الحسين في طريقه الى الشهادة 51

عليه . فقال : اردت ان اريحه . ومن النقرة الى الحاجر اربعة وثلاثون ميلا . وذكر الرحالة ابن جبير . قال : نزلنا الحاجر والماء فيه في مصانع وربما حفروا عليه حفرا قريبة العمق يسمونها احفارا واحدها حفرة . وكنا نتخوف في هذا الطريق قلة الماء لا سيما مع عظم هذا الجمع الانامي والانعامي الذين لووردوا البحر لانزفوه واستقوه . وذكر الخوارزمي . انه لما سار الحسين (ع) من الحاجر انتهى الى ماء من مياه العرب ، ولا أشك أنه سميراء الذي وافاه بعد الحاجر .
وسار قاصداً سُميراء ومن ثَمّ أتى توز وفَيد ما عدا
(سميراء) بفتح اوله وكسر ثانيه بالمد . وقيل بالضم . يسمى باسم رجل من عاد . يقال له سميراء . وهو منزل بطريق مكة بعد توز مصعدا . وقبل الحاجر . ومن سميراء الى توز عشرين ميلا . قال السكوني : حوله جبال واكام سود . بذلك سمي سميراء . واكثر الناس يقولونه بالقصر . وقيل هما موضعان المقصور منها هو الذي في طريق مكة . وليس فيه الا الفتح . وفي حديث طليحة الاسدي لما ادعى النبوة انه عسكر بسميراء هذه بالمد(1) قال مطير ابن اشيم الاسدي :
ألا أيها الركبـان ان امامكم سميراء ماء رية غير مجهل
وان عليها ان مررتم عليهم أبيا وآبـاء وقيـس بن نوفل

وقال مرة بن عياش الاسدي :
جلت عن سميراء الملوك وغادروا بها شرقن لا يضيف ولا يقرى
هجيـن نميـر طالبـا ومجـاهدا بنى كل رجاف الى عرن القدر
فلو أن هـذا الحـي من آل مالك اذا لم احلى عن عياملها الخضر

قال : والذين جلوا عن سميراء هم رهط العلاء بنو حبيب بن اسامة من اسد . وصار فيها بنو احجران . الذين هجاهم . قبيلة من بني نضر . ومن الحاجر الى سميراء ثلاثة وثلاثون ميلا . وثمة برك وماء واسع ومزارع والماء

(1) ومثله ذكر عبد المؤمن مفتي الحنابلة بالشيرية . مراصد الاطلاع ج 2 ص 53 طبع اوربا .
الحسين في طريقه الى الشهادة 52

عذيبي على ما ذكره المقدسي(2) ويسميها ابن جبير سميرة . قال : ونزلنا ضحوة النهار سميرة . وهي موضع معمور . وفي بسيطتها شبه حصن يطيف به خلق كبير مسكون . والماء فيه في آبار كثيرة الا انها زعاق(3) ومستنقعات وبرك . وتبايع العرب فيها مع الحاج فيما أخرجوه من لحم وسمن ولبن . ووقع الناس على قرم وعيمة(4) فبادروا الابتياع لذلك يشقق الخام التي يستصحبونها لشارات الاعراب لانهم لم يبايعونهم الا بها . وحدث ابراهيم بن عطارد . قال : سميراء لبني نصر بن معين من بني أسد . وحدث داود بن محمد بن عبد الملك بن حبيب بن تمام الاسدي . قال : حفر ابي بئرا بين الحويز عن يسار سميراء . يشرب منه حاج البصرة . بئر حق أهل بيته وحق عيسى بن بغيض . وكان خاصمه فرجز وقال :
حفرتهـا في منتـهـى المقيل في حـق لامـع ولا مسؤل
بين حلاص وبنـى المهـزول بذلت فيها نفس ذي الحجول(5)
ومقـبـلا وكـان ذا قـبـول اذا انتهى للحول بعد الحـول (6)
ضربا كضرب الروم للطبول جوبا كجوب البرقع المنخول

وقال بعض الاعراب :
ترعى سميـراء الـى آرامها الى طريفات الى أهضامها
في حرق يشب من رمز امها حتى اذا ما فر مـن اوامها
وفاض برد الماء من اجرامها قام الى حمراء من كرامها

(2) انظر المقدسي . أحسن التقاسيم .
(3) الزعاق الماء المر لا يطاق شربه .
(4) القرم . الفحل اذا ترك عن الركوب والعمل . والعيمة شهوة اللبن . والعيمة ايضا خيار المال .
(5) حلاص بطن من عبس . وذي الحجول عبد كان لحبيب بن تمام الاسدي . في رجله قيود .
(6) الحول . حول البئر .
الحسين في طريقه الى الشهادة 53

بازل عام اوسديـس عامهـا كأن فوق المتن من سنامها
عنقاء من طفحة أو رجامـها مشرفة الهادي الى اعلامها
قحم في الحبلة في اخصامها غمامة بيضاء من غمامها
يكتشف العقبـة عـن لبامها ويذهب الغنمة من مغنامها

