تراث كربلاء 226

الفصل السادس

تاريخ الحركة العلمية


من الواضح ان كربلاء هي المدينة الشامخة المجد في دنيا العلم والأدب والجهاد منذ أقدم العصور والأزمنة ، فقد أزدهرت فيها الحركة العلمية في أواخر القرن الثالث ومطلع القرن الرابع الهجري على أثر نبوغ الزعيم الديني ـ حميد بن زياد النينوي ـ مؤسس جامعة العلم في كربلاء . ونينوى إذ ذاك إحدى قرى كربلاء المجاورة ، حيث تمتد من جنوب سدة الهندية حتى مصب نهر العلقمي ـ كما مربنا أنفاً ـ ولعل أصدق وصف لما بلغته كربلاء من مكانة علمية وتجارية في ذلك الزمن ماجاء في كتاب ( مدينة الحسين ): ولايغرب عن البال ان كربلاء كانت خلال القرن الثالث مزدحمة بالزائرين الذين يفدونها من كل حدب وصوب لزيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام وكانت أسواق كربلاء عامرة تسودها الطمأنينة فتؤمها القوافل ومنهم من يؤثر السكنى وآخر من يعود إلى بلاده ،وهنا كثرت فيها القبائل العلوية وغير العلوية ، وأخذت تتمصرشيئاً فشيئاً .. ويستطرد المؤلف قائلاً : وكذلك زارها كبار رجال الحديث والسير من رجال الامامية وأخذوا في تدريس مسائل الدين والفقه لسكانها المجاورين والزائرين ، فأتسعت

تراث كربلاء 227

الحركة العلمية فيها وصار الطلبة يقصدونها من مختلف الأمصار (1).
ومن الاعلام الذين زاروا كربلاء في هذه الحقبة أعني بها المئة الثالثة ، زيد المجنون ومحمد بن الحسين الاشتياني ، وفي مطلع القرن الرابع الهجري زار عضد الدولة البويهي مدينة كربلاء ، فأحيا فيها حركة العلم والعمران . يؤيد ما ذهبت إليه الدكتور عبد الجواد الكليدار في كتابه ( تاريخ كربلاء وحائر الحسين) فيقول : وقد ازدهرت كربلاء في عهد البويهيين ـ وتقدمت معالمها الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، فاتسعت تجارتها واخضلت زراعتها وأينعت علومها وآدابها ، فبدت في جسمها روح الحياة والنشاط ، فتخرج منها علماء فطاحل وشعراء مجيدون وتفوقت في مركزها الديني المرموق (2) .
ومن هنا حازت كربلاء على الرئاسة العلمية والزعامة الدينية ، ومن ثم انتقلت الحركة الدينية إلى النجف الأشرف وذلك في مطلع القرن الخامس الهجري حيث هبط إليها من بغداد الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي سنة 443 هـ ، ولبثت فيها هذه الحركة فترة قصيرة . و في هذا القرن برز في كربلاء الشيخ هشام بن الياس الحائري صاحب ( المسائل الحائرية ) المتوفى حدود سنة 490 هـ ومحمد بن علي بن حمزة الطوسي المكنى بابن الحمزة صاحب كتاب ( الوسيلة ). ومع كل هذا فان الحلة الفيحاء كانت محتفظة بزعامتها الدينية والعلمية . ويحدثنا التاريخ ان القرن السادس كان حافلا بشعراء فطاحل في كربلاء وقد تاسست مدارس علمية يديرها العلماء . واهم ما يثبت احتفاظ كربلاء بمركزها العلمي في فترة القرن السابع الهجري ظهور علماء كبار بمكانة مرموقة في التاريخ كالسيد فخار بن معد الحائري الموسوي المتوفى سنة 630 هـ وعز الدين حسن بن نائل المولود سنة 656 هـ وغيرهم ممن انتقلوا إلى الحائر الشريف لأجل الدراسة وطلب

(1) مدينة الحسين / محمد حسن الكليدار آل طعمة ج 2 ص 99 .
(2) تاريخ كربلاء وحائر الحسين / للدكتور عبد الجواد الكليدار آل طعمة ص 171 .
تراث كربلاء 228

