثم أمر فضرب عنقه ، ورمي برأسه إلى عسكر الحسين عليه السلام ، فأخذت أمه الرأس فقبلته ، ثم شدت بعمود الفسطاط ، فقتلت به رجلين ، فقال لها الحسين : إرجعي أم وهب ! فإن الجهاد مرفوع عن النساء فرجعت ، وهي تقول : إلهي لا تقطع رجائي ، فقال لها الحسين عليه السلام : (لا يقطع ألله رجاك ، يا أم وهب ! أنت وولدك مع رسول ألله وذريته في الجنة)(1).
قال الشيخ شمس الدين : نرجح أن وهبا هذا هو إبن لأم وهب زوجة عبدألله بن عمير بن جناب الكلبي الذي تقدم ذكره ، فقد قتلت زوجته (أم وهب بنت عبد) وهي عند زوجها بعدما قتل ، فتكون المقتولة أم وهب كما عند الخوارزمي ، لا زوجته (2).قال إبن شهر آشوب : برز وهب بن عبدألله الكلبي وهو يرتجز :
إن تنكروني فأنا إبن الكلب سوف تروني وترون ضربي
وحملتي وصولتي في الحرب أدرك ثاري بعد ثار صحبي
وأدفع الكرب أمام الكرب ليس جهادي في الوغى باللعب

قال السيد إبن طاوُس : فأحسن في الجلاد وبالغ في الجهاد وكان معه زوجته ووالدته (3)فقالت : ما أرضى أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام ، فرجع قائلا :
إني زعيم لك أم وهب بالطعن فيهم تارة والضرب


(1) مقتل الخوارزمي : ج2 ص 16 : بحار ألأنوار : ج18 ص 516 .
(2) ألأنصار : ص 110 .
(3) الملهوف : ص 161 .
البالغون الفتح في كربلاء 394

ضرب غلام موقن بالرب حتى يذوق القوم مر الحرب
إني إمرؤ ذو مرة وغضب حسبي إلهي من عليم حسبي

فلم يزل يقاتل حتى قتل تسعة عشر فارسا وإثني عشر راجلا ثم قطعت يمينه وأخذ أسيرا (1).
وجاء في الناسخ : ثم حمل فلم يزل يقاتل حتى قتل منهم جماعة ، فرجع إلى أمه وكان إسمها قمر ، فوقف عليها فقال : يا أماه أرضيت ؟ فقالت : ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام ، فقالت إمرأته : بألله لا تفجعني في نفسك ، فقالت امه : يا بني لا تقبل قولها وإرجع فقاتل بين يدي إبن رسول ألله فيكون غدا في القيامة شفيعا لك بين يدي ألله . وكان بين عرس وهب وبين يوم الطف سبعة عشر يوما وكان يصعب على إمرأته فراقه فقالت : يا وهب إني أعلم أنك إذا قتلت في نصرة إبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخلت الجنة وضاجعت الحور فتنساني ، فيجب أن آخذ منك عهدا بمحضر الحسين عليه السلام في ذلك فأقبل وهب وإمرأته إلى الحسين عليه السلام فقالت يابن رسول ألله لي جاجتان : ألأولى : إنه إذا مضى عني وهب فأبقى بلا محام ولا كفيل فسلمني إلى أهل بيتك ، والثانية : إذا قتل وهب فيضاجع الحور فتكون شاهدا على أن لا ينساني ، فلما سمع الحسين عليه السلام كلامها بكى بكاءً شديدا ، ثم أجاب سؤلها وطيب خاطرها ، فبرز وهب إلى القتال وهو يرتجز :
إني زعيم لك أو وهب بالطعن فيهم تارة والضرب
ضرب غلام مؤمن بالرب حتى يذوق القوم مر الحرب
إني إمرؤ ذو مرة وغضب حسبي إلهي من عليم حسبي