قال : وبسميراء قصر ومسجد . وكانت بها آبار بئر تعرف بام العين . وبئر تعرف بالشهباء . واخرى تعرف بالنجدية واخرى تعرف بالمهدي . واخرى تعرف بحويص الى جانب السوق . وبها من الاحسا المطوية الرؤوس داخل بالموضع المعروف بالعريس حسا . وبها بركتان احدهما زبيدية مدورة ولها مصفاة مربعة . ومن سميراء الى المشرف اميال طوال . يقال لها الحسنات . وعلى سبعة اميال من سميراء يمنة عن الطريق قباب ومتعشا . وبركة يقال لها الحسنة . عندها آبار كثيرة منها بئر يقال لها واقصة(7) لبني نعامة عذبة . وأبيات أعراب عن يسار الطريق . وبعدها بثلاثة مبارك بركة تسمى العباسية مدورة قطرها خمسون ذراعا وعمقها عشرة أذرع . ويقال احتفرها رجل من بني اسد في الجاهلية يسمى العباس تنسب اليه . وبعدها بميل وادي الثلوب وحذاءها بئر كثيرة الماء يسرة وعندها قصران ومتعشا . ومن عندها يرى الطمنة ـ الجبل المربع يسرة . وهو على طريق البصرة وعند هذا الجبل عيون ومياه ومزارع للاعراب ويرى هذا الجبل قريب من المعدن . وعلى ستة عشر ميلا من سميراء آبار تسمى حلوة عذبة الماء شبيهات بالاحسا في قرب مائهن وهن في بطن واد يقال له ـ الثلاثون ـ وهي آخر جفير بني أسد وبين كل واحدة من الآبار ما يقرب من نصف ميل . احداها ـ بقعا ـ والاخرى ـ قبعا ـ والاخرى ـ الواسطة ـ والرابعة ـ حلوة ـ والوادي ينبت العشير والمشرف ببطن ـ البراق ـ وهي آخر ملك بني أسد . ذكر ارباب التاريخ انه لما سار الحسين (ع) من الحاجر انتهى الى ماء من مياه العرب . فاذا عليه عبد الله بن مطيع العدوي . وهو نازل به . فلما رأى الحسين (ع) قام

(7) وهذه غير واقصة التي بحدود العراق من غربه .
الحسين في طريقه الى الشهادة 54

اليه . فقال : بابي انت وامي يابن رسول الله (ص) ما أقدمك ؟ واحتمله وانزله . فقال له الحسين (ع) كان من موت معاوية ما بلغك . فكتب الى أهل العراق يدعونني الى أنفسهم . فقال له عبد الله اذكرك الله . يابن رسول الله (ص) وحرمة الاسلام أن تنتهك . انشدك الله في حرمة قريش انشدك الله في حرمة العرب . فوالله لئن طلبت ما في أيدي بني امية لتقتلن . ولئن قتلوك لا يهابوا بعدك احدا أبدا . والله انها لحرمة الاسلام تنتهك وحرمة قريش وحرمة العرب فلا تفعل ولاتات الكوفة ولا تعرض نفسك لبني امية . فأبى الحسين (ع) الا أن يمضي . وكان عبيد الله بن زياد قد آمر فأخذ ما بين واقصة الى طريق الشام . ثم الى طريق البصرة فلا يدعون أحدا يلج الكوفة ولا أحدا يخرج منها . وأقبل الحسين يسير حتى لقى جماعة فسألهم . فقالوا والله ما ندري . غير أنا لا نستطيع أن نلج ولا أن نخرج . قالوا وسار الحسين (ع) من سميراء قاصدا توز .
(توز) . بالضم ثم السكون . وزاي . منزل في طريق الحاج قبل فيد . للقاصد الى العراق . نصف الطريق . وهو جبل مشهور لبني اسد . قال ابو المسور :
فصبحت بالسير أهل توز منزلة في القدر مثـل الكوز
قليلة المأدوم والمخـبوز شرا لعمري من بلاد الخوز

وقال راجز آخر :
يا رب جار لك بالحريز بين سميراء وبين توز

حدث عبد الله بن عمرو عن النبراسي . ابراهيم بن عطارد . قال : توز لبني مرى من بني اسد . ومن توز الى سميراء خمسة عشر ميلا ونصف . وبتوز بركتان احداهما مدورة بنتها زبيدة تعرف ـ بالطارفية ـ والاخرى ـ مربعة تعرف ببركة القاع ـ ولها مصفاة . وبها من الآبار الكبار . والاوساط تسع آبار منها بئر تعرف ـ بالمهدي ـ وقليب يعرف ـ بالمنيف ـ وقليب يعرف ـ بالزورا ـ وقليب يعرف ـ بالبحيرة ـ وبئر يعرف ـ بالمنجدي ـ وبئر يعرف ـ بالاكره ـ ومن الاحسا المطوية الرؤوس ماية حسا . والجبل الذي بتوز يقال له صهبان .

