التصنيف: معلومات جغرافية

  • نهر نينوى

    نهر نينوى

    ومن الأنهار الاخرى التي كانت تروي هذه التربة الطاهرة نهر نينوى الذي كان يتفرع من عمود الفرات مايقارب الحصاصة وعقر بابل ، بين شمال سدة الهندية وجنوب قضاء المسيب من نهر سوري ثم يشق ضيعة ام العروق ، ويجري جنوب كرود أبو حنطة ( أبو صمانة ) وتقاطع مجراه باقياً إلى يومنا هذا ، ويعرف بعرقوب نينوى . ويقال ان البابليين هم الذين حفروا هذا النهر مع تشكيل قرية نينوى باسم عاصمة الآشوريين التي كانت تعرف ( كربا ـ ايلو ) ابان حكمهم وأدوار حضارتهم ولعدم ورود ذكر هذا النهر حتى عرضنا ، يخال لي توغل دثوره في مستهل أيام الشغب .

    مستل من كتابي تراث كربلاء للسيد سلمان هادي آل طعمة وبغية النبلاء في تاريخ كربلاء للسيد عبد الحسين الكليدار الطعمة ( بتصرف )

  • النهرين

    نهرا النهرين

    وهو فرعان يشتقان من عمود الفرات كانا يجريان في كربلاء قديماً ، ويتصلان ببعضهما في قرية نينوى في جوار الحاير الحسيني ويتجهان الى الشمال الشرقي الى الكوفة معا على سبيل توحيد وتفرّد ، وللفارق يعرفان بنهري كربلاء ، وقد ورد ذكرها في كتب المؤرخين الذين تطرقوا إلى مأساة الحسين ومنهم أبو الفرج الأصفهاني في كتابه ( مقاتل الطالبين ) وابن كثير في كتابه ( البداية والنهاية ) وابن شهر آشوب في كتابه ( المناقب ) والطبري في تاريخه المعروف .

    مستل من كتابي تراث كربلاء للسيد سلمان هادي آل طعمة وبغية النبلاء في تاريخ كربلاء للسيد عبد الحسين الكليدار الطعمة

  • نهر الغازاني

    نهر الغازاني

    ومن الأنهار المندرسة الاخرى النهر الغازاني نسبة إلى غازان خان من آل جنكيز أحد ملوك التتر الذين حكموا العراق بعد سقوط الخلافة العباسية ، فأمر غازان بتجديد نهر العلقمي وتقريب مأخذه من الفرات ، وقد بتر المغول القسم الأعلى من مجرى النهر وأوصلوا القسم الآخر بالنهر الذي حفره غازان من فرات الحلة ولم يستسيغوا بقاء اسم العلقمي على هذا النهر ، لاسيما وقد طرأ عليه الكثير من التغيير والتبديل كما نص على ذلك ابن الفوطي في حوادث سنة ثمان وتسعين وستمائة بقوله : ثم أمر بحفر نهر بأعلى الحلة فحفر وسمي النهر الغازاني تولى ذلك شمس الدين صواب الخادم السكورجي وغرس الدولة ابن …. ثم سار إلى بغداد وسمي بالغازاني تخليداً لذكرى حافره غازان المذكور .

    ويقول مؤلف ( تاريخ المغول ) في الوصاف : اهتز اللواء الملكي المؤيد بالنصر يوم الخميس وانتهز اجتياح طف الفرات على الطريق الذي هو من مستحدثات ايام الدولة الغانية . وضياعه الموات فيما مضى كان يطلق عليه بالعلقمي . ولاستحداثه وجريان الفرات فيه لنضارة خضرته طغى نطاق الفكر في التقدير جرى الوادي فطم على القرى . وحاز اللواء الملكي زيارة حائر الحسين المقدس . ثم اتجه على طريق الفرات الى الانبار وهيت .

    تركت منظومة الري وأهملت المجاري لعدم وجود من يبتذل الجهود ويهمه استمرار بقائها لارواء المدن العطشى . وعلى الاخص لمثل نهر العلقمي لطول مجراه . لذلك أمر غازان بتجديد النهر العلقمي وتقريب مأخذه من الفرات . فبتروا أعالي مجرى النهر وأوصلوا القسم الآخر بالنهر الذي حفره غازان من فرات الحلة ولم يستسيغوا بقاء اسم العلقمي على هذا النهر لا سيما وقد طرأ عليه الكثير من التغيير والتبديل فأطلقوا عليه اسم ( الغازاني ) تخليدا لذكرى حافره غازان .

    وكان العمود المنحصر بالفرد للفرات على أثر اضمحلال الفروع التي كانت تأخذ منه وتصب في دجلة ، كنهر عيسى وفوهته من الصقلا . وبه تقريبا مع نهر السراط الذي يتفرع منه . فبعد أن كانا يرويان دار السلام أو ـ مدينة المنصور ـ والاراضى المحيطة بهما يصبان في دجلة داخل بغداد . ثم نهر صرر . ينصب ازاء المدائن . ونهر الملك ويصب فيهما بين النعمانية والمدائن . ثم نهر سورى الذي انحصر به المجرى . وأصبح المندفع الاعظم لمائه . وكان موقع جسره نفس قضاء المسيب الحالي . وفي الشرقي منه على بعد ميلين كان موقع قصر ابن هبيرة ـ على ما رواه ابن واضح في البلدان ـ على فرع يأخذ مائه من الفرات سمي بنهر النيل أو الصراط . وآثار هذا القصر باقية الى يومنا هذا في الجزيرة . في نفس القضاء بمقربة من ضريح ابن القاسم ، يطلق عليه بتل هبيرة . ويتفرع من نهر سورى أو شط الحلة ، نهر النيل الذي حفره الحجاج بن يوسف الثقفي أبان عهد الدولة الاموية . وفوهته اليوم ـ تقريبا تحاذي موقع الحجمه من شط الحلة .

