معجم  أنصار الحسين عليه السلام  (النساء) الجزء الثالث

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين عليه السلام (النساء) الجزء الثالث

المؤلف : محمد صادق محمد (الكرباسي)
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

(80)

نفيسة بنت علي الهاشمية

22ـ ب 61هـ = 643ـ 680م

 

      هي: نفيسة بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشية.

      المفردة نفيسة: مؤنث النفيس وهو على زنة فعيل وهي كالثمين معنى ووزناً تأتي صيغة فعيل صفة مشبهة سماعية فيما إذا كان ماضيه مضموم العين كما في كريم حيث إن ماضية كرم ضد لؤم فالصفة المشبهة فيه لئيم أيضاً، كما يأتي قياساً في كل الصيغ سواء أكان مكسوراً العين أو مفتوحها أيضاً ومنه النفيس الذي من نفس ينفس، وهو ضد الخسيس، وهناك معان أخرى للنفيس منها المال الكثير، والرجل الحاسد، ولكنه أخذ بالمجاز إذ إن نفاسة الشيء تؤول إلى المال الكثير، ويحسد على ذلك، ولا يصح في النفساء أن يقال لها نفيس.

      وعلى أي حال فإن الصفة المشبهة قد تتحول علماً وهي بفتح النون وكسر الفاء كما في نفيس بن محمد والذي كان من موالي الأنصار كان يعيش على مقربة من المدينة(1)، وإذا ما أنثت المفردة في الوصف وصفت به المرأة بالنفيسة والشيء فيقال درة نفيسة، ففي الإناث يراد بها أنها ذات كمال أو جمال أو كلاهما. وفي الاشياء تعني غالية الثمن أو نادرة الوجود، ومن هنا إذا استخدمت علماً أريد منها ذات كمال وأخلاق ودين، وقل استخدامها في الجاهلية ولكن أهل بيت الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) استخدموها في بناتهم فمنها التي نحن في ترجمتها وابنة زيد ابن الإمام

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع تاج العروس: 16/568.

(201)

الحسن عليه السلام وحفيدة زيد هذا من ابنه الحسن(1) وممن سميت بذلك قبل ذلك نفيسة بنت أمية بن أبي عبيدة بن همام التميمي والتي أمها منية بنت الحرث بن جابر، وكانت نفيسة هذه مشت بين خديجة رضي الله عنها والنبي(صلى الله عليه واله وسلم) حتى تزوجها وأسلمت على يد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) (2).

      وعلى أي حال فنفيسة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام أمها أم شعيب المخزومية التي ولدت في حدود السنة الثالثة قبل الهجرة والمتزوجة من علي عليه السلام في حدود السنة العشرين للهجرة والمتوفاة بعد وقعة الطف سنة 61هـ على ما أورده المازندراني(3) وأنجبت لعلي عليه السلام خلال عشرين سنة ثلاث بنات أولاهن السيدة نفيسة التي نحن في ترجمتها وذلك سنة 22هـ، وثانيهما زينب الصغرى سنة 23هـ، والثالثة رقية الصغرى حدود سنة 24هـ، فتزوجت زينب الصغرى من محمد بن عقيل الهاشمي وأنجبت له عبد الله وماتت في حياة أبيها أي قبل عام 40هـ، ورقية الصغرى تزوجت من مسلم بن عقيل الهاشمي(4) بعد وفاة رقية الكبرى، وبقيت على قيد الحياة وحضرت كربلاء على قول ولكن التحقيقات أوصلتنا إلى أنها توفيت سنة 45هـ(5).

      وأما نفيسة والتي تزوجت عبد الله الأوسط ابن عقيل الهاشمي وأنجبت له أم عقيل فإنها بقيت على قيد الحياة وحضرت كربلاء، ولكن الكلام في زوجها عبد الله الأوسط والذي بقي على قيد الحياة حتى صاحب الإمام السجاد عليه السلام(6) وهل حضر كربلاء أم لا فلا وضوح في المسألة اللهم إذاً قيل بأنه حضر كربلاء وأسر ولكن لم نجد له ذكراً في قائمة الأسرى، ومن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مستدركات علم رجال الحديث: 8/600.

(2) راجع الإصابة: 4/419.

(3) راجع معجم أنصار الحسين (النساء): 1/167، معالي السبطين للمازندراني: 2/228

(4) راجع معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 1/173،  معجم أنصار الحسين (النساء): 1/167.

(5) راجع معجم أنصار الحسين (النساء): 1/290.

(6) راجع معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 2/187

(202)

 

المستغرب جداً أن نفيسة زوجته  تحضر كربلاء وهو يكون عنها غائباً مع العلم أن إخواته عبد الله الأكبر وعبد الله الإصغر حضرا كربلاء واستشهدا، والقول بأن لعقيل ولدين باسم عبد الله ولا وجود الثالث فالمسألة تبقى غريبة لأن هناك تصريحاً بحياته في عهد الإمام السجاد عليه السلام، ومن المفروض أنه ولد في سنة 25هـ لأن ألأكبر ولد في حدود سنة20هـ والأصغر ولد في سنة 27هـ، وإنما يصح وصفه بالأوسط أن يكون بين الولادتين ومعنى حضوره وربما كان لمرض أعاقه، وكلام التستري لا يحل المشكلة بأن المقتول في كربلاء عبد الله واحد والثاني هو هذا الذي بقية الى عهد الإمام السجاد عليه السلام حيث لاذكر له في الاسرى، ومن المستغرب أنه لم يشر إلى ذلك رغم دقته في التحقيق، ولا يمكن القول بأن عبد الله الأوسط كان له موقف محايد، فإن مثله وهو من أصحاب الإمام السجاد عليه السلام لايسلك هذا المسلك، وذكروا أن له ابناً بأسم محمد(1) وقال عنه الطوسي لدى ذكره في أصحاب الإمام السجاد عليه السلام إنه تابعي سمع جابراً(2) وهو الجد الأعلى لجعفر بن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله (الأوسط) ابن عقيل بن أبي طالب، المكنى بأبي محمد(3) فإذا كان محمد هذا ابن نفيسة فهو يكون شقيق أم عقيل وإلا كان أخاها، والله العالم.

      وأخيراً فإن نفيسة بنت علي عليه السلام قيل بأنها تكنى بأم كلثوم.

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) مستدركات علم رجال الحديث: 5/56.

(2) رجال الطوسي: 95.

(3) مستدركات علم رجال الحديث: 2/172.