الحسين في طريقه الى الشهادة 55

والذي بحذائه ـ ضلع الماء ـ والذي مما يلي القبله منه ـ مريح ـ وهو جبل احمر . ويقال لموضع البركة التي بتوز ـ نوطة مختار(8) ونوطة الطليح كثيرة الظل . ويدفع اليها واد . يقال له الحوض . وعلى ميلين من توز يسرة عن الطريق ثلاثة آبار . بئر يقال لها ـ الخشبة ـ حفرها . خشين الخادم مربعة ولها مصفاة . وبئرين وقصر وباب ومسجد يعرف ذلك الموضع بالراجمة ـ والراجمة ـ ضلع عن يسار الطريق . ويعرف ايضا ـ بسعة الوادي الوكار ـ امرأة كانت نازلة به . وبعدها بميلين يسرة عن الطريق بركة ـ العناية ـ وهي زبيدية مدورة غليظة الماء . وعندها قليب وآبار وخزانة . وعلى ثمان اميال من توز . عند الميل الثالث بركة تعرف ـ بالحمة ـ وبركة اخرى يقال لها ـ قرقرة وهي مربعة عندها بئر غليظة الماء . ـ والجمة ـ جبل اسود عن يسار الطريق . وهو المتعشا . وبه قباب ومسجد . وفوق الجبل عن يمين الطريق وراء المتعشا شجر كثير ـ ام غيلان ـ وبعدها حوض يمنة الطريق وبناء خرب بناحية منه . وقصر وبئر تعرف ـ بجمة امير المؤمنين ـ وعلى اثنى عشر ميلا ونصف بئر عبد الله ابن مالك . يسمى ـ السقيا ـ كثيرة الماء عذبة يسرة الطريق ثم ـ المنصف ـ وهو موضع العلمين . منتصف الطريق بين الكوفة ومكة زاد الله شرفها والعلمان ـ بالدرع ـ دون سميراء باربعة أميال . ومن وراء علمى ـ المنصف ـ الى ان يدخل سميراء طريق وحش ومضلة لا يلتقي فيه الحجاج . قالوا فسار الحسين (ع) من توز بركبه الى فيد .
(فيد) . بالفتح ثم السكون ودال مهملة . قال الزجاجي : سميت بفيد بن حام . وهو اول من نزلها . وهي بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة . قال البكـري :(9) ينسب الى حمى فيد . قال ابن الانباري . الغالب على فيد التأنيث .

(8) مختار هذا رجل من بني اسد . من المخطوط .
(9) انظر الوزير البكري . معجم ما استعجم ص 717 طبع اوربا .
الحسين في طريقه الى الشهادة 56

قال لبيد :
مرية حلت «بفيد» وجاورت أهل العراق فاين منك مرارها

وانشد ابن الاعرابي . أو الفقعسي :
سقى الله حيا بين صارة والحمى حمى «فيد» صوب المدجناة المواطر

وقال الشماخ :
سرت من أعالي رحرحان واصبحت بفيد وباقي ليلها ما تحسرا

وقال المقدسي : فيد مدينة بحصنين . عامرة واسعة الماء(10) وقال ابن ايوب صاحب حماه . وفيد عن الكوفة ماية وتسعة فراسخ(11) وقال الحموي : وهي عامرة الى الان . يودع الحجاج فيها أزوادهم . وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها . فاذا رجعوا اخذوا ازوادهم . ووهبوا لمن أودعوه عنده شيئا من ذلك . وهم مغوثة للحاج في مثل ذلك الموضع المنقطع . ومعيشة اهلها من ادخار العلوفة طول العام الى ان يقدم الحجاج فيبيعونه عليهم(12) قالوا : وأول من حفر فيه حفرا في الاسلام . ابو الديلم مولى يزيد بن عمر بن هبيرة فاحتفر المعين التي هي اليوم قائمة وأساحها . وغرس عليها فكانت بيده حتى قام بنوا العباس فقبضوها من يده هكذا قال السكوني : وشعر زهير . وهو جاهلي يدل انه كان فيها شرب وذلك قوله :
ثم استمروا وقالوا ان مشربكم ماء بشرقي سلمى فيد اوركك

وفيد بشرقي سلمى كما ذكر ، وسلمى جبل طئ . ولذلك اقطع رسول الله (ص) زيدا فيد لانها بارضه . واول آجبله على ظهر طريق الكوفة بين الاجفر وفيد جبيل عنيزة وهو في شق بني سعد بن ثعلبة من بني اسد بن خزيمة والى جنبه ماءة يقال لها

(10) انظر المقدسي . احسن التقاسيم .
(11) انظر الملك المؤيد صاحب حماة ـ تقويم البلدان ـ ص 97 طبع باريس .
(12) ومثله جاء في مراصد الاطلاع . انظر عبد المؤمن ج 2 ص 370 طبع اوربا .
الحسين في طريقه الى الشهادة 57

