التصنيف: الروضة الحسينية

  • القرن الخامس عشر الهجري (1980 ـ . . . م)

    الحرم الحسيني في القرن الخامس عشر الهجري

    (1980 ـ …. ميلادي )

    وفي سنة 1980م أنتهى العمل من إزالة جميع الأبنية الملاصقة من الخارج لصحن الروضة الحسينية وتشييد سور خارجي يحيط بالصحن يبلغ أرتفاعه 11 ، 30 متراً ، وتتوزع فيه الأبواب (المداخل) من جميع الجهات.

    ويبلغ أرتفاع الجدران 11.30 متر. وكانت تفتح على الصحن بسلسلة من الغرف عددها 65 غرفة ، يتصدر كل منها إيوان ذو عقد (قوس) مدبب وقد زينت جدران هذه الغرف من الداخل والخارج بالفسيفساء. ومعضمها أستخدم كمقابر للعلماء والشخصيات الدينية. وتقوم فوق هذه الغرف في الطابق الإول المخازن وسطح يشرف على الصحن(1).

    وفي سنة 1980 م تم الإنتهاء من إزالة الكثير من هذه المقابر من قبل السلطات الحكومية وتحويل الغرف إلى قاعات ومخازن ومرافق.

    ومن الاعمال التي تم أنجازها في الروضة الحسينية ـ والقسم الآخر منها ينجز حالياً ـ:

        مدرسة الإمام الحسين (ع) للعلوم الدينية.
        مكتبة الروضة الحسينية.
        قاعة للمؤتمرات.
        قاعة الانترنيت والاعلام.
        قاعة متحف الامام الحسين (ع).
        مضيف الامام الحسين (ع).
        مكاتب ادارية.
        صحن مقام السيدة زينب الكبرى في تل الزينبية.
      اضافة طابق ثانٍ فوق الأواوين المطلة على الصحن خصوصاً في الضلعين الشرقي والشمالي ، وقد روعي في التصميم والبناء أن تكون الأقواس والأكساء بالبلاط القاشاني على غرار ما هو موجود في أواوين الطابق الأرضي .
       
        صيانة وتركيب قطع المرايا الصغيرة والمرمر داخل الحضرة الشريفة.
        إدارة وصيانة منظومة التبريد والتكييف المركزي الجديدة.
        الإشراف على تركيب شباك موضع الاستشهاد المقدس.
      الإشراف على المسقفات الحديثة التي تقع على جانبي الساحة الواسعة بين الروضتين لغرض تهيئة أماكن مظللة لجلوس الزائرين.
      الإشراف على مجاميع المرافق الصحية وأستراحة الزائرين عند باب القبلة لصحن الروضة الحسينية.

    هذا بالإضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى المتوسطة والصغيرة كإنشاء الغرف والقاعات الجديدة والنافورات والأسبلة (سقايات الماء) وورش التصليح وغيرها.

     

    وقد قدم مقترح لتسقيف صحن الروضة الحسينية وتحويله إلى قاعات مسقفة كبير ملحقة بالحضرة وتكون جزء منها ، وذلك بعد تنفيذ الطابق الثاني فوق الغرف والأواوين المطلة على الصحن. 

    وقد قامت أخيرا اللجنة العليا لإدارة العتبات المقدسة بتوجيه لجنة المشاريع والصيانة في الروضة الحسينية المطهرة لتذهيب منارتي المشهد الحسيني المبارك بمبلغ مقداره مليار ونصف المليار دينار، وشمل المبلغ 12 ألف مثقال من الذهب عيار 24 و8 طن من النحاس، وبأشراف مجموعة من الفنانين والخبراء الهنود من جمعية الفيض الحسيني

  • القرن الرابع عشر الهجري (1883 ـ 1980 م)

    الحرم الحسيني في القرن الرابع عشر الهجري

    (1883 ـ 1980 ميلادي )

    وتوجد على غرفة القبر الشريف رخامة كتب عليها نص العبارة التالية :« قد عمر هذا المكان بهمة آغا حسين خان شجاع السلطان في 14 محرم سنة 1325 هجرية » .

    وفي سنة 1357 هجرية حصل في منارة العبد تصدع فأوفدت الحكومة آنذاك اقدر المهندسين وكشفوا عليها . فبان بهم ميلانها جهة الغرب ، حيث كانت خطره على الحرم الشريف والقبة . وبعد المداولة بين المهندسين . فرؤ ان لا مناص من هدمها حفظا للقبة الشريفة ، وعليه فهدمت

    ويستفاد من أبيات منظومة بالفارسية فوق شباك المقبرة الشمالية المقابلة للضريح : انه بمباشرت الحاج عبد الله ابن القوام على نفقة الحاج محمد صادق التاجر الشيرازي الأصفهاني الأصل قد قام بتكميل تعمير سرداب الصحن الحسيني وتطبيق الأروقة الثلاثة الشرقي والشمالي والغربي بالكاشي في سنة ألف وثلثمائة الهجرية .

