تراث كربلاء 197


ال شويليه :

من الأسر العربية المرموقة في الأوساط الكربلائية ، تنتسب إلى قبيلة ( عبس ) ، برز فيها المرحوم الشيخ ملا خضر بن الحاج عبد العباس بن الحاج محسن بن علي بن محمد بن عباس بن محسن بن علي أبو شويليه المتوفى يوم الثلاثاء « جمادى الثانية سنة 1354 هـ » ، وكانت له مواقف مشرفة في حادثتي حمزة بك وثورة العشرين الكبرى ، كما كانت تربطه صلات ودية بالسادة آل طعمة أشتهر بالفضل والصدق ، والعقب منه في ولديه المرحوم ياسين المتوفى يوم 8 \3 \ 1964 وكريم الذي يسير على نهج أبيه في نزاهته وإخلاصه . ومنها اليوم الشيخ صالح بن مشكور شويليه .

ال حافظ :

تنتسب إلى قبيلة ( خفاجة ) هاجر جدها الأعلى حافظ من الشطرة واستوطن كربلاء في مطلع القرن الثالث عشر الهجري وأقام في ( بركة الحافظ ) في محلة باب بغداد ، وقد تطلع منها في الأوساط التجارية والأدبية رجال عديدون ، ونبغ فيها الشاعر الأديب الحاج عبد المهدي بن صالح بن حبيب بن حافظ المتوفى في ربيع الثاني سنة 1334 هـ وكان مبعوث كربلاء الأسبق في اسطنبول ، ومن شعره قوله من قصيدة أولها :
هي صعدة سمراء أم قد أم وردة حمـراء أم خد
وافـى بهـن غـزيـل غنج خفيـف الطبع أغيد
متقلـد مـن لحـظـة سيفاً يفـوق على المهند
كـالـبـدر إلا أنــه أبهى وأسنـى بل وأسعد
شفتـاه قـالا للـعـذار فما العقيق و ما الزبرجد
و افتـر مبسمـه فلاح خلاله الـدر المنـضـد

ومنها اليوم هادي وعامر أولاد محمد صالح بن عبد المهدي آل حافظ .

الحميرات :

وهي من الأسر العربية المعروفة برز فيها الشاعر الأديب الحاج

تراث كربلاء 198

محسن بن حبيب الحميري (1) المتوفى سنة 1288 هـ . ومن شعره قوله راثياً الحاج محمد كريم خان رئيس الطريقة الكشفية ( الركنية ) من قصيدة أولها :
يتداعى من الفخر العلي شمام وأورى سنـى شمس العلوم قتام
والبس بدر الدين ثـوب كتابه وجلل صبح المكرمـات ظـلام
لموت كريم طبق الكون رزؤه فهل ترتجي بعد الكـريم كـرام
فيا لك من رزء عظيم مصابه و نازلها بين الضلـوع ضـرام

استوطنت هذه الاسرة في القرن الثاني عشر الهجري واتخذت طرف باب الخان مقراً لها . ومن ذرية هذا الشاعر اليوم محمد جواد بن مهدي بن محمد على بن محسن الحميري . ومنها أيضاً الحاج كاظم الحاج جواد الحميري الذي استشهد في حادثة حمزة بك ، ومنها عبد علي بن عباس بن حمادي بن حسن بن علي الحميري أحد رجالات ثورة العشرين الكبرى ، ومنها اليوم الحاج عبد الخالق بن الحاج رشيد بن عبد علي الحميري المذكور . والحاج عبد الحسين بن ابراهيم بن حسين الحميري وغيرهم .