    وكان نهري سورى والنيل يحدثان عند افتراق مجراهما واتصالهما شبه جزيرة بيضوية الشكل . ثم يصبان في بطائح أو أهوار الكوفة .

    ولم يزل عمود الفرات على جريانه صوب شط الحلة حتى بعد الالف ومائتين وثمانية الهجرية . اذ حفر نهر الهندية ، بتبرع آصف الدولة ، ملك أ ود ـ الهندي بقصد أرواء ساحة الغري الاقدس . وقد صادف الماء مستوى أخفض من مجراه الطبيعي . فعندها غير مجراه الى هذا المستوى المنخفض . حتى كاد أن يقضي أبديا على الفرات الحلة لولا تدارك وعناية السلطان عبد الحميد الثاني العثماني . اذ كلف شركة جاكسن الانگليزية بتدارك ذلك . فشيدت الشركة المذكورة السدة القائمة اليوم . وكان قد عجز قبل ذلك ولاة بغداد ـ وكبدهم الكثير من الخسائر ـ من تشييد السدود لنفس الغاية .

    فعلى أثر تشييد السدة الموجودة اليوم ارتوت أراضي الحلة وكربلاء واستمر بها جرى الماء طوال أيام السنة .

    مستل من كتابي تراث كربلاء للسيد سلمان هادي آل طعمة وبغية النبلاء في تاريخ كربلاء للسيد عبد الحسين الكليدار الطعمة ( بتصرف )

  • نهر العلقمي

    نهر العلقمي

    وكان يسقي كربلاء قديماً نهر العلقمي ، وهو اليوم من الآثار المندرسة أيضاً . فقد ذكر المسعودي في التنبيه والاشراف وكاتب البريد ابن خر داذبه في المسالك : إذا جاز عمود الفرات هيت والأنبار ( يقابل الثاني الأول في الضفة الغربية ) فتجاوزهما فينقسم قسمين : منها قسم يأخذ نحو المغـرب قليلاً المسـمى ( بالعلقمي ) إلى أن يصير إلى الكوفـة .

    وآثار العلقمي الباقي منه اليوم ـ على ما وقفت عليه ـ إذا انتهى إلى شمال ضريح عون اتجه إلى الجنوب ، حتى يروي ـ الغاضرية لبني أسد ـ والغاضرية على ضفته الشرقية ، وبمحاذاة الغاضرية شريعة الإمام جعفر ابن محمد عليه السلام على الشاطىء الغربي من العلقمي . وقنطرة الغاضرية تصل بينه وبين الشريعة ثم ينحرف إلى الشمال الغربي ، فيقسم الشرقي من مدينة كربلاء بسفح ضريح العباس عليه السلام إذا استشهد مايلي مسناته . فإذا جاوزه انعطف إلى الجنوب الشرقي من كربلاء ماراً بقرية نينوى وهناك يتصل النهر ( نينوى والعلقمي ) فيرويان مايليهما من ضياع وقرية شفيه فيتمايلان بين جنوب تارة وشرق أخرى ، حتى إذا بلغ خان الحماد ـ منتصف الطريق بين كربلاء والغرى ـ اتجها إلى الشرق تماماً وقطعا شط الهندية بجنوب برس وحرقة ـ وأثرهما هناك مرئي ومشهور ـ حتى يشقان شرقي الكوفة .

    وذهب فريق آخر من المؤرخين إلى الاعتقاد بأن القسم المحاذي من هذا النهر لطف كربلاء قد كلف بحفره رجل من بني علقمة بطن من تميم ثم من دارم جدهم علقمة بن زرارة بن عدس فسمي النهر بالعلقمي ، وذلك في أواخر القرن الثاني الهجري ، وبذلك قال الشريف محمد بن علي الطباطبائي الشهير بالطقطقي في تاريخه الفخري عند ذكره ترجمة حال أبي طالب مؤيد الدين ابن العلقمي الوزير العباسي على عهد المستعصم وهولاكو الايلخاني انه سمي بابن العلقمي نسبة إلى جده علقمة الذي قام بحفر نهر العلقمي . والفريق الثاني من المؤرخين سموا النهر بإسم العلقم فذكر النويري في كتابه ـ بلوغ الأرب في فنون الادب ـ ان نهر الفرات بعد اجتيازه الانبار ينقسم إلى قسمين : قسم يأخذ نحو الجنوب قليلاً وهو المسمى بالعلقم ، وذلك لكثرة العلقم ( الحنظل ) حول حافتي النهر والعلقم بالفتح والسكون يطلق على كل شجر مر ( الحنظل ) وما عداه من غير فارق ، والعلقمة المرارة ، يخال لي لشدة ما كان العرب يكابدون من مرارة ماء آبار الجزيرة حتى تخوم الجزيرة ومياه عيون الطف ثم ينهلون عذب نمير هذا النهر فلبعد شقة البين بالضد أطلقوا عليه اسم ( العلقمي ) .

    وجاء في تاريخ آل سلجوق لعماد الدين الأصفهاني المؤرخ الإسلامي الذي عاش في القرن الثامن الهجري ان جدول العلقمي كان يمر بالمشهديـن أي كربلاء والنجف .

    وقد بقي نهر العلقمي حتى عام 697 هـ ثم علته الرمال والأوحال مماعرقل جريان الماء فيه ، وتروي بعض المصادر القديمة ان السلطان محمود الغزنوي قد أرسل وزيره علي الجويني إلى كربلاء فأمر بتطهير نهر العلقمي وإزالة الرمال والطمى منه ، وعاد الماء في واديه متدفقاً . وفي عام 915 هـ عادت الرمال تعلو هذا النهر وتوقفه عن الجريان .

    ويذكر ان مجراه في العصور القديمة كان يتصل ببطائح البصرة ، وان سابور ذي الأكتاف اتخذ حافتيه قاعدة للذب عن غزو العرب لتخوم المملكة . وشمل بعناية أخلافه من ملوك الساسانية لموقعه الدفاعي .