(1) المناقب : ج4 ص 109 .
البالغون الفتح في كربلاء 395

فلم يزل يقاتل يمينا وشمالا حتى قتل تسعة عشر فارسا وإثنيي عشر راجلا ، ثم قطع رجل يمينه فأخذ السيف بشماله فقطع رجل من كندة شماله ، فأخذت إمرأته عمودا وأقبلت نحوه وهي تقول : فداك ابي وأمي قاتل دون الطيبين حرم رسول الله ، فقال لها : كنت تنهيني عن نصرة الحسين عليه السلام وألآن جئت تحرضيني ؟ قالت : لا تلمني يا وهب ، فإني عفت الحياة وتركت الدنيا منذ سمعت نداء الحسين عليه السلام وهو ينادي : واغربتاه واقلة ناصراه واوحدتاه ، أما من ذاب يذب عنا ؟ اما من مجير يجيرنا؟ قال وهب : إرجعي فإن الجهاد مرفوع عن النساء قالت : لن أعود أو أموت معك ، ولما كان وهب قد قطعت يداه فأخذ طرف ثوبها باسنانه ليرجعها فأفلتت منه فإستغاث وهب بالحسين عليه السلام وناداه ، فقال الحسين عليه السلام : جزيتم من أهل بيتي خيرا إرجعي إلى النساء بارك ألله فيك ، فإنه ليس عليكن قتال ، قالت : سيدي دعني فإن القتل أهون من ألأسر في أيدي بني أمية ، فقال عليه السلام : يصيبك ما يصيب أهل بيتي وحالك كحالهم ، وردها بلين الكلام ، فإنصرفت وجعل يقاتل حتى سقط على ألأرض مثقلا بالجراح ، فذهبت إمرأته تمسح الدم عن وجهه فبصر بها شمر فأمر غلاما له فضربها بعمود كان معه فشدخها وقتلها ، وهي أول إمرأة قتلت في عسكر الحسين عليه السلام . ثم أخذ اسيرا فأتي به عمر بن سعد (لع) فقال : ما أشد صولتك ؟ ثم أمر فضربت عنقه ، ورمي برأسه إلى عسكر الحسين عليه السلام ، فأخذت أمه الراس فقبلته وقالت : الحمد لله الذي بيض وجهي بشهادتك بين يدي أبي عبدألله ، ثم قالت : الحكم لله يا أمة السوء أشهد أن النصارى في بيَّعها والمجوس في كنائسها خير منكم ، ثم رمت بالرأس إلى عسكر إبن سعد فأصابت بصدر قاتله فقتله ، ثم شدت بعمود الفسطاط فقتلت رجلين ، فقال لها الحسين عليه السلام : إجلسي فقد وضع الجهاد عن النساء ، فإنك وإبنك مع نجدي في الجنة ، فرجعت وهي

البالغون الفتح في كربلاء 396

تقول : إلهي لا تقطع رجائي ، فقال لها الحسين عليه السلام لا يقطع الله رجاك يا أم وهب(1).
رأي :


المتأمل في ما أورده إبن شهر آشوب والخوارزمي والسيد إبن طاوُس وصاحب البحار والدربندي ولسان الملك في الناسخ ، يرى بوضوح التقارب الشديد ، بل والتطابق مع ما رواه الطبري في ج4 ص 628 وما ساقه إلينا المذكورين في ما يتعلق بإستشهاد (أم وهب زوجة عبدألله بن الحباب الكلبي) ومن هنا يتبين لنا بوضوح أن وهب المذكور هو إبن عبدالله بن حباب الكلبي المترجم له في الفصل السادس من هذا الكتاب للأسباب أدناه :
1 ـ الرجز الذي أورده إبن شهر آشوب والخوارزمي وغيرهما عن لسان وهب يشير صراحة إنتسابه إلى كلب في الرجز ألأول :
إن تنكروني فأنا إبن الكلب سوف تروني وترون ضربي
وحملتي وصولتي في الحرب أدرك ثاري بعد ثار صحبي
وأدفع الكرب أمام الكرب ليس جهادي في الوغى باللعب

وكذلك تأكيده ألإنتساب إلى عليم في الرجز الثاني الوارد ص 110 من المناقب بقوله :
إني زعيم لك أم وهب بالطعن فيهم تارة والضرب
ضرب غلام مؤمن بالرب حتى يذوق القوم مر الحرب
إني إمرؤ ذو مرة وغضب حسبي إلهي من عليم حسبي