ال عويد :

هاجر هذا البيت من بغداد واستوطن كربلاء في أواخر القرن الثالث عشر الهجري ونبغ فيها الشاعر عمران بن شكير بن عويد المولود في كربلاء والمتوفى بها سنة 1290 هـ . ومن شعره الوجداني قوله :
هي بانـة مر النسيـم أمـالهـا أم غـادة خطرت تريد دلالهـا
وثقيلة الأرداف كيـف تـرنمت والحسن أرسـى أن تميد جبالها
أغرت على نهب القلوب عيونها وجمت على نهب العيون جمالها
أبدت بدائع حسنهـا حـركـاتها وتحجبت عمن يـريد وصـالها

(1) جاء في ( قاموس اللغة ) : حمير كدرهم موضع غربي صنعاء اليمن ، وفي ( الكنى والألقاب ): قبيلة باليمن كانت منهم الملوك .
تراث كربلاء 199

احفظ فؤادك أن يمر به الهوى واترك لأعباء الهـوى حمالها

ومن هذه الأسرة الشيخ سلمان بن الحاج حمد بن عمران المذكور الذي تسنم رئاسة بلدية كربلاء عام 1324 هـ ، وتنحصر ذريته بأولاده حمود ونعمة السلمان .


ال ابو المحاسن :

تنتسب إلى قبيلة آل محسن بطن من آل علي التي تقطن قرية جناجه شرقي كربلاء ، استوطنت كربلاء في أواخر القرن الثالث عشر الهجري نبغ فيها الشاعر الوطني الحاج محمد حسن بن حمادي بن محسن الجناجي الكربلائي المولود سنة 1293 هـ ، تسنم وزارة المعارف العراقية في 3 كانون الأول عام 1923 م وكان قد ساهم في الثورة العراقية الكبرى سنة 1920 م ، وتوفي يوم 13 ذي الحجة سنة 1344 هـ ومن شعره الوطني قوله من قصيدة عنوانها ( في السجن ):
أنا والنجـم كـلانـا ساهر غير اني مفـرد بـالشجـن
لا أبالي والمعالـي غايتـي وصل أشجاني وهجر الوسن
في سبيل المجد منا أنفـس رخصت وهي غوالي الثمـن
ليس غير الشعب واستقلاله لي شغل فهو أضحى ديـدني
نحن للعليـاء والعليـا لنـا لو أقالتنـا صـروف الزمن
عرف المعروف والعدل بنا ولنا تـأسيـس تلك السنـن

صاهر الشاعر السادة آل نصرالله ، وأعقب عدة أولاد هم : كامل ومحمد حسين وفاضل ومحمد شريف وعبد الرزاق وهم يزاولون التجارة .

ال بريطم :

اسرة عربية تنتسب إلى ( شمر ) استوطنت كربلاء في القرن الثاني عشر الهجري ، نبغ فيها الشاعر الشيخ يوسف بن أحمد آل بريطم توفي سنة 1288 هـ ومن شعره قوله مقرضاً كتاب ( شواهد الغيب ) تأليف السيد أحمد الرشتي :

تراث كربلاء 200

شواهـد غيب طرزت بفصاحة فنمقهـا قس الفصـاحـة مفرد
شؤوناتها فاقت علاء على العلى كما قد علا فوق الفلزات عسجد
و ليست ببـدع فالفصاحة شأنه أبوه علي الطهر والجـد أحمـد

ومن هذه الاسرة اليوم جواد وحسين وعباس أنجال كاظم بن جواد بن حسين ابن جواد بريطم .


ال دعدوش :

من الاسر العربية المعروفة التي قطنت كربلاء في القرن الثاني عشر الهجري ، نبغ فيها الخطيب الشاعر الشيخ جمعة بن حمزة بن الحاج محسن ابن محمد علي بن قاسم بن محمد علي بن قاسم آل دعدوش الحائري المولود سنة 1284 والمتوفى سنة 1350 هـ واعقب ولديه حسن وحسين . وتنحصر ذريته بأحفاده حامد وجمعة ومحمود بن حسن بن جمعة المذكور .

ال الكبيسي :

عشيرة عربية هاجرت من قرية ( كبيسة التابعة للواء الديلم وقطنت كربلاء في القرن العاشر الهجري ، وقد عرف ( حمام الكبيسي ) باسمها . ومن مشاهيرها الخطيب الشاعر الشيخ عبد الكريم بن الملا كاظم بن نايف الكبيسي الحائري المتوفى بكربلاء سنة 1365 هـ واعقب ثلاثة أولاد هم : مجيد وكاظم وحميد . ومن الكبيسات أيضاً بيت الحاج حمود الوكيل بن الشيخ حسين بن عكلة الكبيسي .


