لحق إذا ناديت والدمـع سـائل |
|
أجبني أبا الزاكي فها أنا سائل |
رحلت وخلفت القلوب بحسـرة |
|
تحن وفيهـا حزن فقدك نازل |
فوالله ماعـودتنـا الهجر ساعة |
|
فإن الجفـا والهجر لاشك قاتل |
حنانيك عطفـاً رحمـة بـأحبة |
|
تود وصالاً منـك هلا تواصل ؟ |
فيا راحلاً لوكنت تهوى منازلاً |
|
وحقك ذاكل القلـوب منـازل |
لقد كنت نبراسأ لمشكـاة رشدنا |
|
إذا أظلم ليـل أو أثيرت قساطل |
تسير بنانهج الصـواب وتغتدي |
|
إماماً لنا لم يثـن عزمك باطل |
أباحسن خلدت ذكـراً وسؤدداً |
|
مدى الدهر بـاق ماله قط زائل |
فمن مات في شرع الابا قط لم يمت |
|
و من عاش في ذل فقد عاش في خسر |
فلا غـرو لـو أجريت دمعي تلهفاً |
|
عليهم وأبدى الحزن مهما يطل عمري |
أحباي عطفاً بالمسيـر ترفـقـوا |
|
فقلبـي وراء الـركب يقفو على الأثر |
تحيرت لما سـرتمـوا بظعـونكم |
|
أودع قلبـي أم لـروحي أم صبـري |
فوالله إن المـوت أهـون للفتـى |
|
إذا فارق الأحباب من حيث لايـدري |
لما دعـاهـم للقـتـال فـداؤه |
|
روحـي وقـل له عظيـم فداء |
بالطف نجل محمـد ووصيـه |
|
وابن البتـول ووالـد النـجـباء |
لم أنسـه لمـا رأى أصحـابه |
|
صرعى بلاغسل على الرمضاء |
وبقى فريد العصـر فرداً بينهم |
|
إذ لانصيـر له علـى الأعـداء |
فغدى إلى نحو الخيـام مودعاً |
|
حرم النبـي وجمــلة الأبنـاء |
أسفي له نـادى لزينـب أخته |
|
ياأخـت قومـي قبل وشك فناء |
قومي إلى التـوديع ياابنة حيدر |
|
لاتجـزعي من موضع الأرزاء |
ولتشكري فيـه أخيـه وأحمد |
|
الرحمـن فـي السراء والضراء |
وعليك بالصبر الجميل وبالتقى |
|
بعدي إذا جدلت فـي الغـبـراء |
وبطاعة السجاد نجلـي انـه |
|
خلف لكم يـاعتـرتـي ونسائي |
الله أكبـر أي طـود قـد هوى |
|
لو طاولته الراسيات لطالها |
إن أوحشت منه المجالس حق إذ |
|
قد كان بهجتها وكان جمالها |
فكأنما الخضرا تزلـزل قطبها |
|
وكأنما الغبرا نسفن جبالـها |
لولا التسلي بعده في ( محسن ) |
|
كذنا بأن نلقـى بها آجالهـا |
فهو الذي بالجود قد فاق الورى |
|
وبه المعالـي ادركت آمالها |
إذا لم أمت حزناً لشمس سمـا الفخر |
|
فوا العصر اني ماحييت لفي خسر |
وفي العيد إن فاضت سحائب مقلتي |
|
فها هي لم تبرح مدامعهـا تجري |
وكيف هـلال العيـد يبزغ بعـدما |
|
توارى هلال المجد في ظلمة القبر |
وتسعـد أيـامي وقـد راح أحمـد |
|
شهيداً علـى حـد المهنـدة البتر |
أبو قاسـم من شـاد ركـن فخارها |
|
وداس بنعليه على هامـة النسـر |
مالي أرى ربع المعـالي مقفراً |
|
وأولي الحجى كل تراه محسرا |
يارزءه ماكـان أعظـم خطبه |
|
لن يستطيـع له الفؤاد تصبرا |
من مبلغ العليـاء ان عمـادها |
|
