المنظورات الحسينية ـ 1 17


مقدمة التحقيق

قال ألله تعالى :
«وَقُلْ إعْمَلُوا فَسَيَرَى أللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»
وقال الصادق ألأمين صلى الله عليه وآله وسلم :
«إنما ألأعمال بالنيات ولكل إمرىءٍ ما نوى».
لابد لكل عمل من ألأعمال من نية وهذه النية لها دوافع تدفع ألإنسان بالقيام بمثل هذا الأعمل.
وكانت النية قربة إلى ألله تعالى، والدوافع كثيرة التي دفعتني لهذا العمل منها:
أولاً: خدمة لعقديتي وديني ، وخدمة من خدم مذهبي.
وثانياً: جمع التراث الذي تبعثر هنا وهناك من أجل أن يظهر بحلة جديدة يستطيع القارئ أن يستفيد منها أكثر ويقتطف ثمراتها بسهولة.
بألإضافة إلى حبي لهذا العمل فتجدني سعيدا به بالرغم من مشاق العمل وصعوبته وبالرغم من كثرة مشاغلي ووقتي الضيق ـ وأستشهد دائما بالمقولة التي تقول : (أسعد الناس أكثرهم حبا للعمل الذي يؤديه).
وبما أن هذه الدوافع تحتاج إلى تأييد وتسديد ، فلقد وجدت ضالتي عندما بدأت بهذا العمل. . وجدت التأييد من أغلب خدمة الحسين عليه السلام.
وأما من ناحية التسديد فهو من المسدد سبحانه وتعالى أولاً ، وثانياً رأيت التسديد بأم عيني من أهل البيت عليهم السلام . وخصوصا نظرات من كانت ناظرة له في حياته ألا وهي ( فاطمة الزهراء عليها السلام) التي ألقت بنظراتها عليه وعلى أعماله فسمي على أثرها ( الحاج كاظم المنظور الكربلائي) وفي مماته رأيت نظراتها

المنظورات الحسينية ـ 1 18


المتتابعة على شعره وإنتشاره السريع فبقيت كلماته كالشهد على ألسنة القرّاء وأصحاب الذوق والمتطلعين إلى هذا النوع من الشعر الحسيني الذي رفد به المكتبات وصدحت به حناجر الراثين والمادحين من ذلك العهد وإلى يومنا هذا.
وأنا بإعتقادي سيبقى المنظور منظورا ما دام هناك منبر يرثي الحسين وأهل البيت عليهم السلام ، ولو فرضنا هذا الإفتراض فقلنا : بأن شعر المنظور بمرور ألأزمنة سينقرض، ولن تجد أثرا لدواوينه الخالدة سيبقى مطلع القصائد ماثلا ومتجليا أمام أشهر قصيدة عرفت على ألسنة محبي الحسين عليه السلام ألا وهي «آ يحسين ومصابه»هذا لو إفترضنا أن تنسى العقول والقلوب قصائد كثيرة منها :
(گلّي يلميمون) و ( يا محله الوداع إبهالمسيه) و ( يبن أُمي عالتربان عفتك رميّه) و( يبن أُمي إنگطع گلبي وعيني ظلت إربيّه) و ( من سگط منك علمنه) و (جابر يجابر ) و ( يمّه ذكريني ) و ( بطل بالغاضريه) و ( آنه أُم البنين ودهري ذبني) و ( طفله من يتامه الغاضريه) و(زينب يالتنشدوني عليها)و ( إلمن هالشمع وإلمن الحنه)و( زينب والحسين إو گمر هاشم)و( يالنايم إعله العلگمي) (زينب تعنّت للمعاره إتنادي يحسين) و ( ليش إحسين متكسره إضلوعه) و ( ردينه من اليسر ردينه) و (يبني الضيعتني إبضيعتك مني) و (يحسين أخبرك من طحي عالغبره) و (عالمشرعه العباس) و(شوف أُمك ابيا حاله) و ( دلوني دلوني يا ناس دلوني) و (شهر ألأحزان أحزان) و (يا گطعة الچفين)و (أمسه راس الحسين إويه الجسد) و (تاريخ ألأحرار) و (دمع اليّكت إعله حسين) و (من ركب ميمونه) و (يفاروق الديانه) و (شيگول الگلب دسمع يحيدر) و (وجدان هذا العالم وتكوينه) و (يا علي لو ما يمينك) و ( أسأل إمن المعبود) و (خير ألأعمال الولايه) و (هاك إخذ يا با ألحسن هاك