العلم ليس إلا . أمام في مطلع القرن الثامن الهجري فقد زار كربلاء الرحالة الشهير ابن بطوطة سنة 726 هـ ونوه بوجود مدرسة عظيمة وزاوية كريمة فيها الطعام للوارد والصادر . فالمدرسة العظيمة التي يقصدها في مسجد ابن شاهين الملحق بالروضة الحسينية المار ذكره ، وإن الزاوية الكريمة هي ( دار السيادة ) وقد أقامها السلطان محمود غازان خان وجعلها وقفاً للفقراء والمساكين وأبناء السبيل . فكان يرتاد مسجد ابن شاهين هذا عدد هائل من طلبة العلم للأرتشاف من مناهل الفكر الإسلامي مايسد حاجاتهم . ومن أعلام كربلاء في هذا القرن العالم الفاضل الأديب الشاعر السيد عميد الدين عبد المطلب بن السيد مجد الدين أبي الفوارس من سلاله الحسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين عليه السلام ، ومنها الشيخ عز الدين أبي محمد الأسدي والشيخ علي ابن الخازن الحائري . والحسين بن سعد الله الحسيني العبدلي والشيخ ابن دريد الحائري والسيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار الموسوي والشيخ علي بن الحسن الحائري وغيرهم كثيرون . ثم انتقل بعض رجال الفكر إلى النجف الأشرف فتعهدوا فيها إحياء الحركة العلمية . وما لبثت أن انتقلت إلى الحلة الفيحاء التي أنجبت رهطاً كبيراً من فطاحل العلماء والشعراء وأساطين الأدب (1)، وانتقلت الموجة الفكرية في منتصف القرن التاسع الهجري إلى كربلاء بسبب انتقال الزعيم الديني الشيخ أحمد بن محمد بن فهد الحلي الأسدي المتولد سنة 757 هـ والمتوفى سنة 841 هـ ، وبروز علماء آخرين كالشيخ ابراهيم الكفعمي المتوفى سنة 900 هـ والسيد حسين بن مساعد الموسوي المتوفى سنة 910 هـ وغيرهم . وبقيت الدراسة العلمية في كربلاء بين مد و جزر حتى القرن الثاني عشر الهجري ، ثم انتقلت إلى النجف الأشرف على أثر انتقال زعيم الحركة العلمية السيد مهدي بحر العلوم المولود في كربلاء سنة 1155 هـ . وفي هذه الفترة

(1) لضرورة الاطلاع على تاريخ اليقظة الفكرية والزعامة الدينية في الحلة آنذاك يراجع كتاب ( فقهاء الفيحاء ) للفاضل السيد هادي السيد حمد كمال الدين ( بغداد 1962 م ) وكتاب ( تاريخ الحلة ) للاستاذ يوسف كركوش في جزئين ( النجف 1965 ).
تراث كربلاء 229

وصلت الحركة العلمية في كربلاء إلى حد لم يسبق له مثيل ، فكانت كربلاء في هذا العصر محوراً للدراسات ومنتجعاً لرواد العلم ، وقد انتشرت حرية الأفكار فيها ، وقصدها العلماء من مختلف الأقطار ، فتعهدوا الحركة العلمية . وكان أبرز هؤلاء الذين لمع نجمهم في تلك الفترة السيد نصر الله بن الحسين الفائزي الحائري المدرس في الروضة الحسينية المقتول سنة 1168 هـ والشيخ مهدي الفتوني المتوفى سنة 1183 هـ الشيخ يوسف البحراني المتوفى سنة 1168 هـ والمؤسس الوحيد الآغا باقر البهبهاني المتوفى سنة 1205 هـ الذي اصبح امام بالعلم والفقه ، والشيخ محمد باقر الغروي أحد أساتذة السيد مهدي بحر العلوم والعلامة الجزائري والسيد علي الطباطبائي صاحب الرياض المتوفى سنة 1231 هـ وابنه السيد محمد المجاهد الطباطبائي المتوفى سنة 1242 هـ والشيخ شريف العلماء المتوفى سنة 1245 هـ والشيخ خلف بن عسكر الحائري المتوفى سنة 1246 هـ والسيد كاظم الرشتي المتوفى سنة 1259 هـ الشيخ محمد حسين الأصفهاني صاحب الفصول المتوفى سنة 1261 هـ والسيد ابراهيم القزويني صاحب الضوابط المتوفى سنة 1262 هـ ، والمولى محمد صالح البرغاني المتوفى سنة 1283 هـ والشيخ عبد الحسين الطهراني المتوفى سنة 1286 هـ والشيخ محمد صالح گدا علي المتوفى سنة 1288 هـ والسيد مرزا علي نقي الطاطبائي المتوفى سنة 1289 هـ والشيخ حسين الأردكاني المتوفى سنة 1302 هـ والسيد مرزا صالح الداماد المتوفى سنة 1303 هـ و الشيخ زين العابدين المازندراني المتوفى سنة 1309 هـ والسيد محمد حسين المرعشي المتوفى سنة 1315 هـ والسيد مرتضى الكشميري المتوفى سنة 1323 هو السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي المتوفى سنة 1331 هـ الشيخ محمد تقي الشيرازي المتوفى سنة 1338 هـ وسواهم من فطاحل العلماء الأفذاذ الذين نشروا العلم والفقه في طول البلاد وعرضها ، وخلدوا آثاراً فكرية مازال يرتوي من معينها الطلاب .