نشبت به ريب الحوادث أظفرا |
أودى به شرك الـردى ولطالما |
|
قد حط من عليا نزار المفخرا |
من لليتيم وللأسيـر وللـدخيل |
|
وللذليـل وللنزيـل وللقـرى ؟ |
أفهل ترى من راحم مـن بعده |
|
من بعده من أرحم أفهل ترى ؟ |
نعم زارنـي طيـف الخيـال طروقا |
|
فنبه للـوجـد القـديـم مشـوقا |
وذكـرنـي أيـام جـزوى ورامـة |
|
سقتها الغوادي المعصرات غدوقا |
بوادي الصفا منها إلى العيش قد صفا |
|
وعشت بها عيش الخليـع رقيـقا |
رعـى الله فـي آرام رامـة أهيفـا |
|
رعى لي على رغم الرقيب حقوقا |
أمص رضـاب الثغـر منه رحيقـا |
|
و اطفي من القلـب القريح حريقا |
خدود بهـا روض المحاسن قـد زها |
|
و أينع من باهـي الـورود شقيقا |
وإن أسلو لا أسلـو لييـلات حـاجر |
|
ولسـت أري لـي للسلـو طريقا |
تخلصت مـن أسـر الغـرام طريقا |
|
و قد عاد غصني بالسرور وريقا |
مصاب دهى الإسلام والشرعة الغرا |
|
فأمست بـرغم الدين أعينها عبرى |
مصاب له شمس العلـوم تكـورت |
|
وأنجم سعـد الـدين قد نثرت نثرا |
مصاب له عيـن النبـي بكـت دماً |
|
وحيـدرة والطهـر فاطمة الزهرا |
وقامت أصول الديـن تنعي فروعه |
|
بحادثـة فقمـاء زلـزلت الغبـرا |
فأضحت عيون الرشد تهمـل بالدما |
|
وأصبـح وجـه الغي مبتسماً ثغرا |
فهل نابهـا من فـادح الدهـر فادح |
|
أسال عقيق الدمع من مضر الحمرا |
وعـادت لنـا الأيـام يـوم مـذلة |
|
به أصبح الإسلام منقصـماً ظهرا |
ذكـرت السيـوف الغر من آل هاشم |
|
غدت بسيوف الهنـد وهي تثلـم |
وتلك الوجـوه الغـر بالطف أصبحت |
|
يحطمها شـوك الوشيـج المثلـم |
تساقوا كؤوس الموت حتى انثنوا وهم |
|
نشاوى علـى وجه البسيطـة نوم |
قضوا فقضوا حـق المعالـي أماجداً |
|
بيوم به الاسـد الضراغـم تحجم |
ولم يبق إلا السبط في الجمـع مفرداً |
|
ولا ناصر الا حـسـام ولـهـذم |
وعـزم إذا ما صـب فـوق يلملـم |
|
لخـر إذا أو هـد منـه يلمـلـم |
لئـن عـاد فردا بين جيش عرمرم |
|
ففي كل عضو منه جيش عرمرم |
كأن لديه الحـرب إذ شـب نارها |
|
حدائـق جنـات وأنهـارهـا دم |
كأن المواضي بالدمـاء خـواضباً |
|
لديـه أقـاح بالنقيـق مكـمـم |
كأن لديه السمهريـات فـي الوغى |
|
نشاوى غصـون هـزهن التنسم |
سطى فسقى العضب المهند من دم |
|
وأحشاه من فرط الغمـى تتضرم |
وقائـد سجـل التـاريـخ وقفـتـه |
|
وكان فـي رحله المحفوظ نسوان |
وأهل بيـت كـرام مالـهـم شـبـه |
|
في الحرب يتبعهم صحب وأعوان |
سبعون شهـمـاً كـريماً لا يضام إذا |
|
سيم الهـوان ، وأطفال ورضعان |
ضحى بهم إذ تحدى ـ وهو يقدمهم ـ |
|
سبعين الفاً وما أثنتـه فـرسـان |
هو ( الحسين ) قضى حرالضمير ولم |
|
يتبع يزيـد ولـم يرهبـه سلطان |