المنظورات الحسينية ـ 1 19


عهدي) و (من فضل بارينه) و (هاك إخذ من معجزاته ) و ( أه إعليك يلمرتضه) و (يا حسين أوهبت للعالم حياتك) و (مفروض عالناس ) و (صاح أبو محمد صاح).
وقبل نشر هذه الدواوين كانت لدي فكرة جمع القصائد الخالدة أمثال ما ذكرت بديوان واحد وجمعها على (CD) قراءة وكتابة وتسجيلا وهذا غيضٌ من فيض ذكرته لك عزيزي المتطلع لأنني لم أستطع ذكر قصيدة وترك ألأخرى وذكرت هذا النموذج من القصائد لشهرتها وقوتها ورصانة ومتانة سبكها ولحنها المميز.
وبإعتقادي أن خلود ( ألأديب الحاج كاظم المنظور الكربلائي رحمه ألله) وشهرته العريضة يرجع إلى أسباب كثيرة نذكر على ألإيجاز منها:
1 ـ نظرأهل البيت عليهم السلام له وخاصة لطف وعناية الحسين عليه السلام والزهراء عليها السلام.
2 ـ ألإخلاص التام والمنقطع لأهل البيت عليهم السلام. ولخدمته الحسينية الطويلة ألأمد.
3 ـ قوة ومتانة نظمه وسلاسة كلماته بنفس الوقت، بحيث يستخدم المفردات الرقيقة والبسيطة التي تدغدغ المشاعر وتلهب النفوس وتأجج العواطف وتفجر ثورة الدموع في عيون المحبين كسيفٍ يقارع الظالمين . لذا كان حقا أمير الشعراء الشعبيين على مرّ ألأزمنة.
4 ـ وعامل آخر من عوامل النجاح وألإبداع وبرأيي إنه مهم جدا ، ألا وهو لحن القصيدة وطريقة إنشادها والحنجرة المخلصة التي تصقل جواهر الكلام والمفردات حيث وجد الشيخ كاظم المنظور ضالته ومن يشاطره الحب والإخلاص وهذه المسيرة الطويلة المشاق ألا وهو الرادود الحسيني الشهير ( المله حمزه الزغير) رحمه ألله تعالى وحشره مع الحسين عليه السلام وآله. فقصائد المنظور أخذت المساحة الواسعة والصدى العريض في أصقاع ألأرض كافة

المنظورات الحسينية ـ 1 20


. . ,اسس مدرسة متكاملة مترامية ألأطراف تخرج منها الكثير الكثير من الشعراء والرواديد ولهما الفضل الكبير في تقويم ورصانة المنبر الحسيني الخالد فهما بحق توأمان وِلدا في ساعة واحدة من رحم ألإبداع والشهرة.
ولقد لعب المرحوم حمزة الزغيّر دورا كبيرا وفعالا على نشر قصائد الشيخ كاظم المنظور قبل نشرها وطبعها في الدواوين . وأغلب القصائد التي ذكرتها سلفا كانت محفوظة وتردد على ألسنة العشاق.
فهذه النقاط وألأسباب التي ذكرتها هي بإعتقادي سبب شهرة شاعرنا المرحوم، ولقلما تجد هذه الأمور وألأسباب التي دعت لنجاحه متوفرة في شاعر أو أديب. فإنقضت ألأيام وتداولت بين الناس ومرت عقود على شعره ورحيله ولا زالت تلك العذوبة والحلاوة نتحسسها كلما طرقت مسامعنا من قريب أوبعيد.
فهذه اللآلئ والدرر المكنونة في قعور البحار تحتاج إلى غواص يغوص في ألأعماق ليستخرجها ويعرضها بضاعة فاخرة تسر الناظرين . فهذا الكنز الثمين المقفل الذي هو تحت ألأرض كان مفتاحه لسان المنظور.
حيث قال رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم : «إن لله كنوزا تحت ألأرض مفاتيحها ألسنة الشعراء». فستظل كنوز شعر المنظور مفتحة يقتني جواهرها الغادي والبادي عبر ألأزمنة وألأدوار. وأنا أقل من يتحدث عن هذه الشخصية النادرة التي كسحت ما قبلها وما بعدها . . فهو حقا رائد القصيدة الحسينية الصادقة بلا منازع. وهذا لا يعني أني أتطاول على ما سبقه من شعراء ومن جاء بعده. ومن أنا حتى أقلل من قدرات وإبداعات ألآخرين ولست ممن يضع الدرجات على ألأوراق ألإمتحانية فكل واحد منهم له دوره وكل الشعراء الحسينيين لهم الدور الفاعل بإستمرار هذه المسيرة الطويلة منذ بدأ ألإسلام إلى يومنا هذا وإلى يوم يبعثون. وكما يقول المثل (كل وردة لها عطرها

