تراث كربلاء 383

البلد وكم واحد . فالسيد صالح نفوه إلى كركوك وترجاه قونصلوص الإنكليز وابن الزعفراني بقي اياماً قلائل في بغداد وتمرض بالدق ومات . وبعضهم عفا عنهم الوزير محمد نجيب باشا وجعل عليهم والياً واحداً (1) .
ان المؤرخ عباس العزاوي قد أخطاً الظن في ذكر السيد صالح الداماد فهو أحد العلماء والأعلام يتبعه عدد غفير من المقلدين ، وقد بذل جهوداً كبيرة في مساعدة أهالي كربلاء ، إذ وزع عليهم نصف أمواله ، والى ذلك يشير الشاعر الشعبي بالاهزوجة الشعبية :
مات الشرمات وأحياها الداماد

ويقدم لنا الدكتور عبد العزيز نوار إحصائية بعدد القتلى مع تحديد أجناسهم في تقرير مؤرخ في 15 مايو 1843 فيقول : جاء في تقرير ( فارن ) ان القتلى لا يزيدون على خمسة آلاف منهم ثلاثة آلاف داخل المدينة معظمهم من العرب لا من الفرس ، وإن آلافاً من الفرس فروا من المدينة قبل اقتحام القوات العثمانية لها . وأما من قتل من الهنود فكانوا ثلاثة من مملكة أود وفقد حوالي 20 ـ 30 من البنجابيين ومن أهل كشمير . واكد ( فارن ) أنه لم يقتل من الرعايا الروس في هذه المعارك سوى شخص واحد بعكس ما قيل من قبل من أن عدداً من هؤلاء لقي حتفه خلال الصراع . أما المبعوث العثماني فقدر القتلى في المدينة بحوالي 250 قتيلاً منهم 150 فارسياً بينما خسر العثمانيون 400 قتيل و 200 جريح وتكشف لنا المقارنة بين الإحصائيات التي قدمها كل من ( فارن ) الانجليزي ونامق العثماني ان كلاً منهما قدم إحصاءات تخدم مصالح بلاده . ففارن ينفي وقوع قتلى روس إلا في حالة واحدة ونامق يقول ان القتلى والجرحى العثمانيين يفوقون في عددهم عن الفرس . وعلى أي حال استتب الأمر للحكومة العثمانية منذ حملة نجيب باشا على المدينة برغم الاحتجاجات الإيرانية : كما أدت سيطرة قوات الحكومة على

(1) تاريخ العراق بين احتلالين / لعباس العزاوي ج 7 ص 66 و 67 .
تراث كربلاء 384

كربلاء إلى سيطرتها على النجف (1) .
ولعل من الضروري أن نشير إلى أن الوزير محمد نجيب باشا قد حاصر كربلاء 23 يوماً ، وللتأكيد على ذلك اني وجدت على ظهر مجموعة ( الأدعية والزيارات ) بخط الشيخ جواد الشيخ راضي آل سلطان وهو ممن شاهد حادثة نجيب باشا في كربلاء فقال ما نصه : ( نزل الوزير الأعظم سعد الله باشا بالعساكر المنصورة وعمدوا على حصار القصبة المشرفة يوم الثلاثاء سادس عشر ذي القعدة الحرام من شهور سنة 1258 هـ وقع الحرب يوم الجمعة تاسع عشر ذي القعدة أيضاً وفتحت القصبة يوم الجمعة أيضاً حادي عشر ذي الحجة من شهور سنة 1258 هـ واستمرت الحرب اثنين وعشرين يوماً ليلاً ونهاراً والله أعلم (2) .
وبعد إخماد هذه الثورة انبرى عدد غير قليل من الشعراء إلى مدح الوالي نجيب باشا وتهنئته بهذا الانتصار الذي أحرزه ، ومن اولئك الشاعر عبد الباقي العمري إذ قال :
مهـدت بالهنـدي يـوم كربلا هندية فاندرست مجـاريا
وقد تركت الرفض فيها ضفدعاً جفت سواقيه فمات صاديا (3)

ومنهم الشاعر عبد الغفار الأخرس إذ قال :
وكر البلا في كربلاء فأصبحت مواقف للبلوى ووقفاً على الضر
غداة أبيدت مفسدي أهل كربلا وكرت مواضيـه بهـا أيما كر (4)

ونتيجة للاضطهاد والتعسف الذي لقيه أهالي المدينة المقدسة من قتل وسلب

(1) تاريخ العراق الحديث / د . عبد العزيز نوار ص 92 و 93 .
(2) الأدعية والزيارات / للشيخ جواد آل سلطان ( مخطوط لدى أفراد اسرته في كربلاء ) .
(3) الترياق الفاروقي / عبد الباقي العمري ( الطبعة الثانية النجف 1384 / 1964 ) ص 240
(4) الطراز الأنفس في شعر الأخرس ( أستامبول 1304 ) مطبعة الشركة المرتبية ص 168
تراث كربلاء 385