(203)

 

(204)

 

 

(81)

نفيلة (أم أبي بكر الهاشمي) المدنية

ن 29ـ ب 61هـ = 649ـ 680م

 

      هي نفيلة (أم أبي بكر ابن الحسن الهاشمي) المدنية.

      نفيلة على زنة جميلة وهو ليس مفعول للإنثى كما في قتيل بمعنى المقتول، بل هو صفة مشبهة كما نقول لمن هو صاحب الجمال بالجميل، ولكن ضبط المفردة في الأعلام جاءت على صيغة التصغير أي بضم النون وكسر الفاء وسكون الياء على زنة رجيل فيكون أسماً منه النفل بفتح وسكون ويعني المعروف والعطاء، والزيادة على الفرض، وهذه الصيغة المصغرة انتقلت إلى العلمية فأصبح الرجل يسمى بـ «نفيل» والمرأة تسمى بـ «نُفيلة» ومن الآباء الجاهليين من سمي بالنفيل هو الشاعر نفيل بن حبيب الخثعمي الملقب بذي اليدين، والنفيل بن عمرو بن كلاب العامري الذي هو جد جاهلي(1) وهناك نفيلة بن عبد المدان الجرهمي والذي كان من  الجاهليين الذين ملكوا مكة والطائف واليمامة ويعد من أقدم ملوك بني يعرب التابعين لملوك اليمن(2)، وهناك نفيلة الأكبر الأشجعي المكنى بأبي المنهال والذي كان شاعراً معاصراً لعمر بن الخطاب(3) ولكن لم نجد فيه المعاجم التي بحوزتنا نفيلة كعلم لأنثى في القدامة ومع هذا فقد سميت إحدى زوجات. الإمام الحسن بن علي عليه السلام بذلك وربما كان ضبطها نفيلة بفتح أوله على زنة جميلة للفرق بين نفيلة بالضم والذي سمي به الذكور.

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأعلام للزركلي: 8/45.

(2) الأعلام للزركلي: 8/45.

(3) لسان العرب: 1/131.

(205)

 

      وعلى أي حال فمن الأسماء التي وردت هي أم أبي بكر ابن الإمام الحسن عليه السلام كذا ورد في تذكرة الخواص في عداد أولاد الإمام الحسن عليه السلام «وأبو بكر وعبد الله قتلوا مع الحسين يوم الطفوف وأمهم أم ولد ولا بقية لهم وقيل اسم أمهم نفيلة التي قال عبد الله بن حسن للسفاح وأشار أليها تبني قصوراً نفعها لبني نفيلة»(1).

      وهناك من سماها مليكة(2)، وهناك من ذكر بأن اسم والدة القاسم بن الحسن عليه السلام تسمى نفيلة(3)، وجاء في مقاتل الطالبيين(4) أن أبا بكر والقاسم امهما واحدة، وفي فرسان الهيجاء(5) أن اسم أمهما نجمة أو رملة، ولكننا اخترنا أنهما أخوان وليسا شقيقين فأم القاسم اسمها رملة واسم أم أبي بكر نفيلة، واعتماداً على أن ابا بكر ولد سنة 44هـ فمن المفترض أنها تزوجت في 43هـ أو قبلها وحتى تتحقق الولادة في هذا العمر عادة لا بد وأن تكون تجاوزت الرابعة عشرة من عمرها لتكون ولادتها في حدود سنة 29هـ، وجاء في المعالي في عداد من خرج من أولاد الإمام الحسن عليه السلام وأمهاتهم: «وأبو بكر بن الحسن أمه أم ولد ولد لا يعرف اسمها ذكرها المدايني: وجاءت مع ولدها حتى أتت كربلاء»(6).

      هذا كل ما لدينا وعليه فإنها أسرت ورجعت إلى المدينة وتوفيت فيها، ولم يعرف أنها تزوجت بعد ذلك.

ــــــــــــــــــــــــ

(1) تذكرة الخواص: 215 نقلاً عن الطبقات الكبرى لابن سعد إلا أننا لم نعثر عليه في النسخة التي لدينا ولا يخفى أن هناك نسخاً أخرى فيها ترجمة للإمام الحسن عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام والتي لا توجدان في النسخة المطبوعة التي بحوزتنا.

(2) لباب الأنساب: 1/342 وفي هامشه أن جميع النسخ جاءت ملكة بدل مليكة.

(3) حياة الإمام الحسن: 2/460.

(4) مقاتل الطالبين: 92.

(5) فرسان الهيجاء: 1/9.

(6) معالي السبطين: 1/236.

(206)

 

حرف الهاء

 

      82ـ هانية الكوفية (زوجة وهب الكلبي)            ن 40ـ 61هـ

 

(207)

 

(208)

 

(82)

هانية الكوفية

ن 40ـ 61هـ = 660ـ 680م

 

      هانية: اسم فاعل مؤنث، على زنة دانية وداني وهاني، ولكن أصله هانىءُ بالهمزة لانه مهموز أصله هنآ، وبشتقاق أسم الفاعل منه تقول: هانىءُ وبما أن قبل الهمزة مكسور بحكم صيغة اسم الفاعل كتبت الهمزة على الألف المقصورة ولكن قد تقلب ياء للتخفيف فيقال هاني وهانية بدل هانىءُ وهانئة. والهنا والعافية، والشيء الذي يأتي دون مشقة وتقول طعام هنيء أي سائغ، وتسمى الأنثى بصيغة المصدر«هناء» بصيغة الفاعل «هانئة» ويسمى الرجل أيضاً باسم الفاعل هانئاً، وفي المثل: «إنما سميت هانئاً لتهنىء ولتهنأ» أي لتعطي ولتمرىء(1) وكانت أخت الامام علي عليه السلام فاختة إلا أنها كانت تكنى بأم هانىء، ويبدو أن مثل هذا الاسم كان دارجاً في الجاهلية فمنهم هانىء بن قصبة بن هانىء بن مسعود الشيباني أحد الشجعان العظماء الذي كان في أواخر العصر الجاهلي، وجده ابن مسعود كان قد سبقه بمائة عام من سادات العرب وأبطالهم(2) وأما في الإسلام فقد انتشر(3) ومنهم هاني بن عروة المرادي (23ق.هـ ـ 60هـ) المستشهد في الكوفة في بيعة أهل الكوفة للإمام الحسين عليه السلام، ولم نجد في المصادر التي بحوزتنا من سميت بهانية في الجاهلية، كما لم تشتهر التسمية في الإناث بعد الأسلام، ولكن لا يخلو التاريخ من التسمية بهذه الصيغة

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) لسان العرب: 15/143، تاج العروس: 1/514.