    وبلغ من ادهار العمران الذي حف بجانبيه شأواً حتى أن ذكروا : أفلتت سفينة وانحدرت مع جري الماء يومين فامتلأت بأنواع صنوف أثمار حافتيه .

    ذكر هارفي بوتر في التاريخ القديم ان بخت نصر الملك البابلي حفر نهراً من أعالي الفرات حتى أوصله الى البحر لتقارب الوصف ، من الممكن أن يكون هذا النهر هو ( العلقمي ) ولنفس الغاية لبعد أمد جريه اختار فوهته من أعالي الفرات لارتفاع مستوى الماء هناك ـ للتدفق وسرعة الجري ـ ولبعد عمود الفرات عن ارواء آخر حدود الريف في العصور القديمة من التاريخ في الدور البابلي أو الكلداني . اذا مجراه يشق عاصمتهم بابل . كان بطبيعة الحال حفر مثل هذا النهر من الضروري ومما لا مناص منه انطاق مدى العمران .

    اطلقت على جملة الضياع التي اتخذت على النهرين ، العلقمي ونهر نينوى في الدور الاسلامي من مبتدأ فوهة أو صدر ( العلقمي ) ما يلي هيت بـ ( الفلوجة العليا ) فاذا انحدر مجراه لحدود كربلاء ( الفلوجة الوسطى ) ولحدود اتصاله بالكوفة بـ ( الفلوجة السفلى ) وهذه الفلاليج الثلاثة ، كل واحد منها في الدور الكسروي متمماً لأستان بهقباذات الثلاثة . ففيما بين نهري دجلة والفرات ، أستان بهقباذ الأعلى ، ثم الأوسط ، ثم الأسفل . كان قسط هذا النهر من التفقد والعناية قد بلغ نصاب الكفاية ، يتمايل بنشوة نظارة العمران وساكني حافتيه في هناء ورغد عيش ، حتى أن انتكست الخلافة العباسية ، وحل بكيانها الضعف والوهن ، لشغب الأتراك وتلاعبهم بنصب وخلع وقتل ثلاثة من الخلفاء ، وهم المستعين والمعتز والمهتدي .

    المنطقة فيما بين بغداد والكوفة ، والجزيرة بين الرافدين . وبقيت محافظة على عمرانها الى القرن السادس على غرار وصف أبي زيد البلخي بأنه سواد مشبك وشهود ابن جبير له كما أورده في رحلته الى المشرق . حتى دمرتها عواصف حملة التتر سنة ستة وخمسين وستمائة .

    ولما كان العلقمي يروي كربلاء وساكنيه وجه الاشراف من العلويين والمنقطعين في جوار الحسين (ع) ولم تبق وسيلة للاهتمام بشأنه غير تبرع أهل الفضل بالبذل ، ولا بد من أن بني بويه في القرن الرابع لتشيعهم وعنايتهم بشؤون المشاهد المشرفة ، كانوا السبب الوحيد لبقاء حياة هذا النهر حتى منتصف القرن الخامس اذ أن الامام ابن الجوزي يحدثنا في ( المنتظم ) في حوادث سنة 451 فيقول : خرج البساسيري الى زيارة المشهد بالكوفة على أن ينحدر من هناك الى واسط واستصحب معه غل في زورق العمال في حفر النهر المعروف بالعلقمي ويجريه الى المشهد بالحائر وفاء بنذر كان عليه .

    ويقول مؤلف تاريخ آل سلجوق في حوادث سنة 479 هـ وصل عماد الدولة سرهنك ساوتكين الى واسط ومنها الى النيل في شهر رمضان ، وزار المشهدين الشريفين وأطلق بهما للاشراف مالا جزيلا ، وأسقط خفارة الحاج وحفر العلقمي وكان خرابا من دهر ، وقدم بغداد

    ويحدثنا السيد الطقطقي في الآداب السلطانية ص301 ، عند ذكر مؤيد الدين ابن العلقمي وزير الخليفة المستعصم بالله وقيل لجده العلقمي لأنه حفر النهر المسمى بالعلقمي وهو النهر الذي برز الامر الشريف السلطاني لحفره وسمي بالغازاني . فعليه قاوم العلقمي كوارث الاعفاء والدروس حتى آخر القرن السابع ، ثم اصبح أثرا بعد عين . وفي حبر كان يحدثنا العلامة الحسن بن يوسف في الص58 عند ذكر عبد الغفار يقول : ( هو من أهل الجازية قرية من قرى النهرين ) . وقفت بنفسي على دارس رسوم هذه القرية قبيل الحرب العامة لسنة 1914 م وموقعه يقع في الشمال الشرقي من مدينة كربلاء على آخر حدود ضيعة الوند ، يشاهد بظهر طلولها خزف وبعض زجاج مبعثر ، وفيما يليه آثار حصن على التقريب ينوف أبعاد اعلامه المائة متر في مثله منسوب لبني أسد وبلغني ان آجر هذا الحصن ذراع بغدادي مربع وبين طلول الجازية والحصن أثر مجرى نهر دارس . لم أبحث هل هو نفس العلقمي أو أحد شعبه .

    يعتقد الدكتور أحمد سوسه في مؤلفه ( وادي الفرات ج2 ص87 ) : ان العلقمي قد أخذ مجرى نهر مارسس القديم الذي كان قد اضمحل فأعيد احياؤه زمن العرب .

    جاء في قمر بني هاشم للسيد عبد الرزاق المقرم ( ص121 ) ما نصه ( . . . لم يعرف السبب في التسمية به ـ أي العلقمي ـ وما قيل في وجهها ان الحافر للنهر رجل اسمه علقمة بطن من تميم ثم من دارم جدهم علقمة بن زرارة ابن عدس لا يعتمد عليه لعدم الشاهد الواضح . ومثله في ذكر السبب : كثرة العلقم حول حافتي النهر وهو كالقول بأن عضد الدولة أمر بحفر النهر ووكله الى رجل اسمه علقمة فانها دعاوى لا تعضدها قرينة ، على انك عرفت ان التسمية كانت قبل عضد الدولة ) .