    وفي هذا القرن أي في سنة 1355 هـ زار كربلاء السلطان طاهر سيف الدين الداعية السماعيلي فأشرف على الحائر ومد يد المساعدة له ، وذلك فقد أمر بتجديد شباك الضريح الحسيني المقدس من الفضة الخالصة ، وقد صنع في الهند سنة 1358 هـ كما وتبرع بعض الوجوه بالهمة التي بذلها السيد عبد الحسين السيد علي آل طعمة سادن الروضة الحسينية بمبلغ من المال لتجديد هيكل الضريح ، فتم ذلك في سنة 1360 هـ .

    وقد بذلت الدولة القاجارية اهتماماً ملحوظاً وأجرت اصلاحات واسعة وأرصدت مبالغ طائلة للحائر الشريف ، إلاان الاصلاحات تلك توقفت بعد اعلان الدستور العثماني سنة 1908 ميلادية ، أي من أوائل القرن الرابع عشر الهجري إلى مابعد منتصفه .

    وممن زار الحائر الحاج حسن باشا والي بغداد ، وكانت ولايته من عام 1308 هـ ـ 1314 هـ ، إذ جاء إلى كربلاء ثم تشرف بزيارة النجف وكان قد زارها مراراً عديدة .

    كما زار الحائر أيضاً السيد محمد خان اللكناهوري أحد سلاطين الهند . وذلك في سنة 1310 هـ .

    وزار الحائر في سنة 1326 هـ مير فيض محمد خان تالبر امير مقاطعة خير بور السند وهو شيخ كبير ومعه عدد من وزرائه وعساكره .

    وفي 19 رمضان سنة 1338 هـ زار الحائر السلطان أحمد شاه بن السلطان محمد علي شاه القاجاري ملك إيران وزينت المدينة تزييناًُ رائعاً وخرج الاشراف والأعيان لاستقباله .

    وزار كربلاء الملك فيصل الأول بن شريف حسين ملك العراق وذلك في شوال سنة 1339 هـ ـ 1921 م وذلك عند توليه عرش العراق لأول مرة ، واستقبل بحفاوة بالغة من قبل أعيان البلد ووجهائه ، وزينت الشوارع والطرق بالسجاجيد الثمينة .

    وزار كربلاء سنة 1342 هـ رضا شاه بهلوي رئيس وزراء إيران وقائد الجيش الايراني ، فاستقبل استقبالاً رائعاً ، ولدى عودته إلى إيران تولى العرش .

    وزار الحائر الشريف الأمير عبد الله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وذلك في يوم الأربعاء 19 جمادى الأولى سنة 1348 هـ .

    وزار الحائر أيضاً عباس حلمي ملك مصر السابق في رمضان سنة 1351هـ .

    وزار الحائر ملك العراق غازي الأول وذلك في يوم الاثنين 24 ذي الحجة سنة 1352 هـ واستقبل بحفاوة وتكريم عظيمين .

    وزار الحائر السيد علي رضا خان الرامبوري وذلك في يوم الأحد في الخامس والعشرين من رجب سنة 1353 هـ عائداً من النجف .

    كما جاء الحائر أيضاً السيد طاهر سيف الدين زعيم الطائفة الإسماعيلية في الهند وأفريقيا وذلك في سنة 1358 هـ .

    وزار الحائر أيضاً السلطان محمد ظاهر شاه ملك الأفغان في اليوم الخامس من جمادى الآخرة سنة 1369 هـ حيث توجه إلى النجف .

    وزار الحائر ملك العراق فيصل الثاني مع خاله عبد الإله في اليوم السابع عشر من شهر جمادى الثانية سنة 1369 هـ . كما زار الحائر زيارات متتالية أخرى .

    إثر تصدع ظهر في الإيوان الوسطي المعروف اليوم (بالإيوان الناصري) نسبة إلى بانيه ناصر الدين شاه القاجاري والذي لم يوفق لإكمال بنائه ، قام السلطان العثماني عبد الحميد بتجديد بنائه سنة 1309هـ (1892م) ويعرف أيضاً بالإيوان الحميدي .

    منذ سنة 1354هـ (1935م) وإلى سنة 1367هـ (1947م) قامت بلدية كربلاء على مراحل ـ على الرغم من معارضة العلماء وأهالي المدينة ـ بتهديم الكثير من المباني الدينية التراثية التي كانت ملحقة بصحن الروضة الحسينية ومنها مئذنة العبد الشهيرة والصحن الصغير الملحق بها ، وذلك بحجة فتح شارع يحيط بالروضة. ـ ويعتبر هذان البناءان من أجمل المعالم الاثرية الإسلامية في المدينة ـ بالإضافة إلى تهديم معالم أخرى مهمة وهي :

      1ـ المدرسة الزينبية.
      2 ـ الجامع الناصري.
      3 ـ مدرسة صدر الاعظم النوري.
      4ـ جامع رأس الحسين.
      5ـ مدرسة السردار حسن خان.
      6ـ مقابر السلاطين البويهيين. وغيرها من المعالم الأثرية الأخرى.

    في سنة 1356هـ (1937م) مالت إحدى المئذنتين الموجودتين في مقدمة الحرم الحسيني واللتين شيدتا في عهد السلطان أويس الجلائري هي المئذنة الغربية. فأمر السلطان طاهر سيف الدين الإسماعيلي بهدمها وتشييد مئذنة أخرى محلها من الطابوق (الآجر) والجص ، أما المئذنة الشرقية فبقيت على حالها حتى يومنا هذا.

    قام السلطان طاهر سيف الدين أيضاً في عام 1360هـ (1941م) بطلاء المئذنتين بقشرة خفيفة من الذهب من مستوى أرضية سطح الحضرة إلى قمتها .

    في سنة 1384هـ (1964م) تبرع السيد قنبر رحيمي أحد التجار الإيرانيين بتقديم أعمدة رخامية للبهو الأمامي للحضرة المعروف بـ(إيوان الذهب) ، وفي سنة 1394هـ (1974م) تم تركيب الأعمدة الرخامية بدلاً من أعمدة الخشب القديمة التي تآكل قسم منها بسبب الرطوبة .

    ونتيجة لهذا التغيير ، فقد أزيل جزء جميل وأصيل من معالم الروضة الحسينية التي كانت تتميز به .

  • القرن الثاني عشر الهجري (1685 ـ 1784 م)

    الحرم الحسيني في القرن الثاني عشر الهجري

    (1685 ـ 1784 ميلادي )

    وفي سنة 1117 هـ (1705م ) زار الحائر السلطان حسن باشا يروي لنا ابن السويدي في كتابة ( تاريخ بغداد ) عن وصف زيارة السلطان المذكور بقوله: وفي شوال من هذه السنة رفع اللواء بالمسير إلى كربلاء لزيارة سيد الشهداء وإمام الصلحاء قرة عين أهل السنة وسيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله [ رضي الله عنه ] وإلى زيارة الليث الجسور والشجاع الغيور قاطع الأنفاس من ضال كالخناس أبي الفضل العباس فدخل كربلاء وزار أصحاب الكساء واطلعت المباخر وظهرت المفاخر فأجزل على خدامها وأجمل في فقرائها ودعا بحصول المراد وزوال الأنكاد ودعا له بما يروم وأنجح في سعيه بالقدوم وبقي يوماَ واحداً لضيق القصبة بأحزابه وأعوانه وأصحابه ثم ارتحل قاصداً أرض الغري .

    وفي سنة 1135 هـ نهضت رضيه سلطان بيكم زوجة نادر شاه وكريمة حسين الصفوي الى تعمير المسجد المطهر وأنفقت على ذلك عشرين ألف نادري .

    وفي سنة 1156 هـ زار كربلاء السلطان نادر شاه الأفشاري وأقام فيها خمسة أيام هو ووزراؤه وعساكر ه وأرباب دولته ومعه نديمه مرزا زكي .

    ولعل من المفيد هنا ان ندون الوصف الرائع الذي دبجه يراع الرحالة العباس ابن علي الملكي الحسني الموسوي المتوفى حدود سنة 1180 هـ عن المشهد الحسيني في القرن الثاني عشر الهجري فقال : وفي سادس الشهر دخلنا أرض الحائر مشهد الحسين الطاهر سلام الله عليه وعلى أخيه وعلى جده وأبيه وأمه وبنيه وسائر مواليه ومحبيه :

    فتشرفت والحمد لله بالزيارة ولاح لي من جنابه الشريف إشارة ، فإني قصدته لحال وماكل مايعلم يقال وقرت عيني بزيارة الشهيد علي الأصغر ابن مولانا الحسين الشهيد الأكبر وزيارة سيدي الشهيد العباس بن علي بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .وأما ضريح سيدي الحسين فيه جملة قناديل من الورق المرصع والتحف مايبهت العين من أنواع الجواهر الثمينة ما يساوي خراج مدينة ، وأغلب ذلك من ملوك العجم وعلى رأسه الشريف قنديل من الذهب الأحمر يبلغ وزنه منين بل اكثر، وقد عقدت عليه قبة رفيعة السماك متصلة بالأفلاك وبناؤها عجيب صنعه حكيم لبيب ،وقد أقمت شهرين بمشهد مولانا الحسين بلدة من كل المكاره جنة كأنها من رياض الجنة نخيلها باسقات وماؤها عذب زلال من شط الفرات وأقمارها مبدرة وأنوارها مسفرة ووجوه قطانها ضاحكة مستبشرة وقصورها كغرف من الجنان مصنوعة فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة وفواكهها مختلفة الالوان وأطيارها تسبح الرحمن على الاغصان وبساتينها مشرقة بأنوار الورود والزهور وعرف ترابها كالمسك ولونها كالكافور وأهلها كرام أماثل ليس لهم في عصرهم مماثل لم تلق فيهم غير عزيز جليل ورئيس صاحب خلق وخلق جميل وعالم فاضل وماجد عادل يحبون الغريب ويصلونه من برهم وبرهم بأوفر نصيب .

    واجتمعت بالرئيس المعظم والعظيم المفخم ذي الشرف الباذخ والفخر الوضاح مولانا السيد حسين الكليدار يعني صاحب المفتاح وبأخيه الشهم النجيب الكريم النبيل العظيم مولانا السيد مرتضى حماه الله تعالى من حوادث القضاء وبالعالم الحبر النحرير الرحلة الفهامة ذي الوصف الجميل والذكر الحسن مولانا الفاضل الملا أبو الحسن فجمع بيني وبين الامير المظفر الشجاع الغضنفر البحر الغطمطم الاشد الغشمشم بحر الإحسان ومعدن الكرم الامير حسين أو غلي بيك أيشك اغاسي باشي حرم سلطان العجم وكان قد استأذن من السلطان في ذلك العام أن يسير إلى العراق لزيارة الائمة اعلام الهدى ومصابيح الظلام ، وهذا الامير من أكابر امراء أصفهان ، وهذا الخطاب الذي هو خطاب لرئيس الحجاب على أبواب

    ويوجد في أعلى عمود وسط الضلع الجنوبي من شبكة الفولاد المنصوبة على قبر الحسين عليه السلام ، ما يقابل الوجه الشريف . هذه العبارة : ( من بكى وتباكى على الحسين فله الجنة صدق الله ورسوله ، صلى الله عليه وآله وسلم سنة 1185 هـ ) .

  • القرن الحادي عشر الهجري (1592 ـ 1684 م )

    الحرم الحسيني في القرن الحادي عشر الهجري

    (1592 ـ 1684 ميلادي )

    في سنة 1010 هـ كادت عساكر الوزير اسماعيل باشا تتمرد على قادتها حتى أنهم عند وصولهم إلى كربلاء لزيارة الإمام الحسين (ع) لم يتمكنوا من ضبطهم إذ راحوا يفعلون ما يشاؤون بغير نظام واعتدوا على الكثير من الأهلين وعند عودتهم إلى بغداد صدرت الأوامر بعزل رؤسائهم وفر قسم منهم نحو إيران خوفاً من العقاب .

    في عام 1012هـ و بالتحديد في 25 أيلول 1604م وصل إلى كربلاء الرحالة البرتغالي المعروف بيدرو تكسيرا ( Pedro Teixra ). ويصف تكسيرا سكان هذه المدينة بأنهم من العرب والإيرانيين وقليل من الأتراك. وبعضهم كان من بقايا الذين جاءوا لزيارة مرقد الإمام الحسين (ع) وأستوطنوا المدينة ، وقسم آخر خلفتهم الحروب التي أندلعت بين الصفويين والعثمانيين. ممن لاذ بأمان المرقد وسلام المدينة المقدسة . وقال عن الروضة الحسينية : إن المسلمين يتوافدون لزيارتها من جميع الأنحاء.

    وفي سنة 1032هـ (1623م) كان الشاه عباس الكبير قد توجه ، بعد سيطرته على بغداد، لزيارة كربلاء وزيارة مرقد الإمام الحسين (ع) .

    وفي سنة 1042 (1633م ) قام الشاه صفي الدين الأول حفيد الشاه طهماسب بزيارة كربلاء وبذل الكثير من الأموال من أجل ذلك .

    وفي سنة 1048هـ (1638م ) .زار الشاه صفي الدين (بعد ان استولى على العراق من جديد) كربلاء والمراقد المقدسة فيها وأنعم على فقراء المدينة بالأموال والهبات الكثيرة.

    وفي سنة 1088هـ (1677م) زار الوالي العثماني قبلان مصطفى باشا كربلاء وأنعم على القائمين على خدمة مرقد الإمام الحسين (ع)

  • القرن العاشر الهجري (1495 ـ 1591 م)

    الحرم الحسيني في القرن العاشر الهجري

    (1495 ـ 1591 ميلادي )

    وفي سنة 914 هـ فتح الشاه اسماعيل الصفوي بغداد، وكان همه الأول هو التبرك بزيارة أجداده الأئمة المعصومين ، فقصد زيارة مرقد الحسين (ع) في يوم 26 جمادى الثانية فأمر بتذهيب حواشي الضريح الحسيني ويعتبر هذا أول عهد بدأ فيه بإدخال الذهب على البناء . ، وأهدى اثني عشر قنديلاً من الذهب، كما اهدى الشاه نفسه شبكة فضية للضريح وهو صندوق بديع الصنع من الفضة نصب فوق القبر الشريف . وفرش تلك الحضيرة القدسية البسط وجلله بأنواع الحرير والاستبرق ، وبذل الأموال الكثيرة لللائذين بقبره الشريف . واعتكف هناك ليلة ثم رجع في اليوم التالي متوجهاً إلى الحلة ومنها إلى النجف . ويظهر ان الصندوق الذي أمر به الشاه اسماعيل لم يتم إلا في عام 932 هـ .