المنظورات الحسينية ـ 1 21


ورائحتها) وفق ألله جميع العاملين من شعراء ورواديد لخدمة من كان جبرائيل عليه السلام خادما عنده ويكفيه بذلك فخرا. .
إلى هنا أكتفي بهذا القليل وهوغيض من فيض وأحس بأنني كلما تحدثت أكثر لم أف بالغرض المطلوب ولكن كما يقال : (ما لا يعرف كله لا يترك جله). . .

إستطلاع :

أود هنا أن أُطلع القارئ المتتبع لهذا أللون من شعر الشاعر الكبير الشيخ كاظم المنظور على ما قمت به من عمل شاق ومثمر خدمة مني إلى من خدم الدين والمذهب والعقيدة الحقة وإلى جميع عشاق هذا الشاعر الفذ.
وأُوجز عملي بعدة نقاط قمت بأدائها حول ديوان المنظورات بأجزائه ألأربعة منها :
1 ـ جمع القصائد غير المطبوعة في دواوين الطبعة القديمة وأشرت لها في الهامش.
2 ـ تصحيح وتنقيح وإعداد ( أحد عشر ديوانا) من شعر المنظور ، حيث أن الطباعة القديمة توجد فيها أخطاء مطبعية كثيرة لا تحصى وكلمات لم تعرف وغير واضحة للقارئ.
3 ـ توجد بعض القصائد ناقصة إما من المقاصير أو بعض ألأسطر الضرورية فتجاسرت بعد أن أخذت ألإذن من أكثر المتطلعين وأكملتها من غير خلل في المعنى ووضعتها بين قوسين حفظا للأمانة.
4 ـ قمت بتبويب الدواوين حسب التسلسل من حيث قصائدها حيث كانت القصائد غير مسلسلة وغير مُعدة إعدادا جيدا كي يتسنى للقارئ أن ينتقي أو يختار ما يحتاجه من قصائد بسهولة . وإختصرت الوقت على القارئ حيث إختصرت (11 ديوانا) إلى ( 4 مجلدات). وكل مجلد يحتوي على عدة

المنظورات الحسينية ـ 1 22


أبواب .
مثلا المجلد ألأول من المنظورات الحسينية الذي هو بين يديك يحتوي على :
المنظورات ألإلهية ـ المنظورات ألأحمدية ـ المنظورات العلوية.
وكل فصل يحتوي على جميع القصائد التي تشمل على ما يدل عليه ذلك الفصل إبتداءً بقصائد ( الگعدة ) الجلوس إلى قصائد ( الوگفة) القيام ومن ثم الهوسات والمستهلات وألأبوذية والموال.
5 ـ جعلت لكل قصيدة وزنا من ألأوزان مع شرح مبسط لذلك الوزن وذكرت ذلك أسفل كل قصيدة أما الوزن المكرر فقد ذكرته تحت عنوان القصيدة جانبا ليتسنى للقارئ معرفة هذا الوزن.
6 ـ يوجد خلل في بعض ألأوزان . وذلك يعود إلى الطباعة القديمة وسقوط بعض الحروف وأشرنا له ووضعناه بين قوسين وأؤكد ذلك بأن السبب كان من الطباعة القديمة التي تؤدي إلى مثل ذلك وعالجناها بما هو ممكن ونأمل بأن تخرج هذه الدواوين بحلة جديدة يستفيد منها الجميع ويقطف ثمارها اليانعة في كل آنٍ وزمان لأنها قصائد تواكب كل العصور وكلما قرأتها ستجدها كأنها كتبت ألآن.
أكتفي بهذا القدر اليسير راجيا من ذلك وجه ألله ورضاه وأن يتقبل من شاعر المنظورات ومنا هذا العمل القليل وأن يحشرنا في زمرة خدام الحسين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى ألله بقلب سليم وما توفيقي إلا بألله العلي العظيم ثم الصلاة والسلام على نبينا الكريم محمد وآله ألأطهار.