وتشريد وسبي ، هجر المدينة كثير من الأغراب من كانوا يخشون وقوع اعتداءات أخرى . وقد دونت تفاصيل هذه الحادثة في مصادر كثيرة منها كتاب العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية ) تأليف الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء كتب بخط مؤلفه سنة 1310 هـ وهو من محتويات مكتبة آل كاشف الغطاء برقم 829 وكتاب ( السلاسل الذهبية ) للسيد محمد صادق آل بحر العلوم وغيرها .
حركة علي هدلة

كان علي هدلة صاحب مقهى مجاورة إلى سور المدينة ، وكان مأمورو الحكومة الذين يجبون الضرائب على المخضرات ، يقفون بالقرب من مقهاه لإستيفاء الرسوم من الفلاحين ، فأخذ أحد هؤلاء يفتش أمرأة ظناً منه بأنها تخبئ المخضرات في ثيابها ، فصرخت واستنجدت بأهل المدينة مستثيرة حميتهم ، فلم يطق علي هدلة ولازبائنه الجالسون في المقهى صبراً على تعيير المرأة له لسكوتهم على ما فعل مأمور الحكومة معها ، فقررو إعلان العصيان على الحكومة .
كان ذلك في 3 ربيع الأول من سنة 1293 هـ ، حيث قاد علي هدلة جماعة من المناوئين وحرضهم على مقاومة الحكومة . وكانت أفكار الأهالي مستعدة لتقبل أي حركة تقوم ضد السلطة . وكانت هذه العصابة تتألف من 150 شخصاً يقومون بحرب العصابات بقيادة الشخص المذكور ، واصطدمت بالجيش العثماني في مواقع متعددة دحرته ، حتى رن صداها في الاستانة وأقلق السلطان ، فأصدر إرادة سنية بإرسال جيش لهدم كربلاء وقتل أهلها ، وأناط قيادة الجيش بعاكف باشا ـ والي بغداد يومذاك ـ والمشير حسين فوزي . وعند وصوله الى كربلاء لم يجدوا اثراً للعصيان ، فأحجم والي بغداد عن تنفيذ الإرادة السنية وخالفه المشير حسين فوزي ، فرجعا للآستانة بالأمر . وبعد أخذ ورد صدر عفو عام ، ورحل الجيش التركي عن كربلاء ، بعد أن القوا القبض على موقدي الفتنة ،

تراث كربلاء 386

وفرضت أتاوة على أهل البلد لفترة من الزمن . وكان ممن اعتقل من رجالات كربلاء السيد جعفر آل ثابت والسيد محمد علي السيد عبد الوهاب آل طعمة والحاج محسن آل كمونة والسيد ابراهيم الأصفهاني وسجنوا في بغداد لمدة سنة كاملة في مكان يعرف بـ ( القشلة ) أو ( أوج قلعة ) ، ثم أطلق سراحهم بعد ذلك . وعندما تم الصلح بين اهالي المدينة والحكومة العثمانية قررت الحكومة غرامة على البلدة مقدارها ( الشامي ) (1) فاستاء لها نفوس البعض من الكسبة والفلاحين ، مما أدى إلى قيام ثورة أخرى في عام 1294 هـ بقيادة السيد مهدي الأشيقر .

حادثة الأشيقر وأبوهر

ومن ذيول الحادثة السابقة قيام السيد مهدي بن السيد علي بن السيد باقر الأشيقر وآل أبو هر مع زعيمهم الشيخ محمد علي بن سلطان أبو هر بالخروج من كربلاء استنكاراً لتسليم ـ علي هدلة ـ فلما قارب المذكور ـ قنطرة الحديبة ـ على نهر الحسينية تلقاه الجيش العثماني فأردوه قتيلاً وأخذوا برأسه على الحربة وطافوا به في أسواق المدينة ليكون عبرة لمن حاول أن يخرج ثانية على الحكومة
ولما رأى السيد مهدي الأشيقر وهو من زمرة الثائرين ضد الحكومة ذلك الحادث اغتاظ وثارت نفسه فترك كربلاء ناجياً برأسه إلى إيران ومنها إلى ـ قفقاسيا ـ ومات هناك ونقل جثمانه إلى كربلاء (2) ، كان ذلك في سنة 1294 هـ .

(1) وتعرف عند عامة الناس ( البيشلغ ) ومقدارها عشرة قروش تركية أي ما يساوي اليوم 75 فلساً عراقياً تقريباً .
(2) استقيت بعض خطوط هذه الحادثة من ضبط منظم برقم 102 ومؤرخ 7 ذي الحجة سنة 1295 هـ من قبل ديوان التمييز بشأن حادثة علي هدلة وثورة السيد مهدي الأشيقر في كربلاء ( 1291 هـ ـ 1295 هـ ) ترجمها من اللغة التركية عزيز سامي الخطابي .
تراث كربلاء 387

اما علي هدلة فقد توسط له عند والي بغداد فأفرج عنه ، وأقام عند السيدة ـ تاج دار باهو ـ الأميرة الهندية الحسناء يحرس دارها .
وعلى أثر ثورتي علي هدلة والأشيقر وأبو هر ـ تخاصم أهالي كربلاء إلى فريقين فريق كان يناصر الثوار ضد الحكومة العثمانية ، وفريق يعاضد السلطة الحكومية واستتباب الأمن في المدينة ، الأمر الذي أدى إلى مقتل الزعيم الديني السيد أحمد بن السيد كاظم الرشتي سنة 1295 هـ وكان يوم مقتله مشهوداً .