    مستل من كتابي تراث كربلاء للسيد سلمان هادي آل طعمة وبغية النبلاء في تاريخ كربلاء للسيد عبد الحسين الكليدار

  • نهر الحسينية

    نهر الحسينية (السليماني)

     أما النهر السليماني ( الحسينية ) فقد أنشأه السلطان سليمان القانوني العثماني سنة 941 هـ / 1534 م . ذكر المستر لونكريك في كتابه ( أربعة قرون من تاريخ العراق ) ان السلطان سليمان كانت غايته الثانية أن يزور العتبات المقدسة في الفرات الاوسط ، ويفعل هناك أكثر مما فعله الزائر الصفوي في العهد الأخير ، فوجد مدينة كربلاء المقدسة حائرة في حائرها بين المحل والطغيان . إذ كان الفرات الفائض في الربيع يغمر الوهاد التي حول البلدة بأجمعها من دون أن تسلم منه العتبات نفسها . وعند هبوط النهر كانت عشرات الألوف من الزوار يعتمدون على الاستسقاء من آبار شحيحة قذرة . فرفع مستوى ( روف السليمانية ) . وهي سدة ماتزال تقوم بعملها حتى اليوم لوقاية البلدة من الفيضان ، ثم وسع الترعة المعروفة بالحسينية وزاد في عمقها لكى تأتي بالماء المستمر ، ولتجعل الأراضي الخالية المغبرة حولها بساتين وحقولاً يانعة للقمح . وصارت هذه الترعة تنساب في أرض كان الجميع يظنونها أعلى من النهر الأصلي . فاستبشر الجميع بالمعجزة واقتسم الحسين الشهيد والسلطان القانوني جميع الثناء والإعجاب . وبعد أن زار سليمان قبر الإمام علي في النجف رجع إلى بغداد . ويعقب عباس العزاوي على ذلك بقوله : نهر الحسينية هذا النهر من أعظم أعمال السلطان سليمان القانوني كان يسمى باسمه ( النهر السليماني ) والآن يسمى بالحسينية أجراه إلى كربلا فأحياها ولم يوفق السلاطين السابقون أيام غازان وغيره ومنهم الشاه اسماعيل والشاه طهمـاسب الخ . وبتبرع زوجة محمد شاه القاجاري ملك ايران أنفذ نهر الرشدية وذلك عام 1259 هـ فسمي الفرع عند ذاك بأسم الرشدية . اما الفرع الثاني لهذا النهر فسمي بالهنيدية ويسير باتجاه جنوب مدينة كربلاء . ومما يذكر بهذا الصدد أن الرحالة الميرزا أبو طالب خان بن محمد الأصفهاني الذي قدم إلى بغداد في غرة شوال 1217 هـ ( 17 كانون الثاني 1803 م) وبعد أيام غادرها لزيارة سامراء ثم عاد إلى بغداد ، وأخيراً بارحها في 4 ذي القعدة 1217هـ أول آذار 1803 م لزيارة الاضرحة التي في كربلاء والنجف قال ما تعريبه : وبعد أن قمت بواجب الزيارة في كربلاء بارحتها قاصدا النجف بطريق الحلة فقدمت اليها في اليوم نفسه ولاقيت في طريقي جدولين أولهما يقال له النهر الحسيني ( الحسينية ) على بعد أميال قليلة في كربلاء وكان حفره بأمر السلطان مراد ( كذا وصححه السلطان سليمان ) والثاني من النهرين يقال له نهر الهنيدية أو الآصفي لأن النواب آصف الدولة حفره بنفقاته وهو أعرض من النهر الحسيني والغاية من حفره إيصال الماء إلى مرقد الإمام علي . وقد بلغت نفقات هذا الجدول حتى الآن عشرة لكوك من الروبيات مع أنه لم يصل بعد إلى النجف لأن باشا بغداد والرجل الذي ولاه الباشا الإشراف على العمل جعلا النهر يمر بالكوفة وغيرها من المدن عوضاً عن جعله يجري مستقيما وقد بقيت أربعة أميال لإيصاله إلى المحل والأعمال متداولة عليها .. الخ .

    وكما اسلفنا اطلق على هذا النهر حسب منطوق الوثائق القديمة لبعض الحدائق بالنهر ( الشريف السليماني ) . وفي سنة 1217 هـ عندما أراد أن يقيس أبو طالب في رحلته ( مسير طالبي ) عرض شط الهندية . قال : هو على غرار نهر الحسينية ـ الاسم الذي يعرف به اليوم مع ما طرأ على عدوتيه من تغير وتبديل ، هو اليوم عين النهر الموجود يروي ضياع كربلاء وبساتين ضواحيها باسم نهر الحسينية . كان منفذه الرئيسي ينتهي الى هور السليمانية الواقع في القسم الشرقي من البلاد ، على مسافة بضع أميال ، والفرع الذي اختص لارواء السكنة والمجاورين كان يطوق المدينة من ثلاثة جهات . حيث الشمال والغرب ثم ينعطف نحو الجنوب ويتجه شرقا نحو حتى يصل الى منفذه الرئيسي في هور السليمانية .

    وقد قام حسن باشا والي بغداد لسنة 1329 هـ على الخلل الذي طرأ على مجرى هذا النهر فحفر له صدرا آخر . ويوجد اليوم في شمال قضاء المسيب جانب البو حمدان في ضيعة هور حسين ترعة يطلق عليها بصدر الحسينية العتيق . وكان لها قنطرة قائمة متينة على محاذات خان الوقف الذي هدم حديثا لغرض فتح شارع المقابل للجسر الثابت الذي انشأ لربط جانبي القضاء . وعلى ما أتخطر هدمت القنطرة السالفة الذكر لاستعمال أنقاضها في بناء الناظم الذي أقيم على صدر الحسينية ، القائم ليومنا هذا أي سنة 1324 .

