جهاد الامام السجاد عليه السلام 284

ـ فإن انقاد لربّه وأحسن الإجابة له ، (1) وإلاّ فليكن الله ( آثر عندك و ) أكرم عليك منه.
ولا قوة إلاّ بالله.

[ ز ـ حقوق الآخرين ]

[25] وأمّا حقّ المنعم عليك بالولاء :
فأن تعلم أنّه أنفق فيك ماله ، وأخرجك من ذلّ الرقّ ووحشته الى عزّ الحرّية وانسها ، وأطلقك من أسر الملكة ، وفكّ عنك قيد (2) العبوديّة ( وأوجدك رائحة العزّ ) وأخرجك من سجن القهر (3) ( ودفع عنك العسر ، وبسط لك لسان الإنصاف ، وأباحك الدنيا كلّها ) فملّكك نفسك ، ( وحلّ أسرك ) وفرّغك لعبادة ربّك ( واحتمل بذلك التقصير في ماله )
ـ فتعلم أنّه أولى الخلق بك ( بعد أولي رحمك ) في حياتك وموتك ، وأحقّ الخلق بنصرك (4) ( ومعونتك ، ومكانفتك في ذات الله ، فلا تؤثر عليه نفسك ) ما احتاج إليك.
[26] وأما حقّ مولاك الجارية عليه نعمتك :
ـ فأن تعلم أن الله جعلك حامية عليه ، وواقية ، وناصرا ، ومعقلا ، وجعله لك وسيلة وسببا بينك وبينه ، فبالحريّ أن يحجبك عن النار ، فيكون ذلك ثوابك منه في الآجل.
ـ ويحكم لك بميراثه في العاجل ـ إذا لم يكن له رحم ـ مكافأة لما أنفقته من مالك عليه وقمت به من حقّه بعد إنفاق مالك ، فإن لم تقم بحقّه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه.

(1) في الصدوق : فإن أطاع الله تعالى.
(2) في التحف :حلق ، بدل قيد.
(3) في الصدوق :من السجن.
(4) في الصدوق :وأن نصرته عليك واجبة بنفسك ما احتاج إليه منك.
جهاد الامام السجاد عليه السلام 285

ولا قوة إلاّ بالله (1)
[27] وأما حقّ ذي المعروف عليك :
ـ فأن تشكره
ـ وتذكر معروفه.
ـ وتنشر له (2) المقالة الحسنة.
ـ وتخلص له الدعاء في ما بينك وبين الله سبحانه. فإنك إذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرّا وعلانية.
ـ ثمّ إن أمكنك مكافأته بالفعل (3) كافأته ( وإلاّ كنت مرصدا له موطّنا نفسك عليها ).
[28] وأمّا حقّ المؤذّن :
ـ فأن تعلم أنّه مذكّرك بربّك ، وداعيك الى حظّك ، وأفضل أعوانك على قضاء الفريضة التي افترضها الله عليك.
ـ فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك.
ـ ( وان كنت في بيتك مهتّما لذلك ، لم تكن لله في أمره متّهما ، وعلمت أنّه نعمة من الله عليك ، لاشك فيها ، فأحسن صحبة نعمة الله بحمد الله عليها على كل حال.
ولا قوة إلاّ بالله ).
[29] وأمّا حق إمامك في صلاتك :
ـ فأن تعلم أنه قد تقلّد السفارة في ما بينك وبين ( الله ، والوفادة الى ) ربك.
ـ وتكلّم عنك ولم تتكلّم عنه.
ـ ودعا لك ولم تدع له

(1) في الصدوق :فأن تعلم أنّ الله عزوجل جعل عتقك له وسيلة إليه ، وحجابا لك من النار ، وأن ثوابك في العاجل ميراثه ، إذا لم يكن له رحم ، مكافأة بما أنفقت من مالك وفي الآجل الجنة.
(2) في الصدوق :وتكسبه ، بدل وتنشر له.
(3) في الصدوق :يوما ، بدل ( بالفعل ).
جهاد الامام السجاد عليه السلام 286

ـ ( وطلبَ فيك ولم تطلَب فيه )
ـ وكفاك همّ (1) المقام بين يدي الله ( والمسألة له فيك ، ولم تكفه ذلك ) فإن كان في شيء من ذلك تقصير (2) كان به دونك [ وإن كان تماما كنت شريكه ] ( وإن كان آثما لم تكن شريكه فيه ).
ـ ولم يكن له عليك فضل ، فوقى نفسك بنفسه ، و ( وقى ) صلاتك بصلاته.
ـ فتشكر له على [ قدر ] ذلك.
( ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ).
[30] وأمّا حقّ الجليس :
ـ فأن تلين له ( كنفك ، وتطيّب له ) جانبك
ـ وتنصفه في مجاراة اللفظ.
( ـ ولا تغرق في نزع اللحظ إذا لحظت.
ـ وتقصد في اللفظ الى إفهامه إذا لفظت ).
ـ وإن كنت الجليس إليه كنت في القيام عنه بالخيار ، وإن كان الجالس إليك كان بالخيار ، ولا تقوم إلاّ بإذنه (3)
ـ [ وتنسى زلاّته.
ـ وتحفظ خيراته.
ـ ولا تسمعه إلاّ خيرا ]
( ولا قوّة إلاّ بالله )
[31] وأمّا حقّ الجار :
ـ فحفظه غائبا.
ـ وإكرامه شاهدا.

(1) في الصدوق :هول.
(2) في الصدوق :نقص.
(3) في الصدوق ، اختلاف في الفاظ هذه الفقرة ، والمعنى واحد.
جهاد الامام السجاد عليه السلام 287

ـ ونصرته ( ومعونته في الحالين جميعا ) [ إذا كان مظلوما ].
ـ ولا تتّبع له عورة ( ولا تبحث له عن سوءة لتعرفها ، فإن عرفتها منه ـ من غير إرادة منك ولا تكلّف ـ كنت لما علمت حصنا حصينا وسترا ستيرا ، لو بحثت الاسنّة عنه ضميرا لم تتّصل إليه لانطوائه عليه ) (1)
[ وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته في ما بينك وبينه ].
( ـ لا تستمع عليه من حيث لا يعلم ).
ـ ولا تسلّمه عند شديدة.
( ـ ولا تحسده عند نعمة ).
ـ وتقيل عثرته ، وتغفر زلّته (2) ( ولا تدّخر حلمك عنه ) إذا جهل عليك.
ـ ولا تخرج أن تكون سلما له ، تردّ عنه لسان الشتيمة ، وتبطل فيه كيد حامل النصيحة (3) )
ـ وتعاشره معاشرة كريمة.
( ولا حول ) ولا قوّة إلاّ بالله.
[32] وأما حقّ الصاحب :
ـ فأن تصحبه بالفضل ( ما وجدت إليه سبيلا)و(إلاّ فلا أقل من) الإنصاف (4)
ـ وأن تكرمه كما يكرمك ( ولا يسبقك في ما بينك وبينه الى مكرمة ، فإن سبقك كافأته ) (5)
ـ ( وتحفظه كما يحفظك )
ـ [ وتودّه كما يودّك ] ( ولا تقصّر به عمّا يستحق من المودّة

(1) في الصدوق ـ بدل ما بين القوسين ـ : فإن علمت عليه سوءا سترته عليه.
(2) في الصدوق : ذنبه.
(3) كذا ، ولعلها : « النميمة » لأنّها أنسب بما قبلها وما بعدها سجعا ، ولأن حامل النصيحة لا كيد له ظاهرا ، فلاحظ.
(4) في الصدوق : فان تصحبه بالتفضّل والإنصاف.
(5) هذه الجملة مؤخرة في التحف عن الجملة التالية.
جهاد الامام السجاد عليه السلام 288

ـ تلزم نفسك نصيحته وحياطته.
ـ ومعاضدته على طاعة ربه )
ـ ومعونته على نفسه في ما لا يهم (1) به من معصية ( ربّه ).
ـ ثمّ تكون (2) عليه رحمة ، ولا تكون (3) عليه عذابا.
ولا قوّة إلاّ بالله.
[33] وأمّا حقّ الشريك :
ـ فإن غاب كفيته.
ـ وإن حضر ساويته (4).
ـ ولا تعزم على حكمك دون حكمه.
ـ ولا تعمل برأيك دون مناظرته.
ـ تحفظ عليه ماله.
ـ وتنفي عنه خيانته (5) في ما عزّ أوهان ، فـ ( إنه بلغنا ) « أنّ يد الله على الشريكين ما لم يتخاونا ».
ولا قوّة إلاّ بالله.
[34] وأمّا حقّ المال :
ـ فأن لا تأخذه إلاّ من حلّه.
ـ ولا تنفقه إلاّ في حلّه (6) ( ولا تحرّفه عن مواضعه ، ولا تصرفه عن حقائقه ، ولاتجعله ـ إذا كان من الله ـ إلاّ اليه ، وسببا الى الله ).

(1) في الصدوق : وتزجره عما يهمّ ، الى آخره.
(2) في الصدوق : وكن.
(3) في الصدوق : ولا تكن.
(4) في الصدوق : رعيته ، بدل ( ساويته ).
(5) في الصدوق : ولا تخنه.
(6) في الصدوق : في وجهه.
جهاد الامام السجاد عليه السلام 289

ـ ولا تؤثر به على نفسك من لا يحمدك ( وبالحريّ أن لا يحسن خلافته (1) في تركَتِكَ ، ولا يعمل فيه بطاعة ربك ، فتكون معينا له على ذلك ، أو بما أحدث في مالك أحسن نظرا ، فيعمل بطاعة ربه فيذهب بالغنيمة ).
[ ـ فاعمل فيه بطاعة ربّك ، ولا تبخل به ] فتبوء بـ ( الإثم و ) بالحسرة والندامة مع التبعة.
ولا قوّة إلاّ بالله.
[35] وأمّا حقّ الغريم الطالب لك :
ـ فإن كنت موسرا أوفيته (2) ( وكفيته وأغنيته ، ولم تردده وتمطله ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « مطل الغنيّ ظلم » )
وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول ( وطلبت إليه طلبا جميلا ) وردَدّتَه عن نفسك ردّا لطيفا.
( ولم تجمع عليه ذهاب ماله ، وسوء معاملته ، فإن ذلك لؤمّ.
ولا قوّة ألاّ بالله ) (3)
[36] وأمّا حقّ الخليط :
ـ فأن لا تغرّه.
ـ ولا تغشّه.
( ـ ولا تكذّبه.
ـ ولا تغفله )
ـ ولا تخدعه.
( ـ ولا تعمل في انتقاضه عمل العدوّ الذي لا يبقي على صاحبه.
ـ وإن اطمأن إليك استقصيت له على نفسك ، وعلمت : « أنّ غبن المسترسل ربا».

(1) في بعض نسخ التحف ، خلافتك.
(2) في الصدوق : أعطيته.
(3) هنا موضع « حق الغريم الذي تطالبه» الذي ذكر في المقدمة مع فروع الحقوق ، لكنّه لم يعنون هنا في أي من النصين لا في تحف العقول ، ولا في كتب الصدوق.
جهاد الامام السجاد عليه السلام 290

[ ـ وتتّقي الله تبارك وتعالى في أمره ]
ولا قوّة إلاّ بالله ).
[37] وأمّا حقّ الخصم المدّعي عليك :
ـ فإن كان ما يدّعي ـ عليك حقا [ كنت شاهده على نفسك ] ( لم تنفسخ في حجّته ) [ ولم تظلمه ] ( ولم تعمل في إبطال دعوته ) [ وأووفيته حقّه ] ( وكنت خصم نفسك له ، والحاكم عليها ، والشاهد له بحقّه ، دون شهادة الشهود ، فإن ذلك حقّ الله عليك ).
ـ وإن كان ما يدّعيه باطلا رفقت به ) وردعته (1) وناشدته بدينه ) [ ولم تأت في أمره غير الرفق ، ولم تسخط ربّك في أمره ] ( وكسرت حدّته بذكر الله ، وألغيت حشو الكلام ولغطه الذي لا يردّ عنك عادية عدوّك ، بل تبوء بإثمه ، وبه يشحذ عليك سيْف عداوته ، لأن لفظة السوء تبعث الشرّ ، والخير مقمعة للشر.
ولا قوّة إلاّ بالله ).
[38] وأمّا حق الخصم المدّعى عليه :
ـ فإن كان ما تدّعيه حقا (2) أجملت في مقاولته ( بمخرج الدعوى فإن الدعوى غلظة في سمع المدّعى عليه ) [ ولم تجحد حقه ].
( ـ وقصدت قصد حجّتك بالرفق ، وأمهل المهلة ، وأبين البيان ، وألطف اللطف.
ـ ولم تتشاغل عن حجّتك بمنازعته بالقيل والقال ، فتذهب عنك حجّتك ، ولا يكون لك في ذلك دَرْكَ )
[ وإن كنت مبطلا في دعواك اتقيْتَ الله عزّوجل ، وتبت إليه ، وتركت الدعوى ]
( ولا قوّة إلاّ بالله )

(1) كذا في بعض النسخ ، والظاهر أنه الصواب وفي أكثرها وروعته والظاهر عدم صحّته ، وفي بعض النسخ : ورّعته ، فمعناه دعوته الى الورع.
(2) في الصدوق : إن كنت محقا في دعواك....
جهاد الامام السجاد عليه السلام 291

[39] وأمّا حق المستشير :
ـ فإن حضرك له وجه رأي ، جهدت له في النصحية و (1) أشرت عليه ( بما تعلم أنك لو كنت مكانه عملت به.
ـ وذلك ليكن منك في رحمة ، ولين ، فإنّ اللين يونس الوحشة ، وأنّ الغلظ يوحش موضع الاُنس.
ـ وإن لم يحضرك له رأي ، وعرفت له من تثق برأيه وترضى به لنفسك ، دللته عليه وأرشدته إليه (2) فكنت لم تأله خيرا ، ولم تدّخره نصحا.
ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله )
[40] وأما حق المشير عليك :
ـ أن لا تتّهمه في مالا يوافقك عليه من رأيه ( إذا أشار عليك ، فإنّما هي الأراء وتصرّف الناس فيها واختلافهم ، فكن عليه في رايه بالخيار ، إذا اتهمت رأيه ، فأمّا تهمته فلا تجوز لك ، إذا كان عندك ممّن يستحق المشاورة.
ـ ولا تدع شكره على ما بدا لك من إشخاص رأيه ، وحسن وجه مشورته )
ـ فإذا وافقك حمدت الله ( وقبلت ذلك من أخيك بالشكر والإرصاد بالمكافأة في مثلها ، إن فزع إليك.
ولا قوّة إلاّ بالله ).
[41] وأمّا حقّ المستنصح :
ـ فإن حقّه أن تؤدّي إليه النصحية ( على الحقّ الذي ترى له أنه يحمل ، وتخرج المخرج الذي يلين على مسامعه ، وتكلّمه من الكلام بما يطيقه عقله ، فإن لكل عقل طبقة من الكلام يعرفه ويجتنيه ) (3)
ـ وليكن مذهبك الرحمة [ له والرفق به ]

(1) في الصدوق : إن علمت له رأيا.
(2) في الصدوق : وإن لم تعلم أرشدته إلى من يعلم.
(3) كذا في بعض النسخ وفي أكثرها : يجتنبه ، فلاحظ.
جهاد الامام السجاد عليه السلام 292

( ولا قوّة إلاّ بالله ).
[42] وأمّا حقّ الناصح :
ـ فأن تلين له جناحك.
ـ ( ثمّ تُشَرْئب (1) له قلبك ، وتفتح له سمعك ، حتى تفهم عنه نصيحته (2).
ـ ثمّ تنظر فيها ) : فإن كان وفق فيها للصواب (3) حمدت الله ( على ذلك ، وقبلت منه وعرفت له نصيحته ).
ـ وإن لم يكن وفق له فيها (4) رحمته ، ولم تتهمه ، وعلمت أنّه ( لم يألك نصحا ، إلاّ أنه ) أخطأ. [ ولم تؤاخذه بذلك ] إلاّ أن يكون ( عندك ) مستحقا للتهمة ، فلا تعبأ بشيء من أمره على ( كلّ ) حال.
ولا قوّة إلاّ بالله.
[43] وأما حقّ الكبير :
ـ فإن حقّه توقير سنّه.
ـ وإجلال إسلامه ، إذا كان من أهل الفضل في الإسلام ، بتقدّمه فيه (5)
ـ وترك مقابلته عند الخصام.
ـ ولاتسبقه الى طريق.
ـ ولا تؤمّه في طريق (6)
ـ ولا تستجهله.
ـ وإن جهل عليك ، تحمّلت ، وأكرمته بحقّ إسلامه [ وحرمته ] ( مع سنّه ، فإنّما حقّ السن بقدر الإسلام.

(1) كذا في النسخ ، ولعلّ الكلمة « تشرّف ».
(2) في الصدوق : وتصغي إليه بسمعك ، بدل هذه الفقرة.
(3) في الصدوق : فإن أتي الصواب.
(4) في الصدوق : وإن لم يوفق ، وفي بعض النسخ : يوافق.
(5) في التحف لتقديمه ، وفي الصدوق : إجلاله لتقدّمه في الإسلام قبلك.
(6) في الصدوق : ولا تتقدمه.
جهاد الامام السجاد عليه السلام 293

ولا قوّة إلاّ بالله ).
[44] وأمّا حقّ الصغير :
ـ فرحمته (1)
ـ ( وتثقيفه وتعليمه )
ـ والعفو عنه ، والستر عليه.
ـ والرفق به.
ـ والمعونة له.
( والستر على جرائر حداثته ، فإنّه سبب للتوبة.
ـ والمداراة له ، وترك مما حكته ، فإن ذلك أدنى لرشده )
[45] وأمّا حقّ السائل :
ـ فإعطاؤه [ على قدر حاجته ] (2) إذا تيقّنت صدقه وقدرت على سدّ حاجته.
ـ والدعاء له في ما نزل به.
ـ والمعاونة له على طلبته.
ـ وان شككت في صدقه ، وسبقت إليه التهمة له ، ولم تعزم على ذلك ، لم تأمن أن يكون من كيد الشيطان ، أراد أن يصدّك عن حظّك ، ويحول بينك وبين التقرّب الى ربّك ، فتركته بستره ، ورددته ردّا جميلا.
ـ وإن غلبت نفسك في أمره ، وأعطيته على ما عرض في نفسك منه ، فإن ذلك من عزم الأمور.
[46] وأمّا حقّ المسؤول :
ـ إن أعطى قبل منه ( ما أعطى ) بالشكر له ، والمعرفة لفضله.
ـ وطلب وجه العذر في منعه (3)

(1) أضاف الصدوق : في تعليمه.
(2) الى هنا ينتهي ما في الصدوق من حقوق السائل.
(3) في الصدوق : وان منع فاقبل عذره.
جهاد الامام السجاد عليه السلام 294

( ـ وأحسن به الظنّ.
ـ وأعلم أنّه إن منع فماله منع ، وأن ليس التثريب في ماله ، وإن كان ظالما ، فإن الإنسان لظلوم كفّار )
[47] وأمّا حق من سَرّك ( الله به وعلى يديه ) (1) :
ـ فإن كان تعمّدها لك : حمدت الله أولا ، ثم شكرته (2) على ذلك بقدره ، في موضع الجزاء.
ـ وكافأته على فضل الابتداء ، وأرصدت له المكافأة.
ـ وإن لم يكن تعمّدها : حمدت الله وشكرته ، وعلمت أنّه منه ، توحّدك بها.
ـ وأحببت هذا (3) إذ كان سببا من أسباب نعم الله عليك.
ـ وترجوا له بعد ذلك خيرا ، فإن أسباب النعم بركة حيثما كانت ، وإن كان لم يتعمّد.
ولا قوّة إلاّ بالله.
[48] وأمّا حقّ من ساءك ( القضاء على يديه ، بقول أو فعل ) :
ـ فإن كان تعمّدها كان العفو أولى بك (4) ( لما فيه له من القمع ، وحسن الأدب مع كثير أمثاله من الخلق.
ـ [ وإن علمت أن العفو عنه يضر ، أنتصرت ] فإن الله يقول : « ولمن انتصر بعد ظلمِه فأولئك ما عليهم من سبيل » الى قوله « من عزم الأمور »(5)
وقال عزّوجل « وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين » (6) هذا في العمد.
ـ فإن لم يكن عمدا ، لم تظلمه بتعمّد الانتصار منه ، فتكون قد كافأته في تعمّد

(1) في الصدوق : بدل ما بين القوسين : لله تعالى.
(2) في الصدوق في هذا الحق : « إن تحمد الله عزوجل أولا ، ثم تشكره» فقط ، ولم يورد باقي ما هنا.
(3) هذا إشارة الى الشخص الذي سرّك.
(4) في الصدوق : أن تعفوا عنه ، فقط ، ثم ذكر قوله : [ وإن علمت... الخ ].
(5) سورة الشورى ( 42 ) الآية : 41 ـ 43.
(6) سورة النحل ( 16 ) الآية : 126.
جهاد الامام السجاد عليه السلام 295

على خطأ.
ـ ورفقت به ، ورددته بألطف ما تقدر عليه.
ولا قوّة إلاّ بالله )
[49] وأمّا حقّ أهل ملّتك ( عامّة ) :
ـ فإضمار السلامة.
ـ و ( نشر جناح ) الرحمة [ بهم ]
ـ والرفق بمسيئهم.
ـ وتألّفهم.
ـ واستصلاحهم.
ـ وشكر محسنهم ( الى نفسه ، واليك ، فإن إحسانه الى نفسه إحسان إليك ، إذا كفّ عنك أذاه ، وكفاك مؤونته ، وحبس عنك نفسه.
ـ فعمّهم ـ جميعا ـ بدعوتك.
ـ وانصرهم ـ جميعا ـ بنصرتك ).
[ ـ وكفّ الأذى عنهم.
ـ وتحبّ لهم ما تحبّ لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك ].
ـ وأنزلهم ـ جميعا منك منازلهم : كبيرهم بمنزلة الوالد ، وصغيرهم بمنزلة الولد ، وأوسطهم بمنزلة الأخ (1) [ وعجائزهم بمنزلة أمّك ].
( ـ فمن أتاك تعاهَدْته بلطف ورحمة.
ـ وصل أخاك بما يجب للأخ على أخيه ).
[50] وأمّا حقّ أهل الذمّة :
ـ ( فالحكم فيهم ) أن تقبل منهم ما قبل الله.
ـ ( وتفي بما جعل الله لهم من ذمّته وعهده.

(1) في الصدوق بدل ما هنا : وأن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك ، وشبابهم بمنزلة إخوتك ، وعجائزهم بمنزلة أمّك ، والصغار بمنزلة أولادك .

السابق السابق الفهرس التالي التالي