    وذكر الزيارة هذه المستر لونكريك في كتابه ( أربعة قرون من تاريخ العراق )

    وفي سنة 920 هـ أهدى الشاه اسماعيل الصفوي صندوقا الى القبر الشريف حيث ورد انه عندما دخل الشاه اسماعيل الصفوي الاول ـ مؤسس الدولة الصفوية في ايران والذي يرتقي نسبه الى الامام السابع موسى بن جعفر عليه السلام ـ بغداد فاتحا سنة 914 هـ وعمل ثوبا حريريا لقبره الشريف ، وعلق اثنى عشر قنديلا من الذهب ، أطراف القبر ، ثم خرج قاصدا النجف الأشرف

    وفي سنة 936هـ (1530م) زار طهماسب الأول ابن الشاه اسماعيل الصفوي المراقد المقدسة في كربلاء بعد ان استعاد السيطرة على العراق مرة اخرى من العثمانيين

    وفي سنة 941 هـ / 1534 م تم فتح العراق على يد السلطان سليمان القانوني الذي احتل بغداد في 18 جمادى الأولى سنة 941 هـ وزار مرقد الإمامين الهمامين الجوادين (ع ) في ظاهر بغداد . ثم قصد زيارة المشهدين المعظمين أمير المؤمنين وأبي عبد الله الحسين عليهما السلام واستمد من أرواحهما . وكانت زيارته لكربلاء في 28 جمادي الأولى من السنة المذكورة ، وأمر بشق نهر كبير من الفرات وأوصله إلى كربلاء وجعلها كالفردوس الأمر الذي زاد في محصولاتها وأثمار أشجارها وأنعم على الخدمة والسكان . كما وأنعم على ساكني دار السلام .

    وفي عام 982 رممت منارة العبد وارخ ذلك بكلمة انكشتيار ـ أي خضر المحب ـ

    وفي سنة 984 هـ ورد ان الوالي على باشا الوند زادة ، بأمر من السلطان مراد الثالث العثماني قد جدد بناء جامع الحسين وقبته المنورة . وقد ارخ هذا البناء أحد الشعراء المشهورين بأبيات مطلعها :

    بحمد الله كه از عون الهي   نموده خدمة شاه شهيدان
    شه كشور ستان خاقان اعظم   مراد بن سليم ابن سليمان

     وقد وهم الاستاذ حسن الكليدار في كتابه ( مدينة الحسين ) ص 38 ، اذ ذكر ان هذه الابيات قد قيلت بمناسبة تشييد القبة من قبل مراد الرابع العثماني ، الا ان الصحيح ما ذكرناه .

    وفي سنة 980 هـ (1573م) أستطاع الشاه طهماسب الأول بن إسماعيل الصفوي أن يسيطر على بغداد من جديد بعد أن كان العثمانيون قد سيطروا عليها . وبعد أن عقد مع الدولة العثمانية معاهدة صلح قام للمرة الثانية بزيارة كربلاء والمراقد المقدسة فيها وأمر في هذه الزيارة بالأهتمام بالمدينة وبالمرقد الحسيني الشريف.

    وفي سنة 984 هـ (1576م) قام الوالي العثماني علي باشا الوندزادة بأمر من السلطان العثماني مراد الثالث بتشييد ضريح الأمام الحسين (ع) وكذلك شيد المسجد والرواق والقبة وعمر ايضاً قباب شهداء كربلاء .

  • القرن التاسع الهجري (1396 ـ 1494)

    الحرم الحسيني في القرن التاسع الهجري

    (1396 ـ 1494 ميلادي )

    وفي سنة 857هـ (1454م) قام علي بن محمد بن فلاح الملقب بـ(المشعشعي) الذي كان حاكماً على البصرة والأهواز والجزر القريبة منهما ، بنهب المشهدين المقدسين في كربلاء والنجف ، وقتل بعـض أهلهمـا وأخذ بعـض الأسـرى إلـى البصرة

    وقام أوزون حسن سنة 873هـ (1468م) بتأسيس دولة التركمان آق قويونلي (الخروف الأبيض) التي خلفت دولة التركمان قرة قويونلي (الخروف الأسود) ، وحكمت لمدة 42 سنة في أطراف إيران والعراق وتعاقب على حكمها ثمانية سلاطين ، وإذا كانت هذه الدولة لم تستطع أن تقدم خدمات مهمة للعتبات المقدسة في كربلاء وسواها وذلك لأنشغالها بالحروب والمنازعات الشديدة التي كانت تقع بينها وبين العثمانيين وأحياناً مع الصفويين فيكفيها أنها حفظت للعتبات المقدسة أمنها وسلامتها ومنعت وقوع أي أعتداء عليها خلال حكمها الذي أنتهى على يد الشاه إسماعيل الصفوي سنة 914هـ (1508م) .

