التصنيف: خدمة المنبر الحسيني

  • الشيخ عبد الزهرة الكعبي

    الشيخ عبد الزهراء الكعبي

    هو الخطيب الشهير الشيخ عبد الزهراء الكعبي بن الشيخ فلاح بن الشيخ عباس بن الشيخ وادي الكعبي . وهو ينحدر من أسرة عرفت بالفضل تنتسب الى قبيلة ( بني كعب ) المنتهية الى كعب بن لؤي بن وائل ، وقد نزحت من المشخاب واستوطنت كربلاء .

    ولد خطيبنا في سنة 1327 هـ ونشأ نشأة دينية ، وأظهر شغفه في علوم اللغة والدين ، فدرس العروض على الشاعر الكبير الشيخ عبد الحسين الحويزي ودرس مبادىء العلوم على الشيخ علي الشيخ فليح الرماحي ودرس الفقه والأصول على العلامة الشيخ محمد بن داود الخطيب وأخذ المنطق على العلامة الشيخ جعفر الرشتي .

    خطابته : أخذ الخطابة على الخطيبين الشهيرين محسن أبو الحب والشيخ محمد مهدي الواعظ ثم برع في الخطابة براعة فائقة حتى اشتهر بها وأصبح من مشاهير خطباء العراق البارزين وكانت له مجالس عامرة في المساجد والمدارس والدور والأسواق في كربلاء ومدن العراق . كما سافر الى خارج العراق كالبحرين والقطيف والأحساء وغيرها ، وحاز على إعجاب المستمعين هناك ، لما له من دور متميز في هذا الفن وعرف بسجاياه الحميدة وطباعه الكريمة وجنوحه نحو الإنسانية . 

    أدبه : من خلال قراءتك لمقالاته المنشورة في المجلات الكربلائية صوت المبلغين غيرها تظهر لك قابليته الإبداعية وإثبات جدارته ، فكان من أئمة العربية طويل الباع ، حسن الإختيار ، غزير المادة . له اليد الطولى في النظم والنثر . وكفى بها شاهداً على علو همته ورفعة مقامه بين خطبائنا الأفاضل بما تركه من آثار نافعة وفوائد جمة ، ومنها ديوان شعره المخطوط الموسوم بـ ( دموع الأسى ) إضافة الى مخطوطات أخرى له محفوظة في مكتبته العامرة التي يزيد عدد كتبها على عشرة آلاف كتاب في شتى فنون المعرفة .

    كان شاعراً مجيداً بالفصحى والعامية ، ولكن مقلاً ، وكثيراً ما كان يلقي نتاجه من على المنبر .

    قال مؤرخاً بناء مسجد في كربلاء :

    ذا مسجـد أنفـق فـي بنــاءه   أكــارم أهــل عـلاً وسـؤدد
    سعى به ( عبد الأمير ) ذو العلا   من قد سما بالعـز هـام الفرقـد
    وشاطـرته فـي البنـاء عصبة   ترجـو بـذاك الفـوز يوم الموعد
    يـا داخلاً فيـه اذكـر الله هدى   وبعـده صــل علــى محمـد
    واستغفــر الله وأرخ قائــلاً   (شادوا على التقوى أساس المسجد)
    1362 هـ

    ولقد إبتكر الشيخ عبد الزهراء الكعبي قراءة ( المقتل الحسيني ) بثوبه الجديد وإشتهر بقراءته أمام حشد هائل من الناس في صبيحة كل يوم عاشوراء ( العاشر من محرم الحرام ) من قلب مدينة كربلاء ويقرأ القسم الأول منه من إذاعة بغداد والإذاعات الأخرى . كما أن الفقيد كان يتلو القسم الثاني منه في الحسينية الحيدرية ، يوم العشرين من صفر ( أي بمناسبة مرور أربعين يوماً من إستشهاد الإمام ) وكانت إذاعة بغداد وإذاعات أخرى تذيع ذلك سنوياً [مجلة العرفان اللبنانية العدد 7 المجلد 62 ، رجب 1394 هـ تموز 1974 م ، ص 837] . وقد نذر نفسه لخدمة العلم والدين وبث الوعي الإسلامي والتربية .

    ومن آثاره المطبوعة كتاب ( الحسين قتيل العبرة ) يقع في 184 صفحة طبع ثلاث مرات ، الطبعة الأولى 1970 م والثانية 1972 م والثالثة 1980 م .

    وقد صدرت بعد وفاته ( ذكرى خطيب كربلاء الشيخ عبد الزهراء الكعبي ) بمناسبة مرور عشرين عاماً على رحيله . كتبه نخبة من أدباء كربلاء وهو منشور على صفحات موقعنا . . ( إقرأ الكتاب ) .

    وفاته : إنتقل الى رحمة ربه مساء يوم الخميس 41 جمادى الأول سنة 1394 هـ ودفن في وادي كربلاء ، وأعقب ولدين هما : علي وعبد الحسين .

    ويمكنكم الاستماع الى المقتل وبعض المحاضرات الدينية بصوت المرحوم الكعبي ( إضغط هنا ) .

  • الشيخ عبد الأمير الترجمان

    الشيخ عبد الأمير الترجمان

     ولد المرحوم الملا عبد الأمير بن الملا علي الترجمان الكربلائي عام 1940في كربلاء المقدسة في بيت نتضح شعراً وأدبا وديناً رفيعاً كان والده يحسن أكثر من لغة ويكتب الشعر الحسيني بأكثر من لسان لذا لقبوه (الترجمان) الذي صار لقباً للعائلة تأثر به ولده عبدالأمير وأخذ عنه فتون الشعر بعد إن تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب يمتلك الترجمان حنجرة قل نظيرها فهو منشد موهوب قابليته فذة في إلقاء وإنشاد الأشعار بأنواعها و مناسباتها زمانيً ومكانياً بكل نجاح وقدرة فائقة يستطيع تقسيم صوته على ذبذبات وأوتاره الصوتية كيف ما يشاء في المواقف الشعرية ألحزينة عكس المواقف المعروفة التي لها نمط وعزف خاص من أوتار حنجرته الذهبية تشهد له المجالس الضخمة لمواليد ألائمة في كربلاء المقدسة وخارجها

    لم تغريه زخارف الحياة وحطام الدنيا وتكالب أهلها على المادة نذر نفسه لأهل البيت عليهم السلام وخدمة المنبر الحسيني بعيداً عن الذيلية والانا وعلى نهجه اليوم ولده الملا فاضل الترجمان الذي يسكن النجف وبعض خدام الحسين عليه السلام في كربلاء ومنهم الحاج رضا اسطه النجار

    سكن الترجمان النجف قرابة (30) عاماً ثم عاد إلى مسقط رأسه كربلاء كان سريع البديهية لطيف ظريفاً لا يستفتي عن معشر له ديوان شعر كاريكاتير (هزلي) بما يرض الله تعالى خدمة لأهل البيت النبوي الطاهر اسماه (بسمات الترجمان) وله ديوان أخر من الشعر الحسيني في رثاء العترة الطاهر (عليهم السلام) أسماه عبرات قلب الترجمان ومخطوطات عن الخلق الصالح كتب الشعر بأنواعه وأوزانه وأطواره ألقصيده والموالى والأبوذيه والنوعي والأهازيج وغيرها.

    انتقل إلى رحمة الله عام 1410هـ 1990م وشيع تشيعاً مهيب في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة ودفن بجوار مرقد الإمام الحسين عليه السلام.

  • الشيخ رديف الغزالي

    ( الشيخ رديف الغزالي ـ 1328 ـ 1399 هـ)

    هو الخطيب الشيخ رديف بن عليوي بن عباس بن علي خان ، ينتسب الى عشيرة ( العبودة ) العربية .

    ولد في كربلاء سنة 1328 هـ ، ونشأ في حجر الفضل والكمال ، وللشيخ جمعه دعدوش الخطيب الشاعر في مولده قوله :

    رديف رسول الله لم ير مثله   ولا مثله يوم القيامة يولد

    درس المقدمات وبعض العلوم العربية على المرحوم السيد مجيد السيد جواد آل طعمة المتوفى سنة 1350 هـ . ثم أخذ الخطابة على المرحوم الشيخ علي أبو غزالة المتوفي سنة 1357 هـ وهو جده لأمه . وكان شديد الحرص على المطالعة . ثم انبرى نحو خدمة الحسين وأهل البيت ، فامتهن الخطابة ، وارتقى أعواد المنبر في المجالس الكربلائية اخص بالذكر منها مجلس المرحوم السيد حسن السيد محمد آل نصر الله ومجلس حسينية الأسكوئي ومجلس الحاج حمود ومجلس أبو طحين وغيرها .

    المترجم له فاضل طيّب ، اتصف بسداد الرأي ، والنبل ودماثة الخلق ، ينظر الى الناس بوجهه المشرق الصبوح . تميز بقوة اسلوبه ونظره الثاقب ، وهو ذو صوت جهوري جميل ، وأداء حسن ، وحديث طري ممتع . قال عنه الخطيب السيد مصطفى الفائزي آل طعمة ( أحد الخطباء الفضلاء له مقالات عديدة وقصائد مشهورة وأبيات شعرية متفرقة قالها في مناسبات عديدة منها الأبيات التي نقشت على باب مرقد الحر الرياحي يشاهدها الزائر عند دخوله الباب الرئيس للصحن :

    بباب الحر قد لذنا جميعاً   نسيل الدمع حزناً للرياحي

    وأخرى نقشت على جبهة حسينية الشيخ بشار يقرأها جميع المارة في شارع أبي الفهد الحلي من الأهلين وغيرهم :

    ذا مأتـم باسـم الحسيــن تشيـدا   وعلى العلى أضحى يضاهي الفرقدا
    فـي شيـخ بشـار تعاقـد نخبـة   لبنـاء مأتـم فيـه حزناً قـد بـدا

    وفاته : لبى نداء ربه في كربلاء سنة 1399 هـ ودفن فيها .

  • السيد مرتضى القزويني

    السيد مرتضى الموسوي القزويني

    السيد مرتضى بن السيد صادق بن السيد محمد رضا بن السيد هاشم القزويني الموسوي الحائري .

    وأسرة آل القزويني علوية مجدها شامخ وشرفها باذخ ، لها تاريخ حافل بالمكارم جلائل الأعمال .

    ولد خطيبنا في كربلاء سنة 1349 هـ / 1927 م ونشأ بها تحت رعاية والديه ، أخذ عن أبيه دروس العلوم الدينية ، وقرأ المقدمات في النحو والمنطق والبلاغة والفقه وأصوله على العلامة الشيخ جعفر الرشتي والشيخ محمد الخطيب ، وقرأ الرسائل والكفاية على العلامة الشيخ يوسف الحائري ، والسيد محمد حسن ( اغا مير ) والسيد محمد هادي الميلاني المدارس الحكومية الحكومية فنال شهادة الإبتدائية والثانوية ، وقد تقدم بطلب الى وزارة المعارف بفتح مدرسة ابتدائية باسم مدرسة الإمام الصادق فمنحته الوزارة اجازة بذلك ، واستمرت تخرج آلاف التلاميذ الى جانب ذلك امتهن الخطابة ، فكان فيها من المتقين حتتى شاع ذكره بين الخطباء والذاكرين ، وصارت له مجالس ضخمة يرتادها أهل الفضل . وأن أيامي في صحبة هذا السيد النبيل دلتني على معان كثيرة من شمائل وخصال نفسه الأبية وقلبه الخفاق ، فهو سمير مؤنس يحدثك بلباقة ، وجريء مقدام ، حاد الذهن ، صالح عفيف ، ذكي واسع المعرفة .

    والسيد مرتضى شاعر من طراز فريد ، له شعر كثير في الفصحى ، فهو من الشعراء التقليديين له قصائد ومنظومات في مدائح ومراثي الحسين الشهيد وآل بيته المعصومين . قال راثياً الإمام الحسين بن علي ( ع ) :

    دون المبـادئ قـد فديـت وجــودا   ورميـت رميـاً في الصلاح سديدا
    ومضيت محمـود الخصـال منزهـاً   وتركـت ذكـراً لا يـزال مجيـدا
    و نهجت نهجـاً في الفضيلة حاز الـ   ـشـرف المؤثـل طـارفاً و تليدا

    الى ان يقول :

    عـش خالدا فالبيـض في صفحاتها   كتبـت لذكـرك يـا حسين خلودا

    وقال في مولد فاطمة الزهراء سلام الله عليها :

    قـم واسقنـا من كؤوس الراح أحلاها   و روّنــا برحيـق مـن حميّـاهـا
    وانشـد لنـا مـن أغاني الحب أعذبها   وغننـا مـن لحـون البشـر أشجاها
    دعنــا نبيـت نشـاوى إذ يجللنــا   ستـر مـن الله يمحـو مـا اقترفناها
    نحيـي بهـا ليلــة قمـراء زاهـرة   طـوبى لمن بالهوى و الحـب أحياها
    مـا اسعد العيـش فيهـا بـل وأرغده   مـا أجمـل الطقـس فيها ما أحيلاها

    الى ان يقول :

    هـذي صحيفـة حبـي فيـك ناصعة   مبيضـة فاشهـدي لـي يـوم أوتاها
    فأرشـدينـي الـى مـا كنـت أطلبه   و أبلغينـي مـن الغايـات قصـواها

    الى غير ذلك من الشواهد الشعرية التي ألقاها في أندية كربلاء ومحافلها

  • السيد محمد جلوخان

    السيد محمد جلوخان

    هو الخطيب الضرير السيد محمد علي المعروف ( أبو تمام ) بن السيد محمد بن باقر بن مرتضى بن باقر بن حسن بن محمد بن محمد أمين بن علي بن كاظم بن حسن بن علم الدين بن طعمة ( الثاني ) بن شرف الدين بن طعمة كمال الدين ( الأول ) بن أبي جعفر أحمد بن يحيى بن محمد بن أحمد ( الناظر لرأس العين المدفون في شفاثه ) بن أبي الفائز ( ويقال لولده آل فائز ) بن أبي جعفر محمد بن علي الفريق بن أبي جعفر محمد الحبر الملقب بخير العمال بن علي المجدور بن أحمد أبو عانقة بن محمد الحائري المعروف بالعكار بن إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم ( ع ) .
    وتعرف أسرته في كربلاء بـ ( آل السيد امين ) المتفرعة من قبيلة آل فائز ، ولقد غلب عليها شهرة آل جلوخان لمصاهرة أسرته بالسادة آل جلوخان المتفرعة من قبيلة آل زحيك .

    ولد في كربلاء سنة 1347 هـ وتدرج في أحضان أسرته وما أن شب وترعرع وتصلب عوده اتصل بعلماء وخطباء كربلاء وارتاد المعاهد العلمية وتلقى تعاليمه على أساتذة قديرين حيث درس المقدمات في النحو والصرف والمنطق على السيد محمد الحسيني والسيد مصطفى الاعتماد والسيد عبد الرضا المرعشي الشهرستاني . وهو فاضل جليل حسن المحاضرة متضلع في الوعظ والإرشاد ، مارس الخطابة في الحضرة الحسينية المقدسة وفي بعض دور الكربلائيين ، وهو كثير الإحاطة بالأخبار والأحاديث والمواعظ الدينية يتمتع بالسجايا العالية ونزاهة القصد وعفة الضمير ، وله الدور الفاعل في تحريك الشخصية الإسلامية والدعوة الى التمسك بالتعاليم الإسلامية ونبذ الخلافات والمواجهة مع أعداء الدين .

    لبى نداء ربه في شعبان 1428هـ

  • السيد محمد باقر الفالي

    (السيد محمد باقر الفالي)

    ـ المولود سنة 1379 هـ
    هو الخطيب محمد باقر بن السيد أحمد الفالي الموسوي المولود في كربلاء سنة 1379 هـ الموافق لسنة 1958 م ونشأ بها ، ودرس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية ، دخل كلية الحقوق ونال درجة عالية . تفرغ لدراسة الفقه والأصول سنين عديدة . ثم انصرف الى مهنة الخطابة ، فرقى أعواد المنبر في إيران والكويت وسورية ولندن ، لمع نجمه واشتهر أمره ، وبلغ صيته الآفاق الواسعة ، ولا ننسى جهوده في البحث والتأليف والترجمة ، وهي تبين سعة علمه ، ونصاعة حجته وبراعة نقده وفصاحة لسانه وبراعة بيانه ، وبيته بيت الصلاح والورع ، مشهور بوفور الفضل ، وكثرة العبادة ، أسهم في بلورة وتوضيح مفاهيم الإسلام في المجتمع والدعوة الى التعاون والتعاضد والتمسك بمبادئ الأسلام وأهدافه النبيلة .

  • السيد جواد الهندي

    السيد جواد الهندي

     هو الخطيب السيد جواد بن السيد محمد علي الحسيني الهندي الحائري المولود في كربلاء في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري نشأ وترعرع في ظل أسرة علوية شريفة المحتد ، طاهرة الغرس ، تنتسب الى الإمام الحسين بن علي ( ع ) .

    عرف منذ صغره بالحذق والذكاء ، واشتغل بالأدب وظهرت مواهبه حتى عد من أعمدة الأدب وأساطين الخطابة وفحولة الشعر . درس على العالم الشيخ زين العابدين الحائري ( السيد جواد الهندي ) والسيد محمد حسين المرعشي الشهرستاني واشتهر في تضلعه في علوم اللغة العربية فقصده طلاب العلم والمعرفة ، وتخرج على يديه كثير من الفضلاء والعلماء . فهو من ذوي المواهب السامية والملكات الأدبية الرفيعة ، وقد أجمع المؤرخون على تضلعه بالنظم البديع بكل أنواعه وضروبه . ولعله كان العلم الفرد بين الذاكرين والقراء في مدينة أبي الشهداء على ما يحدثنا السيد محسن الأمين في أعيانه . مال الى الشعر ودرس العروض وأجاد في نظمه . وشعر المترجم رقيق المعنى ، رشيق الإسلوب ، بديع الوصف ، يكثر فيه الشاعر من الأستعارة والتشبيه ، وهذا يدلنا على عنايته بتهذيب شعره وتنميقه . ولم تزل ألسن الشيوخ والمعمرين تلهج بعاطر ذكر ، وتطريه بكل تجله وإكبار ، حتى كان عاملا نشيطا متوقد الذهن مع رقة طباعه ودماثة أخلاقه .

    وفي كربلاء كانت تعقد مجالس يجتمع عندها العلماء والأدباء والشعراء ، يسمرون السمر اللذيذ ، ويتجاذبون أطراف الحديث وكان للسيد جواد من الكلمات المستملحة والطرائف الأدبية ما لو جمعت لكانت ثروة أدبية خالدة لا تقدر بثمن ، ولكن لم يبق منها إلا النزر اليسير . وقد نشر بعضها في كتاب ( تراث كربلاء ) وكذلك ( شعراء كربلاء ) .

    توفي خطيبنا سنة 1333 هـ ، ودفن في الروضة الحسينية بكربلاء ورثاه الشاعر الوطني الشيخ محمد حسن أبو المحاسن بقصيدة عصماء مطلعها :

      ليومك في الأحشاء وجد مبرح   برحت ولكن الأسى ليس يبرح  

    ومن مراثيه للإمام الحسين بن علي ( ع ) قوله من قصيدة :

    غريـب بأرض الطـف لاقى حمامه   فـواصلـه بيـن الرمـاح شوارع
    وأفديـه خواض المنـايا غمـارهـا   بكـل فتى تحبـو المنـون مسارع
    كمـاة مشوا حـر القلوب الى الردى   فلم يسـردوا غير الردى من مشارع
    فمـن كـل طلاع الثنايا يـا شمردل   طلاب المنـايا فـي الثنايـا الطوالع
    ومـن كـل مقـدام السـرايا بغـرة   تنيـر كبـدر التـم بيـن الطلائـع
    ومن كـل مرقـال الى الحرب باسل   سوى الموت في أجم القنا لم يصارع
    و من كل قـرم خائض الموت حاسر   ومـن كـل ليـث بالحفيظـة دارع
    تواصوا لحفـظ الآل بالصبـر غدوة   فأضحوا وهم طعم السيـوف القواطع

    وقال راثياً الإمام الحسين ( ع ) :

    أقاسي من الدهـر الخؤون الـدواهيا   ولـم ترني مـن الدهر يومـا شاكيا
    لمن أظهر الشكوى ولم أر في الورى   صديقـا يواسي أو حميمـا محاميـا
    وإني لأن أغـض الجفون عن القذى   وأمسي و جيـش الهـم يغزو فؤاديا
    لأجدر مـن أن أشتكي الدهر ضارعا   لقـوم بهم يشتـد فـي القلـب دائيا
    ويا ليـت شعري أي يوميه أشتكـي   أيومـا مضـى أم مـا يكون أماميا
    تغـالبنـي أيـامـه بصــروفهـا   وسـوف أرى أيـامـه والليـاليـا
    إبـاء به أسمـو على كـل شـاهق   وعزمـا يدك الشامخـات الرواسيا
    وأيـن مـن الأمجـاد أبنـاء غالب   سلالـة فهـر قـد ورثـت إبائيـا
    أبـاة أبـوا للضيم تلـوى رقـابهم   وقد صافحوا بيض الظبـا والعواليا
    غـداة حسيـن حـاربتـه عبيـده   و رب عبيـد قـد أعقـت مواليـا
    لقـد سيرتهـا آل حـرب كتـائبـا   بقسطلهـا تحكـي الليالي الدياجيـا
    فناجزهـا حلـف المنـايـا بفتيـة   كـرام يعـدون المنـايـا أمـانيـا
    فثـاروا لهـم شم الأنـوف تخالهم   غداة جثـوا للمـوت شمـا رواسيا
    و لفـوا صفوفـا للعـدو بمثلهــا   بحد ظبـى تثنـى الخيـول العواديا
    بحيث غدت بيض الظبـا في أكفهم   بقانـي دم الأبطـال حمـرا قوانيا
    وأعطـوا رمـاح الخط مـا تستحقه   فتشكـر حتى الحشـر منهم مساعيا
    الـى أن ثـووا صرعى ملبين داعيا   مـن الله فـي حـر الهجير أضاحيا
    وعافوا ضحى دون الحسين نفوسهم   ألا افتـدى تلـك النفوس الزواكيـا
    وماتوا كرامـا بالطفـوف وخلفـوا   مكـارم ترويهـا الـورى ومعاليـا
    وراح أخـوا الهيجا وقطـب رجائها   بأبيـض ماضي الحـد يلقي الأعاديا
    وصـال عليهم ثابت الجـأش ظاميا   كما صال ليث فـي البهائم ضـاريا
    فـردت علـى أعقـابهـا منه خيفة   وقـد بلغـت منهـا النفوس التراقيا
    وأورد فـي مـاء الطلـى حد سيفه   وأحشـاه مـن حر الظمـاء كما هيا
    الـى أن رمي سهما فأضمـى فؤاده   ويـا ليـت ذاك السهم أضمى فؤاديا
    فخـر علـى وجـه الصعيد لوجهه   تريـب المحيـا الإلـه منــاجيـا
    وكادت له الأفلاك تهوي على الثرى   بأملاكهـا إذ خـر في الأرض هاويا
    تنـازع فـي السمر هنـدية الظبـا   و من حوله تجـري الخيول عواديـا
    ومـا زال يستسقـي ويشكـو غليله   الى أن قضى في جانب النهر ضاميا
    قضـى وانثنـى جبريل ينعاه معولا   ألا قد قضى مـن كان للديـن حاميا
    فلهفـي عليـه دامي النحر قد ثوى   ثلاث ليال فـي البسيطـة عـاريـا
    وقد عـاد منه الرأس في ذروة القنا   منيـرا كبـدر يجلــو الديـاجيــا