الحسين عليه السلام ، وأنه قتل في المبارزة أربعة وعشرين رجلا ، وإثني عشر فارسا ، فأُخذ أسيرا ، وأُتي به عمر بن سعد (لع) فقال له : ما أشد صولتك ! ثم أمر فضرب عنقه ، ورمي برأسه إلى عسكر الحسين عليه السلام ، فأخذت أمه الرأس فقبلته ، ثم شدت بعمود الفسطاط ، فقتلت به رجلين ، فقال لها الحسين : إرجعي أم وهب ! فإن الجهاد مرفوع عن النساء فرجعت ، وهي تقول : إلهي لا تقطع رجائي ، فقال لها الحسين عليه السلام : (لا يقطع ألله رجاك ، يا أم وهب ! أنت وولدك مع رسول ألله وذريته في الجنة)(1).
قال الشيخ شمس الدين : نرجح أن وهبا هذا هو إبن لأم وهب زوجة عبدألله بن عمير بن جناب الكلبي الذي تقدم ذكره ، فقد قتلت زوجته (أم وهب بنت عبد) وهي عند زوجها بعدما قتل ، فتكون المقتولة أم وهب كما عند الخوارزمي ، لا زوجته (2).قال إبن شهر آشوب : برز وهب بن عبدألله الكلبي وهو يرتجز :
إن تنكروني فأنا إبن الكلب
سوف تروني وترون ضربي
وحملتي وصولتي في الحرب
أدرك ثاري بعد ثار صحبي
وأدفع الكرب أمام الكرب
ليس جهادي في الوغى باللعب
قال السيد إبن طاوُس : فأحسن في الجلاد وبالغ في الجهاد وكان معه زوجته ووالدته (3)فقالت : ما أرضى أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام ، فرجع قائلا :
فلم يزل يقاتل حتى قتل تسعة عشر فارسا وإثني عشر راجلا ثم قطعت يمينه وأخذ أسيرا (1).
وجاء في الناسخ : ثم حمل فلم يزل يقاتل حتى قتل منهم جماعة ، فرجع إلى أمه وكان إسمها قمر ، فوقف عليها فقال : يا أماه أرضيت ؟ فقالت : ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام ، فقالت إمرأته : بألله لا تفجعني في نفسك ، فقالت امه : يا بني لا تقبل قولها وإرجع فقاتل بين يدي إبن رسول ألله فيكون غدا في القيامة شفيعا لك بين يدي ألله . وكان بين عرس وهب وبين يوم الطف سبعة عشر يوما وكان يصعب على إمرأته فراقه فقالت : يا وهب إني أعلم أنك إذا قتلت في نصرة إبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخلت الجنة وضاجعت الحور فتنساني ، فيجب أن آخذ منك عهدا بمحضر الحسين عليه السلام في ذلك فأقبل وهب وإمرأته إلى الحسين عليه السلام فقالت يابن رسول ألله لي جاجتان : ألأولى : إنه إذا مضى عني وهب فأبقى بلا محام ولا كفيل فسلمني إلى أهل بيتك ، والثانية : إذا قتل وهب فيضاجع الحور فتكون شاهدا على أن لا ينساني ، فلما سمع الحسين عليه السلام كلامها بكى بكاءً شديدا ، ثم أجاب سؤلها وطيب خاطرها ، فبرز وهب إلى القتال وهو يرتجز :
إني زعيم لك أو وهب
بالطعن فيهم تارة والضرب
ضرب غلام مؤمن بالرب
حتى يذوق القوم مر الحرب
إني إمرؤ ذو مرة وغضب
حسبي إلهي من عليم حسبي
(1) المناقب : ج4 ص 109 .