ال كشمش :

بطن من ( خفاجة ) استوطنت كربلاء في القرن الثاني عشر الهجري ، وكانت لها الرئاسة في محلة باب بغداد ، اشتهر منها علي الحاج مهدي كشمش الذي اشترك في حادثة المناخور سنة 1241 هـ . ومن رجالها أيضا : محمد الحاج مهدي كشمش وصالح الحاج مهدي كشمش . ومن هذه السلالة اليوم عبد الرزاق بن حمزة بن عزيز كشمش وعلي بن هاشم بن هتيمي بن مجيد كشمش وجاسم بن محمد بن حمادي كشمش .
بالإضافة إلى ذلك ، فإن هناك أسراً عربية أخرى تقطن كربلاء ، سنأتي على ذكرها في كتابنا ( عشائر كربلاء وأسرها ) باذن الله .

تراث كربلاء 201

الفصل الخامس

المعاهد العلمية في كربلاء

المدارس الدينية :

في هذا الباب استقصاء لأشهر المدارس العلمية والدينية التي كانت تعج بالفكر وتمد العالم الإسلامي بأضواء العلم المشرقة ، وتبث العلوم والثقافة الدينية العربية . ان تاريخ تأسيس المعاهد العلمية والمدارس الدينية يرجع إلى القرن السادس الهجري ، فقد كانت الروضة الحسينية المشرفة بادئ ذي بدء محط أنظار العلماء وأساطين الفكر ، لأن من أروقتها كانت تتوزع أنوار المعرفة ، ثم بعد ذلك تأسست الجوامع والمدارس الخيرية في كربلاء ، فأنتشرت الدعوة الإسلامية وأخذت تبث الوعي الإسلامي وتلقن الناس دروس الفقه والدين واللغة .
ان الكتب المقررة للدراسة في هذه المعاهد الدينية تحتوي على علوم النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان والفلسفة والحكمة واللغة وأصول الفقه وأخيراً الفقه وهو الهدف الأسمى . ولكل مادة من المواد الآنفة الذكر مراجع كثيرة ومتشعبة ينبغي على الطلاب دراستها باتقان . وبعد هضمها وإستيعاب دراسة

تراث كربلاء 202

الفقه بصورة خاصة تمنح اجازة الاجتهاد ، وذلك بعد مضي فترة دراسية طويلة تختلف باختلاف فهم الطلب وقوة استنباطه الأحكام من الأدلة .
أما أشهر المعاهد العلمية ( الدينية ) في كربلاء هي :
1 ـ مدرسة السردار حسن خان :


يرجع تاريخ تاسيسها إلى سنة 1180 هـ ، وتقع في الزاوية الشمالية الشرقية من صحن الحسين ، وتخرج منها رعيل من أساطين العلم والجهابذة الثقاة أمثال مصلح الشرق جمال الدين الأفغاني (1) والشيخ شريف العلماء . وقد أنفق السردار حسن خان القزويني المبالغ الطائلة في أنشائها وتأسيس الأوقاف لها . وبوشر بهدم بنائها في 16 محرم سنة 1368 هـ الموافق 18 / 11/ 1948 (2).
وكانت المدرسة واسعة عامرة بأهل العلم ، وكانت تحتوي على 70 غرفة ، فهي أعظم مؤسسة دينية في كربلاء قل ماتضاهيها مدرسة مثلها في العتبات المقدسة ، تخرج منها فحول العلماء قديماً وحديثاً . وقد ذهبت موقوفاتها ضمن شارع الحائر الحسيني . ولا تزال البقية الباقية من آثارها قائمة حتى اليوم ، وعدد غرفها 16 غرفة . ان أجمل ما يلاحظ في هذه المدرسة التاريخية الجدران المكسوة