والحال هذا لا يدع شكا في كون وهب هو إبن عبدألله بن حباب

(1) ناسخ التواريخ : ج2 ص 388 .
البالغون الفتح في كربلاء 397

الكلبي خاصة وإن المحقق المرحوم الشيخ السماوي رحمه ألله عند ترجمته لعبدألله الكلبي ص 139 في ألإبصار كنّاه بأبي وهب .
2 ـ تحدثت المصادر من أن أمه وزوجته كانتا معه وفي بعضها أن زوجته هي التي قتلت وعند الخوارزمي أن التي قتلت هي أمه ونرجح ذلك لتطابق الروايات عن كيفية إستشهادها مع ما ورد عن الطبري في ج4 ص 635 وغيره وألأكثر من ذلك تطابقت الروايات حتى في إسم قاتلها .
قال أبو مخنف : وخرجت إمرأة الكلبي تمشي إلى زوجها حتى جلست إلى رأسه تمسح عنه التراب وتقول : هنيئا لك الجنة . فقال شمر إبن ذي الجوشن لغلام يسمى رستم : إضرب رأسها بالعمود ، فضرب رأسها فشدخه ، فماتت مكانها (رحمها ألله وجزاها عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته خيرا).
ولكل ما تقدم نرجح وبدرجة عالية أن وهب هذا هو إبن عبدألله إبن عمير بن حباب الكلبي ، وألله العالم .


الجهنيين الثلاثة:

يروي لنا التاريخ من وقائع الطريق من المدينة إلى مكة أيضا أن جماعة من ألأعراب كانوا يلتحقون بالركب الحسيني عند مروره بمنازلهم ومن تلك المنازل منازل جهينة (مياه جهينة) حول المدينة ، يقال : وادي الصفراء وهو وادي كثير النخل والزرع ، وماؤها عيون كلها ، وهي فوق ينبع مما يلي المدينة ، وماؤها يجري إلى ينبع وهي لجهينة وألأنصار ، ولبني فهر ونهد (1)وقد إلتحق بألإمام عليه السلام منها جماعة ، منهم ثلاثة رجال

(1) ذخيرة الدارين : ص 456 .
البالغون الفتح في كربلاء 398

لم ينفضوا عنه فيمن إنفض من ألأعراب عنه بعد ذلك ، بل أقاموا معه ولازموه ولم يتجلوا عنه حتى فازوا بأسمى مراتب الشرف في الدنيا وألآخرة حيث إستشهدوا بين يديه في الطف يوم عاشوراء.
ذكرهم الفضيل بن الزبير كوفي ألأسدي وهو من أصحاب ألإمامين الباقر والصادق عليهما السلام في تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام (1)والسماوي في ألإبصار والمامقاني في تنقيح المقال وهم :


11 ـ عباد بن المهاجر بن أبي المهاجر الجهني :
12 ـ عقبة بن الصلت الجهني :

قال عبدالمجيد الحائري : اقول : قال في ألإصابة هو : (عقبة بن الصلت) إبن مالك الجهني ، ذكره إبن قانع وأخرج من طريق عبدالحميد إبن بهرام عن شهر بن حوشب قال : سمعت رجلا يقول سمعت رجلا يقول سمعت عقبة (إبن الصلت) إبن مالك يقول : سمعت رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم يقول : (ما من رجل يموت حين يموت وفي قلبه حبة خردل من كبر فيحل له الجنة)(2).

13 ـ مجمع بن زياد بن عمرو الجهني :

هو مجمع بن زياد بن عمرو بن كعب بن عمرو بن عدي بن عمرو إبن رفاعة بن كلب بن مودعة الجهني (3)، جاء في ألإستيعاب أنه شهد بدرا وأُحدا(4) .