(2) راجع الأعلام للزركلي: 8/68.

(3) راجع تهذيب التهذيب: 6/17ـ 19، مستدركات علم رجال الحديث: 8/136ـ 140.

 

(209)

 

وهي من الأسماء المشتركة بين الأديان والمعتقدات الشائعة بين الشعوب العربية.

      هذا وقد جاء في الوسيلة: «إن وهباً كان عمره خمساً وعشرين سنة واسم زوجتهه هانية وكان لها سبعة عشر يوماً منذ عرسه، وله عشرة أيام منذ دخل في الاسلام على يدي الحسين عليه السلام في الثعلبية»(1) وقد سبق الحديث عن ذلك في السيدة قمرة أم وهب فلا نعيده ولكن نقول باختصار:

      ـ إن زوجها هو وهب بن عبد الله بن عمير الكلبي استشهد في كربلاء.

      ـ إن والد زوجها هو عبد الله بن عمير الكلبي هو الآخر استشهد في كربلاء.

      ـ إن أم زوجها هي قمر بنت عبد النمرية استشهدت في كربلاء.

      ـ تزوجها وهب في 23/12/60هـ في الكوفة.

      ـ كان لوهب من العمر خمس وعشرون سنة بمعنى أنه ولد سنة 35هـ في الكوفة.

      ـ التحقت هي وزوجها ووالداه في الليلة الثامنة من محرم في كربلاء.

      ـ كانت تسكن مع زوجها وأهله عند بئر الجعد من محلة الهمدانيين.

      ـ كانت وكانوا مسلمين جميعاً وأما النصراني الذي أسلم هو وأمه هو وهب بن وهب الآتي ترجمته.

      ونستقرىء مما مضى أنها كوفية وأن عمرها من المفروض أن يكون في حدود العشرين ولا زيادة، وسوف نتحدث عنها بمزيد من التفصيل في السيرة الحسينية، وأكثر المصادر القديمة ذكرت قصتها وقصة العائلة بشيء من التفصيل، ولا نعرف أكانت هي نمرية من قبيلة أم زوجها أم كانت كلبية من قبيلة زوجها أو من غيرها والله العالم.

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) وسيلة الدارين: 202.

(210)

 

 

الجدول الأول

(الشهيدات في الطف)

 

      1ـ أم الحسن بنت الحسن الهاشمية                        ن 48ـ 61هـ

      2ـ أم الحسين بنت الحسن الهاشمية                       ن 49ـ 61هـ

      3ـ عاتكة بنت مسلم الهاشمية                             53ـ 61هـ

      4ـ قمر بنت عبد النمرية                                   ن 20ـ 61هـ

      5ـ هانية بنت ... الكوفية (زوجة وهب)             ن 40ـ 61هـ

 

(211)

 

الجدول الثاني

(الشهيدات خارج الطف)

 

      1ـ رقية بنت الحسين الهاشمية                57ـ 61هـ (دمشق)

 

 

(212)

 

الجدول الثالث

(الشهيدات اللائي شهاداتهن غير معتمدة)

 

      1ـ أم كلثوم بنت الحسين الهاشمية                   ن 32ـ 33هـ (الموصل)

      2ـ خولة بنت الحسين الهاشمية                      .... ــ 61هـ (بعلبك)

      3ـ زينب بنت الحسين الهاشمية                      ن 31ـ ق 45هـ (حلب)

(213)

 

الجدول الرابع

(اللائي حضورهن الطف فيه شك)

 

      1ـ أمامة بنت أبي العاص العبشمية            ن 6ق.هـ ـ ن 49هـ

      2ـ أم سعيد بنت عروة الثقفية                  ق 5ـ ن 35هـ

      3ـ حميدة بنت أبي سعيد بن عقيل الهاشمية                ... ـ ب 61هـ

      4ـ حميدة بنت عبد الرحمان الأكبر ابن عقيل الهاشمية          ... ـ ب 61هـ

      5ـ زينب بنت الحسن الهاشمية                       ق 43ـ ب 61هـ

      6ـ عاتكة بنت (سعد بن زيد) العدوية                ن 37ـ ب 61هـ

(214)

 

 

الجدول الخامس

(أسرى الطف)

      1- ام احمد بن عقيل الهاشمي                       ق 30 – ب 61هـ

      2- ام اسحاق بنت طلحة التيمية                     ن 30 – ب 93هـ (1)

      3- ام الحسن بنت علي الهاشمية                    ن 21 – ب 61هـ

      4- ام خديجة بنت علي الهاشمي                    ق 25 – ب 61هـ

      5- ام رافع سلمة القبطية                            ن 10 ق.هـ  – ب 61هـ

      6- ام سعيد بنت عروة الثقفية                       ق 5 – ن 35هـ

      7- ام شعيب بنت ... المخزومية                    2 ق.هـ – ب 61هـ

      8- ام فاطمة بنت علي الهاشمي                     ق 9 – ب 61هـ

      9- ام قاسم بن محمد الطيار                         ق 23 – ب 61هـ

      10- ام كلثوم الصغرى بنت عبدالله الطيار الهاشمية     ن 40 – ب 61هـ

      11- ام كلثوم بنت العباس الهاشمية                       ن 12 – ب 61هـ

      12- ام كلثوم الكبرى بنت علي الهاشمية                 9 – ب 61هـ (2)

      13- ام محمد بن ابي سعيد الهاشمي                      ق 20 – ب 61هـ

      14- ام وهب بن وهب النصرانية                         ن 26 –61هـ (3)

      15- برة بنت النوشجان الفارسية                         ق 20 – ب 61هـ

      16- بحرية بنت مسعود الخزرجية                  ن 36 – ب 61هـ

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) لا يخفى أن أم بشير الخزرجية اسمها فاطمة بنت عقبة الخزرجية فوضعت هناك. كما أن أم حبيب الثعلبية اسمها الصهباء بنت عباد الثعلبية فوضعت في موضعها.

(2) أم هاني الهاشمية بما أن اسمها الصهباء بنت عباد الثعلبية فوضعت في موضعها.

(3) يحتمل شهادتها.

(215)

      17ـ جمانة بنت أبي طالب الهاشمية                 38ق.هـ - ب 61هـ

      18ـ حبيبة (أم عبد الرحمان بن الحسن)      ن28- ب 61هـ

      المغربية

      19ـ حسنية (أم منحج بن سهم المدني)             ق 5ـ ب 61هـ

      20ـ  حميدة بنت مسلم الهاشمية                    49ـ ن 142هـ

      21ـ خديجة بنت علي الهاشمية                      ن39ـ ب 61هـ

      22ـ خليلة أم عبد الله الهاشمي                      ق 6ـ ب 61هـ

      23ـ الخوصاء بنت حفصة الوائلية            ن 1ـ ب 61هـ

      24ـ الخوصاء بنت عمرو الهصائية                 ن1ـ ب 61هـ

      25ـ الرباب بنت امرىء القيس الكلبية              6ـ 61هـ

      26ـ رقية الصغرى بنت علي الهاشمية              24ـ ب61هـ

      27ـ رملة الكبرى بنت علي الهاشمية               ن 22ـ ب61هـ

      28ـ رملة (أم القاسم بن الحسن) الرومية           ق31ـ ب61هـ

      29ـ روضة (خادمة الرسول) المدنية                ق 5ق.هـ - ب61هـ

      30ـ زينب الصغرى بنت علي الهاشمية       23ـ ب61هـ

      31ـ زينب الكبرى بنت علي الهاشمية               6ـ 62هـ

      32ـ سكينة بنت الحسين الهاشمية             42ـ 117هـ

      33ـ سلافة مربية الإمام السجاد الهاشمي           ن 14ـ ب61هـ

      34ـ سلمى أم رافع القبطية                          ن 10ق.هـ ـ ب 61هـ

      35ـ هانية (أم فاطمة بنت الحسن) الزنجية          ن 5ق.هـ ـ ب 61هـ

      36ـ صفية بنت علي الهاشمية                       ن 21هـ ـ ب61هـ

      37ـ الصهباء بنت عباد الثعلبية                     ن 3ق.هـ ـ ن 61هـ

      38ـ غزالة أم عبد الله (أمة السجاد الهاشمي) ن 14ـ ب 65هـ

      39ـ فاختة بنت علي الهاشمية                       ن 21هـ ـ ب61هـ

      40ـ فاطمة بنت الحسن الهاشمية                    ن 40ـ ن 70هـ

      41ـ فاطمة الصغرى بنت الحسين الهاشمية         ن 35ـ ن 125هـ

      42ـ فاطمة الصغرى بنت علي الهاشمية      ن 35ـ ن 125هـ

      43ـ فاطمة بنت عقبة الخزرجية                     ن 7ـ ب 61هـ

      44ـ فاطمة الكبرى بنت الحسين الهاشمية           20ـ 110هـ

 

(216)

 

      45ـ فاطمة الوسطى بنت الحسين الهاشمية         ق 50ـ 126هـ

      46ـ فضة (خادمة الزهراء) النوبية                 ن 25ق.هـ ـ ب 62هـ

      47ـ فكيهة (أمة الحسين) الهاشمي                 ن 6ـ ب 62هـ

      48ـ قفيرة بنت علقمة الهلالية                      ق 7ق.هـ ب61هـ

      49ـ كبشة (مولى أم إسحاق) المدنية                ق 25ـ ن 90هـ

      50ـ ليلى بنت أبي مرة الثقفية                       20ـ 63هـ

      51ـ ليلى بنت مسعود النهشلية                      ق 22ـ ب 61هـ

      52ـ مليكة بنت الأحنف التيمية                      ن 20ـ ب 61هـ

      53ـ ملكية (وصيفة الرباب) المدنية                 ن 2ـ ب 61هـ

      54ـ ميمونة بنت علي الهاشمية                     ن21ـ ب 61هـ

      55ـ ميمونة (أم عبد الله بن يقطر الحميري)        ق 10ق.هـ ـ ب61هـ

      56ـ نفيسة بنت علي الهاشمية                      22ـ ب 61هـ

      57ـ نفيلة (أم أبي بكر الهاشمي) المدينة            ن 29ـ ب61هـ

 

(217)

 

الجدول السادس

(غير المشاركات)

 

      1ـ أم سلمة بنت علي الهاشمية                 ق 34ـ ن35هـ

      2ـ أم كلثوم بنت الحسين الهاشمية             ن 32ـ 33هـ

      3ـ أم كلثوم الصغرى بنت علي الهاشمية 24ـ ق 40هـ

      4ـ جمانة بنت علي الهاشمية             ن39ـ 40هـ

      5ـ رقية الكبرى بنت علي الهاشمية      13ـ 45هـ

      6ـ زينب بنت الحسين الهاشمية                ن31ـ ق45هـ

      7ـ سلمى بنت حجر الكندية                    43ـ ب64هـ

      8ـ شاه زنان بنت يزدجر الساسانية      11ـ 33هـ

(218)

 

الجدول السابع

(اللائي في وجودهن شك)(1)

 

      1ـ زبيدة بنت الحسين الهاشمية                      .... ـ ....هـ

      2ـ سكينة بنت علي الهاشمية                   .... ـ ....هـ

      3ـ عاتكة بنت الحسين الهاشمية(2)             .... ـ ....هـ

ـــــــــــــــــــــــ

(1) بل يمكن التيقن بعدم وجودهن جلا أو كلّا.

(2) قيل إن لها قبراً في الكوفة كما في رحلة ابن بطوطة.

(219)

(220)

 

      ولا يخفى أن الإمام الحسين عليه السلام تزوج من أرينب بنت اسحاق القرشية في نهاية عام 44هـ لأيام ليدفع عنها وعن زوجها عبد الله بن عامر بن كريز ضيم يزيد بن معاوية الاموي.

(221)

      وأما الإماء فهنة عشرون وقد أنجبن له ثلاثة وعشرين ولداً: 26ذكراً، 7أناث، استشهد من الابناء اربعة هم جعفر(49ـ 61هـ) و عبد الله الأوسط (46ـ 61هـ) وعبد الله الأصغر (49- 61هـ) والقاسم (46ـ61هـ)، وأسر أثنان عمرو (ن 37- ب 61هـ) وفاطمة الكبرى (40-70هـ) والبقية درجوا(1)

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع ترجمة أم كلثوم بنت الفضل الهاشمية.

(222)

 

وفاة الزهراء عليها السلام

 

      من المؤسف جداً أن نختلف بعد أربعة عشر قرناً على تاريخ وفاة أعظم امرأة على وجه الخليقة على الإطلاق، تلك التي حباها الله أن تكون سيدة نساء العالمين، وأن تكون مصدر الألهام ومنبع الإيمان ومستودع سر الأنبياء والأوصياء، ابنة خيرالأنبياء وخاتمهم، وزوجة سيد الاوصياء واخرهم، وأماً لخير ائمة اصطفهام الله اصطفاء، والتي ظلمت من قبل مواليها كما من غيرهم، ولعل الجهتين اشتركتا في ذلك عن عمد وجهل، فزادوا على ظلمها ظلماً، ومن المعيب جداً أن ندعي ولاءها ولا زلنا نشكك بيوم وفاتها، والذي من المفترض أن يكون يوماً مشهوداً، فكتمناه عن جهل بعدما كتم سيدنا ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام توقيت تجهيزها ودفنها استنكاراً للظلم الذي لاقته من بعد أبيها سلام الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ومن والاها بإحسان وآتبعها بمعروف.