الكهفة وماءة يقال لها البعوضة وبني فيد والجبيل ستة وعشرون ميلا . وقال ابن بليهد(13) فيد . شهرته تغني عن تحديده وهو باق باسمه الى هذا العهد وهو بني بلاد بني اسد وبلاد طئ وهو بشرقي سلمى كما ذكره زهير حين قال :
(ماء بشرقي سلمى فيد اولكك)

ذكر ابن جبير قال : واصبحنا على فيد يوم الاحد . وهي حصن كبير مبرج مشرف في بسيط من الارض يمتد حوله ربض يطيف به سور عتيق البنيان . وهو معمور بسكان من الاعراب يتعيشون مع الحاج في التجارات والمبايعات وغير ذلك من المرافق . وهناك يترك الحاج بعض ازوادهم اعدادا للارمال . والزاد عند انصرافهم . ولهم بها معارف يتركون ازوادهم عندهم . وهذا نصف الطريق من بغداد الى مكة(14) على المدينة شرفها الله أو أقل سيرا منها . ومنها الى الكوفة اثنى عشر يوما في طريق سهلة طيبة . والمياه فيها بحمد الله موجودة في مصانع كثيـرة(15) وذكر البكري(16) . كان فيد فلاة من الارض بين اسد وطى في الجاهلية . فلما قدم زيد الخيل على رسول الله (ص) اقطعه فيدا كذلك روى هشام بن الكلبي عن ابي مخنف في حديث فيه طول . واول من حفر فيه حفرا في الاسلام أبو الديلم . مولى يزيد بن عمرو بن هبيرة . فاحتفر العين التي هي اليوم قائمة . وأساحها وغرس عليها . فكانت بيده . حتى قام بنو العباس فقبضوها من يده هكذا قال السكوني ، وشعر زهير وهو جاهلي . يدل انه كان فيها شرب وذلك قوله :
ثم استمروا وقالوا ان مشربكم ماء بشرقي سلمى (فيد) أوركك

(13) انظر محمد بن عبد الله بن بليد ـ صحيح الاخبار ـ ج 3 ص 181 .
(14) وكذلك ذكر السكوني . ان فيد . نصف طريق الحاج من الكوفة الى مكة . وهي اثلاث ثلث للعمريين . وثلث لال ابي سلامة من همدان . وثلث لبني نبهان من طي . انظر المعجم للحموي .
(15) انظر ابن جبير . رحلته .
(16) انظر الوزير البكري معجم ما استعجم ص 717 .
الحسين في طريقه الى الشهادة 58

وفيد بشرقي سلمى كما ذكر . وسلمى احد جبلي طئ . ولذلك اقطع رسول الله (ص) زيدا (فيد) لانها بأرضه . واول اجبله على ظهر طريق الكوفة . بين الاجفر وفيد جبيل عنيزة . وهو في شق بني سعد بن ثعلبة من بني اسد بن خزيمة . والى جنبه ماءة يقال لها الكهفة . وماءة يقال لها البعوضة . وبين فيد والجبيل ستة عشر ميلا . وقد ذكرتم متمم بن نويرة البعوضة فقال :
على مثل اصحاب البعوضة فاخمشى لك الويل حر الوجه او يبك من بكى

وذكر الاصطخري(17) وليس بين المدينة والعراق منزل يستقل بالعمارة والاهل جميع السنة مثل فيد . وينسب الى فيد جماعة . منهم ابو محمد يحيى بن ضريس الفندي . وابو اسحاق عيسى بن ابراهيم الفيدي . يروى عن موسى الجهني . روى عنه عبد الله بن عامر بن زرارة الكوفي . وبين فيد ـ ووادي القرى ـ ست ليال . وليس من دون فيد طريق الى الشام . وبتلك المواضع رمال لا تسلك حتى تنتهي الى ـ زبالة ـ والعقبة على الحزن . فربما لم يوجد . فيتجنب سلوكه . والى فيد ينسب كثير من الرجال . وبينها وبين توز احد وثلاثون ميلا(18) حدث عبد الله بن عمرو عن علي بن الصباح . عن هشام بن محمد عن ابيه . قال : سميت بفايد بن حام من بني عمليق نزلها . وحدث ابو محمد الوراق . عن ابي حذيفة . مزبان بن حكيم العضبي ـ بطن من طي ـ قال : انما سميت فيد لان من حولها يستفيد منها . وزعم ابو علي اسماعيل بن ابي محمد البريدي . قلت لابي فيد مدرج ابن عمرو العجلي ذلك . قال : الفيد نور الزعفران . واخبرني بن ابي سعيد عن عنيم بن نوابة الطائي عن ابيه . قال : ولاه فيد من بني بنهان من بني ورد . وحدث على بن حارث الموصلي . قال حدثنا ابو المنذر هاشم بن الكلبي أو قراته عليه عن ابي مخنف . قال : وفد زيد

(17) انظر ابراهيم الاصطخري المعروف بالكرخي مسالك الممالك . ص 20 طبع ليدن .
(18) انظر الحموي . معجم البلدان . وفي المخطوط . من فيد الى توز اربعة وعشرون ميلا .
الحسين في طريقه الى الشهادة 59