(1) جاء في مجلة ( الحبل المتين ) العدد 4 السنة 18 ص 1 الصادرة في 10 رجب سنة 1328 هـ / 1910 م مانصه : « ولد جمال الدين الأفغاني في شهر شعبان سنة 1254 هـ ، وبعد تحصيل الدروس الابتدائية ومقدمات اللغة العربية والفارسية ، هاجر إلى العتبات المقدسة وسكن كربلاء ، وواصل دراسته في تحصيل العلوم الدينية ، وبعد ذلك سافر عن طريق الخليج العربي إلى الهند ، وبقي هناك عدة شهور في مدينة كلكته في دار الحاج مرزا عبد الكريم التاجر الشيرازي . روى بعض المعمرين في كربلاء أنهم شاهدوا السيد جمال الدين الأفغاني يتلقى العلم في مدرسة السردار حسن خان ، وللحقيقة أثبتنا ذلك .
(2) تاريخ كربلاء وحائر الحسين / للدكتور عبد الجواد الكليدار آل طعمة ص 270 ،
تراث كربلاء 203

بالزخارف الهندسية البديعة بأشكال متقنة وبديعة ، تعلوها كتابات من الآيات الكريمة ونقوش وزخارف رائعة الصنع .
2ـ مدرسة المجاهد :


تم تأسيسها حدود سنة 1270 هـ كما تنص بذلك الوقفية الخاصة بها . وهي اليوم موئل رواد أهل العلم ورجال الدين . تخرج منها عدد لايستهان به من أرباب الفكر ، موقفها في سوق التجار الكبير بالقرب من مرقد السيد محمد المجاهد الطباطبائي .
3ـ مدرسة صدر الأعظم النوري :


شيدها العلامة الشيخ عبد الحسين الطهراني من ثلث الأمير المرزا تقي خان الصدر الأعظم المقتول سنة 1268 هـ ، وكان موقعها غرب الصحن الحسيني ، وهي من امهات المعاهد العلمية العامرة بأهل العلم . تخرج منها رعيل من أساطين الفكر . ومن أساتذتها يومذاك الشيخ أبو القاسم الخوئي المتوفى سنة 1364 هـ والشاعر السيد عبد الوهاب الوهاب المتوفى سنة 1322هـ .
4ـ مدرسة الزينببية


سميت بهذه التسمية نسبة لموقها عند باب الزينبية للصحن الحسيني من جهة الغرب . وكانت آهلة بطلاب العلم . إلا أنها ذهبت ضحية الشارع المحيط بالروضة الحسينية . ومن الذين قاموا بالتدريس فيها الشاعر الشيخ جعفر الهر المتوفى سنة 1347 هـ وتلميذه الشيخ محمد الخطيب المتوفى سنة 1380 هـ .
5ـ مدرسة الهندية


وهي من أشهر المعاهد العلمية الدينية اليوم ، موقعها في زقاف الزعفراني بالقرب من المشهد الحسيني . تم تأسيسها في أواخر القرن الثالث عشر الهجري ، كما تنص بذلك الوقفية الخاصة بها . وهي ذات طابقين ، وتحتوي على (22)

تراث كربلاء 204

غرفة . يدرس فيها مختلف العلوم كالفقه والأصول والحديث والتفسير وما إلى ذلك . وفي المدرسة مكتبة عامة تعرف باسم ( المكتبة الجعفرية ). ومن الآثار الفكرية التي صدرت عن المدرسة المذكورة مجلة ( أجوبة المسائل الدينية ).
6ـ مدرسة الباد كوبه ( ترك )


وهي من مدارس كربلاء الشهيرة ، تأسست سنة 1270 ، كما تنص بذلك الوقفية الخاصة بها . موقعها في زقاق الداماد ، وهي آهلة بحملة العلم ورجـال الديـن ، وفيهـا ( 30 ) غرفة . وفي المدرسة مكتبة عامة عامرة بالكتب القيمة . ومن الآثار الفكرية التي صدرت كتاباً شهرياً لكل مؤلف .
7ـ مدرسة مرزا كريم الشيرازي


وهي مدرسة واسعة ذات ساحة فسيحة ، وفيها مصلى كبير . تأسست سنة 1287 هـ ، وتم تعمير المصلى بسعي السيد الموسوي مرزا على محمد الشيرازي في رجب سنة 1308 هـ كما تنص الكتيبة في داخله . وموقعها في محلة العباسية الشرقية ، وتشتمل على طابق واحد . ومن مدرسيها الخطيب الشيخ عبد الزهراء الكعبي والشيخ محمد علي الخليق .
8ـ مدرسة البقعة