      ومن الغريب أننا ندعي الولاء لها ولا نتبع أئمة أهل البيت عليهم السلام في تحديد يوم وفاتها، بل نتسكع على أعتاب من حادوا عن أهل البيت عليهم السلام تارة بالكره وأخرى بعدم تقديم طريقتها في آتباع السنة، وما جعلني أتحدث عن هذا الأمر وهو غير بعيد عن موضوعنا، إلا أنه أيضاً ليس بقريب، ولكن كثرة الخلاف في ذلك وظهرو ما لا يحمد عقباه، ونحن نتحدث هنا عن نسلها ومن ناصروا نجلها في كربلاء الدامية عن تاريخ وفياتهم، جعلنا تتوجه إلى من هي أساس هذه الدوحة المحمدية والمدرسة العلوية، ونحن في الأجواء الحسينية، راجين أن يدرس الأمر بجد، بعيداً عن الحساسيات، ونضع التحقيق نصب أعيننا دون غيره، للوصول إلى الحقيقة أو مشارفها.

      لقد سبرت العديد من المصنفات وبالأخص القديمة حول توقيت وفاة

(223)

 

سيدة نساء العالمين عليها السلام فوجدت أن أكثرها تعتمد على وفاة أبيها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)، حيث حددوا وفاتها بكذا يوم أوشهر من وفاة أبيها، وإذا أختلف المؤرخون بوفاة أبيها بين 28صفر و12ربيع الأول واللذين هما من أشهر الأقوال فيه، فالاحتمال ستتضاعف، وبغض النظر عن الخلاف في وفاته (صلى الله عليه واله وسلم) والاعتماد على ما ذهب إليه أكثر المحققين بأن وفاته وقعت في الثامن والعشرين من شهر صفر، فإن الأقوال التي وردت هي ثمانية عشر قولاً، نسردها جيمعها حسب التاريخ، الأقرب فالاقرب:

      1ـ غرة ربيع الأول باعتباره ثلاثة أيام بعد 28صفر(1) وعلى 12 ربيع الاول، فيكون 15 ربيع الأول.

      2ـ الثالث عشر من ربيع الأول باعتباره خمسة عشر يوماً بعد 28صفر(2) وعلى قول الربيع 25ربيع الأول.

      3ـ الثامن والعشرون من ربيع الأول باعتباره ثلاثين يوما بعد 28صفر(3) وعلى قول الربيع 12ربيع الثاني.

      4ـ السابع من ربيع الثاني باعتباره أربعين يوماً بعد 28صفر(4) وعلى قول الربيع 22ربيع الثاني.

      5ـ الثالث عشر من ربيع الثاني(5).

      6ـ الثامن والعشرون من ربيع الثاني باعتباره ستين يوماً بعد 28صفر(6) وعلى قول الربيع 12 جمادى الأولى.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأصابة: 4/379برواية الحميدي عن سفيان بن عمرو بن دينار.

(2) بحار الانوار: 43/200 عن مصباح الأنوار: 133 مروياً عن الإمام الباقر عليه السلام.

(3) تاريخ اليعقوبي: 2/115.

(4) بحار الأنوار: 43/191 عن روضة الواعظين: 151، بحار الأنوار: 43/178، مناقب ابن شهرآشوب: 3/357 عن القرباني، كتاب سليم: 255(على الظاهر)، مقاتل الطالبيين: 60، البحار: 43/214.

(5) بحار الأنوار: 43/180 عن مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: 3/357.

(6) وفاة الصديقة الزهراء للمقرم: 111 عن مصباح الأنوار، وفي مطالب السؤل: 27 «شهرين بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)»

(224)

 

      7ـ السادس والعشرون من ربيع الثاني باعتباره سبعين يوماً بعد 28 صفر(1) وعلى قول الربيع 22 جمادى الأولى.

      8ـ العاشر من جمادى الأولى باعتباره اثنين وسبعين يوماً بعد 28 صفر(2) وعلى قول الريبع 24 جمادى الاولى.

      9ـ الثالث عشر من جمادى الأولى باعتباره خمساً وسبعين يوماً بعد 28صفر(3) وعلى قول الربيع 17جمادى الأولى.

      10ـ الثامن والعشرون من جمادى الأولى باعتباره ثلاثة أشهر بعد 28 صفر(4) وعلى قول الريبع 12جمادى الآخرة.

      11ـ الثالث من جمادى الآخرة باعتباره خمساً وتسعين يوماً بعد 28صفر(5) وعلى قول الربيع 15جمادى الآخرة.

      12ـ العاشر من جمادى الآخرة باعتباره مئة يوم بعد 28صفر(6) وعلى قول الربيع 22جمادى الآخرة.

ـــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ اليعقوبي: 2/115.

(2) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: 3/357 وعنه بحار الأنوار: 43/180، وجاء في مروج الذهب: 2/302 «بايع علي أبا بكر بعد موت فاطمة بعشرة أيام وذلك بعد وفاة النبي بنيف وسبعين يوماً».

(3) الكافي: 3/228 و 4/561 عن الإمام الصادق عليه السلام وعنه البحار: 43/195، المناقب: 3/357، وعنه البحار: 43/180 من دون رواية، وكذلك الاختصاص: 185، تاريخ الأئمة لابن أبي الثلج: 6كذلك.

(4) كشف الغمة: 2/128 عن الذرية الطاهرة للدولابي:...، وعنه الفصول المهمة: 147، مطالب السؤل: 27، مقاتل الطالبيين: 60 برواية الإمام الباقر عليه السلام وكذلك الطبقات الكبرى: 8/28 وبحار الانوار: 43/215 كذلك.

(5) كشف الغمة: 2/129 برواية الإمام الصادق، وكذا دلائل الإمامة:45وعنه البحار: 43/170، الإصابة: 4/379 عن الذرية الطاهرة للدولابي: ...، وإعلام الورى: 1/300، وتاج المواليد: 22، ومصباح الكفعمي: 511، والإقبال: 623، وعنهما البحار: 43/215، مصباح المتجهد: 793، وفاة الصديقة الزهراء: 111عن تاريخ القرماني.

(6) كشف الغمة: 2/128، المعارف لابن قتيبة: 143، وعنه الفضول المهمة لابن الصباغ.

(225)

 

      13ـ العشرون من جمادى الآخرة(1).

      14ـ الثامن والعشرون من جمادى الآخرة باعتبار أربعة أشهر بعد 28 صفر(2) وعلى قول الربيع 12رجب.

      15ـ الحادي والعشرون من رجب(3).

      16ـ الثالث من شهر رمضان(4).

      17ـ الثامن والعشرون من شهر رمضان باعتبار ستة أشهر بعد 28صفر(5) وعلى قول الربيع 12 رمضان.

      18ـ الثامن العشرون من شوال باعتبار ثمانية أشهر بعد 28صفر(6) وعلى قول الربيع 12ذي القعدة.

      وإذا ما أخذنا أشهر الأقوال في وفاة الرسول ص وهو الثامن والعشرون من صفر أو الثاني عشر من ربيع الأول على ما هو معمول به لدى الفريقين لحصل لنا اثنان وثلاثون قولاً، بغض النظر عن الاختلاف في وفاة الرسول ص ما بين اليوم الثاني من ربيع الأول أو الثامن منه أو اليوم العاشر منه أو الثامن عشر منه أو الثاني والعشرين منه(7) فالاحتمالات تتضاعف، ومن هنا  وجب التحقيق في الموضوع والاعتماد على الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت عليه السلام.

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) دلائل الإمامة: 46 وعنه بحار الأنوار: 43/171 وهو قول محمد بن همام.

(2) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: 3/357 وعنه البحار: 43/180، والإصابة: 4/79.

(3) مصباح المتجهد: 812، وعنه البحار: 43/215 على قول ابن عياش أو ابن عباس.

(4) مطالب السؤل: 27 وعنه الفصول المهمة لابن الصباغ: 147، الطبقات الكبرى: 8/28.

(5) الإصابة: 4/379 برواية عائشة، وكذلك البحار: 43/183 عن تاريخ أبي بكر بن كامل، والبحار أيضاً: 43/200، عن مصباح الأنوار: وذكر فيه رواية من الإمام الباقر عليه السلام، مطالب السؤل: 27، والفصول المهمة: 47 برواية عائشة وعروة بن الزبير، وكشف الغمة: 2/128 عن أبن شهاب الزهري.

(6) الإصابة: 4/379، بحار الانوار: 43/215 عن بعض نسخ مقاتل الطالبيين: 60.

(7) بحار الأنوار: 22/503.

(226)

 

      ولايخفى أن رواية الثامن والعشرين من صفر والثاني عشر من ربيع الأول رواهما كلا الفريقين(1)، فأكثر الإمامية ذهبوا إلى أن وفاته عليه السلام كانت يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر(2)، وأما غيرهم فالمشهور عندهم أنه عليه السلام توفي يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول(3)، وبغض النظر من أن يوم الاثنين هل يتطابق مع الثاني عشر من ربيع الأول أو لا يتطابق،  كما أشار إلى ذلك عدد من المؤرخين منهم ابن كثير في سيرته(4)، والحنبلي في شذرات الذهب(5)، والواقع التاريخي هو الآخر لم يرتض هذا التوافق، وعلى كل حال فإن معظم هذه الأقوال لم تستند إلى رواية أهل البيت عليهم السلام، وما نسب إلى أهل البيت عليهم السلام من الروايات فهي سبعة:

      1ـ روى ابن جرير عن أبي بصير عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال: «ولدت فاطمة عليها السلام في جمادى الآخرة في العشرين منه سنة خمس وأربعين من مولد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وأقامت في مكة سنتين وفي المدينة عشر سنين، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً، وقبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة أحدى عشرة من الهجرة»(6).

      2ـ روى الكليني بإسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قالك سمعته يقول: «عاشت فاطمة عليه السلام بعد أبيها خسمة سبعين يوماً لم تر كاشرة ولا ضاحكة»(7).

      3ـ روى الاربلي في وفاتها بإسناده عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام «خمساً وتسعين ليلة في سنة إحدى عشرة»(8)

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار: 22/506، الطبقات الكبرى: 2/273.

(2) سيرة الرسول وخلفائه: 4/364.

(3) الأعلام للزركلي: 6/219.

(4) السيرة النبوية لابن كثير: 4/509.

(5) شذرات الذهب: 1/14.

(6) دلائل الإمامة: 45.

(7) الكافي: 3/228و 4/561. وهناك حديث آخر رواه الكليني في الكافي: 1/241 عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إن فاطمة مكثت بعد رسول الله خمسة وسبعين يوماً وكان دخلها حزن شديد على أبيها».

(227)

 

      4ـ وروى ابن سعد بإسناده إلى عمرو بن دينار عن الإمام الباقر عليه السلام: «توفيت فاطمة بعد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بثلاثة أشهر»(1).

      5ـ وروي أيضاً عن الإمام الباقر عليه السلام: «أن فاطمة عاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ستة أشهر»(2).

      6ـ وروي أيضاً عن الإمام الباقر عليه السلام عن آبائه عليه السلام: «إن فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) عاشت بعد النبي ستة أشهر، ما رئيت ضاحكة»(3).

      7ـ وروي أيضاً عن الإمام الباقر عليه السلام: «مكثت فاطمة عليه السلام في مرضها خمسة عشر يوماً وتوفيت»(4).

      وبغض النظر عن سند هذه الروايات فإن الاستناد إليها هو المتعين لأمرين، الأول: إنهم عليهم السلام معصومون، الثاني: إنهم من أهل البيت الذين هم أدرى بما في البيت، في قبال الأٌقوال التي تناقلها المؤرخون الذين قسم منهم ممن خالفوا أهل البيت عليهم السلام أو كانوا على بعد منهم، وأما نقل الموالين لبعضهم أقوالهم لا يجبر ضعفها، وتبقى مسألة التناقض بين نصوصها والذي يمكن حله بالتالي:

      1ـ إن الرواية الأخيرة جاءت لتحديد تاريخ مرضها ولا ترتبط بتحديد وفاتها كما يفهم من ظاهر النص، وذلك بالجمع بين الروايات الأخرى، كما أن هناك عدداً من النصوص التاريخية التي تدل على أن مدة المرض أقل من مدة مكوثها بعد أبيها، ومن تلك على سبيل المثال ما ورد في الروضة: «مرضت فاطمة عليه السلام مرضاً شديداًومكثت أربعين ليلة من مرضها إلى أن توفيت»(5) إلى غيرها، وهذه المقولة تتطابق مع ما ورد عن الإمام

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الطبقات الكبرى: 8/28، ومثله في مقاتل الطالبيين: 60، وعنه البحار: 43/215، وعن الواقدي أيضاً في تاريخه.

