(1) أو ديلم بنت عمرو ، وهي التي قامت لغلام لزهير بعد شهادته : انطلق فكفّن مولاك ، قال : فجئت فرأيت حسيناً ملقى ، فقلت : أكفن مولاي وأدع حسيناً ! فكفنت حسيناً ، ثم رجعت فقلت ذلك لها ، فقالت : أحسنت ، وأعطتني كفناً آخر ، وقالت : انطلق فكفن مولاك ففعلت .
انظر : أعلام النساء المؤمنات : 341 ، ترجمة الإمام الحسين من كتاب الطبقات ، المطبوع في مجلة تراثنا ، العدد 10 ص 190 .
(2) سلمان الفارسي : صحابي أشهر من أن يعرّف ، ومن الأربعة الذين أمر الله تعالى نبيّه الكريم صلى الله عليه وآله بحبّهم ، وقال فيه صلى الله عليه وآله : «سلمان منّا أهل البيت» ، وحاله في الولاء لأمير المؤمنين عليه السلام مشهور . انظر : أسد الغابة 2 : 417 .
(1) اسم منزل على طريق الكوفة نزل فيه سيد الشهداء ، وهو رمال بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة ، ولما كانت ارضها رملية فهي تبتلع مياه الأمطار التي تهطل عليها ، ولهذا السبب سمّيت بـ «زرود» أي البالوعة ، وهو موضع مشهور تنزل فيه القوافل القادمة من بغداد ، وهو ملك لبني نهشل وبني أسد .
ولمّا نزل الحسين في زرود نزل بالقرب منه زهير بن القين البجلي ، فدعاه الإمام إلى نصرته والمسير معه ، فلبّى الدعوة ، والتحق بقافلة الحسين ، وقدّم معهم إلى كربلاء . وقتل فيها .
وفي زرود اخبر بقتل مسلم بن عقيل ، وهانئ بن عروة ، اخبر بذلك رجلان قادمان من الكوفة يريدان الحج ، فبكى وترحّم عليهما ، وبكى بنو هاشم ، وباتوا ليلتهم هناك ، وفي الصباح حملوا الماء وساروا إلى الثعلبية .
(1) اسم منزل قرب الكوفة مرّ به الإمام الحسين في مسيره إلى كربلاء ، والثعلبية على اسم رجل من بني أسد اسمه ثعلبة ، سكنها وحفر فيها عيناً .
اناخ الإمام الحسين في هذا الموضع ومكث فيه ليلة واحدة ، وفيه لقي الطرماح ودعاه إلى الانضمام إليه ، فذهب الرجل ليوصل بضاعته إلى عائلته لكنّه لمّا عاد كان الحسين قد قُتِل ، وفي هذا المنزل أيضا أتاه رجل نصراني مع امّه واسلما على يده ، وفيه أيضاً بلغه خبر شهادة مسلم بن عقيل .
(1) الكامل لابن الأثير 4 : 16 .
(2) اسم منزل على الطريق بين مكة والكوفة ، ويقع قريباً من الكوفة وهو لفرع من قبيلة بني أسد ، مرّ به الإمام الحسين عليه السلام عند مسيره إلى الكوفة ، وفيه قصر ومسجد وماء وعمران تنزل فيه القوافل للاستراحة . انظر : الحسين في طريقه إلى الشهادة : 80 .
المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة
224
فقال الشيخ : أنشدك لما انصرفت ، فوالله ما تقدم إلا على الأسنة وحدّ السيوف ، وانّ هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال ، ووطّؤا لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأياً ، فأمّا على هذه الحال التي تذكر فانّي لا أرى لك أن تفعل .
فقال له : يا عبد الله لا يخفى عليَّ الرأي ، لكن الله تعالى لا يغلب على أمره .