من أقطاب الفكر

امتازت كربلاء بقدسيتها ومكانتها الدينية والعلمية والتاريخية لوجود مرقد

تراث كربلاء 230

أبي الضيم الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام . فكانت تحج اليها الوفود من مختلف أصقاع المعمورة ، ويؤمها العلماء من كل فج عميق رغبة في مجاورة العتبات المقدسة . وفي أواخر القرن الثالث الهجري كانت مدرسة فكرية عامة ، أما في القرون التي تلته فقد بزغ فيها علماء وشعراء ومفكرون مما ستقرأ سيرهم وتراجمهم في هذا الفصل ، على اني أشرت إلى مشاهيرهم والمبرزين في كل أسرة علمية . وقد اقتبست المعلومات عنهم من شتى المصادر المطبوعة والمخطوطة والمراجع الغربية والفارسية ، وأثبت هذه التراجم حسب تاريخ وفاة صاحبها . غير أن هناك أعلاماً آخرين لم ترد أسماؤهم في كتب الرجال ودوائر المعارف كموسوعة ( أعيان الشيعة ) للسيد محسن الأمين العاملي و( طبقات أعلام الشيعة ) للشيخ آغا بزرك الطهراني و( الكنى والألقاب ) للشيخ عباس القمي و( روضات الجنات ) السيد محمد باقر الخونساري وسواها من المراجع ، فقد أعرضنا عنها ريثما يتم لنا التحقيق عنها في المستقبل لإصدار كتاب خاص بأعلام كربلاء قديماً وحديثاً .

القرن الثالث الهجري
حميد بن زياد النينوي

لقد نشطت الحركة العلمية في كربلاء في أوخر القرن الثالث الهجري ، وذلك في أيام المنتصر العباسي ، حيث كانت من قبل تحت سيطرة الأمويين . ومن ثم في عهد خلفاء بني العباس . أما بعد ذلك بقليل ، فقد ازدهرت الحركة العلمية والأدبية في هذا البلد ، حيث أخذت كربلاء تعج بالعلماء والفلاسفة ، كيف لا وهي قبلة أنظار العالم الإسلامي المتعطش للثقافة والعلم . وفي أواسط القرن الثالث الهجري أي بعد مقتل المتوكل العباسي ، وعلى عهد المنتصر أخذت جموع غفيرة من العلويين تفد إلى كربلاء للسكنى بجوارقبر جدهم الإمام الحسين عليه السلام حيث تولوا أدارة شؤون حراسة الروضة الحسينية والعباسية حتى القرن الرابع الهجري .

تراث كربلاء 231

وفي عهد الدولة البويهي ازدادت نسبة وفود العلويين من ذرية الإمام موسى الكاظم عليه السلام كما ارتحل اليها كثيرمن طلاب العلم من الأقطار النائية القريبة . فكان العلم يحتل جانباً مهماً في كربلاء . فتعقد حلقات أهل الفضل والأدب الواسعة بشكل يدعو إلى الإعجاب ، وبذلك حازت كربلاء الرئاسة العلمية منذ ذلك الحين ، ذلك على أثر نبوغ العالم الكبير المحدث الشهير حميد بن زياد النينوي نسبة إلى نينوى قرية إلى جانب الحائر على نهر العلقمي . والشائع على آلسنة الباحثين والمؤرخين أن كربلاء كانت في مطلع القرن الثالث مملوءة بالأكواخ وبيوت الشعر التي كان يشيدها المسلمون الذين يفدون إلى قبر الحسين عليه السلام . وهكذا ظلت كربلاء حتى مطلع القرن الرابع الهجري ، إذ تمصرت على عهد البويهيين الذين كان لهم فضل كبير في تشييد هذا البلد المقدس وعمارته وإحياء التراث العلمي وتشجيع الحركة العلمية .
في قرية نينوى العامرة المجاورة للحائر ، وفي هذه البقعة المباركة بزغ نجم عالم فذ فكان مولده أملاً مشرقاًُُ يزخر بالنور ويرفل بالإيمان ، وكان نبوغه دعامة لتركيز نهضة علمية في كربلاء بلد العلم والعرفان ، ودوى له في الأوساط العلمية ومجالات الثقافة صدى يجلجل الآذان . فهو من فطاحل علماء عصره ومن كبار المحققين والرواة . ذكره السيد محسن الأمين في ( أعيان الشيعة ) قائلاً : حميد بن زياد بن حماد ( مكرراً ) ابن هواز الدهقان أبو القاسم من أهل نينوى توفي سنة 310 هـ وفي حاشية الخلاصة للشهيد الثاني أن بخط السيد ( ابن طاووس ) في كتاب النجاشي سنة 320 هـ (1).
وقال الشيخ في الفهر ست : حميد بن زياد من أهل نينوى قرية إلى جانب الحائر على ساكنه السلام ثقة كثير التصانيف روى الأصول أكثرها له كتب كثيرة على عدد كتب الأصول ، أخبرني برواياته وكتب أحمد بن عبدون عن أبي