وقعة الزهاوي للعجم

وهذه الحادثة تعرف بواقعة ( شهداء عرصة كربلاء ) وقد حدثت سنة 1324 هـ . فرضت السلطات العثمانية بعض الضرائب على الجاليات الأجنبية القاطنة كربلاء ، ولما كانت الحكومة العثمانية لها معاهدات مع الحكومة البريطانية وروسيا القيصرية ، لهذا استثنت رعايا هاتين الدولتين وطبقتها على الجالية الإيرانية . ولما بلغت الجالية الإيرانية بهذا الأمر ، رفضت الاطاعة وأعلنت العصيان ، فالتجأت إلى القنصلية البريطانية في كربلاء ـ آنذاك ـ مطالبين منحهم الجنسية البريطانية ، فلم يلب القنصل البريطاني طلبهم وخرجوا إلى محلة العباسية الشرقية ونصبوا خيامهم حول القنصلية المذكورة معلنين احتجاجهم على هذا التصرف من قبل السلطة العثمانية ، وكان المتصرف العثماني آنذاك ـ رشيد باشا الزهاوي ـ فقد وسط هذا كبار العلماء لاسداء النصح لاولئك العصاة ، فلم يرعووا واستمروا على عصيانهم فأمهلوا أياماً ليرتدعوا حتى بلغ السيل الزبى ، واستعدت السلطات العثمانية لانزال ضربة قاضية بهم . وكانت الحادثة في صباح يوم السبت 8 رمضان سنة 1324 هـ / 1903 م حيث هجمت عساكر العثمانيين عليهم مع أذان الفجر وعملوا فيهم السيف ، مما نجم عن مقتل اثنين وتسعين قتيلاً ، وفر الباقون (1) . وكانت مادة تاريخ هذا الحادثة هو

(1) الذين سقطوا في صميم المعركة 9 أشخاص ، وكان الباقون جرحى حملوا سراً إلى دورهم ، حيث قضوا نحبهم تدريجياً لعدم وجود وسائل طبية حديثة .
تراث كربلاء 388

( شهداء عرصة كربلاء ) . ومما يذكر بهذا الصدد أن الوالي مجيد بك قد عزل بسبب الحادثة ذاتها ، كما ينص على ذلك البحاثة عباس العزاوي بقوله : وكان سبب عزله حركة كربلاء حين وجه رشيد باشا ابن الاستاذ محمد فيض الزهاوي وكيل المتصرف فوقع القتال بين العجم وبين الجند بسبب أخذ الرسوم . وعندي رسالة خطية باللغة الفارسية في تفصيل هذه الواقعة (1) .
وللشاعر الكربلائي محمد حسن أبو المحاسن قصيدة يرثي بها شهداء هذه الواقعة فيقول :
بالله سل عصبة بالـفـرس قد فتكت باي جـرم دماء القـوم قـد سفكت
فرت من الظلـم اشفـاقـاً فكـان لها سفك الدماء جـزاء ان دعت وشكت
لـم ينـقـمـوا منهـم إلا ولاءهـم وحبهم عثرة قـد قدسـت و زكـت
طلـت دمـاء أراقتـهـا سيـوفهـم كأنه يـوم تشريـق و قـد نسكـت
قرت عيون العدى واستضحكت فرحاً فسـوف تبكي طويلاً بعد ما ضحكت
ياغيـرة الـدين والشـرع اثأري بهم و أطفـأي نار حزن في القلوب ذكت
لهفي لهـم وبنـات الـرعد تمطرهم بنادقـاً بسمـام المـوت قـد سبكت
قـاد الـغـوي لـهـم جنـداً مؤلفة من كل مارقـة فـي قتلهـا اشتركت
فغـودرت منهـم قتلـى مطـوحـة فوق الثرى برحى الهيجاء قد عركت
عاريـن قـد سلبـوا منهـم ثيـابهم ويـح اللئام فما تبقـى إذا ملـكـت (2)

كما رثى شهداء هذا الحادث الشيخ يعقوب الحاج جعفر بقصيدتين (3) وألفت منظومة بالفارسية باسم ( حزن الشيعة ) للشيخ نظر علي الكرماني الخطيب

(1) تاريخ العراق بين احتلالين / عباس العزاوي ج 8 ص 152 .
(2) ديوان أبي المحاسن الكربلائي / ص 169 .
(3) ديوان الشيخ يعقوب الحاج جعفر ( 1270 ـ 1329 هـ ) ص 140 و 146 .
تراث كربلاء 389

الكربلائي المتوفى سنة 1348 هـ وفيها تفاصيل هذا الحادث .