تأسست في منتصف القرن الثالث عشر الهجري ، موقعها في شارع الإمام علي ، مجاورة لمرقد السيد محمد المجاهد الطباطبائي . وهي ذات طابقين . وفيها (20) غرفة . تخرج فيها لفيف من العلماء كالسيد محسن الكشميري والسيد مرتضى الطباطبائي والشيخ عبد الرحيم القمي . ومن الآثار الفكرية التي صدرت عن هذه المدرسة مجلة دينية باسم ( صوت المبلغين ).

تراث كربلاء 205

9ـ مدرسة السليمية


اسسها الحاج محمد سليم خان الشيرازي سنة 1250 هـ . موقعها في زقاق جامع المرزا علي نقي الطباطبائي . وهي تشمل على طابقين ، غير أن مساحتها صغيرة وتحوي على (13) غرفة . ولم يكتف مؤسسها ببناء المدرسة فحسب ، بل خصص رواتب شهرية للطلبة الذين يواصلون دراساتهم فيها ، وكانت النفقات تصرف بتوسط العلامة السيد حسن آغا مير القزويني . ومن أشهر أساتذتها : الشيخ يوسف الخراساني والسيد محمد على البحراني . ومن الآثار التي صدرت عن هذا المعهد مجلة ( الأخلاق والآداب ).
10 ـ مدرسة المهدية


شيدها الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء سنة 1284 هـ كما شيد مدرسة أخرى في النجف . وأما موقعها فهو في الزقاق المجاور لديوان السادة آل الرشتي ، وهي ذات طابقين ، يسكنها طلبة العلم ، ومن أساتذتها الشيخ عبد الحسين الدارمي والشيخ علي العيثان البحراني والشيخ عبد الحميد الساعدي والشيخ محمد شمس الدين والشيخ حسين البيضاني .
11 ـ مدرسة الهندية الصغرى


تأسست سنة 1300 هـ ، أوقفتها أمرأة صالحة تعرف بـ ( تاج محل ) الهندية على العلامة السيد علي نقي الطباطبائي ، كما تنص بذلك الوقفية الخاصة بها . وتحوي المدرسة على 7 غرف ، يسكنها أهل العلم من الأفغان والهنود . ومن أساتذتها السيد محمد حسين الكشميري والسيد مرتضى الطباطبائي والسيد مرتضى الواجدي .
12 ـ مدرسة ابن فهد الحلي


موقعها في شارع الحسين الممتد من باب القبلة ، وفيها مزار العالم العارف الشيخ أحمد بن فهد الحلي الأسدي المولود سنة 757 هـ والمتوفى سنة 841 هـ . وللمدرسة

تراث كربلاء 206

مسجد يصلى فيه ، وفيها ساحة واسعة ذات طابقين ، وتحوي على (40) غرفة ، يسكنها طلبة العلم . وكان التجديد الأول لهذا البناء سنة 1358 هـ . أما التجديد الثاني للمدرسة فقد تم على نفقة جمع من المؤمنين بينهم المرجع الديني الاكبر السيد محسن الطباطبائي الحكيم وذلك سنة 1384 هـ . وقد حوت المدرسة مكتبة عامة باسم ( مكتبة الرسول الأعظم ).
13 ـ مدرسة شريف العلماء


وهي إحدى المدارس الدينية المعروفة ، موقعها في زقاق كدا علي المتفرع من شارع الحسين . وإلى جانب المدرسة يقع مرقد العلامة الشيخ شريف العلماء ( المولى شريف الدين محمد بن حسن علي الآملي المازندراني الحائري المتوفى سنة 1245 هـ ) . والمدرسة ذات طابقين ، تحوي على (22) غرفة ، يسكنها بعض طلبة العلم الأجانب . قام بتأسيسها فقيه العصر السيد محسن الطباطبائي الحكيم وقفاًً على طلاب العلوم الدينية في كربلاء والنجف الأشرف سنة الألف والثلثمائة وأربع وثمانين 1384 هـ .
14ـ مدرسة البروجردي