(2) بحار الأنوار: 43/200 عن مصباح الأنوار.

(3) بحار الأنوار: 43/200 عن مصباح ألانوار.

(4) بحار الأنوار: 43/200 عن مصباح الأنوار.

(5) روضة الواعظين: 151، راجع بحار الأنوار: 43/178 عن بعض الكتب: إلى أن مضى لها بعد موت أبيها سبعة وعشرون يوماً، واعتلت العلة التي توفيت فيها، فبقيت إلى يوم الأربعين.

(228)

 

الباقر عليه السلام أن بدو مرض فاطمة كان بعد خمسين ليلة من وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) (1)، فإذا جمع الخمسون مع الأربعين كان الحاصل تسعين يوماً، ولم يقل أحد بأن حادثه الإسقاط حصلت بعد وفاة أبيها مباشرة بل إنها خرجت وقصدت بيوت الأنصار واحتجت على فعلة أبي بكر، وقد أخذ هذا منها وقتاً طويلاً، وخطبت في ذلك، على تفصيل ليس هنا مكانه.

      2ـ أما الروايات الأولى والثانية والثالثة فليس فيها تناقض، وما مسألة السبعين والتسعين إلا من باب التنقيط الذي حصل بعد ذلك العصر، فدخل التصحيف بينهما لأن المفردتين تميزان بالتنقيط، والمتعين أن يكون المراد بها التسعين دون السبعين، لأن هناك تحديداً لليوم وعدد الأيام الفاصلة بين الوفاتين، ويتضح هذا الأمر من الرواية الأولى والتي تؤكد فيها على تحديد يوم الثلاثاء الثالث من شهر جمادى الآخرة، ويتناقض النص فيها لو أريد بها السبعون، لكنها تتجانس مع التسعين، وهذا يدلنا على أن مارود في الرواية الثانية التي رواها الإمام الصادق عليه السلام (خمسة وسبعون) هي تصحيف عن الخمسة التسعين، تؤيده الرواية الثالثة  التي رواها الإمام الباقر عليه السلام وقد رسمت بالتسعين.

      وبهذا التقريب أصبحت لدينا ثلاث روايات تدل على أن الفترة الزمنية كانت 95يوماً، ومن هنا يمكن معرفة ما ورد عن الإمام الباقر عليه السلام في الرواية الرابعة أنها توفيت بعد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بثلاثة أشهر هو من باب التقريب وترك الجزئيات أي تسعين يوماً، وهذا متعارف في النقل والتاريخ، حيث لم يكن المطلوب ربما في هذا الموقع الدقة بهذا الشكل، وما يرشدنا إل ذلك استخدام حرف الجر الباء في «بثلاثة»، حيث يدلنا على إرادة التقريب دون التحديد.

      وما الروايتان الخامسة والسادسة واللتان تحددان الفترة الزمنية بستة أشهر، وكذلك السابعة فإنها مرسلة، وقد رواها السيد هاشم البحراني المتوفى سنة 1107هـ والتي لم نعثر على هذه الروايات في النسخة المطبوعة(2) مما لايمكن الاعتماد على ذلك، بالإضافة إلى احتمال أن

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار: 43/201.

(2) طبع في جزأين بحجم 17×24سم بدار المودة ـ قم إيران سنة 1426هـ في طبعته الأولى بتحقيق الشيخ محمود الأردكاني البهبهاني الحائري.

(229)

 

فيها تصحيفاً، لأن المروي عن الإمام الباقر عليه السلام كما في الطبقات ومقاتل الطالبيين والبحار وتاريخ الواقدي هو ثلاثة أشهر، فالاعتماد عليها دون هذه، نعم تتطابق بعض المنقولات التي رواها صاحب الفصول المهمة عن مطالب السؤل وكلاهما عن الطبقات الكبرى، ولا يمكن الاعتماد عليها لإرسالها وتناقضها مع الروايات الصريحة، واحتمال أن نسبتها إلى الإمام الباقر عليه السلام جاءت في الغفلة، حيث صرح بسند الحديث المنقول عن الإمام الباقر عليه السلام وأنه قال: «توفيت فاطمة بعد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بثلاثة أشهر»، ثم أورد قولاً آخر بستة أشهر، فلربما دمج الكلامين وتصور أنه أيضاً من الإمام الباقر عليه السلام، وإليك نصه: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن جريح بن عمرو بن دينار عن أبي جعفر عليه السلام قال: «توفيت فاطمة بعد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بثلاثة أشهر، أخبرنا محمد  بن عمر قال: حدثنا معمر عن الزهري عن عروة أن فاطمة توفيت بعد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بستة أشهر»(1) فإن القول بأنها توفيت بعد ستة أشهر لايصح نسبته إلى الإمام الباقر عليه السلام، وربما يذهب البعض إلى أن المراد بست أشهر هو كونه في الشهر السادس من السنة الهجرية، ولكنه ترميم ضعيف.

      وفي مسألة ترجيح القولين المتداولين بين الإمامية أحدهما على ألآخر وهما الثالث عشر من جمادى الأولى والثالث من شهر جمادى الآخرة، بالإضافة إلى ما سبق أن رواية الثالث من جمادى الآخرة ذهب إليها معظم المحققين من العلماء كما هو واضح من المصادر التي أوردناها عند نقلنا للإقوال، بل أكثر من ذلك أن معظهم لم يذكروا غيرها، مما يعني أنهم لم يعتنوا بغيرها من الأٌقوال، وهناك من كبار علماء أهل السنة من ذهبوا إلى أرجحية هذا القول أيضاً، ومما يضاف إلى رجحان ذلك أن في الثالث عشر من شهر جمادى الأولى لم يكونوا بحاجة إلى إشعال السعف للإنارة لدى تجهيزها لأن في الثالث عشر تكون الليلة فيها مقمرة ولا حاجة إلى ضياء، حيث وقع الحدث في شهر تموز، ولا غيوم في المدينة في مثل هذا الفصل، إذ يطابق الحدث مع السادس من شهر تموز من سنة 632م، وأما اليوم الثالث من جمادى الثانية فإنها ليلة مظلمة، وهي بحاجة إلى إنارة

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) الطبقات الكبرى: 8/28.

