ترى سيفـه فـوق الطـلاء كأنه |
|
على منبـر الهامات يخطب قاضيا (1) |
له همـة قـد طاولت هامة السها |
|
وعزم يـغـل الثابتـات الرواسيا |
كلا قاصديه عـن يـديه تحـدثا |
|
قرى وقـلاعـاً معجبـاً ومعـاديا (2) |
بصير إذا الأبصار زاغت وبلغت |
|
لدى الروح أرواح الكماة التـراقيا |
يرد أبي القـوم فيـه تصـاغـر |
|
وطوع يمين الذل من كان عاصيا |
ولما التقى الجمعان واختلف القنا |
|
وعاد نهـار القـوم كـاليل داجيا |
أضاء لهم منـه نهـاراً بسيفـه |
|
به يهتدي للرشد غـاد وجـاويـا |
عرا فاستمر الخطب واستوعب الدهرا |
|
مصاب أهاج الكرب واستاصل الصبرا |
وطبـق أرجـاء البسيـطـة حـزنه |
|
وأحدث روعـاً هـولـه هون الحشرا |
وجاس خـلال الأرض حتـى أثارها |
|
إلى الجو نقعاً حجب الشمـس والبـدرا |
ومارت له حتـى السمـاء وزلـزلت |
|
له الأرض وانـهـدت اخـاشبهـا طرا |
وغير عجيـب أن تمـور له السماء |
|
ومن أوجه تهوى السمـاء علـى الغبرا |
غـداة أراق الشمـر من نحره دماً |
|
له انبجسـت عيـن السمـاء أدمعاً حمرا |
فيا لـدمـاء قد أريقـت ويـا لـه |
|
شجى فتت الأكباد حيـث جـرت هـدرا |
وان أنس لن أنسى العوادي جواريا |
|
ترضـى القرى من مصدر العلم والصدرا |
ولن أنسـى فتيـاناً تنـادوا لنصرة |
|
وللـذب عنـه عانقوا البيـض والسمـرا |
رجال تواصوا حيث طابت أصولهم |
|
وأنفسهـم بـالصبـر حتى قضوا صبرا |