تجمهر وطني في كربلاء

في سنة 1330 هـ / 1912 م انتشر خبر اعلان حرب الجبل الأسود للدولة العلية ، تجمهر سكان كربلاء في سلخ شوال في صحن الحسين (عليه السلام ) واشترك معهم جم غفير من مسلحي النواحي المجاورة واظهروا تحمساً عظيماً في هذا الخصوص (1) .
حدثني شاهد عيان فقال : وعند ذلك ارتقى المنصة الشاعر الكربلائي الحاج عبد المهدي آل حافظ وألقى خطبة بليغة باللغة العربية والكردية وحث الجماهير على الجهاد ضد الصريبيين احتجاجاَ لهجومهم على مفارز العثمانيين . وجاء المجاهدون الأكراد من حاشية الشيخ محمود كاكا أحمد مع 200 فارس ودخلوا صحن الحسين عليه السلام متظاهرين معلنين التذمر من حكومة الصرب .

حادثة نصف شعبان

عندما ضعفت الحكومة العثمانية في أواخر أيامها ، حتى أطلق عليها اسم ـ الرجل المريض ـ وصارت تتبع سياية التتريك لسائر القوميات التي تحكمها ، فأبى العرب أن يخضعوا لها ـ وزاد على هذا السبب سبب آخر هو دخول هذه الدولة المنهارة الحرب بجانب المانيا ضد الحلفاء عام 1914 م ، مما أجبرها على اعلان النفير العام وتجنيد كافة الشباب في الجيش استعداداً لخوض الحرب ، ولكن أبناء كربلاء أخذوا يفرون من الجيش ويختفون في البساتين عن أعين (الجمدرمة) . وتجمهر عدد غفير منهم وهاجموا ذات ليلة ـ مخفر الحسينية ـ وأطلقوا الرصاص على من كان فيه ، وقتل المستحفظ ـ وهو كاظمي الأصل ـ

(1) مجلة ( لغة العرب ) ج 5 ذو القعدة وذو الحجة سنة 1330 هـ تشرين الثاني من السنة الثانية مجلد 2.
تراث كربلاء 390

وشيع جثمانه ، واستمر المهاجمون حتى دخلوا البلدة ، واجتمعوا في دار السيد قاسم السيد أحمد الرشتي ، وأعلنت الحكومة العفو عن المشاغبين والفارين من الجيش ، وكان العفو هذا ظاهرياً وتهدئة للحالة .
وحين أحس الأهلون بضعف الحكومة أخذوا يعقدون الاجتماعات ويأتمرون المؤتمرات وينوون باعلان العصيان على الحكومة وطردها من البلد بمساعدة أهالي النجف ، وكان لهم ما أرادوا في ليلة النصف من شعبان سنة 1333 هـ ، حيث هاجمت جماهير غفيرة من الناس والعشائر والفارين من الجيش ، دور الحكومة والمستشفى الحسيني وثكنة الجند وثكنة الخيالة الجندرمة ، وأحرقوا بلدية كربلاء ، وأخرجوا المسجونين . وكان خداده السقاء ـ وهو شخص كردي ـ قد أطلق سراح المسجونين في محلة العباسية . وانتهت الحادثة بطرد الحكومة واستيلاء الثوار على البلدة .

حادثة حمزة بك

وفي سنة 1334 هـ / 1915 م توسط العلماء والاشراف بارجاع الحكومة ، وكان الحاج عبد المهدي الحافظ وسيطاً بين الأهلين والحكومة . فعادت الحكومة وليس لها حول ولا قول ، أي أنها مشلولة الساعد ، وعينت متصرفاً اسمه (حمزة بك) وهو كردي الأصل ، فتقوت الحكومة وجلبت جيشاً من بغداد بقيادة (دله علي) . وكان رئيس الخيالة ( ثريا بك ) ، فاستعدت الحكومة للقتال مع الأهلين ، وانقسمت المدينة إلى قسمين ، وبعد جهد جهيد تمكن العلماء والأشراف من إرجاع المياه إلى مجاريها الطبيعية وإعادة السكينة إلى البلدة ، فرجع الموظفون العثمانيون لإدارة شؤون المدينة ، فأرسل إلى كربلاء متصرفاً اسمه( أسعد رؤوف ) وبقي هذا يدير شؤون البلد حتى سقوط بغداد . وكان من رؤساء هذه الحادثة الشيخ فخري كمونة المتوفى سنة 1357 هـ وعبد الرحمن آل عواد وعبد الجليل آل عواد .