البالغون الفتح في كربلاء
395
فلم يزل يقاتل يمينا وشمالا حتى قتل تسعة عشر فارسا وإثنيي عشر راجلا ، ثم قطع رجل يمينه فأخذ السيف بشماله فقطع رجل من كندة شماله ، فأخذت إمرأته عمودا وأقبلت نحوه وهي تقول : فداك ابي وأمي قاتل دون الطيبين حرم رسول الله ، فقال لها : كنت تنهيني عن نصرة الحسين عليه السلام وألآن جئت تحرضيني ؟ قالت : لا تلمني يا وهب ، فإني عفت الحياة وتركت الدنيا منذ سمعت نداء الحسين عليه السلام وهو ينادي : واغربتاه واقلة ناصراه واوحدتاه ، أما من ذاب يذب عنا ؟ اما من مجير يجيرنا؟ قال وهب : إرجعي فإن الجهاد مرفوع عن النساء قالت : لن أعود أو أموت معك ، ولما كان وهب قد قطعت يداه فأخذ طرف ثوبها باسنانه ليرجعها فأفلتت منه فإستغاث وهب بالحسين عليه السلام وناداه ، فقال الحسين عليه السلام : جزيتم من أهل بيتي خيرا إرجعي إلى النساء بارك ألله فيك ، فإنه ليس عليكن قتال ، قالت : سيدي دعني فإن القتل أهون من ألأسر في أيدي بني أمية ، فقال عليه السلام : يصيبك ما يصيب أهل بيتي وحالك كحالهم ، وردها بلين الكلام ، فإنصرفت وجعل يقاتل حتى سقط على ألأرض مثقلا بالجراح ، فذهبت إمرأته تمسح الدم عن وجهه فبصر بها شمر فأمر غلاما له فضربها بعمود كان معه فشدخها وقتلها ، وهي أول إمرأة قتلت في عسكر الحسين عليه السلام . ثم أخذ اسيرا فأتي به عمر بن سعد (لع) فقال : ما أشد صولتك ؟ ثم أمر فضربت عنقه ، ورمي برأسه إلى عسكر الحسين عليه السلام ، فأخذت أمه الراس فقبلته وقالت : الحمد لله الذي بيض وجهي بشهادتك بين يدي أبي عبدألله ، ثم قالت : الحكم لله يا أمة السوء أشهد أن النصارى في بيَّعها والمجوس في كنائسها خير منكم ، ثم رمت بالرأس إلى عسكر إبن سعد فأصابت بصدر قاتله فقتله ، ثم شدت بعمود الفسطاط فقتلت رجلين ، فقال لها الحسين عليه السلام : إجلسي فقد وضع الجهاد عن النساء ، فإنك وإبنك مع نجدي في الجنة ، فرجعت وهي
البالغون الفتح في كربلاء
396
تقول : إلهي لا تقطع رجائي ، فقال لها الحسين عليه السلام لا يقطع الله رجاك يا أم وهب(1).
رأي :
المتأمل في ما أورده إبن شهر آشوب والخوارزمي والسيد إبن طاوُس وصاحب البحار والدربندي ولسان الملك في الناسخ ، يرى بوضوح التقارب الشديد ، بل والتطابق مع ما رواه الطبري في ج4 ص 628 وما ساقه إلينا المذكورين في ما يتعلق بإستشهاد (أم وهب زوجة عبدألله بن الحباب الكلبي) ومن هنا يتبين لنا بوضوح أن وهب المذكور هو إبن عبدالله بن حباب الكلبي المترجم له في الفصل السادس من هذا الكتاب للأسباب أدناه :
1 ـ الرجز الذي أورده إبن شهر آشوب والخوارزمي وغيرهما عن لسان وهب يشير صراحة إنتسابه إلى كلب في الرجز ألأول :
إن تنكروني فأنا إبن الكلب
سوف تروني وترون ضربي
وحملتي وصولتي في الحرب
أدرك ثاري بعد ثار صحبي
وأدفع الكرب أمام الكرب
ليس جهادي في الوغى باللعب
وكذلك تأكيده ألإنتساب إلى عليم في الرجز الثاني الوارد ص 110 من المناقب بقوله :
إني زعيم لك أم وهب
بالطعن فيهم تارة والضرب
ضرب غلام مؤمن بالرب
حتى يذوق القوم مر الحرب
إني إمرؤ ذو مرة وغضب
حسبي إلهي من عليم حسبي
والحال هذا لا يدع شكا في كون وهب هو إبن عبدألله بن حباب
(1) ناسخ التواريخ : ج2 ص 388 .