  • القرن الثامن الهجري (1302 ـ 1395 م)

    الحرم الحسيني في القرن الثامن الهجري

    (1302 ـ 1395 ميلادي )

    يذكر المستشرق الإنكليزي براون Broun انه : في سنة 701 هـ أو سنة 703 هـ توجه السلطان غازان إلى الحلة وانحدر منها إلى كربلاء لزيارة المشهد الحسيني وأهدى إلى المشهد هدايا سلطانية وزين الروضة بالتحف النفيسة وأمر للعلويين المقيمين فيها بأموال وفيرة . وفي دور الدولة الأيلخانية الجلائرية التي تأسست أمارتها في العراق على عهد الشيخ حسن الجلائري المتوفى سنة 757 هـ وأعقبه في الحكم نجله السلطان أويس قام بتشييد بناية الروضة الحسينية المقدسة . وقد زار الحائر نجله السلطان أحمد بهادر خان بن أويس الذي تم على يده بناء الروضة الحسينية الماثلة للعيان اليوم .

    وجاء اولجياتو محمد خدابنده خلفاً لأخيه غازان الذي وافاه الأجل سنة 703 هـ واقتفى اثره واهتمامه بالمشاهد وبالعلويين وقد اعتنق اولجياتو المذهب الشيعي

    وفي سنة 767هـ (1366م) تجددت عمارة الروضة الحسينية للمرة السابعة ، وقد أمر بتشييده السلطان أويس بن الشيخ حسن الجلائري الأيلخاني وأتمة واكمله ولداه السلطان حسين والسلطان أحمد سنة 786هـ (1384م)، حيث أقيم بناء شامخ على القبر من الطابوق (الآجر) والجص تعلوه قبة عالية من الآجر أيضاً ، وتحف بها مئذنتان في مقدمة الحرم وشيد البهو الأمامي للروضة المعروف بايوان الذهب . أما الرواق الغربي للروضة فقد شيده عمران بن شاهين ـ كما مر بنا آنفاً ـ ويعرف اليوم برواق السيد ابراهيم المجاب . ويطلق على الرواق الشرقي برواق اغا باقر البهبهاني شيخ الطائفة الاصولية في عصره، على قبره صندوق خشبي بديع الصنع . وفي الواجهة الامامية للروضة رواق حبيب بن مظاهر الاسدي . اما الرواق الشمالي للروضة فيعرف برواق الشاه نسبة إلى وجود مقبرة بعض الملوك القاجاريين ، ويقع خلف مسجد عمران بن شاهين .

    وقام أمين الدين مرجان ، الوالي على بغداد من قبل السلطان أويس ، في نفس الفترة ، أي سنة 767هـ (1366م) بتشييد مئذنة كانت تعرف بـ(مئذنة العبد) شيدت من الطابوق (الآجر) والجص وتقع في الجهة الشرقية من صحن الروضة الحسينية وبنى بجانبها مسجداً صغيرا ًوتذكر المصادر التاريخية عن ذلك بالتالي :

    وفي سنة 767 هـ (1366م) قدم بغداد السلطان أويس الجلائري ، الذي أصبح سلطاناً على خراسان والعراق بعد أبيه الأمير الشيخ حسن الجلائري ، ليخمد فتنة عبده الأمير مرجان الذي كان قد عينه والياً على العراق. وأراد (مرجان) هذا أن يستقل بالعراق ولذلك فإن السلطان أويس جهز جيشاً لإخضاعه. وما إن اقترب من بغداد حتى هرب مرجان إلى كربلاء وأستجار بحرم الإمام الحسين (ع) .وعندما علم السلطان أويس بذلك تيقن من صدق مرجان في حبه لأهل بيت النبوة (ع) فأحضره وأكرمه وعفا عنه وأعاده والياً على العراق. وكان مرجان حينما أستجار بالحرم الحسيني المطهر قد نذر أن يبني مئذنة خاصة في الروضة الحسينية إن خرج ناجياً من هذه المحنة ، ففعل ذلك وبنى حولها مسجداً. ثم أجرى لهما من أملاكه في كربلاء وبغداد وعين التمر والرحالية أوقافاً يصرف واردها على المسجد والمئذنة التي عرفت بـ(مئذنة العبد) .

    وعندما علم السلطان أويس بما قام به واليه على بغداد مرجان من تكريم وتعظيم لمرقد الإمام الحسين (ع) وجعل أمواله وأملاكه وقفاً عليه ، اقدم هو الآخر على تجديد عمارة المرقد الشريف وقام من بعده أبناه السلطان حسين والسلطان أحمد بهادر خان بأستكمال البناء سنة 786هـ (1384م) ، وهو البناء الذي ما زال هيكله موجوداً إلى آلان وقد شيد أيضاً في هذه الفترة البهو الأمامي للروضة الحسينية المعروف بإيوان الذهب .

    وفي سنة 795 هـ زار الحائر الحسيني قُواد تيمورلنك العسكريين بعد انتصارهم على الجلائريين في المعركة التي جرت بينهم في كربلاء وورد ان : ( أمراء تيمورلنك بعد استيلائهم على خزائن السلطان توجهوا قاصدين زيارة مرقد أبي عبد الله الحسين عليه السلام يتبركون به يستجمعون قواهم ، وبعد فراغهم من مراسيم الزيارة أجزلوا بالنعم والهدايا على السادة العلويين الملازمين لقبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام ثم رحلوا عن كربلاء بعد أن مكثوا فيها بعض يوم ) .