تراث كربلاء 391

وقد عين الشيخ فخري كمونة قائمقاماً للبلد (1) من قبل الانكليز ، وأخذ هذا يستبد بالامور ولا يبالي برؤساء البلد . وفي هذه الفترة أطلق سراح الشيخ عبد الكريم آل عواد من سجن بغداد ، فجمع رؤساء الأطراف وقام بتصفية الامور وسيطرعلى المدينة .
أما الشيخ فخري وأخوه الشيخ محمد علي كمونة فقد أسرهما الانكليز ونفتهما إلى الهند لأسباب منها : تهريبهم الطعام لتموين الجيوش التركية التي كانت مخيمة في عانة والرمادي ، حيث كان ذلك أمراً مخلاً بالانكليز . كما ان السلطة البريطانية قبضت على رجال آخرين كرشيد المسرهد من رؤساء المسعود وشعلان العيفان رئيس عشيرة القوام وابراهيم أبو والده ونفتهم إلى الهند . وحينذاك صفى الجو للانكليز ، فأرسل الميجر بولي إلى كربلاء كحاكم سياسي وشكل حكومة وإدارة (2).
ومن شهداء هذه الحادثة : عبود النصير وكريم مهدي آل غريب ومحمد علوان آل زنكي والحاج عبد آل زنكي والسيد علي السيد محمود آل طعمة ومعتوك المنكوشي وخضير جواد يونس الطهمازي ومرهون الوزني ومحمد الظاهر الوزني والحاج كاظم الحميري وناجي أبو والده ، ودهش المحمد الحاج ياس وعاشور العبد المنكوشي وحميدان جلعوط وخداده الكردي ومكي علو وحسين عبد الله وابراهيم ابن علي العواد السعدي وحسن بن سعد الفرحان وعبود الحدار وغيرهم .
وحدثني بشأن هذه الحادثة المرحوم السيد كاظم السيد مهدي النقيب فقال : « بعد نصف شعبان بتسعة أشهر تفاوض الوجوه والاشراف مع الافرارية

(1) في التقسيمات الادارية عينت ( الهندية ) مركز لواء ويحكمها القبطان هند الحاكم العسكري ، وأصبحت ( كربلاء ) قضاء تابعاً إلى الهندية
(2) بخصوص تفصيل الاحتلال البريطاني ونزاع آل كمونة وآل عواد ، راجع الفصل الأول من كتاب (كربلاء من التاريخ ) للمرحوم السيد عبد الرزاق الوهاب آل طعمة ص 7 ـ 22 .
تراث كربلاء 392

(اليرمازية ) وفي مقدمتهم السيد محمد مهدي بحر العلوم والحاج عبد المهدى الحافظ والسيد عبد الوهاب آل طعمة والسيد محسن النقيب والسيد حسين الددة وأخذوا يمنعونهم من دخول المدينة ، ويؤكدون بقاءهم في الخارج ، وكان الشيخان محمد علي وفخري كمونة يحثان الافرارية على دخول البلد كيما يوفقا بين مطاليب الحكومة والافرارية لعدم حدوث الاصطدام ، حتى أسفرت النتيجة عن تأزم الأحوال . فجاء الشيخ فخري حتى وصل ساحة المخيم وهو مثير الحركات ، وحدث اصطدام بين أهالي كربلاء وبين الحكومة فانحصر العسكر بالقلغ . أما حادثة القلغ فهي التي وقعت في اليوم الثاني من حادثة حمزة بك وترتبط بها ارتباطاً وثيقاً ، فقد أراد أهالي كربلاء احتلال القلغ الواقع في ساحة المخيم مجاور لدار السيد علي الواعظ ، فرموا انفسهم في داخله ، وكان الجندرمة يضربون من داخل القلغ ، وتكاثر الاهالي ولم يبالوا بالضحايا فاصطادوهم واسروهم واخذوا بنادق الجندرمة ، وبقي قسم من الجندرمة في ساحة البلدية ( الميدان ) وكانوا متحصنين يضربون الفارين ومنهم آل زنكي . وعندما بقي قسم من العسكر الذي احتل محلة العباسية ، أوعز الشيخ فخري كمونة لأهالي كربلاء فطيروا العلوة وفتحوا سدة عبد الواحد التي كانت تحافظ مدينة كربلاء من خطر المياه الآتية من سدة الهندية ، وفتحوا جميع الفروع المتشعبة في نهر الحسينية ( الهنيدية ) المجاور لمحلة العباسية الشرقية والغربية وفتحوا الماء فغرقت العباسية بكاملها حتى وصل إلى دار الحاج عبد الصراف وساحة البلوش ودار البلدية في الميدان . وكانت سفينة حمولتها 20 طغار تحمل من شارع أبي الفهد مارة بدور السيد محمد البزاز والسيد محمود الوهاب وتغادر كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى البصرة » .
ومجمل القول ان هذه الحادثة لا تقل فضاعة من الحوادث السابقة لو لم يستول الماء على الاماكن التي تحصن فيها الجنود ، فاضطروا للخروج منها .

حادثة خان الحماد

حدثت في 21 ذي الحجة سنة 1334 هـ بين أهالي كربلاء وبين الحواتم وهم

تراث كربلاء 393

فخذ من قبيلة ( بني حسن ) . فتطاحى الحواتم مع أهالي كربلاء الذين كانوا عائدين من زيارة النجف ، واشتدت الفتنة فيما بينهم لأسباب عشائرية ، واستعد الحواتم بتجهيز ما يزيد عن أربعمائة خيال مدججين بالعتاد لأخذ الثأر ، وكان الكربلائيون في غفلة ، ففتحت النار عليهم من قبل المحاربين ، فتشابك الجمعان وحمي وطيس المعركة ، حتى فر الكربلائيون مدحورين من قبل المحاربين . وكان عبد الجليل آل عواد ـ خارج خان الحماد ـ مع جماعة ، فاستعد للدفاع فقاوم الحركة واستطاع أن يخمدها بمعية رؤساء كربلاء . وقد نجم في هذه الحادثة عن مقتل نايف البرغش رئيس عشيرة السلالمة .

الثورة العراقية

كانت الحركة التحررية الاستقلالية التي طالبت بحق الحرية والجهاد سنة 1338 هـ الموافق سنة 1920 م ضد الاحتلال البريطاني ، صفحة ناصعة من صفحات العراق وبطولة نادرة أرخصت فيها الدماء الزكية ، فقدم العراقيون أنموذجاً من تفادي النفوس من أجل تحرير البلاد من ربقة الاستعمار البريطاني، وتأسيس الكيان العراقي والمساهمة في بناء المدنية والحضارة والإنسانية .
وكان أول ما اندلع لسان الثورة من مدينة كربلاء التاريخية الخالدة ، فقد اتخذت معقلاً للثوار ومربضاً للوطنيين الأحرار وقبلة لزعماء العراق ومطمحاً لأنظار المحاربين الثائرين على الظلم والاستبداد . وقد برهن العراقيون عامة ، والفراتيون خاصة أنهم جنود في ساحة القتال ، ولن يصبروا على ضيم ، فشهروا أسلحتهم ذائدين عن كرامتهم وحرياتهم المغتصبة .
وعندما شعر العراقيون بنوايا الاستعمار البريطاني الخبيثة وما عمدوا فيه من التنكيل والإرهاب ، تداولت الشخصيات الوطنية فيما بينها على أنهم قد استبدلوا الاستعمار العثماني بالاستعمار البريطاني ، وان جهود الملك حسين بن علي في الثورة العربية قد ذهبت أدراج الرياح ، وأحس زعماء القبائل الفراتية ما أحاق بهم وما

تراث كربلاء 394

لاقاه الناس في بعض المدن الفراتية من قسوة الحكام السياسيين الانكليز وعدم استجابة مطاليب العراقيين . فاتجه الكربلائيون خاصة الذين تحلوا بالرأي الحصيف والفكر المنور إلى التفكير في القضية الوطنية ، والعمل على تقوية هذه الروح في كربلاء، واشتاقت نفوسهم حينما عزم المرحوم آية الله الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي على التوجه إلى كربلاء لاتخاذها معقلاً للثورة ، فقصد كربلاء في يوم 18 صفر سنة 1336 هـ فكان استقبالاً حافلاً لم تشهد كربلاء من قبل (1) . وأخذت الاجتماعات تتوالى في أرجاء المدينة ومنها الاجتماع الذي عقده الميجر ( تيلر ) في سراي الحكومة ، دعا فيه رهطا من التجار والوجوه وأهل الرأي ، وأعرب فيه عن رغبة الحكومة البريطانية في أيفاء عهودها التي قطتعها للعرب عامة والعراقيين خاصة ، وطرح الأسئلة الثلاثة ـ موضوعة البحث ـ طالباً أبداء الرأي حولها ، فنهض السيد عبد الوهاب آل طعمة وقال : ان هذه الجمعية لا تمثل مدينة كربلاء تمثيلاً صحيحأ ، وان هنالك طبقات مختلفة يجب أن تستشار في هذا الموضوع ، وانه لابد من امهال المجتمعين ثلاثة أيام على الأقل ، للبحث في هذا الأمر الخطير وموافاة الحكومة بما يستقر الرأي عليه .
واستحسن الميجر تيلي هذا الرأي ، فأجل الإجتماع إلى المدة التي طلبها السيد المحترم ، وهي ثلاثة أيام ـ وشعر الوطنيون بروح خبيثة في البلاد ، وهي إشاعة عدم علم المرزا محمد تقي الشيرازي بحركات الوطنيين ، وأنه لم يوافق على هذا الإنتخاب. فتقدم الروحانيون بهذه الفتوى التي كانت الخطوة الأولى التي تقدم بها المخلصون إلى ساحة الجهاد ، وهذا نصها :
( ما يقول شيخنا وملاذنا حضرة حجة الإسلام والمسلمين آية الله في العالمين الشيخ مرزا محمد تقي الحائري الشيرازي متع الله المسلمين بطول بقائه ، في تكليفنا معاشر المسلمين بعد أن منحتنا الدولة المفخمة البريطانية العظمى حق انتخاب

(1) كربلاء في التاريخ / عبد الرزاق الوهاب آل طعمة ص 24 .
تراث كربلاء 395

أمير لنا نستظل بظله ونعيش تحت رايته ولوائه فهل يجوز لنا انتخاب غير المسلم للامارة والسلطنة علينا أم يجب علينا اختيار المسلم بينوا تؤجروا ).
فكتب العلامة الحائري في ذيل الاستفتاء هذا الجواب :
ليس لأحد من المسلمين أن ينتخب ويختار غير المسلم للامارة والسلطنة على المسلمين .
محمد تقي الحائري الشيرازي