(1) أعيان الشيعة / للسيد محسن الأمين ج 28 ص 95 .
تراث كربلاء 232

طالب الأنباري عن حميد وأخبرني عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن حميد وأخبرنا بها أيضاً أحمد بن عبدون عن أبي القاسم علي بن حبش بن قوني بن محمد الكاتب عن حميد وذكره في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام فقال حميد بن زياد من اهل نينوى قرية إلى جانب الحائر على ساكنه السلام عالم جليل واسع العلم كثير التصانيف قد ذكرنا طرفاً من كتبه في الفهرست (1) وقال النجاشي : حميد بن زياد بن حماد بن زياد الدهقان أبو القاسم سكن سوراء وانتقل إلى نينوى قرية إلى جانب الحائر على ساكنه السلام كان ثقـة واقفاً فيهـم سمـع الكتب وصنع وصنف (2) . وفي الخلاصة ـ القسم الأول ـ حميد زياد من أهل نينوى ثقة عالم جليل واسع العلم كثير التصانيف قاله الشيخ الطوسي ثم نقل كلام النجاشي إلى قوله وجهاً فيهم ثم قال فالوجه عندي ان روايته مقبولة إذا خلت عن المعارض وقال الشهيد الثاني في الحاشية لا وجه لذكره في هذا القسم معقود لمثله ولكن المصنف ذكر جماعة فيه كذلك واجيب بان القسم الاول معقود لمن تقبل روايته(3) . و في رجال المامقاني (4) ترجمة وافية عنه وتعداد لتلامذته وآثاره . وقد تخرج عليه جماعة من الفطاحل هم : الحسين بن علي بن سفيان ( سفين ). أبو المفضل الشيباني أجازه سنة 310 هـ . وأبو الحسن علي بن حاتم أجازه سنة 306 هـ ، وأحمد بن جعفر بن سفيان .
أما أشهر آثاره فهي : 1ـ الجامع من أنواع الشرائع 2 ـ الخمس 3ـ الدعاء 4ـ الرجال 5ـ من روى عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام 6ـ الفرائض 7ـ الدلائل 8ـ ذم من خالف الحق وأهله 9ـ فضل العلم والعلماء 10 ـ الثلاث والأربع 11ـ النوادي وهو كتاب كبير .

(1) الفهرست : لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي .
(2)رجال النجاشي ( طبع حجر ).
(3) الخلاصة / القسم الأول .
(4) الرجال / للمامقاني ـ الجزء الأول .
تراث كربلاء 233

ان هذه الآثار الفكرية التي خلفها هذا العالم الجاهد والمفكر الموهوب سوف تخلده مدى الزمن .