الخيل على رسول الله (ص) فدخل المسجد والنبي (ص) يخطب . فقال : اني اجيركم من العمري ونبهانها . ومما حازت متاع كل مار غير بقاع ومن الجبل الاسود الذي تعبدونه من دون الله . فقال زيد الخيل : وكان من أجمل الرجال وأحسنهم . اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله . قال (ص) ومن أنت ؟ قال : انا زيد الخيل بن مهلهل . قال (ص) بل انت زيد الخير . ما وصف لي رجل الا رأيته دون ما وصف لي غيرك . فانك فوق ما وصف لي . ثم انصرف . فقال (ص) أي رجل . ان سلم من اطام المدينة . وكتب له كتابا ولبنى نبهان فوادي عبد الله بن عمر . وعن ابراهيم بن اسامة عن ثوابة ابن سعيد المغني . قال : فقال رسول الله (ص) اني قد اقتطعتك فيدا وما حازت . وكتب له الكتاب . واخبرني عبد الله بن بشر بن علي بن الصباح . قال غالب ، وقيل لمحمد بن حبيب الفقعسي :
سقى فايدا من أجل من حل فايدا الى ذي سلامان بروق اللوامح
ربيعـا مريعـا جـاد حينا ولية كأن بأيدي الممطرين المجادح

وجاء ذكر فيد في شعر زهير بن ابي سلمى المزني : بقوله من معلقته :
فلا لكان الى وادي الغمار فلا شرقي سلمى فلا فيد فلا دهم

وبفيد قصر للسلطان وبساتين وحصون وبعضها خربة . ومسجد وجامع ومنبر . وبها بركة مربعة وثلاث عيون . وآبار ليست بالعذبة . فمن خيارها بئر يعرف ـ بمسجد الملافيينين ـ وهي بئر عبد الصمد . وبئر الفضل بن الرلبيع وبئر عمر بن فرح . وبئر عمران بن عمر وبئر يعرف ـ بالطرخانية ـ وثلاث بالعلاقين . وبئر تعرف ـ بوهب ـ والباردة التي خارج المنزل على الطريق حفرها ـ المهدي ـ وعلى مقدار ميل من فيد على غير الطريق يسرة آبار كثيرة ماؤها طيب ونخل ومزارع . وبناء يقال له ـ عزيزة وعلى ثلاثة أميال من فيد ـ العقيل ـ وهو جبل ليس بالشاخص . وعلى خمسة أميال ونصف من فيد ثلاث آبار يعرفن ـ بالمكا الكبار ـ وهن بموضع يقال له ـ رحبة فروج ـ ابن حوران الاسدي . ورحبة ـ بني محاسن وعبد الملك ـ وبالميل الاول قباب ـ لخالصة ـ يقال لها

الحسين في طريقه الى الشهادة 60

ـ عشب ـ وهو واد يقع يمنة الطريق . وعلى احد عشر ميلا ونصف من فيد بركة وحوض وبئر لعبد الله بن عمر يسمى ـ العزيز ـ وهو المتعشا يسرة الطريق . والعريان . اكمتان سودا وان عن يسار الطريق وبرك مدورة . وبئر كثيرة الماء ليست بعذبة . وبحذاء هذه البركة بركة أخرى يسرة الطريق . ويقال للجبل الذي يمنة الطريق حيال هذه البركة ـ أحول ـ وعن يساره جبل يقال له ـ بوص ـ وفي هذا المبتدأ آثار ماء وأبيات للاعراب . وعن يسار الطريق وخلفه بركة تسمى ـ الحنظلية ـ على واد اعشب وخلفها مسجد وقباب . وهو على تسعة اميال من توز يمنة . ويسرة بئران لعبد الله بن مالك يعرفان ـ بالوبرية ـ وهن عندالميل التاسع
من البريد والاعراب يسمونها ـ الحفرتين ـ وهما بواد يقال له ـ وادي البئر ـ التي ينسب اليها هذا الوادي يقال له الثبيطا ـ والثبيطا ـ جبل يمنة الطريق على نحو ثلثة اميال . ويقال لهذا الجبل المشرف على هذا الموضع ـ احول وقبل توز بأربعة أميال جبل ـ الاثرم ـ القريب منه بموضع يقال له ـ أبرق النعجة ـ قال السكوني . وبين فيد ووداي القرى ست ليال . وليس من دون فيد طريق الى الشام . وبتلك المواضيع رمال لا تسلك حتى تنتهي الى زبالة . والعقبة على الحزن فربّما وجد به ماء وربما لم يوجد فيجب سلوكه . قال ابن بلهيد(19) فيد بلد قديم جاهلي وهو باق على اسمه هذا الى هذا اليوم . وينسب الى هذا البلد محمد بن يحيى بن ضريس الفيدي . ومحمد بن جعفر بن ابي مواتيه الفيدي الكوفي وهو عالم جليل . سكن فيدا . يروي عنه موسى الجهني ، روى عنه ابو عبد الله عامر بن فزارة الكوفي وغيره . وبينها وبين توز احد وثلاثون ميلا . فحل الحسين (ع) بفيد ثم رحل عنها وقصد الاجفر .
وحلّ بالأجفر وهو منزل تنزله طيّ لوافر الكَلا