    وعلى أثر التغيير الذي طرأ على مجرى عمود الفرات باحداث الهندية بأمر آصف الدولة الهندي أشكل علينا معرفة الفوهة الاصلية لنهر الحسينية . وكذلك موقعه الذي اختير له من الفرات عند حفره بأمر سليمان القانوني سنة 941 هـ ومن المحتمل أن تكون فوهته بمقربة من مأخذ وفوهة نهر نينوى القديم على التقريب .

    مستل من كتابي تراث كربلاء للسيد سلمان هادي آل طعمة وكتاب بغية النبلاء في تاريخ كربلاء للسيد عبد الحسين الكليدار الطعمة ( بتصرف )

  • عين التمر

    عين التمر

     عين التمر، أو شثاثا او شفاثا قضاء تابع لمحافظة كربلاء قال عنها ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان : بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة بقربها موضع يقال له شفاثا منهما يُجلَب القصب والتمر إلى سائر البلاد وهو بها كثير جدا وهي على طرف البرية وهي قديمة افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد في سنة 12 للهجرة تتواجد في عين التمر عيون الماء النقية الصالحة للشرب، وبها انواع نادرة من الاسماك الصغيرة والملونة، وينابيع المياه فيها مازالت تتدفق من باطن الارض منذ الاف السنين. وتعتبر منطقة عين التمر أحد أهم واجمل الواحات الصحراوية وفيها انواع مختلفة من بساتين التمور. ولد فيها شاعر الزهد والحكمة أبي العتاهية .

     جغرافيا تبعد مسافة 80 كم غربي مدينة كربلاء ، يحدها من الغرب منطقة شريش ، ومحافظة الأنبار ، وشريش اسم المنطقة التي يمر فيها نهر قديم يسمى بنفس الاسم ومن الشرق الطار وهو حافة منخفض أبي دبس أمام منطقة الشعيب ، ويسمى أيضا طار السيد كما يحدها من الشمال بحر الملح وهور أبي دبس ومن الجنوب منطقة السلام .

    عين التمر أو شثاثة أو شتاثة تسميات لمكان واحد يعج به أريج التاريخ والطبيعة والصحراء والماء والنخيل..كل شيء في هذا المكان من الممكن أن تجده وكأن الله أراد أن يعطي دروسا للبشرية من أن الصحراء من الممكن أن تكون واحة خضراء وعيونا تتدفق منها المياه .

    سطح شثاثا : جزء من سطح منطقة الأودية في الهضبة الغربية المتحدة من غرب الفرات ، وتختلف أجزاؤه باختلاف المناطق ، فهناك المنخفضات التي أصبحت تربتها رسوبية رملية مالحة بفعل السيول الناتجة من مياه الأمطار المنسابة في الأودية ، ومياه منخفض هور أبي دبس وبحر الملح تطغي على مساحة واسعة من الأراضي المنخفضة التي تقع فيها شثاثا وبعض أراضيها ذات طبيعة شبه صحراوية .

     والأراضي المستغلة زراعيا يغلب عليها السبخ ، ومع ذلك فان أراضيها تمتاز بصلاحيتها للزراعة ، وتملك الواحة معينا لا ينضب من المياه الجوفية التي خلقت فيها جنة في وسط تلك البوادي القاحلة.

    في الطريق إلى عين التمر تبدو الصورة وكأنك تريد أن تقطع الصحراء لكنك تقطع آثارا ما زالت تعاند الطبيعة . . فطوال أكثر من 80كم هي المسافة الفاصلة ما بين آخر نقطة من مدينة كربلاء وأول نقطة من عين التمر لا شيء غير الصحراء والآثار وبحيرة ترزّ الماء إلى الصحراء لتصلحها وكأنها الرزّة التي توضع في الباب لتحكمه كما يقول مختار الصحاح.

    هناك تدخل مباشرة إلى غابة من النخيل قاطعا قناطر صغيرة ترتفع فوق مياه صافية يجري ماؤها رقراقاً . هناك وسط غابات النخيل تواجدت العيون المشهورة . . عيون كبريتية لا يتوقف الماء فيها ، تسقي شلالات النخيل والبساتين عبر سواق وانهار صغيرة وجداول جعلت من الحب آصرة لها لتغدق على الأرض بعضا من حب الله لهذه الأرض . .فتكون سرا من أسرار الصحراء فتحولت إلى مركز تجاري للبدو بعد أن كانت مركزا تجاريا لتجارة القوافل في عهد ما من عهود التاريخ ..

    التسمية والأثر

    إن التسمية كما تقول مصادر التاريخ جاءت حين هجر الناس إحدى العيون بسبب الجفاف أو الحروب لينتقلوا إلى عيون أخرى يجتمعون عليها بطريقة التشتت فقد نزحوا شتاتا وعلى شكل فئات فأطلقت التسمية فكانت شتاتا لتتحول بمرور الزمن إلى شثاثا أو شتاثا كما يطلق عليها العامة من الناس…أما تسمية عين التمر فقد جاءت لكثرة أنواع التمر فيها واشتهارها بغابات النخيل وقد استوطنها الناس قبل الميلاد لاسيما في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد حين اشتهرت وازدادت أهميتها التجارية والزراعية وعيونها المائية الجميلة الصافية بعد الفتح الإسلامي والتي عدت من أهم المناطق لمرور القوافل ومكاناً للتجارة ومركزاً عسكرياً أيضا ويؤكد إن التسمية جاءت لأنها تعد عينا من ( عينات ) التمر المتفردة والفريدة في المنطقة. يقول ايضا: تعد عين التمر من اكبر الواحات في الهضبة الغربية وإنها رفدت الحضارة العراقية والإسلامية والإنسانية بالكثير من رجال العلم والفكر والقادة ومنهم القائد العربي موسى بن نصير فاتح الأندلس وسيد اشبيلية. إن هذه المنطقة شهدت الكثير من الغزوات والمعارك ما بين الأقوام العربية الباحثة عن السلطة وما بينها وبين أعدائها الباحثين عن منطقة توصلهم بمشارق الأرض ومغاربها. الآثار الأولى وقصور المدينة نشاهد اطلالها في الطريق المؤدية إلى عين التمر وعلى بعد مسافة 11كم غربي مدينة كربلاء تقوم بحيرة واسعة تلتقي أطرافها بالأفق البعيد في عناق دائم وتشرئب إليها ذوائب أشجار الكالبتوس تلك هي بحيرة الرزازة التي كانت في زمن ما مركزاً سياحياً وخاصة في فصل الصيف حيث تتحول البحيرة إلى موسم حقيقي للفرح فآلاف المواطنين والمصطافين يتمتعون بسحر الطبيعة ومناخ البحيرة ورمالها الذهبية.