القرن الخامس الهجري
الشيخ هشام بن الياس الحائري

كان أحد أعلام القرن الخامس الهجري ، له إحاطة بشتى العلوم والفنون . ومن آثاره الفكرية مصنفه ( المسائل الحائرية) (1) وقد ذكره الشيخ الحر العاملي في ( أمل الآمل ) ماهذا نصه : الشيخ الياس بن هشام الحائري عالم فاضل جليل يروي عن الشيخ أبي علي بن الشيخ هشام أبي جعفر الطوسي ويحتمل اتحاده مع سابقه بأن تكون النسبة هنا إلى الحد (2) . وأطراه السيد محسن الأمين في موسوعته قائلاً : ثقة عين قاله منتجب الدين ، وفي نسخة ابن همام لكن يظهر مما ياتي عن الآمل ان الذي في نسخته ابن هشام وفي مشيخة مستدركات الوسائل الشيخ أبو محمد الياس بن محمد بن هشام الحائري العالم الفاضل الجليل يروي عنه الشيخ ابو محمد عربي بن مسافر العبادي الحلي ويروي هو عن الشيخ أبي الحسن بن شيخ الطائفة أبي جعفر محمد الطوسي . وفي بعض اجازات أصحابنا وصف الياس ابن هشام الحائري بالفقيه وفي بعضها أنه يروي أيضاً السيد الموفق أبي طالب بن مهدي السليقى العلوي عن الشيخ أبي جعفر الطوسي (3).
وقال عنه السيد علي الطباطبائي في كتابه (رياض العلماء ) : جاء في بعض

(1) ذكره شيخنا آغا بزرك الطهراني في موسوعته ( الذريعة ) ج 6 ص 4 فقال : المسائل الحائريه للشيخ هشام بن الياس الحائري حكاه كذلك الحر في ( أمل الآمل ) عن بعض الاجازات و احتمل ان هشاماً هذا هو ابن الشيخ أبي محمد بن الياس بن محمد بن هشام الحائري الذي كان تلميذ الشيخ أبي علي ابن شيخ الطائفة الطوسي .
(2) أمل الآمل / للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ج 2 ص 40 .
(3) أعيان الشيعة / للسيد محسن الأمين العاملي ج 12 ص 455 .
تراث كربلاء 234

الاجازات ان اسمه الياس بن هشام الحائري فلعل المراد ابنه أيضاً كذا أفادنا أحد تلامذة الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي مشايخ أصحابنا ومنهم الشيخ هشام بن الياس الحائري وهو صاحب المسائل الحائرية وهو تلميذ أبي علي بن الشيخ الطوسي توفي في حدود عام 490 هـ ودفن في الحائر الحسيني (1) .
لقد كان صاحب الترجمة فاضلاً جليلاً ومصنفاً مشهوراً ، أشتهر بغزارة علمه وطول باعه وسعة اطلاعه .
عماد الدين الطوسي

هو عماد الدين محمد بن علي بن حمزة الطوسي المكنى بابن الحمزة . وكان فقيهاً عالماً فاضلاً من تلامذة الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي أحد أعلام الامامية في القرن الخامس الهجري المدفون في وادي أيمن (2) بكربلاء . وقبره مزار معروف . لم يتيسر لنا التعرف على تاريخ مولده ووفاته بالضبط . ومن مصنفاته المعروفة ( الوسيلة ) في الفقه و( الرابع في الشرايع ) و(المثالب والمناقب ) وفيه بعض المعجزات الغريبة . وقد ورد ذكره في كتاب ( فلك النجاة ) مانصه : محمد بن علي بن حمزة الطوسي قبره في كربلاء خارج البلد وهو من تلامذة محمد بن الحسن الطوسي (3) وجاء في ( الكنى والالقاب ) انه عماد الدين محمد بن علي بن محمد الطوسي المشهدي ، فقيه عالم فاضل وله تصانيف ونوه

(1) رياض العلماء / للسيد علي الطباطبائي ( طبع حجري ) .
(2) كان هذا الوادي مقبرة واسعة موقعه في باب طويريج بكربلاء ، وقد سعى بتجديد المقبرة السلطان ناصر الدين شاه القاجاري عند تشرفه كربلاء سنة 1287 هـ وبقيت مدفناً حتى سنة 1325 هـ ، وبعد هذا التاريخ ادخلت ضمن المدينة بغية توسيع الشارع .
(3) فلك النجاة / للسيد محمد مهدي القزويني .
تراث كربلاء 235

عنه في الحاشية أنه غير الشيخ الإمام العلامة نصير الدين عبد الله بن حمزة الطوسي المشهدي الثقة الفقيه الجليل (1) وفي كتاب (امل الآمل ): الشيخ الإمام عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي فقيه عالم واعظ له تصانيف منها الوسيلة ، الواسطة ، الرابع في الشرايع ، مسائل في الفقه قال منتخب الدين (2) .
وله ترجمة في كتاب ( مدينة الحسين ) ج 2 ص 118 وغيرها من كتب السير والتواريخ .

القرن السادس الهجري
السيد أحمد بن أبراهيم الموسوي

شخصية لامعة ، ذكرها السيد محسن الأمين في موسوعته فقال : الشريف أبو جعفر أحمد بن ابراهيم العلوي الموسوي النقيب بالحائر على ساكنه السلام . في جمال الأسبوع في عمل ليلة السبت عمل وصلاة للفرج عن المسجون مروي عن الإمام الكاظم عليه السلام ثم قال : ذكر رواية بهذه الصلاة والدعاء ليلة السبت بشرح وتفصيل وزيادة في دعائها الجميل وجدناها في كتب أمثالها من العبادات مروية عن مولانا موسى بن جعفر عليه افضل الصلاة وهذا لفظها حدثنا الشريف ابو جعفر أحمد بن ابراهيم العلوي الموسوي النقيب بالحائرعلى ساكنه السلام قال حدثنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن اسماعيل الاسكاف يرفعه باسناده إلى الربيع قال استدعاني الرشيد الخبر (3).

(1) الكني والألقاب / للشيخ عباس القمي ج 1 ص 262 .
(2) أمل الأمل / للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ج 2 ص 285 .
(3) أعيان الشيعة / للسيد محسن الأمين العاملي ج 21 ص 477 و 478 .
تراث كربلاء 236

القرن السابع الهجري
السيد فخاربن معدي الحائري

إحدى شخصيات العلم المعروفة ومن أعلام الفكر الإسلامي في المائة السابعة للهجرة . حظي بمكانة محترمة في الأوساط الكربلائية العلمية آنذاك . فهو النسابة العالم المحدث السيد شمس الدين علي بن فخار بن معد بن فخار بن معد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي الغنائم بن الحسين الموسوي من سلالة السيد ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام . جاء في عمدة الطالب : فخار بن معد الموسوي السيد السعيد العلامة المرتضى إمام الأدباء والنساب والفقهاء شمس الدين صاحب ( الشرايع ) وهو يروي عن محمد بن ادريس وعن ابن شهر اشوب المازندراني أو شاذان بن جبريل القمي مات سنة ثلاثين وأربعمائة (نظام الأقوال )(1) . وكان أحد أقطاب العلم والفضل ، حلقة فريدة في الحديث والرواية والنسب والرجال ومن أعيان الشعراء والأدباء وأكابر الفقهاء في عصره . قال فيه تاج الدين الدين ابن زهرة الحسيني : وبيت فخار في الحلة ومنهم شمس الدين النسابة السيد الفاضل الدين الفقيه الأديب الشاعر المؤرخ كان سيداً جليلاً فقيهاً نبيلاً نسابة عالماً بالاصول والفروع متورعاً ديناً مؤرخاً صادقاً أميناً (2)... ومن شعره قوله :

سأغسل أشعاري الحسان واهجر ال قوافي وأقلي ماحييت القـوافيا
وألـوي عن الآداب عنقـي وأعتذر لها بعد حتماً ماأرى القوم قاليا

(1) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب / عن هامش الأصل : للسيد أحمد الداودي ص 216 ( طبع النجف ).
(2) غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار / ابن زهرة الحسيني نقيب حلب ص 88 ( طبع النجف ).
تراث كربلاء 237

فاني أرى الآداب ياأم مالك تزيد الفتى مما يروم تنائيا(1)

ومن أشهر تصانيف السيد فخار كتابه( الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ) المطبوع سنة 1351 هـ دحض فيه آراء المتطرفين الذين ذهبوا إلى تكفير أبي طالب ، وقد أثبت فيه بأن أبا طالب قد مات وهو يؤمن بالإسلام إيماناً عميقاً لاشائبة فيه ، إذ كانت مواقفه المشرفة في الدفاع عن ابن اخيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم تعد من مآثره التي خلدته على مر العصور .
تعرض لذكره جمع من المؤرخين منهم في ( الفوائد الرضوية ) ص 346 و( تجارب السلف ) ص 336 و(أمل الآمل ) ج 2 ص 214 و ( دائرة المعارف الاسلامية ) لعبد العزيز الجواهري ( فارسي ) ج 1 ص 187 و ( مستدرك الوسائل ) للشيخ النوري ص 479 و ( أعلام العرب ) لعبد الصاحب الدجيلي ج 3 ص 25 وغيرهم .

القرن الثامن الهجري
عز الدين الحسيني العبدلي الحائري

كان أحد أعلام كربلاء في القرن الثامن الهجري . وردت ترجمته في كتاب ( تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب ) لابن الفوطي وهذا نصها :
عز الدين أبو عبد الله الحسين بن سعد الله بن حمزة بن سعد الله بن أبي السعادات الحسيني العبدلي من سكان المشهد الحائري على حاله أفضل السلام والتحية . رأيته بتبريز سنة سبع وسبعمائة وهو من التجار الذين يترددون إلى بلاد الشام وهو شريف النفس (2).