(الاجفر ) . بضم الفاء جمع جفر . وهو البئر الواسعة لم تطو . موضع بين

(19) انظر محمد بن عبد الله بن بليهد النجدي ـ صحيح الاخبار ـ ج 1 ص 127 .
الحسين في طريقه الى الشهادة 61

فيد والخزيمية بينه وبين قيد ستة وثلاثون ميلا . على ما ذكره المقدسي ، وقال الحموي بستة وثلاثون فرسخا . وقال الهمداني(1) ومنها الى فيد ثمانية وعشرون ميلا . وعرض الاجفر سبع وعشرون درجة وثلث ، وقال الزمخشري . الاجفر . ماء لبني يربوع انتزعته منهم بنو جذيمة . وقال ابن جبر . الاجفر . مشهور عندهم بموضع جميل . وبثنية العذرين . وفي المخطوط . عن بشر بن ابراهيم بن عطارد . قال : الاجفر لسعد بن سواه من بني أسد . وعن داوود بن عبد الملك ابن حبيب بن تمام الفقسعي عن ابيه . ان الاجفر سميت الاجفر لحفرها وسعة قاعها . وكانت فيها في كل حفرة أقلبة . لكل بطن منها حفرة أكملت الاشياء وسميت الاجفر بعد بني مروان . وكان اسمها في الجاهلية ـ السرفة ـ فيها حفر لسعد بن سواه . وهي وسط البلد . وحفرة لهم ايضا . وحفرة لبني نصر بن معين . قال : وكانت حفرة أخرى قليبا حولها فدفنوها . والحفرة هي الهوة . يحفرون في نواحيها القليبين والثلاثة . ومن الاجفر الى فيد سبعة وعشرون ميلا طوال وبها قصر ومسجد . وطريق العشيرة لمن اراد ان لا ينزل فيدا . فيعدل من الاجفر .ـ وهي مصعدة يسرة فينزل ـ المحربه ـ وبها آبار ونخل وبينها نحو من ثلاثين ميلا . ثم يرتحل من المحربة فينزل العشيرة بها آبار عذبة وحصون ومزارع ونخل . وهي لاخلاط من العرب . وبينها نحوا من ثلاثين ميلا . ثم يرتحل من العشيرة فيسير بقية يومه وليلته ويأخذ ذات اليسار حتى يخرج الى الطريق الاعظم دون فيد بستة اميال عند البريد . وبالاجفر بركة مدورة قطرها خمسون ذراعا في عمق ثماني أذرع . وبها عدة آبار . منها ـ الصادي ـ وـ الحفرة ـ وـ المصبح ـ والشبرت ـ وـ اللقماني ـ وـ الجهمي ـ والسويدي ـ والعقيلي ـ والبحيري ـ وـ الدبسي ـ وـ النخعي ـ وـ الصهيبي ـ وـ المقابلتان ـ وـ العزوي ـ وـ العمري ـ وـ الهديان ـ والمذري ـ

(1) انظر الحسن بن احمد الهمداني . صفة جزيرة العرب ج 1 ص 183 طبع اوربا ليدن .
الحسين في طريقه الى الشهادة 62

وـ الوزيري ـ وـ الوتري ـ وـ المسروري ـ وـ البوصيري ـ وـ البرمكي ـ وـ الكوكبي ـ وـ السلامي ـ وـ العملي ـ وبئر ـ والقصر ـ وبئر الشجرة ـ والياقوتة ـ عند النخل خارج المنزل . وهي اعذب الآبار . وبئر الخصى ـ وعلى مقدار ميل ونصف من الاجفر ناحية عن الطريق يسرة المصعدة آبار كثيرة فمن خيارها وكبارها خمس آبار . يعرفن بالحفايا . مطوية بالحجارة من عمل المهدي بئر تعرف ـ بالناشرية ـ وبئر البستان ـ وبئران يعرفان ـ بالفسيلتين ـ وعلى ثلاثة أميال من الاجفر يسرة بئر يعرف بالحفايا أيضا وبعد ذلك على ستة أميال من الاجفر عادل يمنة الطريق واد يسمى دعوة العقدة ـ ويقال له المئزيرة . وهو موضع آبار ليست بطيبة الماء . وعلى ستة أميال ونصف من الاجفر يمنة حوض عليه ازج معقود للماء يسمى ـ خالصة ـ(2) ويقال انه هروي وعنده بناء خرب يسرة . وعلى ثمانية أميال من الاجفر بركة زبيدية يقال لها ـ البله ـ وعندها بئر كثيرة الماء وقباب ومسجد والمنتصف بين وادي السلام ومكة على طريق الجلدة وبين الميل الثاني والثالث من البريد التاسع والعشرين والبريد خلف البردة بميل . يقال له ـ بريد السلم ـ وخلفها بأربعة أميال ونصف على الطريق قصر وبناء كبير وهو المتعشا عند بركة مربعة . يقال لذلك الموضع ـ ملك حردام ـ وهو رجل داع لبني أسد . وخلفها بميلين ونصف يسرة بركة مربعة تسمى ـ البرمكية ـ بينها وبين فيد اثنى عشر ميلا . وبحذاء البركة بئر ليس فيها ماء . وهي على واد يقال له ـ سويط ـ . وهو يدفع ماء البركة . ومنها يرى جبلا طي . ومنها يعدل من لم يردان ينزل فيها فيأخذ على بطن ـ عوى ـ وثلاثة أميال مبينة . كان ابو جعفر يسلكها حتى يخرج على ـ العرنين ـ عند المشرف خلف فيد باثني عشر ميلا . وبعضهم يخرج على سميراء . وهو

(2) خالصة . بركة بين الاجفر والخزيمية بطريق مكة . من الكوفة . على ميلين من الاغر وبينها وبين الاجفر احد عشر ميلا . منسوبة الى خالصة من جواري الرشيد . انظر شهاب الدين . ياقوت بن عبد الله الحموي المتوفي 626 هجـ . المشترك ص 206 طبع المانيا غوتنجن .
الحسين في طريقه الى الشهادة 63

طريق مختصر . كان الاول يعرف ـ بالثعلبية ـ بعد قتل البرمكية . (يميل عن صحرائها له الى الثعلبية(3)) تكون من البرمكية الى الثعلبية الى عوى ثلاثة أميال . وفيها آبار عذبة . ومن العوى الى العرس خمسة أميال . هذا الطريق أقرب بأربعة أميال . ولكنه كثير التلال . وعلى ستة اميال من فيد . حوض موسى بن عيسى عليه أزج معقود وقباب . بين البريد . وقبل أن يدخل فيدا ببضعة عشر ميلا تبدوا جبلا طي . والبريد الثلاثون عند الحوض . يقال له ـ بريد فهدان ـ وهو بريد ـ الكثيل ـ والكثيل جبل عن يسار الطريق . وفهدان رجل كان يوقد عنده ويغسل . وقيل ان خالصة . اشترت ماية عبد . وقالت انقلوا الحجارة حتى تجعلوها من الاجفر الى المنزل رصيفين . فاذا فرغتم فأنتم احرار . ففعلوا ذلك وكان الناس يتأذون من المطر لانه كان طينا اخضرا . فالحسين (ع) كان طريقه على الاجفر هذا ثم واصل المسرى الى الخزيمية .
وللخُزّيميـّة لَما أن أتى يوما وليلـة عن المسرى ونى
فحدثته زينب بما وعت من هاتف لَما نعى عند الدجى

(الخزيمية) . بضم اوله وفتح ثانيه . تصغير خزم . منسوبة الى خزيمة بن خازم فيما أحسب . وهو منزل من مناز الحج بعد الثعلبية من الكوفة . وقيل الخزيمية بالحاء المهملة . بينها وبين الثعلبية اثنان وثلاثون ميلا على ما ذكره الحموي . وذكر ابن قتيبة(1) في باب مضار الاطعمة ومنافعها . قال : بلغني عن فتى من اهل الكتاب انه قال : كنا في طريق مكة بالخزيمية . فأتانا أعرابي بكمأة في كساء قدر ما أطلق . فقلنا بكم الكماة ؟ قال : بدرهمين . فاشتريناها منه ودفعنا الثمن . فلما نهض قال بعضنا : وفي است المغبون عود(2) قال : بل عودان . وضرب

(3) هكذا في الاصل ـ المخطوط .
(1) انظر ابن قتيبة . عيون الاخبار ج 3 ص 282 طبع بمصر .
(2) هذا مثل يضرب لمن غبن .
الحسين في طريقه الى الشهادة 64

الارض برجله فاذا نحن على الكمأة . قال : بعض الشعراء :
جنيتها تملأ كف الجاني سوداء مما قد سقى السواني(3)
كأنها مدهونة بالبان(4)

وفي المخطوط . سميت بخزيمية بن خازم . بما احدث فيها من البناء وهي المنارة والمسجد وهي لبني نهشل واسد . ويقال لبني مجاشع . وبينها وبين الاجفر عشرون ميلا ونصف وبها ست آبار غليظة الماء . بئر تعرف ـ برغوة ـ عليها حوض . وبئر ـ الحمام ـ عليها حوض . وـ ألواثقية ـ عليها حوض . وبئر ـ البستان ـ وبئر ـ العروس ـ وـ الخنبثية ـ على مقدار ميل ونصف من الخزيمية عادل عن الطريق . بموضع يعرف ـ بالمنتصفة ـ وهناك قصر للخلفاء خراب . كان الرشيد ربما نزله . وفيه بئر تدعى ـ البرود ـ وقبالتها بئر أخرى مثلها بينها حوض . وبئر اخرى مثل هاتين البئرين عليها حوض وبئران اخريان مثلهما . ومن المنتصفة الى ـ مه ـ وـ زرود ـ خمسة اميال . يقال لها السفحة . والبريد بها في تنفذ الرمل . ومن الخزيمية اليها اربعة اميال ونصف ـ وزرود العتيقة ـ التي كان الناس نزلوها زمن بني امية . وعلى مقدار ميلين من الخزيمية ايضا موضع يعرف بالقصر العتيق . كان ابو جعفر المنصور بناه . وفيه بركة مربعة يكون تسعين ذراعا الى خمس واربعين(5) . وحوض . وعلى سته اميال من الخزيمية . عادل عن الطريق بئر تعرف بالهاشمية . عذبة . والبريد قبل بركة عبد الله بن مالك بثلاثة أميال . يقال لها سقيفة النهي ـ وقبل أن يبلغ بطن الاعر يسير من الرمل اكثر من ميلين وفيه مواضع جدد . وهو ـ جبل الاعر ـ ودون بطن الاعر ـ طاهر الصفرين ـ والصفران يدفع ماء بركة عبد الله بن

(3) السواني . جمع سانية . وهي ما يسقى عليه الزرع والحيوان من بعير وغيره .
(4) البان شجر له ثمر يشبه قرون اللوبيا . واذا انتهى انفتق وانتثر حبه ومنه يستخرج دهن البان .
(5) هكذا في الاصل ـ المخطوط ـ .
الحسين في طريقه الى الشهادة 65

مالك في بطن الاعر . وهي مربعة لها مصفاة وعندها ثلاث آبار ماؤها عذب عليها حياض . وهو المتعشا . وبه حصن وكان هناك حوانيت يباع فيها . وعلى ميل من بطن الاعر بئر تعرف ـ بالعباسية ـ ثم تنحدر العقبة على الرصيف وهي حجارة فرش بها الطريق لكثرة الوحل الى المنزل من عمل ـ خالصة ـ والمسرف على ثلاثة اميال من بطن الاعر . وعقبة الاجفر على أربعة اميال من الاجفر حجارتها مسنان الماء وبظهر الاعر قباب وخزانة لخالصة . وآبار وبيوت خربة . وقبل الاجفر بنحو من ميلين عند الرصيف بركة خالصة . ويقال هي للخيزران . يمنة عن الطريق مربعة . قال الخوارزمي(6) ولما نزل الحسين (ع) الخزيمية أقام بها يوما وليلة . فلما أصبح جاءت اليه اخته زينب بنت علي (ع)(7) . وقالت له .

(6) انظر الخوارزمي ـ مقتل الحسين ـ طبع النجف .
(7) ولدت زينب الكبرى بعد الحسين (ع) في الخامس من شهر جمادي الاولى في السنة الخامسة للهجرة . وانما يقال لها الكبرى للفرق بينها وبين من سميت باسمها من أخواتها . وكنيت بكنيتها . وكانت زينب الكبرى تلقب بالصديقة الصغرى للفرق بينها وبين امها الصديقة الكبرى ـ فاطمة الزهراء ـ والقابها . عقيلة بني هاشم . وعقيلة الطالبيين . والموثقة . والعارفة . والعالمة . والفاضلة . الكاملة . وعابدة آل علي . وكانت ذات جلال وشرف وعلم ودين وصون وحجاب . حتى قيل ان الحسين (ع) كان اذا زارته زينب يقوم اجلالا لها . وروت الحديث عن جدها رسول الله (ص) وعن ابيها امير المؤمنين (ع) وعن امها فاطمة الزهراء . قال ابن حجر زينب بنت علي بن ابي طالب بن عبد المطلب الهاشمية سبطة رسول الله (ص) امها فاطمة الزهراء . قال ابن الاثير انها ولدت في حياة النبي (ص) وكانت عاقلة لبيبة جزلة . زوجها ابوها من عبد الله بن جعفر فولدت له اولادا . وكانت مع اخيها لما قتل فحملت الى دمشق وحضرت عند يزيد بن معاوية . وكلامها ليزيد بن معاوية . حين طلب الشامي اختها فاطمة مشهور يدل على عقل وقوة جنان ، ذكر الحجة سيدنا هبة الدين الشهرستاني . في نهضة الحسين ـ قال : لزينب اخت الحسين (ع) شأن مهم ودور كبير النطاق في قضية الحسين ، وذكر الاستاذ حسن قاسم في كتابه ـ زينب ـ السيدة الطاهرة الزكية زينب بنت الامام علي بن ابي طالب ابن عم الرسول (ص) وشقيقة ريحانتيه لها اشرف نسب واجل حسب واكمل نفس واطهر قلب فكانها صيغت في قالب ضمخ بعطر الفضائل . فالمستجلى اثارها يتمثل امام عينيه رمز الحق رمز الفضيلة رمز الشجاعة رمز المروءة . فصاحة

السابق السابق الفهرس التالي التالي