ألأقل
الشاعر السيد سعد الذبحاوي
أصفهان ـ إيران 1424 هـ /صفر ـ 2003 م



المنظورات الحسينية ـ 1 23


شكر وتقدير

قال ألإمام الرضا عليه السلام:
«مَنَ لَمْ يَشْكرْ المُنْعِمْ مِنْ المَخْلُوقِينَ لَمْ يَشْكُرْ أللهَ عَزّوَجَلّ»

عيون أخبار الرضا : ج 2 ص 24


تيمنا بهذا الحديث الشريف نتقدم بوافر الشكر وألإمتنان إلى جميع ألإخوة ألأعزاء الذين بذلوا جهودا طيبة لا يستهان بها من أجل إخراج هذا الديوان إلى حيز الوجود بهذه الصورة المناسبة.
نشكر الباذلين مالاً وفكرا وجهدا ـ الذين قاموا بعمل كبير ، ألا وهو جمع هذا التراث الجم من التلف والضياع وتصحيحه وتنقيحه حيث كانت الطبعات القديمة قد أهملت منه جانبا كبيرا وذلك لرداءة الطباعة القديمة وعدم تبويبه حسب المناسبات.. وكذلك نشكر الذين زوّدونا بالقصائد غير المطبوعة سابقا، وكل من سعى في هذا المجال.
ونخص بالذكر ( الحاج إسماعيل جنتي الكربلائي ) الذي قام بطبع هذه المجلدات ألأربعة على نفقته الخاصة.
وكذلك نتقدم بالشكر والتقدير إلى الشاعر ألأديب السيد ( سعد الذبحاوي) الذي قام بتحقيق هذه الدواوين.
وما عند ألله خيرٌ وأبقى ، وجزى ألله المحسنين خير الجزاء .

مركز تحقيقات وكمبيوتر كربلاء
الحسينية الكربلائية
إيران ـ أصفهان / صفر المرجب / 1424



المنظورات الحسينية ـ 1 24




المنظورات الحسينية ـ 1 25


الفصل ألأول


المنظورات ألإلهية

ويشتمل على القصائد التالية:
1 ـ إحذر الدنيا «يا صاح خل عنك الدنيه وهواها» (گعده) 27
2 ـ عيد مبارك وطاعة مقبولة «يهلال عيد الحكمه بالحكمه» (گعده) 32
3 ـ الكون الدوار «سايره الدنيه بهلها مثل عيس الهايمه» (لطم) 34
4 ـ الدنيا تمور «النفس تعلم بالقيامه إشقدمت وشأخرت» (لطم) 39
5 ـ الوعظ وألإرشاد والدعوة إلى السداد «تنتصب محكمه كبره للخلگ بألآخره» (لطم) 45
6 ـ آيات بينات«إعمل إلدنياك چنك بيها عايش للأبد» (لطم) 50
7 ـ التنبيه للغافلين عن موقف يوم الدين «يا من إبدنياك غافل عن حديث الغاشيه» (لطم) 55
8 ـ الوعظ المفيد الكافي عن الترديد «لا يغرّك هوه الدنيه تره الدنيه غاويه» (لطم) 61
9 ـ النداء إلى السباق وتهذيب ألأخلاق «يا من إبدنياك شاغل نفسك إبطول ألأمل» (لطم) 66
10 ـ الشاعر يخاطب الحسين عليه السلام «يا حسين أدريك گلبك عله المذنب ينچسر» (لطم) 71
11 ـ في المواعظ والحكم «دنياك يا صاحب لتامن بيها ساعه ويصير السافل إبعاليها» (لطم) 72
12 ـ أمثال ومواعظ وحكم «يا صاح خوض ابوديان عصرك وإخذ صافيها» (لطم) 75
13 ـ لا يدرك الحق إلا بالجد «سمَّح إدروبك يالتريد الراحه» (لطم) 79
14 ـ ساعات الفرج «ساعاته ساعاته والفرج ساعاته» (لطم) 83


المنظورات الحسينية ـ 1 26




المنظورات الحسينية ـ 1 27


(1)
إحـذر الدنيـا وختاما بالقاسم عليه السلام

«شيعتي گعده»(1)

يا صاح خل عنك الدنيه وهواها
لا تتبع إهواك دنياك دنياك
كل ساعه صوره والدهر واضح بيانه
* * *
إحذر الدنيه التنجلب كلسا إبصوره
والجهل مغفول عنها وشامخ إبغيها غروره
واليحللها بشعوره ذاك يتقدس شعوره
يالراضع بثدي الجهل
لا تجر بحبـال ألأمل تعثر إجدامك بألأجل
إنتبه من غفلتك دنياك عبره
لا تظل مغفول ولتظن يمجهول
سايج الدنيه ينطوي إبچفك إعنانه
* * *


(1) وزن الشيعتي : وكذلك يسمى «الشبگها»وزن قديم جدا وسمي بالشيعتي نسبة إلى القصيدة التي تنسب إلى إلإمام سيد الشهداءعليه السلام:
شيعتي مهما شربتم عذب مـاءٍ فإذكروني
تفعيلته :
فـاعلاتن فاعلاتن فـاعلاتن فاعلاتن
المنظورات الحسينية ـ 1 28


وإعتبر دنياك روضة شرف مغروسه الرباتك
لا تخبط إهروش بيها تنگطف وردة حياتك
إتجرد إثياب المذلّه وإرتدي بعزّة إباتك
وترَشّح إبنور الورع
سن الطمع سن الطمع بالصخر لو ينبت رتع
لا تفتح إبوجهك أبواب المطامع
لو ردت ترتاح يا صاح يا صاح
إنصف وناصف والجهل قَصِّر إلسانه
* *
إرياض دنياك المزهره نابت إعله الشر شجرها
لا لتجني ثمر منها وإنشد الضايگ ثمرها
تهجس إبثغرك شهدها وينمزج بالريج مرها
وإكتفي ولا تنشد بعد
لتشيه عينك بالحسد نام برغد نام برغد
لو شفت عمّ الخطر والفتن تسعر
(سلمى) بشرف كون آمن ومأمون
لتخون دينك والوطن شيّد كيانه
* * *
والوطن غذاك نبته وريع جسمك من نميره
لا تغضّ البصر عنّه لو چنت صاحب بصيره
وكون إلك بالدين عروه تلتزم بيها السريره
مبدئك إلزم مبدئك
مرجعك أصلك مرجعك وأللي تضيعـه يضيعك


المنظورات الحسينية ـ 1 29


ميضيع لو ينعقد شرّ إتّصالك
بأصلك ومبداك تتجلّه معناك
لو واصلت حبل إتّصالك بالديانه
* * *
إنهج إبمنهج كتاب الباري وبسنّة نبيّه(1)
لو فكرتك متحملها معنه قرآنك خفيه
إقره دستور التمدن والحقوق المدنيه
نهج البلاغه منرسم
مفتاح قاصة كل علم ونبراس مصباح الحلم
وسرّ الحكم منطوي إنهج البلاغه
ما تعمي الگلوب ولتيــه الدروب
لو نعتبر نهج البلاغه مقتدانه
* * *
إعتبر نهج البلاغه منهج الدستور دينك
كون إلك توفيق سامي ينطوي إزمامه إبيمينك
تحافظ الدينك أمانه وبالوفه تلبّي يقينك
وتقدّس الحافظ وصيّة عوده
ولحسين سلّمها وبذل مجهوده والحسن نال بضنوته مگصوده
عرّيس ومنصّته إتراب الشهاده
ما ضيَّع إدعاه والعرس خلاه
ومن دم وريده خضّب إچفوف ألأمانه
* * *


(1) في النسخة القديمة (نبينه).
المنظورات الحسينية ـ 1 30


سر دليل الحسن جاسم وأفجعه بالغاضريه
وبالگبر ظلّت عيونه شابحه الجاسم إربيه
إنفجع من شاهد عزيزه إينازع إبحجر المنيه
جاسم يجـود بروحـه فوگ الغبره والحسن مثل إبنه يلوج إبگبره
وحسين تتكسر إبصدره العبره وطاح أبو اليمّه إعله ريحانة عضيده
وإتمدد إويـاه وتحنّه بدمـاه
وإحرگت گلبه المنفجع جمرة أحزانه
* * *
وبالمعاره حسين لايج حاير إبشيلة القاسم(1)
وبالخيم نصبت الحوفه وتنتظر جيته الفواطم
ساعه لن حسين إجاها وجاب عرّيس الهواشم
وينـادي إلمن هالشمع والحنّه عرّيسنه إبدم الوريد إتحنه
غلگن الحوفه والشمع طفّنّه مد جاسم بصف جسم ألأكبر
وبگلب الحسين نار الشبابين
ألله يعين العالجمر ثابت جنانه
* * *
وإنحبت رمله الولدها وبالنحب شاركت عمّه
وضمّته إبحجر المودّه أو گامت إبنحره تشمه
مثل دمع عيون رمله نحر جاسم فاض دمّه
إسم ألله إعله طولك يا شباب تنادي يا ريـع گلبي ويا نميـر أفّـادي


(1) في النسخة القديمة ( الجاسم) .
المنظورات الحسينية ـ 1 31


بيّضت وجهي عـد بنـات الهادي أوفيت ثدي أُمّك وأرضه رباها
لو فاتك اليوم عرسك يمحروم
أجَّل الباري عرسك إبروضة إجنانه
* * *

(تمت)



المنظورات الحسينية ـ 1 32


(2)
عيد مبارك وطاعة مقبولة

«شيعتي گعده»

يهـلال عيـد الحكمه بالحكـمه
صامت ألإسلام الشهر والدين عَيَّد وإنتصر
بالعالم الإسلامي
* * *
يا هلال العيد بيك الدين يتهلل سروره
من فضل شهرك أو شهرك رسم للطاعات صوره
أو صورة الطاعات بيها المسلم إيحسِّن أُموره
رمضان بالرحمه كمل رمضان بيه الحگ نزل
قرآن دستور العمل وإهتده الصايم إبنوره
والباري غامض علمه بالحكمه
باللوح يآمر عالقلم للصايم إيوفر النعم
بالعالم الإسلامي
* * *
يا هلال العيد شهرك يفتح أبواب المثوبه
ينزل الغفران منها إعله المله أو تصعد التوبه
أويقسم الباري إبجلاله يمحي للصايم ذنوبه
أو كل يوم من شهرك يمر عالصايم إيوافي أجر
أو كل مسلم إبليلة قدر إيطهِّر إمن الدنس ثوبه
أوصك النجاة إيسلمه بالحكمه


المنظورات الحسينية ـ 1 33


يالصايم إچسب وإكتسب وإبطاعة الباري إحتسب
بالعالم الإسلامي
* * *
إولو يريد أضعاف أجره الصايم أو عزّة مقامه
يگصد زيارة حسين إيطبق الصوم إو نظامه
إيعيِّد إو يلبس الخلعه إمطرزه إبنور ألإمامه
ليلة ألعيد إمن السمه تنزل صحايف مكرمه
(بيها خَتِم حامي الحمه)(1) ( وهاي للصايم كرامه)(2)
( والزاره يجلي الهمه)(3) بالحكمه
بسم الرسول أو عترته أو تتوسع بريحانته
بالعالم الإسلامي
* * *
والمثل گمر هاشم حاذق إبعلم ألإداره
إيسجل الزوّار يگطع بسم الحسين إستماره
الواحد إبسبعين أجره الينصرف بسم الزياره
ها ها يزاير سالمه لحسين وإخذ الغانمه
وإعلم الدينك عاصمه أصبحت روضة مزاره
أو ميضيِّع اليلتزمه بالحكمه
والشد وسام إبخدمته يعتق الباري رگبته
بالعالم الإسلامي
* * *

(تمت)



(1) ، (2) من نظمنا ، لأن البيت غير كامل.
(3) كانت (إوزوّار مهجة فاطمه).


السابق السابق الفهرس التالي التالي