(1) روضات الجنات / للسيد محمد باقر الخونساري ج 5 ص 509 .
(2) تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب / لابن الفوطي ـ تحقيق الدكتور مصطفى جواد ـ القسم الأول ج 4 ص 121 .
تراث كربلاء 238

الشيخ أبو طالب ابن دريد الحائري

هو الشيخ أبو طالب ابراهيم بن سيفي بن ابراهيم بن علي بن دريد الحائري من علماء عصر فخر المحققين وقد كتبت الجزء الأول من مختلف العلامة لنفسه في الحائر الشريف وفرغ من تعليقه لنفسه في عاشر ربيع الأول سنة 774 هـ رأيته في كتب السيد محمد الطباطبائي اليزدي (1) .
السيد عبد الحميد بن فخار الحائري

هو السيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار بن أحمد الموسوي من مشايخ السعيد أبي عبد الله محمد بن مكي الشهيد سنة 786 هـ وهومروي عن والده الأجل السيد فخار بن معد الموسوي كذا عن شيخنا في الخاتمة ثامن مشايخ الشهيد لكنه سهو من قلمه الشريف لأن السيد تاج الدين معية الذي هو من مشايخ الشهيد يروي عن ولد صاحب الترجمة هو السيد علم الدين المرتضى علي بن عبد الحميد بن فخار فكيف يروي الشهيد عن الوالد مع رواية شيخه عن الولد وبالجملة صاحب الترجمة من المائة السابعة كوالده السيد فخار الذي توفي سنة 630 هـ (2) وترجم له الشيخ محمد بن الحر العاملي في كتابه (أمل الآمل ) ج 2 ص 155 والسيد محسن الأمين في ( أعيان الشيعة ) ج 37 ص 155 وغيرهم .


الشيخ علي بن الحسن الحائري

الشيخ علي بن الحسن الحائري له حواش نافعة مفيدة على منهاج الوصول إلى

(1) الحقائق الراهنة في تراجم أعيان المائة الثامنة / للشيخ آغا بزرك الطهراني ( مخطوط ) ص 10.
(2) الحقائق الراهنة ( مخطوط ) ص 57 .
تراث كربلاء 239

علم الأصول للقاضي البيضاوي كتبها على هامش النسخة التي كتبها بنفسه سنة 777هـ الموجودة في المدرسة الفاضلية بالمشهد الرضوي وله أيضاً حواشي على تهذيب الوصول للعلامة كتبها بخطه على النسخة التي كتبها أيضاً بخطه في سنة 777هـ وقابلها وقرأها على شيخه الشيخ علي بن عبد الجليل الحائري وكتب الأستاذ المذكور القراءة والبلاغ بخطه على النسخة 778 هـ وهي في المدرسة الفاضلية والظاهرأنه غير ابن الخازن المشهور بهذا العنوان (1) .

الشيخ علي بن الخازن الحائري

كان أحد أعلام القرن الثامن الهجري ، وكان على جانب عظيم من الفضل والورع والتقى والصلاح . ذكره صاحب روضات الجنات فقال : كان رحمه الله من المحققين الفضلاء حاله في الفضل والنبالة والعلم والفقه والفصاحة والأدب والإنشاء معلوماً معروفاً عند العامة والخاصة وكفاه فخراً تتلمذ على شيخنا الشهيد الأول وأجازه (2) وقال فيه صاحب كتاب ( فوائد الرضوية ) : علي بن الخازن الحائري زين الدين أبو الحسن فقيه فاضل عالم كامل أستاذ الشيخ أحمد ابن فهد الحلي تلميذ الشيخ الشهيد . قال شيخنا الشهيد في اجازته له ولما كان المولى الشيخ العالم التقي الورع المحصل القائم بأعباء العلوم الفائق أولي الفضل والفهوم زين الدين أبو الحسن علي بن المرحوم السعيد الصدر الكبير العالم عز الدين ابن محمد ابن المرحوم المغفور سيدنا الإمام شمس الدين محمد الخازن بالحضرة الشريفة المقدسة (3) .
وتعرض لذكره شيخننا آغا بزرك الطهراني فقال : الشيخ زين الدين أبو الحسن

(1) الحقائق الراهنة ( مخطوط ) ص 80 .
(2) روضات الجنات للسيد محمد باقر الخونساري ج 5 ص 118 .
(3) فوائد الرضوية في احوالات العلماء الجعفرية / للشيخ عباس القمي ص 290 .
تراث كربلاء 240