(1) العدد الثاني السنة ألأولى 1406 هـ ص 154 من نشرة تراثنا الصادرة عن مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث تحقيق محمد رضا الحسيني .
(2) ذخيرة الدارين : ص 465 .
(3) ذخيرة الدارين : ص 456 .
(4) المصدر السابق .
البالغون الفتح في كربلاء 399


14 ـ الهفاف بن مهند الراسبي البصري :

قال الفضيل بن الزبير الكوفي ألأسدي : وخرج الهفاف بن المهند الراسبي البصري ، من البصرة حين سمع بخروج الحسين عليه السلام ، فسار حتى إنتهى إلى العسكر بعد قتله (أي قتل ألإمام الحسين) فدخل عسكر عمر بن سعد (لع) ، ثم إنتضى سيفه .
جاء في الذخيرة : الهفاف بن المهند الراسبي البصري ألأزدي (الراسبي نسبة إلى راسب بطن في ألأزد) الذي قتل يوم الطف بعد شهادة الحسين عليه السلام على ما رواه حميد بن أحمد في كتاب الحدائق ، قال : كان الهفاف هذا فارسا شجاعا بصريا ، من الشيعة ومن المخلصين في الولاء ، له ذكر في المغازي والحروب ، وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وحضر معه مشاهده كلها ، ولما عقد الألوية أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفين ضم تميم البصرة إلى ألأحنف بن قيس وأمر على حنظلة البصرة أعين بن ضبعة وعلى أزد البصرة الهفاف بن المهند الراسبي ألأزدي ، وكان ملازما لعلي عليه السلام إلى أن قتل عليه السلام ، فإنضم بعده إلى إبنه الحسن عليه السلام ثم إلى الحسين عليه السلام فلما سمع بخروج الحسين عليه السلام من مكة إلى العراق خرج من البصرة حتى إنتهى إلى العسكر بعد صلاة العصر (1).
وقال (يا أيها الجند المجند ، أنا الهفاف بن المهند ، أبغي عيال محمد) ثم شد فيهم . قال علي بن الحسين عليه السلام : فما رأى الناس منذ بعث ألله محمدا صلى ألله عليه وآله وسلم فارسا ـ بعد علي بن أبي طالب عليه السلام ـ قتل بيده ما قتل ، فتداعوا عليه خمسة نفر ، فإحتوشوه ، حتى قتلوه ، رحمه ألله تعالى (2).

(1) ذخيرة الدارين : ص 453 .
(2) العدد الثاني السنة ألأولى 1406 هـ ص 156 من نشرة تراثنا الصادرة عن مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث تحقيق محمد رضا الحسيني ، أنظر تنقيح المقال .
البالغون الفتح في كربلاء 400


15 ـ حماد بن حماد الخزاعي المرادي :

قال الشيخ شمس الدين : هكذا ورد إسمه في نسخة البحار من الرجبية ، وليس في نسخة الإقبال (الخزاعي) .
وذكر سيدنا ألأستاذ نقلا عن الرجبية (معجم رجال الحديث : 6/205) ونحن نشك في كونه رجلا تاريخيا من جهة شكنا في كل إسم تفردت الرجبية بذكره ولم يرد في مصدر آخر (1).


16 ـ رميث بن عمرو :

ذكره الشيخ دون أن ينص على مقتله . وذكرفي الرجبية . ذكره سيدنا ألأستاذ دون أن ينسبه إلى الرجبية (معجم الرجال : 7 / 204 ) (2).


17 ـ زهير بن سائب :

ذكر في الرجبية . وذكره سيدنا ألأستاذ نقلا عنها (معجم رجال الحديث : 7 / 296) وفي نسخة ألإقبال زهير بن سيار (3).


18 ـ عمران بن كعب بن الحارث ألأشجعي :

ذكره إبن شهر آشوب من شهداء الحملة ألأولى (4)ذكره الشيخ الطوسي في رجاله (5)والفضيل في تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام(6)،

(1) ألأنصار : ص 116 .
(2) ألأنصار : ص 117 .
(3) المصدر السابق .
(4) المناقب : ج4 ص 122 .
(5) منتهى ألآمال : ص 492 .
(6) العدد الثاني السنة ألأولى 1406 هـ ص 157 من نشرة تراثنا الصادرة عن مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث تحقيق محمد رضا الحسيني .
البالغون الفتح في كربلاء 401

وفي الرجبية (عمر بن أبي كعب) والظاهر إن كلاهما واحد وألإختلاف نتيجة التصحيف , أشجع قبيلة من غطفان ، من قيس عيلان (عدنان ، عرب الشمال)(1).