  • القرن السابع الهجري (1206 ـ 1301 م)

    الحرم الحسيني في القرن السابع الهجري

    (1206 ـ 1301 ميلادي )

    وفي سنة 634 هـ الخليفة المستنصر بالله العباسي أبرز ثلاثة آلاف دينار الى الشريف الاقساسي ( نقيب الطالبيين ) وأمر ان يفرقها على العلويين المقيمين في مشهد أميرالمؤمنين علي والحسين وموسى بن جعفر عليهم السلام . .

    وفي سنة 653 هـ زار كربلاء الملك الناصر ابن الملك عيسى الايوبي عند مجيئه للعراق لاخذ جوهرة عظيمة ، كان قد بعثها من حلب وديعة عند الخليفة المستعصم العباسي ، ثم توجه من كربلاء الى الحج بعد أن أيس من أخذها .

    وفي سنة 656 هـ وإثر انقراض الدولة العباسية وظهور الدولة الايلخانية (المغول) قدم بغداد هولاكو، وعند استيلائه على العراق اجتمع فريق من أقطاب الشيعة فقرروا مفاتحة هولاكو ومكاتبته يسألونه الامان ، وانفذ هولاكو فرماناً يطيب قلوب الشيعة . يقول العلامة الحلي في كتابه ( كشف اليقين في باب أخبار مغيبات أمير المؤمنين ) سبب سلامة أهل الكوفة والحلة والمشهدين الشريفين إلى ما ذكره والده الشيخ سديد الدين لهولاكو من أخبار أمير المؤمنين بعمارة بغداد وملك بني العباس وأحوالهم وأخذ المغول الملك منهم . ويؤيد ما ذهب اليه الداودي في كتابه(عمدة الطالب ) فقال : ان مجد الدين محمد بن طاوس خرج إلى هولاكو وصنف له كتاب ( بشارة المصطفى ) وسلم الحلة والنيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب ورد اليه حكم النقابة بالبلاد الفراتية .

    وفي سنة 662 هـ زار المشهد الحائري جلال الدين ابن الدواتدار الصغير ، فشرع في بيع ماله من الغنم والبقر والجواميس وغير ذلك ، واقترض من الأكابر والتجار مالا كثيراً ، واستعار خيولاً وآلات السفر وأظهر أنه يريد الخروج إلى الصيد وزيارة المشاهد واخذ والدته وقصد مشهد الحسين عليه السلام ثم توجه الى الشام فتأخر عنه جماعة ممن صحبه من الجند لعجزهم .

    وفي سنة 696 هـ قدم العراق من بلاد الجبل السلطان محمود غازان خان ماراً بالحلة فالنجف فتوجه إلى كربلاء حيث قصد زيارة الحسين بن علي عليه السلام وفي هذه المرحلة أمر بتوزيع آلاف من الخبز في اليوم للأشخاص المقيمين بجوار قبر الحسين عليه السلام .

    وفي سنة 698 هـ قصد السلطان غازان خان العراق ( وكان السلطان ارغون بن اباقاخان بن هولاكو معروفأ بحبه الشديد لآل البيت ) و قدم إلى زيارة كربلاء والنجف وفي رحلته هذه كان قد عبر الفرات في 10 جمادى الأولى متوجهاً إلى الحلة ومكث بها ستة أيام ، وهناك أمر الخواجة شمس الدين صواب الخادم السكورجي ان يحفر نهرا من اعالي الحلة ياخذ الماء من الفرات ويدفعه إلى مرقد الحسين عليه السلام ويروي سهل كربلاء اليابس القفر ، ووهب غلاة هذا النهر إلى العلويين والفقراء الذين يأتون إلى المرقد الحسيني وعددهم كان عديداً .

  • القرن السادس الهجري (1109 ـ 1205 م)

    الحرم الحسيني في القرن السادس الهجري

    (1109 ـ 1205 ميلادي )

    وفي سنة 513 هـ زار كربلاء الأمير دبيس بن صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد أبو الأعز الأسدي ، وكان شجاعاً أديباً شاعراً ملك الحلة بعد والده وحكمها زهاء 17 عاماً وقتل سنة 529 هـ بتحريض السلطان مسعود السلجوقي ولما قصد كربلاء دخل الحائر الحسيني باكيا حافيا متضرعا الى الله ان يمن عليه بالتوفيق وينصره على أعدائه ، ولما فرغ من مراسيم الزيارة أمر بكسر المنبر الذي كان يخطب عليه باسم الخليفة العباسي عند صلاة الجمعة قائلاً لا تقام في الحائر الحسيني صلاة الجمعة ولايخطب هنا لأحد . ثم قصد مرقد الإمام علي عليه السلام في النجف وعمل ماعمل في كربلاء .

    وفي سنة 526هـ (1132م) قام الخليفة العباسي المسترشد بوضع يده على الخزائن من الأموال والمجوهرات العائدة لمرقد (الإمام) الحسين (ع) لحاجته إلى المال لصرفه على الجيش وأكتفى بذلك دون أن يتعرض للمرقد بسوء.