وقد أرسلت نسخ عديدة من هذه الفتوى إلى عشائر الفرات الأوسط والأسفل والمدن العراقية فرد كيد الخائنين إلى نحورهم . كما أيد علماء كربلاء الآخرون فتوى الحائري فاقتدوا به بالافتاء بتحريم انتخاب غير المسلم لملوكية العراق . كما صدرت بهذا الشأن مضابط الوطنيين (1) .
وابتدأت المظاهرات السلمية في ساحات كربلاء للمطالبة باستقلال بلادهم غب تحرير الكتابين اللذين أرسلهما المرزا الحائري إلى الملك فيصل بن الحسين وكتاب المرزا محمد رضا نجل المرزا الحائري إلى الملك علي بن الحسين ، وقد استمر الوطنيون على نشاطهم في الاجتماعات وبث الدعاية ونشر الآراء في المطالبة الصريحة السلمية فأزعج ذلك الحكومة المحتلة مما خشيت سوء العاقبة ، الأمر الذي دعتهم إلى إبعاد كل من السيد محمد علي الطباطبائي وعبد الكريم آل عواد رئيس عشيرة آل عواد وعمر الحاج علوان رئيس عشيرتي الوزون والسلالمة وطليفح الحسون رئيس عشيرة النصاروه ومحمد علي أبو الحب والسيد محمد مهدي المولوي ، فأرسلوا إلى الهند وذلك بتاريخ 5 ذي القعدة سنة 1337 هـ المصادف 1 تموز سنة 1919 م

(1) كربلاء في التاريخ ـ الكراسة الثالثة ص 47 والحقائق الناصعة / لفريق المزهر الفرعون ج 1 ص 80 والثورة العراقية الكبرى / للسيد عبد الرزاق الحسني ص 30 .
تراث كربلاء 396

باستثناء السيد محمد علي الطباطبائي الذي تم تسريحه وأرسل إلى سامراء لمدة ستة أشهر ، وأخيراً أطلق سراحهم حيث أصدر الحاكم العام السر ولسن أمره بإرجاعهم فوصلوا كربلاء يوم 9 ربيع الأول سنة 1338 هـ .
واشتدت الحركات والمظاهرات ، وأخذت تتوسع شيئاً فشيئاً ، وعلى اثرها تم تأسيس جمعية سرية باسم ( الجمعية الوطنية الإسلامية ) س، وقد تألفت عقيب الهدنة في كربلاء . ونتيجة لتلك النشاطات التي قام بها الوطنيون ، القت الحكومة القبض على كل من الشيخ محمد رضا نجل الإمام الشيرازي والشيخ هادي كمونة ومحمد شاه الهندي وعبد الكريم آل عواد وعمر الحاج علوان وعثمان الحاج علوان وعبد المهدي القنبر وأحمد القنبر والسيد محمد علي الطباطبائي والشيخ كاظم أبو ذان وابراهيم أبو والده والسيد أحمد البير ونفتهم إلى جزيرة ( هنجام ) في الخامس من شهر شوال سنة 1338 هـ ( 22 جزيران سنة 1920 م ) . وفي هذه الأثناء عدل الميجر بولي عن القبض على السيد هبة الدين الحسيني لثبوت إصابته بالرمد وعدم اشتراكه في المظاهرات ، كما عدل عن القبض على المرزا أحمد الخراساني بتوصية من أحد العلماء (1) ولما كانت حركات المتظاهرين لم تلق نجاحاً مطلوباً مما دعا إلى إعلان الثورة المسلحة ، فاندلعت الشرارة الأولى لنار الثورة العراقية من كربلاء في يوم 30 حزيران سنة 1920 ، وذلك لسببين رئيسيين : الأول وجود آية الله الشيرازي قطب الوطنية الصادقة في كربلاء ، الثاني زيارة النصف من شعبان ، حيث اجتماع القبائل العراقية في هذه الأرض المقدسة . فكانت النتيجة أن هب الثوار بوجه الإنكليز ، ودام الصراع العنيف عدة أشهر مما دعا الإنكليز إيقاف هذه المظاهرات عند حدها ، والاستجابة لمطاليب العراقيين التي تتضمن السيادة والاستقلال .
ولابد لنا من الإشارة إلى أن تلك المظاهرات كبدت الوطنيين خسائر