    وهي من المدن القديمة ويعتقد بأن تاريخها يعود الى 3000 سنة قبل الميلاد وان الاسم القديم لها شفافا (شثاثا) ويعني باللغة الارامية ( الرائقة الصافية ) . وان المدينة قد ذكرها المؤرخون وقد كانت جزء من مملكة الحيرة. . يشاهد اليوم بعض الاطلال لقصر شمعون بن جابر اللخمي ( الذي نصر النعمان الرابع سنة 593م) ولكن بعض الاهالي قد بنوا بداخله بيوتا لهم

    السياحة في عين التمر

    ان السياحة في مدينة عين التمر لا تقتصر على التمتع في مشاهدة العيون الصافية والاستحمام بها للعلاج من بعض الامراض الجلدية , بل ان هناك سياحة دينية يرفد اليها الناس من كل حدب وصوب وتعتبر اماكن مقدسة يتبرك بها الناس ومنها :

    • مقام الامام الحسن (ع) : يعتقد بأن الامام الحسن قد وصل الى هذا المكان وصلى فيه .
    • مقام دوسة الامام علي (ع) : يعتقد بأن الامام علي (ع) قد وقف في هذا المكان .
    • حوض الامام علي (ع) : يعتقد بأن الامام علي قد اغتسل في هذا المكان .
    • مقام الامام زين العابدين (ع) او مرور السبايا : مكان قبل الدخول الى المدينة ويعتقد بأن مرور سبايا من ال بيت النبي (ص) قد مكثوا في هذا المكان وكان ذلك بعد مجزرة كربلاء واثناء رجوعهم الى المدينة من الشام . 
    • قبر احمد بن هاشم بن ابراهيم المجاب بن الامام موسى الكاظم (ع) : يكون خارج المدينة في الجهة الغربية منها .
    • قطارة الامام علي (ع) : وهي على مسافة 2 كم من الطريق العام بين كربلاء وعين التمر ويعتقد بأن الامام علي (ع) اراد الصلاة والوضوء ولم يكن هناك ماء فدعى الامام ربه فأنحدر الماء من الجبل واليوم يذهب الناس للتبرك من هذا الماء .

     

    قبل أن تصل إلى عين التمر لا بد لك من أن تمر بشواهد التاريخ ..فعلى يمين الطريق وميسرته ترى مواقع أثرية أطلق عليها (كهوف الطار) التي يمتد عمرها إلى أكثر من خمسة آلاف عام مضت وهي تقبع فوق تلال صخرية تشاهد على يمين الطريق العام وتشكل هيئات اسطوانية بفتحات متعددة .لتأخذك عجلات السيارة بعدها إلى حصن الاخيضر الذي يعد من الأبنية الأثرية الشاخصة ويعد من المعالم الاثرية الرفيعة من حيث التصميم والهندسة ذات الطابع العربي الإسلامي ويقع في الصحراء الغربية على بعد 51كم إلى الجنوب الغربي من مدينة كربلاء لتصل بعدها إلى عين التمر بعد أن تجتاز أقدم كنيسة في الشرق الأوسط التي يمتد عمرها إلى أكثر من 1550 عاما.

    عين التمر سر الصحراء التي عاندت قسوة الطبيعة وحولتها إلى سحر سياحي ومحاكاة عذبة لجمال المكان لتكون مركزا تجاريا للبدو وللراحلين إلى الغرب ..مدينة الصحراء لها تربة رسوبية ومياه جوفية مترسبة من أمطار نزلت في الأودية لتكون عيونا مشهورة لها طعم خاص فاشتهرت أسماؤها عند الساكنين وقاطعي الطريق..فيما تتمركز أسماء أخرى تعطي ملامح المدينة من خلال قصورها الأربعة في مركز القضاء فهناك قصر العين وقصر الجردان وقصر ثامر وقصر البهوي والقصر عبارة عن مجموعة بيوت مشيدة بالطين على أسس صخرية ومسقفة بالجذوع وسكان القصر هم عادة يتألفون من عشيرة واحدة. ويشاهد في أطراف مركز القضاء آثار بعض القصور المندثرة التي يرجع تاريخها إلى عدة قرون خلت وأهمها قصر شمعون وتقع آثاره شمال شرقي القضاء وقد شيده شمعون بن جابر اللخمي احد رجال الدين المسيحيين وقصر حمود الجاسم وقصر أبو جبل وقصر شتاته.