علي بن الخازن الحائري كما يعبر به في بعض الاجازات هكذا ومر بعنوان علي بن الحسين بن محمد الخازن (1)كما تطرق إلى ترجمته السيد محمد حسن آل طعمة في كتابه ( مدينة الحسين) فقال : ومن جملة الذين يروى عنه هذا الشيخ الجليل هو العلامة الهمام أحمد بن فهد الحلي الذي أخذ منه الاجازة بالرواية في سنة 791 هـ في الحائر الحسينـي توفي علـي بن الخـازن الحائري كما في بعض النسخ سنـة 793هـ (2). هذا وقد دونت ترجمة الشيخ علي بن الخازن في الكثير من كتب المراجع نخص بالذكر منها : الكنى والألقاب ج 1 ص 273 وهدية الأحباب ص 56 وروضات الجنات ج 4 ص 118 وروضة البهية ص 110 وريحانة الأدب ج 5 ص 321 وأمل الآمل ج 2 ص 186 وغيرها .


الشيخ علي بن عبد الجليل الحائري

من علماء عصره وقد قرأ عليه تلميذه الشيخ علي بن الحسن الحائري تهذيب الوصول إلى علم الأصول للعلامة الحلي الذي كتبه لتلميذه سنة 777هـ وكتب صاحب الترجمة بخطه شهادة القراءة والبلاغ على النسخة في 778 هـ وهي في مدرسة الفاضلية (3).
الشيخ جلال الدين محمد الحائري

الشيخ جلال الدين محمد بن الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد الكوفي الهاشمي الحائري من مشايخ السعيد أبي عبد الله محمد بن مكي الشهيد في 786 هـ (4).

(1) الحقائق الراهنة (مخطوط) ص 82 .
(2) مدينة الحسين / محمد حسن الكليدار آل طعمة ج 2 ص 138 و 139 .
(3) الحقائق الراهنة (مخطوط) ص 82 .
(4) الحقائق الراهنة (مخطوط) ص 101 .
تراث كربلاء 241

القرن التاسع الهجري
الشيخ أحمد بن فهد الحلي

قلنا ان الحركة العلمية في الحلة الفيحاء كانت في أوج عظمتها ، وما أن لبثت ان انتقلت في منتصف القرن التاسع إلى كربلاء ، بسبب هجرة الزعيم الديني المجاهد الشيخ أحمد بن محمد بن فهد الحلي اليها . فقد تبنى الحركة العلمية في هذا البلد ، وازدهرت المعاهد الدينية في عهده ، حيث أخذ يرتادها أعلام الفكر ورجالات الأدب ورسل الثقافة من كل حدب وصوب ، فزخرت بهم مدينة الحسين ، وأكتظت جوامعها ومدارسها وقاعات الدرس فيها . وراح اولئك الطلاب يتلقون ما يطرحة الفقهاء من آراء وأفكار وأبحاث ويحتدم النقاش ويدور الجدل حول المسائل الفقهية . وبالاضافة إلى مجد كربلاء الثقافي العالمي في مختلف المجالات الفكرية ، فقد ثبتت لنفسها مجداً جديداً ، وأنجبت رهطاً آخر من ذوي العقول النيرة والمواهب الخلاقة . ويعد ابن فهد الحلي من أشهر فقهاء القرن الثامن والتاسع الهجري ومحدثيهم . ولد الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي الأسدي سنة 757 هـ وتوفي بكربلاء سنة 841 هـ ، ودفن في المكان المعروف ببستان النقيب ، ومرقده يزار . ذكره جمع من المؤرخين والمصنفين ، فقال صاحب ( روضات الجنات ) : هو الشيخ العامل العارف وكاشف أسرار الفضائل جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الحلي الساكن بالحلة السيفية والحائر الشريف حياً وميتاً . وله من الاشتهار بالفضل والاتقان والذود والعرفان والزهد والأخلاق والخوف والاشفاق جمع بين المعقول والمنقول والفروع والأصول والقشر واللب واللفظ والمعنى والظاهر والباطن والعلم والعمل بأحسن ما كان يجمع . أجازه العلامة علي بن الخازن في الحائر الحسيني سنة 791 هـ ودفن في الحائر وقبره ظاهر خلف المخيم الحسيني في بستان يعرف ببستان النقيب (1). وما دمنا نسوق أقوال المؤرخين ،

(1) روضات الجنات / للسيد محمد باقر الخونساوي ج 1 ص 166 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي