التصنيف: الآثار

  • منارة موجدة (موقدة)

    منارة موجدة (موقدة)

    تبعد هذه المنارة حوالي 40 كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة كربلاءالمقدسة، وعلى يسار الطريق المؤدي إلى مدينة عين التمر، وإلى الجنوب من كهوف الطار بحدود 14 كلم.

    والوجد يقصد به الوقد أو الايقاد بمعنى إشعال النار … وكانت تستعمل هذه المنارة فنارا للسفن المبحرة في بحر الجنوب الذي يعتقد أن مياهه انحسرت إلى ما يعرف الآن الخليج، وما زالت آثاره موجودة إلى يومنا هذا المتمثلة ببحرالنجف، وكذلك تستعمل هذه المنارة فنارا لتهتدي بها القوافل السائرة برا. ويعتقد أن منارة موجدة تعود إلى عصر ما قبل الإسلام وتعود إلى قصر يسمى بـ«قصرموجدة» اندثرت آثاره ولم يبق منه سوى هذه المنارة. وقد ورد في الدليل العراقي لسنة 1354 – 1355هـ (1935 – 1936م) ان قصر موقدة بالقرب من الاخيضر، وتعلو هذا القصر منارة عالية لا تزال قائمة.

    وقد شيدت هذه المنارة من الطابوق (الآجر) والجص وبناؤها عبارة عن قاعدة مكعبة الشكل طول كل ضلع من أضلاعها عشرة أمتار، مزينة بحنايا، يعلوها بدن أسطواني الشكل ما تبقى من ارتفاعه هو 8 أمتار، فتح مدخل مستطيل الشكل في القسم الأسفل من البدن باتجاه الشرق ويرتفع عن مستوى سطح الأرض المجاورة بمترين، وهو بذلك يحتاج إلى سلم قد يكون متحركا، ويعلو المدخل عقد (قوس) نصف دائري، والصعود إلى أعلى المنارة يكون من داخلها عن طريق سلم لولبي يدور إلى الأعلى بعكس اتجاه عقرب الساعة. وقد زين بدن (جسم) المنارة من الخارج بتشكيلات هندسية جميلة(1).

    menarah 02

    menarah 04

    menarah 05

  • كهوف الطار

    تعد هذه الكهوف من أقدم الآثار التاريخية على أرض كربلاء، وتقع على الطريق الذي يربط بين كربلاء وحصن (قصر) الاخيضر، وتبعد عن مدينة كربلاء المقدسة بحوالي 30 كلم إلى الجنوب الغربي منها، ويعود تاريخها إلى الألف الأول قبل الميلاد. ويبلغ عددها 400 كهف تقريبا.

    وسبب تسميتها بالطار نسبة إلى الطور أي الجبل، وهي إشارة إلى جبال بابل حسب ما ذكره عالم الجغرافية اليوناني بطليموس. وتجدر الإشارة إلى أن تضاريس منطقة بابل خالية من أية منطقة جبلية ليصدق عليها قول بطليموس سوى هذه التلال العالية التي ضمت كهوف الطار.

    وكهوف الطار متعددة الطوابق منحوتة بالتلال العالية، وربما استخدمت  لأغراض دفاعية أول الأمر ثم أتخذت قبورا فيما بعد، وقد وجدت فيها مجموعة من نسيج خيوط الكتان الملون مما يدل على وجود الحياة فيها في تلك الفترة الزمنية. تم التنقيب فيها لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي من قبل البعثة اليابانية.

    71004441

    al tar caves2

    karbala2 636447095135192792

    11592016 1497

  • قصر شمعون

    قصر شمعون(*)

    يقع هذا القصر على بعد حوالي 90 كلم إلى الغرب من مدينة كربلاء المقدسة و3 كلم إلى الشمال الشرقي من مركز مدينة شثاثا، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى صاحبه شمعون بن جابر اللخمي وهو من مشاهير علماء النصارى في القرن الخامس الميلادي والذي نصّر النعمان بن المنذر بن امرؤ القيس اللخمي أحد ملوك الحيرة في القرن السادس الميلادي.

    وقيل أن قصر شمعون ينسب لأحد ملوك اليهود الذين كان يقطنون في منطقة شثاثا قبل الفتح الإسلامي للعراق، وهذا الملك اسمه شمعون.

    وقد ورد في كتاب (عين التمر) لطالب الشرقي ما نصه: ان قصرشمعون ورد ذكره باسم (قلعة شمعون)، سمي بذلك نسبة الى شمعون بن جابراللخمي، أحد رجال الدين المسيحي. وورد ذكره أيضا في كتاب (رحلة وديوان الماحي) للماحي المصري ما نصه: (وكان اليهود يسكنون هذه القرية – ويقصد بها شثاثا – قبل ان يفتحها المسلمون، ولا يزال بها أطلال قصر الملك، يقال له شمعون).

    وتظهر معالم القصر الحالية عبارة عن بعض الجدران الضخمة المرتفعة التي يبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح الأرض حوالي سبعة أمتار ويبلغ سمكها حوالي مترين.

    وللقصر ثلاثة سراديب أحدهما بحالة جيدة والآخر يقع في وسط دور أحد الفلاحين في الوقت الحاضر، أما السرداب الثالث فلم يبق منه سوى زاوية واحدة، والقصر مشيد بالحجر الكلسي والطين، ويلاحظ أن بوابة قائمة في الجدار صور بعدسة (المس بيل) عام 1911م قد اختفت في الوقت الحاضر، وقد تسببت عوامل التعرية الطبيعية في تغيير معالم هذا القصر التاريخي(1).

    ـــــــــــــــــ

    • الأبنية الحضارية في كربلاء، مصدر سابق، ص: 147- 150.

    (*) د. رؤوف محمدعلي الانصاري/ كربلاء الحضارة والتاريخ- ص318

    قصر شمعون

    shamon 01

    قصر شمعون1

  • قلعة بردويل

    قلعة بردويل (*)

    تقع هذه القلعة إلى الجهة الشمالية الغربية من مدينة عين التمر (شثاثا) على مسافة 5 كلم وعلى الجانب الشمالي للطريق الذي يربط شثاثا بالرحالية، ويعد هذا المبنى ضمن مباني تاريخية عدة اندثرت في هذه المنطقة.

    ويعتقد أن قلعة بردويل تعود إلى العصر المسيحي في القرن الخامس الميلادي، وكانت هذه القلعة تستخدم للمراقبة والحراسة تتقدم التجمعات السكنية المسيحية في هذه المنطقة مثل مجمع كنائس القصير وقصر شمعون.

    وبردويل هي كلمة سريانية تعني الرجل الطويل، وقد شيدت هذه القلعة على شكل بناء عمودي يصل ارتفاعه إلى عشرة أمتار تقريبا على مرتفع يصل إلى عشرة أمتار أيضا فوق مستوى سطح الأرض.

    وجاء في كتاب (عين التمر) لطالب الشرقي حيث قال: «و(البردويل) بناء قائم على مرتفع، يتألف من صفين من الغرف، في كل صف ثلاث». وقال أيضا: «لم أجد لهذا الأثر ذكرا في كتب الآثار والبلدان التي وقفت عليها، وقد قيل أنه كان صومعة لعابد مسيحي قبل الاسلام، ويلاحظ ان شكله الحالي يشبه صوامع الرهبان».

    وقد تعرضت معظم اجزاء هذه القلعة إلى عملية الهدم نتيجة الظروف المناخية وكذلك عدم الاهتمام بهذه المباني التاريخية، وإن ما تبقى من مبنى هذه القلعة وجود بعض القاعات المسقفة بأقبية مدببة الشكل شيدت على الطرازالمعماري الحيري الذي كان سائدا في تلك الحقبة الزمنية ويحيط بالقلعة سور متين(1).

    (*) د. رؤوف محمدعلي الانصاري/ كربلاء الحضارة والتاريخ، ص322.

    (1) الابنية الحضارية في كربلاء، ص: 222-225

    بردويل 1909 بعدسة المس بيل 1

    بردويل 1909 بعدسة المس بيل 2

    بردويل 1909 بعدسة المس بيل 3

     

  • كنيسة الأقيصر

    كنيسة الأقيصر

    تقع هذه الكنيسة في وسط الصحراء الغربية وإلى الجنوب الغربي من مدينة كربلاء المقدسة بحوالي 65 كلم وعلى بعد 7 كلم إلى الشمالي الشرقي من حصن الأخيضر التاريخي الشهير، وإلى الجنوب من مدينة عين التمر بمسافة 15 كلم.

    وتعد هذه الكيسة أحد أقدم الكنائس الموجودة في العراق والشرق الأوسط. وأن أهم ما يميز موقعها هو وجود وادي الأبيض الذي كانت تغذيه مياه الأمطار والسيول في فصل الشتاء.

    وأن كنيسة الأقيصر هي ضمن مجمع عدة مباني تدعى بكنائس القصير، وأن تسميتها بالأقيصر لعلها تصغير كلمة «الأقصر» لوجود عدة قصور تاريخية في هذه المنطقة، منها قصر (حصن) الأخيضر وقصر البردويل وقصر شمعون.

    وكان الموقع الذي شيدت فيها هذه الكنيسة مدينة متكاملة تسخر بالحياة  قبل الإسلام، وأن أغلب سكانها كانوا من المسيحيين.

    ومن الآثار الموجودة في هذه الكنيسة في الوقت الحاضر رسوم متعددة  لاشكال مختلفة للصليب وتوجد على جدرانها كتابات آرامية تعود إلى القرن الخامس الميلادي حسب ما ذكرته بعض الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين والآثاريين.

    وتوجد ضمن الآثار القريبة من هذه الكنيسة والتي تبعد عنها بحوالي  20 مترا مجموعة من المقابر قسم منها يعود إلى رهبان الكنيسة ورجال دينها الذين كانوا يقدمون تعاليمهم وخدماتهم. والقسم الآخر لهذه المقابر تعود لعامة الناس من المسيحيين الذي دفنوا في هذه المقبرة . وقد شيدت هذه المقابر من الحجر والجص وكسيت جدرانها من الداخل بالجص الأبيض.

    ويحيط بالكنيسة سور شيد من الطين وتوجد في أركانها الأربعة أبراج، ويوجد في السور خمسة عشر بابا للدخول تعلوها الأقواس الدائرية، ويبلغ طول بناء الكنيسة ستة عشر مترا وعرضها أربعة أمتار، وقد شيدت من الطابوق (الآجر) والطابوق الفرشي والجص.

    وكانت هذه الكنيسة مقصدا للزوار المسيحيين الكلدانيين وفي مناسبات معينة وعلى مدى قرون عدة كانت هذه المنطقة من الأماكن المقدسة لدى المسيحيين.

    وقد تعرضت هذه الكنيسة إلى التشويه والخراب من قبل عساكر نظام صدام المقبور، حيث اتخذ موقع الكنيسة مكانا لتدريب عساكر النظام المباد قبل عام 2003م، وتعرضت كذلك بعد سقوط النظام إلى عمليات نهب طالت حتى القبور التاريخية لهذه الكنيسة طمعا بالعثور على كنوز من ذهب وفضة وأحجار كريمة، بالإضافة إلى التخريب الناتج عن العوامل البيئية والاهمال الذي طالها لسنوات طويلة من دون القيام بصيانتها وترميمها(1).

    alakaeser 1

    alakaeser 3

    alakaeser 5

    alakaeser 6

  • خان العطيشي

    خان العطيشي

    يعتبر هذا الخان أحد أهم خانات القوافل في العراق. ويقع في منطقة العطيشي التابعة لناحية الحسينية ، إلى الشمال الشرقي في مدينة كربلاء على الطريق القديم الذي يربط بين بغداد وكربلاء.

    وفي فترة متأخرة أتخذ هذا الخان مخفراً لشرطة العطيشي . وفي الوقت الحاضر تهدمت وتداعت معظم جدرانه ومرافقه ، خصوصاً الأواوين القائمة في الابهاء.

    إن نظام تخطيط عمارة خان العطيشي يشبه بناء الخانات التي أقيمت خارج المدن في تلك الفترة من الزمن. وهو مستطيل الشكل ، طوله 65متراً وعرضه 51 متراً. ويبلغ ارتفاع جدرانه الخارجية حوالي 5 أمتار ، وسمكها متر واحد ، وزود الجزء العلوي منها بمزاغل تستخدم للدفاع وحماية الخان من اللصوص ، وأركان الخان الخارجية مدعمة باربعة أبراج كبيرة يبلغ نصف قطر كل منها 4.5 متر.

    ولهذا الخان مدخل يتوسط الواجهة الجنوبية الغربية. وهو بارز عن مستوى الجدار ، ويبلغ ارتفاعه حوالي ثلاثة أمتار وعرضه يبلغ مترين ، ويعلوه قوس كبير مدبب الشكل.

    تتوسط الخان ساحة داخلية مكشوفة طولها 50 متراً وعرضها 35 متراً. تيحط بها الغرف التي تتقدمها أواوين ذات قياسات مختلفة تعلوها عقود (أقواس) مدببة الشكل ، أما الطريقة المتبعة في عملية تسقيف الغرف والأواوين فهي أستخدام الأقبية المدببة ، وشارع أستخدام هذا الطراز من التسقيف في بناء العمائر الدينية والمدنية التي أقيمت في العراق خلال فترة الحكم العثماني للعراق.

    وفيما يتعلق بتقنية الأبراج ، فقد أستخدمت القباب بشكل نصف كروي تقوم على رقبة اسطوانية. وأتبع في طريقة البناء رصف بشكل نصف كروي تقوم على رقبة أسطوانية. واتبع في طريقة البناء رصف القباب التي شيدت في وسط وجنوب العراق خلال العصور الإسلامية. وزينت الواجهة الخارجية للمدخل للرئيسي للخان بالزخارف الآجرية المتشابكة التي تشبه نسيج الحصير ، وأستعملت مواد البناء المحلية في بناء خان العطيشي كالطابوق (الآجر) والجص .

  • منارة موجدة

    منارة موقدة (موجدة)

    تقع آثار موجدة على طريق عين التمر الى يسار خط السير بمسافة 40كم عن مركز محافظة كربلاء المقدسة وتبعد عن كهوف الطار حوالي 14كم جنوبا في منطقة صحراوية قاحلة ليس فيها سوى هذا الاثر ، البناء الذي هو عبارة عن برج عال مبني من الآجر القديم المربع الشكل الاحمر اللون والجص .

    وسميت منارة موجدة (موقدة) وهي كلمة محلية جاءت بسبب إيقاد النيران في أعاليها حيث كان يوضع على قمة البرج زيت ثم تشعل النار فيه ليلا لإرشاد الضالين في الصحراء المترامية الأطراف، حيث عند رؤيتهم للنار المستعرة والتي ترى من مسافات بعيدة ليلاً ليتجه إليها المسافرون والقوافل، وهي تقع على هضبة عالية في منتصف الطريق بين خان العطشان الذي يبعد عنها 10كم جنوبا وبين حصن الاخيضر الذي يبعد عنها15كم شمالاً، وهي تكاد تكون مرتبطة تاريخيا مع هذين الصرحين فالواصل إليها أيقن بالوصول إلى احدهما، ويعود تاريخ بناءها إلى فترة بناء خان العطشان لإرشاد الحجاج، ولتشابه مادة بناءها من الطابوق الفرشي والنورة لما موجود في الخان .

    المنارة او البرج على شكل اسطواني ، المساحة من القاعدة ( 5 × 5 م ) والقاعدة مزينة بحنيات زخرفية تنتهي بعقود نصف دائرية من الآجر بواقع ثلاثة حنايا في كل ضلع بعد القاعدة المربعة، يبدأ الشكل الاسطواني حيث يمتد إلى أعلى المنارة ولكنه مختلف في الزخارف الآجرية التي تزين كل قسم فالقسم الأول وعلى ارتفاع 2م يكون مصمتا وخاليا من الزخارف ثم يبدأ الإفريز الزخرفي الثاني، وهو على شكل كسرات متعاقبة وبارتفاع 2م ثم شريط زخرفي ثالث مكون من تداخل الطابوق فيما بينه . ثم قمة المنارة وهي على شكل حنيات إلى الداخل وفيها مزاغل لرمي السهام تنتهي بعقود اسطوانية مشابهة لما موجود في قاعدة المنارة، وارتفاعه الحالي يبلغ تقريبا ( 12 م ) ، اما القسم المتهدم من الاعلى فيقدر ارتفاعه بين ( 5 ـ 6 م ) ، يوجد للمنارة سلم حلزوني داخلي يبدأ الارتقاء إليه من القاعدة المربعة وصولا إلى أعلى المنارة التي ترى منه مناظر خلابة لإمتداد الصحراء حولك من كل جانب ، ولا يزال قويا رغم تقادم السنين .

    يعتقد من خلال الدراسات الأثرية ان هذا البرج ( موجدة ) هو برج للمراقبة العسكرية فقط حيث لم يتم العثور على آثار تدل على وجود مستوطنه في هذه المنطقة الصحراوية سوى بعض الكسور من أواني فخارية ملونة ، كما ان مكان البرج يثير بعض الشكوك لوقوعه في منطقة صحراوية كما اسلفنا بالاضافة لقربها من منطقة الطار ، وتتوسط منطقة جنوب كربلاء والاخيضر .

  • خان النخيلة

    خان النخيلة

    خان الربع هو بناء مربع الشكل طول كل ضلع من اضلاعه 86م يقع على الطريق بين محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وهو ضمن سلسلة من الخانات التي بنيت في العهد العثماني والتي عددها (48) خانا يقع اثنان منها في محافظة كربلاءالمقدسة هما خان الربع وخان العطيشي التي بناها سليمان باشا الكبير في العهد العثماني والتي كانت تستخدم كمحطات استراحة للمسافرين ما بين البصرة وبلاد الشام.

    سمي خان النخيلة او خان الربع لوقوعه في ربع المسافة ما بين هاتين المحافظتين وهذه التسمية محلية اخذت منها التسمية الرسمية لهذا البناء.

    الخان مربع الشكل يحتوي على مدخل رئيسي في الجهة الشرقية منه ويعلو المدخل قبة كبيرة تحتوي على عناصر زخرفية إسلامية مهمة وهي المقرنصات، البناء ذو طابع إسلامي بحت لاحتوائه على الأواوين والأقواس المدببة والمقرنصات والتي هي عناصر معمارية زخرفية اسلامية انتشرت في الأبنية الاسلامية.

    ويتشابه خان النخيلة من الناحية التخطيطية والعمرانية ، مع خانات القوافل الأخرى التي تقع على الطرق الخارجية التي تربط بين المدن العراقية ، حيث يتوسط الصحن (الفناء المكشوف) تحيط به مجموعة من الغرف التي تتقدمها الأواوين التي تعلوها عقود (أقواس) مدببة الشكل. ويتميز هذا الخان بأسواره العالية ومدخله الذي يتالف من طابقين تتوسطه بوابة كبيرة ، واستخدمت الأقبية المدببة الشكل في تسقيف الغرف والأواوين ، واستعمل في بنائه الطابوق (الآجر) والجص .

    على جانبي المدخل ممر يعلوه قبو وعلى جانبيه أواوين ذات أقواس مدببة كانت تستخدم كأماكن لاستراحة المسافرين ومبيتهم.

    ويطل المدخل على الساحة الوسطية التي تحيط بها الأواوين من جميع الجهات ويحتوي المدخل على سلمين يقعان على جانبي المدخل يؤديان الى سطح الخان.

    وتحتوي الساحة الوسطية على بئر واحدة فقط كان يتزود منها النزلاء في الخان بالماء وكانت الساحة مبلطة بمادة الأجر (الطابوق الفرشي).

    وكان الطابوق الفرشي والحصى هي المادة الأساسية في بناء الخان مثل باقي الخانات التي بنيت في الفترة الزمنية نفسها.

    وقد استعمل الخان كمنطقة سياحية يرتاده السواح من داخل وخارج العراق، لما يحتويه هذا الخان من سحر وعمق حضاري.

    وقد حصلت عملية اعادة بناءه وترميمه في عهد النظام البائد لكنها توقفت بعد سقوط النظام ولايزال الخان كغيره من المواقع الاثرية يعاني الاهمال حتى اننا عندما زرناه في اواخر جمادى الاخرة 1429 هـ تجولنا فيه دون ان نرى موظفا او حارسا نساله عن ما تنوي مفتشية الاثار فعله بهذا الموقع الاثري المهم .

    وقد تم وضع دراسة جديدة للاستمرار باعادة بناء وترميم وصيانة الخان وادراجه ضمن خطة مشاريع الهيئة العامة للاثار والتراث.

    ولم تكن أعمال الصيانة في هذا الخان الوحيدة بل كانت هناك اعمال سابقة في السبعينيات من القرن المنصرم ولكنها كانت اعمال صيانة خفيفة.

    ولكن هذا الخان تعرض الى الضرر الى الضرر حيث هدم جزء كبير منه في عهد النظام السابق لانه استخدم كمخزن للعتاد من قبل الجيش في حرب الخليج( 1412 هـ ) والانتفاضة الشعبانية، وتعرض هذا العتاد الى الانفجار مما ادى الى سقوط اجزاء كثيرة من هذا الخان وقامت لجان آثارية متخصصة من دائرة اثار كربلاء بمشروع اعادة ما تهدم من الخان وترميم وصيانة الاجزاء المتضررة لموسمي (1423- 1424 هـ ) 2002-2003 ولكن ظروف الحرب على العراق واحتلاله حالت دون تنفيذ هذا المشروع .

    وفي عام 1425هـ ( 2004م) تعرض الخان الى التخريب من قبل القوات البولندية ضمن قوات الاحتلال، اذ قامت بتفجير ما تبقى من انقاض لاسلحة ثقيلة قديمة منذ عهد النظام الديكتاتوري البائد والتي كانت موجودة في بئر الخان مما ادى ذلك الى هدم وتشققات لاجزاء كثيرة من الخان، رغم علمهم الأكيد بأن هذا موقع اثري مهم يمثل حضارة وتاريخ بلد والغريب ان المسؤولين عن الاثار في كربلاء لم يكلفوا انفسهم حتى ازالة مخلفات هذا التفجير اذ تعثرت اقدامنا بالعديد من مخلفات العتاد اثناء تجوالنا في الخان في اواخر جمادى الاخرة 1429هـ وشاهدنا الكثير الكثير من هذه المخلفات التي لانظن انها غير خطرة سيما ان الخان كما اسلفنا غير مسيج وبلا حراس وبامكان اي شخص الدخول اليه والعبث به كما يشاء فان لم يكن الامر من شأن مفتشية الاثار فلابد ان تكون من مسؤولية القائمين على حماية ارواح المواطنين لكن لا هؤلاء ولا هؤلاء نظفوا موقع التفجير .

    وقد قامت دائرة اثار كربلاء المقدسة بإثارة موضوع هذا التفجير وقدمت مطالعات ومذكرات بهذا الخصوص الى مقر القوات المتعددة الجنسيات ، وقد وعدت القوات بتعويض الضرر ، ولكن هذا الامر لم يتم

  • قلعة الهندي

    قلعة الهندي

    أثر تاريخي يقع في الجنوب الشرقي من كربلاء على بعد 4 كيلو مترات شيده نوازش علي خان الكبير بن علي رضا خان النواب اللوهوري من القزلباش ، وذلك في عام 1296 هـ . وكان هذا الرجل من الشخصيات المرموقة في الهند ومن الأثرياء ، ويعرف بالنواب . وبعد أن أتم بناء القلعة المذكورة سافر إلى سامراء ، وقضى فيها ردحاً طويلاً من الزمن في خدمة المرزا حسن الشيرازي العالم المبرز في عصره ، عاد بعدها الى كربلاء بعد وفاة السيد المجدد الشيرازي ، ومكث فيها فترة من الزمن إلى أن وافاه الأجل ، ودفن في مقبرة خاصة له في صحن الحسين . ولا تزال تعرف القلعة المذكورة باسمه . وعلى أثر سفر أسرة النواب المذكور إلى الهند أوكل أمر الأملاك العائدة لها إلى رئيس وكلائها وهو محسن خان القندهاري الذي كان يمت بصلة إلى النواب المذكور والعقب منه في كربلاء يعرف بآل النواب .

  • خان العطشان

    خان العطشان

    ذكر الرحالة الفرنسي تافرنيه ضمن رحلته للعراق في القرن السابع عشر الميلادي وصفاً مسهباً لهذا الخان ، نقل إلى العربية ، وهذا نصه : قد يكون هذا القصر الذي اكتشفه تافرنيه ( خان العطشان ) وهو بناء قديم ترى أطلاله ورسومه في البادية غربي الفرات على نحو من ثلاثين كيلو متراً من جنوب غربي كربلاء وهو على حد وصف رحالتنا مبني بالآجر ، ومازالت كثير من جدرانه وأقواسه وبعض عقاداته ترى إلى يومنا هذا وإن كانت قد تشعثت وتصدعت والذي نميل اليه ان لهذا البناء صلة بالموقدة ( الموجدة ) وهو منار يبعد عنه مسيرة ساعتين إلى الشمال الغربي ان هذه المباني التي ترى بقاياها منثورة في طف البادية كانت فيما مضى مسالح ومعاقل وحصوناً ومناور للدولة الفارسية تقيها شر هجمات دولة الروم . وقد وصفت الآنسة المس بيل خان العطشان وصفاً أثرياً دقيقاً في كتابها الموسوم :

    (G . L Bell : palace and mosque at ukhider (oxford , 1914 p p 14_ 43)

    وعنيت بتخطيط البناء وتصوير بقاياه في اللوحات 46 ـ 52 من الكتاب المذكور . أما أصل البناء وتاريخه فلم تتطرق اليه المؤلفة .

    وفي رواية أخرى ان موقع هذا القصر بين موقدة وبين الكوفة (قصر العطشان) المسمى بهذا الإسم في العصر الحاضر وهذا القصر هو واسطة بين القصر الاول وبين الكوفة لاخبار من في الكوفة بالانارة حسب العادة القديمة وسمي بالعطشان لانطماس منابع مائه .

    ويغلب على الظن ان هذا الخان ( قصر العطشان ) يعتبر من منشآت الدولة الصفوية ، وخير دليل على ذلك وجود ( تل مرعز ) على مقربة منه . وهذا التل هو المكان الذي كانت تقف فيه قوافل الزوار والمشاة لرؤية قبة الروضة الحسينية المقدسة ، وكان يطلق عليه قديماً ( قبه نما) .

    يقع هذا الخان في المنطقة الواقعة بين كربلاء والنجف وعلى بعد 16 كلم بأتجاه الغرب من خان النخيلة ، وإلى الجنوب الغربي من مدينة كربلاء بنحو 30 كلم . وهو بناء قديم يعود تاريخه إلى الفترة التي بني بها قصر الأخيضر

    الشهير في مطلع العصر العباسي. ويستدل من طراز بناء هذا الخان وعناصره الزخرفية على أنه لم يكن سوى دار أستراحة لوالي منطقة الأخيضر في رحلته إلى مدينة الكوفة. أما تسمية المبنى بالخان فأغلب الظن أنها أطلقت عليه في فترة متأخرة لنزول المسافرين والقوافل التجارية فيه .

    وتذكر بعض المصادر التاريخية أن خان العطشان من منشآت الدولة الصفوية والدليل على ذلك وجود (تل مزعر) بالقرب منه. وهذا التل هو المكان الذي كانت تقف فوقه قوافل التجار والزوار والمسافرين لرؤية قبة الروضة الحسينية خلال فترة العهد الصفوي. ولا تزال أطلال هذا الخان باقية إلى يومنا هذا .