19 ـ عمير بن عبدألله المذحجي :

ذكره إبن شهر آشوب والخوارزمي وصاحب البحار ، مذحج من كهلان ، من القحطانية (يمن ، عرب الجنوب) ، قال إبن شهر آشوب (2): برز عمير بن عبدألله المذحجي قائلا :
قد علمت سعد وحيّ مذحج أني لدى الهيجاء غير مخرج
أعلو بسيفي هامة المدجج وأترك القرن لدى التعرج
فريسة الذئب ألأذل ألأعرج

وزاد عليه الخوارزمي :
فريسة الضبع ألأزل ألأعرج فمن تراه واقفا بمنهجي

ولم يزل يقاتل قتالا شديدا ، حتى قتله مسلم الضبابي ، وعبدألله البجلي ، إشتركا في قتله (3).


20 ـ القاسم بن حبيب بن أبي بشر ألأزدي :

ذكر في الزيارة الرجبية والقائمية ، ذكره الشيخ الطوسي .
قال عليه الصلاة والسلام في الناحية : (السلام على قاسم بن حبيب الأزدي)، قال المحقق ألأسترابادي في رجاله : قاسم بن حبيب بن

(1) ألأنصار : ص 100 .
(2) المناقب : ج4 ص 110 .
(3) مقتل الخوارزمي : ج2 ص 17 .
البالغون الفتح في كربلاء 402

أبي بشر ألأزدي من أصحاب الحسين عليه السلام قتل معه بكربلاء ، وقال صاحب الحدائق : وقتل من ألأزد ... القاسم بن بشير (1). كان القاسم فارسا من الشيعة الكوفيين ، خرج مع إبن سعد فلما وصل كربلاء مال إلى الحسين عليه السلام أيام المهادنة وبقي معه حتى قتل بين يديه في الحملة ألأولى (2). قال الشيخ شمس الدين : ذكر في الرجبية بإسم (قاسم بن حبيب) كما ورد فيها (القاسم بن الحارث الكاهلي) ويحتمل أن يكون تكرارا مصحفا بإسم ألأول (3).


21 ـ قرة إبن أبي قرة الغفاري :

ذكره إبن شهر آشوب والخوارزمي وبحار ألأنوار وإبن أعثم قال إبن شهر آشوب برز قرة إبن ابي قرة الغفاري وهو يرتجز :
قد علمت حقا بنو غفار وخندف بعد بني نزار
بأني ألليث لدى الغبار لأضربن معشر الفجار (4)
ضربا وجيعا عن بني ألأخيار

فقتل جماعة كثيرة (5)وعند الخوارزمي : ثم خرج من بعده قرة بن أبي قرة الغفاري ، وهو يقول :
قد علمت حقا بنو غفار وخندف بعد بني نزار
بأني الليث الهزبر الضاري لأضربن معشر الفجار


(1) ذخيرة الدارين : ص 430 .
(2) إبصار العين : ص 143 .
(3) ألأنصار : ص 106 .
(4) المناقب : ج4 ص 111 : ـ البيت ألأول والثاني من هذا الرجز جاء به الطبري في ج4 ص 639 ونسبه إلى أحد أبناء عزرة الغفاريان .
(5) المناقب : ص 111 .
البالغون الفتح في كربلاء 403

بحد عضب ذكر بتار يشع لي في ظلمة الغبار
دون الهداة السادة ألأبرار رهط النبي أحمد المختار

ثم حمل فقاتل حتى قتل (1). جاء ذكره في الرجبية في نسخة البحار (عثمان بن فروة الغفاري) وفي نسخة ألإقبال (عثمان بن عروة)(3).