أنشأها المرجع الديني الأكبر السيد آغا حسين البروجردي سنة 1381 هـ وقد أنفق على تشييدها مبالغ باهضة ، وكانت الأرض من الممتلكات العائدة لورثة آل الأشيقر في شارع المخيم . فجاءت البناية على غاية من الإبداع في الطراز الهندسي والفن المعماري . وهي ذات طابقين ، وتحوي على (20 ) غرفة يسكنها بعض أهل العلم . وقيل في تاريخ تشييدها :
زعـامة الحسين لم تنصرم عنـا برغم الموت أيامها
قد أعلن التاريخ ( في هدمها زفت بنصر الله أعلامها )

1381 هـ


تراث كربلاء 207

15 ـ مدرسة الإمام الباقر


أسسها السيد عماد الدين ابن السيد محمد طاهر البحراني سنة 1381 هـ ، موقعها في محلة باب الخان ، قرب الفسحة . وتحوي على عدة غرف يسكنها طلبة العلم . وأنشئت فيها مكتبة عامة . ومن نشاطات المدرسة إقامة الحفلات في المناسبات الدينية وإصدار بعض الكتب الخاصة بالتعاليم الدينية .
16 ـ المدرسة الحسنية


أنشأها الكسبة والتجار الكربلائيون سنة 1388 هـ ، وتقع على بعد 30 متراً شمال الروضة العباسية . ومساحتها 400 متراً وفيها 28 غرفة يسكنها أهل العلم . وأهم ما يدرس فيها الفقه والأصول والنحو والمنطق والتفسير والأخلاق . وتقام فيها الشعائر الدينية والاحتفالات الخاصة بالمناسبات مثل العشرة الأولى من محرم ، وفي رمضان وغيرها .


المدرسة الحسنية

تراث كربلاء 208


الحلقات الدينية (الدراسات العليا )

تعقد في أرجاء المدينة المقدسة ، وفي زوايا الروضتين الحسينية والعباسية بعض الحلقات الدينية التي يقوم بالتدريس فيها بعض أساطين العلم المعمرين الذين أكملوا دراساتهم العليا أمثال آية الله السيد حسن آغا مير القزويني والشيخ محمد رضا الأصفهاني والشيخ يوسف الخراساني والشيخ محمد علي سيبويه والسيد محمد علي خير الدين والسيد مرتضى الطباطبائي والشيخ جعفر الرشتي والسيد عبد الرضا المرعشي والشيخ محمد الشاهرودي والسيد محمد الشيرازي وغيرهم .
ان مدة الدراسة تتوقف على إكمال الكتب المقررة ضمن عشر سنوات حتى تبلغ عام الخمسين تقريباً .
وهناك مدرسة دينية أخرى بيد أنها رسمية ، وهي :
1ـ مدرسة الخطيب


أسسها الشيخ محمد بن داود الخطيب سنة 1357 هـ / 1937 م ومقرها في محلة المخيم . وفترة الدراسة المقررة بها خمس سنوات ، يتلقى الطلاب في صفوفها العلوم العربية والدين .
2ـ مدرسة الامام الصادق عليه السلام


أسست بجهود نخبة من علماء كربلاء ، ومقرها في شارع الحسين بمحلة العباسية الغربية ، وفترة الدراسة المقررة لها ست سنوات وعين لها السيد مرتضى القزويني مديراً ، ثم تولاها السيد محمد بن السيد مرتضى الطباطبائي .
المدارس الأهلية والحكومية

لقد تأسست في كربلاء قبل الانقلاب العثماني وما بعده عدة مدارس ، سعى بتشييدها رجالات كربلاء ، كما قامت مدارس أجنبية فيها بعد الانقلاب العثماني

تراث كربلاء 209

واعلان المشروطة سنة 1908 م . وفي هذا البحث يطلع القارئ على نشأة المدارس في كربلاء وتأسيسها ، وهي :
1ـ المدرسة الرشدية


تعتبر من أقدم المدارس الحكومية في كربلاء ، تأسست سنة 1908 م وكان موقعها خلف مديرية البريد والبرق والهاتف .ان مدة الدراسة فيها أربع سنوات ، كان يدرس الطالب في السنة الأولى منها مبادئ القراءة والكتابة ، وكان ( الملا ) هو المسؤول عن تدريس الطالب ، وتطلق على تسمية هذا الصف بـ ( الاحتياط ) وبعد أن يتم الطالب دراسته فيها ، يمنح الشهادة الابتدائية . أما المواضيع والدروس التي يتلقاها فهي اللغة التركية ، كما وتدرس اللغة الفرنسية والفارسية أيضاً ، بيد أن قواعد اللغة العربية كانت تترجم إلى اللغة التركية باعتبارها اللغة الرسمية الشائعة . والطالب المتخرج من هذه المدرسة يحق له الدخول إلى دار المعلمين الابتدائية والمدارس الأهلية والعسكرية التركية . وكان ممن قضى شطراً في هذه المدرسة الدكتور السيد عبد الجواد الكليدار والسيد عبد الرزاق السيد عبد الوهاب والسيد جواد السيد مهدي النقيب والسيد هاشم الخطيب وغيرهم .
2ـ المدرسة الابتدائية


تأسست هذه المدرسة من قبل الدولة العثمانية أيضاً ، وذلك سنة 1910 م ، وكانت تشتمل على أربعة صفوف . تدرس فيها اللغة التركية . ومن أبرز طلابها آنذاك ، السيد كاظم السيد أحمد النقيب وعزيز أسد خان والسيد ابراهيم شمس الدين القزويني والسيد عبد الرزاق السيد عبد الوهاب وغيرهم .
3ـ المدرسة الحسينية


تأسست في 15 شعبان سنة 1327 هـ المصادف سنة 1908 م وكانت بمستوى المدارس الابتدائية ، وعين لها السيد مرزا هادي الشهرستاني مدير ، وبعد تأسيس الحكم الوطني في العراق ، أصبحت هذه المدرسة تدار من قبل وزارة المعارف

تراث كربلاء 210

الايرانية على أساس المقابلة بالمثل بالنسبة للمدارس العراقية في إيران . ومن طلابها : السيد عبد الرزاق السيد عبد الوهاب والسيد صادق السيد حسون آل طعمة .
4ـ المدرسة الابتدائية النموذجية


وخلال الحرب العالمية الأولى ، مزجت المدرسة الرشدية بالمدرسة الابتدائية ، وكانت مؤلفة من ستة صفوف ، تشغل قسماً من بناية المدرسة الابتدائية الأولى للبنين مع نادي الطلاب أي ( مديرية البريد والبرق والهاتف حالياً ). أما بناية المدرسة الابتدائية ، فكانت في محلة العباسية الشرقية على مقربة من نهر الحلة . وكانت تلقن الطلاب ثلاثة دروس عملية صباحاً ودرساً للمطالعة ودرسين عمليين عصراً .
5ـ المدرسة الجعفرية


تأسست في كربلاء سنة 1912 م ـ 1328 هـ . وقد أشرف على تأسيسها الحاج محمد مهدي الحائري ، وكانت تقبل التلاميذ من أجناس مختلفة ، بحيث تكون الدراسة مجاناً . وأطلق على تسميتها آنذاك اسم ( مكتب الهنود ) ، ذكرها الأب انستاس الكرملي فقال : أسس الهنود مكتباً مجانياً يقبل فيه التلميذ من أي رعية كان ، وقد أدخلوا فيه تعليم اللغة الانكليزية . وفي المكتب الآن نحو 130 طالباً ، وأغلبهم من رعية الدولة البريطانية وكذلك أغلب معلميهم (1) ولم يطل العهد بهذه المدرسة ، وذلك بسبب إعلان الحرب العظمى على انكلترا وحلفائها في سنة 1333 هـ / 1917 م مما أدى إلى إغلاق المدرسة المذكورة من قبل السلطة المحلية .

(1) مجلة ( لغة العرب ) للاب انستاس ماري الكرملي ( الجزء 3ـ السنة الثانية ) رمضان 1330 هـ ( ايلول 1912 م ) ص 118 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي