تراث كربلاء 242

فليس من العدل أن نغفل رأي العلامة الجليل السيد محسن الأمين حيث قال : ولد سنة 756 أو 757 وتوفي سنة 841 عن85 سنة ودفن بكربلاء بالقرب من مخيم سيد الشهداء عليه السلام في بستان هناك تسميه العامة ببستان أبو الفهد وقبره مزار متبرك به وعليه قبة وقيل ان عمره 58 سنة والظاهر أنه اشتباه بجعل الخمس خمسين والثمانية ثمانين والله أعلم (1) ثم يستشهد المحسن الأمين بأقوال العلماء فيه معتمداً على عدد من كتب من تقدمه من المؤرخين ، ويعدد مشايخه وتلامذته وأسماء مصنفاته بصورة مسهبة .
ممن ذكره أيضاً الشيخ عباس القمي فقال : يروى عن الشيخ الأجل علي بن هلال الجزائري وهو يروي عن جماعة من أجلاء تلامذة الشهيد الأول وفخر المحققين كالفاضل المقداد والشيخ علي بن الخازن الفقيه والعلامة النحرير بهاء الدين ابن حسن بن محمد بن أدريس بن فهد المقري الاحسائي وكان معاصراً لابن فهد الحلي ، ويروي كل منهما عن ابن المتوج البحراني ومن غريب الاتقان أن لكل منهما شرح على الارشاد (2) .
يقع مرقده في شارع الإمام الحسين ، ومرقده وسط جامع فسيح ذي طابقين ، تتوسطه قبة من القاشاني البديع الصنع . وفي داخله صندوق خشبي مزركش ومبرقع بالطنافس الحريرية .
ان هناك الكثير من المصادر التي تناولت شخصية العالم الفذ الشيخ أحمد بن فهد الحلي ، فهو موضع تقدير أرباب العلم والمعرفة . و ان سيرة حياته مأثرة علمية حافلة بكل طارف وتليد .

(1) أعيان الشيعه / للسيد محسن الأمين ج 10 ص 86 .
(2) الكنى والألقاب / للشيخ عباس القمي ج 1 ص 375 .
تراث كربلاء 243

الشيخ ابراهيم الكفعمي

من مشاهير الفقهاء الإمامية وثقاتهم في القرن التاسع الهجري جمع بين العلم والأدب والفقه والحديث والزهد والتقوى . طفحت صفحات المعاجم باطرائه والثناء عليه ، فهو من أساطين العلم الذين نشأوا بكربلاء ودفنوا فيها . هو الشيخ تقي الدين ابراهيم بن علي بن الحسين بن محمد بن صالح بن أسماعيل الحارثي العاملي الكفعمي ، وفي آخر المصباح ابراهيم بن علي بن حسن بن صالح ، وفي آخر حياة الأرواح ابراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن اسماعيل ولد سنة 840 هـ كما استفيد من أرجوزة سنة 870 وكانت ولادته بقرية كفرعيما من جبل عامل وتوفي في القرية المذكورة ودفن بها وتاريخ وفاته مجهول (1) ، وقال فيه الخونساري : هو العالم العادل الورع الأمين والثقة الأديب الماهر المتفنن .. الخ (2).
وقال المامقاني : هو من مشاهير الفضلاء والمحدثين والصلحاء والمتورعين وكان بين زماني الشهيدين رحمة الله عليهما ، ووصفه في فهرست الرسائل بالورع وعدالته لاتحتاج إلى بيان .. الخ (3).
وذكره الشيخ الحر العاملي بعد سرد نسبه قائلاً : كان ثقة فاضلاً أديباً شاعراً عابداً زاهداً ورعاً له كتب منها المصباح وهو الجنة الواقية والجنة الثمانية ، وهو كبير كثير الفوائد تاريخ تصنيفه سنة 895 هـ وله مختصر منه لطيف وله كتاب البلد الأمين في العبادات أيضاً أكبر من المصباح وفيه شرح الصحيفة أوله : كتاب لمع البرق في معرفة الفرق ، وله شعر كثير ورسائل متعددة ( 4).

(1) أعيان الشيعة / للسيد محسن الامين ج 5 ص 284 .
(2) روضات الجنات / للسيد محمد باقر الخونساوي ج 1 ص 7 .
(3) تنقيح المقال / للمامقاني ج 1 ص 27 .
(4) امل الآمل / للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ج 1 ص 28 .
تراث كربلاء 244

وللشيخ الكفعمي أخ عالم جليل هو جمال الدين أحمد بن علي مات في حياة أخيه له كتاب زبدة البيان في عمل شهر رمضان ينقل عنه أخوه في بلد الأمين وغيره . و( الكفعمي ) نسبة إلى كفعم كزمزم قرية من قرى جبل عامل (1).
وقال فيه صاحب كتاب( منتخب التواريخ ) : الشيخ ابراهيم بن علي بن حسن العاملي الكفعمي صاحب كتاب البلد الأمين والمصباح وغيرهما ، تاريخ ولادته مجهول ووفاته سنة 895 هـ ويحتمل أن يكون قبره في كربلاء (2) . توفي الكفعمي في كربلاء سنة 900 هـ كما تنص بعض الروايات ودفن في وادي أيمن بكربلاء وكان قبره ظاهراً .
ويقول صاحب الأعيان : قد سكن كربلاء مدة وعمل لنفسه أزجاً بها بأرض تسمى عقير وأوصى أن يدفن فيه كما يظهر مما يأتي ثم عاد إلى جبل عامل وتوفي فيها ولم يذكر أحد ممن ترجمه من الأوائل تاريخ ولادته ووفاته .. الخ (3).
أما تآليفه فهي أشهر من أن تعد ، فقد بلغت 48 كتاباً أشهرها كتاب المصباح وهو الجنة الواقية والجنة الثمانية وقد فرغ من تأليفه سنة 895 هـ إضافة إلى رسائل وحواشي على بعض الكتب . كان واسع الاطلاع طويل الباع في الأدب ، سريع البديهة في الشعر والنثر كما يظهر من مصنفاته ، خصوصاً من شرح بديعته حسن الخط ، وجدت بخطه كتاب دروس الشهيد قدس سره فرغ من كتابته سنة 850 هـ وعليه قراءته وبعض الحواشي الدالة على فضله ورأيت بعض الكتب بخطه في بعض خزائن الكتب في كربلاء سنة 1353 هـ (4).

(1) الكنى والألقاب / للشيخ عباس القمي ج 3 ص 101 .
(2) منتخب التواريخ / للحاج محمد هاشم الخراساني ( فارسي ) ص 312 .
(3) أعيان الشيعة / للسيد محسن الأمين ج 5 ص 287 .
(4) المصدر السابق ج 5 ص 288 .
تراث كربلاء 245

وللشيخ الكفعمي قصيدة يوصي فيها أهله بدفنه في الحائر المقدس بأرض تسمى عقيراً فيقول :
سـألـتـكـم بالله أن تـدفـنـونـي إذا مت فـي قبـر بأرض عقير
فإنـي به جـار الشهـيـد بـكـربلاء سليل رسول الله خيـر مجـيـر
فإنـي به فـي حفـرتـي غير خائف بلا مريـة مـن منكـر ونكـير
أمـنـت بـه في موقفـي وقيـامتـي إذا الناس خافوا من لظى وسعير
فإني رأيـت العـرب يحمـي نـزيلها ويمنعه مـن أن يصاب بضيـر
فكيف بسبـط المصـطفـى ان يـذود مـن بحـائـره ثاو بغير نصير
وعار على حامي الحمى وهو في الحمى إذا ضل فـي البيـدا عقال بعير (1)

وأورد له الشيخ الحر العاملي أبياتاً لم تدون في المصادر الاخرى وهي :
إلهي لك الحمـد الـذي لانهاية له ويرى كـل الأحاييـن بـاقيـا
على أن رزقت العبد منك هداية أتاحتـه تخليصـاً من الكفر واقيـا
إلهي فاجعلنـي مطيعاً أجـرته وأن لم اكن فارحم بمن جاء عاصيا
بعثت الأماني نحو جودك سيدي بـرد الامـاني العـاطلات حواليا (2)

وله أرجوزة تنيف على مائة وثلاثين بيتاً في الأيام المستحب صومها وقد أوردها في المصباح . كما ان له قصيدة في مدح الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ووصف الغدير تبلغ مائة تسعين بيتاً ويظهر من آخرها انه عملها في الحائر الحسيني على مشرفه السلام وقد أوردها في المصباح أيضاً .
ان هذا العالم الأديب هو من أولئك الأفذاذ الموهوبين الذين تركوا صدى قوياً في مسمع الزمن .

(1) المصدر السابق ج 5 ص 296 .
(2) أمل الآمل / للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ج 2 ص 28 و 29 .
تراث كربلاء 246

السيد حسين بن مساعد الحائري

هو السيد عز الدين حسين بن مساعد بن الحسن بن مخزوم بن أبي القاسم بن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عيسى الحسيني الحائري . هكذا كتب نسبه بخطه في هامش نسخة الأصل من كتاب ( عمدة الطالب ) التي نسخها في 29 ربيع الأول سنة 893 هـ وله عليها حواشي بخطه إلى تاريخ سنة 917 هـ . والمترجم له عالم فذ وأديب ضليع قوي الحجة واسع الاطلاع ، ورع تقي له باع طويل في النسب ، وقد عمل عدة مشجرات بخط يده لأسر كربلاء العلوية القديمة . ومن آثاره مصنفه (تحفة الأبرار في مناقب أبي الأئمة الأطهار) (1) وهو ينحدر من سلالة علوية قديمة تعرف بـ ( آل طوغان ) الحسينيين . ذكرها صاحب كتاب ( مدينة الحسين ) فقال : وآل طوغان من المخزوميين الحسينيين ومنهم العالم الفاضل النسابة حسين بن مساعد العيسوي الطوغاني الحسيني من سلالة عيسى بن زيد الشهيد حفيد الإمام السجاد عليه السلام وباسمهم سميت محلة ( آل عيسى ) في كربلاء (2) توفي سنة 910 هـ ، وأرخ وفاته الشيخ محمد السماوي في أرجوزته بقوله :
ثم الحسين بن مساعد الأبي وجامع الأخبار بعد النسب
الموسوي الحائري قد مضى لربه بها فأرخه ( قضى )

910 هـ

وكان شاعراً مجيداً ، سريع البديهة ، حسن الاسلوب . وقفت على بعض شعره الذي أورده صاحب أعيان الشيعة ، ومنه قصيدة في مدح أهل البيت ورثاء الإمام الشهيد الحسين عليه السلام نقتطف منها هذه الأبيات :
مصاب رسول الله في آله الألى تقاصر زيد عن علاهم كذا عمرو

(1) الذريعة / للشيخ آغا بزرك الطهراني ج 3 ص 405 .
(2) مدينة الحسين / محمد حسن الكليدار آل طعمة ج 1 ص 68 .
تراث كربلاء 247

ائمة هـذا الخـلـق بعـد نبيـهـم بناة العلى قد طالب من ذكرهم ذكر
هم التين والزيتون هم شافعوا الورى هم السادة الأطهار والشفع والـوتر
هم مهبط الوحي الشريف وهـم غدا سقاة الزلال العذب من ضمه الحشر (1)

وله من قصيدة أخرى يقول فيها :
قلبـي لطـول بعـادكـم يتفطـر ومدامعـي لفـراقكـم تتفطـر
وإذا مـررت على معاهـدكم ولا الفي بها مـن بعدكم من يخـبر
هاجت بلابل خاطري و وقفت في أرجائها ودمـوع عيني تهمـر
غدر الزمـان بنا ففـرق شملنـا والغـدر طبـع فيـه لايتغيـر (2)

أن تاريخ حياة هذا الرجل حافلة بالأخبار والآثار وجلائل الأعمال ، وقد تعرضت لذكره كتب الأسفار والمعاجم الكثيرة .


القرن العاشر الهجري
فضولي البغدادي

من أشهر شعراء الترك ، عراقي اسمه محمد بن سليمان البغدادي (3)فهو أحد أدباء المتصوفة في القرن العاشر الهجري ، برع في نظم الشعر التركي والفارسي والعربي ، وكان يميل إلى التقشف والزهد والتصوف . وقد اختلف الرواة في أصله فمنهم من ينسبه إلى قبيلة (بيات) التي استوطنت العراق قديماً ، وهي بطن من أغز قبيلة من الترك وهم التركمانية . وأدعى آخر انه ينتمي إلى الكرد ،

(1) أعيان الشيعة / للسيد محسن الامين ج 27 ص 212 .
(2) المصدر السابق ج 27 ص 212 و 213 .
(3) تاريخ العراق بين إحتلالين / عباس العزاوي ج 3 ص 370 ، ج 4 ص 98 ـ 103 .
تراث كربلاء 248

وخصه ثالث بكرد آذربيجان . أما تاريخ مولده ومحل الولادة فهو موضع اختلاف الرواة أيضاً . جاء في مقدمة ديوانه ( مطلع الاعتقاد ) المطبوع في باكو من قبل اكاديمية العلوم في آذربيجان السوفياتيه الاشتراكية مانصه : ( ولد محمد بن سليمان فضولي في مدينة كربلاء في عام 1498 ميلادي وعهدي البغدادي معاصر وصاحب فضولي ) (1) . ويؤكد ذلك الشيخ محمد حرز الدين في ترجمته التي عنوانها ( فضولي الحائري ) ( 894 ـ 963 هـ ) بقوله : وتاريخ ولادته كما وقفنا عليه انه ولد في العشرة الأخيرة من القرن التاسع عشر للهجرة النبوية حدود سنة 894 ويؤثر عنه انه أقام ببغداد مدة ثم في كربلاء ـ الحائر الحسيني ـ حتى آخر لحظة من عمره (2) . وكما اختلف الرواة في أصله ومولده ، فقد اختلفوا في تاريخ وفاته ، فمن قائل سنة 963 هـ وآخر سنة 966 هـ وآخر 969 هـ و 970 هـ ، بيد أن الأصح هو أن فضولي توفى سنة 963 هـ / 1555 م بمرض الطاعون الذي انتشر في كربلاء آنذاك واستفحل داؤه ودفن إلى جانب مرقد الدرويش عبد المؤمن دده شيخ الطريقة البكتاشيه مقابل باب قبلة سيدنا الحسين عليه السلام في كربلاء واعقب ولده الشاعر فضلي .
فضلي بن فضولي

كان أحد أفاضل الادباء في أواخر القرن العاشر الهجري ، ترعوع في أحضان الفضل والأدب ، وكان أديباً رقيق الطبع ، مليح السبك ، عذب اللفظ ، برع في النظم بالتركية والفارسية والعربية ، لقبه معاصره روحي البغدادي ( مؤرخ الكون ). وذكره عباس العزاوي قائلاً : فضلي هذا ابن سابقه ونعته عهدي البغدادي بقوله صافي الذهن مستقيم الذكاء والطبع ، لايزال مشغولاً في علوم الظاهر معتزلاً في زاوية بقناعة تامة أخذ بنواحي الشعر في اللغات الثلاث

(1) مطلع الاعتقاد ( باكو 1958 م ) مصدر الكتاب حميد أرسلي .
(2) معارف الرجال / محمد حرز الدين ج 2 ص 212 .
تراث كربلاء 249

وله مهارة في المعمى ، وقدرة معجزة التواريخ ، وأبيات عشقية فريدة جاذبة آخذة بمجامع القلوب ، وأورد له أمثلة لا محل لإيرادها . والمفهوم انه لا يزال حياً عند تحرير التذكرة ( كلشن شعراء ) ومن تذكرة عهدي البغدادي وتاريخ بناء الجامع ( كذا ) المرادية سنة 978 هـ انه لا يزال حياً إلى هذه السنة والملحوظ انه بقي إلى ما بعد وفاة عهدي البغدادي . والتراجم قليلة في بيان أحواله ، وقد تحرينا مراجع عديدة فلم نظفر ببغية في تاريخ وفاته (1).
ويغلب على الظن ان الشاعر فضلي مات بعد سنة 1014 هـ (2) ، ودفن مع والده في مقبرة الدرويش عبد المؤمن دده .


كلامي ( جهان دده )

وهو أحد أدباء هذا القرن ، شاعر متصوف عرف بفصاحة اللسان وبلاغة المنطق عاصر جمعاً من أدباء المتصوفة كروحي البغدادي ومحيطي وفضولي وفضلي ، وبرع في النظم بالتركية والفارسية والعربية . كان في الخانقاه التي تعرف بـ ( تكية البكتاشية ) ، ذكره عباس العزاوي قائلاً : كلامي كربلائي شاعر صوفي كان في الخانقاه في مشهد الحسين ( رض ) نزعت نفسه إلى العالم ومشاهدة الأقطار يعرف بـ ( جهان دده ) (3) .
ورأيت في بعض الوثائق الرسمية الكربلائية ختمه باسم ( كليم جهان دده المؤرخ سنة 1006 هـ ) .
ومهما يكن من أمر فقد كان كلامي من أعلام الفكر وأرباب البيان .

(1) تاريخ العراق بين احتلالين / عباس العزاوي ج 4 ص 103 .
(2) فضولي البغدادي / للدكتور حسين علي محفوظ ص 38 .
(3) تاريخ العراق بين احتلالين / عباس العزاوي ج 4 ص 137 .
تراث كربلاء 250

السيد ولي الحسيني الحائري

فاضل جليل خلدته آثاره ، وهو من أهل القرن العاشر الهجري الذين لمع ذكرهم في سماء الفكر . ذكره شيخنا صاحب الذريعة بقوله : السيد ولي بن السيد نعمة الله الحسيني الرضوي الحائري صاحب كتاب كنز الطالب فرغ منه سنة 981 هـ وله أيضاً مجمع البحرين ومنهاج الحق وتحفة الملوك المصرح فيه بأنه مجاور الحائر . نسخة منه عند المولى حسن يوسف بكربلاء . كما صرح بمجاورته أيضاً في كتابه مصباح الزائرين في فضل زيارة خامس آل العبا بالفارسية ، وقد ألفه باسم الشاه طهماسب ، وترجمه في الآمل وقال كان عالماً فاضلاً صالحاً محدثاً ولم يذكر عصره وله أيضاً درر الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ينقل عنه المير محمد أشرف في فضائل السادات ومؤلف الدمعة الساكبة (1) . وذكره صاحب كتاب ( ريحانة الأدب ) فقال : السيد ولي بن السيد نعمة الله الحسيني الرضوي الحائري عالم محدث صالح وهو من الامامية المتأخرين كان من معاصري الشيخ حسين والد الشيخ البهائي والشهيد الثاني له مؤلفات دينية نافعة كثيـرة ذكـرها صاحـب الذريعـة (2) .


السيد عبد الحسين بن مساعد

ذكره صاحب ( الذريعة ) بقوله : السيد عبد الحسين بن مساعد بن حسن بن علي بن حسن بن طوغان الحسيني الحائري كتب بخطه شرح مختصر العضدي وفرغ منه في الخميس رابع شهر رمضان 991 هـ في مكتبة المرحوم الشيخ علي كاشف الغطاء (3) .

(1) احياء الدائر في مآثر القرن العاشر / للشيخ آغا بزرك الطهراني ( مخطوط ) ص 326 .
(2) ريحانة الأدب / للشيخ محمد علي التبريزي ج 1 ص 311 .
(3) احياء الدائر ( مخطوط ) ص 171 .
تراث كربلاء 251

المولى محمد قاسم الكربلائي

المولى محمد قاسم بن تقي بن محمد الكربلائي كتب بخطه منتقى الجمان لصاحب المعالم وفرغ من الكتابة عصر نهار السبت السابع والعشرين من شعبان سنة 1308 وقابله وصححه عن نسخة خط المصنف (1) .

القرن الحادي عشر الهجري
المولى شمس الدين الشيرازي

ذكره صاحب الذريعة قائلاً : المولى شمس الدين الشيرازي المتوفى بالري سنة 1035 قرأ عليه ولده المولى القاضي محمد شريف المتخلص بكاشف العلوم الأدبية والمنطق والكلام يظهر من كتاب ولده الموسوم بـ ( خزان وبهار ) ان والده صاحب الترجمة كان مجاوراً كربلاء في حدود سنة 1000 هـ فهاجر إلى أصفهان سنة 1006 هـ ثم إلى مشهد الرضا عليه السلام سنة 1010 هـ وبعد ثمانية أشهر رجع إلى أصفهان ، وفي سنة 1029 هـ ذهـب إلـى الري وبهـا توفي سنـة 1035 هـ (2) .
محمد شريف كاشف

ذكره سيدنا المحسن الأمين فقال : المولى القاضي محمد شريف المتخلص بكاشف ابن شمس الدين الشيرازي الأصل الكربلائي المولد . ولد في حدود سنة 1001 هـ بكربلاء ووالده من شيراز وهاجر والده من كربلاء إلى أصفهان سنة 1006 هـ وهو ابن خمس سنين وتشرف معه بمشهد الرضا للزيارة سنة 1010 هـ ورجع إلى

(1) احياء الدائر ( مخطوط ) ص 123 .
(2) الروضة النضرة في علماء المائة الحادية عشرة / للشيخ آغا بزرك الطهراني ( مخطوط ) ص 70 .
تراث كربلاء 252

أصفهان ، وفي سنة 1029 هـ ذهب والده إلى الري وتوفى بها سنة 1035 قرأ على والده الأدبيات والمنطق والكلام وتولى القضاء من قبل السلطان بأصفهان وحدث عن نفسه ان له خمس عشرة سنة منصوباً للقضاء له من المصنفات ( خزان وبهار ) في الأخلاق والفرج بعد الشدة مرتب بعد المقدمة على أربعة عشر أساساً ، الصبر ، الرحم ، الأدب ، الطهارة ، العبادة ، اللطف ، اليقين ، العلم ، النصرة ، المروءة ، السخاء ، الكرامة ، الهدية . وفي طي كل فيها يذكر حكايات عجيبة وله السراج المنير ، والدرة المكنونة وحواس الباطن ومنشآت متفرقة ومن منظوماته ليلى ومجنون ، هفت بيكر ، عباس نامه ، الغزليات ، القصائد ، الرباعيات ، القطعة ، التركيب ، الترجيع (1) .
وذكره عمر رضا كحالة قائلاً : محمد شريـف كاشـف الشيرازي الكربلائـي ( 1001 هـ ـ 000 ) ( 1593 م ـ 000 ) من القضاء أصله من شيراز ولد بكربلاء قرأ على والده الأدب والمنطق والكلام تولى القضاء من قبل السلطان بأصفهان من مصنفاته الفرج بعد الشدة ، السراج المنير ، الدرة المكنونة ، حواس الباطن (2) .
السيد علي الحسيني

السيد علي بن الحسين بن مساعد الحسيني الحائري النسابة قال المولى محمد كاظم الشريف النجفي في حاشية عمدة الطالب : اني رأيت مشجرة نسب السيد ربيع الحائري الذي عمله في سنة 1019 وعليه شهادة صاحب الترجمة بخطه وكذا شهادة السيد مساعد بن محمد الحسيني كما يأتي ومر في ( احياء الداثر ) السيد حسين بن مساعد الحسيني (3) .

(1) أعيان الشيعة / للسيد محسن الأمين ج 45 ص 222 .
(2) معجم المؤلفين / عمر رضا كحالة ج 10 ص 67 .
(3) الروضة النضرة / الشيخ آغا بزرك الطهراني ( مخطوط ) ص 108 .
تراث كربلاء 253

السيد حسين الحسيني

السيد حسين بن الحسن العسكري الحسيني الحائري رأيت بخطه الدروس للشهيد كتبه السنة السادسة والعشرين بعد الألف في خزانة الحاج علي محمد النجف آبادي قال في آخره : وقد فرغ من تسويد هذا الكتاب اللطيف الشائق جامع اثمار الفوائد من أنواع الحدائق المنسوب إلى المظلوم الشهيد الذي ذمه فائق على ملأ ذوي الفضل المتقدم واللاحق العبد المذنب المسرف الراجي رحمة ربه الغني حسين بن حسن العسكري الحسيني الكربلائي في العشر الآخر من شهر ربيع الأول سنة ست وعشرين والف عليه تصحيحات بخطه يظهر منها انه من أهل النور والاطلاع وعليه حواشي رمزها م ح ق مد ظله العالي (1) .


الشيخ عباس البلاغي

الشيخ عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي العاملي والد الشيخ حسن الذي له كتاب تنقيح المقال وقد ترجم فيـه جده الشيـخ محمد علـي المتوفـي سنة 1000 هـ (2) . الخ . ووالد المترجم له فاضل جليل له احاطة بكثير من العلوم وهو صاحب كتاب ( شرح الكافي ) ، وأرخ وفاته الشيخ محمد السماوي بقوله :
كذا البلاغـي محمـد العلي وشارح الكافي بشـرح منجـل
أغمد إذ كان حساماً منتضى بروضه فارخوا ( سيف مضى )

1000 هـ

أما نجله الشيخ عباس فقد اقتفى أثر والده في تتبع العلوم ، والارتشاف من مناهل المعرفة .

(1) الروضة النضرة ( مخطوط ) ص 43 .
(2) الروضة النضرة ( مخطوط ) ص 78 .
تراث كربلاء 254

السيد مساعد بن محمد الحسيني

السيد مساعد بن محمد الحسيني العالم النسابة كتب شهادة صحة نسب السيد ربيع الحائري في سنة 1019 هـ كما ذكره المولى محمد كاظم الشريف النجفي في حاشية عمدة الطالب قال رأيت المشجر الذي عليه شهادته في الحائر سنة 1166 هـ عند السيد عباس بن حسين من أحفاد السيد ربيع وكتب الشهادة أيضاً معاصره السيد علي بن عبد الحسين بن مساعد (1) .


السيد طعمة علم الدين الحائري
كان حياً سنة 1025 هـ / 1616 م

هو السيد طعمة ( الثالث ) نقيب الاشراف بن السيد علم الدين بن السيد طعمة ( الثاني ) بن السيد شرف الدين نقيب الاشراف بن السيد طعمة كمال الدين ( الأول ) من آل فائز الموسوي الحائري(2) .
كان السيد طعمة علم الدين هذا حياً سنة 1025 هـ في أيام السلطان مراد بن السلطان سليم بن السلطان سليمان القانوني ( 1012 هـ ـ 1026 هـ ) وقد شهد احتلال الشاه عباس الصفوي الأول لمدينة بغداد سنة 1033 هـ . ولاشك انه كان من العلماء المتضلعين في المشهد الحسيني ولم نعثر خلال دراستنا لكتب التراجم والسير على ترجمة وافية تشفي الصدور وتنقع غليل القارئ ، غير ان الشيخ أحمد بن الشيخ علي النحوي العالم المبرز في وقته سجل شهادته في وقفية ( فدان السادة ) التي أوقفها السيد طعمة علم الدين المذكور على أولاده الذكور سنة 1025 هـ ، المقاطعة الواقعة في ضاحية حي العباس اليوم شمالي كربلاء على بعد كيلو مترين . وكان صاحب الترجمة رئيساً مطاعاً ، يعد من أشهر أعيان

(1) الروضة النضرة ( مخطوط ) ص 156 .
(2) الروضة النضرة ( مخطوط ) ص 135 .
تراث كربلاء 255

وملاكي كربلاء في عصره ، وكان مرجعاً لحل الكثير من القضايا العشائرية ، يقصده الناس من كل صقع ومكان ، فكانت له سطوة وجلالة بالحائر الشريف ، وكانت له بها ضياع وبساتين وعقارات . وإليه ينتسب السادة آل طعمة في كربلاء التي يبلغ تعداد نفوسها زهاء خمسمائة نسمة من الذكور ، وكانت تعرف خلال القرون الغابرة بقبيلة ( آل فائز ) .
لم نعثر على تاريخ مولده ، أما تاريخ وفاته فالظاهر أنها بعد عام 1043 هـ إستناداً لتوقيع نجله المرحوم السيد نعمة الله في وقفية مؤرخة في شهر ذي القعدة الخامس والأربعون بعد الألف ، ومنه تسلسلت اليوم إلى إلى عدة أفخاذ هي : 1ـ آل السيد وهاب . 2ـ آل السيد مصطفى . 3ـ آل السيد درويش . 4ـ آل السيد جواد . 5ـ آل السيد محمد ( ويعرف عقبه ببيت الشروفي ).


الشيخ محفوظ السعدي

الشيخ محفوظ بن بدر بن عبد الله بن محفوظ السعدي الكربلائي كتب بخطه من لا يحضر وفرغ من جزئه الأول سنة 1053 هـ وفرغ من تمامه نهار الأربعاء من شهر ربيع الآخر سنة 1055 هـ وعليه تصحيحاته وآثار قرائته على المشايخ (1).


السيد علي بن محمد الكربلائي

السيد علي بن محمد الكربلائي الموسوي يكنى أبا الحسين كان حياً سنة 1094 هـ أحد أدباء كربلاء في القرن الحادي عشر ولد سنة 1094 كان يراسل السيد علي خان (2) .

(1) الروضة النضرة ( مخطوط ) ص 131 .
(2) أعيان الشيعة / للسيد محسن الأمين ج 42 ص 33 .
تراث كربلاء 256

القرن الثاني عشرالهجري
السيد نصر الله الحائري

من أبرز اعلام العراق في القرن الثاني عشر الهجري ، فهو علم شامخ من اعلام الفكر الاسلامي ، وجهبذ فذ له احاطة شاملة بكثير من العلوم العقلية والنقلية .
استهل دراسته العلمية والأدبية على لفيف من فضلاء عصره ، كما أخذ العلم عنه جماعة كثيرة من أهل الفضل ، لذا يعرف بمدرس الطف تارة ومدرس الروضة الحسينية تارة أخرى ، ويكنى بالفائزي نسبة إلى قبيلته العلوية العريقة المعروفة قديماً بآل فائز . فهو السيد نصرالله بن الحسين بن علي الحسيني الموسوي الفائزي الحائري المنتهى نسباً بالسيد ابراهيم المجاب ابن السيد محمد العابد ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام الذي استشهد في اسطنبول سنة 1168 هـ كما في كثير من المراجع . وفي رواية أخرى عام 1158 هـ كما ينص علـى ذلك الشيـخ محمـد السمـاوي بقوله (1) :
وكالشهيـد ذي العـلا والجاه مـدرس الحـائـر نصـرالله
نجل الحسين الفائزي المنتمى فكم وكم مـن المـراثـي نظما
جاهد في نقص الثلاث مفردا فأرخوا ( اشتشهد ناصر الهدى )

ذكره السيد محسن الأمين فقال : السيد أبو الفتح عز الدين نصر الله بن الحسين ابن علي الحائري الموسوي الفائزي المدرس في الروضة الحسينية المعروف بالمدرس وفي كلام عبد الله السويدي البغدادي انه يعرف بابن قطه وكذا في نشوة السلافة وفاته : استشهد بقسطنطينية على التشيع سنة 1555 أو 53 عن عمر يقارب الخمسين . نسبته : ( للفائزي ) نسبة إلى عشيرته ويسمون آل فائز أو آل أبي الفائز وفيهم يقول المترجم من قصيدة يرثي والدته :

(1) مجالي اللطف بأرض الطف / للشيخ محمد السماوي ص 76 .
تراث كربلاء 257

كيف لاوهي آل أبي الفائز من هديهـم بـه الاقتـداء
معشر شاد مجدهم وعلاهم سيد المرسلين والأوصيـاء
سادة قـادة كـرام عظـام علمـاء أئمـة نـقـبـاء
لهم أوجـه تنيـر الدياجي ما أظلت نظيرها الخضراء
لست تلقى سواهم قط قطباً إن أدارت أرجاءها الهيجاء

و( الحائري ) نسبة إلى الحائر الحسيني وهو كربلاء فانها تسمى بالحائر (1) ... الخ .
قام بجمع ديوان السيد نصر الله تلميذه الشاعر السيد حسين بن مير رشيد بن قاسم الرضوي الحائري المتوفى سنة 1170 هـ وكتب مقدمته ، يضم الديوان طائفة من القصائد والمقطعات تناول فيها موضوعات هامة كثيرة واختتم بالبنود . وطبع الديوان ( سنة 1373 هـ / 1954 م ) . قال من قصيدة يتفجع فيها للحسين عليه السلام وأولها :
يا بـدوراً لم تـرض أفـق السماء كيف غيبت في ثرى كربلاء
ياشموساً في التراب غارت وكانت تبهر الخلق بالسنـا والسناء
يا جبـالاً شواهـقـاً للمعـالـي كيف وارتك تربـة الغبراء
يابحاراً في عرصـة الطف جفت بعدما أورت الورى بالعطاء

ومنها قوله :
آه لايطفـئ البكـاء غلـيـلـي ولو اني أغتـرفت من دأماء (2)
كيف يطغي والسبط نصب لعيني وهو في كربـة وفرط عناء
لست أنسـاه في الطفوف فريداً بعد قتل الأصحاب والأقرباء

(1) أعيان الشيعة / السيد محسن الأمين ج 49 / ص 147 ـ 166 .
(2) الدأماء : البحر ، كل ما يغمر الانسان ويغطيه من ماء وغيره .

السابق السابق الفهرس التالي التالي