22 ـ يزيد بن الحصين الهمداني المشرقي القاري :

ورد ذكره في الزيارة القائمية ورجال الشيخ الطوسي قال (عليه الصلاة والسلام ) في الناحية : (السلام على يزيد بن حصين الهمداني المشرقي القاري المجذل).
جاء في ذخيرة الدارين يزيد بن حصين الهمداني المشرقي ، ـ وبنو مشرق بطن من همدان ـ كان رجلا شريفا ، ناسكا ، بطلا من أبطال الكوفة ، وعابدا من عبادها وله ذكر في المغازي ، والحروب ، وكان من خيار الشيعة وممن بايع مسلما ، فلما خذل مسلم خرج من الكوفة فمال إلى الحسين عليه السلام ، وكان معه إلى أن حالوا بين الحسين عليه السلام وبين الماء ، فقال للحسين عليه السلام : إئذن لي يابن رسول ألله في أن آتي عمر بن سعد (لع) مقدم هؤلاء ، فأكلمه في الماء ، لعله أن يرتدع . فأذن له فجاء الهمداني إلى عمر بن سعد (لع) ، وكلمه في الماء ، فإمتنع ولم يجبه إلى ذلك فقال له هذا ماء الفرات تشرب منه الكلاب والدواب ، وتمنعه من إبن بنت رسول ألله صلى الله عليه وآله وسلم وأولاده وأهل بيته والعترة الطاهرة يموتون عطاشا ، وقد حلت بينهم وبين الماء ، وتزعم أنك تعرف ألله ورسوله فأطرق عمر إبن سعد (لع) ثم قال : يا أخا همدان إني لأعلم ما تقول وأنشأ يقول :

(1) مقتل الخوارزمي : ج2 ص 21 .
(2) ألأنصار : ص 106 .
البالغون الفتح في كربلاء 404

دعاني عبيدألله من دون قومه إلى خصلة منها خرجت لحيني
فوألله ما أدري وإني لواقف على خطر لا أرتضيه ومين
أأترك ملك الري والري منيتي أو أرجع مطلوبا بدم حسين
وفي قتله النار التي ليس دونها حجاب وملك الري قرة عيني

ثم قال : يا أخا همدان ما أجد نفسي تجيبني إلى ترك ملك الري ! لغيري ! فرجع يزيد بن حصين الهمداني إلى الحسين عليه السلام وأخبره بمقالة إبن سعد اللعين ، فلما عرف الحسين عليه السلام ذلك منهم ، تيقن أن القوم مقاتلوه لا محالة ، وأمر أصحابه فإحتفروا حفيرة شبيهة بالخندق ، وجعلوا جبهة واحدة يكون القتال منها .
ثم أن عسكر إبن سعد ، برزوا لمقاتلة الحسين عليه السلام وأصحابه ، وأحدقوا لهم من كل جانب ، ووضعوا السيوف في أصحاب الحسين عليه السلام ، ورموهم بالنبال ، وهم يقاتلوهم إلى أن قتل من أصحاب الحسين عليه السلام ما يزيد عن الخمسين ، والهمداني يقاتل معهم إلى أن قتل بين يدي الحسين عليه السلام وكان قتله قبل الظهر في الحملة ألأولى مع من قتل رضوان ألله عليه(1).

رأي :


نحتمل بدرجة كبيرة أن يكون (يزيد بن حصين الهمداني) هو تصحيف (برير بن خضير الهمداني) . وألله العالم .

(1) ذخيرة الدارين : ص 225 .
البالغون الفتح في كربلاء 405

الفصل الثامن

شهداء بعد الواقعة


1 ـ عمرو بن عبدألله الجندعي :

هو عمرو بن عبدألله الهمداني الجندعي ، من جندع بن مالك ، بطن من همدان (يمن ، عرب الجنوب) (1).
قال المحقق السماوي : كان عمرو الجندعي ممن أتى إلى الحسين عليه السلام أيام المهادنة في الطف وبقي معه . قال في الحدائق : أنه قاتل مع الحسين عليه السلام فوقع صريعا مرتثا بالجراحات قد وقعت ضربة على رأسه بلغت منه ، فإحتماه قومه وبقي مريضا من الضربة صريع الفراش سنة كاملة ثم توفي رأس السنة رضي ألله عنه . ويشهد له ما ذكر في القائميات من قوله عليه السلام : السلام على الجريح المرتث عمرو الجندعي (2) . عده إبن شهر آشوب في عداد قتلى الحملة ألأولى(3).