    وفي سنة 529 هـ مضى إلى زيارة علي ومشهد الحسين عليهما السلام خلق لايحصون وظهر التشيع .

    وفي سنة 553هـ (1158م) زار الخليفة العباسي المقتفي بالله كربلاء ومرقد الإمام الحسين (ع) وهو في طريقه لزيارة مدينة الأنبار بعد أن عبر نهر الفرات.

  • القرن الخامس الهجري (1011 ـ 1108 م)

    الحرم الحسيني في القرن الخامس الهجري

    (1011 ـ 1108 ميلادي )

    في سنة 402 هـ واصل فخر الملك البويهي الصدقات والحمول الى المشاهد بمقابر قريش والحائر والكوفة ، وفرق الثياب والتمور .

    تجددت عمارة مرقد الإمام الحسين (ع) في أوائل القرن الخامس للهجرة للمرة السادسة لأن البناء الذي شيده عضد الدولة أنهار سنة 407هـ (1017م) نتيجة سقوط شمعتين كبيرتين فأحترقت قبة المرقد والأروقة

    ففي سنة 407 هـ : احترق الحرم الشريف اثر اندلاع حريق عظيم ، كان سببه اشعال شمعتين كبيرتين سقطتا في الليل على التأزير والمفروشات ، حيث ان الروضة كانت تنار بواسطة الشموع ، فالتهمت النار اولا التأزير والستائر وتعدت النار بعد الحرق القبة السامية الى الأروقة ولم يسلم من النار سوى السور وقسم من الحرم ومسجد عمران بن شاهين ، ويشكك الدكتور عبد الجواد الكليدار بأن الحريق كان قضاءً وقدراً ويشير في كتاب (تاريخ كربلاء وحائر الحسين ص220) ان القادر بالله العباسي كانت له يد بالامر .

    و ذكر بعض المؤرخين ان ابا محمد الحسن بن الفضل بن سهلان وزير سلطان الدولة البويهي ، هو الذي جدد بناء الحائر بعد وقوع هذا الحريق سنة 414هـ (1023م) . لكن المصادر التي عولوا عليها لم تنسب الى ابن سهلان هذا سوى بناء سور الحائر وليس تجديد بنائه . هذا فضلا عن ان ابن سهلان بدأ ببناء سور الحائر في سنة 400 هـ أي قبل وقوع الحريق بسبعة أعوام . وهي نفس السنة التي أمر ببناء سور على مشهد أمير المؤمنين (ع) .

    فقد ورد في المنتظم (جـ 7 ص 246 ) : وفي جمادة الأولى ( سنة 400 هجـ ) بدأ ببناء السور على المشهد بالحائر وكان أبو محمد الحسن بن الفضل بن سهلان قد زار هذا المشهد واحب أن يؤثر فيه مؤثرا ثم ما نذر لأجله أن يعمل عليه سور حصينا مانعا لكثرة من يطرق الموضع من العرب وشرع في قضاء هذا النذر ، ففعل وعمل السور واحكم وعرض ونصبت عليه أبواب وثيقة وبعضها حديد : وتمم وفرغ منه ، وتحسن المشهد به وحسن الأثر فيه

    وذكرت المصادر اعلاه ان المرقد بعد الحريق ظل على هذا الحال حتى أمر الحسن بن الفضل الرامهرمزي وزير الدولة البويهية بتجديد عمارة المرقد فشيد البناء من الطابوق (الآجر) والجص ، وشيد أيضاً سوراً للحائر الحسيني وهذا البناء هو الذي شاهده الرحالة أبن بطوطة وذكره في رحلته إلى كربلاء التي كانت سنة 727هـ (1327م).

    وفي سنة 431 هـ زار الحائر السلطان أبو طاهر جلال الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة البويهي ترافقه حاشية كبيرة من أهله وأتباعه ومواليه من الأتراك وبضمنهم الوزير كمال الملك أبو المعالي عبد الرحيم ، وكان في أكثر الطريق يمشي على قدميه طلباً لمزيد الأجر والثواب وذُكر انه: (ترجل قبل أن يرد المشهد بنحو الفرسخ تعظيما واجلالا لقبر سيد الشهداء) ، ومكث في كربلاء مدة من الزمن أجزل خلالها العطايا والنعم على سكان الحائر ، ثم قصد زيارة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف .

    وفي سنة 436 هـ سار الملك أبا كاليجار البويهي الى بغداد في مائة فارس ، فلما وصل النعمانية لقيه دبيس بن مزيد ، ومضى الى زيارة المشهدين بالكوفة وكربلاء .

    وفي سنة 479 هـ زار الحائر من السلاجقة السلطان أبو الفتح جلال الدولة ملك شاه بن أبي شجاع محمد ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق حيث توجه قاصداً زيارة الحسين عليه السلام ومعه حاشية كبيرة كان من ضمنهم الوزير خواجة نظام الملك ، وقد أجزل السلطان لدى زيارته أكثر من ثلاثمائة دينار على سكان الحائر وأمر بعمارة سوره ثم توجه إلى النجف ، حيث زار مشهد الإمام علي عليه السلام .