محيط البلايا مستدير علـى المجـد |
|
فلا مجد إلا للصبـور على الجهد |
ولولا وقوع المجد في مركـز البلا |
|
لداس ذراه أخمـص الحـرّ والعبد |
وما امتازت الأشراف في طبقاتهـا |
|
من الفضل إلا بالتفـاوت في الجدّ |
اذا اشتدّت البلوى تضاعف أجـرها |
|
ومـن ثمّ فاقت كربلاء على أحـد |
وإن لفّ برد الفضل بدرا وكربـلا |
|
جميعـا ثوت بـدر بحاشية البُـرد |
لأصحاب بـدر من وراء ظهورهم |
|
ظهيـر يغطّـي ساحة الجزر بالمدّ |
ومزن مواعيــد الإلـه بنصـره |
|
عليهـم هطـول ودقها مخمد الوقد |
إذا أرعدت في الروع منهـم كتيبة |
|
تألّق برق النصـر في ذلك الرعد |
وليسوا كأنصار الحسيـن بكربـلا |
|
فإنهـم فـي كــلّ ذلك بالضـدّ |
لك الخير لا تذهب بحلمك دمنـة |
|
محاها البلى واستوطنتهـا الأوابد |
فمــا هي إن خاطبتهـا بمجيبة |
|
وإن جاوبت لم تشف ما أنت واجد |
ولكن هلمّ الخطب في رزء سيـد |
|
قضى ظمأ والمـاء جـار وراكد |
كأني به فـي ثلّـة مـن رجالـه |
|
كمـا حفّ بالليث الأسـود اللوابد |
يخوض بهم بحر الوغـى وكأنـه |
|
لواردهـم عـذب المجاجـة بارد |
إذا اعتقلوا سُمر الرمـاح وجرّدوا |
|
سيوفا أعارتها البطـون الأساود |
فليس لها إلا الصــدور مراكـز |
|
وليس لهــا إلا الرؤوس مغامد |
أعنّي على فرط الصبابة والجوى |
|
فقد هاجنــي ناع نعى آل هاشم |
وذكرني يوم الطفوف وما جـرى |
|
لهـم فيه من أم الدواهـي العظائم |
عشية ألقى سبــط أحمد رحلـه |
|
بساحــة أشقى عُربها والأعاجم |
وقد طالبوه بالنــزول إليهــم |
|
على حُكم رجس قد غدا شر حاكم |
أبى الله والمجد الأثيــل لسـادة |
|
تطيع لغــاو في الأنـام وغاشم |
سلاهب غـرّ من عتـاق صلادم |
|
ولكنهـا غـر تمطت إلـى الردى |
وقــادوا لها تردى لكـلّ مدجّج |
|
سوابح أمثـال الضّبا في الشكائم |
إذا وجفت في قلب جيش عرمرم |
|
تزف إليــه طـار مثل النعائم |
عليها كمــاة كالليوث بسالــة |
|
قصــارى ملاقيها بعيد الهزائم |