(1) الثورة العراقية الكبرى / للسيد عبد الرزاق الحسني ص 96 .
تراث كربلاء 397

فادحة في الأرواح والمعدات وخاصة في بغداد . توضح الخاتون المس بيل ذلك فتقول ان الحكومة أرسلت سيارتين مسلحتين لتفريق المتظاهرين فقتل رجل أعمى سقط عرضاً فدهس(1)، وحصلت في كربلاء مظاهرات شبيهة بالتي جرت في بغداد ، فخرجت مظاهرة سلمية صاخبة ، وعلى أثرها أفتى الإمام الشيخ الحائري بالجهاد وذلك بإصداره منشوراً دعا فيه إلى التظاهر وهذا نصه :
مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين ويجب عليهم في ضمن مطالباتهم رعاية السلم والأمن ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا امتنع الإنكليز من قبول مطالبهم .
وعلى اثر ذلك تأسست في كربلاء عدة مجالس لحفظ الأمن وجمع الواردات والإعانات للمعوزين من الثوار وعينوا أعضاءها والأعمال التي تزاولها وهي :
1ـ المجلس العلمي : وأعضاؤه السيد هبة الدين الحسيني والسيد أبو القاسم الكاشاني وميرزا أحمد الخراساني والسيد حسين القزويني وميرزا عبد الحسين الشيرازي . ومهمة هذا المجلس بث الدعوة بين المواطنين في المدن والعشائر بلزوم الإشتراك في الثورة .
2ـ مجلس جمع الإعانات للمعوزين من الثوار : وأعضاؤه : السيد عيسى البزاز والسيد محمد رضا فتح الله آل طعمة والحاج حيدر القصاب والحاج قندي والسيد أحمد زيني .

(1) علق الاستاذ عبد الله فياض في حاشية كتابه ( الثورة العراقية الكبرى ) ص 200 ما نصه :« المعروف ان هذا الرجل كان أخرساً واسمه محمد أو عبد الكريم بن رشيد هجم على سيارة الحكومة المصفحة فدهسته وقد أكبر الناس تضحيته وخرجت جموع كثيرة لتشييع جنازته ) والذي يؤاخذ على رأيه هذا : ان الرجل الذي هجم على السيارة المصفحة بفأسه هو رجل أخرس من أهالي كربلاء يمتهن النجارة واسمه الصحيح هو عبد علي بن الحاج رحيم الكعبي ، وقد دهسته السيارة فمات شهيداً ، وشيعته بغداد بمائة وخمسين الف مشيع ، كما نوهت بذلك جريدة ( التايمس ) الانكليزية الصادرة ببغداد في حينها .
تراث كربلاء 398

3ـ المجلس الملي : وأعضاؤه : السيد عبد الوهاب آل طعمة والسيد أحمد الوهاب والسد محمد حسن آل طعمة والسيد عبد الحسين الدده والسيد ابراهيم الشهرستاني والسيد محمد علي آل ثابت والسيد حسن نصر الله وعبد النبي آل عواد وهادي الحسون وعبد علي الحميري والحاج عبد أبو هر والحاج علوان جار الله وعلي المحمد المنكوشي وعزيز علوان زنكي والحاج محمد الشهيب والحاج محمد حسن أبو المحاسن . ومهمة هذا المجلس ترشيح الموظفين وجباية الضرائب والرسوم وتوزيعها للصرف وتنظيم المستشفيات وتشكيل قوة من الشرطة وحسم الدعاوي وتأمين الطرق القريبة من كربلاء والقيام بواجب الإدارة . وبعد انسحاب الثوار إلى أبي صخير ، اقترح العلامة الشيخ حسين زين العابدين أن يذهب وفد يمثل كربلاء مؤلف من السيد أحمد الوهاب والسيد عبد الوهاب آل طعمة والسيد محمد حسن آل طعمة والسيد ابراهيم الشهرستاني وعبد المحسن السعود والشيخ بحر آل شبيب رئيس اليسار والشيخ محمد حسن أبو المحاسن والشيخ محمد الشهيب وغيرهم .
وعند إخماد الثورة القت الحكومة القبض على كل من السيد عبد الوهاب آل طعمة والسيد علي هبة الدين الحسيني والسيد حسين القزويني والسيد محمد السيد أحمد الكشميري وعبد الرحمن آل عواد وعبد الجليل آل عواد والسيد حسين الددة وطليفح الحسون والشيخ محمد حسن أبو المحاسن والشيخ يحيى علي وسفرتهم إلى الهندية وذلك في ليلة الثالث عشر من صفر سنة 1339 هـ الموافق 23 تشرين الأول سنة 1920 م وسجنوا هناك حتى يوم 11 كانون الأول سنة 1920 م الموافق 1 ربيع الثاني سنة 1339 هـ حيث حوكموا في المحكمة العسكرية الإنكليزية ، وأطلق سراح كل من الحاج محمد حسن ابو المحاسن والشيخ يحيى علي ، وحكم الباقون بأحكام مختلفة ، لكنها لم تبلغ اليهم ، ومكثوا في سجن الحلة حتى 8 أشهر تم بعده صدور قرار العفو العام في 20 مايس سنة 1921 م واطلق سراحهم . أما الذين فروا من السلطة في أواخر أيام سنة 1921 م هم السيد نور الياسري الذي فر إلى الحجاز وعمران الحاج سعدون فقد فر إلى حدود العراق ، وأرجعه سلمان

السابق السابق الفهرس التالي التالي