سل كربلا كم حوت منهم هلا دجى |
|
كأنهــا فلـك للأنجــم الزهــر |
لم أنس حاميـة الإسلام منفــردا |
|
صفـر الأنامــل من حام ومنتصر |
يرى قنا الدين من بعـد استقامتهـا |
|
مغمــوزة وعليـهـا صدع منكسر |
فقام يجمع شملا غيــر مجتمـع |
|
منها ويجبــر كســرا غير منجبر |
لم أنسه وهو خوّاض عجاجتهــا |
|
يشـق بالسيف منهــا سورة السور |
كم طعنة تتلظّــى من أناملــه |
|
كالبـرق يقدح من عود الحيا النظر |
وضربة تتجلــى من بوارقــه |
|
كالشمس طــالعـة من جانبي نهر |
يقول والسيف لـولا الله يمسكـه |
|
أبـى بأن لا يرى راس على بدن |
ياجيرة الغدر إن أنكرتمـوا شرفي |
|
فـإن واعيــة الهيجـاء تعرفني |
لا تفخروا بجنــود لا عداد لهـا |
|
إن الفخــار بغير السيف لم يكن |
ومذ رقى منبر الهيجـا أسمعهــا |
|
مواعظا من فروض الطعن والسنن |
لله موعظــة الخطّـي كم وقعت |
|
من آل سفيــان في قلب وفي أذن |
كأنّ أسيافــه إذ تستهــلّ دمـا |
|
صفائــح البرق حلت عقدة المزن |
لله حملته لــو صادفـت فلكــا |
|
لخـرّ هيكلــه الأعلى على الذقن |
يفري الجسوم بعضب غير ذي ثقة |
|
على النفــوس ورمح غير مؤتمن |
يرمى الطغاة بفيلــق من نفسـه |
|
جـمّ العديـد طويــل باع المغنم |
وكتائب ترمــي الجبـال بمثلها |
|
بأســا وتزهـق من دويّ عرمرم |
من كلّ شين اللبدتيــن كأنمــا |
|
عرفــت يداه السيف قبل المعصم |
ومضيّــق عند الحفاض ! لثامه |
|
متطــلّــع عنه تطلــع أرقم |
يغشى الوغــا متهلّــلا فكأنـه |
|
تحت العجاجــة غــرّة في أدهم |
وشمردل عبـل المرافق لو سرى |
|
أنسـى السراة ربيعــة بن مكـدّم |
حيّ من الأقران لـم يتسامــروا |
|
إلا بذكــر مثقــف ومطـهّــم |
وإذا تنادوا آل غالب فـي الوغى |
|
نسفـوا متالــع يَذبــل فيلملـم |
يقتادهم ضخم الدسيعــة أصيـد |
|
ثبت الجنــان بعيـد مهوى المخذم |
بطل يرى الهندي أصدق صاحب |
|
ومخيّم الهيجـاء خيــر مخيّــم |
قوم كأولهم في الفضـل آخرهـم |
|
والفضل أن يتساوى البدء والعقب |
فمنذر مصطفى بالوحـي منتجب |
|
ومرتضى مجتبى بالهدي منتخب |
الواهبون لدى البأساء مـا وجدوا |
|
والطالبون بصدر الرمح ما طلبوا |
والمدركــون إذا ما أزمة بخلت |
|
بصرفهـا وتخلت عندها الصحب |
وكم لهم حين جد الخطب مـن قدم |
|
رست عُلا والجبال القود تضطرب |
ولا كيومهـم فـي كربلاء وقــد |
|
جدّ البلا وارجحنّت عندهـا الكرب |
وفتيــة وردوا ماء المنـون بها |
|
ورد المضاضة ظمآن الحشا سغب |
من كل ابيض وضّاح الجبيـن له |
|
نوران من جانبيه الفضل والنسب |
تجلو العفاة لهم تحت القنا غـررا |
|
تلاعب البيـض فيها والقنا السلب |