ثم قال عليه السلام : والله لا يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا ذلك سلّط الله عليهم من يذلّهم حتى يكونوا أذلّ فرق الامم .(1)
إن يقتلـوك فـلا عن فقد معرفة
الشمس معروفـة بالعين والأثر
قد كنت في مشرق الدنيا ومغربها
كالحمد لم تغن عنها سائر السور
(1) أنصار الحسين : 106 ، الحسين في طريقه إلى الشهادة : 87 .
(1) اسم لأحد المنازل قرب الكوفة مرّ به سيّد الشهداء ، وسمّي بالعذيب لما كان فيه من الماء العذب ، وهو لبني تميم ويقع بين القادسية والمغيثة ، وكان فيه ماء وبئر وبركة ودور وقصر ومسجد ، وكانت فيه مسلحة للفرس .
في هذا المنزل لقى أبو عبد الله عليه السلام أربعة رجال قادمين من الكوفة وفيهم نافع بن هلال وبعد ان كلّمهم الإمام انضمّوا إليه وقاتلوا معه ، وعند حركة قافلة الإمام تحرّك الحرّ بجيشه معه أيضاً ، وفي الاثناء أتى كتاب ابن زياد إلى الحرّ يدعوه فيه للتضييق على الحسين فعمل الحر على منع القافلة من المسير .
(1) ظاهراً هو نفسه نافع بن هلال بن نافع بن جمل بن سعد العشيرة بن مذحج المذحجي الجملي ، ويخطئ من يعبّر عنه : البجلي ، كان سيّداً شريفاً شجاعاً قارءاً من حملة الحديث ومن أصحاب أمير المؤمنين ، وحضر معه حروبه الثلاثة في العراق ، وخرج إلى الحسين فلقيه في الطريق ، وأخباره في واقعة الطف كثيرة ، ذكرت في المقاتل .
انظر : إبصار العين : 86 ـ 89 ، تاريخ الطبري 6 : 253 ، البداية والنهاية 8 : 184 .
(2) وفي بعض المصادر : بدير بن حفير ، وفي الملهوف : برير بن حصين ، والظاهر أنّ خضير هو الأولى .
هو سيد القرّاء ، كان شيخاً تابعياً ناسكاً قارئاً للقرآن ومن شيوخ القراءة في جامع الكوفة ، وهو من أصحاب الحسين الأوفياء . من قبيلة «همدان» ، وله منزلة مرموقة بينهم ، سافر عام 60 للهجرة من الكوفة إلى مكة والتحق بالإمام الحسين وسار معه إلى الكوفة ، وفي يوم التاسع من محرّما كان يمازح
=
= عبد الرحمن بن عبد ربّه من شدّة بهجته بقرب استشهاده ، وكان ممّن نهض وتحدّث في ليلة العاشر معلناً عن استعداده للبذل والتضحية في نصرة الحسين عليه السلام .
وفي كربلاء تحدّث عدّة مرّات مخاطباً جيش العدو ، وكلماته في نصرة سيد الشهداء معروفة ، وبرز إلى القتال في يوم الطف وتكلّم في ذمّ جيش عمر بن سعد . برز إلى الميدان من بعد استشهاد الحرّ وقاتل حتى نال الشهادة ، وكان يرتجز ساعة القتال ويقول :
أنا برير وأبي خضيرٌ
وكل خير فله بُريرٌ
انظر : تاريخ الطبري 5 : 421 و423 ، معجم رجال الحديث 3 : 289 ، المناقب 4 : 100 ، بحار الأنوار 45 : 15 .
(1) تاريخ الطبري 5 : 469 ، تاريخ ابن الأثير 4 : 287 ، زفرات الثقلين 1 : 105 .
(1) اُمّ كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، واُمّها فاطمة عليها السلام ، وهي أخت الحسن والحسين وزينب عقيلة بني هاشم ، ومسألة زواجها من عمر من أشدّ المسائل اختلافاً بن المسلمين ، وكثيراً ما يقع الخلط عند المؤرخين بينها وبين أختها زيبن الكبرى لاتحادهما في الكنية .
راجع مصادر ترجمتها : أجوبة المسائل السروية : 226 ، الاستغاثة : 90 ، الاستيعاب 4 : 490 ، أسد الغابة 5 : 614 ، اعلام النساء المؤمنات : 181 ـ 220 .
(2) أنساب الأشراف (ترجمة الإمام الحسين عليه السلام) 1 : 191 .
(3) في بعض المصادر : أتغتصب نفسك اغتصاباً .
المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة
229
فردّدت عليه غصته ، وتغرغرت عيناه بالدموع ، ثم قال : ولو ترك القطا ليلا لنام(1) .
فقالت : يا ويلتاه ، أفتغتصب نفسك اغتصابا ، فذلك أقرح لقلبي ، وأشدّ على نفسي ، ثمّ أهوت إلى جيبها فشقّته ، وخرّت مغشيّاً عليها .
فقام عليه السلام فصبّ عليها الماء حتى أفاقت .(2)
نادت فقطعـت القلوب بشجوها
لكنمـا انتظـم البيـان فريدا
انسان عينـي يا حسين اخيَّ يا
أملي وعقـد جماني المنضودا
إن تنع أعطـت كلّ قلب حسرة
أو تدعُ صدّعـت الجبال الميدا
عبراتها تحيي الثرى لو لم تكن
زفراتها تدع الريـاض همودا
(1) من الأمثال العربية ، يقال في الأمر الخفي قد ظهر ما يدلّ عليه .
والقطا نوع من الطير يأوي عادة إلى عشّه في الليل ، فإذا وجد ليلاً طائراً عُرف أن أمراً قد أفزعه .
قالوا : إنّ رجلاً من العرب يسمّى غاطس بن خلاج سار إلى رجل يسمّي الريّان في قبائل حمير وخثعم وهمدان وغيرهم ، ولقيهم الريّان في أربعة عشر حيّاً من أحياء اليمن فاقتتلوا قتالاً شديداً ، ثمّ تحاجزوا ، ولكن الريّان هرب في الليل مع أصحابه ، وساروا يومهم وليلتهم حتى ظنّوا أنّهم بعدوا ، فعسكروا حيث وصلوا ، وأصبح الصبح فغدا غاطس إلى قتلاهم فلم يجدهم في مكانهم ، فجد في طلبهم ، ولم يزل حتى اقترب من المكان الذي عسكر فيه الريّان ، ونظر الريّان وأصحابه فوجدوا القطا يمر بهم طائراً فزعاً ، فصاحت ابنة الريّان :
ألا يا قومنا ارتَحِلوا وسيروا
فلو ترك القَطا ليلاً لناما
انظر : مجمع الأمثال العربية للميداني : 322 .
(2) الملهوف : 140 ، الأمالي الخميسية 1 : 177 .
قال نافع : فسلّمت عليه فرد السلام ، ثم قال : يا أخي ما الذي أخرجك في هذا الليل ؟
فحكيت له القصة من أوّلها إلى ما كان من قوله عليه السلام : «يستأنسون بالمنيّة دوني استئناس الطفل بلبن اُمّه» .
فقام حبيب قائماً على قدميه وقال : أي والله ، لولا انتظار أمره لعاجلتهم
(1) العبّاس بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، اُمّه اُمّ البنين حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد العامري ، وهو أكبر ولدها ، ويكنّى أبا الفضل ، كان وسيماً جميلاً يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطّان في الأرض ، يقال له قمر بني هاشم وهو السقّاء ، كان لواء الحسين عليه السلام معه يوم قتل ، هو آخر من قتل من اخوته لاُمّه وأبيه ، قتله زيد بن رقاد الجنبي وحكيم بن الطفيل الطائي النبسي ، وكلاهما ابتلى في بدنه .
انظر : مقاتل الطالبيين : 84 ـ 85 ، رجال الشيخ : 76 .