البالغون الفتح في كربلاء
397
الكلبي خاصة وإن المحقق المرحوم الشيخ السماوي رحمه ألله عند ترجمته لعبدألله الكلبي ص 139 في ألإبصار كنّاه بأبي وهب .
2 ـ تحدثت المصادر من أن أمه وزوجته كانتا معه وفي بعضها أن زوجته هي التي قتلت وعند الخوارزمي أن التي قتلت هي أمه ونرجح ذلك لتطابق الروايات عن كيفية إستشهادها مع ما ورد عن الطبري في ج4 ص 635 وغيره وألأكثر من ذلك تطابقت الروايات حتى في إسم قاتلها .
قال أبو مخنف : وخرجت إمرأة الكلبي تمشي إلى زوجها حتى جلست إلى رأسه تمسح عنه التراب وتقول : هنيئا لك الجنة . فقال شمر إبن ذي الجوشن لغلام يسمى رستم : إضرب رأسها بالعمود ، فضرب رأسها فشدخه ، فماتت مكانها (رحمها ألله وجزاها عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته خيرا).
ولكل ما تقدم نرجح وبدرجة عالية أن وهب هذا هو إبن عبدألله إبن عمير بن حباب الكلبي ، وألله العالم .
لم ينفضوا عنه فيمن إنفض من ألأعراب عنه بعد ذلك ، بل أقاموا معه ولازموه ولم يتجلوا عنه حتى فازوا بأسمى مراتب الشرف في الدنيا وألآخرة حيث إستشهدوا بين يديه في الطف يوم عاشوراء.
ذكرهم الفضيل بن الزبير كوفي ألأسدي وهو من أصحاب ألإمامين الباقر والصادق عليهما السلام في تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام (1)والسماوي في ألإبصار والمامقاني في تنقيح المقال وهم :
(1) العدد الثاني السنة ألأولى 1406 هـ ص 154 من نشرة تراثنا الصادرة عن مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث تحقيق محمد رضا الحسيني .
(2) ذخيرة الدارين : ص 465 .
(3) ذخيرة الدارين : ص 456 .
(4) المصدر السابق .
البالغون الفتح في كربلاء
399
14 ـ الهفاف بن مهند الراسبي البصري :
قال الفضيل بن الزبير الكوفي ألأسدي : وخرج الهفاف بن المهند الراسبي البصري ، من البصرة حين سمع بخروج الحسين عليه السلام ، فسار حتى إنتهى إلى العسكر بعد قتله (أي قتل ألإمام الحسين) فدخل عسكر عمر بن سعد (لع) ، ثم إنتضى سيفه .
جاء في الذخيرة : الهفاف بن المهند الراسبي البصري ألأزدي (الراسبي نسبة إلى راسب بطن في ألأزد) الذي قتل يوم الطف بعد شهادة الحسين عليه السلام على ما رواه حميد بن أحمد في كتاب الحدائق ، قال : كان الهفاف هذا فارسا شجاعا بصريا ، من الشيعة ومن المخلصين في الولاء ، له ذكر في المغازي والحروب ، وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وحضر معه مشاهده كلها ، ولما عقد الألوية أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفين ضم تميم البصرة إلى ألأحنف بن قيس وأمر على حنظلة البصرة أعين بن ضبعة وعلى أزد البصرة الهفاف بن المهند الراسبي ألأزدي ، وكان ملازما لعلي عليه السلام إلى أن قتل عليه السلام ، فإنضم بعده إلى إبنه الحسن عليه السلام ثم إلى الحسين عليه السلام فلما سمع بخروج الحسين عليه السلام من مكة إلى العراق خرج من البصرة حتى إنتهى إلى العسكر بعد صلاة العصر (1).
وقال (يا أيها الجند المجند ، أنا الهفاف بن المهند ، أبغي عيال محمد) ثم شد فيهم . قال علي بن الحسين عليه السلام : فما رأى الناس منذ بعث ألله محمدا صلى ألله عليه وآله وسلم فارسا ـ بعد علي بن أبي طالب عليه السلام ـ قتل بيده ما قتل ، فتداعوا عليه خمسة نفر ، فإحتوشوه ، حتى قتلوه ، رحمه ألله تعالى (2).
(1) ذخيرة الدارين : ص 453 .
(2) العدد الثاني السنة ألأولى 1406 هـ ص 156 من نشرة تراثنا الصادرة عن مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث تحقيق محمد رضا الحسيني ، أنظر تنقيح المقال .
البالغون الفتح في كربلاء
400
15 ـ حماد بن حماد الخزاعي المرادي :
قال الشيخ شمس الدين : هكذا ورد إسمه في نسخة البحار من الرجبية ، وليس في نسخة الإقبال (الخزاعي) .
وذكر سيدنا ألأستاذ نقلا عن الرجبية (معجم رجال الحديث : 6/205) ونحن نشك في كونه رجلا تاريخيا من جهة شكنا في كل إسم تفردت الرجبية بذكره ولم يرد في مصدر آخر (1).
(1) ألأنصار : ص 116 .
(2) ألأنصار : ص 117 .
(3) المصدر السابق .
(4) المناقب : ج4 ص 122 .
(5) منتهى ألآمال : ص 492 .
(6) العدد الثاني السنة ألأولى 1406 هـ ص 157 من نشرة تراثنا الصادرة عن مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث تحقيق محمد رضا الحسيني .
البالغون الفتح في كربلاء
401
وفي الرجبية (عمر بن أبي كعب) والظاهر إن كلاهما واحد وألإختلاف نتيجة التصحيف , أشجع قبيلة من غطفان ، من قيس عيلان (عدنان ، عرب الشمال)(1).
ولم يزل يقاتل قتالا شديدا ، حتى قتله مسلم الضبابي ، وعبدألله البجلي ، إشتركا في قتله (3).
20 ـ القاسم بن حبيب بن أبي بشر ألأزدي :
ذكر في الزيارة الرجبية والقائمية ، ذكره الشيخ الطوسي .
قال عليه الصلاة والسلام في الناحية : (السلام على قاسم بن حبيب الأزدي)، قال المحقق ألأسترابادي في رجاله : قاسم بن حبيب بن
أبي بشر ألأزدي من أصحاب الحسين عليه السلام قتل معه بكربلاء ، وقال صاحب الحدائق : وقتل من ألأزد ... القاسم بن بشير (1). كان القاسم فارسا من الشيعة الكوفيين ، خرج مع إبن سعد فلما وصل كربلاء مال إلى الحسين عليه السلام أيام المهادنة وبقي معه حتى قتل بين يديه في الحملة ألأولى (2). قال الشيخ شمس الدين : ذكر في الرجبية بإسم (قاسم بن حبيب) كما ورد فيها (القاسم بن الحارث الكاهلي) ويحتمل أن يكون تكرارا مصحفا بإسم ألأول (3).
فقتل جماعة كثيرة (5)وعند الخوارزمي : ثم خرج من بعده قرة بن أبي قرة الغفاري ، وهو يقول :
قد علمت حقا بنو غفار
وخندف بعد بني نزار
بأني الليث الهزبر الضاري
لأضربن معشر الفجار
(1) ذخيرة الدارين : ص 430 .
(2) إبصار العين : ص 143 .
(3) ألأنصار : ص 106 .
(4) المناقب : ج4 ص 111 : ـ البيت ألأول والثاني من هذا الرجز جاء به الطبري في ج4 ص 639 ونسبه إلى أحد أبناء عزرة الغفاريان .
(5) المناقب : ص 111 .
البالغون الفتح في كربلاء
403
بحد عضب ذكر بتار
يشع لي في ظلمة الغبار
دون الهداة السادة ألأبرار
رهط النبي أحمد المختار
ثم حمل فقاتل حتى قتل (1). جاء ذكره في الرجبية في نسخة البحار (عثمان بن فروة الغفاري) وفي نسخة ألإقبال (عثمان بن عروة)(3).
ثم قال : يا أخا همدان ما أجد نفسي تجيبني إلى ترك ملك الري ! لغيري ! فرجع يزيد بن حصين الهمداني إلى الحسين عليه السلام وأخبره بمقالة إبن سعد اللعين ، فلما عرف الحسين عليه السلام ذلك منهم ، تيقن أن القوم مقاتلوه لا محالة ، وأمر أصحابه فإحتفروا حفيرة شبيهة بالخندق ، وجعلوا جبهة واحدة يكون القتال منها .
ثم أن عسكر إبن سعد ، برزوا لمقاتلة الحسين عليه السلام وأصحابه ، وأحدقوا لهم من كل جانب ، ووضعوا السيوف في أصحاب الحسين عليه السلام ، ورموهم بالنبال ، وهم يقاتلوهم إلى أن قتل من أصحاب الحسين عليه السلام ما يزيد عن الخمسين ، والهمداني يقاتل معهم إلى أن قتل بين يدي الحسين عليه السلام وكان قتله قبل الظهر في الحملة ألأولى مع من قتل رضوان ألله عليه(1).
هو سوار بن منعم بن حابس بن أبي عمير بن نهم الهمداني النهمي . والنهمي : نهم بن عمرو بطن من همدان من القحطانية (يمن ، عرب الجنوب) .
ذكره الشيخ وإبن شهر آشوب في عداد قتلى الحملة ألأولى ، وصحفه هكذا : (سوار بن ابي عمير الفهمي) (1)وذكر في الزيارة بإسم (سوار بن أبي حمير النهمي) وذكر سيدنا ألأستاذ : (سوار بن أبي عمير ـ و : سوار بن المنعم : معجم رجال الحديث : ج8 ص 322) وعدهما رجلين ، والظاهر ألإتحاد ، والتعدد جاء من قبل التصحيف في ألأصول (2).
قال المحقق السماوي : كان سوار ممن أتى إلى الحسين عليه السلام أيام الهدنة وقاتل في الحملة ألأولى فجرح قال في الحدائق الوردية : قاتل سوار حتى إذا صرع أُتي به أسيرا إلى عمر بن سعد (لع) ـ فأراد قتله ، فشفع فيه قومه وبقي عندهم جريحا حتى توفي على رأس ستة أشهر . وقال بعض المؤرخين : أنه بقي أسيرا حتى توفي وإنما كانت شفاعة قومه الدفع عن قتله . ويشهد له ما ذكر في القائميات من قوله عليه السلام : السلام على الجريح المأسور سوار إبن أبي عمير النهمي ، على أنه يمكن حمل العبارة على أسره في أول ألأمر (3).
(1) المصدر السابق .
(2) الشيخ شمس الدين : ألأنصار ص 91 .
(3) الإبصار : ص 105 .
البالغون الفتح في كربلاء
407
3 ـ الموقع بن ثمامة ألأسدي الصيداوي أبو موسى :
كان الموقع ممن جاء إلى الحسين عليه السلام في الطف وخلص إليه ليلا مع من خلص (1).
قال أبو مخنف : إلا أن الموقع بن ثمامة ألأسدي كان قد نشر نبله وجثا على ركبتيه ، فقاتل ، فجاءه نفر من قومه ، فقالوا له : أنت أمين ، أخرج إلينا ، فخرج إليهم (2)، فلما قدم به عمر بن سعد (لع) على إبن زياد وأخبره خبره سيره إلى الزارة(3).
قال أبو مخنف : إن الموقع صرع فإستنقذه قومه وأتوا به إلى الكوفة فأخفوه وبلغ إبن زياد خبره فأرسل عليه ليقتله فشفع فيه جماعة من بني أسد فلم يقتله ولكن كبله بالحديد ونفاه إلى الزارة ، وكان مريضا من الجراحات التي به ، فبقي في الزارة مريضا مكبلا حتى مات بعد سنة . وفيه يقول الكميت ألأسدي : إن أبا موسى اسيرا مكبل يعني به الموقع(4).