    عيون الماء

    تنتشر في شثاثا ( عين التمر ) العيون ذات المياه المعدنية التي يخرج من أعماقها، ويجري عبر قنوات ومجاري فرعية تصل إلى مسافات بعيدة في الأراضي الزراعية ، ومياهها بصورة عامة قليلة الملوحة ولكنها تحتوي على الكلوريد والكبريتات ، مما جعلها غير صالحة للشرب، وتتغذى عيون شثاثا من المياه الجوفية المتجمعة في الصخور الكلسية والجيرية في أنحاء الهضبة الغربية الواسعة

     والأمطار هي المصدر الرئيس لهذه المياه ومنطقة تجمع المياه من الناحية الغربية تمتد إلى ما وراء الحدود العراقية حيث تستمر بالارتفاع حتى قلب هضبة نجد ، وتنحدر الأراضي تدريجيا إلى وادي الفرات ، ويقدر معدل الانحدار بنحو من متر واحد في كل 200م ، والانحدار التدريجي وطبيعة الصخور المسامية ساعدت على تجمع المياه

    يوجد اكثر من 20 عينا واهمها 3 عيون هي :-

    1-عين السيب : وتعني التفاح أو مجرى الماء ولهذه العين ثلاثة انهر تسقي البساتين واشجار الرمان ، وتقع في الطرف الشرقي من المدينة ، وهناك اسطورة عند البسطاء من الناس الطيبين تقول ان عين السيب يجب ان تأخذ منهم ولدا كل سنة (يموت غرقا) .. والواقع ان هناك من لايتمكن من السباحة ثم يغرق ولا ينتبه اليه احد.

    2-العين الحمرة : التي لها نهران صغيران على شكل حفرتين يجري منهما الماء عبر فتحتين وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الأرض المسماة بالحمرة التي تقع فيها العين والعائدة للسادة ( البوضوي ) .

    3-العين الكبيرة : ويطلق عليها العين الزرقة لعمق الماء ويظهر بلون ازرق وكان يسميها البدو ( اليد ) أو ( العربيد ) لسرعة جريان الماء المتدفق في مجاريها.

    كما يوجد في شثاثا : اكثر من عشرين عينا كعين الضباط وعين عبيد المهنة وعين بيت السمينة والعونية وعلوان الجاسم .

    الزائر إلى عين التمر لا بد أن يعرف أن فيها عيونا وإلا أصبحت معرفته في هذه المنطقة سطحية. . إن هذه العيون ليست كما العيون المعروفة في الشمال مثلا أو لكونها عيونا يخرج منها الماء من بين الحجر فحسب بل هي أماكن مسورة بجدران مرتفعة فتغدو وكأنها أماكن للسباحة أو حوض كبير يتلألأ فيها الماء الصافي.. حتى لكأنك تتابع حركة ما يقذف في داخلها حتى يستقر في قعرها.. إنها عيون صافية تمتاز بجمالها وعمقها وألوانها الزاهية وتسمياتها المختلفة التي تدل كل تسمية على اثر ما.. وتتغير درجات حرارتها حسب ميل الشمس عليها ويمكن للزائر أن يلاحظ حركة البخار وهو يتصاعد إلى الأعلى المنبعث مع ساعات الصباح الأولى. ويضيف إن لهذه العيون فوائد صحية أيضا لذلك فان الكثير من المواطنين من داخل العراق وخارجه يأتون إلى هذا المكان لطلب العافية من مياه هذه العيون إنها تتصل بالمزارع والبساتين عن طريق انهار تتفرع منها.

  • بحيرة الرزازة

     

    بحيرة الرزازة

    الموقع :   70 كم جنوب بحيرة الحبانية ، تفصلها عن الحبانية تلول مرتفعة يربطها بالحبانية ناظم وجدول المجرة .
    المساحة السطحية :   تتراوح مساحتها بين (400كم2 ) و (800كم2 ) وتصل الى 1810 كم 2 بمنسوب 27 م هو منسوب الامتلاء.

    الخزن :   اكثر من 26 مليار م3 وكله خزن ميت .
    التبخر :   11.90 م عمق في السنة .
    الملوحة :   عالية جدا تقارب ملوحة ماء البحر وهي مقدرة بحوالي 34000 جزء بالمليون .
    الوصف   تقع على مسافة (15كم) الى الغرب من مدينة كربلاء ، وهي بحيرة مغلقة وتتميز مياهها بأرتفاع نسبة الملوحة فيها . تكثر في بحيرة الرزازة المواقع الطبيعية والتأريخية والاثرية التي لها امكانية جذب سياحي ، وتهيىء للزائر انواع الفعاليات السياحية . كالنزهة على شاطئ البحيرة وممارسة السباحة ،
    اضافة الى صيد الاسماك والطيور المائية وزيارة المواقع الاثرية القريبة من البحيرة ، وكذلك الراحة والاستجمام قرب عيون المياه الطبيعية في عين التمر وممارسة الصيد والقنص للحيوانات البرية .
  • نهر نينوى

    ومن الأنهار الاخرى التي كانت تروي هذه التربة الطاهرة نهر نينوى الذي كان يتفرع من عمود الفرات مايقارب الحصاصة وعقر بابل ، بين شمال سدة الهندية وجنوب قضاء المسيب من نهر سوري ثم يشق ضيعة ام العروق ، ويجري جنوب كرود أبو حنطة ( أبو صمانة ) وتقاطع مجراه باقياً إلى يومنا هذا ، ويعرف بعرقوب نينوى . ويقال ان البابليين هم الذين حفروا هذا النهر مع تشكيل قرية نينوى باسم عاصمة الآشوريين التي كانت تعرف ( كربا ـ ايلو ) ابان حكمهم وأدوار حضارتهم ولعدم ورود ذكر هذا النهر حتى عرضنا ، يخال لي توغل دثوره في مستهل أيام الشغب .

    مستل من كتابي تراث كربلاء للسيد سلمان هادي آل طعمة وبغية النبلاء في تاريخ كربلاء للسيد عبد الحسين الكليدار الطعمة ( بتصرف )

  • نهرا النهرين

    وهو فرعان يشتقان من عمود الفرات كانا يجريان في كربلاء قديماً ، ويتصلان ببعضهما في قرية نينوى في جوار الحاير الحسيني ويتجهان الى الشمال الشرقي الى الكوفة معا على سبيل توحيد وتفرّد ، وللفارق يعرفان بنهري كربلاء ، وقد ورد ذكرها في كتب المؤرخين الذين تطرقوا إلى مأساة الحسين ومنهم أبو الفرج الأصفهاني في كتابه ( مقاتل الطالبين ) وابن كثير في كتابه ( البداية والنهاية ) وابن شهر آشوب في كتابه ( المناقب ) والطبري في تاريخه المعروف .

    مستل من كتابي تراث كربلاء للسيد سلمان هادي آل طعمة وبغية النبلاء في تاريخ كربلاء للسيد عبد الحسين الكليدار الطعمة

  • نهر الغازاني

    ومن الأنهار المندرسة الاخرى النهر الغازاني نسبة إلى غازان خان من آل جنكيز أحد ملوك التتر الذين حكموا العراق بعد سقوط الخلافة العباسية ، فأمر غازان بتجديد نهر العلقمي وتقريب مأخذه من الفرات ، وقد بتر المغول القسم الأعلى من مجرى النهر وأوصلوا القسم الآخر بالنهر الذي حفره غازان من فرات الحلة ولم يستسيغوا بقاء اسم العلقمي على هذا النهر ، لاسيما وقد طرأ عليه الكثير من التغيير والتبديل كما نص على ذلك ابن الفوطي في حوادث سنة ثمان وتسعين وستمائة بقوله : ثم أمر بحفر نهر بأعلى الحلة فحفر وسمي النهر الغازاني تولى ذلك شمس الدين صواب الخادم السكورجي وغرس الدولة ابن …. ثم سار إلى بغداد وسمي بالغازاني تخليداً لذكرى حافره غازان المذكور .
    ويقول مؤلف ( تاريخ المغول ) في الوصاف : اهتز اللواء الملكي المؤيد بالنصر يوم الخميس وانتهز اجتياح طف الفرات على الطريق الذي هو من مستحدثات ايام الدولة الغانية . وضياعه الموات فيما مضى كان يطلق عليه بالعلقمي . ولاستحداثه وجريان الفرات فيه لنضارة خضرته طغى نطاق الفكر في التقدير جرى الوادي فطم على القرى . وحاز اللواء الملكي زيارة حائر الحسين المقدس . ثم اتجه على طريق الفرات الى الانبار وهيت .
    تركت منظومة الري وأهملت المجاري لعدم وجود من يبتذل الجهود ويهمه استمرار بقائها لارواء المدن العطشى . وعلى الاخص لمثل نهر العلقمي لطول مجراه . لذلك أمر غازان بتجديد النهر العلقمي وتقريب مأخذه من الفرات . فبتروا أعالي مجرى النهر وأوصلوا القسم الآخر بالنهر الذي حفره غازان من فرات الحلة ولم يستسيغوا بقاء اسم العلقمي على هذا النهر لا سيما وقد طرأ عليه الكثير من التغيير والتبديل فأطلقوا عليه اسم ( الغازاني ) تخليدا لذكرى حافره غازان .
    وكان العمود المنحصر بالفرد للفرات على أثر اضمحلال الفروع التي كانت تأخذ منه وتصب في دجلة ، كنهر عيسى وفوهته من الصقلا . وبه تقريبا مع نهر السراط الذي يتفرع منه . فبعد أن كانا يرويان دار السلام أو ـ مدينة المنصور ـ والاراضى المحيطة بهما يصبان في دجلة داخل بغداد . ثم نهر صرر . ينصب ازاء المدائن . ونهر الملك ويصب فيهما بين النعمانية والمدائن . ثم نهر سورى الذي انحصر به المجرى . وأصبح المندفع الاعظم لمائه . وكان موقع جسره نفس قضاء المسيب الحالي . وفي الشرقي منه على بعد ميلين كان موقع قصر ابن هبيرة ـ على ما رواه ابن واضح في البلدان ـ على فرع يأخذ مائه من الفرات سمي بنهر النيل أو الصراط . وآثار هذا القصر باقية الى يومنا هذا في الجزيرة . في نفس القضاء بمقربة من ضريح ابن القاسم ، يطلق عليه بتل هبيرة . ويتفرع من نهر سورى أو شط الحلة ، نهر النيل الذي حفره الحجاج بن يوسف الثقفي أبان عهد الدولة الاموية . وفوهته اليوم ـ تقريبا تحاذي موقع الحجمه من شط الحلة .
    وكان نهري سورى والنيل يحدثان عند افتراق مجراهما واتصالهما شبه جزيرة بيضوية الشكل . ثم يصبان في بطائح أو أهوار الكوفة .
    ولم يزل عمود الفرات على جريانه صوب شط الحلة حتى بعد الالف ومائتين وثمانية الهجرية . اذ حفر نهر الهندية ، بتبرع آصف الدولة ، ملك أ ود ـ الهندي بقصد أرواء ساحة الغري الاقدس . وقد صادف الماء مستوى أخفض من مجراه الطبيعي . فعندها غير مجراه الى هذا المستوى المنخفض . حتى كاد أن يقضي أبديا على الفرات الحلة لولا تدارك وعناية السلطان عبد الحميد الثاني العثماني . اذ كلف شركة جاكسن الانگليزية بتدارك ذلك . فشيدت الشركة المذكورة السدة القائمة اليوم . وكان قد عجز قبل ذلك ولاة بغداد ـ وكبدهم الكثير من الخسائر ـ من تشييد السدود لنفس الغاية .
    فعلى أثر تشييد السدة الموجودة اليوم ارتوت أراضي الحلة وكربلاء واستمر بها جرى الماء طوال أيام السنة .

    مستل من كتابي تراث كربلاء للسيد سلمان هادي آل طعمة وبغية النبلاء في تاريخ كربلاء للسيد عبد الحسين الكليدار الطعمة ( بتصرف )