(1) ألأنصار : ص 103 .
(2) ألإبصار : ص 106 .
(3) المناقب : ج4 ص 122 .
البالغون الفتح في كربلاء 406


2 ـ سوار بن منعم بن حابس الهمداني النهمي :

هو سوار بن منعم بن حابس بن أبي عمير بن نهم الهمداني النهمي . والنهمي : نهم بن عمرو بطن من همدان من القحطانية (يمن ، عرب الجنوب) .
ذكره الشيخ وإبن شهر آشوب في عداد قتلى الحملة ألأولى ، وصحفه هكذا : (سوار بن ابي عمير الفهمي) (1)وذكر في الزيارة بإسم (سوار بن أبي حمير النهمي) وذكر سيدنا ألأستاذ : (سوار بن أبي عمير ـ و : سوار بن المنعم : معجم رجال الحديث : ج8 ص 322) وعدهما رجلين ، والظاهر ألإتحاد ، والتعدد جاء من قبل التصحيف في ألأصول (2).
قال المحقق السماوي : كان سوار ممن أتى إلى الحسين عليه السلام أيام الهدنة وقاتل في الحملة ألأولى فجرح قال في الحدائق الوردية : قاتل سوار حتى إذا صرع أُتي به أسيرا إلى عمر بن سعد (لع) ـ فأراد قتله ، فشفع فيه قومه وبقي عندهم جريحا حتى توفي على رأس ستة أشهر . وقال بعض المؤرخين : أنه بقي أسيرا حتى توفي وإنما كانت شفاعة قومه الدفع عن قتله . ويشهد له ما ذكر في القائميات من قوله عليه السلام : السلام على الجريح المأسور سوار إبن أبي عمير النهمي ، على أنه يمكن حمل العبارة على أسره في أول ألأمر (3).

(1) المصدر السابق .
(2) الشيخ شمس الدين : ألأنصار ص 91 .
(3) الإبصار : ص 105 .
البالغون الفتح في كربلاء 407


3 ـ الموقع بن ثمامة ألأسدي الصيداوي أبو موسى :

كان الموقع ممن جاء إلى الحسين عليه السلام في الطف وخلص إليه ليلا مع من خلص (1).
قال أبو مخنف : إلا أن الموقع بن ثمامة ألأسدي كان قد نشر نبله وجثا على ركبتيه ، فقاتل ، فجاءه نفر من قومه ، فقالوا له : أنت أمين ، أخرج إلينا ، فخرج إليهم (2)، فلما قدم به عمر بن سعد (لع) على إبن زياد وأخبره خبره سيره إلى الزارة(3).
قال أبو مخنف : إن الموقع صرع فإستنقذه قومه وأتوا به إلى الكوفة فأخفوه وبلغ إبن زياد خبره فأرسل عليه ليقتله فشفع فيه جماعة من بني أسد فلم يقتله ولكن كبله بالحديد ونفاه إلى الزارة ، وكان مريضا من الجراحات التي به ، فبقي في الزارة مريضا مكبلا حتى مات بعد سنة . وفيه يقول الكميت ألأسدي : إن أبا موسى اسيرا مكبل يعني به الموقع(4).


4 ـ سويد بن عمرو بن ابي المطاع ألأنماري الخثعمي :

قال الشيخ شمس الدين : الخثعمي : خثعم بن أنمار بن أراش قبيلة من القحطانية (يمن ، عرب الجنوب)(5).
كان سويد شيخا شريفا عابدا كثير الصلاة ، وكان شجاعا مجربا في الحرب (6).

(1) السماوي : ألإبصار ص 90 .
(2) الطبري : ج4 ص 649 .
(3) موضع بعمان كان ينفي زياد وإبنه من شاء من أهل البصرة والكوفة .
(4) المحقق السماوي : ألإبصار ص 90 .
(5) ألأنصار : ص 92 .
(6) المحقق السماوي : ألإبصار ص 132 .
السابق السابق الفهرس التالي التالي