(230)

 

الضوء للتجهيز ليلاً، فقد روى الصدوق بإسناده إلى الصادق عليه السلام في مسألة وفاة السيدة الزهراء عليه السلام إلى أن قال: «فلما قضت نحبها صلى الله عليها وهم في ذلك في جوف الليل، أخذ علي عليه السلام في جهازها من ساعته كما أوصته، فلما فرغ من جهازها أخرج علي الجنازة وأشعل النار في جريد النخل ومشى مع الجنازة بالنار حتى صلى عليها ودفنها ليلاً»(1).

      ومما قدمناه يظهر بشكل واضح أن أئمة أهل البيت عليه السلام صرحوا بكلامهم على أنها توفيت في الثالث من جمادى الآخرة، وتأتي هذه القرائن بالإضافة إلى اعتماد المحققين من العلماء على صحتها دون غيرها وبالأخص أنهم حددوا يوم الوفاة من الأسبوع، حيث ورد بأنها توفيت يوم الثلاثاء والذي يطابق 25آب من سنة 623م، بينما يوم الثالث عشر من شهر جمادى الأولى يطابق يوم الخميس، بل إن معطيات مدة المرض والمدة التي فصلت بين موت الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وعصرة الباب يناسب التسعين يوماً وليس السبعين، إلى معطيات أخرى كلها تصب في تطابقها مع اليوم الثالث من شهر جمادى الآخرة.

      وهنا أتساءل لماذا هذا الإصرار على التعتيم وعلى الإغراق بالجهل حول هذه الأمور التي يمكن كشفها بسهولة، والتي توجب الفرقة وعدم التوحيد في بلاد المسلمين في تواريخ قادتهم والأختلاف فيما بينهم، وكثرة الحديث عن الوفيات المسلمين في تواريخ قادتهم والاختلاف فيما بينهم، وكثرة الحديث عن الوفيات مما لا يليق بقادتنا الكرام، ، ومن هنا أتوجه بكل حب وولاء إلى التوحيد التواريخ بشكل موضوعي، وإن كثرة الأقوال لا تخدم المذهب ولا الشعائر لأن الدقة متوخاة والتشكيك مرفوض، وإذا أردنا القيام بذلك على مثل هذه الأقوال التي ذكرها الواقدي والطبري مروية عن عائشة وعن الزهري وعروة وأمثالهم لا تغنينا عن الحق الذي تفوه به أئمة أهل البيت عليهم السلام.

      وإذا ما أراد الواحد منا إقامة العزاء فله الخيار، أما فرضه على الآخرين فهذا غير مطلوب ومرفوض، وإلا فحسب هذه الأقوال فلا بد من إقامة العزاء عليها في كل شهر أكثر من ثلاث مرات، وإذا أريد أن تكون

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) علل الشرائع: 1/222، وعنه البحار: 43/204.

(231)

 

عشرة أيام فلا بد من أن نكون طوال السنة في عزاء، وإذا سحب الأمر على سائر المعصومين عليهم السلام فلا يبقى لنا يوم للإفراح والمواليد والأعياد، بل نحتاج إلى أيام أخرى أكثر من أيام السنة والواحدة، ومن جهة أخرى فإن الالتزام بعشرة أيام أو الذهاب إلى أخذ الأربعين لهم فإن هذين الأمرين من خصائص الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام والذي كان لأئمة أهل البيت عليهم السلام الدور بإقامتها بخصوصه عليه السلام دون غيره من الأئمة عليهم السلام، فلم يرو أنهم جلسوا للعزاء عشرة أيام في غير مصاب الإمام الحسين عليه السلام بل لم يخصصوا يوماً للاربعين لغيره، بل ميزوا عزاءه بذلك لأسباب غير خفية على أهل العلم والتاريخ، فلا بد من الألتزام بهذه الخصوصيات دون اللجوء إلى الرأي، وإذا ما أريد إحياء كل ذلك فلماذا الاختصاص ببعض المعصومين عليهم السلام دون غيرهم، ولماذا الوفيات فقط دون المواليد، أليس إقامة المواليد من الشعائر؟ بل الوارد من أئمة الهدى أنهم قدموا الفرح على الترح والسرور على الحزن، حيث روى الصدوق بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث الأربعمائة عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «إن الله تبارك وتعالى اطلع على الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصرونا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أولئك منا وإلينا»(1) وروى ابن قولويه بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام في ثواب البكاء على الإمام الحسين عليه السلام مخاطباً مسمع بن عبد الملك البصري: «رحم الله دمعتك، أما أنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا أمنا»(2) بالإضافة إلى إن أدخال السرور إلى قلب المؤمن بشكل عام يوجب الأجر والثواب، بل هو من خير الأمور، فقد روى الكليني بإسناده عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم): «إن أحب الأعمال على الله إدخال السرور على المؤمنين»(3) والكليني أيضاً روى بإسناده عن الإمام الباقر عليه السلام: «تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة، وصرف الأذى عنه حسنة، وما عبد الله بشيء أحب إلى الله من إدخال السرور على

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) الخصال: 635 وعنه البحار: 10/114، و44/287و 65/18.

(2) كامل الزيارات: 101.

(3) الكافي: 2/181، وعنه البحار: 71/289.

(232)

 

المؤمن»(1)، وبإسناده إلى الرسول (صلى الله عليه واله وسلم): «من سر مؤمناً فقد سرني ومن سرني فقد سر الله»(2) وبإسناده أيضاً عن الصادق عليه السلام: «لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سروراً أنه عليه أدخله فقط، بل والله علينا، بل والله على رسوله»(3)، وبإسناده أيضاً عن الإمام الصادق في تفسير آية إيذاء المؤمنين(4) عندما سأل الرواي: فما ثواب من أدخل عليه السرور؟ فقال الرواي جعلت فداك عشر حسنات، قال عليه السلام: اي والله، والله وألف ألف حسنة(5).

      ولا يخفى أن الكليني أفرز باباً لذلك، فليراجع. ومن المهم أن نتبع الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وأهل بيته الأطهار عليهم السلام في كل قولة وفعلة ونعرض أعمالنا على أقوالهم وأفعالهم، فما طابق أقوالهم وأفعالهم وسيرتهم سرنا عليها، وما خالف فلنتخلى عنها، وقد قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عن فانتهوا)(6)، وفي أخرى قال: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)(7).

ـــــــــــــــــــــ

(1) الكافي: 2/188.

(2) الكافي: 2/188.

(3) الكافي: 2/189.

(4) سورة الأحزاب، الآية: 58.

(5) الكافي: 2/192.

(6) سورة الحشر، الآية: 7.

(7) سورة الأحزاب، الآية: 21.

(233)